رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل السابع7بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز


رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل السابع7بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز 

فزورة اليوم

من هو الصحابى الذى اهتز له عرش الرحمن.
***
فى المستشفى والكل قاعد بيسمع رجع حسين من ذكرياته بابتسامه ضعيفه بيبص على هدى وقال: الحريقة.
هزت هدى راسها وابتسامه صغيرة طلعت من بين دموعها وكمل حسين وقال: ويومها قامت حريقتين وحده فى الذريبة والتانية فى قلبى.
غمض عنيه ورجع من تانى لذكرياته ال بتنعاد قدامه من جديد.
صحى من النوم بيفرد دراعاته عينه جات على زمايله ال لسه نايمين ضحك وقال: ايه ده؟ دول لسه نايمين! دول من امبارح من وقت ما جيت وهما نايمين! على الأقل مش حاسين بالنموس ولا الحر!
قمت اتوضيت وصليت الفروض ال فاتتنى واول ما الفجر إذن صليته ورجعت تانى على السرير أنام معرفتش، خرجت بره قولت اتمشى واشوف المكان، يدوب خرجت من الوحده شميت ريحه دخان شديدة برفع عينى ببص لقيت نار طالعه من ورا السرايا، من غير ما احس طلعت جريت على النار وانا بصرخ وبقول حريقه وانا داخل كان خارج واحد متلتم ومغطى وشه
 اول ما شافني زقنى وطلع يجرى وقعت على الأرض ببص عليه ولسه هقوم واجرى وراه سمعت صوت صهيل الخيل قومت جريت على جوه وانا بنادى حريقه حريقه دخلت الزريبة وبقيت اطلع ال اقدر عليه من المواشى على جيه البيه والناس ال اتلموا وقدرنا نطفيها قبل ما تاكل البيت.
وقفت و انا باخد نفسى بالعافيه بعد ما اتاكدت انها أطفت ايد طبطبت على كتفى ببص لاقيته عوض بيه وقالى: انت مسلسنى بجميل دلوقت بقوا اتنين اول مرة اتقذت بنتى وتانى مرة أنقذت مالى، طلبك على لسانك اطلب وطلبك مجاب  انشالله لو طلبت عنيا.
حسين بتنهيده:  دى كلها تدابير ربنا مالناش فيها حاجه انا بس عايز اشرب ميه واغسل وشى وارجع الوحده تعبان ومحتاج ارتاح شوية.
عوض بص لأهل البلد الموجودين وقال… متشكرين يارجاله نردهالكم في الافراح اتفضلوا ارتاحوا وان شاء الله الصباح رباح، ادير للدكتور واخده تحت دراعه ودخل بيه السرايا وقال: اتفضل الحمام اغسل وشك وخد راحتك وانا منتظرك فى مكتبى.
نادى وقال: يا هنية حضرى الفطار وهاتيه المكتب.
طلعت من الحمام كانت هدى نازلة على السلم عنينا اتقابلت اعنيها خطفتنى غصب عنى لقيت نفسى بدقق فى ملامحها قد ايه هادئة وجميلة تدخل القلب امبارح  مع الموقف ال كنا فيه وحالتها مركزتش كان كل همى ازاى ارجعها لأهلها بالسلامه بس دلوقت مش مصدق أن ورده بالجمال ده كانت ماشية جنبى كتف بكتف ماسكه أيدى زى العيل الصغير خايفة مرعوبة، ابتسامه خرجت منى وانا مش حاسس بنفسى وانا شايف خدودها لونها بقا احمر من الكسوف والقلب دق دقة غريبة وجعت صدرى وفى نفس الوقت فرحته وقفت فضلت واقف مش حاسس لا بالمكان ولا الزمان معرفش فضلت واقف اد ايه مفقتش غير على ايد ابوها ال اتحطت على كتفى بيقولى.
عوض بيه: ايه ده كله يادكتور؟
حسين: فضلت ابص حواليا مالقتهاش اختفت.
عوض: اتفضل يا دكتور الفطار جاهز.
حسين:  عقلي مش فيه بسأى نفسي هى راحت فين كانت، وقفه معقوله اكون بيتهيقلي. 
اتنهد بضيق اول ما  رفع عينه مكان ماكانت وقفه واتاكد ان مفيش خد واقف كلم عوض وقاله.
… كتر خيرك يا عوض بيه بس انا محتاج اغير هدومى.
عوض بيه: كتر خيري اي يا دكتور انت جميلك مغرقاني وانت ملكش كام ساعة واصل الكفر  دا حاجه  بسيطه نش قد المقام  ولوعلى الغيار اتفضل افطر الاول وريح وبعدين روح الوحده براحتك حتى زمايلك إفطارهم وصلهم هناك
 واحنا قاعدين بنفطر  افتكرت الرجل المتلتم وقولتله: عوض بيه حضرتك المفروض تبلغ عن ال حصل وخصوصا انه واضح انهافعل فاعل.
عوض اتنهد وقال: انت تعرف الشرطة علشان تيجى هنا هتاخد قد ايه و فى الاخر مش هتطلع بحاجه.
حسين: بس انا شفت واحد
خارج من الزريبة وشافتى وجرى يعنى فعل فاعل.
: ومستعد اشهد بكده.
عوض بتنهيدة : مش كفاية يا دكتور، لو انت مستعد تشهد فغيرك لا كل ال كانوا واقفين وطفوا معاك الحريقة مش هيشهدوا.
حسين: ازاى وبعدين حتى لو زى ما بتقول اول ما هيجى الأمن ويعاين هيكتشفوا انها بفعل فاعل 
عوض: صدقنى ولا هيوصلوا لحاجه.
حسين: ازاى انا من وقت ما جيت وانا بسمع عن خيرك فى البلد دى واللى عاملته علشان اهلها فاقل وحبهم ليك وده أنا شفته بنغسى وانا يطفى الحريقه وهما معايا فاقل حاجه انهم يقفوا جنبك ويشهدوا معاك.
عوض: انا وانت واتنين تلاته من البلد
 هنشهد وممكن ال أتين تلاته دول يغيروا رأيهم 
حسين: معقوله البلد ال كانت واقفة دى كلها مفيهاش حد يوقف ويقول كلمه حق لا وكمان ال يشهد يرجع فى كلمته! ليه ده كله؟
عوض: الخوف،  الخوف يا دكتور.
حسين: خوف من مين وعلى مين؟
عوض: من فين فدى حكايه لوحدها اما بقا من مين وعلى مين فعلى النفس والبيت والعيال..
 عارف انت يا دكتور بلدنا دى من ١٥ سنة كانت غير لحد ما ظهرت اللى ما تتسمى ما كنتش كده
:كانوا كلها حيوية ونشاط الفلاحين  من بعد الفجر لاذان المغرب في أراضيهم   وبعد العشاء  يجتمعوا في دوار العمدة  ينقشوا احوال الناحية  يساعدوا بعضيهم  والمليان يكب على الفاضي زي ما بيقولوا.

حسين… وكل دا راح فين وفين أصلاً الناس دول انا طول الطريق امبارح من اول ما نزلت الطريق لحد ما وصلت الوحدة مقبلتش غير سبع تمن فلاحين في اراضيهم ودول كانوا في نص الطريق بعد الساقيه ما قبلتني ولا شفت فلاحين ولا بيوت اراضي فاضية وهيش وبوص. 
عوض… كل الاراضي دى ارضي انا شوية منهم ورثي من ولدى والباقي شريه من الفلاحين اللي باعوها وفي جزء  صحابها هجوا وسابوها من الخوف  وانا خفت عليها تبور  اخدتها منهم بنظام تجارة بتوصل ليهم اربحهم من كل زرعة لبيوتهم الجديدة 
حسين… حاجه غريبه طول عمري اعرف ان الفلاح مرتبط بارضه  وميقدرش يبعد عنها. 
عوض بتنهيدة طويله… الخوف يا دكتور والوهم خلي الواحد يقف فوق عيله مش يسيب ارضة  هحكيلك حاجة بسيطة،  لما تكون قاعد في أمان الله وتلاقي حد بيقولك بيت فلان هيولع الليله دي وخل بالك من عيالك في واحد فيهم  هيختاره ملك الجان في ليله هياخده قربان عشان تعيش انت وولادك يا ما تديله ارضك فدوه. 
حسين بذهول… ودا كلام يصدق ازاي في حد يصدق خرفات بالشكل دا احنا بنتطور ولا بنرجع لعصور الجهل. 
عوض… ليهم حق يصدقوا لان يدوب يدخل بيته يسمع صريخ والناس تقول حريقة يخرج يلاقي بيت اللي اتقال له عليه  يعمل ايه عشان يفدي عياله ياما يسيب حاله وماله ويمشي من البلد يا اما يدي ارضه فديه وفي الحالتين الخوف مليه على ضناه والحال دا بقي هو اللي عليه اهل المنطقة كل العزب والنجوع اللي قبلوك فاضية حصل معهم كدا لا متعلم سلم ولا جاهل سلم اللي خاف وهرب وواللي خاف وصدق وبقي يقدم فروض الولاء والطاعة،  لما وصل الموضوع للكفر عندي وقفت بكل قوتي بس مش ضد اللي ما تتسمي بس لاء لأهل الكفر كلهم  تعرف بسبب دا الناس بقت تخاف تودي ولادهم المدارس وطبعا مبقش فيه رجل بتروح المركز غير للشديد القوي وعربيات الاجرة اختفت من الخط كله الا عربية واحده  سواقها من الكفر بيطلع اول النهار ويرجع  الضهر واللي يتاخر يا يجيها مشي زي ماحصل معاك او يبات في المركز لتاني يوم،  انا حاولت مع العمدة وشيخ الجامع نفهم الناس ان دا وهم وملهوش اي وجه من الصحة وهي خرافات في اللي صدق وفيه اللي بيقدم فروض الطاعه والولاء،  بنيت الوحدة دي بدل المره تلاته وكل مرة يدوب نبدء يا اما نصبح الصبح نلاقي اللي اتبني بقي كوم تراب او النار تقوم فيها لحد ما حبت شركة أمن من البندر ودفعت لهم الضعف وخلتهم يحرسوا المكان اربعه وعشرين ساعة ونفس الموضوع  في المدرسة والحمد لله  كملت بناء المستشفى وبناء المدرسة وعشان اضمن ان الدكاترة اللي يجوا الوحده ما يسبوهاش اتبرعت بيها لوزارة الصحة وهم بدورهم يعينوا دكاترة وممرضين، ويومها  اتبعتلي واتقالي اني زعلت الاسياد وبنتي الدور عليها مش هقولك ما خفتش لا خفت والنوم جفاني لكن في نفس  الوقت قلت بقي انا اللي بطمن الناس ومتاكد ان دا خرفات  لو منعت بنتي تخرج يبقي الناس هتسلم وتأمن بالخرفات دي بقيت بوديها واجبها من مدرستها  لحد ما اطمنت عليها  جبت عربية بسواق مخصوص عشان اشجع اهل البلد يودوا ولادهم المدارس  وفي نفس اليوم حصل البي حصل  وانت شفته بنفسك. 

عوض ابتسم بمرارة…  ودا كان الترهيب.،  أما الترغيب فكان يقراء الكف او الطالع ويتقاله هيجيلك رزق كبيرة  بعد خطوة او تحت فرشك او حفرة جوه  دارك او في ارضك  وتقوم من نومك اوتسرح غيطك وتلاقي صورة او دهبه مرمية مكان ما تقالك وعلى قصاد الهدية دي تقدم فروض الولاء والطاعة وكل طلبات الاسياد أوامر. 
حسين… انا هجنن مش مصدق ان في ناس بالشكل دا وكمان الست اللي بتكلم حضرتك عليها مستفادة اي بكل دا. 
عوض… ازاي يادكتور مش مستفادة  معظم اراضي وبيوت الكفور اللي خولينا في ايدها غير الفلوس والمواشي اللي بتاخدها على أساس هدايا الاسياد و البحر بيحب الزيادة. 
لسه حسين هيكلم  قطعوا صوت حد بينادي عوض قال… جم بدري كنت بقول في نفسي ياترى يجتمعوا أمته. 
حسين… يعني ايه. 
عوض… تعالي معايا وانت تسمع وتشوف. 
خرج حسين مع عوض لقي اهل البلد كلهم مجمعين بما فيهم العمدة وشيخ الجامع  . 
عوض… اتقضلوا يا رجالة وقفين برة ليه البيت بيتكم ومطرحكم. 
العمدة… خيرك سابق يا عوض بيه اسفين على ازعاجك في الوقت دا  بس اهل البلد رفضوا يرجعوا بيوتهم قبل ما يتكلموا معاك. 
عوض… اتفضلوا على المضيفه وبعدين كل واحد عنده كلام يقوله. 
واحد من اهل البلد اتكلم بحده…  لامصيفه ولا يحزنون اسمعنا يا عوض بيه اظن بعد اللي جري في زريبه المواشي والسريا مبقاش ليه حاجه تكمل بناية المدرسة وتشغل الوحدة  ربنا سترها وياك والحريقة لحقناها هتستني ايه تاني  الاسياد تاخد بنتك ضناك لو جنابك مش خايف عليها احنا بنخاف على ولادنا وحياتنا. 
عوض لسه هيكلم حسين حط ايده على كتف عوض وقاله… لو سمحت ياعوض بيه ممكن تسبني انا ارد. 
عوض هز راسه وقاله… اكيد يا دكتور اتفضل امكن يقتنعوا بكلامك. 
حسين قال… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا رجاله  اكيد كلكم بتسالوا نفسكم انا مين ومستغربين شكلي ولبسي انا هسالكم سؤال  قبل ما ابدء فى الكلام. 
العمدة… اتفضل اسأل يا حضرة. 
حسين… لو قلتلكم ان الترعة اللي اول الطريق  شفت فيها  حوت كبير هتصدقوا كلامي ولا تكذبوني. 
الناس بصوا لبعض وقالوا… حوت وفي ترعه طيب تجي ازاي. 
حسين… طيب لو العمدة اللي قال كدا او شيخ الجامع.
واحد قال… بردة هنقول حوت كبير وترعه طيب ازاي الا اذا كان دا بسم الله الرحمن الرحيم عامل نفسه حوت. 
حسين…  طيب لو اللي قال واحد منكم وحلف انه شافه. 
نفس الشخص قاله… يبقي شافه و بردة هنقول انه بسم الله. 
عوض بصيق قاله…  متتعبش نفسك يا دكتور الناس اللي في دماغها مش هيتغير. 
العمدة….. معرفتناش بالافندي يا عوض بيه. 
حسين قاله… انا دكتور حسين دكتور الوحده الجديد  يا جناب العمدة  انا معرفش اي الموضوع بالظبط واي اللؤ بتكلموا عنه بس في حاجه  حصلت قدامي مڕتين امبارح وانا جاي في الطريق لهنا سمعت صوت صريخ بنت وبتجري بين الزرع ووراها ناس بتجري وراها. 
قطعه واحد من اهل البلد وقاله… دول اكيد بسم الله زي ما قالت المبروكة شفت يا عوض بيه اهي بتك اخدوها الاسياد. 

حسين بحده… ممكن تسمعني للاخر وبعدين تكلموا  وبعدين اي اسياد دي  الكلام دا كله هجس لان اللي كانوا بيحروا وراها رجلين مدرين وشهم بشال اول ما شفوني  هربوا غير كدا  وقت الحريقة  شفت اللي حرق وعيني جات بعينه  وزقني وجري ولما جريت وراه دخل بين الزراعات  لبسه نفس لبس اللي كان بيجري وراء البنت اللي قلتلكم عليها وفي حاجه مهمه يا جماعة  حسب ما سمعت من عوض بيه  عن بناء المستشفى تفتكروا لو الكلام دا صحيح المستشفى  كان كمل بناها  مع وجود الاسياد ولا الاسياد دول خافوا من الامن  وكمان  ليه الاسياد دول ما عملوش حاجه  ليا  ليه وانا بجري وراه وتقريبا جسمي لمس جسمي  وزقني بايده. 
شيخ الجامع… كلامك صح يا دكتور يا ناس ياما قولتلكم ونا هم بضارين بيه من احد الا باذن الله، اتقوا ربنا وهو اللي تخافوا منه  لا مبروكة ولا غيره تخافوا منها. 

حسين  … اسمعوا يا اهل البلد وانت يا عوض بيه  بعد اذنك  ممكن تنادي كرمتك. 
عوض بص لخسين وهمس له…  البنت من امبارح وهي خايفه و. 
حسين بنفس همس عوض.. متقلقش يا عوض بيه كرمتك هي الشاهد الوحيد على اللي حصل. 
هز عوض راسه ومشي داخل السريا وقفه حسين وقاله…  عوض بيه هو السواق فين. 
عوض التفت ليه ولسه هيكلم  اتكلم واحد من اهل  البلد وقال… انا السواق اللي كنت مع الست هدي. 
حسين بتنهيده… الحمدلله جيت في وقتك يا. 
السواق..  عبدالله يا فندي اسمي عبدالله. 
حسين..  قولي يا عم عبدالله  وقول لاهل البلد ايه حصل وكنت فين من ليله امبارح. 
عبدالله… وانا راجع بالست هدي من مدرستها وقبل ما نوصل الساقية  لقيت جزع شجرة واقع قدام العربيه نزلت اشيله ويدوب انحنيت اشيله لقيت اتنين طلعوا من وراء شجر الجزورين قرب الساقيه لسه برفع وشي لقيته رش حاجه  على وشي محستش بنفسي اي حصل  غير لما افندي كدا نزل من عربيه وفوقني قرب الفجر اول ما وعيت واتذكرت اللي حصل ركبت العربيه وجيت طوالي يدوب وصلت السريا شفت اهل البلد جين على هنا قلقت على الست هانم من خوفي مقدرتش انزل من العربيه غير لما سمعتك بتحكي عن اللي وان الست هدي بخير. 
اهل البلد بصوا لبعض وقعدوا يتهمسوا حسين بص لهم وقال…. ياعم عبدالله لو شفت حد من الاتنين دول تعرفهم. 
عبدالله… كانوا متلتمين بس فيهم واحد كان لابس جزمه شبه بيادة الجيش،  والتاني لابس بنطلون حتى وانا جاي في السكة كنت بسأل نفسي هو فيه بسم الله بيلبسوا جزم وبناطيل 
حسين…  قول لاهل البلد حد فيكم سمع قبل كدا حاجه  زي كدا ولا الاسياد هنا بيلبسوا على الموضه. 
عوض جه ومعه هدي ماسكه في ايده بقلق وخوف حسين بص لها وحاول يبعد عيونه عنها قال لها وهو باصص للسواق… انسه هدي ممكن تحكي اللي حصل. 
هدى بصت لابوها اللي هز راسه وقالها… قولي يا هدي اللي حصل للدكتور واهل البلد متخفيش ومتتكسفيش. 

هدى هزت راسها وقالت… واحد من الرجلين لاف على وشه قماش شكله غريب  نزلني من العربية وقال للراجل التاني  خف سيب السواق مرمي  مكانه لحد لما يفوق ابعد بس الجزع عشان ميلفتش نظر حد ويقول دا فعل فاعل وخف يدوب نلحق نخلص من العسليه ﮂى والله خسارة في الموت بس دى اوامر المبروكة  عشان اهل البلد  يشفوها وهم رحعين بيوتهم. من الغيط وابوها يتربا وييعد عن سكة الشيخه وميدخلش في اللي ملهوش فيه. 
التاني قاله… عيد كلامك قدام النداهة هتحصلها بعد خمس دقايق  كل عيش  احسنلك وانتي يا حلوة  امشي من سكات  . 
شدوني ودخلوا بيا بين الزراع  الراجل اللي مسكنى رجله فلتت ووقع على الارض ساب ايدي زميله قرب منه يسعده انا  جريت منهم  وفضلت اصرخ واقول الحقوني  لحد ما شفت الاستاذ دا  ومسكت فيه وهو ساعدني لحد ما وصلت لهنا. 

شيخ الجامع…  كدا الرؤية وضحت يا ناس شفتم بعنيكم وسمعتم بودنكم. 
عوض…  ياجماعة انا طول عمري بقولكم  متصدقوش  مفيش حاجه اسمها  نداهة  ولا مبروكة  ارضي كلها تحت امركم  من اللحظة دي كل اللي يحب يرجع يشتغل في الأرض ينزل يشتغل واللي حابب ياخد حتة أرض يؤجرها ويزرعها انا معنديش مانع. 
العمدة… واللي يحب ينزل ارضي  الارض قدمكم  ومن بكرة عيالكم يروحوا المدرسة  واللي عيله عيان يوديه الوحدة. 
حسين… انا وزميلي الدكاترة تحت امركم الاربعة وعشرين ساعة. 

حسين  بص لعوض وقاله… بعد اذنك يا عوض بيه انا همش عشان اروح ابدل هدومي وانتظر اهل البلد يجوا يكشفوا. 
خلص كلامه وعيونه جات على هدي اللي اتكسفت وبصت في الارض ومشيت ناحية السرايا عوض قاله… اتفضل يا دكتور مش عارف اشكرك ازاي و جمايلك كترت عليا اوي ربنا يقدرني واردهالك. 
صوت كلاكس عربيه قطع كلامه ادير كل اهل البلد يبصوا على الصوت  واللي نزل منها حسين ابتسم اول ما شاف اللي نزل وقال كتير عليا والله اللي بيحصلي دا نداهة واسياد ورشدى كدا كتير عليا. 
رشدي ابتسم وقال… يااه اخيرا شفت ناس  . 
عبدالله السواق بص لحسين وقال… هو الافندي دا هو اللي فوقني. 
رشدي بص لعبدالله وقاله…  الحمدلله  اني شفتك بقي يا راجل وانا بكلمك تركب العربية وتجري بيها وتسبني بدل ما تشكرني ولا تساعدني  اطلع عربيتي من الطين اللي غرز فيه. 
حسين قرب منه…  حمدالله على سلامتك يا رشدي اعرفكم يا جماعة دكتور رشدي دكتور من الدكاترة اللي اتعينوا بالوحدة. 
رشدي بذهزل… حسين اي دا مال هدومك عامله كدا ليه واي موقفك هنا. 
حسين ابتسم ومسكه من ايده وقال… بعد اذنكم يا جماعة هاخد دكتور رشدي ونروح الوحدة ومنتظركم  في  الوحدة. 
 
رشدي ماشي مع حسين وقاله…. اي يا عم وخدني ورايح على فين 
حسين… على الوحدة عشان تستريح. 
رشدي… عايزني امشي واسيب العربيه في الطريق. 
حسين بضحكة…  عندك حق  انا هسبقك على ما تجيب عربيتك وتجي. 
رشدي قاله… تعالي اركب معايا  حسين: خلى العربية هنا آمن هنا اركنها على جنب بس وتعالى نتمشى لحد الوحده.
رشدى : اركنها فين يا عم؟ اذا مكنتش قدام عينى مش هستريح كفايه البهدلة ال شافتها طول الطريق.
حسين بيكلم نفسه: انا تعبان خلقه وال زى رشدى ده باله واسع وال فى دماغه فى دماغه مش هيقتنع يجرب احسن.
رشدى: ايه رحت فين؟ تعالى معايا يالا.
حسين : لا ياعم خليك انت فى عربيتك وانا هروح الوحده اغير تكون انت جينت.
سابه ومشى ورشدى بيبصله باستغراب: ده ال هو ازاى؟
هز كتفه وقال: براحته.
وصل حسين الوحده لقى الغفير احمد وربيع وتلات دكاترة واقفين بيسمعوا حكاياتهم عن النداهه وال عملوا انهاردة.
ابتسم وهو شايفهم بيسمعوا بتركيز وقال: اخيرا صحيوا دي  البلد ولعت وهما نايمين .
قرب منهم واول ما شافه الغفير احمد وهلل وقال: اه الدكتور حسين اهو.
دكتور من ال واقفين ابتسم ومد ايده: أهلا أهلا بالبطل من وقت صحينا واحنا بنسمع في بطولاتك دكتور هشام اخصائي اسنان.
سلم عليه حسين وقاله…اهلا بيك يا دكتور هشام  دكتور حسين ممارس عام  . 
اتقدم  دكتور تاني وقاله… دكتور عزت  دكتور صيدلي اتشرفت بيك يا دكتور حسين لو كنت اتاخرت دقيقه كمان كنت هروح  لك عند السرايا اشوف واسمع  بنفسي بطولاتك اللي  عم احمد من وقت ما جه بيحكي عنها.
حسين… ابتسم وقاله اهلا بيك يا دكتور عزت ياريت لو عندك في الصيدليه  اي حاجه للحروق ياريت تجبهالي اعالج حرق ايدي. 
اتقدم الباقين واتعرف عليهم واستأذن منهم وطلع يغير هدومه وبعد شوية نزل لاقاهم لسه واقفين بيسمعوا من الغفير على داخله رشدى عليهم وهو شايل شنط كتير وبيمشى بالعافية واول ما شافه قاله: ياعم مش كنت تقولى ان الطريق كده! وان مش هعرف اعدى بالعربية.
حسين:  قلت  اكيد مش هتقتنع وخصوصا  انك قلت مش هتسيب عربيتك بعيد  قلت تجي برحتك وانا اجي ابدل هدومي مكنتش هقدر استني دقيقه كمان  بلبس دا.
بص لرشيدي بستغراب وقاله..  وايه الشنط دى كلها مهاجر.ولا اي
رشدى: فين الشنط الكتير دول يدوب اربع شنط لبس وجزم. 
ضرب على راسه: اوه نسيت اهم حاجه.
حط الشنط وخارج بسرعه  حسين وقفه وهو بيساله: فى ايه يا رشدى.
رشدى: نسيت اهم حاجه ثواني وراجع ياريت تدخل الشنط دي لاوضتي على ما اجي .
واحد من الدكاترة ضحك وقاله… دا باين عليه دماغه مهويه. 
حسين… لسه ما شفتوش حاجه، دا بقي العجيبه التمنه من عحايب الدنيا. 
رشدي وصل عند عربيته و 
فتح العربية من قدام وطلع شنطه الكمان وباسها وقال: حقك عليا يا صاحبى نسيتك من ال شفته فى الطريق الغريب ده
خدها ودخل واول ماشافه حسين: ضحك بصوت عالي وقاله مفيش فايده فيك جايب البتاع  دا هنا برضه! محرمتش ده انت ياما انطردت من المحاضرات بسببه.
رشدى بابتسامه: ولا اقدر استغنى عنها وبعدين الدكاترة دول جهلة ميعرفوش ان المزيكا غذاء الروح والعقل مش كفاية كتر خيرى عايز اعملهم جو فى المحاضرة
حسين: اعرفكم يا جماعة دكتور رشدى معانا فى الوحدة  .

                 الفصل الثامن من هنا
تعليقات



<>