رواية حياة مهدورة الفصل الثامن عشر18 بقلم رشا عبد العزيز
تململت في نومها لتستيقظ على لمساته الحانية ويده تتنقل بين خصلات شعرها ووجها فتحت عينها
ببطء ،يغمرها
خجل ،فارتسمت إبتسامة خفيفة على محيّاها، لتتسع إبتسامته وهو يراقبها.
-صباح الخير ياعروستي
اخفضت عينيها باستحياء وتوردت وجنتيها خجلًا ليمسك ذقنها يرفعه لتواجه عينيها عينيه
-مبروك يا إيمان
قالها وهو يطبع قبله على جبينها:
-أنا فرحان أوي يا إيمان أنا بحلم باللحظة دي من أول يوم شوفتك فيه
صمتها آثار ريبته لماذا لاتتحدث هل ندمت ليسألها؟!
-مالك يا حبيبتي مش بتتكلمي ولا بتردي عليا أنتِ ندمانة يا إيمان
لتهز راسها نافيه. (بقلم رشا عبد العزيز)
-لا
تود ان تخبره أنها لاتعلم ماتشعر به فقد اختلطت مشاعرها مابين الخجل والسعادة والحب
لكن نظراته المتوسلة التي غلفها الخوف جعلها تنحي خجلها جانبًا واغمضت عينيها تعتصرها
وقالت دفعة واحده:
-أنا بحبك
ثم أسرعت تدفن نفسها بين أحضانه وكأنها وجدت ملاذها وموطنها تداري عنه خجلها
تسارعت أنفاسه منتشيا بعد سماعه اعترافها، ليلف يده حولها يحتضنها بقوة وكانه يريد أن يخبأها بين أضلعه
-وأنا بموت فيكِ يا قلب يحيى
*************************************
عاد من عمله فتح باب شقته ودخل يعلم أن وجودها في المكان أحدث أثر رغم انها كانت كسولة وغير مهتمة ،
لكن شكل المكان اليوم بدا مختلفًا، نظيفًا ومرتبًا لم يُعِرْ لما رأى أي اهتمام ،فالجدار الذي بنته بينهما لن تهزمه
نسائم الود.
وقف أمام باب الغرفة التي يقطن بها منذ ان عادت وقبل ان يدخل وجدها تنادي عليه
-آسر، آسر
أجبر نفسه على الانتظار، رغم انه يود الهروب فلا يريد مواجهتها أبتسم ساخرًا داخل نفسه فسابقًا
كان يعود متشوقًا فقط لرؤيتها، او حتى الحديث معها رغم أن حديثها كان تافها ولاتتحدث سوى عن صديقاتها
وما يفعلن، لكنه كان يبادلها النقاش بحب
اقتربت منه تمسك ذراعه وتقول برجاء:
-آسر أحضرلك العشا أنا عامله البانيه اللي بتحبه .
تجهّم وجهه وهو ينظر إليها، وليدها التي تمسك ذراعه ليرفع يده يزيح يدها بعنف قائلًا بقسوة.
-مش عاوز منك حاجه
ليدخل الغرفة ويغلق الباب بسرعة، ويستند على الباب يستمع لشهقاتها خلفه رغم أن بكائها نغز قلبه، لكن كرامته صفعته، توقظه من غيبوبة المشاعر التي يحاول قلبه جرها إليها، ليجلس على السرير يخلع عنه حذائه ويخرج هاتفه
يشغل نفسه بالتصفح
أما عنها فقد ظلت تقف بصدمة لاتصدق أنه اصبح قاسيًا معها إلى هذه الدرجة لكنها تحاملت على نفسها لتضع يدها على بطنها المنتفخه تحادث صغيرتها
-هستحمل كل حاجه عشانك عشان أرجعلك أبوكي الي بيحبك أرجع آسر الطيب تاني آسر حبيبي
ثم ابتلعت غصه واكملت
-الي ضيعته من أيدي
اغمضت عينها لترحل بذكرياتها إلى ذلك اليوم الذي عرفت فيه معه جنس صغيرتهما، حين وقف بجانبها ممسكًا بيدها
والطبيبة تضع تلك المادة اللزجه على بطنها وتمرر الجهاز عليها بخفه لتظهر صورة الجنين على الشاشة ويبدأون فى الإستماع إلى صوت نبضاته التي تطرب مسامعهم لتتسارع نبضات قلوبهم كأنهم يخبرونه مدى سعادتهم به
ضغط على يدها يؤازرها، ويشاركها الفرحة بنظراته وابتسامته، ليستمعا إلى قول الطبيبة:
-عاوزين تعرفوا جنس البيبي؟
ليرفع يده يحتضن يدها بكلتا يديه ونظراته تحيطها بحب لتقول مريم:
-ياريت يادكتوره
-هو الي باين عندي انها بنوته
لتتسع ابتسامته بتلقائيه وهو يردد
-حبيبة أبوها هتشرف
بينما ارتسم العبوس على وجهها فلطالما تمنت ان تنجب ذكر لأنها تعلم انها لو انجبت فتاة ستشاركها حبه
وتصبح(ضرتها. وحبيبه أبوها ) كماتسميها
انحنى نحوها يساعدها في مسح تلك المادة بعد ان ناولتها الطبيبة المناديل ليدنو منها أكثر يهمس لها بحب
-مش قولتلك أني حاسس أنها حبيبة أبوها
لتقول له بضيق:
-ياسلام يعني أنت ماكانش نفسك فى ولد
قبل جبهتها بعد أن التفت ليتأكد من انشغال الطبيبة وقال بهمس:
-بنت ولد كله نعمه أهم حاجه أنه ابنك أنتِ يا نور عيني
عادت من ذكرياتها وهي تمسح دموعها بيديها نادمه وهي تتمتم لصغيرتها
-متخافيش حبيبي وحبيبك أكيد هيجي يوم ويسامحنا
********************************
-عاد إلى المنزل برفقة باسم وقلبه يسبقه شوقُا لرؤيتها فمّرأسبوعان منذ أن تم زواجهم ذاق فيهم معنى السعادة والاكتمال فاقت خياله بطيبتها ،ودلالها تعامله كأنه أغلى ماتملك تدللة كما لو كان طفلها الصغير، يغدق عليها بالحب فتغدقه بالحنان وكأنها العوض في أبهى صوره
-بابا هي الريحة الي أنا شاممها دي حقيقيه وإلا أنا من كتر ما نفسي فيه بقيت زي الي بتتوحم عليه
هتف بها باسم بمجرد دخوله لشقة والده ليتعجب يحيى من كلامه فيسأله
-ريحيه أي يا أبني؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
ليرفع باسم أنفه يسحب نفسا يشير لوالده بحركة من أصبعه
-المحشي يا بابا أنت مش شامم الريحة
ضرب يحيى كفيه ببعضهما وهو يقول مستهزئًا:
-محشي عليه العوض ومنه العوض هروح اتأكد من حاسه الشم عندك واشوف ايما ن طابخه أي
-لا أنا متاكد منها
تمتم بها باسم وهو يرى والده يتجه نحو المطبخ
وقف أمام باب المطبخ يطالعها و وجهه يشرق بوميض العشق يراها منكبة على بعض الخضار تقطعه
-حبيبتي الي وحشاني
اتسعت إبتسامته وهو يراها تترك ما بيدها وتهرول نحوه حالما سمعت صوته وتطبع قبله على وجنته
-حبيبي الحمد الله على السلامة
-الله يسلمك ياقلب حبيبك
ضحك وهو يري تورد وجنتيها خجلا من كلماته ليقرص انفها ويقول:
-بتتكسفي؟!
أبتسمت مرتبكة من كلامه
-لما أتعود هبطل أتكسف
داعب وجنتها بحب يخبرها
-دا أحلى حاجه فيكي كسوفك بحس أنك حاجه رقيقه أي نسمة هوى تحركها
عيناها كانت تخبره الكثير، لكنها تختار الصمت الخجول كانّها لاتزال صبيه تتعلم الحب معه
تزهر على يديه بنوع آخر من الحب ،حب جاء بعد صبر لتكون حلاوته مضاعفة
لاحظ صمتها الذي تعود عليه عندما يحاصرها بغزله كالطفلة حديثة الكلام تراقبه تتعلم منه لغه العاشقين
مرت ثواني بينهم سكت فيها الكلام وتحدثت فيها العيون حتى أخرجهم من تحديقهم ببعضهم صوت باسم
الذي هتف مستفسرا
-هااا يا بابا طلع كلامي صح
انتبه على ندائه ليضحك وهو يسألها
-الوالد المفجوع إلى برا دا هيدوشنا هو انتِ عامله محشي يا إيمان
تبسمت على وصفه وردت مؤكده
-ايوه ثواني وهايكون جاهز
وقبل أن تبتعد أمسك يدها يقبلها بامتنان
-تسلم إيدك ياحبيبي
رصّت الأطباق على الطاولة وبدأت تسكب لباسم الذي جلس بلهفه ينتظر أكلته المفضله
-تعرفي يا إيمان انا بعشق المحشي وكنت بتشحتف عشان ألاقي حد يعملهولي
-بس يارب يعجبك
قالتها إيمان وهي تضع قطع الخضار في الطبق حتى امتلا فوضعته أمامه
-تسلم أيدك يا إيمان ريحته حلوه
-يارب يطلع الطعم كمان حلو
قالتها وعينها تترقب ردة فعله
-إيمان بلاش تدلعي الولد دا هتلاقي كل يوم بيطلب صنف
قالها يحيى الذي جلس للتو على المائدة
-كده يا باشا متشكرين
-مالكش دعوه بكلام يحيى يا باسم أي حاجه نفسك فيها قولي قبلها بيوم وأنا اعملهالك
تبسم باسم من كلامها وقال ممتنا
-متشكر يا منمن
ثم هم بتناول الطعام دس الشوكة في قطعة الخضار يضعها في فمه يمضغها بتلذذ ليغمض عينه مستمتع بمذاقها
وهو يقول:
-الله تسلم أيدك يا إيمان تحفه
ثم شرع يتناول اللقمة تتبعها الأخرى يلتهم طبقه بنهم ليقول وفمه لايزال مملوء بالطعام ممازحا والده
-كُل يابابا ياحبيبي الأكل يجنن كل متتكسفش اعتبر البت بيتك
ليرد عليه يحيى بذات المزاح
-متشكر ياسيدي
اجتذب اهتمام إيمان بيحيى انتباه باسم رغم اندماجه مع طعامه، لكن اهتمامها كان جليا امام عينيه
تصب له قدح العصير وتضعه أمامه تراقب طبقه وكلما رأته نقص اضافت قطعه أخرى
نظرات الحب المتبادلة بينهما سعادة والده التي نطقت بها عينيه قبل لسانه كل ذلك جعله
يتنهد بحزن يتذكر مافعلته شقيقته كم كانوا سيكونون أنانين وهم يحرمونه من هذه السعادة
***************************'***
جلست تطعم صغيرتها عندما احست بشروده حتى أنه يده لم تمتد للطعام
-مالك يا أمجد مابتكلش ليه
عاد من شروده علي صوت مناداتها ليرد
-ما ليش نفس
نبرت صوته التي اتخيلت فيها الحزن والقلق جعلتها توقن أن هناك خطب ما
-حبيبي مالك أي الي شاغلك؟
زفر أنفاسه بشده وقال متألما:
-أمي ياحنان شكلها تعبانة بس مش راضيه تقولي لما روحتلها النهاردة كانت ماسكه جنبها
لماسألتها ما ردّتش عليا كالعادة بس وشها مخطوف وشكلها موجوعة
رغم تأثرها بكلماته، لكنها لم تعلم بماذا تجيبه
-أن شاء الله مايكونش حاجه وحشه جايز ألم بسط فماكنتش عاوزه تقلقك
حرك رأسه يمينًا ويسارًا وقال نافيا:
-لا ياحنان دي كان باين انها مش حاجه بسيطه
-طب كلمها أطمن عليها
هز راسه موافقا رأيها رغم خشيته من ردة فعل والدته رفع الهاتف يتصل بها لكنها لم تجيب
عاود الاتصال وكاد أن ينقطع مرة ثانيه لكن أمجد صعق عندما وجد الخط يفتح وصوت والدته تتلوى وتستنجد به
-الحقني يا امجد
هرول نحوها كالمجنون لايعلم كيف وصل إلى باب الشقة حمد الله انه يمتك نسخه من مفتاح الشقة
اندفع نحو الداخل يصرخ مناديا عليها
-أمي أمي
فزع عندما وجد والدته جالسه على الأرض تمسك جنبها الأيمن وتبكي من شده الألم جثى على ركبته
يتلمسها ويسألها بقلق:
-مالك يا أمي؟
وبالكاد استطاعت إخراج الكلمات
-بطني يابني بتتقطع وكل شويه استفرغ الحقني يابني مش قادره استحمل
هَرْوَلَ يحضر لها عباءتها ووضع غطاء الرأس عليها، وحملها نحو سيارته منطلق بها نحو المستشفى
وصل إلى المستشفى ليخبره الطبيب بوجود التهاب في الزائدة الدودية ويجب أن تخضع لعمليه جراحيه لإزالتها
دخلت إحدى ردهات الطوارئ إستعداد لإجراء العملية
تركها في المستشفى وعاد إلى المنزل يحضر لها الملابس ويجلب النقود
دخل شقته شاحب الوجه، وعقله تتلاطم فيه الأفكار بعد أن اتصل بشقيقاته فاعتذرن عن الحضور
ماذا يفعل وشقيقه مع وزوجته في محافظه أخرى في زيارة لأهل زوجته
ركضت نحوه تسأله بقلق فور ان دخل:
-أمجد مالها ماما حصلها أي وانت اتاخرت كده ليه؟
دخل إلى غرفته يجمع النقود ويغير ملابسه بسرعة وهو يجيبها
-ماما طلع عندها الزايده ولازم تدخل عمليات بعد نص ساعه أنا جاي اخدلها غيارات وراجع
شهقت واضعة يدها على فمها لتسأله
-ومين هيروح معاك؟
وقف فجأة عما يفعله ومسح وجهه بضيق يتمتم
-هروح لوحدي
اقتربت منه تسأله بدهشة
-إزاي لوحدك يا أمجد انت محتاج حد معاك
تنهد يزفر أنفاسه بشده ليقول بقله حيله:
-أعمل أي الكل مشغول وخالد ومراته مسافرين
جلس على السرير يربط حذائه لتضع يدها على كتفه وتقول:
-أنا يا امجد هروح معاك
رفع نظره إليها يتأكد ماسمعه
لتهز راسها مؤكده
-هنودي كنزي عند إيمان واروح معاك المستشفى
وضع يده على يدها وقال بأمتنان
-متشكر يا حنان أنا خايف أوي عليها
ابتسمت تربت على كتفه بعد ان رأت الدموع تتجمع بعينبه
-أن شاء الله خير يا أمجد دي عمليه بسيطة
أومئ رأسه بالموافقة لتكمل
-ثواني هغير هدومي
******************************** **
-دخل شقته ليستمع إلى صوت ضحكاتها التي أطربت قلبه الذي بات يعشق تفاصيلها ويسعده أبسط أفعالها
اقترب من مكانها لتتسع ابتسامته عندما وجدها تلهو بالألعاب مع ابنة شقيقتها تفعل كل ماتطلبه منها كانّها تماثلها في العمر شعرت بوجوده لتنظر إليه مبتسمه
-مساء العسل
تركت الألعاب من يدها ونهضت بسرعة تهَرْول نحوه وتقبل وجنته
-حمد لله على السلامة يا حبيبي
-الله سلمك ياقمري
قالها وهو يطبع قبله على وجنتها هو الآخر ليسألها مبتسمًا
-أيه دا بسبوسة عندنا النهاردة أمال فين حنان؟
اقترب من الصغيرة يحملها ويقبلها وهي تخبره
-والدة امجد تعبانة وطلع عندها الزايده ومحتاجه عمليه عشان كده حنان سابت بسوسه عندي
-ألف سلامه عليها
-أحضر لك العشا
-ياريت ياروحي
قالها وهويلاعب الصغيره و يقذفها في الهواء ذهبت هي إلى المطبخ وانشغل هو مع الصغيرة
إنتهت من إعداد الطعام وعادت اليه لتجده لايزال
منشغل مع الصغيرة يجلسها على قدمه يدغدها
والصغيره تضحك جلست بجانبهم على الأريكة لتبتسم
بتلقائية وهي ترى اندماج الصغيرة معه ليقول لها يحيي:
-عاوز آكل تفاح
لتتعجب إيمان وهي ترى الصغيرة تقرب وجنتها منه ليضعها يحيى بخفه ويقبلها ثم يدعي أنه يمضغ شيء بفمه ويقول مبتسما:
-ممم حلوه اوي
لتضحك كنزي على قوله
اتسعت عينها وهي تجد الصغيرة تشير نحو إيمان تطلب منه أن يفعل معها نفس الفعل وهي تقول:
-ميمي. كمان
ضحك يحيى وهو يرى الدهشة والخجل المرسوم على وجهها ليردد مشاكسا لها
-ميمي عاوزين ناكل تفاح
ثم انحنى نحوها يعض وجنتها بخفه ويقبلها ابتسمت
بخجل على فعلته ليدعي هوالمضغ ويغمز لها ويقول:
-عسل
ضحكت على قوله وأخذت الصغيرة منه تلاعبها حتى نزلت من على قدمها وذهبت مبتعدة نحو ألعابها
التفتت اليه لتجده شارد الذهن
-يحيى مالك؟
انتبه لها ليبتسم ابتسامة باهته ثم تنهد بحزن وهو يقول:
-بسمة كانت بتحب العبه دي أوي
أمسكت يده تحدثه بحنان:
-سامحها يايحيى
التفت اليها يقول مستنكرا
-انتِ اللي بتقولي كده يا إيمان
ربتت على يده بحب وقالت:
-يحيى بسمة بتحبك وعملت كده من حبها فيك هي أكيد ندمت على الكلام الي قالته وأكيد أنت واحشها زي ما هي وحشاك
أمسك يدها يعتصرها بين يديه وهو ينظر داخل عينيها ويقول:
-حتى لو سامحتها عن حقي مش هقدر أسامحها على الكلام الي قالته ليكى دا إهانتك واهانتني
-وانا مسمحاها
قالتها بسرعة كي تخفف عنه الحمل وتتنحى عن كونها السبب في خصامهم
-انتِ بتقولي أي يا إيمان ؟!
-حبيبي أنا مسامحها صدقني هي مفكره أني هاخدك منها او حبك ليها يقل وأنك هتفضلني عليها
وأنا مش هالوم عليها أي بنت مكانها أبوها بيحبها زي مانت بتحب بسمه كان هتفكر كده
-دا مش مبرر يا إيمان
قالها بحدة مستهجن حديثها اقتربت منه اكثر ورفعت يدها تتلمس وجنته محاوله استمالته
-حبيبي وحياتي ماتخليش أحس بالذنب أني سبب مشكله بنكم
-أنتِ مالكيش دخل يا إيمان أنا الي دلعتها ومعرفتش اربيها
وضعت يدها على شفته تحاول منعه من إكمال حديثه الذي تستنكره
-أوعى تقول كده بسمة من اكتر البنات المتربية والي أخلاقها عاليه في المركز ارجوك بلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
ظل يحدق بها لثواني معدودة حتى استغربت تحديقه بها ليبتسم ويقول لها:
-انتِ أحلى حاجه حصلتلي يا إيمان ربنا يحفظك ليا
ثم رفع يده يضمها إليه ويقبل راسها
-وأنت أحلى هديه من ربنا
قالتها وهي تستوطن احضانه حتى شعرت بيد كنزي تدفع قدمها محاولة إبعادها عنه وهي تقول بلغتها:
-ابعدي
ضحك يحيى وإيمان على تصرفها لتخرج إيمان من احضانه وهي تقول مستنكره فعلتها وهي ترها تتسلق قدم يحيى وتجلس على رجله
-كنزي هانم دا جوزي حضرتك. (بقلم رشا عبد العزيز)
قالتها مازحة معها وهي تحاول احتضان يحيى من جديد وكنزي تدفعها وتحتضن يحيى ليدخل يحيى في موجة ضحك وهو يبادل كنزي العناق.
-بقى كدا يا انسه كنزي دانا ميمي بعتيني
-ملكيش دعوه هي بتحب عمو يحيى وعمو يحيى بيحبها
قالها يحيى ضاحكا وهو يحتضن الصغيرة
لتضرب إيمان كف بآخر وتقول باستهجان
-لا ومن اول لقاء
ليضيق يحيى عينه ينظر لها نظرة جانبيه وهو يقول:
-مش أحسن من ناس كانوا مسمينه غضبو أول ما شافوه
لتضحك إيمان على حديثه
*******************************''
-جلس أمجد يراقب زوجته بحب وهو يرى اهتمامها بوالدته، بعد خروجها من غرفة العمليات ومكوثها
في غرفة عاديه اليوم سمح لهم الطبيب بالخروج بعد قضاء ليلة في المستشفى سهرت فيها زوجته على راحة والدته يعلم أن الناس معادن في هذا الزمن وزوجته معدن نقي فرغم كل ماكانت تفعله والدته بها هاهو يراها الآن تنحنى تحت قدميها تساعدها في ارتداء خفها ثم تقف وتساعدها في ارتداء حجابها
حتى يعودو إلى المنزل تحت نظرات الاستحسان الممزوجة بالندم من والدته
وصلو إلى المنزل لتسرع نحو المطبخ تعد لها حساء خفيف، وتجلس أمامها تساعدها في تناول الحساء حتى انتهت وساعدتها على الاستلقاء ودثرتها بالغطاء
-محتاجه حاجه تانية ياماما
لتجد حنان الدموع تتكون في عينيها وهي تقول معتذر
-سامحيني يا حنان أنا جيت عليكى كتير واذيتك يابنتي سامحيني
ربتت حنان على كتفها وقالت:
-مسمحاكي يا ماما ربنا يشفيكِ
خرجت حنان من غرفة حماتها لتجد أمجد ينظر لها بحب اقتربت منه ليمسك يدها يقبلها ويقول:
-متشكر ياحنان مش عارف أقولك أي متشكر ياحبيبتي
-متشكرنيش يا أمجد دا واجبي أنت كنت محتاجني وانا وقفت جنبك
قبل أمجد رأسها وقال بأمتنان:
-متشكر يا حنان على عملتيه مع ماما
ابتسمت حنان وهي تعلم مقصده
-إيمان كانت دايما بتقول احنا مش بنعامل الناس بالمقابل احنا بنعامل الناس با اخلاقنا واصلنا
-ونعم الأصل يابنت الأصول
قالها وهو يمسك يدها يقبلها من جديد لتقول له مشاكسة:
-هما مش بيقولوا لأجل عين ألف عين تكرمو اهو أنا بعمل كل دا لخاطر عيون حبيبي
احتضنها امجد بقوة بعد كلماتها وقال:
-وحبيبك اسعد راجل في الدنيا عشان عنده زوجة زيك بحبك ياحنان
***********************.
-طلب منها ان تعد له القهوة فهو وجلس ينتظرها وهو يتصفح هاتفه حتى وجدها تدخل وهي تحمل كوب من العصير وتضعه امامه
ليرفع حاجبه مندهشًا من فعلتها وهو ينقل نظره بين العصير وبينها
-أنا طلبت قهوة مش عصير
-عارفه ياحبيبي
قالتها وهي تجلس بجانبه عقد حاجبه وهو يلتفت نحوها
-ولما انتِ عارفه عملتي عصير ليه؟
-عشان صحتك ياباشا انت مش شربت قهوة من ساعة
قالتها بصوت منخفض وهي تنحني اكتر نحوه رفع يده يقرص وجنتها مبتسمًا
-ساعات بحس أنك امي بتخافي عليا زي ماكون طفل
ابتسمت على كلامه لايعلم انه تعدى جميع الحدود في قلبها فهو حبيبها وصديقها وزوجها وولدها تمارس معه كل الأدوار زوجته وأمه وحبيبته وتعيش معه جمال كل دور وتتذوق السعادة معه في كل حالاته
-لا أنا شاطر أوي في دور الأم وبعدين ياحبيبي لو ماخفتش عليك هخاف على مين
أشرق وجهه بابتسامة كبيره وكلماتها التي تشبه نسمات الربيع البارده في ليالي الصيف الحاره
تثلج قلبه وتحكم شباكها المتملكة حول قلبه تعلن انه متيمها وقلبه أصبح أسيرا مطيعا لها
أحاط وجنتيها يحرك إبهامه عليها بحنان وقال مشاكسا يمازحها:
-الحمد لله إيمان انفكت عقدت لسانك ياروحي
ضحكت على كلامه وقالت:
-من عاشر القوم ياحبيبي احنا تلاميذ مدرستك ياروحي
وكاد أن يميل عليها أكثر ليمتعض وجهه فجأة وهو يسمع جرس الباب يقطع عليه هذه اللحظة ليقول بوجه محتقن:
-هو مين الغلس الي جايلنا دلوقت
ضحكت على امتعاض ملامحه وهو ينهض متجه نحو الباب ليفتحه وقف أمام الباب وفتحه
ليقف متسمر وعلامات الدهشة مرتسمه على وجهه من هويه الطارق
