رواية غدر الايام الفصل الثاني والثلاثون32بقلم نورا عطيه

رواية غدر الايام 
الفصل الثاني والثلاثون32
بقلم نورا عطيه
فارس : حتي لو مش سامعه يا عليا انا عمري ما هسيبك ولا هتخلي عنك .

عليا : بصوت ضعيف انت كسرتني يا فارس .
فارس : انا اسف ارجوكي سامحيني يا عليا .
عليا : بصوت ضعيف ابعد عني يا فارس .
فارس : مش قادر ابعد عنك تاني حبيبي لو حتي ثواني .
عليا : ابعد عني خلاص انت كسرتني يا فارس .
فارس : هنصلح كل حاجه بس قومي بالسلامه انت بس .
عليا : معدتش هقوم انت وجعتني بما فيه الكفايه .
فارس : ببكاء ارجوكي يا عليا انا اسف انا عارف اني غلط فيكي بس سامحيني .
عليا : خلاص يا فارس خلينا كده احنا هننفصل اصلا .
فارس : وبعد فقدان الامل معها قال اللي تشوفيه بس اهم حاجه تقومي بالسلامه .
عليا : تنظر له بعيون دامعه وتفضل الصمت .
فارس : انا هسيبك ترتاحي وهقعد بره بس ارجوكي تحاولي تسامحيني .
ويخرج فارس من الغرفه الي الريسبشن يجلس علي الارض في ندم خوفا من كل شئ خوف من ضياع عليا منه خوفا من معصيته لله فيما عمل من اعمال تسئ بالله لاول مره يشعر بالندم في حياته ندم علي كل افعاله ويبكي بشده .
غريبة هِي الأيام .. عندما نملك السعادة لانشعر بها ونعتقد أنّنا من التعساء. ولكن ما أن تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها احتجاجاً ربما علينا حتى تعلن التعاسة عن وجودها الفعلي فنعلم أنّ الألم هو القاعدة وماعداها هو الشذوذ عن القاعدة ونندم ساعة لا يفيد الندم على ما أضعنا وما فقدنا.
اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم من ثلاثة أمور: علم، وحال، وفعل فأما العلم فهو معرفة ضرر الذنوب وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب، فإذا وجدت هذه المعرفة ثار منها حال في القلب، وهي التألم بخوف وفات المحبوب، وهو الندم، وباستيلائه يثور إرادة التوبة وتلافي ما مضى، فالتوبة ترك الذنب في الحال، والعزم على أن لا يعود، وتلافي ما مضى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الندم توبة)، إذ الندم يكون بعد العلم كما ذكرنا.
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمد رسول الله
واشهد ان محمد رسول الله
حي علي الصلاه
حي علي الصلاه
حي علي الفلاح
حي علي الفلاح
الصلاه خير من النوم
الصلاه خير من النوم
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
كان اذان الفجر ولاول مره يسمعه فارس ويقوم من مكانه ببكاء ويقول يا رب سامحني يا رب ويدخل الغرفه علي عليا ويأخذ ملابسه ويذهب الي الحمام كي يأخد شاور .
وبعد ان ينتهي سريعا من الحمام يخرج ولاول مره منذ سنوات يفرش فارس سجاده الصلاه كي يصلي الفجر يعود للصلاه ندمان علي ما فعل ويصلي في خشوع ويبكي بين يدي الله .
اما عليا تسمعه يبكي بين يدي الله في الصلاه والخشوع وتبكي هي الاخري علي جميع ما فعلته وما اوصل بها حالها لهذه المرحله .
فارس : بعد ان ينتهي من صلاه الفجر في خشوع وبكاء يبحث عن مصحف في كل مكان ولم يجده ويضايق جدا ان حتي كتاب ربنا لم يحمله ولا يحفظه .
عليا : بصوت ضعيف بتدور علي ايه .
فارس : لم ينظر لها ويقول عايز مصحف .
عليا : انا معايا مصحف صغير في شنطتي افتحها وخده .
فارس : شكرا وياخد المصحف ولم ينظر لها ويخرج الي الريسبشن مره اخري ويبدا بقراه القران وبعد ان ينتهي فارس من قراه القران يغلق ويضعه جنبه ويذهب في النوم علي الاريكه لاول مره ينام مستريح .
اما عليا تنام هي الاخري .
صباح يوم جديد علي جميع ابطالنا .
في منزل محمد وعفاف .
عبدالرحمن : صباح الخير يا ماما .
عفاف : صباح الخير يا ابني اقعد افطر .
عبدالرحمن : مش هلحق يا امي عندي اجتماع مهم ادعيلي .
عفاف : ربنا يناولك كل اللي تتمناه يا ابني .
عبدالرحمن : ياااه احسن دعوه يا رب يا امي .
ويذهب عبدالرحمن الي الشركه .
اما في الفيلا عند شاهندا .
خليل : خدي بالك وانت في الاجتماع ده يا شاهندا ده اهم اجتماع لينا .
شاهندا : عارفه يا بابي متخافش انا جهزت كل الورق بتاع حضرتك.
خليل : ركزي في كل كلمه تتقال يا حبيبتي .
شاهندا : حاضر يا بابي .
زينب : اسمعي كلام ابوكي يا شاهندا احنا معندناش غيرك ومش عايزين نضيع الشركه .
شاهندا : بثقه متخافيش يا مامي .
خليل : يلا يا شاهندا ورايا .
شاهندا : حاضر يا بابي وتقبل زينب ععلي خدها وتمشي خلف والدها .
وبعد ان يصلوا جميعا الي مقر الشركه ويجهزون للاجتماع .
يوسف : خليل بيه انا مش هقدر احضر الاجتماع ده .
خليل : ليه يا يوسف انت اهم مهندس عندي لازم تحضره .
يوسف : بمكر كفايه شاهندا وعبدالرحمن هقطع عليهم ليه .
خليل : تقصد ايه يا يوسف .
يوسف : خليل بيه حضرتك قبل ما تكون مديري في الشغل حضرتك صاحب والدي .
خليل : فيه ايه يا يوسف .
يوسف : البشمهندس عبدالرحمن بيرسم علي شاهندا هانم بنت حضرتك علشان فلوس حضرتك .
خليل : البشمهندس عبدالرحمن ده الشركات كلها تشهد بأدبه واخلاقه انت متأكد من الكلام ده يا يوسف .
يوسف : بمكر طبعا يا خليل بيه ومستعد اثبت لحضرتك الكلام ده وفيه موضوع تاني عايز افاتح حضرتك فيه .
خليل : خير يا يوسف .
يوسف : انا طالب ايد شاهندا بنت حضرتك .
خليل : طيب يا ابني انا معنديش مانع الاول تعالا نخلص الاجتماع ده واشوف اخرتها مع المهندس عبدالرحمن .
يوسف : بمكر وفرحه لاعتقاده انه فاز بشاهندا حاضر طبعا تحت امرك .
وفي الاجتماع معا .
شاهندا : تمام يا بشمهندس اهم حاجه الموقع يطلع زي اللي علي الماكيت .
عبدالرحمن : دي بتاعتي يا استاذه ولم يرفع عيناه عنها .
اما خليل يلاحظ انظار ابنته علي البشمهندس عبدالرحمن .
ويوسف متغاظ انها لم تنظر له ولم تعطيه اهتمام .
خليل : تمام يا بشمهندس عبدالرحمن واحنا هنستلم في خلال شهر بالكتير منك .
عبدالرحمن : تمام يا خليل بيه .
خليل : الاستاذه شاهندا هتكون معاك في الموقع يا بشمهندس عبدالرحمن .
عبدالرحمن : بأعتراض لا يا خليل بيه كده يبقي مفيش شغل .
خليل : نعم يعني ايه .
عبدالرحمن : العمال كده مش هيشتغلوا يا خليل بيه هتبقي انظارهم كلها علي شاهندا هانم بنت حضرتك علشان لبسها انا عارف انها حره بس انا كذا كامل كلمني علي كده .
شاهندا : معترضه نعم هو انا لبسي فيه ايه وبعدين حضرتك بتتكلم كده ليه .
عبدالرحمن : انا مش بتكلم مع حضرتك يا انسه انا كلامي مع خليل بيه .
شاهندا : بس كلامك عليا وده عيب يا بشمهندس .
خليل : بس انتوا هتتخانقوا قدامي خلاص يا شاهندا متنزليش الموقع .
شاهندا : لا يا بابي انا عايزه انزل الموقع .
يوسف : خلاص خلاص تنزلي معايا انا يا استاذه .
عبدالرحمن : نعم تنزل معاك بتاع ايه يا خليل بيه لو الاستاذه نزلت الموقع يبقي مفيش شغل ما بينا .
خليل : خلاص يا بشمهندس مش هتنزل انا قولت لحضرتك .
شاهندا : بعصبيه يعني ايه يا بابي .
عبدالرحمن : طيب استأذن انا بقي .
خليل : اتفضل يا بشمهندس .
وينصرف عبدالرحمن
شاهندا : بابي انا هروح مكتبي اجيب شنطتي .
خليل : اتفضلي يا حبيبتي .
وتذهب شاهندا خلفه وتقول بشمهندس عبدالرحمن .
عبدالرحمن : نعم يا استاذه خير .
شاهندا : هو حضرتك ليه بتتجنبني .
عبدالرحمن : دون ان ينظر لها ويقول لها لا يجوز الحديث بيننا .
شاهندا : يعني ايه يعني .
عبدالرحمن : زي ما سمعتي عن اذنك وينصرف من امامها .
شاهندا : تذهب خلفه بسرعه وتقوله استنا بس يا بشمهندس .
لم يسمعها عبدالرحمن وتذهب خلفه خارج الشركه .
شاهندا : بشمهندس عبدالرحمن .
عبدالرحمن : بعصبيه انت عايزه ايه مني .
شاهندا : عايزه اتكلم مع حضرتك .
عبدالرحمن : اتفضلي .
شاهندا : نعم نتكلم هنا .
عبدالرحمن : ده اللي عندي .
شاهندا : في الشارع يا بشمهندس .
عبدالرحمن : ده اللي عندي اتفضلي قولي الكلمتين بتوعك علشان عايز امشي .
شاهندا : بعصبيه تصدق انك قليل الذوق .
عبدالرحمن : طيب شكرا يا محترمه بعد اذنك ويذهب من امامها .
اما هي تذهب خلفه وتقوله استنا هنا لما اكون بكلمك تقف مش تمشي وتسبني .
وهي خلفه يقف لها شاب ويقول لها سيبك منه يا جميل وتعالي معايا ويمسكها من يديها بشده .
شاهندا : عبدالرحمن عبدالرحمن .
ولاول مره يسمع اسمه هكذا ويلتفت ليجد الشاب يمسك يديها بشده ويجري نحوها ويمسك الشاب ويقول انت بتعمل ايه يا حيوان .
الشاب : وانت مالك ما انت منفضلها .
عبدالرحمن : يلكمه بشده في انفه .
اما الشاب يخاف ويجري .
عبدالرحمن : عجبك كده .
شاهندا : انا اسفه اني ندهت عليك واستنجت بيك .
عبدالرحمن : صبرني يا رب ارجعي الشركه يا انسه .
شاهندا : اخاف ارجع لوحدي ممكن توصلني .
عبدالرحمن : استغفر الله العظيم طيب يلا اتفضلي قدامي .
شاهندا : حاضر وتنظر للارض وتفكر به ومبتسمه بشده .
تعليقات



<>