رواية جعلني ملتزمةالفصل التاسع9بقلم اسراء جمال
حين عادو من الخارج ذهب الفتيات لغرفتهم فارتدت "شذى" الفستان الذي اختارته بعناية لحفل زفاف "حياة"، وابتسمت بسعاده وهى تراه على جسدها
بينما تسللت نظرة إعجاب من عيني الأخيرة، ثم خرجت منها صيحة مليئة بالبهجة:
اش اش إيه الجمال ده كلو!
ضحكت "شذى" وهي تتأمل نفسها في المرآة، ثم همست:
حلو عليا؟
ردّت "حياة" بغمزة خفيفة:
هياكل منك حتة!
فى تلك الاثناء كانت "شذى" تلتقط الحجاب من على السرير، وقالت بمرح:
طيب استني أما أجرّبه بالطرحة كده...
ابتسمت "حياة" بفرحة غامرةووتساءلت
إيه؟ نويتي خلاص تلبسيها؟!
أومأت "شذى" برأسها، وترددت كلماتها في خجل:
أممم... أها، نويت، بس أول مرة هلبسها فيها يوم فرحك.
اقتربت منها "حياة" واحتضنتها بحنان وقد غمرتها مشاعر الأمومة والصداقة في آن واحد:
ألف مبارك يا جميلة... ربنا يثبتك يا حبيبتي، ويجعل حجابك ساتر ليكي من النار يوم القيامة.
أجابت "شذى" مبتسمة، تغمرها السكينة:
الله يا حياة... دعوتك حلوة أوي!
قالت "حياة" بمكر محبب:
طيب، إيه رأيك بقى... ما تلبسيهاش دلوقتي، وفاجئيني بشكلك وانتي لابساها لأول مرة؟ وكمان تخليها مفاجأة لـ عبدو، أظن هيفرح بيها أوي.
نظرت "شذى" إليها بعينين دامعتين خجلًا:
بجد؟ تفتكري هيفرح لما يشوفني بيها؟
أومأت "حياة" بخبث واضح:
أمممم لا... مفتكرش!
تراجعت ملامح "شذى" للحزن:
عندك حق، أنا أصلًا بالنسباله زي أخته...
قهقهت "حياة" بصوت عالٍ واردفت:
بس يا هبلة! ده أنا شايفة إنه هيطير من الفرحة لما يشوفك وانتي لابسة الحجاب!
تهلل وجه "شذى" فرحًا:
بجد بجد يا حياة؟ يعني هيتبسط منّي؟
ربّتت "حياة" على يدها بمودة:
بجد يا ستي... ويلا بقى عشان ألحق أرتب هدومي في الشنط، ماذن جاي هو ونهلة ياخدوهم يودّوهم شقتنا.
تغيّر وجه "شذى" فجأة، وظهرت الغيرة في ملامحها وقالت
ونهلة دي جاية ليه وعبدو موجود هنا؟!
قهقهت "حياة" وهي تتهكم:
يا سلام على عبدو دي وهي طالعة من بُقّك! لو أخويا سمعها هيغمن عليه! الواد يا قلب أخته عمره ما سمع أنثى بدلعه غيري... لا ومش أي دلع! ده طالع من ملكة الأنوثة والرقة كلها! أنا واثقة إنه لو سمعها منك، هيروح في عالَم تاني.
توارت "شذى" خلف ضحكتها، ثم أردفت:
حياة، بطلي بقى، عشان بكسف بجد! ويلا يا أختي نلملك شوية الهلهيل بتوعك، عشان المحروس وأخته ييجوا يلاقوهم جاهزين ياخدوهم ويمشوا على طول من غير مايأنسونا .
ردت "حياة" ضاحكة:
طول عمرك واطية يا مان!
حين وصل "ماذن" و"نهلة"، فتح لهم عبد الرحمن الباب وقالت بلباقة وهو مبتسم :
أهلا، إزيك يا ماذن؟ اتفضل ادخل ثم وجهة حديثة لنهلة دون ان ينظر لها وقال
إزيك يا آنسة نهلة؟ اتفضلي ادخلي للبنات جوه.
ردّت "نهلة" بخفوت وهي تخطو للداخل:
طيب، عن إذنك يا ماذن هخشلهم
دلقت للداخل ثم طرقت الباب، وما إن سمعت حياة صوت دق فاظنتة اخيها فردت تقول بصوت عال
ادخل يا عبدو!
فتحت نهله الباب وقالت ببسمة :
لا أنا نهلة يا ست حياة!
صرخت "حياة" في سعادة:
نهلة! تعالي يا قلبي، عاملة إيه؟
احتضنتها "نهلة" بحرارة:
إزيك يا أحلى مرات أخ في الكون!
ردّت "حياة" بحب:
تمام الحمد لله انت عاملة ايه وماجتيش ليه معانا واحنا بنشترى فساتين الفرح، ماذن كان قايلى انك هتيجى واتفاجئت انك مجتيش
ردت عليها نهلة تقول بختصار
كنت هاجى والله بس بابا احتاجنى اعمله حاجة فاقولت لماذن يروح ونا هبقي انزل وقت تانى اجيب فستانى
وبعد ان انهت حديثها نظرت لشذى
التي وقفت أمامها متصلبة الملامح، ذراعاها معقودتان على خصرها: وقالت بصوت هادى
إزيك يا شذى؟ ما أخدتش بالي إنك موجودة والله.
لترد "شذى" بلهجة باردة:
أهلا...
ثم تابعت بغيرة: هو إنتي إيه اللي جابك؟
تجمدت "نهلة" قليلًا، ثم قالت باستغراب:
إيه؟!
حاولت "شذى" تدارك الموقف فقالت مسرعة
أقصد يعني... جيتي لوحدك؟
أجابت "نهلة بتلقائية لا انا وماذن
دا حتى عبد الرحمن هو الى فتح لنا الباب وقالى ادخلكم هنا
اشتعلت الغيرة في عيني "شذى"، وردّت بحدة:
آها... قولتيلي بقى الدكتور اللي فتحلكم الباب؟ طيب، ماشي. عن إذنكم شوية وراجعة.
سألتها "حياة" بستغراب
رايحة فين يا شذى؟
ابتسمت "شذى" ابتسامة صفراء وقالت
هعمل للضيوف حاجة يشربوها... كملوا إنتوا، على بال ما أجي.
ثم خرجت، وصوت الغليان يتصاعد في أعماقها، وعقلها لا يتوقف عن ترديد شيء واحد:
"مش هسيبها تدخل حياتي وتاخده مني!"
لم تضيّع وقتًا، بل تقدمت بخطى سريعة نحو غرفة الصالون، وتوقفت خلف الباب، ثم نادت بنبرة متوترة:
دكتور عبد الرحمن، ممكن لحظة بعد إذنك؟
خرج "عبد الرحمن" بعدما ألقى نظرة على "ماذن"، قائلاً:
عن إذنك يا ماذن، لحظة وراجع.
رد "ماذن" بأدب:
أكيد، اتفضل.
وما إن اقترب منها، حتى أمسكت بكف يده فجأة، وسحبته خلفها إلى غرفته، وأغلقت الباب دون أن تنطق بحرف. ثم استدارت نحوه، عيناها تلتهب وقالت بغيرة واضحة
إنت إزاي تفتح الباب للبت الباردة دي وتكلمها وتقولها تدخل عندنا؟ ها؟ إزاي؟ مش إنت مش بتكلم بنات؟ بتكلمها ليه بقى؟ ها؟ قولي! بتكلمها ليه؟
حدّق فيها بدهشة واردف بعدم فهم
بنت مين اللي بتتكلمي عنها دي؟ أنا مش فاهم حاجة!
صرخت بعصبية وقالت
زفتة نهلة!
نظرهو إليها بحدة وقال:
شذى، عيب كده وحرام إنك تغلطي في حد وهو مش موجود. إنتي مش مسلمة؟ عارفة إن اللي بيشتم بياخد سيئات من اللي بيغلط فيه، وهو بياخد من حسناتك... يلا استغفري حالًا.
خفضت رأسها وقالت بخفوت
استغفر الله العظيم... أنا آسفة، مش هعمل كده تاني.
ابتسم بلين وقال
شاطرة يا شذى... بس تعالى هنا، وفيها إيه لما أفتح الباب لـ "نهلة" واقولها تخش جوة مش فاهم؟
صاحت بغيرتها التي لم تعد تقوى على كبتها:
فيها كتير يا أستاذ! إنت ناسي إن "حياة" كانت عاوزاك تتجوزها ولا إيه؟!
أجابه ببرود متعمد:
طب، وفيها إيه لما "حياة" تكون عاوزاني أتجوزها؟ وانتي منفعلة كده ليه أصلًا؟ أنا مسيري في يوم هتجوز، عادي! سواء نهلة أو غيرها...
ثم أردف وهو يبتسم بمكر: بس تصدقي؟ إنتي خلّيتيني أبدأ أفكر بموضوع الارتباط بيها ده!
كادت صرختها أن تزلزل المكان وهو تصيح به بغضب
إنت بتقول إيه؟! ده مستحيل يحصل... على جثتي!
اقترب منها بخطوات ثابتة وهمس بصوت خفيض امام وجهها
أمممم... ومستحيل ليه يعني؟ تكونيش بتغيري عليا ولا حاجة؟ لا سمح الله!
تلعثمت كلماتها وردت برتباك
ها... أغير؟! أغير إيه؟! وأنا أغير ليه؟! ومن مين يعني؟ من "نهلة"؟ ده أنا حتى أحلى منها بكتير أصلًا!
رد هو بجدية متعمّدة:
طيب، طالما مش بتغيري، ووااثقة أوي من نفسك كده؟ ما لك بقا ما أتجوز اللي أتجوزها يا ستي، في إيه ؟
صرخت بندفاع صادق تقول بصوت طفولى دون ارادة منها
أيوه بغير! ولو فكرت تتجوز غيري، هموّتك وهموّتها وهموّت نفسي... بس، ها!
لم يستطع كتمان ضحكته هذه المرة، فقهقه عاليا وهو يقول:
أمممم... طيب، براحتك بقى... خليكي معشمة نفسك كده كتير.
ثم خرج تاركًا إياها تتلظى بنار الغيرة والخذلان، بينما تمتمت لنفسها وهي تضرب الأرض بقدمها:
ولو يا عبد الرحمن... مش هسيبك ليها أبدًا... وينا يا هي بقى، لما أشوف آخرتها معاك
مستحيل أضيعك من إيدي بعد ما حبيتك واتمنيتك... وغيّرت كل تفاصيل حياتي علشانك.
تمام، يا عمري. دلوقتي بكمل لك باقي الفصل التاسع من روايتك، بنفس **السرد الفصيح المشوّق**، و**الحوار كما هو باللهجة العامية من غير حذف ولا تغيير**. وده استكمال الفصل جاهز للنسخ:
حلّ مساء يوم الزفاف، وامتلأ البيت بالحركة واللهفة والضحكات المتقطعة. كانت "شذى" لا تزال تتأمل نفسها في المرآة، حين دخلت "حياة" وهي تهتف بغيظ مصطنع:
_ يلا بقى يا شذى، عبدو مستنينا تحت، ليه ساعة؟ اخلصي كده، هنتأخر!
ضحكت "شذى" وردّت بدلال:
\_ مستعجلة على إيه يا عروسة؟ اصبري يا أختي، متخافيش، العريس مش هيطير.
قالت "حياة" وهي ترفع حاجبيها:
\_ طب يلا يا رخمة، لأحسن أسيبك وأروح لوحدي والله.
أسرعت "شذى" وهي تمسك بطرحتها:
\_ لا لا بالله عليك، أنا خلصت ولمّيت كل الحاجة... وجاية.
ضحكت "حياة":
\_ ناس تخاف، صحيح.
خرجتا سويًا من الغرفة، و"شذى" تهمس وهي تشير إلى وجهها:
\_ طيب يلا يا أختي، معرفش كان لازمتها إيه البيوتي سنتر ده، ما كنا لبسنا هنا وخلاص. شايفة الميكياچ؟ مقطع بعضه في وشنا!
قهقهت "حياة":
\_ بذمتك عمرك شوفتي عروسة من غير ميكياچ يا باردة؟! أنجزي بقى، عشان إحنا اتأخرنا بجد.
قالت "شذى" وهي تضحك:
\_ يلا يا ستي.
في الأسفل، كان "عبد الرحمن" ينتظرهما في السيارة، عابسًا قليلاً. وما إن رآهما حتى قال بضيق:
\_ كل ده بتعملوا إيه فوق؟ ليّا ساعة مستنيكم.
رمقته "شذى" بنظرة جانبية وقالت برخامة:
\_ قول لأختك، ليّا ساعة بقولها: يلا ننزل عشان عبدو مستنينا تحت، وهي بتتأخر برضو، وتقول لي: خليه يستنى، مش مشكلة.
ضحكت "حياة":
\_ بقى كده يعني؟ أنا اللي أخرتك؟
أجابت "شذى" بمرح:
\_ أهو... انكري بقى!
تدخل "عبد الرحمن" بصوت نافذ الصبر:
\_ طيب، يلا اركبوا انتوا الاتنين عشان أوصلكم، مش ناقصة عطلة هي.
ما إن جلست "شذى" في السيارة حتى مالت على "حياة" وهمست وهي تقلد صوته:
\_ يلا اركبوا... مش ناقصة عطلة هي! تقولي وراه الوزارة!
سمعها "عبد الرحمن"، فابتسم ثم التفت في مرآة السيارة وقال:
\_ بتقولي إيه يا أوزعة إنتي؟
"شذى" برتباك مصطنع:
\_ ها؟ أنا اتكلمت؟ ولا فتحت بُقي؟ دي "حياة" اللي بتتكلم، مش أنا!
رد "عبد الرحمن" ببرود متعمّد:
\_ آه، ما أنا بسأل "حياة"، على فكرة... مكلمتكيش إنتي أصلًا.
وصلوا إلى "البيوتي سنتر"، وما إن توقفت السيارة حتى قال "عبد الرحمن":
\_ يلا، اتفضلوا انزلوا.
وقبل أن تترجل "شذى"، التفت إليها بجدية وهمس موجّهًا حديثه لـ"حياة" وكأنه يقصد الأخرى:
\_ حياة، بلاش ميكياچ... وبلاش تسيبي شعرك... وبلاش لبس ضيّق.
فهمت "حياة" مقصد أخيها، فتبادلت النظرات مع "شذى"، ثم ردت بضحكة:
\_ حاضر يا عبدو، متقلقش، كل اللي قولته هيحصل.
ثم نزلتا سويًا، وكل منهما تحمل في قلبها شيئًا لا يعرفه أحد.
حين حلّ المساء، جاء "ماذن" إلى "البيوتي سنتر" ليأخذ "حياة" إلى قاعة الزفاف، وبعده بلحظات أتى "عبد الرحمن" ليصطحب "شذى".
وقف الاثنان في الخارج ينتظران، وما إن خرجت الفتاتان حتى خيم الصمت على المكان للحظة.
كانت "حياة" كأنها ملكة، ترتدي فستانًا أبيض حريريًا بأكمام طويلة مرصعة بخيوط لامعة، يزينه الدنتيل الممزوج بالحرير، وقد انسدل حجابها بأناقة، مع لمسات خفيفة من الميكياچ زادت وجهها نورًا.
أما "شذى"، فقد بدت فاتنة بفستان زهريّ أنيق، أهداه لها "عبد الرحمن" بنفسه. لم تضع أي مكياچ، لكنها أبهرت الجميع بحجابها الذي زاد ملامحها طهرًا، وكان ذلك الظهور الأول لها به.
اقترب "ماذن" من "حياة"، أمسك بيدها وقبّل جبينها قائلاً:
\_ ما شاء الله... أحلى وأجمل عروسة في الكون. ربنا يبارك لي فيكي يا حبيبتي.
همست "حياة" بخجل:
\_ ربنا يخليك ليا يا ماذن.
سلموا على "عبد الرحمن"، ثم ركب العروسان السيارة وغادرا، بينما بقي "عبد الرحمن" و"شذى" يتبادلان النظرات في صمت.
كان يحدق فيها بإعجاب حقيقي، ثم اقترب منها ببطء، وهمس:
\_ احم... مش هنمشي؟
أجابت بصوت خافت:
\_ أكيد...
أشار لها بيده:
\_ طيب، يلا.
وما إن جلسا داخل السيارة، حتى التفت إليها ونظر مباشرة في عينيها:
\_ على فكرة... الحجاب حلو أوي عليكي. ربنا يثبتك ويجعله ساتر ليكي يوم القيامة من النار.
تفتحت ملامح "شذى" للفرح:
بجد؟ يعني عجبك؟
ابتسم وهو يومئ:
بجد... جميل، وعجبني أوي.
ثم مال عليها، وقبّل جبينها برقة وقال:
بارك الله لي فيكي.
في تلك اللحظة، شعرت "شذى" أن الأرض لم تعد تسعها، وأن السماء أقرب مما تظن.
هذا هو "عبد الرحمن" يغازلها كما كانت تحلم.
فهل سيحبها يومًا كما أحبته هي؟
ظلت غارقة في أفكارها وكلماتها ترقص على أطراف قلبها، حتى وصلا إلى قاعة الزفاف.
وصلت "شذى" إلى قاعة السيدات، بينما ذهب "عبد الرحمن" إلى قاعة الرجال.
في الداخل، كانت الزغاريد تملأ المكان، والأنشيد تضج في الأجواء، و"حياة" تجلس بفستانها الأبيض، وعلى جانبيها "شذى"، و"نهلة"، و"منى"، والعديد من الفتيات اللاتي توافدن لتهنئتها.
قالت "نهلة" وهي تضحك:
_ لولولي... ألف مليون مبارك عليكي يا قلبي!
ابتسمت "حياة":
حبيبتي يا نهلة... الله يبارك فيكي، عقبالك يا رب.
قالت "شذى" وهي تمسك بيدها:
مبروك يا حياتي، ألف مبروك... ربنا يسعدك ويفرحك.
ضحكت "حياة":
_ الله يبارك فيكي يا شذى، بس اسمها "مبارك"، مش "مبروك".
ردّت "شذى" بخجل وضحك:
_ أها، صحيح... معلش نسيت. مبارك يا قلبي، ربنا يهنيكي ويسعدك ويهدي سرك يا حبيبتي.
ضحكت "حياة":
حبيبتي يا شذى، ربنا يخليكي ليا... يا أحلى مرات أخ في العالم!
ضحكت "شذى":
ويخليكي ليا يا قلب مرات أخوكي!
ثم وقفت وقالت:
_ يلا... قومي بينا نرقص حبة بقى.
قالت "حياة" بمرح:
_ لا يا أختي، مش بعرف... ورينا انتي!
ابتسمت "شذى" بثقة:
من عيوني...
ثم أمسكت بوشاح خفيف، وربطته على خصرها، وبدأت تتمايل بخفة على أنغام الأناشيد والدفوف، وكل من في القاعة يصفق ويضحك، والأجواء مفعمة بالنقاء والفرحة.
وفي تلك اللحظة، كان "عبد الرحمن" في الخارج يبحث عن إحدى قريباته ليطلب منها أن تبلغ "حياة" أن زوجها بانتظارها لكى يرحلو وينهى الحفل لكنه حين لمح "شذى" تتمايل على وقع الدف، تجمّد في مكانه.
شيء ما انفجر داخله... غيرة شرسة. لم ير أمامه سوى تلك الفتاة التي أحبها دون أن يعلن، تتمايل بهذا الشكل أمام الجميع، وإن كانوا نساءً.
غضب، واشتد ضغط فكيه، وتقدم بخطى متوترة إلى الداخل. وما إن رأته "شذى" حتى توقفت، وقد ارتبكت وهي ترى وجهه مغطى بملامح الغضب.
اقترب منها فقالت بخجل:
احم... خير يا "عبد الرحمن"، جاي هنا ليه؟ كنت عاوز حاجة؟!
قال بصوت متجهم:
أيوه، كنت عاوز أقول لـ "حياة" تخلص المسخرة دي وتيجي عشان تروح مع جوزها.
قالت "شذى" بصوت خافت:
_ أممم... طيب، حاضر، أنا هقولها.
قال بحدّة:
قولي لها... وحصّليني على العربية.
ثم استدار وغادر المكان.
نظرت إليه وهي تهمس لنفسها:
هو في إيه؟ ماله؟ اتحوّل ليه؟ كان قمر من شوية!
أممم... يمكن زعلان علشان "حياة" هتتجوز وتسيب البيت؟
هو أنا هفضل أفكر فيه كده كتير؟ أما أروح أبلّغ "حياة" بلي قاله، بدل ما ييجي تاني يخنقني!
فى خارج قاعة الزفاف كان "عبد الرحمن "يحتضن "حياة " بشدة وهى تحضنة وتبكى
عبد الرحمن بسعادة : مبارك ياحببتى ربنا يسعدك ويهنيكى ويهدى سرك مع جوزك يارب ،
ثم وجهة كلامة ل"ماذن" واردف بتنبية خد بالك منها ياماذن دى امانتى ليك اوعى فيوم تزعلها او تحزنها .
ماذن ببتسامة بشوشة : "حياة" ف عنيا متقلقش عليها هشيلها جوة قلبى وعينى
ثم ودعهم ورحل هو وزوجتة .
اتجهه هو الى "شذى" الواقفة تتابع الموقف ببكاء ثم جذبها من ذارعها بعنف وادخلها الى السيارة بجانبة
شذى بتسائل :
_ وهما فى السيارة فى اية يا عبد الرحمن مالك بتمسكنى كدة لية انا ضايقتك ف حاجة ؟
عبد الرحمن بنرفزة ؛ اها ضايقتبنى اية الى كنتى بتهببية ف الفرح دة ؟
شذى بعدم فهم :
_ اية هو الى انا عملتو ف الفرح ، انا عملت حاجة ضيقتك اووى كدة ! !
عبد الرحمن بغضب : والله يعنى انتى مش عارفة عملتى اية !
شذى بصوت اوشك ع البكاء :
لا والله مش عارفة ممكن تقولى انا عملت اية ضايقك منى اوى كدة وخلاك تعاملنى بالاسلوب دة
عبد الرحمن بنرفزة : كنتى بترقصى وبتتمايعى قدام كل الناس الموجودة ف الفرح لية ؟
شذى بفرحة داخلية : بجد يعنى هو دا الى ضايقك اوى كدة ؟ ثم اكملت تدافع عن نفسها
اولا انا مرقصتش قدام رجالة لسمح الله كل الى كانو ف القاعة ستات وبنات وبس ودة فرح لازم ننبسط ،
ثانيا انا اسفة لوضايقتك حقك عليا متزعلش منى
اوعدك مش هكررها تانى ابدا
عبد الرحمن بضيق :
_ لا ابقى كرريها عشان يبقى اخر يوم ف عمرك يا''شذى " واية مكنتش بترقصى قدام رجالة دى انتى تقدرى تعمليها اصلا والله كنت موتك فيها
ردت شذى وهى قاصدة تضايقة : لية بئا ان شاء الله بصفتك اية يعنى تتحكم فيا كدة وتعاملنى بالاسلوب دة ؟
عبد الرحمن بندفاع : بصفتى جوزك ياهانم ولا ناسية الصفة دى
شذى بدلع وهى تقترب منه بجرائة : ودة باامارت اية يعنى
عبد الرحمن بغمزة : لما نوصل البيت هقولك باامارات اية
خجلت شذى بشدة من كلماتة وتلميحة لها ففضلت السكوت وتخلت عن جرائتها المصتنعة نحوة .
• * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
نورتى بيتك ياست العرايس
_قالها "ماذن" لحياااه وهو يدخلها الى شقتها الجديدة
حياة بخجل : منور بوجودك فية ياماذن
ماذن ببسمة : تؤ تؤ من هنا ورايح مفيش ماذن ولا فى حياة كمان
حياة بستغراب : اومال فى اية
ماذن بصوت ناعم : فى حبيبى وحببتى وبس
حياة بخجل : احم طب طب انا هخش اغير هدومى
ماذن ببتسامة : ماشى ياستى خشى غيرى وانا هغير وتعالى نصلى مع بعض
حياة وهى تؤمى براسها فى خجل ماشى
• * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
وصلا عبد الرحمن وشذى حيث منزلهم
وبعد ان دلف الى داخل الشقة
ذهبت "شذى" سريعا الى عرفتها وقبل ان تفتح بابها
اتاها صوتة من الخلف هتعملى اية مش لسة فى كلام بنا مخلصش ولا انتى طلعتى جبانة وعاوزة تهربى ؟
شذى برتباك وهى تلتفت له : كا كا كلام اية ، وجبانة لية مش فاهمه
عبد الرحمن بضحك ع ارتباكها : انتى هتكاكى ولا اية ادخلى غيرى هدومك وتعالى عاوزك
وبعد ان دلفت شذى الى غرفتها وهما "عبد الرحمن" بدلوف غرفتة كى يبدل ملابسة
اتت رسالة الى جوالة ... اامسك هاتفة
وفتح الرسالة وجد بها ......
جحظت عينها مما راى ونادى بصوت دواى فى ارجاء المنزل
شذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذى
