رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل السادس6بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز
فزورة اليوم
من هم الثلاث التي تشتاق لهم الجنة.
سكوت تام محدش فيهم اتكلم مافيش غير نظرات للأرض مليانه هم وتنهيدات بتطلع من القلب بوجع وسهير بتبص عليهم وهى مش فاهمه بتقول لنفسها: مين دى ومالهم عاملين كده ليه؟
بصتلهم وقالت: مين دى عجوزة مستشفى الكفر؟!
سكتت بتفكير وبصت لعزت: مستشفى الكفر! هى مش دى المستشفى ال انت..
كمل عزت: ايوه هى المستشفى ال استلمت فيها تكليفى.
حسين بتنهيدة: سهير اسمعينى وحاولى ما تقطعنيش وصدقينى كل حاجه هتوضح قدامك.
هزت سهير رأسها من سكات.
حسين: الحكاية دى طويلة وبدأت من اول ما استلمت جواب التكليف..
رجع بذكرياته لليوم ال جاله الجواب فى ايده، شايف زمايله حواليه فرحانين إلا هو وكم واحد.
قال للموظف المسئول ال سلمه الجواب: هو انتوا ملقتوش حته ابعد من دى تودونى فيها؟!
الموظف: احمد ربنا غيرك جايله فى آخر الصعيد وفى ال جاى فى حلايب وشلاتين.
حسين: يعنى انا من القاهرة ايه يودينى الأماكن البعيدة دى؟ وخصوصا من اوائل الطلبة؟!
الموظف: هما بيحطوا الاسامي وزى ما تيجى.
حسين: يعنى ايه زى ما تيجى؟
الموظف: يعنى لو مش عاجبك روح اشتكى، يالا ال بعده.
مشى حسين من قدامه بعد ما سحبه واحد صاحبه وقاله: ممنهوش فايده.
بصله حسين: عماد شفت الحدفة ال اتحدفتها.
عماد: متوقع يا حسين.
حسين: يعنى ياخدوا منى مكانى فى التعين معيد ويحطوا ابن الدكتور الفاشل ويرمونى اخر الدنيا.
عماد: علشان يضمنوا مفيش شوشرة وبعدين دول ناس ماشية بمبدأ اضرب المربوط يخاف السايب، وياسيدى كلها سنه وتعدى.
حسين: يعنى حلمى وضاع وسنه من عمرى فى آخر الدنيا يالا النصيب حسبى الله.
بص لعماد المبسوط وقاله: الا قولى يا عماد شكلك رايق وفرحان هو انت تكليفك جالك فين؟
عماد بتهته:احم تكليفى اه اه تكليفى جه أصله اصله
حسين: ايه فين؟ فى مستشفى الجامعه هنا يعنى!
عماد: لا لا وانا هجيب واسطه من فين لمستشفى الجامعه؟! ده فى مستشفى فى حلوان.
لسه حسين هيتكلم لقى واحد بصوت عالى بينادى ويقول: يا جماعه مين يعرف مستشفى الكفر ده فين؟
عماد وهو بيشاور عليه: اهو ياعم مش انت لوحدك معاك حد من الدفعه هناك.
حسين: طب رشدى وطبعه خفيف وقولنا الدكاترة بتربيه انا ذنبى ايه!
عماد : ياعم سنه وتعدى.
حسين: ماللى ايده فى حلوان مش زى ال ايده فى الكفر وكمان رشدى.
هنا عماد ضحك: قاله انت ما اتعاملتش معاه بس هو طيب وجدع.
حسين: لنفسه يا عماد سبنى فى ال انا فيه انا ماشى يا عم اهو سمعت بنفسك لازم بكرة اكون هناك ، سلام.
عماد: ياعم أهدى بس وروق وشوف مين تانى معاك أو اتفق انت ورشدى وروحوا سوا.
حسين: لا يا عم ابعدنى هو انا ناقص يدوب الحق اجهز نفسى واسلم على أهلى.
مشى حسين وهو مضايق جهز حاجته وسلم على أهله وركب القطر وجواه الف فكر من حلم ال راح ومقدرش يدافع حتى عن حقه فيه وبين غربته لبلد اول مرة يروحلها مش عارف هيتعامل ازاى ولا الناس هناك طباعها وعوايدها ازاى؟
بعد خمس ساعات نزل من القطر وقف على الرصيف واتنهد وفى سره قاله: توكلت عليك يارب.
خرج من المحطة وقف واحد من الشارع: قاله لو سمحت سؤال.
الرجل: اتفضل يا استاذ؟
حسين: متعرفش مستشفى كفر خليج القصب.
الرجل: انا معرفش المكان ده فين؟ بس ممكن أسألك حد يكون عارفه.
مشي كام خطوة وسأل واحد واقف في محل بقالة وقال… عم شحاته تعرف مكان اسمه كفر خليج القصب.
شحاته…. بتسأل ليه يا رزق اوعك تكون عاوز تروح تشتغل هناك تمرجي ولا فراش.
رزق… تمرجي ايه ياعم شحاته الافندي دا بيسأل عليها هي فين دي يا عم شحاتة.
شحاته بص على حسين اللي واقف شايل شنطه في ايده ولابس نضارة شمس وباين عليه غريب قاله… بتسأل عن مين في الكفر.
حسين… مستشفى الكفر تعرف اروحلها ازاي.
شحاته… قصدك الوحدة الصحية الجديدة حضرتك التمرجي الجديد .؟
حسين بذهول… تمرجي لاء دي باينه من اولها لاء انا دكتور.
شحاته… دكتور مش باين عليك خالص على العموم الوحدة اخر الخط من هنا لهناك فردة كعب.
رزق يستغراب… هي اي اللي فردة كعب دي ياعم شحاته دي انا معرفهاش ماتقولي هي فين مستشفى الكفر دا يا عم شحاته اول مرة اسمع فيه.
شحاته… دي كفر صغير كدا بعد عزبة البيه يارزق قليل الناس اللي تعرفه.
حسين بهمس… من بين كل البشر جالي انا تكاليف في مستشفي اهل البلد نفسهم مش عارفينها، وجَيبِت معايا سيادة العميد وكنت قد كلمتك هتنفيني لاخر الدنيا.
اتنهد وبص لشحاته وقاله… يترحلها ازاي دي.
شحاته… هتتمشي طوالي لاتحود يمين ولا شمال اول ترعه تقبلك تحود يمين هتلاقي كباس راي تفوته وتمشي شماله وتكمل طوالي هتلاقي بيت قديم اوعى بقولك اهو اوعى تقرب منيه تديله ضهرك هتلاقي مشاية صغيرة هتوصلك لطريق ترابي تاخده طوالي اخره هتلاقي سريا كبيرة وقدمها كوبري هتعديه هتلاقي الوحدة الصحية الجديدة.
حسين… مفيش مواصلات بتروح هناك.
شحاته… فيه بس مشيت من نص ساعه ربنا يكون بيحبك انها تعطل في السكة وتلحق تشعبط فيها لحد عزبة البيه ومن هناك خمس دقايق هتكون جدام الوحدة.
حسين… مفيش مواصلة تانية او ركوبه.
شحاته… مفيش غير العربية دي شغاله على الخط، خدها نصيحه مني امشي بسرعه هتلحقها وكمان حاجه تانيه متقفش نهائي مهما سمعت او حد نادي عليك.
رزق بقلق… عم شحاته هي الكفر دا بتاع النداهة.
شحاته قاطعه… امشي انت يافندي يادوب تلحق قبل الضهرية والشمس تحمي عليك.
حسين… مفيش مطعم هنا قريب أفطر فيه.
شحاته… فيه دكان فول وفلافل قدام حبه خدلك كام سندوتش. وامشي بسرعة عشان تلحق وقتك بدري.
حسين شال شنطته ومشي بعد ما اخد السندوتشات وسال صاحب المطعم وقاله… اركب منين لمستشفى كفر خليج القصب يا حاج.
صاحب المطعم قاله… ايه رماك على المكان دا يا بني.
حسين… اتنهد وقاله مش بخاطري غصب عني لو عليا عمري ما كنت هوبت ناحية المكان دا بس نقول ايه امر الله ياحاج قولي اروحها منين بقي.
الراجل… معلش يابني هتاخدها كعابي بس يمكن لوسرعت شويه تلحق عربية الاجرة اللي طلعت من يجي نص ساعه.
حسين بضحكة سخريه.. ههه شكل العربية دي بتمشي بالزق مدام اهلحقها بعد نص ساعه.
مشي حسين وهو بيكلم نفسه … ياربي كل دا فردة كعب ليا اكتر من تلات ساعات ونص ماشي لا الترعه جات ولا البيت اللي قال عليه جه.
اخذ نفس ومسح العرق من على جبينه ومشي شويه ابتسم وقال… الحمدلله اهي الترعه ربنا يجيب الباقي على خير. فضل ماشي على نفس الوصف لحد ما وصل طريق تراب بين زراع وبوص وهيش اتوتر ورجله ارتعشت وقال… بسم الله الرحمن الرحيم اي الطريق اللي يخوف دا اول الطريق كنت بشوف فلاحين في اراضيهم مواشي حمير بتنهق حتى الكلب اللي كان ماشي يشمشم وريا جه هنا واختفى، امسك نفسك يا حسين هيكون فيه اي يعني طريق زيه زي اي طريق.
مشيت وانا بيقراء قران وبيدعي بكل الادعيه اللي أعرفها اتنهدت اول ماشاف المشايه اللي قال عليه شحاته يدوب حطيت رجلي وسمعت صراخ قريب منه.
حسين… بسم الله الرحمن الرحيم اي صوت الصريخ دا معقولة كلام شحاته البقال صحيح امشي ياحسين زي ما قالك شحاته ومتبوصش وراك.
مديت في مشيته وانا بيرتعش… اعوز من الخبث والخباث حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب.
صرخه جامده وصوت رقيق… الحقني انقذني منهم.
حسين بخوف… اللحقك اي بس انا عاوز اللي يلحقني .
قطع كلامه اول ما ايد مسكت هدومه من وراء وصوت بكاء بلع ريقه بخوف… وقال لا تأزني ولا أزيك.
صوت رقيق خلاه وقفه… انا انسايه زي زيك متخفش مني اقسملك اني بشر.
حسين بلعت ريقي وبتهته… اا نا مصدقك بس سيبي هدومي واوعدك هعمل كل اللي هقولي عليه حتى لو قولتي. ارمي نفسك في الترعة.
البنت… ارجوك متخفش قلتلك انا بشر المس ايدي اللي مسكه فيك وانت تتاكد.
حسين… المس ايدك انا صوك ومسكت هدومي مخليتي مش قادر اقف تقولي المسك ياستي قلتلك مصدقك بس ارحميني وخليني أمشي.
فاجأة لقيت اللي وقفت قدامي شهقت من اللي شفتها وقفة بتتنفض… ملاك نزله من الجنة بنت في غاية من الجمال شعرها دهبي وعيونها زرقة دموعها مغرقة وشها هدومها متبهدله بلعت ريقي وقلت… دي أكيد اللي حزرني منها شحاته اللي اسمها النداهة.
حسين بلع ريقه مرة تانيه وقال… قل اعوذ برب الفلق .
البنت قالت… انا اسفه خضيتك أصلهم قربوا مني وكانوا هيمسكوني مرة تانية بالله عليك ما تسبني ووصلني للبيت عند بابا.
حسين هزيت راسي ومقدرتش انطق شكلها ودموعها اللي مغرقه وشها وصوتها الرقيق اكدولي انها بتقول الحقيقة قالتلها… انتي مين فين بيتك وايه جابك السكة المقطوعه دي ومين اللي بتقولي عليهم مسكينك.
البنت… انا هدي بنت عوض البيه صاحب السرايا اللي في اخر الطريق دا كنت راجعه من المدرسه مع سواق عربية بابا فاجأة العربية عطلت السواق نزل يشوف في اي لقيت ناس شكلها غريب ولبسها غريب طلعوا من بين الزرع اول ما شافهم السواق اغم عليه ونزلوني من العربية وكانوا مسكني ووخدني جوه الزرع اول ما سابوا ايدي جريت بسرعة منهم لحد ما شفتك وناديت عليك خافوا وقفوا معدتش جريوا زرايا لما فضلت عطلهم ضهرك ومش بتدير قربوا مننا عشان كدا مسكت فيك وجريت وقفت قدامك.
حسين… مين دول وليه بيجروا وراكي.
هدي… معرفهمش الله يخليك متسبنيش غير لما توصلني بيتنا انا خايفه يرجعوا يمسكوني.
حسين… معرفش ليه صدقتها واتعطفت معها قلت دول أكيد شباب تلافان شافوا البنت لوحدها وحاولي يضيقوها قلتلها… اهدي خلاص مشيوا أكيد بلاش تبكي و متخفيش انا معاكي ومحدش يقدر يقرب لك .
هدي…. متشكرة اوي بس الله يخليك مد شويه.
لسه هتكلم سمعت صوت غريب بيقول… سبها امش في طريقك بدل ما تندم.
جسمي كله اقشعر والبنت مسكت غي ايدي وبقت تبكي وتتنفض من البكاء.
حسين… متخفيش قلت لك اانا معاكس ومفيش حد يقدر يقرب منك.
حسين الصوت نادي مرة تانيه بس كان صوت غير الاولي كان صوت ست غريب قالت… قولي لابوكي المرة دي نفدت لكن المكتوب مفيش منه مهروب.
البنت شهقت بصوت عالي ودموعها بتنزل بغزارة مشيت معها وانا مرعوب من الصوت لكن مسكت نفسي عشان البنت منهارة وجسمها بيتنفض وكل شوية تدير تبص وراها وصوت خبط سنانها في بعضها من الخوف مالي المكان بقيت محتار اعمل اي مديت ايدي مسكت اديها وقلت لها… اسف لكن انتي خايفه وبترتعش وانا مش هخبي عليكي مرعوب وفيه مليون سؤال جوايا عاوز اسئلك عليهم.
هدى مسكت ايده جامد كانها ماصدقت وبتهته قالت… انا معرفش مين دي بس لما نزلوني من العربية سمعت واحد منهم بيقول… لازم نلحق نخلص عليها قبل العصر عشان كل البلد تشوفها وهم مروحين بيوتهم.علشان ابوها يحط لسانه جوه حنكه و ما يدخلش فى ال مالوش فيه.
حسين: والدك عمل ايه علشان ينتقموا منه فيكى بالشكل ده؟!
هدى: معرفش بابا طيب ومحبوب رفض يمشى زى ال مشيوا من اهل البلد وعملهم الوحده الصحية وجهزها على حسابه واتبرع بيها للحكومه وبيبنى مدرسة علشان اولاد البلد يتعلموا بدل ماالاهالى بتخاف تودى أولادها مدارس بعيدة بسبب الطريق ومن يوم ما سلم الوحده وبدا فى المدرسة كل يوم تحصل حاجه.
كانوا وصلوا قدام باب السرايا بسرعه سابت ايده واتنهدت براحه،.جريت خبطت على الباب طلع واحد قالتله بلهفه: عم احمد بابا فين؟
الغفير: البيه كان واقف مستنياكى هو والحجه كانوا قلقنين عليكى ويعدها دخل جوه يحضر الكرته علشان يطلع يشوفك اتاخرتى ليه?
لسه هتتكلم قطعت كلامها اول ما شافت ابوها جتى عليها وقف الحصان بسرعه ونزل جريت عليه حضنته وبعدها اغمى عليها وهى بين ايديه.
جرى حسين عليها وهو شايف والدها بيحاول يفوقها شالها تحت استغراب والدها وحسين بيقول: اكيد اعصابها ما استحملتش الضغط والتوتر ال كانت فيه بسرعه ندخلها جوه تستريح وتفوق.
بابا هدى: انت مين يا حضرت وبتعمل هنا ايه؟ وضغط ايه ال بتقول عليه ده؟ ومالك ومال بنتى.
حسين؛ نطمئن عليها الاول وبعدين اقول لحضرتك كل ال عايز تسمعه.
بعد وقت وبعد ما اطمئنوا على هدى بص باباها لحسين وقال: اظن انه تقدر تتكلم وانا سامعك.
حسين بملل: انا الدكتور حسين الدكتور الجديد لوحده كفر مستشفى خليج القصب قابلت الانسه وكانت...
حكالة كل ال حصل من اول ما نزل القطر لحد ما وصلوا لده.
والد هدى: اهلا بحضرتك يا دكتور نورت كفر خليج القصب واسف انى كنت عصبى وانابكلمك وكنت قليل الذؤوق معاك.
حسين:
بص البيه للغفير وقاله: وصل الدكتور لغاية الوحده وانت يا دكتور انشاء الله انهاردة وكل ليله نتعشى
عندى.
حسين: حصل خير يا افندم انا عايز بس اوصل الوحده علشان انا تعبت وعايز ارتاح
خرج من السراياوشنطته ماسكها الغفير شايلها غلى كتفه ال اول ما خرجوا قالوه: يا بختك يادكتور.
حسين باستهزاء: ويا بختى على إيه انشالله؟!
الغفير: الست هدى هانم وحيدة البية ولو كان جرالها خاجه زى النداهه ما قالتله وهددته بأنها هتروح من
منه بعد العصر وأهل البلد كلهم م عوبين وخايفين يطلعوا من بيوتهم للنداهه تاخد حد منهم او من عيالهم.
حسين: مين النداهه دى واشمعنا بنت البيه بتاعكم ال عملت معاه كده؟
الغفير:: بقا متعرفش النداهه، دى ست مبروكه وصاحبة كرامات بتشفى العليل وتقرا الطالع وياما ناس خفت على ايديها وكانت الدنيا ماشية تمام الأرض عمرانه بتشغى فلاحين والطريق الفاضى ده مكنتش تقدر تمشى فيه من الزحمه من البائعين والعربيات.
: حسين: نداهه مين يا عم ال مبروكه انا اسمع عن النداهه انها خرافة طلعوها الفلاحين علشان محدش يخرج بره بيته بالليل على اساس ان فى وحده بتنده بالاسم وبتغرقهم وياما زمان خوفونا بيها.
الغفير: لا يا دكتور دى غير دى وبعدين وطى صوتك يا دكتور وطى صوتك لحسن تسمعنا وتوديني ورا الشمش
حسين بتريقه: ورا الشمس مره واحده!
الغفير: انت شوفت بنغسك اتباعها ال هما اااللهم احفظنا عطلوا عربية البيه الجديدة ال جاية من المصنع على البيه على طول يعنى عمرها ما تطلع تقوم انت تقول خرافة
حسين بصوت واطى كاتم الضحكه بيجاريه: ومين النداهه دى؟
الغفير وهو بيتلفت حوواليه: دى ست مبروكه اهل البلد سموها النداهه علشان مفيش حد قالت عليه وقالت على ال هيحصله الا وحصل.
حسين: يا عم انا مبصدقش فى الخرافات دى.
الغفير قرب منه ومال عليه وشاورله على الوحده ال وصلوا ليها : قاله شايف الوحده دى، البيه فضل يبنى فيها يجى عشر مرات وكل مرة يا تتحرق يا تتهد يا نصحوا الصبح نلاقوها كوم تراب والبيه علشان يكمل بناياتهاجاب مشايخ من كل البلاد ال حوالينا.
يبعد بيهم اتباعها عنها وبكمل بناءها ده غير البوليس ال لحد دلوقت بيحميها.
حسين بضحكه: وطالما البوليس لسه بيحميها يبقى فين بركات الست النداهه ال بتقول عليها دى؟
الغفير احمد بعصبية نادوا بصوت عال وقال: يا ربيع ياربيع..
طلع ربيع بسرعه: خير يا عم احمد هو العشاء وجب؟
الغفير احمد وهو بيدى شنطه حسين لربيع بغصبية: استلم الدكتور بتاعك اهو مسلمهولك سليم وماليش دعوة باللى هيحصله وابقى قوله لو شافني فى اى مكان حتى لو فى طريق, يبقى ولا كأنه يعرفنى, اومال كله الا الست النداهه.
سابهم ومشى بيبرطم بالكلام وهو سامع صوت ضحكه حسين.
ربيع بضحك بص لحسين وقال: نورت الوحده يا دكتور
حسين: تسلم يا ربيع.
ربيع: تحب تتفرج على الوحده ولا تستريح الاول؟
حسين : هو فى دكاترة تاتين؟
ربيع: اااايوه يا بيه فى دكتور عزت بتاع الارزخانه ودكتور التحاليل دكتور مراد ودكتور السنان دكتور هشام من ساعة ما وصلوا فى عربية الأجرة وهما جاين بطلانين ودخلوا يستريحوا.
حسين: يعنى همل نازلين من غربية وتعبانين وناموا اومال ال واخدها كعابى وحصله ال حصلى هينام قد ايه؟
دخل حسين الاستراحه وقال لربيع: بعد المغرب صخينى.
ربيع بخوف: مغرب ايه يا دكتور؟ انا بعد المغرب مقدرش اطلع من اوضتى اول ما الدنيا تمسى.
حسين: ليه يعنى فى ايه؟
ربيع وطى صوته وقرب منه وقال: من ال بيحصل يا بيه من أصوات و حاجات غريبة تشيب الرأس للى يشوفها.
حسين: وانت بقا شوفت بعينك؟
ربيع: انا مشفتش يا بيه بس سمعت.
حسين: اصوات؟
ربيع: ايوه سمعت بودانى.
حسين: سمعت يعنى ما شفتش
ربيع: فرقت ايه يا بيه؟
بعدين اهل البلد الناس ال شافت منهم حكت حكاوى تشيب الرأس.
حسين: اهو ده عيبه ومخلينا ورا اسمع يا ربيع طول ما شفتش بعينك يبقى منصدقش.
ربيع وهو ماشى: يادكتور الاصوات بتبقى ماليه الناحية وأنت اهو هتسمعها بنفسك وخد نصيحتي يا بيه من خاف سلم.
ضرب حسين كف بكف ودخل ينام.
اول ما فتح الاوضة وصلوا صوت شخير ضحك واتاوب وقال: انا نعسان خلقه بلا نداهه بلا احزنون
ورمى نفسه على السرير الفاضى.
سهير رجعتهم للحاضر بضيق وقالت… انا مفهمتش بردة اي علاقة كل اللي قولته دا بعجوز المستشفي.
عزت بعصبية… مفيش فايده فيكي قلنالك اصبري واسمعي من غير ما تقطعي الكلام.
سهير بنفس حدتها وضقها… لاني تعبت انا على اعصابي عاوزة اعرف ليه مخوفني على ابني والسبب الغريب اللي معلقين عليه.
عزت… ما حسين بيحكيلك الحكاية من اولها عشان تعرفي كل حاجه.
حسين بصوت متعب… انا مقدر قلقك وخوفك يا سهير انا حكيت لك الحكاية من اولها عشان تعرفي اساس اللي احنا وصلنا وايه حكاية العجوز واي سر الكلام اللي سمعتيه.
سهير اتنهدت… اسفه يا حسين على مقطعتي لك بس قدر حالتي انا على اعصابي.
هدي… كلنا مقدرين حالتك يا سهير كلنا عشنا الحاله اللي انتي فيها الفرق انك اول مرة تعرفي لكن انا عشت كل دا فوق منه عرفت سر موت ولادي.
عزت… سهير ممكن تهدي وتخلينا نحكي ليكي من غير ما تقاطعني وقدري حالة حسين التعب.
سهير رجعت قعدت مكانها واتنهدت… خلاص كمل ياحسين بس ارجوك اختصر في الكلام انا مبقاش عندي صبر.
هدي بصت لسهيروقربت من حسين وساعدته يريح جسمه وقالت… هكمل انا حسين تعب.
رجعت مرة تانيه للماضي وقالت.
انا فوقت مفزوعه لقيت بابا وجدتي الله يرحمهم وقفين جنبي بابا قرب قعد جنب مني وحسس على راسي وانا جسمي بيتنفص وقال… هدي سماعني يا كل دنيتي.
جدتها.. اهدي يا عوض يابني الحمد لله ربنا نجاها.
عوض… الحمدلله الف حمد وشكر لله لولي رحمة ربنا والدكتور حسين كانت هدى راحت مني.
الجدة… الف حمد وشكر لله بص بقي يا عوض الوحدة وبانتها المدرسة وخلاص هانت وتشطب بكفياك كدا وابعد عن النداهة انت مش لاقي البنت في الشارع.
عوض ابتسم لهدي وطبطب على خدها قال… هدي حبيبتي انتي كويسه تقدري تطلعي، اوضتك فوق.
هدى ببكاء… انا انا.
عوض قال لها… هدى اهدي وقوليلي كل حاجه.
هدي حكيت ليه كل حاجه حصلت لحد ما وصلت قدام السرايا.
الجدة… عوض للمرة الألف بقولك كفاياك لحد كدا الحمدلله ربنا نجا البنت خلينا نمشي من هنا المرة دي وربنا سلم، هنقعد هنا لحد الفاس ما تقع في الراس.
عوض… بقي انا اللي بوعي الناس واطمنهم اهرب يامه لا يمكن ابدا امشي واسيب البلد ولا هسكت للنصابة دي واللي معها.
امه… اسمعني ياعوض اقسم لو ما سمعت كلامي لا انت ابني ولا اعرفك.
عوض قرب منها وباس راسها… يامه ربنا هو الحارس الحمدلله ربنا نجا هدى لاننا على حق لكن ترضي يتقال عليا جبان ولا هرب واسيب اهل البلد يصدقوا الكذب والوهم واتحمل ذنبهم.
الجدة… يعني نستني لحد ما البنت تضيع عشان اهل البلد، انا لا يمكن هوافق على كداالا اذا
عوض… الا اذا اي يامه واوعدك انفذ طلباتك فورا من غير كلام.
الجدة… مدام مش راضي تسيب البلد يبقي هدى تقعد في السرايا متخرجش منها كفاياها علام لحد كدا واهي الحمدلله اخدت كفايتها من العلام تاني حاجه تجيب ناس يا حرسوا السرايا ليل نهار ميخلوش الدبان يهوب ناحية البيت.
عوض بضيق… لو مش كنت اعرف ان دي طلباتك يامه مكنتش وعدتك انفذ بس ما باليد حيله انا وعدتك وخلاص هدى يا بنتي من هنا ورايح مش هتروحي المدرسة غير على الامتحانات.
الجدة… وكمان من هنا وجاي هتنامي عندي في اوضتي عشان عيني تبقي على عليكي.
هدى اتنهدت بفرحه وراحه صحيح كنت زعلانه على الدراسة الا ان فرحت وحمدت ربنا لان بعد اللي شفته استخاله كنت همشي في الطريق دا.
عدي اليوم دا وتاني يوم صحينا على حريق كبير
