
رواية عزبة الدموع الفصل السابع بقلم داليا السيد
وتغيرت الاوضاع
في الصباح تناولوا الإفطارجميعا وما أن أوشكوا على الانتهاء قال "إذا لم تمانعي أريدك في مشوار صغير قبل أن أنشغل باقي اليوم"
نظرت إليه وقالت "إلى أين؟"
قال بجدية واضحة "عندما نصل ستعرفين، هيا عن إذنك عمتي"
ابتسمت العمة وهي تتابعهم وقد أدركت بخبرتها ما يدور بين هذين الشخصين من عناد يخفي ورائه الكثير والكثير
تبعته إلى الخارج حيث انتظرها في سيارته، ركبت بجانبه فانطلق بالسيارة فقال "لا أريد أن أضغط عليك ولكن هل فكرتِ؟"
هزت رأسها بالموافقة وقد فعلت وقررت فقال بترقب "وماذا؟"
نظرت إليه وقالت "الحلم الذي تحدثت عنه هو الذي قادني إلى قراري"
قال بنفاد صبر وقد كان يخشى رحيلها، هذا المشروع خطر على باله بمجرد أن حدثه صاحب الأرض وزاد إصراره عندما سمعها تتحدث عن الرحيل
قال "قرارك الذي هو ماذا؟"
قالت "أوافق ولكن على شرط"
تنفس براحة ثم قال "أكملي، أسمعك"
قالت "ألا تتدخل في عملي وأن نتعامل باحترام وألا تحاول إشعاري أي فتاة مدللة و.."
هز رأسه وقال "هذا ليس شرط واحد، حسنا لن أتدخل في عملك ولكني لن أتوقف عما كنت أقول إلا عندما أرى أنكِ لا تتصرفين بتلك الطريقة"
نظرت إليه بغضب فنظر إليها ولم يتحدث الاثنان
لاحظت أنه يقود في منطقة منعزلة فقالت "أين نحن؟
لحظات وبدأت تفهم، كانت المقابر قال "المقابر
أوقف السيارة ونزل ثم فتح لها الباب وظلت لحظات لا تفهم شيء إلى أن قال "هيا تعالي"
نزلت وقبل أن يدخل المقابر وعلى أحد جانبيها وقف على مكان مرتفع قليلا عن الأرض وقال "إنه جيمي، لقد دفنه الرجال هنا ظننت أنكِ تحبين توديعه"
دمعت عيونها وهي تنظر إليه ثم نظرت إلى التراب وانحنت عليه ومررت يدها عليه ثم قالت "حقا هو جيمي؟"
هز أكتافه وقال "بلى هو"
قالت من بين الدموع "آسفة جيمي أنت أنقذتني وأنا لم أستطع إنقاذك، أنا أحبك يا صديقي ولن أنساك أبدا"
وأخيرا مسحت دموعها وقامت فقال "هناك أمي"
نظرت إليه وبدت نظرات حزن بعيونه فقالت "هل تحب أن تذهب؟ سأنتظرك هنا"
قال بجدية "ألا تحبين لقائها؟"
هزت رأسها بدون تردد وقالت "بالطبع ولكني ظننت أنك تريد أن تكون وحدك"
تحرك وهي معه وما أن وصلا حتى قال "كانت تحب أبي جدا أتت من اسكندرية مع خالتها لحضور فرح فرآها أبي، أعجبته وأعجبها من أول لقاء ثم سافر وطلبها للزواج وأتى بها دون رغبة أهلها لأنه متزوج ولأنها ستعيش هنا ولكنها لم تهتم عاشت معه عدت سنوات كانت له الظهر والسند شاركته كل شيء، أنجبتني في أول سنة زواج، لم تتركها زوجته الأولى ولكنه صد الجميع عنها وفي النهاية مرضت مرض لا شفاء منه ورحلت ورحل معها كل جميل لا أتذكر عنها الكثير كنت صغيرا جدا رفضتني زوجة أبي طبعا فتولت عمتي أمري، لم تتزوج أبدا وظلت معي إلى أن أصبحت ما أنا عليه الآن، عمتي وعم صابر هما أهلي الحقيقيين أبي قسم ميراثه قبل أن يموت وترك لي أموال كثيرة وأرض قريبة وبعض العقارات بإسكندرية وبايى أملاكه لابنه الكبير ولذلك لم تتعارض مصالحنا بوفاته وأنا تشاركت مع والدك بهذه العزبة التي أصبحت حياتي"
شعرت بألم من أجله لقد ظنت أن حياتها صعبة ولكن أمه هي المرأة التي تعارضت مع كل بنات جنسها وحاربت من أجل حبيبها واختارت حياته لذا أصبحت هي بالنسبة له مرفهة ومدللة وأددركت معنى كلماته ففكرت ربما لن تعارضه مرة أخرى إذا قالها
لامست ذراعه بحركة لا إرادية فنظر إليها وقال "أحب أن أحضر هنا لأستمد قوتي من قوتها"
ابتسمت وقالت "معك حق، هي امرأة تستحق التقدير رحمها الله"
رن هاتفه، كانت أميرة ترك الهاتف ونظر إليها وقال دون أن يرد "هل نذهب، لدي مواعيد كثيرة اليوم وأنا أريدك أن تجهزي رسم هندسي للمزرعة وربما دراسة عن المشروع بالتأكيد سأصحبك للأرض مرة أخرى لتأخذي المقاسات اللازمة ونتناقش فيما يلزم ولنبدء في أسرع وقت، هل يمكنك إخبار سالم بيه لتحديد ميعاد؟"
جلست في السيارة وتابعته وهو يركب فقالت "لست بحاجة لعمو سالم يمكنني أن أفعل بنفسي"
قال وهو ينظر إليها "لا، لن تجلسي وسط الرجال وتفعلين"
ابتسمت وقالت "أظن بعد ما أمضيته وسط الرجال من قبل لن يأتي شيء بجانب هذا الإمر إنه مجرد بيع وشراء"
نظر إليها وقال بحدة "ما حدث انتهى وما سيحدث سيكون أفضل لذا سالم هو الذي سيتولى الأمر وأنا سأتحدث معه إذا لم تفعلي"
قالت بضيق "لن تفرض علي شيء، أنا لا أريده، سالم ليس الوصي علي أنا بالغة وعاقلة وأدير شؤون حياتي بنفسي"
التفت إليها بغضب وقال "هذا عندما تنتهي الرجال وهذا لم يحدث بعد لن تجلسي وسط هؤلاء الرجال"
توتر الجو وقالت بتحدي "سأفعل ولن اقبل سوى بذلك وسأسحب التوكيل من سالم لو أصررت أنت عليه أنا لم أفقد أهليتي"
ضرب المقود بيده وقال "أنتِ لا تتوقفي عن إغضابي بتصرفاتك هذه الغير مسؤولة"
قالت بغضب "أنا التي أفعل أم أنت الغير عادل؟ هل نسيت أنني سأتعامل مع الرجال في كل مكان في هذا المشروع أنا مهندسة يا آدم ولست ربة منزل وما تكلفني به يعني أن أقف نهار وليل وسط الرجال وليس ساعة زمن لأمضي عقد"
كانا قد وصلا الفيلا فأوقف السيارة وقال "أنتِ لا تفهمين، الأمور الإدارية لا تدار بين النساء لذا سالم هو من سيفعل وإياكِ أن تتصرفي تصرف تندمين عليه هل تفهمين؟"
قالت بغضب "لا، لا أفهم"
وتركته ونزلت بغضب وصفعت الباب خلفها بقوة بينما ضرب عجلة القيادة مرة أخرى بقوة من الغضب وقال "اللعنة على تلك الفتاة لم لا تسمع وتطيع أبدا؟"
أدار السيارة وتحرك بقوة مخلفا وراءه سحابة كبيرة من الغبار وقد ضايقه تغير الأوضاع بينهما مرة أخرى.
وصل إلى البيت الصغير الذي يعتبر مكتبه يدير منه أمور العزبة، رن هاتفه مرة أخرى وكانت أيضا أميرة أغلق الصوت ولم يرد ونزل متجها إلى الداخل فرآها تجلس بملابسها الضيقة والقصيرة والماكياج الصارخ الذي تضعه وشعرها الأسود الذي ترفعه لأعلى
قال وهو يتجه للداخل "أهلا أميرة متى وصلتّ؟"
ابتسمت ابتسامة ساحرة وقالت "منذ ساعة، أين كنت؟ ولماذا تأخرت؟ ظننت أنك ستكون بانتظاري"
جلس خلف مكتبه الصغير وقال "عندي عمل كثير، ترى ما الذي ذكرك بنا "
نهضت واتجهت إليه حتى وقفت أمامه واستندت إلى المكتب وقالت "قلبي"
لم يعد يتأثر بتصرفاتها فلم تتبدل ملامحه وهو يقول "أميرة أنتِ امرأة متزوجة وأنا"
مالت عليه وقالت "كنت .."
ضاقت عيونه ورائحة عطرها تخترق أنفه فقال بلا مبالاة "وماذا؟"
قام مبتعدا لتبتعد عنه فعادت إليه وقالت "آدم أنا أحاول إخبارك أنني اسعى في إجراءات الطلاق وهي مسألة وقت وأعود حرة من جديد"
أشعل سيجارته وقال "أميرة ماذا تريدين؟"
ابتعدت وقد شعرت أنه يبتعد فقالت "أولا مساعدتك لي، أريد أن يتولى القضية المحامي الخاص بك وأنا طبعا سأبقى هنا لنعيد ما كان"
قال بلا مبالاة "أساعدك ربما، لكن ما كان بيننا انتهى ولن يعود"
ضحكت بدلال وقالت "أعلم أني جرحتك لذا لن أتعجل في شفائك سأنتظرك وأنا أعلم أن ما بيننا حب لا يموت فقط دعنا نأخذ الوقت الكافي لنقرر، على الأقل حتى أحصل على الطلاق صدقني أنا نادمة وسأفعل كل ما تريد سأعيش هنا معك وسأوافق على كل شروطك آدم أنا.."
قاطعها دخول عم صابر الذي نظر إليها نظرة ذات معنى فقال "أهلا يا ست أميرة كيف حالك؟"
نفخت في ضيق وهي تقول "بخير كيف حالك أنت؟"
قال الرجل "نعمة ورضا، آدم الرجل وصل أين ستقابله؟"
نظر إليها وقال "أميرة يمكنكِ العودة للمنزل أنا لدي عمل كما ترين"
نظرت لصابر بحقد وغيظ ثم إليه وقالت بدلال "حاضر سأنتظرك على الغداء"
ابتعدت إلى الخارج فنظر إليه صابر وقال "ماذا تريد؟"
لم ينظر إليه وهو يشعل سيجارته ويقول "الطلاق"
قال صابر بهدوء واضح "فقط؟ ولو كان ما دخلك أنت؟"
نظر إليه آدم وقال "تريد فوزي المحامي"
ردد صابر "فوزي!؟ وأنت؟"
لم يبعد عيونه عنه وقال "أنا ماذا؟"
اقترب صابرمنه وقال "هي تريدك أنت يا آدم عيونها تفضحها"
أشاح آدم بيده بدون اهتمام وقال "هي حرة فيما تريد ليس الأمر من شأني، هيا دع الرجل يأتي لقد وافقت رنين سأتفق معه ثم نحدد موعد مع سالم لإمضاء العقود"
ابتسم الرجل وقال "هيثم الذي سيتولى المشروع؟"
هز رأسه وقال "لا، هي التي ستتولاه، هيثم سيظل كما هو مسؤول عن العزبة"
اتسعت ابتسامة الرجل وقال "أحسنت يا فتى"
اندهش آدم من كلمات صابر ولكنه لم يساله عن معنى كلماته فهو يكفيه ما حصل عليه من وجودها هنا ربما تتغير الأوضاع بينهما إلى الأفضل من يعرف؟
دخلت الفيلا وهي غاضبة، منه منذ لحظات كان يشاركها لحظات سعيدة والآن تغيرت الأوضاع فلماذا يصر على أن يبدو هكذا أمامها ..
ما أن دخلت حتى رأت امرأة تشبه عمة آدم تجلس معها تقدمت ببطء بينما قالت العمة "أهلا يا فتاة تعالي"
تقدمت إلى أن توقفت أمامهم فقالت العمة "إنها سميرة أختي الصغرى أتت لتزورني هي وابنتها وربما تقيم معنا"
تأملت المرأة رنين من أعلاها إلى أسفلها بنظرة غير مريحة ثم قالت "أنتِ إذن تلك الفتاة التي عملت وسط الفلاحين؟"
نظرت إليها رنين بقوة وقالت "نعم إنها أنا"
قالت العمة "سميرة أختي لا تحب عمل المرأة وكذلك أميرة ابنتها"
ردت سميرة "آه طبعا أميرة ابنتي لا يمكن أن تعمل وسط الرجال ولماذا تفعل والرجال يتسابقن عليها؟ هل نسيتِ كيف كان يعاملها آدم؟"
نظرت المرأة بقصد إلى رنين وقالت "أميرة كانت خطيبة آدم وإن شاء الله تعود إليه ستنهي هذا الزواج الفاشل لتعود للرجل الذي يستحقها وتستحقه، هل تذكرين يا فوقية قصة حبهما؟"
شعرت بأن الهواء لا يكفيها وأنها لو بقت أكثر من ذلك أمام تلك المرأة فربما تشبعها ضربا لتخرج بها كل غضبها ولكنها تماسكت بينما قالت فوقية
"نعم أذكر ولكن الآن هي زوجة لرجل اخر وآدم حر ليس بحياته أحد"
ثم نظرت فوقية إلى رنين وقالت "ألم يأتي آدم معكِ؟"
هزت رأسها وقالت "لا، قال لديه عمل هام فأحضرني وذهب"
قالت فوقية "ستبقين أليس كذلك؟"
نظرت للمرأة وقالت "نعم مناأجل المزرعة فقط"
قالت سميرة بدهشة "أي مزرعة؟"
لم تنظر إليها وقالت وهي تنظر إلى فوقية "عن إذن حضرتك أحتاج للراحة"
تحركت مبتعدة إلى غرفتها وأخذت تتحرك بدون هدى، لقد عادت حبيبته بالتأكيد سيعود إليها، لذلك تركها وذهب طبعا ليرحب بها، بالتاكيد فهي المرأة التي أحبها كما عرفت وماذا؟ لماذا تهتم؟ الأمر لا يخصها لابد أن تفكر في المشروع الذي ستبدئه عليها أن تبذل كل جهدها كي لا تفشل ..
رن هاتفها، كان آسر شعرت بسعادة وردت "آسر كيف حالك؟"
قال بلهفة "رنين ماذا حدث للهاتف؟ يومان لا أستطيع الوصول إليكِ؟ لولا سفري لأتيت إليكِ"
قالت بدهشة "سفر!؟ أي سفر؟"
قال "المانيا، الشركة انتدبتني شهرين"
نفخت بضيق واضح، حتى صديقها الوحيد يرحل ويتركها، قالت "متى سترحل؟"
قال "غدا مساء، هل أنتِ بخير؟ هل حدث شيء؟ لا أشعر بالراحة لصوتك هل أحضر إليكِ؟"
ترقرقت الدموع بعيونها وقالت "لا أنا بخير، لا تقلق كيف حال عمو سالم"
صمت قليلا ثم قال "يحاول الاتصال بكِ أيضا، ما هذا الذي سمعته عن موضوع الأرض والمزرعة هل ستبقين هناك حقا؟"
مسحت دموعها وقالت "نعم، إنه عمل ربما أشغل به وقتي"
قال "ولكن أنتِ لستِ على دراية بتلك الأمور ولم تعملي من قبل، أنتِ فتاتنا المدللة يا عزيزتي فكيف يكون ذلك؟"
تضايقت من كلماته وقالت "هذا لأن داد كان دائما ما يرفض أن أعمل ولكن لا تنسى أني كنت أشارك الفلاحين الانجليز في بعض أعمالهم أنا لست مدللة لتلك الدرجة ربما أنت فقط لم تعرفني جيدا"
قال "وآدم هو الذي عرفك وأخرج منكِ شخص آخر لم نكن نعرفه؟"
تضايقت من طريقته ولكنها قالت "آسر كلامك لا يعجبني، أنا التي تقرر مصيري بنفسي وأنا أريد أن أخوض التجربة وأحقق ذلك الحلم الذي ولد هنا فهو الحلم الوحيد الذي استطعت أن أحلم به دون أن يتدخل أحد فيه وسأحققه وحدي وبنفسي ولن يوقفني شيء ثم أنا ليس بحياتي أحد ولا شيء لأعود إليه ربما حياتي هنا تصبح أفضل من تلك التي كنت أعيشها"
قال بجدية "هذا يعني أن حياتك معي كانت بلا معنى رنين ألا تظنين أنكِ تغيرتِ كثيرا؟"
أغمضت عيونها ثم فتحتها وقالت "لا آسر للم أتغير، أنت فقط لم تكن ترى إلا ما تريد أن تراه، أنا أقصد أن داد مات وأنا أعيش وحدي بالبيت دون عمل، حياة الوحدة صعبة"
ثم غيرت الموضوع وقالت "والآن دعك من كل ذلك لم تخبرني رأيك بالمزرعة"
جائها الصمت لحظة قبل إن يقول "مشروع كبير ويحتاج إلى دراسة كاملة ليس فقط عن الهندسة المعمارية وإنما أيضا الأمور الأخرى الخاصة بما يلزم المزارع"
قالت بحماس "أعلم وأعتقد أنك سترسل لي اقترحاتك وأنا أيضا سأدرس الموضوع وأنت تابعني أول بأول"
رد آسر باستسلام "حاضر، هل تريدين شيء آخر؟"
للحظة شعرت بالحزن تجاهه ولكنها قالت "فقط طمئني عليك ولا تنساني"
جائها صوته وهو يقول بمرح "أنساك يا سلام ..أنساك دا كلام.."
ضحكت من بين دموعها وقالت "تمام يا أم كلثوم، خذ بالك من نفسك"
قال بحنان "وأنتِ أيضا حبيبتي سلام"
ما أن اغلقت الهاتف حتى رن مرة أخرى باسم سالم، ردت "أهلا عمو"
أجاب "أهلا حبيبتي كيف حالك؟"
مسحت دموعها وقالت "بخير، كنت سأهاتف حضرتك"
قال "نعم أكيد من أجل الأرض، هل أنتِ متأكدة من الأمر؟"
ردت بتمهل "ما رأي حضرتك؟"
قال "فرصة رائعة، سعر الأرض رائع، آدم رجل أعمال ومزارع رائع"
كانت تدرك ذلك بالفعل فقالت "حسنا وأنا لن أضيع الفرصة"
أجابها "إذن سأضع العقد المناسب كما طلب مني آدم كي يضمن مصلحتك قبل أي شيء ثم أحدد معهم موعد لإمضاء الالعقودآدم أوصاني أن أضع كل الضمانات اللازمة لكِ، من الواضح أنه يهتم بشأنك لقد أراد أن ألتقي بالبائع والمحامي الخاص به لأنه يشعر بعدم الراحة، الغريب أنه لم يكلف محاميه هو بالأمر معي وإنما اكتفى بي أنا أحب ذلك الشاب"
صمتت وهي تتساءل هل حقا طلب ذلك؟ هل أراد مصلحتها وهي التي عارضته و، "ألوو؟ رنين أين أنتِ؟"
قالت "هنا يا عمو، ماذا قلت؟"
قال "كنت اسالك هل لديكِ شروط خاصة أو أي طلبات؟"
قالت دون تردد "لا تصرف حضرتك كما تشاء أنا أثق في رأيك"
رد الرجل "شكرا حبيبتي، هل حقا سيمنحك المشروع كما قال؟"
قالت بهدوء "نعم وآسر سيتابعني إذا احتجت شيء"
رد بهدوء "تمام حبيبتي وأنا أيضا معك إذا احتجتِ أي شيء، أتمنى لكِ التوفيق"
أجابت "شكرا يا عمو"
تراجعت وهي لا تفهم ذلك الرجل، لم لا يتعامل معها بصراحة ووضوح؟ لم هذا الغموض الذي لا معنى له؟
عادت لهاتفها ودخلت على النت لتبحث عن دراسات للمشروع الجديد إلى أن حل موعد الغداء سمعت صوت سيارته فغيرت ملابسها بعناية ثم نزلت
كان الجميع بغرفة الطعام عندما دخلت فقالت "مساء الخير"
رد الجميع بينما لم ينظر هو إليها وتعلقت عيونها بأميرة تلك المرأة الفاتنة التي احتلت المقعد الذي بجانبه وكأنه مكانها دون شريك، اتجهت إلى جانب العمة وجلست في هدوء وهي ترى أميرة تبادلها نفس النظرات
قالت العمة "تعالي يا فتاة هذه أميرة ابنة أختي، أميرة هذه رنين"
نظره ساخرة لاحت على شفتي أميرة وقالت "أهلا يا، فتاة"
نظرة غاضبة في عيونها إليها وهي تقول "أهلا يا، مدام"
زالت الابتسامة من على شفتى اميرة وحل محلها الغيظ وكأن رنين تذكرها أنها ما زالت زوجة رجل آخر، بينما لم تنظر رنين إليها وتناول الجميع الطعام في صمت لحظة إلى أن قالت أميرة
"عرفت أن الارض كادت تغرق يا آدم فما الذي حدث "
لم ترفع عيونها وهو يقول "أحدهم نسى حنفية الري"
قالت أميرة بخبث "آه من أجل إخماد الحريق الذي كان ببيتها والذي كان سببه ماذا؟ آه تذكرت؛ إنه ذلك الرجل الذي كان عندها، يقال أنه كان يمضي ليلته هناك أليس كذلك؟"