رواية وصمة قلب الفصل الخامس5بقلم هاجر السيد


رواية وصمة قلب الفصل الخامس بقلم هاجر السيد

 "حبك سم"

الحي لم يكن كما كان ، كل زاوية فيه تتهامس بما جرى الليلة الماضية، وكأن الجدران نفسها شهدت الصراع بين القلوب المكسورة والوجوه المقنعة.

في صالة كبيرة يغمرها صمت ثقيل، جلست حلا أمام شاشة التلفاز، تحدق دون تركيز، عيناها متورمتان، آثر بكاء طويل 
الليلة الماضية 

 باب الفيلا اتفتح بعنف،
دخل مالك كالعاصفة، نظراته تشتعل بغضب لا يمكن تجاهله

مالك (بغضب شديد):
 "بقيت أضحوكة الحي بسببك... وبسببه"

حلا التفتت ببطء(واتكلمت لأول مرة من غير خوف):
 "إنت اللي زرعت النار... استحمل دخانها"

اقترب منها بخطوات ثقيلة، قبض على وجهها بيده كأنه يريد أن يخمد أي تمرد فيها،

مالك ( بنبرة مريبه):
 "فاكرة إنك بقيتي شجاعة؟ انتي مجرد دمية... وأنا اللي بحرك خيوطك"

لكنها لم ترتجف، نظرت إليه... وفي عينيها بريق لم يراه من قبل ،  بريق تحدي جديد بدأ يتكون في أعماقها.

---

                            [في مكان آخر]

 داخل مكتب يخنقه التوتر، كان شاهين يتحدث في الهاتف، (صوته مهزوز):
 "إحنا في ورطة... سيف مش بيهزر... ده بيخطط بذكاء"

الباب انفتح دون استئذان، كأن العاصفة دخلت مع خطوات رجل واحد.

دخل سيف، بابتسامة تخفي خلفها بحورًا من النار.

سيف (بنبرة تمزج بين السخرية والتهديد):
 "الاجتماع خلص بدري... ما تحبش تسهر معايا الليلة دي؟"

شاهين بيضغط علي ازرار الهاتف، لكن سيف يختطفه من يده

سيف ( بحده):
 "عيب كده، إحنا أصحاب قدام الناس"

اقترب منه، (وهمس بجملة جعلت الدم يتجمد في عروق شاهين):
 "مالك مش هو الحامي بتاعك... أنا اللي بحدد مين يعيش ومين يموت دلوقتي"

ترك على المكتب ورقة واحدة، بتوقيعات شاهين القديمة... أوراق قد تؤدي به للهلاك، ثم خرج بهدوء، كأنه أنهى لعبة كان وحده يعلم قواعدها.

---

          
                         [في بيت أهل حلا]

جلست حلا بجانب صديقتها رنا، وبدأت تحكي لها 

رنا( لم تصدق ما تسمعه):
 "يعني مالك ناوي يقتل سيف فعلاً"

حلا (بهمس بالكاد مسموع):
 "هو مش بيهدد... هو بينفذ"

ثم نظرت إلى الأرض، والدموع تتزاحم في عينيها:
"أنا بقيت مش عارفة أنا مين أصلاً... ولا بحب مين... ولا بكره مين"

سكون خيم على الغرفة. الصراع في قلب حلا بات واضحاً، وعيون رنا لم تعد تملك أي رد.

---

                         [مع اقتراب غروب الشمس]

عادت حلا إلى الفيلا. دخلت غرفتها، وكأن خطواتها تحاول أن تهرب من كل شيء.

جلست على الأرض، فتحت صندوق قديم، وأخرجت دفترًا غطاه التراب.

صفحت أولى الذكريات، بدأت تقرأ:
 "كنت بكتفي بنظرة منك، كانت بتطمني إن كل حاجة هتبقى بخير... بس دلوقتي... نظرتك بقت بتخوفني"

ثم أغلقت الدفتر فجأة، (نظراتها تحولت لصلابة):
"أنا اللي سيبتك... بس عمري ما نسيتك"

---

                            [بيت فارس]

في غرفة ضيقة تغرق بالفوضى والملفات، جلس سيف مع فارس.

فارس (بقلق):
 "شاهين خلاص تحت إيدك... مالك هينفجر"

ابتسم سيف، تلك الابتسامة الباردة التي لا يعرفها أحد إن كانت راحة أم بدايه اشتعال النار:
 "كلهم هينفجروا... على نار هادية"

ت(ردد فارس للحظة)،ثم سأل:
"بس ليه سايب حلا في النص؟ دي نقطة ضعفك"

نظر سيف بعيداً، عينيه تملأهما عتمة غريبة،( ثم تحدث بصوت مكسور لأول مرة):
"حلا ..بقت سم.. لو قربت منها تاني، أموت وأنا واقف"

خرج، وترك فارس في دهشه، عاجزاً عن فهم الرجل الذي أصبح خليطًا من الحب والجحيم.

---
                            [الفيلا مساء]
في غرفة شبه مظلمة، جلست رغدة، والدة مالك، تستمع لإذاعة تتحدث عن فضيحة شاهين.

همست لنفسها:
 "إنت بتغرق يا مالك... وأنا اللي كنت بسقفلك وإنت بتفتح باب النار"

دخل خال مالك حسين،

حسين ( بهدوء):
"الولد مش هيسمع... ده بقى شبح من كتر الحقد"

رغدة( خبطت رأسها بندم):
 "سيف مش هو العدو الحقيقي... مالك هو عدوه لنفسه"

---
                         [في مكتب الفيلا]
مالك كان قاعد وقدامه ملفات وعقود تحمل خيانات 

دخل أحد رجاله، (وجهه متوتر):
"بيه... شاهين خان، سلم ورق للنيابة... اسمك فيه"

اتنفض مالك من مكانه، مزق الملفات بعنف،
مالك ( بعصبية وصوت عالي):
 "سيف... أنا هحرقك بإيدي"

أمسك هاتفه، اتصل بشخص مجهول،
مالك (بصوت كله شر):
 "الليلة... سيف يختفي، وإلا هتختفي معاه"

---

                         [في منتصف الليل] 

في مكان مهجور، وقف سيف وسط الظلام ، رجال مسلحون بدأوا يقتربون منه، لكنه لم يتحرك

فجأة، خرج من الظلام شاهين، يرافقه ضابط شرطة فاسد

شاهين ( بصوت فيه انتقام):
 "مالك اللي بعتنا ليك... بس أنا قررت أغير اللعب"

الضابط وجه سلاحه نحو رجال مالك، وأمر بتقييدهم

وقف سيف، (وابتسامته ترتسم كأنها نذير موت):
 "لما الفئران تاكل بعض... الأسد بيتفرج"

ثم استدار، ومشى بهدوء، بينما خلفه تسقط الرؤوس... واحدة تلو الأخرى.

تعليقات



<>