رواية عجوز مستشفي الكفر الفصل التاسع9بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز
فزورة اليوم من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة.
اختفت ابتسامته اول ما ايد اتحطت على كتفه جه يدير حس بشئ وراء ضهرة وصوت يهمس قرب ودنه وقاله… زى ما انت لو خايف على عمرك
حسين: انت مين؟
رسول وجاى برسالة.
حسين رسالة آيه ومن مين؟
_ امشي وخد زمايلك معاك المرة دي كلام الرسالة الجاية فعل لو خايف على عمرك وعمر اللي معاك انفد بجلدك.
حسين… انت مين ومين ال باعتك
_… ملكش فيه كلمتين ورد غطاهم قدامك يومين لو ما مشيتش انت المسئول عن اللي هيحصل وخصوصا بعد اللي شفته وﻋرفته.
حسين رفع عيونه وبصى على شباك السرايا وبتوتر قال… قصدك اي باللي شفته واللي عرفته.
وقف مستني الرد دقيقة اتنين حس ان ال كان وراء ظهره اتشال بسرعه لف يشوف مين مالقاش حد.
اتلفت حولين منه بذهول بيكلم نفسه… هو راح فين.
مشي كام خطوة في ﻜل اتجاه، يبص على أثار اللي بيكلمه وقال… ازاي اختفي كدا مرة واحدة واي قصده بالعرفة
حسين بخوف وتوتر بص ناحية شباك السرايا وقال… انا لازم أنبه هدى متفتحش الشباك الفترة دي لان مبقاش امان بس ازاى! فكر يا حسين ولاقي حل بسرعة لازم باي طريقة توصل لها وتفهمها وتتفق معها على مكان أمن تتقبلوا فيه.
اتنهد بحزن وحسرة وقال… منه لله ضيع عليا فرحتي.
مشي ناحية الوحدة وعقله مشغول باصص في الأرض بيكلم نفسه… هتعمل اي يا حسين في الكلام اللي قاله المرسال دا هتتفذ كلامه وتمشي ولا هتقول لزمايلك.
حسين عض على شفته وقال… انا استحاله ههرب من المواجهه الرساله دي قوة بالنسبه ليا مدام اتبعتت معناها انها خايفه من اللي حصل وانها خايفه ان شغلها والعبها تضيع وراس مالها من خداع الناس يتقطع بعد ما ظهر كذبها.
وقف على ايد اتحطت على كتفه انتفض بفزع وادير يشوف مين وهو ماسك الايد اتنهد براحه اول ما شاف اللي واقف بيكلمه فضل باصص عليه ومش مركز هو بيقول اي وبيكلم نفسه.
حسين… اقولهم على الرسالة ولا اسكت ولا كأني سمعت حاجه واللي يحصل يحصل ولا اقولهم وهم احرار يقعدوا يمشوا المهم ما اتحملش ذنبهم.
رفع عينيه مع كلام اللي واقف يطقطق بأصابعه وبيقوله… حسين مالك بكلمك من بدري وانت ولا انت هنا في اي حصل خلاك سرحان ومش بترد عليا.
حسين باصص ليه وحيران بيهمس لنفسه… اعمل ايه هدي وازاي احزرها و زميلي واللي ممكن يحصل حاجه لحد فيهم واعيش طول عمري اندم اني ما نبهتهمش وعرفتهم الرسالة.
بص لعزت وقال لنفسه… عزت دا يعتبر اهدي واعقل واحد فيهم من اول يوم كلمته وانا حسيته رزين وهادي وبيحكم عقله قبل ما يرد على اي كلام احكيله واخلص من القلق والخوف.
عزت ابتسم وقاله… دا شكل الموضوع كبير لدرجة انك مش معبرني خالص وسرحان في وشي.
حسين اتلفت يمين وشمال وقاله… عزت في موضوع مهم عاوز اخد رايك فيه.
عزت بقلق من شكل وصوت حسين وقاله… في اي ياحسين قلقتني.
حسين مسك ايد عزت واتحرك كام خطوة وقاله… مش عاوز حد يسمعنا الكلام اللي هقوله.
عزت قاله… تعالي معايا الصيدليه دا امن مكان نتكلم فيه.
دخلوا الصيدليه وقاله… اتكلم ياحسين وترتني في اي حصل خلاك متوتر وسرحان مع ان كلام رشدي والحج حمد حاجه تفرح.
حسين… عزت وانا راجع الوحدة.
حكي كل حاجه حصلت معه معدا كلامه مع هدي.
عزت بذهول وقال… يعني اي معناه الكلام دا يهددونا عشان نمشي.
حسين… دبرني يا عزت اعمل اي اعرف الكل وهم احرار يمشوا يقعدوا ولا اسكت وماخدش بكلام الشخص دا.
عزت قاطعه… لازم ما تقولش معني انهم يبعتوا الرساله دي اننا نجحنا وموقفنا اقوي وهم أضعف انهم يعملوا حاجه بدليل الرساله اللي وصلت لك حسين احنا ربنا جبنا هنا عشان ننقذ الناس دي من الجهل والظلم اللي عايشين فيه لو هربنا من مسئوليتنا هنفصل طول عمرنا نهرب وعمرنا ما هنكون قد المسئوليه ولا هنسامح نفسنا، حسين انا مقدر حالتك وخوفك وقلقك لكن الكام يوم اللي قعدتهم معاك خلوني افهم شخصيتك انت قوي وحر مش بتحب تستسلم ولا تسيب حقك بلاش تخلي مؤثر خارجي يكون سبب في تخليك عن مبادئك انت مشيت المشوار كمله ومدام انت على حق ربنا هيقف معاك وانا كمان معاك بالقول والفضل.
حسين… انا مش خايف على نفسي انا خايف حد فيكم يصيبه شئ لاني خبيت عنكم ومعرفتكمش.
عزت… ان شاء الله مغيش حاجه هتحصل الهم انت قوم نام لك شوية ريح جسمك وعقلك من التفكير ولما تقوم نتكلم.
حسين… وانت مش هتنام انت كمان طول الليل سهران معانا.
عزت… انا مس جيلي نوم روح انت رحلك شويه وبعد ما تقوم نشوف هنعمل ايه في الكلام اللي قلقك وتاني حاجه نجتمع مع الدكاترة، ونوزع نبطشيات الليل ما بنا عشان نأمن الوحده ونضمن محدش يستغل اننا كلنا نايمين
ـــــــــــــــــــ
مكان ظلمه الا نور خفيف جاى من شباك صغير متحاوط بالخوص واقفه قدامه وحده لابس جلبيه سوده متربه وعليها طرحه طويلة سوداء مداريها نص وشها بس ال ظاهر من الباقى يقول انها ست عجوزة وفى نفس الوقت شديدة من ملامحها ال تقبض وقفتها قدام الشباك وعينها على الترعه ال قدامه وفى ايدها سبحه سوداء بخرز أحمر بتحرك فيها وهى بتمتم بكلام غريب بهمس مش مسموع بس صداه بيتردد فى الحيطان حواليها ال متعلق فيها رؤؤس حيوانات من بقر وماعيز وخرفان غير القرون ال فى كل حته والجمجمه ال على طربيزة خشب قديمه وباليه فى النص جنب قسعه نار والدخان ال طالع بريحه بخور غريبة مع الطلاسم ال مالية الأرض والحيطان بلون الدم يخلى القلب يتقبض دخل عليها واحد وعينه فى الأرض وبآحترام قال::ستنا.
من غير ما تبص عليه قالت: هاا
الرجل: وصلتهاله بس..
الست: ايه!
الرجل: فى حاجه انا شفتها وسمعت كلام.
الست بمقاطعه وعصبية: اااخلص فى ايه؟
الرجل: شفت الدكتور اياه واقف ومدى ظهره للسرايا بيكلم حد مرو يبص للشباك ومرة يدى ظهره
اتلفت ليه: وبعدين كان بيكلم مين وبيبص على ايه؟
الرجل: معرفش، بس الواضح أنها وحده ست يمكن تكون خدامه او حد بتنقله الاخبار.
الست: امممم عينك عليه واخباره اول بأول عندى وإياك تتصرف من دماغك..
الرجل: امرك يا خالة.
الست: ميت مرة قولتلك متقولش خالة خالتك انساها ماتت من سنين ال قدامك دى المبروكه او النداهه فهمت؟
الرجل: فهمت يا ستنا.
شاورتله بايدها يمشى.
طلع وهى رجعت تانى تبص من الشباك وبتفكر فى كلامه: يا ترى مين؟ بس عد غنماتك يا جحا، السرايا صفصفت على عوض و العقربة امه وبته والخدامين لو كان عوض كان قابله مش هيقفله فى الشبابيك والعقربة معدتش فيها صحه تقف الوقفه دى فى شباك وأساسا تقف ليه؟ الخدامين مالهمش عازة معاه وعوض واخده تحت باطه هيعوز اخبار ايه ومن مين؟ وهو ميعرفش حد فى البلد يأمن ليه وهو غريب عننا يبقى فاضل مين، هدى!
سكتت شوية وابتسمت بطريقة تخوف من الطرحه: يااااااه ده انا لو كنت رسماها مكنتش جات كده! اكيد هدى والاكيد ان ال حصل خلى قلب البت يتعلق ب ال لحقها من الناس الوحشة والدكتور وقع فى حب بت البيه القمورة.
كملت بتنهيدة: عاااااليه يا بوووى دى كده هتحلو جوى يا عوض انت وامك بدل ما هحسر قلبك ده كمان هدوقك نفس الكأس فضيحة بجلاجل بدل ما الخدامه بت الشحاتين لافت على ولد الاكابر وعايزه تلبسه فضيحته هيبقى بت البيه ال سلمت نفسها لدكتور الوحده الجديدة.
حطت ايدها على الشباك وبوجع غمضت عنيها لسنين كتير راحت بيفتكر ايام شبابهاوبحسره فى قلبها: كنت وردة وانا ورده الحوجه خلتنى اروح وي أمى لسرايا العمدة اخدم واساعد اول يوم ليا وانا طالعه اودي الشاي للانفار الشغلين بجنينه السريا وانا ماشيه خايفه الصنيه تقع من ايدي من تقلها عشر كبابي مليانين شاي ويدوب نزلت السلم وخطوة والتانيه والقي اللي في وشي فارس وهو فارس خبط فيا ولولي ايده سندت الصنيه اللي اتملمجت وكانت هتقع من بين ايديا رعش قلبي اول ما ايده اتحطت على ايديا رفعت عيني جات في عين ابن العمده الصغير ال ياما سمعت عنه من بنات البلد، والشغلين في السرايا من صباخيه ربنا وهم بيكلموني عنه فضلت بصله وانا متاخده محستش غير بيه وهو بيغمزلى اتكسفت ونزلت وشى فى الأرض وهو صوت ضحكته ال خطفت قلبى مجلجله بالمكان حسيت ببروده في ايديا اول ما بعد ايده عن ايدي مشيت بسرعه وانا ايدي ورجلي بيرتعشوا وصوت ضحكته وصلاني نديت على عم حسنين الجنيني..
عم حسنين عم حسنين الشاي يا عم حسنين. بسرعه الله يخليك الصنيه تقيله والكبابي ياما.
عم حسنين… جاي اهو يا ورده حليتي الشاي يا وردة.
وردة… ايوه امي صبت الشاي وقالت انها حلته في البراد.
عم حسنين… كنتي حطتي صباعك في الشاي كان بقي عسل ياوردة.
وردة اتكسفت ادته الصنيه ومشيت بسرعه لسه هتدخل السريا لقت اللي في وشها وابتسامته ماليه وشه شهقت ورجعت وراء
قرب مني وقالى: اسمك ايه يا قمر؟
ورده بخجل خدامتك ورده
فارس: وردة وانتى ورده اسم على مسمى بصحيح و ياترى بت مين يا ورده.
ورده: ورده بت مسعدة.
فارس: وردة بت مسعده والله انا اللي مسعد اني قلبلتك وشفتك يا وردة ، الاه قوليلي عندك كام سنه يا بطة
وردة بكسوف: ١٦ سنه يابيه واسمي وردة مش بطة
فارس صفر وعينه بتمر عليها: بطه يا وردة لوز مقشر وال يشوفك يديكى ٢٥ سنة.
ورده بستغراب بصت لفارس….هاه بتقول اي بابيه
فارس… لوووووووز يا وردة.
وردة: يعنى إيه يا بيه؟
فارس: اللوز ده حاجه حلوة زيك كده يا وردة تكليه نتشبعيش منه استنينى الخميس الجاى وانا راجع من الجامعه هجبلك معايا.
ومن يومها بقت عادة كل خميس تجبلى الحلو كله علقتنى بيك خلتنى بستنى الخميس ده بفروغ الصبر ولو غيبت شويه ببقى هتجنن اما بقى الخميس اللي متجتش ببقا زى ال ميتلى ميت.
فارس اخدت قلبي وعقلي وروحي كنت باديك زي العجينه وبعد ما اخدت كل حاجه خميس وراء خميس وشهر جر شهر انت فص ملح وداب ولما الفضيحة كبرت وجريت على العقربه امك قالت… صحيح بنت مسعدة جابتك بنفس الطريقه وقالت لعب عليا واد العمدة الكبير ولما اخدت اللي فيه النصيب بقدرة جادر بقي ليكي أب ودلوقتي ياجيه تتبلي فارس زينه شباب الكفر كله وكمان وهو غايب في بلاد برة عوزاني اصدقك ازاي.
قطع ذكريتها صوت من وراها.
.. خالة؟
وردة… يوووه هو جرالكم ايه النهاردة مفيش على لسانكم غير خاله قلت مية مرة ليك انت والبقف التاني تنادوني المبروكة خالة دي خلاص تنسوها مفهوم، اخلص حاي ليه وسايب اللي امرتك بيه
الشخص… تحت امرك يا خالة العمدة بعت مرسال بيقولك مستنيكي في المكان اياه.
وردة المبروكة… امشي دلوقتي وعينيك ما تتشلش عن الوحدة انا جاتلي رسالة وهغيب كام اسبوع اي حاجه تحصل تعرفوا العمدة وهو هيصرف لغايت ما يؤذنوا ليا برجوع وقتها اجي القي الوحدة كوم تراب مفهوم.
الشخص… بس مش وقت الروحة وكام اسبوع كدا الناس هتشك وتصدق كلامهم بعد غيابك.
وردة المبروكة… دي أوامرهم وموعيد ما بالظبط لازمن كل اتابعهم بيقدموا فروض الطاعة والاه هيؤزوني ويخدوا كرمتهم مني بعد ما كنت اهم تابع ليهم هبقي عاصية وبدل ما يدوني ينتقموا مني، اسمعني كويس البخور ما يتقطعش واللي كنا بنعمله زي ماهو اخرقوا وخبوا العيال واللي يجي يكلب السماح تجولوا انا في خلوة ومينفعش حد يدخل عليا الاه انت تاخد منهم كل واحد على قد اللي حلته قراط ارض من القراريط الا عنده والمعدوم تاخد كل اللي تقدروا عليه.
الشخص… اي اوامر تانيه يا مبروكة.
المبروكة… لاء انا همشي دلوقتي اروح للعمدة ومن هناك انا، هروح للطاعة.
مشت المبروكه فى الطريق فى المكان ال بتقابل فيه العمدة ومع كل خطوة بترجع ليها ذكريات قديمه بتوجعها ولنفسها فضلت تقول وللطريق: اكره ما عليا امشى فيك، مش هنسى وانا طالعه منك انا وأمى واختى وجوزها وعيالها على يده بنزقل بالطوب ومافيش فى جسمنا حته سليمه من الطين والوسخ ال رمونا بيه ومش هنسى الغالية ال راحت فيك، أمى وقعت من طولها واترمت عليه كيف البهيمه الفطسانه ال لحد دلوقت مش عارفين ليها قبر ولا رموها للديابه كلوها ولا انا ال عيلي نزل من حشايا من الجرى والضرب عهدتك انى هرجع امشى فيك وانا ست الكفر كله ونفذت.
شاورت بايدها على الأرض حواليها: وكل الأراضي دى بقت بتعتى اني ورده بت مسعده بقسم وبملك فيها بمزاجي اه يا خالة باتعه لولاكي مكنتش قدرت ارجع واخد حقى من كل واحد رمى عليا حصوة قبل الكوم الكبير فارس ال اخدت روحه بايدى هو ومرته وضناه والنار ال مسكت فى قلبى طول السنين ال فاتت مرتحتش غير وانا شيفاها بتأكل فيهم وقولت خلاص هتروق ونارى تبرد رجع عوض ومراته وبته وعمل فيها الشهم زى عادته الشهامه ال مشفتهاش منه وانا بترجاه واحلفله ان ال فى بطنى واد اخوه مع انه عارف ومتاكد. من عمايل اخوه السوده وانى مش اول وحده يعمل فيها كده لكن العقربة مشته زى العادة ونزل رأسه وكتم لسانه وعمل نفسه مش شايف ال بيحصل جاى دلوقت عامل فيها حامى الحمى قولت هو ال جابه لنفسه ودوقته فراق الغالين زى ما دقته فى مرته وولده وزى ما هو والعقربة ال مش ناوية تتهد غير لما اسحب
اخر أنفاسها بيدى.
سكتت اول ما شافت ال واقف مستنيها بظهره ابتسمت بسمه صغيرة وكملت لنفسها: انت كمان حكايتك حكايه الوحيدة ال عرفتنى من اول ما جيت يا نصر، وجيت عليا جري تقدم فروض الولاء والطاعه وعلشان العمودية ال طول عمرك طمعان فيها انت وابوك من واد عمك عوض ساعدتك وخدتها ونص الاراضى بقت ليك وبعد ده كله مشبعتش كيف البير مهما ترمى فيه بيبلع ما بيملاش بس عادتكم ولا هتشتروها يا ولاد البيه بس اجمع كد ما تجمع مش هنسهالك وهاخد حقى منك زى ما كتمت شهادة الحق وانت ال كان فى ايدك ياما وانت صاحبه الروح بالروح وشاهد على بلاويه اجمع كد ما تجمع كله راجعلى وهى حته بت ال حيلتك ودواءها عندى
مشيت بخطوات ثابته وعلى مسافه منه وقفت وغيرت صوتها وكأنه صوت حاجه جواه قالت: مكنش العشم يا نصر اطيبلك العمودية وادهالهك من واد عمك وطيبتلك ارض وخليت راسك براسه واخر المتمه تقف معاه هو والحكما وتبعنى وتركب الأرض ال بلعتها بتراب الفلوس للفلاحين من تانى.
العمدة نصر بخوف وهو بيلف ليها: مكنش قدامى غير كده يا مبروكه والا كنت هتكشف ولو كنت حتى سكت من غير ما اعمل كده كانت كفت عوض هى ال تقلت وأهل البلد.هيميلو ليه ومش بعيد يطالبوه يرجع تأنى ويبقى العمدة ده غير لو كل الفلاحين ركبوا أرضه ساعتها ارضى وارضك ال الفلاحين شغالين فيها زى السخرة كانت ضاعت
وردة: ولووو مكنش نزلوا الأرض بتاعتى، كان عندى الأرض تبور ولا كان فى يوم واحد زقنى بحجارةيستنفع من ورايا بقرش ساغ.
العمدة نصر: ادينى ي يومين تلاته بالكتير وهقلعهم منها ومن البلد كولها.
وردة: قدامك يومين.
هز رأسه من سكات جاى يتحرك وقفته لما نادت وقالت: نصر.
_امرك يا مبروكه
_بتك
جسمه اتنفض وقلبه وجع فى رجليه وبخوف: مالها بتى انا سايبها بتتلوى من وجع عيناها ده انا كنت ناوى اجبها واجيلك تشوفى حل لعنيها وتمسى بايدك المبروكة يمكن وجع عنيها يخف.
ورده : هتطيب هتطيب
كملت بامر: و اعمل حسابك بتك لواد اختى
قالتها وشاورتله بايدها يمشى وهو مكدبش خبر بقى يجرى من قدامها وقفت هى وخدت نفس عالى وعينها جات على المعدية ال واقفة قربت ناحيه الشط تبص ليها بوجع تفتكر اليوم المشئوم وهى يدها على بطنها بتنزف وجوزها اختى بيسحبهم سحب هى واختها من ضرب الحجارة وقتها الراجل ال واقف على المعدية وهو فى نص الترعه رجع لورا وبقا يشاور ليهم: تعالوا بسرعه تعالو.
نزل منها وساعتها يركبوا: بسرعه يا بتى اركبى..
واول ما ركبهم اتحرك وماخلاش حد من الباقين يركب وفضل يسحب فيها هو وجوز أختها لحد ما وصلهم البر التانى قلع جلبيته وحطها عليها وقال: هدومك غرقانه دم أقرب مستشفى وروحى ربنا يسترها عليكى وعلى ولايانا يابتى.
ورجع هو من تانى للشط.
مسحت دمعه نزلت من عنيها وهى بتفتكر: ازاى كانت بتمشي زحف والخوف راكبهم ليكونوا حد حصلهم وكل دقيقة يبصوا وراهمزلحد ما لقوا عشة متطرفه بسرعه دخلوا غيها وقغلوا عليهم الباب ياخدوا نفسهم وبعدها على صوتها بالصريخ والبكا والعيال الصغيرة بكت من الجوع جوز اختها قام وقال: خليكم انتوا اهنه وانا هروح أشوف حاجه ناكلوها.
اختها: ووردة ال بتنزف البت بتتصفى
_هسال على أقرب وحده ولا مستشفى المهم خليكم هنا وما تتحركوش
طلع من العشة ودى كانت اخر مرة نشوفه فيها..
عدى الوقت وما جاش والتعب حط عليا بقيت بفتح عينى بالعافية وانا حاسة بالنار فايدة فى جدتى والعيال نامت من التعب والجوع واختى واقفه على الباب قلبها واكلها على جوزها ال طلع والليل دخل ومرجعش.
ورده بتعب: الحقينى يا ما
رجعت اختها قعدت جنبها تولول: اروح فين واجى منين ياربى اروح فين على ال طلع ومرجعش ولا الراقد وبتطلع فى الروح ولاوالعيال ال محطوش منطق ولا أمى ال راحت خلاص اروح فين وأجى منين قدراش امشى واسيبهم يا غلبى الرحمه من عندك يارب.
الباب اتفتح اتنفضت من مكانها قامت بلهفة فكراه جوزها وقفت وهى شايفه ست عجوزه قوى داخله وملامحها تخوف وبصوت رعبها زى صوت الرجالة: انتى مين؟
ورده وهى بتتألم: الحقينى ياما.
بصتلها الست من ورت اختها وشاورت: انتوا مين وبتعملوا ايه فى عشتى؟
اخت ورده وطت باست ايد الست وببكا: ابوس ايدك يا خالة الحقينا احنا لاقينا العشة فاضية قولنا نتاوى فيها من الطريق وخصوصا اختى زى ما انتى شايفاها راقده اهى.
قعدت الست فى الأرض ومسكت ايد ورده وبصت على الدم ال مغرق رجليها: البت قايدة نار سيباها كده ليه يا حزينه قومى ولدى.نار وهاتي من الترعه بره مياه وتعالالى.
هزت رأسها بسرعه وعملت ال قالتلها عليه والست عارفة بتعمل ايه وبعدها ورده راحت فى النوم ولفت الست لاختها وبحاجب مرفوع: دلوقتى هتقوليلى انتوا مين وحكايتكم ايه بالظبط؟
جايه اخت ورده تتكلم حظرتها الست بالصوت ال يرعب وقالت: اعملى حسابك لو كدبتى فى حرف هعرف بطريقتى ووقتها ما تلومى الا نفسك.
هزت راسها وبدأت تحكى.
بعد ماخلصت قالت الخالة بصوت هادى بصوت هادئ طبيعى: مصدقاكى يا بتى ويمكن انتوا جيتوا ليا رزق، انا كبرت وكل يوم ببقى قاعده خايفة الروح تروح ومحدش يحس بيها اهو انتوا لقيتوا مكان وانا لقيت ونس للايام ال باقية من العمر..
عدت الايام والشهور وورده مسكت صحتها بس قاعده مهمومه من ال حصل ليها ولاختها ال ماتت من كم يوم من القهروسايبه عيالها الصغيرين امانه معاها بعد ما طلع جوزها ندل من وقت ما طلع ومجاش.
قربت منها الخالة باتعه: هتفضلى قاعده إكده حاطه ايدك على خدك وبتبكى؟ والعيال الغلابه دول ال بقوا فى رقبتك.
بصتلها ورده: وبايدى اعمل ايه يا خالة.
الخالة: تقفى على رجلك واوعى لنفسك وللعيال ده وترجعى حقك من كل ال اذوكى.
ورده: وانا بايدى اعمل ايه؟ فاكرك مش نفسى اكل كبدهم باسناني بس ازاى ازاى؟
الخالة: فى ايدك كتير، ده مكر الحريم غلب مكر الرجاله،.حطى ايدك فى ايدى وفتحى عينك وودانك ومخك ده تفضيه للى هتاخديه منى.
بصتلها ورده وهى مش فاهمه والخالة كملت: بصى زى ما انتى شفتى انا عبشتى كلها قايمه غلى فك عمل لدى وربط جوز دى وتطفيش دى حريم تعبانه فى مخهها بس بناكل عيش وعيش حلو وده علم مش اى حد يعرفه وصعب خد يعمل ال انا عملته والناس تجيله من اخر الدنيا وانا خلاص ال جاى مش كد ال رايح هعلمك كل حاجه ومن هنا ورايح هتقعدى جارى فى الجلسات علشان الناس تتعود عليكى ويعرفوا انك خليفتى ومن إبنه تنسى ورده وشك يظهرش واسمك مبروكه فاهمه يا مبروكه.
هزت رأسها وهى بتمسح دموعها بكف ايدها: فاهمه يا خالة.
الخالة: قولى ياما نفسى اسمعها.
مبروكه: فاهمه ياما
باتعه: واول درس ليكى وتحطيه حلقه فى ودنك: مهما بلغ كيد شياطين الجن عمره ما يغلب كيد شياطين الإنس وشغلنتنا اساسها شياطين الإنس خليهم عيون وودان ليكى تعرفى منهم الخبايا.
ومن يومها وانا حفظت الدرس وراحت الخالة ووجع بعدها فى قلبى زى ما تكون أمى راحت تانى، زاع صيتى والناس بقت تعملى الف حساب وحساب لوردة بت مسعده ال بقت المبرووكه ال رجالة بنبات تخاف ترفع عينها فى عينى جيت يا كفر وخدت حقى من الصغير قبل الكبير وهخلص كل حاجه طلعلي الدكتور ده كيف الخازوق بس لا مبقاش بت مسعدة المبروكه لو ما بكته حسرة
