رواية وصمة قلب الفصل السادس6بقلم هاجر السيد


رواية وصمة قلب الفصل السادس بقلم هاجر السيد

: "اللعب بالنار" 

كانت واقفة في البلكونة، عيناها بتلمع بشيء جديد… شيء بعيد عن الانكسار.
وجهها مرهق، لكن جوه فيه نار ، نار ما اطفيتش
الحي قدامها ساكن، هادي، بس قلبها كان بيغلي.
حلا… لأول مرة من شهور، كانت حاسة إنها مش خايفة.

وراءها، انفتح الباب،
خطوات تقيلة بتقرب.
مالك ظهر، ملامحه غاضبة، (وصوته واطي بس مرعب):
 "الليلة دي، سيف هيبقى تحت رجلي"

التفتت له ببطء، نظرتها كانت بارده، وجهها هادي، لكن عينيها فيها شرارة.
حلا (بهدوء، لكن نبرة صوتها كانت قوية):
"لو لمسته… عمرك ما هترتاح بعدها"

تجمد مكانه، مش فاهم، دي مش حلا اللي عرفها،
قبل ما يرد، انسحبت من قدامه… وقفلت الباب وراها.

---
                 [بعد ساعة ،في بيت أهل حلا]
كانت الأم جهاد قاعدة قدامها،( بتبص لها بقلق واضح):
"يا بنتي، انتي متغير، كل يوم عن التاني ..قلبي مش مطمن"

حلا (حاولت ترسم ابتسامة مصطنعة):
 "أنا كويسة يا ماما… بس تعبانة شوية."

الأب جابر ( بتوتر):
 "الحي بيغلي، وسيف رجع… وانتي كنتي خطيبته… مالك ممكـ"

لكن حلا قطعت كلامه 
حلا(بصوت أعلى من العادة):
 "كفاية كلام ، محدش هيفهم أنا حاسة بإيه… غيري"

سكت الكل.
أمها بصت في عينيها… شافت لمعه تحدي ،عمرها ما شافتها قبل كده.

---

                    [في بيت فارس] 
كانت الخريطة مفروده على ترابيزه خشبيه، سيف قاعد، صامت… عينيه بتقرا الخطوط كأنها كلمات انتقام.

فارس ( وهو يراقب تحركاته بقلق):
"يا سيف، انت بتدوس على دماغ الحي كله... النهاية مش بعيدة."

سيف( لم يرفع رأسه):
"أنا اللي بختار النهاية... مش هما."

ثم توقف فجأة، سحب من جيبه صورة قديمة لحلا. نظر إليها  لم يتكلم. لكن فارس رأى انكساراً خفيفاً في ملامحه.

فارس ( بهدوء):
"لسه شايلها جواك... رغم كل اللي حصل؟"

(صمت، ثم همس بصوت موجع):
"هي الوحيدة اللي خيبتني... والوحيدة اللي ممكن تقتلني."

طوى الصورة، وخبأها في جيبه، بص من الشباك.

سيف (عيونه تلمع بتركيز مرعب):
"النهاردة... مالك هيخسر لعبته قدام عينيه"

---

            [في غرفة مظلمة داخل الفيلا]
كانت رغدة، أم مالك، تجلس في غرفتها المظلمة ، ومالك جالس علي الكرسي أمامها، صوت الراديو يهمس بأخبار الجرائم والفضائح

رغده( ببرود دون أن تنظر لمالك):
"افتكر دايماً يا مالك... اللي بينضف الأرض، ما يسألش عن الدم."

مالك (بعصبية):
"سيف مش بيوقف... بيخترق الدائرة كل يوم."

دخل حسين، خاله،( بصوت ثقيل):
"يبقى لازم تقطع اللي بيربطه بالناس... حتى لو كانت البنت."

(ابتسمت رغدة بابتسامة خبيثة):
"أنا قولتها زمان... الحب ضعف، وانت متعلمتش يا سيف."

---
                    [في اوضه المكتب]
كان مالك يقف خلف مكتبه، يتحدث مع خالد، الضابط المعروف بقذارته.
مالك (بزعيق):
"أنا مش عايز بكرة الصبح ألاقيه عايش... انت فاهم؟"

 خالد (ببرود ):
"انت دايماً مستعجل... الطُعم لما يستعجل، بيقع في الصنارة أسرع."

مالك (بعصبية):
"يعني إيه الكلام ده؟"

خالد (ضحك بخبث):
"سيبها علي الليلة... وهشربك دم سيف في فنجان قهوتك."

---
                  [الفيلا -في اوضه حلا]

كانت حلا بتقلب في درج قديم،طلعت صندوق خشب صغير، فتحته( رسائل سيف،دفتر ذكريات)

فتحت أول صفحة،
إيدها بترتعش… عينيها بتدمع.

قرأَت لنفسها:
"كنت بكتب عنك وكأنك بطل حكاياتي… وكنت بخاف عليك من الدنيا… بس أكتر حاجة مرعبة… إني دلوقتي بخاف عليك… من نفسي"

قفلت الدفتر بقوة، ووقفت،
حلا (بهمس ثابت):
"أنا مش هفضل دمية"

---
                         [في منتصف الليل]

كان سيف واقف في شارع الحي ،، رجال خالد بيراقبوه من بعيد، بيستعدوا للانقضاض.

وفجأة،
ظهرت حلا.

قطعت الشارع بسرعة، وقفت قدامه.

سيف (بص لها بانفعال):
 "إنتي؟! بتعملي إيه هنا؟!"

حلا (همست وهي ترتجف):
"اهرب... الليلة دي مش عادية... هيقتلوك، وكلهم متفقين عليك."

رجال الضابط بدأوا يتلخبطوا، من بعد ظهور حلا 

سيف(بسخرية):
 "إنتي جايه تحذريني؟!"

حلا (بدموع ):
 "أنا تعبت من الخوف… مش قادرة أعيش بذنب جديد."

سيف سكت لحظة… 
سيف (بحدة):
 "امشي من هنا… حالاً."

---

وبعد لحظات…

الحي بقي كله ظلام.
كل أنوار الشارع انطفت.

أصوات صراخ، ضرب، أجساد بتقع.
رجال خالد بينهاروا وسط العتمة.

حلا وقفت في مكانها، متجمدة،
وفجأة، وسط اللي بيحصل.
وصلها صوت سيف… هادي، بعيد… بس عميق:
 "شكراً إنك فوقتي… بس اللعب لسه في أوله."

---

نظرت حواليها…
رجال خالد واقعين علي الأرض 
وسيف… اختفى في الظلام 

وهي؟
واقفه، مرتجفة…
مش عارفة هي خايفة منه؟
ولا خايفة… عليه.


                 الفصل السابع من هنا
تعليقات



<>