
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الحادي والستون61 بقلم نجمه براقه
رحمة
قابلت نظرات صدام المشفقة عليَّ بابتسامة ظاهرية، أخفيت وراها غصتي وشعوري بالخذلان بعد معرفتي إن حسن قرر للمرة اللي توهت عن عدها انه يهرب ويتخلى عني
أشرت له بحاجبيّ على عمه وانا بجاهد لمنع ظهور دموعي قدامه، أفكره بكلامي لما قلتله إنه مستحيل يسيب خاله علشاني.
فما كانش بإيده يعمل حاجة غير إنه يعلِّق عينه بالفراغ ويشرد بتفكيره بعيد عني… عاجز عن مواساتي حتى بنظرة.
وبمجرد ما انهى ياسين المكالمة، قمت من على السفرة ودخلت أوضتي.
قلبي قالي إنه أكيد عايز يكلمني ومستنيني أبعت له.
ما هو مش معقول هيسافر ويتخلى عني من غير ما يقول حاجة.
مسكت التليفون علشان أكلمه وأسمع هيبرر اللي عمله بإية، وأنا كمان أقوله كل اللي في قلبي.
بس حتى في دي كان أناني وجبان… واختار يهرب من غير ما يسمعني ويسيبني الكلام محبوس جوايا ياكل في قلبي.
واختصر كلام كتير هيتقال برسالة قصيرة وبعدها حظر علشان ماعرفش أرد.
قريت رسالته بنظرات مشوشة من اثر الدموع.. كان بيقولي
"أنا آسف… آسف آسف آسف. هفضل عمري كله أقولك آسف ومش هكفي.
مش هقدر أواجه خالي ولا أقدر أخسره وأجرحه علشانك يا رحمة... هو اللي مربيني وبيثق فيَّ اكتر من أي حد.
هيصعب عليا انه يعرف ان انا الانسان الوحيد اللي طعنه في ضهره.. انسيني يا رحمة، أنا مسافر ومش هرجع تاني
#صدام
لما ذكر عمي سيرة السفر، عيني راحت تلقائي ناحية رحمة وشوفت دموعها بتتجمع في عينيها.
ابتسمت بتظاهر، وأشارت لي على عمي بحاجبيها، وكأنها بتقول لي جالك كلامي
وبمجرد ما عمي أنهى المكالمة، دخلت أوضتها.
كنت متوقع إنها هتكلمه، وما حاولتش أمنعها بأي طريقة
وبعد دقائق مرت، وأنا مشغول ومستني الوقت اللي هتطلع فيه باين على شكلها إنها كانت بتعيط، والحزن فاضحها.
طلعت بس على عكس تصوري
كانت متماسكة وكأن شيئًا لم يكن… ودي الحاجة اللي قلقتني أكتر من وجود الحزن على وشها.
وزاد قلقي منها أكتر لما كلمت عمي وقالت:
– ياسين…"
صبيت كل تركيزي معاها في انتظار كارثة ممكن تحصل.
التفت ليها عمي، قاطب حاجبيه بتعجب، وكأنه ما كانش متوقع منها مناداته أو الكلام معاه بالمرة، وقال:
– نعم؟"
– عاوزة أتكلم معاك شوية."
زادت حيرته، وفكر لثواني قبل ما يديها إيماءة صغيرة براسه ويقوم ليها.
استغليت إنه ولالي ضهره وبصيت لها بتساؤل علشان أفهم ناوية على إيه، لكنها تجاهلت نظراتي وسبقت عمي على أوضتها.
وفضلت انا قاعد عيني على وبستعد لانفجار جديد يحصل في البيت.
لغاية ما جاني صوت بابا بيقول لي:
– ما عرفتش أخبار عن أخوك؟"
استشعرت المكر في نبرة صوته قبل ما اشوفه في نظراته ف بصيت له بطرف عين وقلت:
– لأ… ليه؟
– ليه إيه؟ مش قلقان عليه؟
استدرت له بالكامل وقلت بضيق:
– لأ، مش قلقان يا بابا. هو كويس، ما تشغلش نفسك."
– اية البرود اللي بتتكلم بيه ده يا ولد؟ أنا عايز أشوفه وأتكلم معاه. لازم يفهم إني ما كنتش هقتله.
– بس انت كنت هتقتله!
تنهد وقال بمكر:
– انتوا مجانين… وجننتوا الولد معاكم. قوم شوف أخوك فين يا صدام.
– مش هشوفه، ومش هسمحلك تقرب له. مراتك عندك، شوف هتعمل فيها إيه. هي اللي خانتك… مش هو."
برغم معرفته إني فاهمه، لكنه ما اهتمش وتابع بنفس الأسلوب الملاوع وقال وهو بيهز رأسه بآسى مصطنع:
– حتى التانية رعبتوها وخليتوها تسيب البيت. بس ماشي… أخف وأخرج بنفسي أدور عليهم، مش عايز منكم حاجة."
ما كنتش أتصور يوم إني أقف في وش واحد فيهم وكأنه عدو أو منافس ليَّ.
لكن أسلوبه أجبرني أتعامل معاه بالطريقة دي.
ميلت عليه وقلت:
– تدور عليها هي، أنا مش همنعك، ده حقك.
بس حمزة أخويا، دوري أنا إني أحميه من واحد غريب عنه حتى لو كان حضرتك يا بابا.
كفاية اللي عملتوه فينا انت وهي… كل واحد فيكم كان مستلم واحد منّا، وكأننا أعدائكم، وبتتنافسوا مين هيعقد اللي معاه أكتر!"
تنهد وقال ببرود وهو بيطالع عيوني:
– مش بقولك مجنون؟!
وانت فاكرني زيك… هقتل واحد ملهوش ذنب علشان غلطة مراتي؟..
تابع بمكر وكأنه بيقولي إشمعنا إنت:
_ أنا كنت سامع وفاهم كل حاجة لما ضربت مراتك وسقطتها، بعد ما أمك حفرت لها حفرة ووقعتك انت فيها.
فاكر لما قتلت ابنك في بطن أمه علشان شكيت إنه مش ابنك يا صدام؟... ولا مش فاكر..
"الجنين عضمه اتكسر جوه بطن أمه."
رجعت الجملة دي تتردد في ودني.
ورجع نفس الشعور يلاحقني ويحبسني جوه نفسي من تاني…
ظلمة وهزيان وحزن يفتكوا بقلبي من غير رحمة، وكأني بعيش نفس اليوم من جديد لغاية ما
جاني صوت عمي فوقني من الغيبوبة دي لما قال:
– مش عاوزين تفرحوا شوية بعد المشاكل اللي مرينا بيها؟"
التفتله بوش مشدوه، وشوفته لافف دراعه حوالين وسط رحمة اللي متظاهرة بالسعادة
وقال بابا في الوقت اللي انا بنكر بيني وبين نفسي اللي فهمته:
_ وهتفرحنا بأية بقى:
ما بعدش عينه عنها وقال بإبتسامة:
– أنا ورحمة قررنا نعمل الفرح الاسبوع الجاي
ارتفعت من مكاني بانتفاضة وقلت:
– فرح إيه اللي يتعمل؟!"
توجهت أنظار الكل عليَّ، ورجعت نظرات الشك في عين عمي كجرس إنذار ينبهني للي بعمله.
خدت نفس
وقلت بتوتر:
– أنا بقول… ده مش وقته.
إحنا سيرتنا بقت على كل لسان.
هنعمل فرح إزاي ؟ الناس بدل ما تيجي تبارك… هتيجي تتكلم علينا."
ما اختفاش الشك من نظراته ليا، وقالت رحمة بحماس وهي بتظهر ابتسامة مصطنعة على وشها:
– مش هنعزم حد. القريبين بس هيحضروا انتوا، وحسن بس، ولا اية يا ياسين "
قال خالي وهو بيراقب تعابير وشي، باحث عن أي حاجة تأكد له شكوكه:
– أهي حلتهالك يا صدام
سكت ف قال:
_ اية، عندك تعليق تاني..
هزيت دماغي بنفي ورجعت قعدت مكاني، اتهرب من نظراته اللي متشالتش عني، لكني كنت مستني الفرصة علشان أكلمها وامنعها من اللي بتعمله حرص على مشاعر عمي ومنع لأي مشكلة ممكن تحصل بعد كده اكتر من اعتراضي على انها بتضيع نفسها عشان حسن
وبعد ما خرج من البيت قاصد بيت حسن
بعتلها رسالة مع جنى إنها تلحقني على نفس المكان اللي بنقعد فيه.
وبعد وقت قصير جت جنى وقالت لي:
– "بتقولك مصدعة وهتنام…
#حسن
بعد ما بعتلها الرسالة وبعد أنهيت المكالمة مع خالي، خطر في بالي إنها ممكن ممكن تقوله، ف تحركت من مكاني بسرعة وجمعت كل الرسومات اللي رسمتهم ليها، قطعتهم وحرقتهم على عين البوتاجاز.
وبدأت أجمع كل حاجة ممكن أحتاجها لسفر بدون رجعة.
كنت زي اللي بيتسابق مع الزمن… يا ألحق يا ملحقش.
وأنا منهمك في ترتيب الشنطة والبحث عن الورق، وقفني صوت التليفون.
انتفض قلبي بقوة، وسرت رعشة في جسمي.
التفت ليه وبدأت أقرب منه، متوقع إنه يكون خالي بيكلمني بعد ما عرف.
بس ما طلعش هو… ومع ذلك رجفتي وانتفاضة قلبي ما هديتش لحظة.
مسكت التليفون ورديت
قبل ما اقدر أتحكم في نبرة صوتي
– أيوه يا بابا…
جاني صوته متوجس:
– مال صوتك؟..
صوتي مأسعفنيش لرد، كرر سؤاله مرة واتنين، أستجمعت حروفي بصعوبة وقلت:
– ما قدرتش أعمل حاجة… أنا راجع وهعيش معاكم على طول."
– طيب براحة وفهمني… في إيه؟"
– في إني لازم أختار بين الاتنين… لا خالي، لا هي. وأنا اخترت خالي."
رن الجرس وأنا لسه بكلمه.
قفلت معاه على وعد إني هكلمه تاني، مسحت دموعي وحاولت أستعيد ثباتي.
فتحت الباب… لقيت خالي قدامي، توسعت عيني لاخرهم وخبط قلبي بداخل صدري وروحت اتفرس ملامحه وادور فيهم عن حاجة تعرفني إنها مقالتلهوش..
ولكن قلقه لما شاف أثر دموعي واحمرار عيني هدوني شوية، ف ديرتله ضهري وهميت إني إمشي
وقفني وقال:
– انت بتعيط؟"
بعدت إيده عن كتفي وقلت وأنا بسبقه لداخل:
– لأ… أعيط إيه؟ تعال
– استنى عندك…"
قالها بحزم وقفني مكاني متحركتش خطوة زيادة.
وقفت مكاني مولي ليه ضهري، وعقلي بيفكر في حاجة أقولها… لغاية ما وقف قدامي بوش مشدوه ومتوجس وقال:
– بتعيط ليه؟"
هزيت دماغي بالنفي وقلت:
– مفيش يا خالي… مفيش."
قال بحنق:
– حسن! أنا مخنوق منك لوحدي… في إيه؟"
وطيت راسي وما عرفت أقول إيه، فقال:
– كنت فين؟ ومتقوليش تليفوني ضاع. كنت قادر تاخد مواصلة وتجيلي!..
ابتلعت لعابي وقلت بتوتر:
– مضاعش… أنا كنت مختفي بمزاجي."
– وليه؟"
– اتخانقت مع ماما… وما كنتش عايز أتكلم مع حد."
بدت إجابتي مقنعة ليه ف مأصرفش في الشك وسألني:
– وإيه اللي خلاكم تتخانقوا؟"
– زعلانة علشان سايبهم."
– آآاه… علشان كده قررت إنك تسافر فجأة. لا، انسا السفر، سيبها لي أنا هكلمها."
– لأ يا خالي… أنا خلاص خدت قراري وهسافر على الأقل دلوقتي علشان أرضيها."
– "ماشي سافر … بس بعد الفرح."
– فرح مين؟
استنيت رده بترقب لمعرفة حاجة أنا عرفتها من أول ذكره لسيرة الفرح.
ابتسم وقال:
– أنا والمجنونة… خلاص قررنا نعمل الفرح الأسبوع الجاي."
حاولت أظبط نفسي وأخفي ارتباكي وأنا برد وأقول:
– مين اللي قرر؟"
– هي يا سيدي! فجأة كده قالت إنها مش هتلاقي احسن مني وعاوزة نعمل الفرح لأنها مش مرتاحة في الوضع ده
مع إنها من يومين بس عيطت وقالت لي مش عاوزاني
طيب تصدق إنها صعبت عليا وكنت هسيبها بس مستني اطمن عليك؟"
حسيت إن الأرض بتنسحب من تحت رجلي على أثر كلمته دي.
بدأ عقلي يسترجع كل المواقف اللي فشلت فيها قدام عيني تباعًا، وكأن الدنيا كلها بتسخر مني.
ابتلعت لعابي وقلت بهدوء مزيف:
– زي ما قلت… مجنونة. بس أنا مش هقدر أستنى يا خالي.
قال بحزم:
– مش عايز أسمع كلمة واحدة! احضر الفرح وبعدين امشي… كده كده مش هفضالك عريس بقى. عقبالك."
#يسرا
يومين عدوا ما كلمنيش ولا بعتلي رسالة يطمن عليّا.
ويومين كمان عدوا وأنا براقب ظهوره اللي ما كانش بيختفي… كان بيفتح كتير ويقفل قليل، وده خلاني اتلخبط وأحس إن في حاجة مش طبيعية.
وأسأل نفسي معقول يكون مل مني وقرر يبعد هو كمان، ولا في سبب تاني؟.
دماغي ما سابتنيش، وجاني صوت في دماغي بيقولي كلميه. ولو مكنش في سبب يمنعه يكلمك، ما تكلمهوش تاني."
فبعتله:
– إيه الأخبار؟"
رد علي بعد ربع ساعة… رد بارد، ما فيهوش أي لهفة، وكأننا لسه متكلمين:
– تمام… وانتي؟"
– أمال فينك؟"
– في الشغل."
– كان الله بعونك، طيب اسيبك تكمل شغلك.."
_ لا خليكي، انا فاضي دلوقتي، كنتي محتاجة؟
_ أصلك غايب بقالك يومين، قولت أسأل عليك، علشان متقولش إني مصلحجية ."
– بجد، ده أنا أغيب كتير بعد كده لو ده هيخليكي تسألي عليا!
– أنا قولت يمكن في حاجة… تعبان أو عندك مشاكل. ما كنتش هتصل لو عارفة إنك مشغول في شغلك."
– عايزة الحقيقة؟ أنا فعلاً تعبان من قبل ما أسافر.
– ألف سلامة عليك. إيه تعبك؟
– دوخة وزغللة… وفي شواكيش بتضرب في دماغي طول اليوم.
– الكلام ده بعد الضرب؟
– ضرب إيه؟
– اللي اتضربته!
– آه…
– مقلتليش إيه اللي حصل؟ وقلتوا إيه علشان يضربك؟
– قلتله كل حاجة.
– زي إيه؟
– إني سيبت بلدي وشغلي ودخلت في زوريقة علشان أكون قريب منك.
– وإيه كمان؟
– بس…
– "بس؟"
– آه بس… ما قلتش إنك انتي اللي طلبتي مني أشتغل معاه. ولا قلت إني بوصلك أخباره. ما جبتش سيرتك
– ليه؟"
– إيه هو اللي ليه؟ كنتي عايزاني أقول له؟"
– عاوزة أعرف ليه ما قلتلهوش."
– ما كنتش متأكد إني هقدر عليه. عملت حساب للي عمله ده… فما بعبعتش بكل حاجة."
– خوفت عليا وما خوفتش على نفسك؟"
تأخر رده.
كنت متوقعة إنه هيقول إنه خاف عليا… وإنه عمل كده علشان بيحبني.
لكنه قال:
– أنا راجل… أستحمل."
– اه…"
– ماشي… هكلمك تاني يا يسرا."
– رايح فين؟"
– "الست جايبة الأكل."
– ست مين؟"
– مدام نهال… اللي قلتلك عنها. هكلمك تاني… باي."
قالها وسكت وسابني مستنياه يكلمني لساعة ويمكن أكتر… وهو ما بعتليش ولا فتح.
وبدأ عقلي يصور لي اللي ممكن يكون بيحصل بينهم، ويصورلي شكل الست نهال اللي مهتمة بيه لدرجة إنها تجيب له الأكل لغاية عنده.
حسيت إني مخنوقة.
وفكرت أعمله بلوك وما أكلمهوش تاني.
وفي نفس الوقت خوفت أعمل كده… يفهمني غلط.
#عيسى
حطت صينية الأكل قدامي وقالت:
– خلص كل الأكل ده… وبطل تهمل في صحتك
قلت بحرج:
– تاعبة نفسك ليه
– هو فين التعب ده ياحبيبي، جبتلك من أكلنا اللي هناكله،
تابعت وهي بتشاورلي على شريط برشام:
_ كل وبعدين خد الڤيتامين ده، حلو وهيخلصك من الدوخة..
_
– ربنا يباركلك يامدام..
_ الدوخة دي معاك من امتى يا عيسى..
_ قريب، مكنتش تجيني قبل الفترة دي..
_ من الخناقة اللي ضافرك اتقلع فيها..
مدتلهاش جواب ومحبتش اتكلم في الموضوع ده تاني ف تنهدت وقالت:
_ طيب ياحبيبي اسمعني، انا هجبلك فلوس وتروح تكشف لأن لو الضرب كان سببها ف انت هيكون عندك مشكلة كبيرة مش هتتعالج بالڤيتامينات..
_ لا من قبل شوية، تعيشي يا مدام..
_ متأكد..
فضلت عيني بعيد عنها وقلت:
_ متأكد.
مصدقتش ولكنها مسألتش تاني وقالت:
– طيب كل، انت مكسوف مني ليه؟ ده أنا لو خلفت… كنت خلفت أكبر منك.
كل متتكسفش اعتبرني في مكانة مامتك."
قلت بابتسامة:
– وأنا أطول! ربنا يخليكي ويديكي الصحة."
محبيتش أقول ليسرا إنها قربت تكمل الستين سنة علشان ابان قدامها إن في ستات بتهتم بي… يمكن تغير عليا بالغلط
#حمزة
جه الليل وروحت الشقة بعد ما اشتريت ازازتين خمرة، جمرك علشان أعدي ويقبلوا يخلوني أقعد معاهم..
بس الغريب إن باب الشقة كان مقفول على غير العادة، رغم إن في أصوات جوه.
ولكن مشغلتش نفسي كتير
ورنيت الجرس رنة واحدة واستنيت لغاية ما سمعت صوت واحد بيقول:
_ بتبص على إيه ما تفتح..
بدا الامر غريب وخلاني استنط لصوت بتركيز ف
سمعت صوت خافت بيتكلم معاه لكن مفسرتش الكلام لغاية ما فتحلي صاحب الشقة.
وشفت الولد اللي كارهني وراه بيبصلي بسخط ويتمنى لو يقتلني،
فهمت ساعتها إنه هو اللي قافل الباب ومكنش عايزني أدخل.
صرفت عيني عنه ومديت إيدي بالازازتين لصاحب الشقة من غير كلام، فقال:
_ تاني! هو انت بترشينا يا جدع انت
بعثرت نظراتي بحرج، فخدهم مني وقال:
_ ماشي، ادخل..
دخلت جوه وعين الولد بتلحقني.
وقفت في نفس المكان ولسة عينه عليا لغاية ما صاحب الشقة شده من قفاه وقاله
_ ياعم تعاله وفكك، هتشرب ببلاش محبكها ليه، خليه متلقح مضايقك في اية..
قولت محدث نفسي:
_ متلقح؟.. متلقح متلقح، اية مضايقك، هو كان ابن خالتك.. هي فين؟
قولتها وانا بدور بعيني على البنت.. بس ملقتهاش.
كان باين إنها مجتش الليلة دي كمان.
شيلتها من دماغي وكملت بحث بعيني بين الموجودين عن حد معاه حشيش أشتري منه ولو سيجارة..
بس كان الكل بيشرب سجاير عادية وخمرة...
وفجاة وانا لسة بدور ومتعطش لسيجارة شفت واحد قاعد في زاوية بعيد عنهم كلهم وبيشم بودرة.
وبعد ما خلص مال بضهره للخلف وراح في دنيا تانية.. كأن البودرة مسحت اللي في دماغه باستيكة.
فضلت عيني متعلقة عليه وعلى الكيس اللي على الترابيزة قدامه، وهفت نفسي لو أجرب مرة واحدة..
كانت الفكرة عمالة تكبر في دماغي، وكأني في حاجة ملحة أجرب نفس الشعور اللي حس بيه الولد.
لقيت نفسي بتحرك من مكاني ناحيته، وانا بحرص إني أمشي خلف المجموعة اللي في النص علشان محدش يسألني رايح فين.
لكن بمجرد ما بقيت خلفهم تليفوني رن ونبههم ليا والكل التفتلي
قام الولد اللي كارهني من مكانه وقال بصوت جهوري يلفت بيه انتباه الكل لي بأني بحاول اسرق حاجة :
_ بتتسحب زي الحرامي ورايح فين ياض انت؟
قام صاحب الشقة وقال:
_ على فين؟
مررت بصري عليهم وهما واقفين كلهم في حال من التأهب للهجوم عليا وبعدين قلت بتوتر وأنا بشاور على الولد:
_ عايز أجرب اللي...
بص لموضع عيني وقال:
_ البودرة؟
تفحص مظهري اللي بيوحي إني شحات مُعدم وبعدين تنهد بسخرية وقال:
_ معاك فلوس إنت للحاجات دي؟
سبقني الولد التاني وقال:
_ منين! مش شايف منظره زي الشحاتين إزاي.
تلاقيه سرق حاجة علشان يجيب المشروبات اللي بيجيبها علشان نقبله بينا. ودلوقتي بيدور على حاجة يسرقها من حد فينا
الكل انضم ليه وبدوا يتريقوا عليا ويعلقوا على لبسي ومظهري وريحتي.
حاولت أرجع مكاني لكنهم حاوطوني من كل اتجاه، بنات وشباب.
قربت واحدة منهم وهي سادة مناخيرها وبتقول باشمئزاز:
_ ريحتك بشعة، إمتى آخر مرة استحميت؟
نكش واحد منهم شعري وقال:
_ وإيه الشعر ده؟ تلاقيه فيه مزارع حشرات..
ضحك واحد منهم بصوت عالي وقال:
_ هيطلعلنا منه فيران وتعابين..
علت ضحكاتهم واستمرت سخريتهم وتطاولهم عليا باللمس ودفع وشي من إتجاه لتاني..
ومحاولتش ادافع عن نفسي بكلمة حتى، وكأني فقدت حقي في العيشة بكرامة..
وفجأة لقيت البنت واقفة قدامي، بتحول بيني وبينهم، وقالت :
_ إيه إنت وهو؟ مش عيب لما تتكاتروا عليه؟
قالت بنت منهم وهي بصالها بقرف:
_ وانتي مالك ، هو كان من بقيت اهلك ولا البوي فريند الجديد بتاعك،
زقت وشها وقالت:
_ اه البوي فريند بتاعي، اقعدي بقى على جنب بصفارك ده علشان مش طلباكي
وبصت للكل وقالت:
_ محمود ده ضيفي أنا، ومحدش يدوسله على طرف. ولو مش عاجبكم آخده وأمشي ومارجعش هنا تاني.
ماشي يا عسل إنت وهو وهو وهي وهي ؟
كان باين إنها مسيطرة أو ماسكة زلة على صاحب الشقة نفسه، فمحدش فيهم اعترض.
خدتني من إيدي ورجعت بيا عند البار وقالت بابتسامة:
_ سيبك منهم دول عيال متربوش.. المهم انت وحشتني قوووي..
قولت بتردد:
_ مجتيش المرة اللي فاتت.
زادت ابتسامتها وقالت:
_ خدت بالك؟
_ عادي..
ذمت شفايفها ومسكت ياقة قميصي وقالت بدلال وهي بتقرب:
_ عادي؟ ماااشي، بس إنت كنت على بالي.. والنهاردة جاية مخصوص علشان أشوفك.
قولت وانا تايه في تعابيرها وحركاتها الانثوية:
_ عاوزة توصلي لإيه؟ مش شايفة منظري؟ ولا مسمعتيش تريقة صحابك عليا؟
_ ومال منظرك، مش عايز غير دوش وانت تغطي على كل البلالين المنفوخة دي
ميلت عليا وهمست:
_ وعاوزة نكون صحاب.. آخد بإيدك وأخرجك من حزنك اللي دافن نفسك فيه.
أنا عرفت حكايتك ومش هاممني حاجة، المهم إنت.
طالعت عينيها بصمت من غير أي رد فعل أو حتى هروب من نظراتها وجرأتها.
بالعكس مكنتش هرفض، وعقلي بيقولي كده كده بايظة.. امشي وراها
همست وعينيها معلقة على شفايفي:
_ قلت إيه؟
_ في إيه؟
جاتني الكلمة دي بصوت مروان، فوقني من شرودي في عينيها.
التفت ليه التفاتة سريعة، وبعدين رجعت أصرف نظري عنهم هما الاتنين.
همست في ودني:
_ فكر لغاية ما اجيلك تاني..
مشيت، ومروان وقف مكانها وقال:
_ مالها بيك؟
مردتش، فقال:
_البت دي شمال، كل يوم مع واحد شكل. مش هتسيبك غير لما توقعك."
بصتله بطرف عين وتنهدت ساخر من كلامه اللي مفرقش معايا.
شمال ولا يمين.. كله محصل بعضه. أنا كمان ابن حرام.
#بسنت
وأنا بقلب في الإنترنت بحثًا عن أي جديد في موضوع حمزة، استوقفني خبر بيتكلم عن العثور على جثة شخص متقطع بداخل اكياس ومرمي في النيل
ومفيش غير راس القتيل بس اللي سليمة.
كان في صور مرفقة للخبر، لكن لبشاعتها سياسة الأبلكيشن نفسه خافية الصور، وسايبين خيار للأشخاص إذا كانوا هيفتحوا الصور ولا لأ.
مقدرتش أفتحها وطلعت من الإنترنت حاسة إني مخنوقة ومكتئبة بسبب الأخبار البشعة اللي بشوفها من يوم ما فكرت اجلب لنفسي اللعنة وأعمل حساب على مواقع التواصل الاجتماعي.
#فيروز
كنت بسمع فيديوهات عن الحمل، وعن طريقة التعامل مع الطفل في أول مراحله العمرية، وعن التربية الصحيحة وازاي يطلع طفل ذكي.
وفجأة جاني صوت أمي بتقولي:
_ بتسمعي إيه؟ فكرك الفيديوهات دي هي اللي هتعرفك إزاي تربي ابنك من غير أب؟ لا يا حبيبتي، دي أول التربية الزفت. ما أنا ربيتك لوحدي أهو، طلعتي إيه؟ قليلة الأدب، ومدية لنفسك الحق تمنعي ابنك من أبوه وتمنعي أبوه منه.
قفلت التليفون وقلت بضيق:
_ لما يكون الأب غير سوي نفسيًا يبقى البُعد عنه مش ظلم يا ماما.. وبعدين أنا قولتلك إنه لو اتغير أنا هقوله. ليه عايزة تطلعيني وحشة؟
_ ولا الأم سوية يانن عين امك.
ما أديكي ساكتة عن الحق. شايفة ياسين بيتجوز بنت داليا علشان مطالش أمها وساكته.
وياريت البنت راضية يا حبة عيني، دي مغصوبة زي ما بتقولي.
جوزك أحسن منك، على الأقل ساكت علشان خايف من عملته واهو بيكفر عنها وبيساعد البت.
بس إنتي عملتي إيه؟ سكتي وكمان بعدتي عنه لما ضميره صحي.
ولما اتفضح قدام الناس والكل عرف إن أمه خاينة.. إنتي كمان وحشة ومتنفعيش لا تكوني أم ولا تكوني زوجة.
اتلهي اتلهي..
كلامها وجعني وخلاني أتوه في دوامة من الأفكار وصراعات داخلية ملهاش آخر.
إزاي ممكن ارجعله وهو لسة مستمر على غلطه
#كاميليا
وقفت أبص للخبر وللصور المقفولة في انتظار فتحها.
حسيت نفسي بيضيق، وكأن الحيطان بتبطق عليَّ وأصوات عالية زي طبول الحرب بتضرب في دماغي لغاية ما قربت توصلني لجنون.. وفجاة إيد سحبت التليفون من إيدي.
بصيت لصاحبها لقيته عز… مبتسم بغرابة وبيقول:
انتي نسيتي اللي وراكي؟
_ ورايا إيه؟
أشرلي على الشارع وقال:
_ جنى جت.
مفهتمش قصده ولكنه فضل مشاور على تحت بصيت للمكان اللي بيشاورلي عليه، شوفت واحد من الرجالة ماسك إيد جنى وداخل بيها العمارة. بصيتلهم بعيون متسعة وقلت محدثة نفسي بصوت مسموع:
_ بيغدروا بيا الكلاب…
قال عز:
_ انتي اللي قولتيلهم يجبوها.
بصيت له بذهول، فحرك راسه بحركة خفيفة وقال:
_ انتي اللي قولتيلهم يجبوها علشان تعرفي إيه اللي بيحصل في الفيلا… افتكري.
شردت بتفكيري وحاولت أسترجع اللي بيقوله، بس ما افتكرتش حاجة. ومع ذلك قررت أكمل… أنا عاوزة عين ليا هناك، ومفيش حد غيرها ينفع.
رجعت أبص للجهة اللي كان واقف فيها علشان أطلب منه يدخل قبل ما يطلعوا ويشوفوه، بس ملقيتهوش… كان اختفى بشكل مريب
رحت بعيني ناحية الأوضة اللي بنام فيها انا وهو، وشوفت جواها ضلمة حالكة مع إننا في النهار والنور مالي المكان.
فضلت واقفة مكاني عيني لسة على الاوضة وبدات عيني تشوف خيالات غريبة داخلها، حاجة سودة مش مفسرة شكلها بتتحرك يمين شمال تختفي وتظهر وبعدين شوفتها بتمشي باتجاه الباب وببطء شديد، حسيت دمي بينشف من الخوف وان قلبي هيوقف بعد ثواني، حاولت اتكلم وانادي على عز بس صوتي مطلعش وفجاة فزعت بهلع لما جرس الباب ضرب..
رجعت بصيت للاوضة ملقتش حاجة ولا حتى الضلمة بقت موجودة..
مسحت وشي وحدثت نفسي بأني موهومة بسبب الارهاق والتعب وخدت نفس وتحركت فوراً وفتحت… وتقابلنا أنا وجنى.
لما شافتني اترعبت وحاولت تجري، بس مسكها الولد ورجعها قدامي. قالت بخوف وهي بتشد في ايدها منه:
الله يسترك يا هانم… أنا ما عملتش حاجة.
قلت بجمود:
_متخافيش… تعالي.
مسكت إيدها، فزعت وحاولت تشدها مني. عصبتني ف سحبتها بقوة لداخل وقفلت الباب.
وقفت جنب الحيط، جسمها بيترعش من الخوف، فقلت بحدة:
_ قولتلك متخافيش… استني.
سيبتها ودخلت الأوضة، وقلبي بيدق بقوة وجوايا شعور غريب بالخوف.
وصلت هناك، لقيت عز متمدد على جنبه فوق السرير، متوسد كفوفه، وبيبصلي بنظرات خالية من أي تعبير، مع ابتسامة غريبة زودت الخوف جوايا ولكن محبتش اقوله ان نظراته دي مخوفاني
صرفت عيني عنه متجنب لمحه حتى ومشيت ناحية الكوميدينو الجانبي للسرير.
فتحته علشان أسحب الفلوس، وأنا حاسة إن عينه لسه عليا وبتراقبني بتركيز شديد. حتى ان ابتسامته كنت شيفاها بتزيد، وفي اللحظة دي خُيلي إن لون أحمر زي الدم بيسيل على المخدة اللي نايم عليها.
إيدي ارتجفت بقوة وخطفت الفلوس… الدرج وقع.
سيبته وتحركت من مكاني فوراً من غير ما أبص لعز مرة تانية.
طلعت بخطوات سريعة من الأوضة وقفلت الباب ورايا.
وقفت مكاني أحاول أهدي نفسي قبل ما أتكلم مع جنى اللي واقفة وباصة لي بخوف أكتر من الأول.
خدت نفس عميق وتحركت ناحيتها وأنا بحاول أسيطر على رجفة جسمي… لحد ما وصلت لها، مديتلها إيدي المرتجفة وقلت بتلعثم:
_ أم… أمـسكي… امسكي دول.
مدت إيدها وخطفتهم مني ورجعت تاني تلزق في الحيط.
إحنا الاتنين ماكناش في حالة طبيعية. وأنا كنت لازم أهدا… فسيبتها ودخلت المطبخ أشرب.
المية كانت بتتدلق على هدومي، وحاسة بسخونة شديدة في جسمي مش عارفة سببها.
كنت خايفة، وجوايا احساس إني عاوزة أختفي من حاجة أنا مش شايفاها… كأني محاطة بالشياطين من كل اتجاه.
وانا كده حسيت بانفاس ساخنة بتلامس جلدي وبيزيد قربها وصوت شبه فحيح افعى ييهمس في ودني:
_ كاميليا…
شعر جسمي وقف من الخوف.
حرّكت قزاحيتي ببطء للخلف وأنا بستدير علشان اشوف مين ده وفجاة وقعت عيني على منظر شيب راسي..
كان شخص محروق بالكامل، ورقبته بتنـزف دم وعلى وشه ابتسامة مرعبة ونظراته مركزة في عيني وايده بحوافر بتقرب من رقبتي علشان تخنقني
غمضت عيني، وحطيت إيديا على رقبتي احمي نفسي منه ودوت صرختي في كل العمارة بهلع لغاية ما الدنيا دارت بيَّ ومحستش بنفسي غير وأنا على السرير في اوضة النوم والرجالة حوليَّ
قمت من مكاني بفزع، تراجعت للخلف وأنا بدور حواليّا عن اللي كان معايا من شوية … لكن ما لقيتش حد.
كان اختفى وملهوش وجود لا هو ولا عز..
ضميت نفسي وعيني مبطلتش تدور في المكان لغاية ما شوفت جنى واقفة بعيد وبتبصلي بخوف، وقتها افتكرت ياسين واللي عمله فيا..
وفهمت فوراً ان هو اللي عمل معايا الفصل ده علشان يجنني زي ما بوظ حياتي وكره ولادي فيّ.
صكيت على اسناني بغيظ
وحلفت في سري إني هدمرله حياته بالكامل.
ةقومت من مكاني ومشيت باتجاهها وانا بأشر للرجالة علشان يخرجوا...
وده رعبها مني ف جريت، ولكنهم لحقوها وجابوها قدامي..
قالت ببكاء:
_ أبوس رجلك يا ست هانم..
_ متخافيش...
مسكتها وأشرتلهم علشان يمشوا. كلبشت فيه أكتر فشديتها بعنف وقلت:
_ قولتلك متخافيش، امشوا انتوا..
مشيوا وسابونا، وهي فضلت ترتجف تحت إيدي.
تنفست بعمق وبعدين قولت:
_ قولتلك متخافيش، مش هعملك حاجة.. استني..
سيبتها ورجعت مليت كباية مية من على التربيزة ومدتلها ايدي بيها
تعلقت عينيها عليها بريبة فنزلت لمستواها وقلت بهدوء:
_ اشربي ومتخافيش، أنا جايباكي هنا عشان شغل.. اشربي.
مدت إيدها المرتعشة وخدت الكباية مني.
أوماتلها علشان تشرب، وبعد ما شربت وخف خوفها مني قولت:
_ قوليلي، انتي عاوزه فلوس تاني؟
هزت دماغها إيجابًا فقلت:
_ وأنا هديكي فلوس كتير قوي، بس بشرط..
بصتلي بانصات مخليش من الخوف فقلت:
_تقوليلي كل حاجة بتحصل في الفيلا وبذات رحمة، عايزاكي تركزي معاها اربعة وعشرين ساعة، حتى بالليل تتسنطي عليها وتسمعي بتقول اية
قالت بتلعثم:
_ حاضر..
_ وأوعي حد ياخد باله منك..
_ حاضر..
_ شاطرة، وكل ما هتجيبيلي خبر جديد هديكي فلوس تاني.. يلا قبل ما يلاحظوا إنك اتأخرتي. ولو في اي جديد مهما كان تيجي تبلغيني بيه..
_ حاضر
فتحتلها الباب ومشيت، وبقيت انا لوحدي ورجع الخوف يتمكن مني.
ومنظر الشخص المحروق فضل محفور في دماغي..
وعلشان أشغل نفسي عنه
مسكت تليفوني وشغلت رقمي الأساسي واتصلت ب ياسين علشان انبهه ان رحمة بتخونه وانغص عليه عيشته واهو لو انا ملقتش عليها دليل يلاقي هو
رد عليا بعد لحظات وقال باستهزاء:
_ كاميليا بتتصل! ده انتي قلبك جامد..
صوته كان بيثير جوايا رغبة في قتله وقلع قلبه من بين ضلوعه، وفعصه بين إيديا.
فقلت:
_ مش أجمد من قلبك يا ياسين..
قال ببرود قدام كرهي وغيظي منه:
_ قولي يا أم حمزة، متصلة بيَّ ليه؟
_ أم حمزة؟ ده انت بتعايرني عيني عينك اهو! بس أنا مستغربة ليه؟ ما انت مصونتش العيش والملح واتهمتني زور إني حاولت أقتل أخوك..
_ واتهمتك زور بردو إنك خلفتي حمزة من واحد تاني. حقيقتك اتكشفت يا كاميليا. بس اللي أنا مش فاهمه إزاي مبانش عليكي، وصدقنا إنك ست محترمة..
_ ياسيدي متتحمقش قوي كده، ما يمكن العيب فيكم يا ولاد إسماعيل. أصل مش معقول كلنا نطلع خاينين من غير سبب..
_ كلكم مين؟
_ أنا وداليا... و...
_ ومين؟
_ ورحمة..
عم الصمت للحظات، وبعدين قال:
_ رحمة مين؟
قولت بتفشي:
_ وانت تعرف كام رحمة يا ياسين، رحمة بنت داليا، افتكرتها
قال بغضب:
_ كاميليا!
_ بس بس لا يطقلك عرق. إذا كان أمها خانتك وانت لسة شباب ومناسب ليها، فاكر بنتها اللي تطلع قد بنتك هتصونك؟
_ أنا بحذرك يا كاميليا.. متلعبيش معايا علشان متخسريش نفسك.
_ هو أنا لسة هخسر نفسي؟ ما انت خسرتني نفسي وولادي وحياتي كلها يا ياسين..
وعلى العموم، أنا مش هقولك هو مين ولا هقولك اني أعرفه. لإني معرفهوش.
بس أنا سمعتها بوداني وهي بتكلمه أكتر من مرة بالليل وبتقوله وحشتني، وبحبك، وبلاش قلت ادب .
ضحكت شامتة فيه وفي لسانه اللي خرس وقلت
_ يا ترى اية نوع قلت الادب اللي بتتكلم عنها مع واحد غيرك في انصاص الليالي يا ياسين..
معلش هي الدنيا كده.. يلا اتعب نفسك بقا ودور لغاية ما تعرف هو مين بنفسك. وأنا هستنى علشان استمتع بمنظرك وانت بتعيش باقي عمرك متهان من خيانة رحمة زي ما اتهنت من خيانة أمها.
قولتها وقفلت السكة وفجأة سمعت صوت تسفيق جاي من خلفي.
انتفض قلبي بفزع، والتفيت بسرعة علشان اشوف مين ده
ف لقيت عز اللي مكنلهوش اثر في البيت من دقايق واقف ورايا بيسقف.
بس مش هو ده اللي وقفني مكاني جسمي كله مشلول من الخوف، اللي عمل في كدة هو منظر الشخص المحروق اللي واقف وراه وبيطالعني بنظرات حادة مرعبة لجمت لساني حتى عن إني استغيث بعز اللي واقف قدامي
#ياسين
مكنش كلامها أكتر من تأكيد لشكوك اتزرعت جوايا من فترة كبيرة..
وتوضيح لطلبها المفاجيء بالجواز بعد ما كانت رفضاني
لكنه قدر يرجعني لنفس اللحظة اللي جاني صدام فيها وقالي إن داليا هربت مع شاكر..
قومت من مكاني زي البركان الثائر وخرجت من المكتب فورًا، قاصد البيت علشان أقتلها وانتقم منها واجيب حقي منها هي وامها وابوها..
وصلت العربية وشغلتها، ولكن فجأة جه في بالي سؤال:
_ هقتلها بأي تهمة؟
أنا معنديش دليل، ومشوفتش حاجة ملموسة تثبت خيانتها.
بالإضافة لأن كاميليا دلوقتي بقت عدوة ليا، وممكن تكون بتقول كده عشان تضايقني..
تمالكت اعصابي و وقفت مكاني أفكر في إيجاد دليل عليها
والدليل ده مش هيجي غير بصحياني طول الليل والتجسس عليها... أو بكاميرا تتحط في أوضتها.