
رواية غدر الايام
الفصل الثامن8
بقلم نورا عطيه
اما عند احمد بعد ما انهي شغله طول اليوم ,, وفي اخر الليل راجع نفس الاوضه,, ويدخلها ويغلقها جيدا عليه,, ويجلس علي السرير بعد شغل طول اليوم تعب وارهاق ,, ويقول ياااه الاوضه شكلها وحش ومالهاش طعم ,, جري ايه يا احمد فيه ايه ايه اللي بتقوله ده عقله كان يحدثه,, ويمسك الموبيل ويفتح الباقه ويقول اما افتح الفيس شويه,, ويفتح الفيس ويجد رسايل كتير من اصحابه ورساله مخصصه من صديقه له يتحدث معاها عبر الفيس بوك فقط تقول له فيها الحمدلله بخير انت عامل ايه ابقي طمني عليك ويبدا احمد بالرد علي رسالتها ويقول لها الحمدلله انا بخير بس يومين كده وارجع وقبل ان يغلق الفيس يجدها اون لاين ووتبدا عليا بالرد عليه وتقول له ترجع بالسلامه .اما احمد يرد ويقول لها الله يسلمك ويقولها بعد اذنك انا تعبان هقفل وانام
وترد عليه عليا وتقوله انا كمان تعبانه وهنام تصبح علي خير وتغلق دون ان تستنا رده لانها افتكرت احمد وتجلس علي سريرها الخاص بها لتفكر به وتقول في سرها يا تري هو لسه فاكرني ولا نسيني اكيد نسيني وتذهب في نوم عميق .
اما عند احمد يقول في سره يا تري عليا عامله ايه انا عايز اطمن عليها اطمن ازاي انا يا تري لسه فاكراني ولا نسيتني جري ايه يا احمد بتفكر فيها كتير ليه ليه شاغل دماغك بيها اكيد هي نسيتك اكيد ولا هتكون فاكرها هتعجب بيك علشان اللي عملته معاها اكيد لا طبعا اي واحد ممكن يعمل كده احمد بلاش تفكر في حاجه عمرها ما هتكون ليك ابدا وانت لسه بتبني مستقبلك نام يا احمد نام هكذا كان يحدثه عقله ويستمع الي عقله ويذهب في نوم عميق.
صباح يوم جديد علي جميع ابطالنا
احمد بعد ان يستيقظ يصلي و يذهب الي شغله في محل العصير
عليا تستيقظ لتصلي وتفطروتاخد علاجها وتبدا بالتفكير في احمد ولا تعلم بأن ما تفعله حرام وتفتح اللاب وتبدا بالسؤل علي النت ما حكم تعلق فتاه بشاب دون الارتباط به الرسمي ويبد شيخ من الموقع بالرد عليها ولديكم الرد و ما قاله الله لنا يا احبتي في الله.
فهذا سؤالٌ له دلالته العميقة، إنه يدل على أنك فتاة بحمد الله عز وجل تراقبين ربك، نعم ... لا تراقبينه فقط في أعمالك الظاهرة بل وفي خلجات نفسك، وفي مشاعرك التي لا يطلع عليها إلا العليم الخبير جل وعلا: (( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ))[الرعد:10] (( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[آل عمران:29]، إنه مقام الإحسان الذي قال فيه صلوات الله وسلامه عليه: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فهذا هو الذي حملك على هذا السؤال، ونسأل الله عز وجل أن يزيدك من فضله وأن يجعلك صاحبة بصيرة في دينه.
وإن هذا الحب الذي قد سألت عنه إنما هو فطرة قد ركزها الله تعالى في نفس الإنسان، إن ميل الرجل إلى المرأة وميلها إليه هو أمر قد جبل الله تعالى عليه كل نفس إنسانية سوية فهي تميل إليه بحسب ما ركب في سجيتها ولا تفتقر إليه فقط ليبذل لها مشاعره وحنانه ومودته ومحبته بل وتفتقر لتبذلها كذلك إليه، ففي نفسها جوع لهذه العاطفة وظمأ لأن تروى، فكيف يحرم الله جل وعلا فطرةً قد أودعها في هذه النفس (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ))[الملك:14]، ولكن هل ترك الله عز وجل هذه الفطرة وهذه المشاعر دون أن يجعل لها ما يحفظها وما يصونها؟
والجواب: إن هذا لا يمكن أن يتم في هذه الشريعة المباركة وفي حكم أحكم الحاكمين جل جلاله، فإن كل ما يودعه الله تعالى في النفس الإنسانية من هذه الفطر لا يكتفي جل وعلا بأن يبيحه، بل ويشرع له ما يكمله وما ينميه وما يجعله في أوج وأعلى مقاماته، فهذا الحب قد جعل الله تعالى له مكانه المناسب، إنه عش الزوجية حيث يلتقي الزوجان فلا يتبادلان فقط المودة والمحبة بل يظللانها بالرحمة الندية، بل ويمزجانها بالسكينة والطمأنينة، حتى يكونان نفساً واحدة وروحاً واحدة في جسدين منفصلين، وتأملي في قوله جل وعلا: (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))[الروم:21] إنه السكن، سكن الروح وسكن النفس إلى هذا الزوج، فالحمد لله الذي من علينا بهذه الشريعة الكاملة التي أنعم الله تعالى بها علينا (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[آل عمران:164].
فثبت بهذا أن الحب الطاهر العفيف في مكانه الصحيح وهو الزواج هو ليس فقط من الأمور الجائزة بل من القربات العظيمة عند الله جل وعلا، بل إن مجرد العلاقة التي تكون في الفراش بين الزوجين من هذه المعاشرة هي أجرٌ وبركة تدخل على الزوجين كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه، وخرجا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها في فيّ امرأتك) فبهذه النظرة الكريمة يحصل لك الفهم الكامل لمعاني الحب الحقيقي.
وأما ما يقع بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم من هذه العلاقات التي تكون تارةً باسم الحب، وتارةً باسم الصداقة، وأبعد من ذلك وأشد ما يجعلونه باسم الأخوة، فهذا كله مما لا يقره الله جل وعلا، كيف وقد حرم الله جل وعلا تبادل النظر بين الرجال والنساء الأجنبيات بدون عذر شرعي! قال تعالى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))[النور:30-31] فتأملي كيف قدم جل وعلا الأمر بغض البصر على حفظ الفرج؛ لأن كل من حفظ بصره فلابد أن يحفظ فرجه، كما أن من تعرض لإرسال بصره فإنه يعرض نفسه للفتنة والحرام ولذلك خرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن نظر الفجأة فقال: (اصرف بصرك) وبين صلوات الله وسلامه عليه هذا المعنى أتم البيان فخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك) فهذا التفكير الذي يعرض لك في هذا الرجل سببه كثرة نظراته إليك، ولا ريب أن هذا أمرٌ ليس بممدوح، بل هو مذموم، فالواجب عليه هو أن يغض بصره وأن يتقي الله في النظر إليك، فإن كان راغباً فيك فها هو بيت أبيك تُطلبين كما تُطلب كرائم المؤمنات عزيزة فيعقد عليك العقد الشرعي فتجتمعان على طاعة الله، لا أن يلاحقك بنظرات لا طائل من ورائها إلا نزغ الشيطان، وها أنت بنفسك تعانين من هذه النظرات، فتجدينها الآن تفكيراً وهمّاً وغمّاً وربما قادتك إلى تشتت ذهنك وإن كنت بحمد الله لم تصلي إلى هذا المعنى، ولكن هذه من الآفات التي قد تدخل على الإنسان.
فالذي تقومين به يا أختي هو طاعة الله، فعليك بغض بصرك، وعليك بتجنب هذا الرجل، وبتجنب أي محاولة منه للاحتكاك بك أو الكلام معك، فتذكري مقامك أمام الله، قال تعالى: (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))[النازعات:40-41] وهذا هو الذي تقومين به ولله الحمد فإنك غاضة بصرك بعيدة عن الريبة، ولكن قد يتعرض لك هذا الرجل بشيء من الكلام أو بشيء من المحاولات فينبغي أن يكون الرد واضحاً وبيناً في هذه الحالة فمن أراد الخير فليطلبه من وجهه فهاهو بيت أهلك يسع الكرام من الناس فيتقدم إليك إن شاء، وإلا فعليك بالحفاظ على نفسك، وارعي هذا الأمر رعايةً كاملة، واحذري الوقوع في أمر أي علاقة بينك وبينه دون أن يكون هنالك عقد شرعي يبيح لك هذا الأمر فإن هذه العلاقات لا تدخل على الإنسان إلا وساءته ليس في دينه فحسب، وبل وتسوؤه أيضاً في دنياه عدا الهم والغم، فكل أمر يخالف أمر الله جل وعلا إنما يقود إلى الشقاء ويقود إلى التعب والضنى، قال الله تعالى: (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ))[طه:123-124].
وأما عن تفكيرك به فلا ينبغي أن يكون هناك استحضار لصورته، فهذا قد يقع في بعض الأحيان، وأما مجرد التفكير الذي قد يرد على النفس فهذا أمرٌ قد تعذرين به، وقد لا تستطيعين أن تدفعيه عن نفسك، ومع هذا فلابد من بذل الجهد في ذلك، فاصرفي ذلك بذكر الله عز وجل، وبالاستعاذة من نزغ الشيطان حتى لا يحصل تعلق مذموم في هذا المعنى وربما تقدم إليك الخاطب ووجدت أنك لازلت تفكرين في هذا الأمر، فاحذري من هذا التفكير، واعلمي أن الإنسان إن ضبط تفكيره فقد ضبط سعادة قلبه، فهي أربع لو ضبطت لكان الإنسان ضابطاً شأنه، فالأولى هي الخطوات فلا تسوقه خطواته إلى الحرام، والثانية هي النظرات فلا يقوده بصره إلى ما حرم الله، والثالثة هي اللفظات فلا يقوده لفظه إلى الوقوع في الحرام، والرابعة وهي من ألطفها وأدقها وهي الخطرات فهو ينتبه لخطراته ويتيقظ لها فبهذا يجتمع شمله ويتم له أمره.
نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، ونوصيك بالتضرع إلى الله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان:74]، ونسأله أن يفتح عليك من بركاته ورحماته وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبعد ان تلقي عليا الرد تغضب كثيرا من نفسها وتقول انا ايه اللي انا عملته ده ايه ده يا ربي يا رب سامحني يا رب واغفرلي وتبدا بالبكاء علي حالها لاحساسها انها اغضبت ربها .