رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل الاول1بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز


رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل الاول1بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز 

فزورة النهاردة 
من هم العمرين الذي دعا الرسول صلي الله عليه وسلم  بان يعز الاسلام باحدهم. 
الحلقة الأولى
مروة حمد ي ومنى عبدالعزيز
فى  شقة راقية على النيل قاعد فى البالكونه بيشرب الشاى ويقرا الجرنال فجأة صوت صريخ ملأ الشقة .
_الحق يا حسين
وقعت كوباية الشاي  من ايده وبرعشه في صوته  وكلمه وحده خرجت من بقه برعب: مريم.
قالها وقام وقف بصعوبة ليجي صوت صرخة أقوي  بلع ريقه بخوف مقدرش يقف قعد مكانه مرة تانيه  كأنه انفصل عن العالم  ومع صوت  بينادي باسمه  قام وقف و  جرى  في تجاه الصوت  وقف قدام أوضة نوم بنته رجله مش بتتحرك  عينيه دمعت مع كل صوت بينادي عليه  مد ايده يفتح الباب  خايف مرعوب وايده على قلبه حاطط فى دماغه صورة وحده بس هيدخل يلاقي بنته عليها.
وقف قدام الباب خايف يدخل ومع صوت الصريخ غمض عينه ودموعه نزلت ولسانه بيهمس: مفيش هروب من المكتوب.
بخطوات تقيله دخل وعينه على السرير ال اول ما لقاه فاضى ضيق بين عينه وبص لمراته ال ماسكه ورقة وضماها لصدرها ودموعها مش موقفه واول ماوشافته قامت بسرعه مسكت ايده زى الغريق ال بيتعلق بقشايه: مريم يا حسين البنت مش موجوده سابت الورقة دى.
بلجلجه كملت: انا دخلن اصحيها زى كل يوم مالقتهاش قولت يمكن فى الحمام خبطت محدش رد قلقت فتحت لاقيته فاضى بلف لقيت الورقه متعلقه على المرايا، مريم مشيت يا حسين بنتى هتضيع منى لا لا هى ضاعت خلاص بنتى ضاعت.
فضلت تكلم نفسها بهيستريا اخد حسين منها الورقة وقعد على السرير وجواه حاجتين بيتخانقوا فرحته ان بنته ال فضاله لسه عايشة وبين خوفه من ال ممكن يحصلها بره وهو بعيد عنها وال هى نفسها متعرفش عنه حاجه.
بلع ريقه وبيقرا الورقة ومع اول كلمه 
" بابا حبيبى"
غمض عينه بوجع  وهمس: عملتى فيا كده ليه يا مريم؟ هونت عليكى يابنتى قلبى مبقاش حمل وجع انتى القاضية.
رفع الجواب تانى قدام عينيه مكنش قادر يقرأ الكلام عينيه زغللت ووجع صدره زاد عليه الورقة وقعت من ايده وقعد على الكرسي بتعب حط ايده على راسه وبصوت تعب… ليه يامريم توجعيني بالشكل ده ليه تكسريني وانتي اللي باقيه ليا 

ــــــــــــــــــــــــــــ
وفى مكان تانى فى قلب السما كانت بتبص من الشباك جنبها وبتقول لنفسها: ياترى ال عملته ده صح ولا غلط؟ ياترى هو عامل ايه دلوقت؟ هيسامحنى فى يوم؟ بس انا مكنش قدامى غير كده.
ايد مسكت ايدها ضمتها بصت للى قاعد جنبها وعلى وشه ابتسامه وزى مايكون عارف بتفكر فى ايه: ما تقلقيش كل حاجه هتبقى كويسة.
هزت رأسها بسكات ورجعت تانى تبص من الشباك وعنيها على السحاب: طول عمرى بحلم انى اخرج واشوف الدنيا بعينى انا واعيش زى العصافير بحرية وياما اتخيلت نفسى عصفورة بجناحات بس مكنتش اتخيل ان يوم ما الحلم يبقى حقيقة واطير فى السماء يكون هو ده احساسى او شعورى حاسة انى مخنوقة فى حاجه ناقصة بعد اخيرا ما اتشجعت وطلعت من حيز الخوف يكون هو ده طعم الحرية حاسة بمرار فى حلقى كاسر فرحتى قلبى موجوع وعارفة السبب كان نفسى يكون ده كله برضاكم.
نفضة مشيت فى جسمها كلها خلت ال جنبها بلهفة: حبيبتى مالك بردانه؟ تحبى اخلى المضيفة تجبلك بطانيه.

هزت رسها  بلاء ودموعها نزلت غرقت وشها. 
حوط كتفها بايده وقربها منه  مسح دموعها بايده التانيه وقا...  انا  عارف انه صعب عليكي  وصدقيني صعب عليا انا كمان بس مكنش قدامنا حل غير كدا ياما خولنا نقنعهم وهم على نفس موقفهم  واللي هيجنني انهم لاخر لحظه مش بيقول سبب مقنع لرفضهم . 
مريم... انا مش ندمانه يا احمد  انا لاخر لحظه  وانا بتمناهم يوفقوا  ونسافر وهم راضين عن جوزنا مش هربانين وبدل مجيلك لبسه فستان ابيض جايه بابسود ومدارية وشي عشان محدش يعرفنا. 

احمد.... اوعدك يامريم هنرجع وهيباركوا جوزنا واول ما نوصل  هعملك فرحان وهتلبسي الفستان الابيض وهتصوري بيه وهنبعتلهم الصور. 
مريم...  كان نفسي كل دا وهم موجودين معنا ونشوف  الفرحة في عيونهم. 
احمد... وانا كمان كنت اتمني كدا وخصوصا اني ولد وحيد ومعندش ولاد تانين يفرحوا بيهم، ودا اكتر حاجه مجانني انهم طول عمرهم  صحاب ويعتبر احنا متربين سواء يعني حياتنا مفتوحة على بعض اي سر  رفضهم لجوزنا. 
بصت للسحاب وقالت... انا زيك سالت كتير وكلامهم زود حرتي وماقنعنيش اي انهم خيفني ابعد عنهم والبيت جنب البيت. 
احمد… اللي مهون عليا أن ماما ساعدتنا وقدرت في وقت صغير تعمل جواز سفرك  اهو حد يفرح لنا. 
مريم… بس ليه مقولتش  لطنط على مكان سفرنا  ومواعيد الطيارة  ،  انا استغربت انك قولت لها اننا هنسافر سويسرا وبعدها المانيا. 
احمد… لان فعلاً  هنسافڕ سويسرا ونقضي فيها كام يوﻤ نتفسح فيهم ونزور قرية هايدي مش طول عمرك بتحلمي تزوريها وتعيشي اجواء قصتها انا ححقلك اول حلم وبعدها هنسافر للمكان اللي  هنعيش فيه. 
ـ مريم… ببتسامة حتي انا هتخبي عليا ولا هتعملهالي مفاجأة  زي قرية هايدي. 
احمد… بصراحه  هي مفاجأة  ومش مفاجأة  بس خايف ماما تتصل بينا تطمن علينا وتغلطي وتقوليلها  وأكيد  هيعرفوا انها ساعدتنا وا مش هيسبوها غير لما يعرفوا مكان سفرنا وأكيد كلمتين من بابا ودموع مامتك  هتسلم وهتحكي ليهم كل حاجه وكمل ببتسامة واكيد وقتها عمي مش هيخلي اكبر حته فيا قد السمسمه. 
مريم… ببتسامة باهته… بس بيحبك المشكلة انه بيخاف عليا زيادة وخصوصا بعد اللي حصل عارف يا احمد  انا قلقانه عليه اوي وفي نفس الوقت حاسة بالندم. 

بصلها بذهول والم… معقولة ندمانه يا مريم على حبك ليا. 
خطت ايدها على بوقه وقالت… اوعك تقول كدا….  بصت لعينه بحنان وقالت… معرفش يعني ايه للحياة وحلاوة الدنيا مدقتهاش الا معاك، انت وبابا وماما اغلى حاجه عندى كل حاجه ليا حياتي بعدهم كانت ما بين بابا وماما سنين وانا معرفش في الدنيا غيرهم لليوم اللي قبلتك فيه كنت عايشة في ضلمة وفاجأة حياتي دخلها النور، أمان محستهوش بعد منهم بابا وماما من كتر قلقهم وخوفهم  حصروني لولي حبهم ورعايتهم واهتمامهم من نظرات عيونهم  حتى من صوت نفسهم كنت وقفت قدمهم وبأعلى صوت قلت أنا ذنبي اي عملت اي غلط خلاكم لو طلتم تحطوني في قمقم مكنتوش هتتأخروا، حتي لما اعترفت لماما اني بحبك معملتش زي أي ام  تنصحي بنتها  وحتى معرفتش مين اللي بحبه جريت تصرخ لبابا  وتقوله البنت ضاعت ياما قلتلك بلاش تخرج  وتشتغل. 
أحمد بتنهيدة… مش ناسي اليوم دا  لما عمي جه لبابا ووقفوني قدمهم زي الطالب اللي عمل عمله تحقيق ولوم وعتاب واخر حاجه ابويا انا اتهمني اني خنت الأمانه.
مريم… لو بس يريحوناويقلونا اي سبب رفضهم واي السر. 

احمد بتنهيدة وضيق… ختى  ماما مخبينه عنها ومتعرفهوش عنه حاجه كتير اتخنقت هي وبابا بسبب رفضة.
مريم  بلجلجه.. …تفتكر قريوا، الجوبات ولو قريوها هيكون عاملين ايه. 
الاتنين في نفس الوقت اتنهدوا وغرق كل واحد فيهم بالتفكير

فجاءة مرة وحده شهقت بفزع واتعدلت.
احمد بقلق: فى ايه؟
مريم: احنا ازاى مفكرناش فى ده قبل كده؟ ماهو مفيش سبب مقنع للرفض غير كده؟!
احمد بانتباه: ايه هو ده؟
مريم وهى بتتلف ليه وبرجفه: اننا اخوات.
احمد فضل دقيقة ساكت بيستوعب ال هى قالتله وفضل يضحك بعدها لحد ما عنيه دمعه وبعدين بايده خبطها رأسها خبطه حفيفة:  حرام عليكى خضتنيى, يعنى ازاى نكون اخوات فى الرضاعه؟ انتى عارفه الفرق بينى وبينك كم سنه؟
مريم: انا عارفه إن بينى وبينك سبع سنين بس انا مقصديش اننا اخوات فى الرضاعه 
احمد بحيرة: قصدك ايه؟
مريم: قصدى يعنى..
وسكتت..
أحمد: قصدك ايه؟
مريم: ممكن يكون حد فينا ابن واحد منهم؟
احمد: مريم انتى واعية بتقولى ايه؟
مريم: يعنى انت عندك تفسير تانى ليها حجه أهلى خوفهم من انى ابعد عنهم اما انت حجه اهلك انك لسه صغير مع ان مامتك بقالها سنين عايزة تجوزك وكل ما يكون فى عروسة انت بترفض وكعلاقة اسرية مقربين جدا من بعض بابا وعم عزت ليهم سنين صحاب وقريبين من بعض اكتر من الأخوات والوحيد ال بابا وافق انى اشتغل معاه هو عمى وقاله انها هتكون بأمان مع ابنى.
احمد: لا لا صعب تفكيرك ده غلط، ازاى وماما هى ال مسهلة لينا موضوع الجواز وساعدتنا نهرب.
مريم: طيب فسرلى السر فى انك وحيد.
احمد: ماما قالتلى انى جيت بعد سنين طويله من العلاج ورحلة مع الدكاترة وحقن مجهرى.
مريم: فكر فيها فى سر فى الموضوع وان باباك يوافق بأى حد الا انا إلا إذا كان فى  سر فى الموضوع 
بلع ريقه بخوف وتوتر بعد عنها مسافه صغيرة بجسمه وعنيه بتعدى على ملامحها بيشوف لو فيها حاجه متشابهه من ملامحه.
هز رأسه بلا: ايه ال بتفكرى فيه ده وازاى دماغك وصلت لكده وجاية دلوقت تقولى كده؟ يابنتى تفكيرك غلط
 قالك كده وسكت وهو باصص فى عيونها ال جواها الف سؤال وسؤال وكل واحد فيهم بيكلم نفسه.
مريم: معقول يكون فعلا اخويا؟ طب وال حصل وضعنا انا وهو هيبقى ازاى ! انا كده وقعت نفسى فى مصيبة معقول يكون حبى ال حبتهوله حب أخوى، لا لا 
هزت رأسها بتنفى بسرعه وهو قاعد وايده ماسك بيها رأسه بيضغط عليها وحاسس انها هتنفجر من التفكير وبيكلم نفسه بحيرة: لا لا ده اكيد جنان استحالة ال بنفكر فيه يكون هو ده ال حصل بعدين انا فيا شبه كبير من بابا، يس لو الكلام ده صحيح؟ وضعى انا ومريم هيكون ازاى بعد ال حصل بينا.
هز رأسه بسرعه ورجع كلم نفسه يعقلها: لا متبقاش غبى استحالة يحصل ال بتفكر فيه ده ..
رجع تانى قال: لا بس إهتمام بابا نفسه بيها وانه يوصيني عليها كتير لدرجه انه خلاها معايا فى مكتبه واحد طول فترة تدريبها ده اوى كلمه قالها اول ما طلبتها " خنت الامانه" وحتى عم حسين ازا الوحيد ال سمح ليا اوصلها وهو عمره ما عاملها انها تركب بعيد عنه مع حد غريب وبعدين مشاعريا ال جوايا ليها مش معقول تكون مشاعر اخ لأخته أبدا.
بص عليها بطرف عينه وفى نفسه كمل بوجع: ليه يا مريم مفكرتيش الأفكار دى قبل الفأس ماتقع فى الراس ؟
جه صوت الطيار بيلعلن  انهم وصلوا بالسلامه.ويربطوا الاحزمة. 
بصوا لبعض وكل واحد فيهم غمض عينه ورجع بظهره لورا لحد ما الطيارة وقفت على الممشى  من غير كلام نزلوا زي الانسان الألى  عقلهم  مغيب  مش حاسين  باللي حوليهم ورغم برودة الجو والهواء الشديد كانوا ماشين مش حاسين باي حاجه و لا بزمان ولا بمكان لحد ما خلصت الإجراءات وخرجوا من المطار وقفوا تاكس وكل واحد فى ملكوت وبالرغم من أن دى امنيه مريم بس هى مكنتش مبسوطه اصلا ماكانتش شايفه حاجه. 
مريم… ياربي  طول عمري  بحلم بالرحلة دي ليه مش حاسه بسعادة. 
اديرت تبص لاحمد اللي قاعد قدام جنب السواق وبحصرة…  اه يا احمد على وجع قلبي. 
أحمد ساند على الشباك  مغمض عيونه  من شدة الصداع  قلبه هيخرج من بين ضلوعة  اتنهد بقهر… دون عن بنات الدنيا كلها  متحبش غير. 
قطع كلامة  وادير للسواق اللي بيكلمة وقاله…. سيدي لقد وصلنا الفندق  اقامة   سعيدة. 
نزل احمد من التاكسي وفتح باب التاكس من ناحية مريم  اللي قاعدة سرحانه وقال لها…  مريم  مريم يلا انزلي وصلنا الفندق. 
هزت راسها ونزلت من التاكسي  واحمد شال الشنطة في ايده وشاور لها تمشي  جنبه دخلوا الفندق و
 وقفوا عند الاستقبال يبصوا لبعض من غير كلام . 
 لسان حالهم بعد اللي وصلنالوا دا هينفع  نبقي في أوضة واحده. 
احمد بلع ر يقة وبصوت هامس  مريم هنعمل اي دلوقتي  قالها وهو رافع مفتاح الاوضة.
مريم  هزت راسها  وقالت بخجل… مش عارفه يا احمد انا عقلي هيشت، احنا وضعنا اي دلوقتي. 
احمد…  خلينا نفكر دلوقتي  هنعمل اي. 
مريم…  مش عارفه  بس مش هقدر اقعد في اوضة واحدة معاك  شفلك حل.احمد ادير لموظف الاستقبال يكلمة بالالمانية…  اريد غرفتين منفصلتين  وسنلغي جناح شهر العسل لو سمحت.
بعد ما حجزوا الأوض دخل كل واحد فيهم اوضته مريم اول ما دخلت اوضتها رمت نفسها على السرير وفضلت تبكي وتهبد على السرير جنبها  ….  مصيبة يامريم مصيبة وقعتي فيها  طول عمرك غبيه ازاي مافكرتيش  في السر غير النهاردة  هتعملي اي دلوقتي  ووضعك هيكون اي.
فضلت على حاله 
احمد دخل اوضة نومه دخل الحمام حط راسة تحت الماية  يخفف السخونيه والصداع  بعد شوية  رفع راسة وبص للمراية وشعره بينزل ماية على كتافة..*دماغي هتتفرتك من التفكير مصيبة وحلت على دماغي والمصيبة الأكبر لو الكلام طلع بجد واننا. 
خرج بسرعة من الحمام  بيصرخ…  لاء لاء دا مش صحيح استحالة  . 
سكت وبص لنفسة في المرايا وقال… لا انا مش هفضل في الجحيم دا انا من كتر التفكير  مبقاش فيا عقل انا لازم اتصرف واشوف حل وأكيد مفيش غير حل واحد. 
مشي بسرعه خرج من اوضته وراح خبط على اوضة مريم اللي اقربت من الباب وهي بتمسح دموعها  وبصوت ضعيف… مين. 
احمد…  افتحي يا مريم انا احمد. 
مريم فتحت بسرعة  احمد قالها… مريم احنا لازم نقطع الشك بالياقين بدل ما الافكار تاخدنا وتودينا امشي نروح اي مستشفي نعمل تحليل. 
مريم اخدت شنطة ايدها ومفتاح الاوضة وقالت… يلا بسرعة انا كمان فكرت في كدا  هو دا الحل الوحيد اللي هيحل لنا اللغز. 
راحوا المستشفى وبعد ما عملوا التحليل خرجوا ومريم بتسأل احمد… هم قللولك اي من وقت ما الدكتور كلمك وانت مش مظبوط ووشك قلب ا كل ما اسالك اقول في اي تقول لما نخرج هفهمك وادينا خرجنا برة المستشفى قولي فيه اي. 
احمد  اطمني مفيش حاجه كل اللي قاله ان التحليل هتتاخر كام يوم وانا قولتله اننا مستعجلين عليها اقال على الاقل  تلات ايام. 
شهقت وقالت… لسه هعيش على اعصابي تلات ايام  انا الكام ساعة اللي عدوا عليا عقلي طار من الفكر. 
احمد حاول يمد ايده  ويحضنها رجع ايده مرة تانيه وقال…  مقدمناش غير نصبر التلات ايام دول بالطول ولا بالعرض. 
احمد… مريم في سؤال تعبني ومش لاقي ليه ايجابه. 
مريم… عارفه يا احمد  هو نفس السؤال اللي  تعبني. 
احمد… هنعمل اي وقتها لو طلع الكلام صحيح ومصير جوزنا ايه  وقبل كل دا خبنا هنعمل في اي ماهو استحالة  الحب اللي حبناه لبعض يضيع بالشكل دا. 
مريم…  هجنن يا احمد رغم فكرت في كل الاحتمالات  بس انا ابعد عنك  دي ملغية من تفكيري. 
احمد… بينا نرجع الفندق نرتاح شوية مبقتش قادر اقف. 
مشيوا رجعين للفندق  وكل واحد سرحان في افكارة
/ــــــــــــ
حسين وقف بسرعة وقال… انا رايح لعزت البيت أكيد هي هناك  اكيد عزت ساعدهم ابنه ضغط عليه واقنعه وقالوا يحطونا قدام الأمر الواقع. 
هدي… ثواني هغير واجي معاك . 
قاطع كلامها صوت خبط جامد  على الباب. 
حسين  اتفزع وحط ايده على قلبه وبتوتر قال… ربنايستر هي نفس الخبطة  ياهدي  عليه العوض. 
مش بخطوات ضعيفه والدنيا بتلف بيه بيكلم نفسه… خلاص يا حسين  بنتك راحت منك اخر ماليا راحت. 
هدي برعب وتهتهه… كفالة الشر متقولش كده  ان شاء الله خير افتح  بسرعه انا رجلي مش شيلاني. 

زاد الخبط وصوت من وراء الباب جامد…  افتح ياحسين افتح ليه سبتها ياحسين ليه ما صممتش تبعدها. 
حسين مبقاش قادر يتحرك قلبه هيقف مد ايده  يفتح الباب  ولسه هيكلم وقع على الارض واخر كلمة قالها.. مريم 

هدي مراته صرخت بفزع وجريت عليه تفوق فيه  رجع الخبط على الباب وعلى الجرس  قامت بتشد نفسها وبصوت ملهوف وتهتهه… عزت اللحق حس ح سين .

جرى عزت على حسين  ونزل على ركبه… حسين فوق يا حسين فوق وقولي اي ذنبي اتحرم من ابني ابني تحويشه عمري. 
مريم بقهر ووجع من كلامة… عزت ارجوك مش، وقت الكلام  ده دلوقتي اللحق حسين هو كمان هيروح مني حسين  هو اللي باقيلي. 
عزت مد ايده  في جيبة واتصل على الاسعاف وادالهم العنوان وادير لهدي. 
عزت… هدي قوليلي ان مريم هنا يا هدي  قوليلي ان غلطت زمان مش هتهدم كل اللي بنيته. 
هدي…  ياريتني ما كنت عرفت ياريتنى ما كان قالى كنت فضلت على عماي وقولت نصيبى كده وقولت ده قدر بس ال عشته ال١٠ سنين ال فاتوا تعب اعصابى وانا كل يوم بشوفها قدامى بتكبر عن ال قبله ببقي فرحانه بيها وفى نفس الوقت مرعوبة مرعوبة تبرد يجيلها دور برد تكح حتى  اقعد ليالى قصدها ما انمش ١٠ سنين فى عذاب وتعب وخوف ورعب وانا كل يوم مستنية اللحظه ال هتتاخد منى فيها.
مسكت ايد حسين وهى بتبكى: قوم يا حسين الوجع مهما كنت اتخيله مش
 قادرة استحمله انا خايفة ماتسبنيش لوحدى انا مبقاش ليا غيرك قوم نشوف البنت نلحقها مش هقدر من غيرك.
عزت مسكها من ايدها بالراحه يقومها وقالها: قومى يا هدى خلى الاسعاف تشيله مش وقته الكلام ده انا مش ههدى غير لما اوصلهم ده ابنى وحيدى
اخدته الاسعاف وراحوا المستشفى وهناك قاعدين على اعصابهم مستنين الدكتور يخرج يطمئنهم هدى بتدعى وعزت ماسك تليفونه بيعمل اتصالاته، خرج الدكتور جريت عليه هدى وبقلق: طمئنى يا دكتور.
الدكتور: للاسف الدكتور حسين دخل فى غيبوبة.
شهقت هدى وحطت ايدها على بقها قرب عزت منه: وياترى السبب ايه يا دكتور.
الدكتور: للاسف مفيش سبب عضوى حتى حالة القلب مش سيئة لدرجه يدخل غيبوبة، كل اعتقادنا ان العامل النفسي هو السبب وان دكتور حسين زى ال بيهرب من حاجه او عقله رافض فكرة معينه فاختار الهروب.
قعدت على الكرسى منهارة: هرب بخوف من المواجهه وسبنى انا اعيش ده كله تانى بس المرة دى لوحدى.
عزت: انا عارف حسين كويس ميوصلش للدرجه دى الا اذا فقد قدرته على التحمل.
جات فى باله حاجه فبسرعه بص لهدى وقال: هدى خليكى انتى مع حسين وانا هروح ادور على أحمد عند اى حد من أصحابه،
[ وانتى حاولى على مريم عند اى حد من اصحابها.
بصتله هدى بزهول: عزت انت حصلك حاجه ما كله على إيدك هى كانت بتخرج من البيت اصلا؟ دى حتى تليفون مش معاها.
هنا قامت بصدمه وبخوف: انا ازاى فاتت عليا دى؟
عزت بانتباه: فى ايه؟
هدى: انا لازم اروح البيت حالا 
عزت: انا مش هينفع أوصلك ولا نسيب حسين لوحده قوليلى فى ايه وانا اتصرف  وهاتى مفاتيح البيت ياما تستنى اول ما ارجع لازم اعمل مداهمه فى بيوت صحابه قبل ما يوقعوا فى المصيبة ال هيعملوها.
هدى بلجلجه: لا، لا مفيش حاجه مهمه، انا بس اطمئن على حسين واروح باوبر طمئنى اول ما توصل لحاجه.
هز راسه واتحرك خطوتين ووقف وبنص لفه بتاكيد سالها: هدى، مريم ممعهاش بسبور سفر صح؟!
هزت رأسها بتاكيد وقالت: ولا عمرها سافرت بره مصر اصلا.
عزت… انا همشي  مفيش،وقت هتصل بيكي اتطمن على حسين . 
هدي… عزت ارجوك  طمنى اول بأول  وبشويش عليها هي لسه صغيرة ومتعرفش الحقيقة مع اني كتير اترجيت حسين يقولها كأني كنت حاسة  باللي هيحصل  بس خلاص معتش يفيد الندم. 

عزت… غلطة وكلنا  وقعنا  فيها، انا همشي ياهدي  و على تليفونات طمنيني على حسين اول بأول. 

هزت راسها وبصوت ضعيف… ربنا يستر من اللي جاي. 
مشي عزت   وفضلت هدي قاعدة خرج الدكتور وقال لها… مدام هدي قعدتك هنا ملهاش لازمه  حالة دكتور حسين مستقرة الحمدلله  تقدري  تروحي ترتاحي واي تطور هنتصل على حضرتك انتي او الدكتور عزت. 

هدي… بعد اذنك  يا دكتور ممكن ادخل خمس دقايق بس اشوفه واطمن عليه. 
الدكتور… مع انه ممنوع لكن هستسني  القوانين اتفضلي معايا للتعقيم. 
دخلت هدي وقفت جنب السرير بصه لحسين بحزن و
قعدت على السرير و مسكت ايد حسين   بين اديها  ودموعها نزله  عيونها عليه بصوت رايح من كتر البكاء  ... حسين فوق وفتح عيونك متسبنيش لوحدي انا مبقتش حمل اي صدمات  فوق يا حسين نلحق البنت قبل فوات الأوان  فوق ياحسين متسبنيش لوحدي  انا مبقتش  حمل لاي صدمة قلبي مبقاش حمل حزن وقهر ارجع باحسين  انا من غيرك هضيع مبقاش ليا خد اشتكيله وجعتي،  وخصوصا  بعد مريم ما، مشيت وسبتني. 

مسحت دموعها وبحرقة…  حسين لازم تفوق وترجعلي مريم انا مش هتحمل  تبعد عني  اسمعني يا حسين  انا مش هسمحك لو مريم مرجعتش  او حصلها اللي اي حاجه  ولو خربوش مش هسمحك. 
حطت اديها على وشها وبصوت مبحوح… ياريتك سبتنيى على عمايا يا حسين ياريتك مقولتليش  كنت راضية بقضاء ربنا وعايشه  ومحتسبة لكن انت اناني يا حسين. 




تعليقات



<>