رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل الثامن8بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز
فزورة اليوم
من هو الصحابى الجليل الذي قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم بان رجله فى الميزان أثقل من جبل أحد.
**
عدى كم يوم والحال زى ما هو حسين قاعد قدام الوحدة هو وزمايله لا بيهشوا ولا بينشوا.
عزت: ايه ده! ايه بلد الهس هس دى! انهاردة خامس يوم لينا ومفيش حتى عيل صغير يهوب ناحية الوحده انا تعبت وانا قاعد فى الصيدليه قصاد الأدوية.
هشام: يا عم انا كانوا بيخوفونى من الوحده بتاعه الأرياف وان الواحد لو حس بصداع او عينه اتطرفت بيجى يكشف هنا مفيش حد هوب ناحية الباب حتى لو عيل صغير.
مراد: بابا زمان كان متعين فى الأرياف كات بيقول لو فرخه تعبت عندهم يروحوا يكشفوا عليها فى الوحده.
حسين: اقسم انى راضى على الأقل الواحد يحس انه بيكشف على مريض وان دراسه الطب ماراحتش على الفاضى.
رشدى: يا جماعه المفروض تكونوا مبسوطين واعتبروا نفسكم بتستجموا بعد تعب ودراسة ومشرحه ودكاترة بتطلع عقدهم على الطلبه انا عن نفسى مستمتع اخر حاجه والجو صراحه بيساعد على الاستمتاع هدوء بعيد عن دوشة المدينه وزحمه العربيات والهواء نظيف يرد الروح تعرفوا انا لو ليا فى الرسم كنت كل يوم رسمت لوحه للمناظر الجميلة دى.
عزت: بيتهوفن بيتكلم يا جماعة
رشدى: تخيل من وانا صغير كان نفسى اكون رسام ومش هقولك محاولتش حاولت واخدت دروس فى الرسم بس طبعا الوالد تدخل كالعادة.
حسين بضحكه: لينا خمس ايام يا رشدى وكل يوم بتقول كان نفسك تدرسك حاجه غير الطب مرة مهندس مرة طيار انهاردة رسام ما ترصى على حل يا عم.
رشدى: تخيل كان نفسى اكون اى حاجه الا دكتور دى.
: بس اعمل ايه أوامر الوالد ابنه الوحيد لازم يبقى دكتور ويشيل اسمه بس تخليوا على قد ما فى البداية كنت متضايق انى جيت الأرياف على قد ما انا مبسوط هدوء وواخد حريتى ومتاكد مليون فى الميه ان أوامر بابا مش هتوصل لهنا وكمان بقدر اعزف براحتى فى اى وقت اى لحن يجى فى دماغى فرايحى بقا حزين من غير ما حد يزعجنى ولا حد يقولى عايزين ننام ولا بنذاكر ولا فاكر نفسك فى الاوبرا.
حسين: ما احنا خايفين نقولك اننا تعبنا وعايزين ننام منلاقيش حاجه تسلينا انت التسلية الوحيدة بتاعتنا فى المنطقة دى يا رشدى.
قاموا مفزوعين على صوت صريخ بره الوحده طلعوا يجروا لقوا الست بتصرخ وواحد ماسكها سالوه.
_فى ايه؟
الرجل: مراتى بترضع والداية مش موجوده.
حسين: اتفضل بيها جوه اكشف عليها.
الرجل: جوووه
وقف ساكت مش عارف يدخل ولا لا وبعد تفكير قال: لا خلاص انا هرجع بيها تانى البيت نستنى الداية.
حسين: داية ايه يا حضرت الست تعبانه.
الست بصراخ: بموووت يا خلق تعبانه مش قادرة.
حسين: يا استاذ المدام تعبانه وواضح وباين من هدومها ان مياه الجنين نزلت اى تأخير هيبقى فى خطر على الاتنين.
الست: لا ده العيل ال بنترجوه من سنين يا حمد.
حمد: بس دى مسكونه يا نعمه انتى ضامنه تولدي من هنا والعيال يتلبس من هنا.
الدكاترة بصوا لبعض مش فاهمين.
حسين: مسكونه ايه بس يا حضرت ما هو احنا قدامك ٥ دكاترة لينا خمس ايام قاعدين مشغناش حاجه.
حمد: انتوا ذات نفسكم يتخاف منكم انتوا ازاى قاعدين ومش سامعين صوت المزيكا طول الليل مرة تعلى مرة توطى مرة ترقع بالصوت.
الدكاترة لبعض ولرشدى وفضلنا يضحكوا.
عزت اخد الكمانجه من ايد رشدى المتغاظ وشاور للراجل: اعرفك بالعفريت
رجعها لرشدى وقاله: حضر للحج اقصد اعزف للحج حاجه علشان يتأكد وهو بالمرة تأكد نظريتك ويمكن المزيكا تسهل الولادة مع حسين.
الست بصراخ: معتش قادرة حاسة بروحى بتطلع
حسين : بسرعه يالا بينا على جوه
دخلوا بيها والرجل معاهم ووراهم رشدى بيعزف
بعد وقت طلع حسين من الاوضة وهو شايل الجنين بيسلمه لابوه.
حسين : اتفضل بنت زى القمر تتربى فى عزك.
الرجل بصدمه: بنت! اتأكد يا دكتور ده المبروكه ماكده عليا انها ولد.
حسين: بقولك بنت بنت وتقدر تتأكد بنفسك.
الرجل: ها والفلوس ال دفعتها دى كلها راحت عليا.
خد البنت وبعصبية دخل لمراته ال كانت مرعوبة وهى نايمه على السرير بتعب: فين الواد يا نعمه.
نعمه: انا زيي زيك يا حمد.
حمد: يعنى مالى والحلم ال فضلت احلم بيه راح!
نعمه ببكا: ما انا كمان دهبى راح.
اخدت البنت من بين ايديه وبغريزة الامومه ضمتها لصدرها وقالت: اللحظه دى تسوى عندى كنوز الدنيا يا حمد .
حمد: بس دى قالت..
نعمه: تقول ولا تعيد بت ولا واد هو احنا كنا لاقين ظفر عيل.
حسين وهو بيحاول يفهم ال بيتقال قرب منهم وسأل الرجل وقاله: ايه الكلام ال بتقوله ده يا حج مبروكه ايه وفلوس ايه ماكده ايه انتوا كشفتوا عند مين؟
حمد بولوله: تحويشه عمرى ضاعت العيل ال قولت هيسندنى ال باقى من عمرى طلع بت.
.حسين: حرام ال بتقوله ده يا حج البنت والولد دا نعمه من ربنا وياسيدي ان شاء الله ربنا يرزقك بالخلف الصالح مرة تانيه انت لسه صغير بكرة تخلف مرة تانيه وباذن الله يجي ولد.
حمد: اخلف هو ال فاضى فى العمر جد ال راح ده انا فضلت عشرين سنه من يوم ما اتجوازت عايش اخلم ليل نهار باليوم دا عشرين سنه من غير خلفة لحد ما ربنا كرمنى على ايد المبروكه كل ليله اكل للاسياد علشان الحمل يكمل تحويشة عمري ادتهالها وهي تحلف وتتحلف انه ولد وفي الاخر بنت.
حسين بعصبية… اي الكلام اللي بتقوله دا يا حج ربنا قال في كتابة العزيز ب﷽ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) , ويجعل من يشاء عقيما، يعني ربنا هو اللي بيدينا الولد والبنت كل انسان حسب ما يختار ربنا ليه وفي ناس يتكون عقيمه يعني مش بتخلف ولا يمكن تخلف الا باذن ربنا زي حالتك كدا يا حج حمد، صبرت عشرين سنه وزوجتك حملت وربنت كرمك ببنت، يعني المبروكة ما لهاش في التور ولا الطحين بدليل البنت اللي اتولدت وكمان الاكل الشرب اللي بيرح ليها.
مرات حمد بصعوبة اتكلمت…. غير الدهب منها لله مخلتش حلتي ولا قشره كل يوم والتاني تسلت مني غويشه وراء التانيه مرة الاسياد عاوزين أكل ومرة عاوزين يشربوا وادفعي يا نعمة.
حمد بضيق بص لمراته… يلا بسرعه جومي عجلي تخلينا نرجع الدار.
حسين… تطلع فين يا حاج المدام تعبانه لسه من الولاده غير انه غلط عليها تمشي مسافه طويله في البرد دا.
حمد بعصبية… يعني اسبها وامشي ولا اعمل ايه في الساعة المتاخرة دي.
رشدي بص لحسين وقاله… دكتور حسين انا ممكن اجهز عربيتي واوققفها قرب المعدية اوصل الجماعة بيتهم.
حسين غي نفسه… غبي يا رشدي بعد ما صدقت جات من عند ربنا وحد من اهل البلد يجي الساتة دى عوزني اسيبه يمشي كدا بسهوله طيب على الاقل اهل البلد يشفوه مش يمشوا كدا سكتي.
بص لرشدي و بضيق بصله وقاله… انت بتكلم جد يا دكتور رشدي ناسي ان الطفله لسه مولوده ولازم على الاقل تفضل تحت الملاحظة وتابع تنفسها، والام كمان لازم وتقضي كام ساعة بعد الولادة تحت الملاحظة لاقدر الله ممكن تتعب هي او المولوده وقتها المسئولية هتبقي على مين.
رشدى: فاتتنى دى من فرحتى بالخروج من الحبسة نستنى.
حسين: كويس انك افتكرت انك دكتور واتفضل اكشف على المولوده.
اخد رشدى البنت يكشف عليها وحسين عينه عليه وعلي ابو البنت وبيكلم نفسه: لازم أخرهم بأى طريقة.
بص لدكتور حسام وقاله: يا حسام خد عينه من البنت واعملها التحاليل اللازمه.
وبص لعزت وقاله: التطعيمات يا دكتور.
هنا حسين قرب من عزت وقاله: ازاى فاتتنى دى؟
عزت : فى ايه؟
حسين: التطعيمات، الناس مجاتلتاش احنا نروحلها.
ابو البنت حمد: تطعيمات ايه دى كمان؟
حسين: تطعيمات مهمه للمواليد ياحج اول ما يتولدوا وفى تطعيم تانى وتحليل غده بعد تلات ايام
اتنهد الرجل وقال: لما نشوف اخرتها ايه؟
رشدى: اخرتها خير بإذن الله
عدى الوقت والفجر أذن.
حسين قال: الفجر وجب فأنا ورشدى والحج هنروح نصلى فى الجامع اما بقا مراد وهشام وعزت هتصلوا هنا.
عزت فهمه من غمزة عينه وقال: تمام كده احنا هنستناكم من اول ما تيجى.
خرجوا من باب الوحده وحسين ابتسم اول ما شاف اهل البلد عنيهم عليهم وهما خارجين من المستشفى.
اول ما وصلوا الجامع اهل البلد استغربوا من وجود حسين مع حمد
قرب منهم عوض: حج حمد دكتور حسين؟! خير يا دكتور ؟
حسين بصوت عالى: بارك للحج حمد ربنا كرمه بمولوده زى القمر.
حمد وهو شايف الناس مستغربة وسامع همسهم على انها بنت قال بهمس: يا شماته اهل البلد فيك يا حمد.
واحد من الناس بصوت عالى: مبروك ما جالك يا حمد بس بنت انت مش كنت بتقول ان المبروكه قالتلك هتجيب ولد?
حمد بعصبية: حسبى الله فيها، حرق نار كل قرش خدته وكل لقمه كلتها من عرق جبينى خدعتنى وكذبت عليا مخلتش ورايا حاجه وكل املى يجيلى الواد.
واحد منهم: مش يمكن المبروكه غضبت عليك علشان ولدت مرتك فى الوحده وبدلت الواد لبت؟
واحد تانى: او يمكن حد من اللهم احفظنا ال ساكنين الوحده بدله مع حد من عيالهم انتوا مش سامعين الصوت بتاعهم طول الليل والليلة دى ما اسمعناش صوتهم.
حسين وهو بيشاور على ال فى ايد رشدى: اهو هو ده اللهم احفظنا.
عوض: هو فى ايه يا دكتور؟
حسين: نصلى الفجر الاول وبعدين تعرف كل حاجه
بعد صلاة الفجر..
حسين قام بسرعه قبل ما يخرجوا وقال: يا اهل البلد
فى حاجه مهمه لازم تعرفوها: بكرة فى حملة تطعيمات للأطفال من عمر يوم لخمس سنين ودى اول حاجه وتانى حاجه: كل اهل البلد خايفين وبيقولوا ان الوحده بتحصل فيها أصوات وحاجات غريبة فعشان كده اتفضلوا معايا بره عشان مش هينفع ال هعمله هنا فى الجامع.الفضول خلاهم سالوا بخوف: هو ايه ال مش هينفع فى الجامع
حسين: اتفضلوا وانتوا هتعرفوا كل حاجة
قدام باب الوحده، طلب حسين من رشدى انه يعزف.
نفذ رشدى ال طلبه وأهل البلد واقفين مستغربين من الصوت ده.
حسين: زى ما انتوا سامعين يا جماعه الصوت ال انتوا بتسمعوه كل ليله وده أله موسيقية اسمها كمان دكتور رشدى عنده نظرية ان الموسيقى بتساعد المريض انه يخف بتريح الأعصاب .
عوض قرب من حسين بابتسامه: ربنا يبارك فيك يا دكتور، اه.لو كنت هنا من كم سنه كان زمانى ابنى ومراتى عايشين، الحمدلله قدر الله وما شاء فعل
حسين لعوض وعينه على رشدى ال اهل البلد حواليه هو فرحان بالعزف وتجمع الناس حواليه وهما اول مرة يشوفوا حاجه زى كده؟
حسين: الناس فرحانه قى نفس الوقت خايفة.
عوض وعينه على حمد: كل البلد فرحانه الا حمد.
حسين اتنهد وقاله… اللي زي عم حمد دول كتير بيضحك عليهم بسبب أحلامهم البسيطة تفتكر يا عوض بيه لو المولود كان ولد حمد كان هيعمل اي واهل البلد نفسهم كانوا حالهم هيبقي ازاي.
عوض… اهل بلدي وحفظهم كانوا جريوا على المبروكة وكل واحد فيهم قدم فروض الطاعة ليها وسلموا دماغه ومالهم ليها.
حسين… سبحان الله الليله دي ما يجيش لحد فينا انا والدكاترة نوم نسهر قدام الوحدة وبنص الليل نسمع صريخ ست نجري عليها نلاقيها بتولد وتطلع هي وزوجها من موردين المبروكة واللي كانوا ثقتهم فيها عمياء ويتاكدوا بنفسهم انها كذابه وكل كلامها عاري من الصحة وبنفسه ياكد قدام اهل البلد انه غلط لما صدق كلامها، وفي نفس الوقت رشدي يكون معه الكمان ويمحي خوف اهل البلد اللي جه في وقت مش مناسب فزي ما بيتقال مصائب قوم عند قوم فوائد.
عوض وبالمناسبة، الحلوه دي انا عزمك انت واهل البلد كلها على الفطار،.
حسين قلبه دق وابتسامه ملت وشه فضل ساكت ويهمس لنفسه… أخيراً في سبب هدخل السرايا، يارب تكمل فرحتي واشوفها ولو من بعيد.
عوض قال… يلا يا رجاله على السرايا فطوركم عندي تحلية ومباركة العم حمد بولادة ابنته.
مشي عوض واهل البلد رشدي بيكلم حسين بعفوية… جه في وقته الواحد زهق من أكل ربيع.
مشى معاه وقلبه مع كل خطوة دقاته بتزيد وعنيه بتلف فى المكان بتدور على ال شاغله تفكيره ليل نهار وعنيها مش مفارقاه بيهمس لنفسه: ياترى هى صاحيه ولا نايمه نفسى اطمئن عليها وأملى عينى بيها خمس ايام عدوا عليها وطيفها مش مفارقنى، ياترى انتى فين ؟
رشدى ماسك الكمانجه فرحان وهو شايف التاس حواليه بتسمع عزفه
قرب من حسين: ايه رايك اعزفلهم وهما بيفطروا زيادة تأكيد.
ضحك حسين على رشدى ال عامل زى الطفل الصغير فرحان بلعبه جديدة قاله: اعزف يا رشدى.
ثرب حسين من عوض وهمسله: بعد اذنك يا عوض بيه ممكن الحمام.
عوض بيه: اكيد يا دكتور اتفضل معايا.
حسين وهو ماشى جنبه: ممكن سؤال.
عوض: تحت امرك يا دكتور.
حسين بفضول: كريمتك راحت المدرسة ولا لا وياترى هى فى سنه كم؟
اتنهد عوض : مش عارف اقولك ايه؟ بنتى فى آخر سنه فى ثانوى ومن يوم ال حصا وقفت عن الدراسة وجدتها رافضة نهائى انها تطلع بره البيت من خوفها عليها وبينى وبينك انا كمان خايف.
حسين: من ايه؟
عوض: دى بنتي وحيدتي واكيد الست دى هتنتقم من ال حصل واللى بيحصل.
حسين: بس مستقبلها ودراستها حرام!
عوض: كده كده البنت آخرها الجواز وولاد عمها كلهم واقفين ليها طالبينها للجواز وغير عريس كل يوم والتانى.
حسين قلبه وقع فى رجله وبتهته: عرسان.
عوض: ولاد عمها وولاد كبارات البلد وبينى وبينك بفكر اوافق على الأقل اطمئن عليها ومش هطمن عليها غير مع حد من أهلها يخاف عليها وعلى مالها.
حسين قلبه نغزه: تتجوز!
عوض وهو بيشاور على الحمام: اتفضل يا دكتور وانا مستنيك فى المضيفة.
بعد دقايق خرج حسين وعينه على السلم ال شافها عليه اخر مرة.
حس بفرحه اول ما سمع صوتها وحد بينادى بيقول يا هدى وهى نازلة على السلم بسرعه.
اتجرأ بص حواليه اتاكد انه مفيش حد وبسرعه نادى عليها: آنسه هدى.
وقفت على صوته واتفاجات بوجوده وشها بقا لونه احمر من الكسوف وقالت: نعم.
حسين قرب منها : ازيك عامله ايه ليا كام يوم بتمشي خولين السريا عاوز اطمن عليكى.
هدي بكسوف… تطمن عليا انا.
حسين ببتسامه… ايوا انسه هدي انا فى كلمتين عايز اقولهملك بس اوعدني ايان كان ردكم تسمعيني للاخر انسه،هدي غير لف ولا دوران انا من وقت ما شفتك وفى مشاعر غريبة من ناحيتك كل ليله عيونك مش مفرقاني وبالنهار حاول القي طريقة اشوفك بيها امكن تقولي عليا مجنون او جريئ بس صدقيني دي مشاعر جوايا وحبيت اعبر لك عنها.
هدي بلعت ريقها ووشها قلب احمر مش قادرة تكلم وترد عليه حسين اتلفت حوليه مره تانيه وقال لها… ساكته ليه ردي عليا في امل تبادليني نفس المشاعر دي.
سكت وبعد شويه عنها اول ما سمع صوت حد بيناديها مرة تانية هدي شهقت، مع كلامه… هدي ردي عليا بسرعه مفيش، وقت وامكن ما تجيش فرصه تانيه اكلم معاكي.
هدي بخجل وخوف من صوت جدتها الل نادت عليها نرة تانيه… ارد اقول اي.
حسين… قولي اي حاجه ردي على سؤالي تقبلي تبادلني نفس المشاعر دي.
هدي… جدتي بتنادي عليا وامكن حد يجي اوبابا ممكن نأجل الكلام لبعدين.
حسين… قولتلك ممكن متجيش اللحظه دي مرة تانية الا لو ينفع نتقابل فى مكان ولو خمس دقايق اتكلم معاكى.
هدى هزت راسها وبهمس قالت بعد ساعتين هتلاقيني مستنياك في شباك مكتب بابا اللي بيطل على الوحدة.
خلصت كلامها ومشيت بسرعة وحسين مشي للمضيفه وهو طاير من الفرحه.
هدى وقفت قدام المطبخ تاخد نفس وتخرجه تهدي نفسها من اللي سمعته من حسين همست لنفسها بفرحة… اي دا انا مش مصدقة اللي سمعته معقوله بيفكر فيا زي ما بفكر فيه.
عدي الوقت وبعد الفطار اهل البلد كل واحد راح على بيته وحسين ورشدي وحمد رجعوا الوحده.
رشدي بيتاوب وبيقول… الواحد عاوز ينام بعد الاكل دا كله والعزف اللي خلي اعصابي مرتاحه لولي الاحراج كنت نمت مكاني.
حمد بضيق ابتسم ابتسامه باهته وقال… هم يبكي وهم يضحك.
حسين عقله مش فيه بيكلم نفسه وهو بيبص للساعة في ايده الوقت عدى بسرعة والساعتين خلاص مبقاش فيهم غير عشر دقايق اتنهد بضيق وقال هعمل ايه في الاتنين دول وكمان اكيد مش هعرف اخلع من عزت ومراد هشام تلقيه راح في النوم ورشدي نايم على نفسه لازم اعمل حاجه.
وقف مرة واحدة وقال… رشدي اسبقني انت والحاج حمد محفظتي وقعت في المضيفة هروح اجيبها واجي بسرعه.
اول ما تاكد انهم بعدوا وعدوا المعدية مشي بسرعه ناحية السرايا بص يمين وشمال وبشويش راح جنب الشباك اللي لقاه مفتوح جزء صغير الفرحه مكنتش سيعاه اول ما عينه جات في عيون هدى فضل ثواني مش قادر يشيل عيونه عنها هي بصوت هامس قالت له… دكتور حسين اتفضل اتكلم قبل بابا ما يجي او حد من اهل البلد يعدي.
حسين اتنهد وهو بيسمع صوتها وقال… انا هسند على الجدار كاني واقف عادي عشان لو حد عدي ما يخدش باله بس نبيهني لو ولدك جه
هدى… حاضر.
حسين… مش لاقي كلام اقوله كل كلمة قعدت من شويه ارتبها عشان اقولهالك راحت من بالي بس اللي اقدر اقوله دلوقتي اني متيم بيكي ازاي وامته معرفش هدى انا انسان صريح عنري ما كان ليا في البنات والحورات دي حتى مع اخواتي البنات عمري ما كلمتهم واخدت واديت دايما كنت واخد جنب من اول لمسه لايدك وانا مديكي ضهري لا شفت وشك ووقتها كنت ميت من الخوف بس شعور غريب سيطر عليا رعشه ايدك حسستني اني مسئول عنك وانك مني حتى لو كنتي مش بشر ولما وقفتي قدامي وعيوني شافت عيون، كانك رمتي تعويذه على قلبي ليلتها النوم جفاني كاني نايم على جمر عيونك قدامي وصوت شهقاتك في وداني حولت اشغل نفسي باي حاجه مقدرتش شعور باني عاوز اطمن عليكي هو اللي مسيطر عليا رجلي اخدتني لبره الوحدة شفت النار خارجه من السرايا مخستش بنفسي غير وانا جواها خايف النار تكتر وتوصل للسرايا وانتي جواها، لما شفتك نزله من على السلم ساعتها بس هديت لكن قلبي جمر وقاد فيه كل يوم اتمشي حوالين السرايا على امل المح طيفك امبارح بليل كان جوايا لهفه وشوق اني اشوفك اقترح على زميلي نقعد قدام الوحده عشان اكون قريب من السرايا واقدر ابص على شبابيك السرايا امكن تقفي بالصدفة او تفتحي شباكك لما تسمعي صوت الكمان.
هدى رجليها مش شيلاها كل كلمة بتسمعها بترفعها لفوق لدرجة مش قادرة تاخد نفسها تفرك ايدها مش قادرة تكلم ولا ترفع عيونها من الارض حسين استغرب سكوتها بعد عن الحيط وادير بص عليها ابتسم وهو شايف وشها الأحمر شبه الفراولة والخجل واضح عليها ادير سند على الحيط وقال… هدى اهدى انا مش مستعجل على ردڪ خدي نفسك وريح اعصابك صوت نفسك وتوترك وصلنى لهنا يكفني دلوقتي تقولي كلمة وحده تريح قلبي وتطمنى اني اللي انا فيه مش لوحدي اللي عندي المشاعر دي.
هدى بصوت رقيق… اول يوم كان صعب عليا من الخوف ومن احساس الامان اللي حسيت بيه معاك، منمتش طول الليل وقفت وراء شيش البلكونه بتاعت اوضتي عيوني على الوحدة شفتك وانت خارج قلبي دق اول مارفعت عيونك لفوق لدرجه بعدت عن الشيش خفت تكون شايفني وبعد الحريقة كنت هتجنن واطمن عليك نزلت السلم بعد ما اعصابي تعبت وكنت خارجه اطمن عليك وعلى بابا اول ما عيوني شفتك ارتحت وارتحت اكتر لما سمعت صوت بابا والفرحه مكنتش سيعاني رجعت اوضتي وانآ قلبي بيدق اكتر من الاول الايام اللي فاتت كل يوم بقف وراء الشيش بليل وبالنهار بقف هنا بشوفك وانت داخل وخارج حاولت كتير الفت نظرك مقدرتش امبارح بعد ما خرجت رميت ورده قلت عشان تشفها وانت راجع تاخدها وتعرف انها مني.
حسين مقدرش يقف مكانه ادير وقف قدام الشباك وعيونه عليها وقال… هدى انتي حسه بنفس مشاعري .
هدى برقه… ايوا.
حسين… انا هكلم ولدك واتقدم لك انا بعد الكلام دا مش هقدر اصبر.
هدي اول ما قال الكلام دا وعيونهم اتلقت جريت خرجت من المكتب، حسين فضل واقف مش بيتحرك من مكانه وعيونه على الشباك على امل انها ترجع اتفزع وادير بص وراه اول ما ايد اتحطت على كتفه.د
