رواية جعلني ملتزمةالفصل الخامس5بقلم اسراء جمال


رواية جعلني ملتزمةالفصل الخامس5بقلم اسراء جمال
: صراع الإرادات
في منزل حياة، دار حوار يمتزج فيه الحب بالتوتر، حيث تُحاول حياة إقناع مازن بقرارها، بينما يحاول هو فهم أسبابها.
قالت حياة بصدمة، وعيناها تتسعان: "بتقول إيه يا مازن؟ نعمل فرحنا إزاي مع عبد الرحمن يعني؟"
رد مازن بهدوء، محاولًا تبديد مخاوفها: "وفيها إيه يا حياة؟ أنا شقتي جاهزة ومش ناقصني حاجة، وأظن أنتِ كمان مش ناقصك حاجة. ولو ناقصك يا ستي مش مهم، اللي محتاجاه أنزل أنا وأنتِ نجيبه سوا ونخلص."
تحدثت حياة بتوتر، كلمات لا تخرج بسهولة: "ها... لا مش حكاية ناقصني حاجة أو لا، بس أنا مش مستعدة للجواز دلوقتِ يا مازن، أرجوك افهمني."
مازن: "يا حبيبتي افهميني أنتِ بالله عليكي، أنا عايزك تكوني معايا يا حياة. وبعدين أخوكي هيتجوز في الشقة، هتقعدي معاه هو ومراته وهما لسه عرسان إزاي بس؟"
قالت حياة بسخرية مريرة: "لا وهما فرحانين ببعض أوي! أُشحال لو ما كنتش عارف إني ضاغطة عليهم هما الاثنين عشان يتجوزوا بعض."
مازن بغيظ: "أنا معرفش أنتِ إزاي تصدقي عن أخوكي حاجة زي دي؟ وبعدين صاحبتك دي شكلها كذابة أصلًا."
حياة بانفعال، وكلماتها تحمل حدة: "مازن! أرجوك بلاش تغلط في شذى، شذى قبل ما تكون صاحبتي هتكون مرات أخويا، وكرامتها من كرامته، ومسمحش لحد يهينها أبدًا."
مازن بأسف: "أنا آسف يا حياة، ما اقصدش والله."
حياة بعفوية: "حصل خير يا مازن. بس برده أنا مش موافقة إننا نعمل فرحنا معاهم، خليها بعد امتحانات آخر السنة."
مازن برضا، بعد أن أدرك إصرارها: "زي ما تحبي يا حياة، المهم تكوني مرتاحة."
_____________
"أيوة يا شذى، أنا جيت تحت البيت مستنياكي."
شذى: "ماشي يا حياة، ثواني ونازلة."
بعد وقت قصير، نزلت شذى، ولكنها تفاجأت بوجود عبد الرحمن مع حياة، فنطقت بصدمة: "إيه ده؟ مين قالك تجيبى الشئ ده معاكي يا حياة؟ أنا متفقتش معاكي على كده!"
حياة وهي تقرصها في ذراعها بخفة: "يا بت احترمي نفسك، ده مهما كان أخويا برده. ويلا بقى عشان شكله زهق من الوقفة، وابتسمي كده بلاش تكشير، ده إحنا رايحين نجيب فستان فرح مش رايحين نعزي يا هانم!"
وصلت حياة وشذى إلى مكان عبد الرحمن. شذى وهي تمد يدها إليه لتسلم: "إزيك؟"
عبد الرحمن وهو ينظر أسفل قدميه ويضغط على أسنانه بوضوح: "آسف، ما بسلمش على ستات."
شذى بردح، وعيناها تشتعلان غضبًا: "نعمممم؟ ستات ده إيه إن شاء الله؟ وإيه ما بسلمش دي؟ ليه شايفني جربانة قدامك خايف تتعدي؟"
نطق عبد الرحمن بهدوء لكي يستفزها أكثر: "لا طبعًا، أنا مش شايفك أصلًا، ومبسلمش عشان حرام إني أسلم على ست مش من محارمي عشان ده حرام، ولا متعرفيش؟"
شذى بحنق: "جاهل ومتخلف!"
عبد الرحمن بغيظ، وصوته يعلو قليلًا: "حضرتك ده مش جهل ده ديني، ربنا أمرني بيه ورسولي علمهولي. أنتِ متعرفيش حديث النبي صلى الله عليه وسلم اللي قال فيه: 'لأن يُطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له'؟"
لم تعطى شذى لحديثة اى اهمية ونطق بلا مبالاة وهى تنظر لحياة: "يلا يا حياة، ده لسه هيقعد يخطب خطبة الجمعة في الشارع، وأنا مش ناقصاه الصراحة."
عبد الرحمن بغيظ من تصرفاتها الطائشة: "اتفضلي يا حياة خلينا نخلص من المشوار ده عشان أنا جبت آخري."
شذى بانفعال: "ولما المشوار مش جاي على هواك إيه جابك معانا أصلًا؟"
عبد الرحمن ببرود، وتعمد أن يتجاهل ذكر وجودها معهم: "ببساطة لأني مقدرش أسيب أختي تخرج لوحدها."
شذى بغيظ: "طيب ماشي، اتفضل."
قطعت حياة حديثهم قائلة بهدوء وهى تنظر لهم: "ممكن تبطلوا نقار بقى مع بعض فى الشارع وتستهدوا بالله كده؟ مش معقول ده شكل عريس وعروسة فرحهم بعد أسبوع رايحين يشتروا فستان فرحهم!"
عبد الرحمن في سره: جوازة الندامة، اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه.
شذى: جوازة مهببة، كله منك يا حياة. ثم اتجهوا جميعًا إلى السيارة.
وصل عبد الرحمن إلى أتيليه يوجد به بعض فساتين الزفاف. نزلت شذى وحياة ودخلتا ليختارا الفستان، وانتظرهما عبد الرحمن في الخارج.
حياة وهي تمسك إحدى الفساتين وتعرضها على شذى بحماس: "الله ده جميل أوي يا شذى، شوفي كده هيبقى قمر عليكي!"
شذى بقرف: "ييييع، إيه ده يا حياة؟ ده بلدي جدًا، مستحيل ألبسه."
تحدث حياة برقة وهى تنظر له: "لا أبدًا والله، ده تحفة أوي."
شذى: "لا لا، ده طويل أوي وبأكمام، أنا عايزة واحد كاب وقصير، ألقى عندكم؟"
نظرت لها حياة بغيظ ونطقت : "كاب وقصير؟ ده عبد الرحمن كان خرب الدنيا!"
شذى ببرود: "ميهمنيش. حياة، لو عايزة الجوازة دي تكمل سيبيني أنقي الفستان اللي يعجبني."
حياة بغيظ: "براحتك يا ستي، وأنا مالي! اعملي اللي يحلالك وما ترجعيش تزعلي."
بعد شوية، خرجت شذى وحياة من الأتيليه وتوجهتا لسيارة عبد الرحمن.
شذى بأمر لعبد الرحمن لكي تستفزه: "اطلع يا اسطا، خلاصنا."
عبد الرحمن بانفعال: "اللهم طولك يا روح! إيه 'اطلع يا اسطا' دي؟ شايفاني سواق حضرتك يا هانم؟"
شذى ببرود: "أممممم، ما يشرفنيش إنك تكون السواق بتاعي."
حياة بهدوء: "معلش يا عبد الرحمن حقك عليّا أنا، شذى ما تقصدش."
شذى بعناد: "لا أقصد بقى."
عبد الرحمن: "شايفة يا حياة؟ شايفة المصيبة السودة اللي وقعتيني فيها؟"
شذى ببرود: "إذا كان عاجبك."
فضل عبد الرحمن السكوت لحين أن يختلي بها، وأقسم أنه سيدفعها ثمن ما فعلته به غاليًا. انطلق بهم حيث بيت شذى، وبعد ذلك انطلق إلى منزله.
وصلت شذى حيث شقتها، فوجدت خالها ينتظرها وبجواره منى صديقتها.
شذى بمرح وهي تحتضن خالها: "الله الله يا سي رؤوف، بتخليني أنزل وتجيب مزز البيت من ورايا!"
منى بتمثيل: "كده يا شذى تدخلي علينا أنا وروفا من غير أحم ولا دستور كده؟"
رؤوف بضحك: "والله انتوا الاثنين ماليكم حل." ثم نظر لها وتسأل: "ها، قولي لي جبتِ الفستان؟"
شذى بتلقائية: "أيووووه يا خالو أهو."
توجهت منى إليها وأردفت بسعادة: "الله! وريني يا بت عامل إزاي!" فتحت منى حقيبة الفستان فوجدته فستانًا قصيرًا من الأمام يكاد يصل لبعد الركبة، وذو ذيل طويل من الخلف
منى بنبهار: "الله تحفة يا شذى، بس قصير أوي! هو عبد الرحمن قبل بيه إزاي؟"
رؤوف: "إيه ده يا شذى؟ ده قصير جدًا! عبد الرحمن وافق أنك تلبسي الفستان ده؟"
لتجيبهم شذى بالامبالاة: "وهو يوافق أو يرفض بتاع إيه؟ يكنش هو اللي هيلبسه؟"
رؤوف: "بس عبد الرحمن ما يرضاش على نفسه إن مراته تلبس فستان زي ده قدام الناس ، وأنتِ عارفة عبد الرحمن ربنا يبارك له ملتزم مش ممكن يقبل بكده ابدا."
لترد شذى ببرود: "هو ملتزم إنما أنا لا، أنا طول عمري بلبس كده يا خالو، ومعتقدش هأغير من نفسي عشان حد."
رؤوف بقلة حيلة: "اعملي اللي تعمليه، أصلًا الكلام ما بيجبش معاكي نتيجة."
شذى بالامبالاة: "منى بقولك إيه، فكك من الحوار ده وتعالي ساعديني ألبس الفستان وأشوفه عليّا كويس عشان حياة ما ادتنيش فرصة أقيسه هناك."
منى باستسلام: "يلا يا ستي أما نشوف آخرتها معاكي."
 
______
مر الأسبوع سريعًا، وجاء يوم زفاف شذى وعبد الرحمن، وكل من هما ينوى للاخر على نية سوداء. شذى اقسمت ان تجعل عبد الرحمن مثلها فى كل شئ وإن تجعلة يسقط قناع الرجل المحترم الملتزم الذى يتظاهر به، والذي كان في وجهة نظرها ماهو الاتمثيل عليهم وعلى الناس.
وعبد الرحمن اقسم ان ليجلب انفها الذى ترفعاها في السما هذه إلى الأرض.
فهل يا تُرى من الذي يربح هذه الحرب؟
توجه عبد الرحمن وحياة وزوجها وبعض من الأهل والمعارف إلى بيت شذى الذي سيقام به عقد القران. بينما رحب بهم خال شذى بشدة، وكانت البسمة لا تفارق وجهه فرحًا بهذا اليوم السعيد بالنسبة له، فهو كان يحلم بهذا اليوم منذ أن توفي والدا شذى وتركاها له ليعتني بها وتصبح ابنته لا ابنة أخته فقط.
توجه حيث غرفة شذى التي كانت تمكث بها هي وصديقتها منى وبعض النساء الذين أتوا لحضور عقد قران شذى، والذي انضمت إليهم مؤخرًا حياة التي كانت غير راضية تمامًا عن ما ترتديه شذى، وأصرت عليها ان تمكث بغرفتها حتى يتم عقد القران حتى لا تحرج عبد الرحمن وتثير غضبه، ففعلت شذى ما طلبته منها حياة على مضض، وجلست بغرفتها حتى يتم عقد قرانهم.
ثم بعد قليل دلف رؤوف إلى غرفة شذى واردف بسعادة "شذى، خدي امضي على العقد."
أخذت شذى ذلك الدفتر منه بحنق ثم خطت اسمها بجوار اسم عبد الرحمن، وبهذا أصبحت زوجته شرعًا وقانونًا. ذهب رؤوف حيث يجلس المأذون وبعض الرجال.
و بعد وقت ليس قصير انفض جميع من في المنزل، وبقي عبد الرحمن ورؤوف في الخارج، وحياة وشذى بداخل غرفتها.
حياة: "أنا هأطلع يا شذى أشوف عبد الرحمن وأنتِ اجهزي عشان نمشي."
شذى بضيق: "طيب."
خرجت حياة حيث يوجد شقيقها وخال شذى.
حياة: "يلا يا خالو ادخل خرج شذى عشان عبد الرحمن ياخدها ونمشي."
رؤوف بابتسامة: "ماشي يا بنتي، عقبال فرحك أنتِ كمان يا حياة."
توجه رؤوف حيث توجد شذى، وبعد ثوانٍ خرج بها إلى عبد الرحمن.
عبد الرحمن وهو ينظر أرضًا دون أن يعطي لها انتباهًا: "اتفضلي."
حياة وهي تلكزه بيدها في ذراعه: "عبدوو!"
عبد الرحمن بزفرة قوية وجه بصره إلى تلك الواقفة أمامه، فنظر إليها بصدمة وقال: "يا نهار مش فايت! إيه اللي أنتِ لابساه ده؟ ادخلي حالًا غيري القرف ده فورًا!"
شذى بعناد: "لا مش هأغير."
عبد الرحمن بغضب، وقد بدأ صبره ينفد: "أنتِ مش هتخرجي معايا بالشكل ده نهائي!"
شذى بتحدٍ: "أيوه يعني أنتَ عايزني أعمل إيه دلوقتِ؟"
عبد الرحمن وهو يحاول أن يبقى هادئًا: "عايزك تخشي تغيري المسخرة اللي أنتِ لابساها دي فورًا علشان نمشي."
شذى: "وإن ما غيرتهاش بقى هتعمل إيه؟"
عايزك تغيرى القرف دا
فردت مرة اخرى بعناد اكبر
مش هغير واللى عندك اعملة
انتفض عبد الرحمن من مكانه بغضب وهو يجز على أسنانه واردف بحدة وهو يقترب منها
: "يبقى هأغيرهالك أنا!" ثم جذبها من ذراعها وذهب بها تجاه غرفتها، وألقاها بقوة على الفراش وقال بصوت حاد: "قدامك عشر دقايق لو ما غيرتيش القرف ده أنا هدخل أغيرهولك بنفسي، أنتِ فاهمة طبعًا؟"
شذى بخوف، وعلامات الصدمة والرهبة تعلو وجهها: "فاهمة."
تركها وخرج إلى حياة المذهولة من موقف عبد الرحمن. هل هذا عبد الرحمن الهادئ المسالم الخجول، الذي لا يستطيع من شدة حيائه أن ينظر لأي امرأة أو يتجرأ ويتحدث معها بهذه الجرأة؟ إلى هذا الحد شذى أثارت غضبه! وبين خالها رؤوف الذي كان فرحًا للغاية من موقف عبد الرحمن وشجعه على ما فعله.
رؤوف بفرحة: "أهو كده ينصر دينك يا راجل! اعمل اللي أنا فشلت أعمله، خليها تتربى بقى!"
حياة بذهول: "ليه كده يا عبد الرحمن؟ كنت ممكن تهاودها بس عشان النهاردة اليوم اللي بتتمناه كل بنت، ما تكسرش بخاطرها كده."
نظر لها عبد الرحمن ونطق بغضب: " انتِ اتجننتى ياحياة، أهاود إيه ؟ أنا ممكن أهاودها في أي حاجة غير إني أرضى باللبس اللي هي لابساه ده. أنتِ ترضي على أخوكي يبقى ديوث؟ هأقابل ربنا يوم القيامة إزاي لما أسيب مراتي ماشية عريانة قدام كل الناس بمنظرها ده؟"
حياة برزانة: "عندك حق يا عبدو أنا اسفة انى ضايقتك بكلامى، ربنا يهديها."
ثوانٍ وخرجت شذى، وكانت ترتدى فستانًا أزرق بنص كم واصل لبعد ركبتيها وعاصقة شعرها على شكل ذيل حصان، وقالت بصوت غاضب: "أنا جاهزة، نقدر نمشي ولا في أي اعتراض تاني؟"
عبد الرحمن وهو يقف ويجز على أسنانه: "أنتِ إيه يا شيخة؟ أنا خليتك تغيري الفستان تلبسيلي واحد أنيل منه! إيه؟ ما عندكيش لبس ساتر أبدًا؟ أنا مستحيل أمشي معاكي بالمنظر ده!"
شذى بغيظ: "والله هو ده لبسي، وأها ما عنديش غيره وكل هدومي كده، إذا كان عاجبك بقى."
نطق عبد الرحمن بهدوء: "تمام، هي دي حجتك يعني؟ طييييب، ثواني وراجعلك." وخرج عبد الرحمن من الشقة، نزل سيارته وأخرج منها حقيبة بلاستيكية وصعد لهم من جديد .
عبد الرحمن: "اتفضلي البسي ده."
شذى وهي تأخذ منه الحقيبة: "إيه دي؟" اخرجت ما فى الحقيبة فووجدتها فستانًا طويلًا وواسعًا وبأكمام طويلة ولونه موف، ومعه طرحة لونها أبيض في موف.
نظرت شذى له باشمئزاز وأردفت: "إيه القرف ده؟ أنا مستحيل ألبس البتاع ده!"
نظر لهاعبد الرحمن بنفاذ صبرواردف بتهديد: "هتدخلي تلبسيه ولا أجي ألبسهولك أنا وأخلص في الليلة اللي مش راضية تعدي دي؟"
شذى بقرف وهي تذهب لغرفتها: "أنا هألبس الفستان بس مش هألبس طرحة، أنا، ومتفكرش إني هألبسه خوف منك، لا ده عشان أعدي اليوم المهبب ده ونخلص."
دخلت غرفتها، وبعد دقائق خرجت  وهي  ترتدى ذلك الفستان ونطقت بشمئزاز وهى تنظر له: "خلصت، يلا خلينا نمشي."
ذهب عبد الرحمن وأخذ منها شنطة ملابسها وقال: "أنا هأسبقكم على العربية، ما تتأخروش."
شذى بصوت واطي: "قليل الذوق." وبعدها ودعت خالها وذهبت مع حياة إلى الأسفل.
نزلت شذى وحياة ووجدتا عبد الرحمن ينتظرهما في السيارة. وصلت شذى إليه ثم تطلعت إلى السيارة وجلست في الخلف بينما حياة تعجبت مما فعلت ولكنها فضلت أن تصمت كي لا تضايقها.
عبد الرحمن ببرود: "أحسن إنك قعدتِ ورا أصلًا، أنا مش طايق وجودك جنبي."
شذى بغيظ: "طيب إيه رأيك بقى إني هنزل أقعد جنبك عشان تتفرس زيادة!" ونزلت بالفعل وجلست بجواره كي تستفزه وتثير غيظه.
عبد الرحمن: "إنسانة باردة فعلًا."
شذى: "والله ما في أبرد ولا أتلم منك، سم عليك!"
نطق حياة بعصبية تنهى تلك النقاش: "طيب ممكن توفروا الشرشحة والردح دول شوية لحد ما نوصل وهتكملوها في البيت عادي؟"
بعد مدة ليست بقصيرة، وصل عبد الرحمن وشذى وحياة المنزل.
حياة بفرح وهي تدخل إلى الشقة: "نورتي بيتك يا ست العرايس!"
شذى: "منور بيكي أنتِ وبس يا حياة."
عبد الرحمن بصوت منخفض: "قصدك ضلمته يا حياة."
شذى: "والله هو مضلم بناس معينة."
نطق حياة بنفاذ صبر "لا افضلوا انتوا ناقروا في بعض للصبح وأنا هأخش أنام، أنا أصلًا فصلت من الصبح بسببكم، تصبحوا على خير."
شذى وعبد الرحمن: "وأنتِ من أهله."
توجه عبد الرحمن وشذى نحو غرفتهما، وحينما أغلقها اقترب عبد الرحمن، جذب شذى بقوة من ذراعها وهو ينظر لها بغضب وغيظ شديد
لتنفعل هى وتردف بعصبية: "إيييييه ده؟ سيب إيدي! أنتَ اتجننت؟"
عبد الرحمن بغضب: "بصي بقى يا بنت الناس، أنا اتجوزتك بس عشان خاطر حياة ما تقاطعنيش زى ماكانت بتقولى ونا مايهونش عليا اختى الى عيشت عمرى كلة اربي فيها واكبرها وكانت ليا الاخت والابنة والصديقة تيجى وحدة زيك تخليها تقاطعنى طول العمر ، إنما أنا لو عليا ما كنتش هأفكر أبدًا أدي اسمي وسمعتي لوحدة زيك، وحدة كذابة ومش متربية وبتتبلى على خلق الله بصي بقى، أنتِ هتقعدي هنا زيك زي أي كرسي موجود في البيت لحد ما حياة تتجوز وبعدها كل واحد منا يروح لحاله، أنتِ فاهمة؟"
شذى بغضب وهي تنزع يدها منه بعنف: "أنا أصلًا ما يشرفنيش إني أكون زوجة لإنسان زيك، إنسان مربي دقنه وماسكلي سبحة وعاملي فيها الشيخ الشعراوي، وأنتَ أصلًا متعرفش حاجة عن الدين! في راجل محترم يقول كلام زي ده لست؟ ومش أي ست، أنا أُعتبر مراتك يا دكتور! ولا أنتَ بتمشي بدين مفصلة على مزاجك؟"
اغمض عبد الرحمن عينة وهو يربت على لحيته و ردد: "استغفر الله العظيم يا رب." ثم تابع بجدية: "بصي يا بنت الناس، أنا عمري في حياتي ما غلطت ولا هأغلط في ست، لأني النبي صلى الله عليه وسلم وصانا بالنساء وقال 'استوصوا بالنساء خيرًا'. وقال كما 'رفقًا بالقوارير'، وأنا ماشي على سنة الله ورسوله طول عمري ومطبقها. بس رد فعلي ده كان بسبب جنانك وتهورك، وده رد طبيعي من أي شخص. لو عايزاني ما أفقدش أعصابي عليكي ولا أجرحك بكلامي، يا ريت تحترمي وجودي في حياتك لحد ما حياة تتجوز ونطلق، وترجعي تعملي ما بدالك. بس طول ما أنتِ في البيت ده تحترمي وجودي كراجل شايلة اسمه، أنتِ فاهمة؟"
شذى بتحدٍ: "لا مش فاهمة، لأني ما بأعتبركش جوزي من الأساس."
عبد الرحمن: "يعني هو الموضوع كده؟ طيب تمام، اعملي ما بدالك يا شذى.
بس ملكيش دعوة بيا نهائي، أكنّي مش موجود في حياتك، لسانك ما يخاطبش لساني، وتتجنبيني طول ما أنا موجود في البيت. وأنا كمان هأعمل كده لحد ما أخلص من الورطة دي."
شذى ببرود: "يكون أحسن برده. بس يكون في علمك، أنا هأعمل اللي يحلالي، هأخرج وقت ما أنا عايزة، وهألبس اللي أنا عايزاه."
نطق عبد الرحمن وهو يذهب تجاه الفراش بغضب: "براحتك."
شذى: "إيه ده؟ أنتَ بتعمل إيه؟!"
نظر لها عبد الرحمن ببرود واردف: "هأنام، هأعمل إيه يعني؟!"
شذى: "ولما أنتَ تنام على السرير أنا هأنام فين؟"
عبد الرحمن: "في أي حتة، وأنا مالي! إحنا مش اتفقنا إننا مش متجوزين ومحدش له دعوة بالثاني؟ أنا بتصرف طبيعي، دي أوضتي وأنا هأنام فيها وهأنام على سريري. أنتِ بقى شوفي مكان تنامي فيه."
شذى بغيظ وهي تضرب الأرض بقدميها: "أووووف! ده أنتَ أبرد من الفريزر، جتك داهية!"
عبد الرحمن ببرود: "وأنتِ من أهلها."
تركته شذى وذهبت حيث غرفة حياة وطرقت الباب. أتاها صوت حياة من الداخل: "ادخلي يا شذى."
دخلت شذى حيث تجلس حياة وقالت: "حياة، ممكن أنام معاكي النهاردة لحد ما أتصرف وأشوف مكان في الشقة أنام فيه؟"
حياة بابتسامة: "وتشوفي ليه؟ تعالي نامي معايا يا ستي، السرير واسع."
ابتسمت شذى واردفت بطفول "وهتخديني في حضنك وتحكيلي حدوتة؟"
حياة بضحك: "أها طبعا أووومال، ما أنا هأنام مع بنت أختي مش شحطة طول الحيطة وكمان مرات أخويا!"
شذى بفرحة: "هييييييييييي!" وجريت على حياة وحضنتها ونامت معها.
حياة بغمزة: "اللي قوليلي صحيح، في عروسة تسيب جوزها ليلة دخلتهم وتيجي تنام مع أخت جوزها؟ هو طردك ولا إيه؟"
شذى بضيق: "ده إنسان غلس وبارد، معرفش هو أخوكي إزاي أنتِ عسل كده ودمك خفيف وهو مقفل ورخم."
حياة بضحك: "بتغلطي في أخويا وأنتِ نايمة في حضني يا جزمة! بس هأعديهالك المرة دي عشان عروسة بس."
شذى بضحك: "قصدك متعوسة! نامي يا حياة نامي بلا وكسة."
وذهب الفتاتان في نوم عميق.
 
 
"إيييييه! اتجوزت! اتجوزت إزاي؟"
مراد بضحك: "والله اتجوزت، امبارح كنت رايح أسهر فقابلت صاحبتها منى، سألتها عنها قالت لي إنها اتجوزت."
إياد: "يا بنت الـ... عملتها إزاي بسرعة دي؟"
مراد: "أنتَ مش قلت إنك اتفرجت على الفيديو؟ طلع ما حصلش بينكم حاجة، يعني هي عرفت عشان كده اتجوزت وهي مطمنة إنها صاغ سليم."
إياد بحقد، وعلامات الغضب ترتسم على وجهه: "بنت الـ... ده أنا كنت ناوي أدفعها ثمن اللي عملته معايا وكنت بأخططلها تخطيط تاني."
مراد: "فكك منها بقى يا عم، أهي اتجوزت وخلاص الحوار خلص."
إياد بشرود: "ومين قالك إنه خلص؟ إياد ما بيسيبش حقه أبدًا."
 
 
"شذى! يا شذى! يلا اصحي بقى، العصر أذن من بدري وأنتِ لسه نايمة."
شذى بتململ: "لا سيبيني شوية يا حياة، لسه عايزة أنام."
اردفت حياة بحزم وهي تسحب من عليها الغطاء: "لا يا شذى قومي يلا عشان تتغدي، أنتِ ما أكلتيش حاجة من إمبارح."
شذى وهي تنهض: "طيب يا حياة، أديني قمت."
حياة بابتسامة: "أيوه كده شطورة! يلا قومي اغسلي وشك وغيري هدومك وتعالي عشان نتغدى سوا، عبد الرحمن زمانه جاع."
شذى وهي تكشر: "أوووف! هو الكائن ده هياكل معانا؟"
حياة بضحك: "أومال هياكل مع الجيران؟ يلا أنا هأسبقك على بره اغسلي وشك وغيري هدومك وتعالي ورايا."
بعد شوية، خرجت شذى وكانت ترتدي بضي كات وشورت فوق الركبة، واتجهت نحو السفرة لكي تتناول الغداء معهم. عبد الرحمن أول ما رآها بهذا المنظر، تضايق جدًا وبص في طبقه ولم يرفع عينه من عليه.
حياة وهي تضع بعض الطعام في طبق شذى: "دوقي وقوليلي رأيك في أكلي."
شذى بابتسامة: "أكيد هيكون جميل طالما من إيدك وأنتِ اللي عاملاه يا حياة."
حياة بابتسامة: "تسلميلي يا غالية."
بعد انتهائهم من تناول الغداء، ذهبت حياة لكي تضع الأطباق الفارغة في المطبخ، وهمّت شذى أن تذهب خلفها، ولكن يد عبد الرحمن جذبتها وسارا بها نحو غرفته.
شذى بغضب وصوت عالي: "إيه ده؟ سيب إيدي! أنتَ اتجننت؟"
عبد الرحمن بغضب: "أظن اتفقنا كان إننا نعيش سوا على أساس إننا مش متجوزين، يعني أغراب. وأظن كمان ده مش لبس يتلبس قدام شخص غريب عنك يا آنسة يا محترمة."
شذى بتحدٍ: "وأظن أنتَ ناسي إني قلتلك إني هأعمل اللي أنا عايزاه وإني هألبس اللي يعجبني وإن ده لبسي ومش هأغيره."
عبد الرحمن وهو يضغط على ذراعها بقوة: "وأنا مش هأسمحلك تلبسي المسخرة دي وتقعدي بيها في البيت. شوفي حياة لابسة إيه وتلبسي زيها، ماهي زيها زيك يعني مش بتلبس مسخرة في الشقة."
شذى: "وأنا مش هألبس زي حد ومش هتمشيني على مزاجك. أنا براحتي أعمل اللي أعمله وألبس اللي ألبسه، ما تتدخلش."
عبد الرحمن بتحذير: "بصي بقى، خروج بره البيت أو بره أوضتك بلبس عريان ما فيش. ولو ما سمعتيش الكلام هيبقالِي تصرف تاني معاكي، أنتِ فاهمة ولا لأ؟"
شذى بعند "مش فاهمة! ووريني هتعمل إيه!" وسابته وخرجت بره الغرفة وظل هو يتآكل من الغيظ.
يا ترى إيه اللي هيحصل لشذى من عبد الرحمن؟ وهل هتستسلم ولا لأ؟ شاركونا بتوقعاتكم وتشجيعكم!


                     الفصل السادس من هنا
تعليقات



<>