رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والاربعون46 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والاربعون46 بقلم نجمه براقه
 
ياسين
خوفه إني أدخل الأوضة وأعرف مخبي إيه، كان تأكيد لشكي فيه.
وبقيت واثق إن في واحدة معاه جوه ومخبيها وده اللي ملاني غضب من ناحيته وعقابه كان بيتحضر ولكن مأجل لغاية ما اطلعها من جوه

بعدته عن طريقي ودخلت غصب عنه...
دورت ورا الباب، وفي الدولاب، وفي كل ركن ممكن حد يستخبى فيه، وملقتش.

أمال إيه مخوفه؟ وبيتصرف كده ليه؟ مكنتش فاهم.
رجعت له وقلت :

مفيش حد.

قال بربكة وعينه بتبص لداخل

حد إيه؟! إنت تشك إني أعمل الحاجات دي برضو يا خالي؟

قلت بشك وانا ببص لموضع عينه:

أمال مش على بعضك ليه..؟

قال بتلعثم وهو بيتحرك من مكانه ويوقف قدامي 

ما أنا على بعضي أهو.

ولااا...

ابتسم بحرج وقال:

بصراحة كده..كنت بسمع أفلام سيكو سيكو.

قلت بتقزز:

يا وسخ...

أعمل إيه يا خالي؟! إنت فاهم التعب بيعمل إيه في الشباب.

الله يلعنك يا مقرف، فين أمك أقولها إنها معرفتش تربيك؟

ماهي سافرت هي وبابا.

طيب غور ادخل الحمام استحمى... اغتسل وتعالى.

أغتسل ليه؟ كنت بسمع، ما بعملش حاجة أغتسل عشانها.

قلت بحدة:

غور يا حسن!

تحمحم وقال وهو بيمدلي ايده ناحية الصالون :

حاضر، اتفضل في الصالون..

اتجهت لصالون وأنا قرفان منه،
إلا إني ما حبكتهاش أوي، ولا حبيت أعمل مشكلة بسبب مشاهدته للحاجات دي.
في النهاية هو قاعد لوحده ولو مكنش ضميره رقيب عليه انا مش هغير حاجة في تفكيره. 

قعدت في الصالون واستنيته، وأنا شارد بتفكيري في صدام وكذبه عليّا في إنه بيكلم فيروز،
وهو في الأساس مكنش يعرف هي فين.

إيه يخليه يكدب عليا غير لو عارف إن اللي هيقوله هيزعلني حتى لو كان اللي مخبيه ميخصش رحمة؟

كنت هتجنن
واستمريت في التفكير لغاية ما تليفون حسن جوه الأوضة، فوقني لما رن مرتين ورا بعض.

ولما لاحظت عدم خروجه والحاح اللي بيتصل قمت عشان أشوف مين بيتصل وأرد ليه. 

وبمجرد ما تحركت من مكاني 
لقيته خارج من الحمام، بيجري وهو بيلف الفوطة على وسطه.. وقال بتوتر

" اكيد ده بابا، هرد

تبعته بعيني وقلت:

"يا متخلف.." 

رجعت تاني وأنا بضرب أخماس في أسداس، وبتمتم بمسبات خافتة.
وبعد ثواني، سمعته بيتكلم ويقول بصوت مسموع:

"مفيش حد غير خالي، هكلمك بعدين بقى.."

اسلوبه كان مريب ومش مريحني. 
رجع  بعد ما لبس هدومه، وكان فيه حاجة تدعو للشك،
مكنش طبيعي، فـ سألته:

مين بيكلمك يا ض؟

ده زهير..

زُهير برضو؟

أيوه، تشوف الرقم؟

عدّيت قلقه وارتباكه الواضحين وقلت:

لا، بس اهدى على نفسك ها اهدى.

ضحك وقال:

متكسفنيش بقى يا خالي، دي هي مرة، ومش هسمع تاني. أعمل شاي ولا قهوة؟

قهوة، هاجي معاك..

دخلنا جوه، وبدأ يعمل قهوة، وأنا فضلت ساكت، مش عارف أبدأ منين.
فقال لما لاحظ سكوتي:

في حاجة يا خالي؟

قلت بضجر:

في..

في إيه؟

صدام.

ماله؟

شوفته بيكتب لحد، ولما شافني قفل، ولما سألته مين، قاللي إنه بيكلم فيروز..

قال بعدم فهم:

وإيه الغريب في كده؟

الغريب إن بعد دقيقة، جت مرات عمي تقول له إن فيروز راحت دمنهور، وهو اتفاجئ!
ف إزاي كان بيكلمها ومش عارف إنها راحت دمنهور..؟

سكت ثواني يفكر، وبعدين قال:

غريبة فعلًا، بس إنت بتفكر في إيه؟

مش عارف... بس مش مرتاح له، ولا مرتاح لرحمة، حاسس إن في حاجة بتحصل من ورا ضهري.

شوفت حاجة منها هي؟

شوفت وشها اللي اتقلب لما شافتني.
زعلت إني رجعت، ولما إنت اتصلت الصبح اتوترت، مسكت تليفونها اتاكد ان مش واحد تاني اللي اتصل،  لقيت فعلًا إنت المتصل، بس أنا حاسس إنها ممكن تكون مسحت رقم تاني اتصل بيها في نفس الوقت.

والرقم التاني يكون رقم صدام، مش كده؟

معرفش، بس هو كان قاعد قدامي، يمكن يكون اتصل وأنا مش واخد بالي.

بصلي في صمت، فقلت:

بتبصلي كده ليه؟

تنهد وقال:

خالي... أنا عارف إن كلامي هيزعلك، بس إنت بتدمر نفسك.
سيبها يا خالي، هي لا تناسبك، ولا إنت تناسبها،
والأهم... إنك مش مطمئنلها.
هتعيش عمرك كله تحرص!
سيبها وريح نفسك...

*حسن

فجأة، تحولت نظراته لغضب بيشع من عينيه.
قرب مني وقال بتحذير:

لو كلامك ده اتكرر تاني، هزعلك
أنا مش أهبل عشان أسيبها، حتى لو بتعرف واحد تاني.
لا، ده أنا أتجوزها وأدفعها تمن اللي عملته هي وأمها دفعة واحدة.

كلامه ونظراته حسسوني إني مهما أعمل ومهما أقول، مش هيغير رأيه.
هو مش حاببها، ولا شايفها مناسبة، هو عايز يرضي نفسه وكرامته المجروحة.
وجوازه منها هيحسسه إنه انتقم، ومش مهم إذا كانت ليها ذنب أو لا.

التعب واليأس تمكنوا مني بسرعة 
ومبقتش عندي طاقة أعمل حاجة تاني.
وبعد ما مشي، رجعت كتبت لها:

فين؟

ردّت عليا بسرعة وقالت:

عرفني؟.

لا.

طيب، كلمته في حاجة؟

كلمته، قولتله إنك متنسبهوش وهيتعب،
بس هو ما سمعنيش، وحذرني أتكلم في الموضوع ده تاني.

يعني ايه حذرك،  هو كان اشتراني،  بقولك يا حسن احنا نهرب.

نهرب إيه إنتي كمان!

عندك حل تاني؟

هنفكر... بس أكيد الحل مش إني أهرب وأخسر خالي أو أجرحه.

لا يا حسن، إنت كده كده هتخسر، يا أنا يا هو.
إنت عايز تخسر مين فينا؟

لا إنتي ولا هو... أنا هفكر، لسه بدري على الفرح، وهنلاقي مليون حل.

أما نشوف.

رحمة، أنا مصدع لوحدي، قولتلك هفكر.

ماشي يا حسن، فكر براحتك.

طيب، أنا مخنوق... شوفي حاجة تفرفشنا.

تفرفشنا؟

آه، تفرفشنا. أي حاجة تنفع ، اكيد مش عايزك ترقصيلي يعني.

وإيه يفرفشك غير الرقص؟

حضن.

وده إزاي؟ بلاسيليكي...

تخيلي. إيه؟ ما تعرفيش تتخيلي؟

لا، معرفش اتخيل..

بعت لها صورة حضن رومانسي، وقلت:

دي هتساعدك تتخيلي 

قلة الأدب والحب مرتبطين ارتباط كلي ببعضهم عند الشباب..
مفيش حب من غير قلة أدب.
بس في قلة أدب من غير حب... 

ولكن النوع التاني ده مش أنا.
أنا ما بقلش أدبي لواحدة ما بحبهاش.
وده اللي كان مريحني، وشايف إنه عادي أفتح عينيها مدام كده كده بنتكلم..

واستمريت في إلقاء كلمات الغزل، وإرسال الصور والفيديوهات،
لغاية ما كسرت الحاجز اللي متشكّل على هيئة براءة.

#رحمة

عمري ما كنت كده، ولا بيعجبني الرومانسية دي،
بس وأنا معاه، بكون قابلة كل حاجة وحابة ده.
ولقيت نفسي بنسحب مني ومن حيائي، كاسرة كل الحدود بيني وبينه،
بتكلم معاه في أمور الغزل، والحب، والأحضان. ومتأثرة بكل كلمة بيقولها

وبعد شوية،  باعتلي فيديو لحضن عميق،
والحقيقة تمنيت لو يكون جنبي ويحضني زيهم.
بقيت أعيد في الفيديو ولا عشرين مرة.

ولما زهقت من القعدة، خرجت من الأوضة وأنا مفعمة بالحياة
ومبسوطة لدرجة إني كنت متخيلة إن لو أي حاجة حصلت مش هتعكر امبساطي ده.

خرجت للجنينة، لقيت فيروز جاية من ورا الفيلا،
 ابتسمت وقلت:

كنتي فين؟

ابتسمت بهدوء وقالت:

 عند أمي.

 حمدالله على السلامة. 

الله يسلمك،  انا هعمل قهوة لصدام وجاية. تيجي نعمل ونرجع؟

بصيت لبعيد اشوفه وبعدين بصتلها وقلت 

 لا، اعملي إنتي وتعالي. أنا هروح اقعد معاه يكون  جيتي

بهتت ملامحها وقالت:

 طيب حبيبتي، اسبقيني وأنا مش هتأخر.

رحت على هناك وانا متحمسة للكلام معاه.
ولكن لقيته حزين وعينيه لونهم أحمر.
شكله كان بيعيط، وفي حاجة كبيرة مزعلاه.
تبددت ابتسامتي، وحل محلها نظرات تعاطف.. 

 وحبيت أهون عليه حتى وأنا مش عارفة إيه اللي ممكن يخلي واحد زي صدام يعيط بالشكل ده.
قعدت جنبه وقلت:

 انت كويس؟

صرف وشه عني يخفي دموعه وضعفه الواضح، فقمت من مكاني ووقفت قدامه وقلت:

تبقى مش كويس، والدنيا ماسحة بيك الأسفلت. أقولك حاجة ومتتعصبش؟

تنفس بزهق، وبعدين بصلي من غير رد، فقلت مرددة نفس كلامه:

الدنيا مليانة مشاكل، وبتزيد صعوبتها لما نقعد نفكر فيها.
متخليش عندك وقت فاضي تزعل فيه، روح وتعالى واشتغل، وسافر، والعب، فالزعل مش هيلاقي مكان فاضي ليه ويروح لحاله.

ابتسم غصب عنه وقال:

أو أروح أضرب في الناس زيك؟

ضحكت وقلت:

آه، أنا كنت بضرب الناس اللي عايزة تضرب علشان مزعلش زيك كده،
بس عايزة الحق، أنا كمان لما كانت تعدي عليا فترة من غير شغل أو طلعة جديدة،
كنت أفتكر اللي وجعني وأفضل قاعدة زعلانة زيك كده.

قال بسخرية ممزوجة بالحزن

 وإيه اللي مزعلك؟ معرفتيش تجيبي فستان زي اللي كان نفسك فيه؟
ولا اتمنعتي تخرجي مع صحبتك؟

ابتسمت بهدوء وقلت:

لا، أمي اتقتلت واتحرقت قدام عيني.
هي دي أصعب ولا اللي مزعلك دلوقتي؟

فجأة اختلج وجهه وتجمدت الدموع في عينه، قام من مكانه ووقف قدامي،
ونظرات شاخصة عليّ بعدم استيعاب، وبشكل وترني، فقلت وأنا بتراجع خطوة للخلف:

 إيه؟

 اتحرقت؟

قلت بابتسامة باهتة:

 آه، ماما اتدبحت واتحرقت.

مقدرتش أحبس دموعي أكتر من كده، ولكن بسرعة مسحتها.
مكنتش عاوزة أعيش نفس الحزن مرة تانية في وقت زي ده.
وقلت:

 بس أنا نسيت، منسيتش قوي قوي يعني، بس مبسيبش نفسي للزعل كتير.
بقول نصيبها تموت كده وكلنا هنموت... الله يرحمها هي وبابا بقا

رجعت الدموع تتجمع في عينه من تاني، وكأن خبر زي ده دبحه وقال بصوت مهزوز:

 مين قتلها؟ وليه؟

استغربت تأثره ودموعه اللي رجعت تتجمع من تاني،
وهو أصلًا ميعرفهاش معرفة كافية تخليه يتأثر كده.
قلت:

معرفش، ومش بقولك علشان تعيط، 
أنا بقولك علشان أهون عليك زعلك.

مسك إيدي، قعدني، وقال وسط قلقي اللي سببهولي تغيره المفاجئ ده:

مين قتلها؟

قلت بتوتر:

معرفش، في إيه؟

قوليلي ده حصل إمتى وإزاي؟ وانتي كنتي فين؟

قلت وأنا بحاول أسحب إيدي منه:

طيب بس براحة، وترترني في إيه؟

 رحمة!!..

جاتني الكلمة دي بصوت ياسين، خلتني أحس إن قلبي هيوقف.
شديت إيديا من صدام، وقمت فورًا، ووقفت في انتظاره،
وأنا حاسة إن جسمي كله بيرتجف.
يا ترى هيعمل إيه؟ وهيصدق إن مفيش حاجة ولا لأ؟

وقف صدام قدامي بخطوة زي جدار عازل  الخطر اللي بيقرب مني زي وحش حاططني هدف قدامه عايز يفتك بيّ.
 انتهى إلينا،
نظراته حادة وكلها شك مررها بينا وقال:

 بتعملوا إيه هنا؟

قلت بتوتر وانا بقف ورا صدام:

عايز يعرف ماما اتقتلت ليه.

توجه بنظراته ناحية صدام وقال:

ومين قاله إنها اتقتلت؟

– أنا.

قولتها بتلعثم لما طال عدم رد صدام، بصلي بصة جمدت الدم في عروقي، وقال:

 واشمعنا هو اللي قولتيله دونًا عن كل اللي في البيت؟.. تعالي هنا 

مد ايده علشان يمسكني وقف صدام بيني وبينه، وقال بعصبية :

 عشان مش برعبها وأنا بكلمها زيك!
هي ملهاش ذنب في اللي حصل زمان علشان تـ...

قاطعه ياسين بنظرات حادة وقال موجهًا كلامه ليا:

 ادخلي جوه.

مررت بصري بينهم، وأنا خايفة تحصل مشكلة بسببي، فزعق فيا وقال:

 بقولك ادخلي جوه!!

انتفض جسمي بفزع، وفورًا سيبتهم ورجعت الفيلا.

#صدام

بعد ما مشيت، قرب مني وقال:

 كنت عايز تعرفها؟

– مكنتش هقول حاجة، أنا بقولك إنك بتاخدها بذنب مش ذنبها.

هتف بغضب:

 وانت مالك! آخدها بأي ذنب، إنت مالك؟ لما كنت بتضرب مراتك وسقطتها، أنا قولتلك ليه؟

 عمي، أنا عارف إنك زعلان ومش عارف نفسك بتعمل إيه، بس هي ملهاش ذنب في اللي أمها عملته. وأديك طلعت عارف أمها ماتت إزاي،..
مدبوحة ومحروقة، يعني ربنا انتقملك منها باكتر من اللي تستحقه فحرام اللي بتعمله في  بنتها ده...
هتقولّي كنت بضرب مراتي؟ آه، كنت بضربها وسقطتها، وعملت كتير... بس كفاية كده!
انت لازم تفهم إن مشكلتك مع داليا، مش مع رحمة، ولو ما سبتهاش، أنا هقولها إنك...

فجأة لطمني على وشي، ومن شدتها دار وشي، وبقيت واقف قدامه أقاوم انفجار غضبي.
قال بتحذير وهو بيمسك ياقة قميصي:

لو اتدخلت بيني وبين مراتي مرة تانية، أو كلمتها تاني، ما تلومش غير نفسك على اللي هعمله فيك.

#فيروز

مكنتش سامعة بيقولوا إيه، وكل اللي فهمته إنهم اتخانقوا علشان رحمة.
اللي، رغم اللي هو فيه، بس منساش يهتم بيها ويتخانق مع عمه علشانها.

رجعت تاني، وسيبت القهوة في الصالون.
ولما استدرت، شفت كاميليا ورايا بتقول لي:

– لمين القهوة دي؟

– لصدام.

قولتها وانصرفت عنها من غير ما أقول ليه عملت القهوة أو أرجعله تاني، ودخلت الأوضة.

وجعي وخوفي منه بيحيطوا بيا، وبيفقدوني إحساسي بالأمان وأنا جنبه.
وخلوني أخاف أغفل، فألاقي نفسي مركونة على رف بعيد، لغاية ما يكون مصيري نفس مصير يسرا.

آه، ما قولتلهوش ولا عاتبته، لكن شعور الأمان بدأ ياخد طريق غير طريقه.
وتوقعت إن العد التنازلي في حكايتنا بدأ... لا، هو بدأ من بدري، بس أنا اللي مكنتش عاوزة أخسره، لأن قلبي متعلق بيه.

#حمزة

في وقت متأخر اتصل بيا صدام وطلب مني أروحله الشركة.
كان صوته مش طبيعي، ونبرته مكتومة بشكل قلقني عليه، خلاني قمت فورًا علشان أروحله.
وبعد ما غيرت هدومي وخرجت من الأوضة، شافتني رقية وانتباها القلق بمبالغة من استعجالي، وقفت في طريقي وقالت:

رايح فين؟

صدام اتصل بيا، عايزني أروحله. هروح ومش هتأخر.

لا ونبي، متخرجش... أنا خايفة لوحدي.

انشغالي على صدام حال بيني وبين شعوري بالسعادة من طلبها ده.
رقية بتقولي متخرجش علشان بتخاف، يمكن لو في ظرف تاني، مكنتش هعدي الكلمة دي من غير فعل يناسبها.

فقلت بحيرة:

أعمل إيه طيب؟ صدام شكله متضايق... طيب، أقولك، اجهزي، هوصلك بيت باباكي، وأنا راجع هاخدك.

لا، أنا مش عايزة أخرج،  خليك وقوله هجيلك الصبح 

قالتها بإلحاح، وشككتني في نيتها... هل خايفة فعلاً؟ ولا مش عايزاني أخرج؟ أو يمكن مش عايزاني أروح لصدام تحديدًا؟
قلت باستفهام:

ليه؟

قالت بتلعثم 

مفيش، بس مليش مزاج أخرج وخلاص.

لا في، شكلك مش طبيعي، بس ده مش وقته. هشوف صدام وبعدين نتكلم. يلا اجهزي.

عبس وشها وقالت:

خلاص روح... وأنا هقفل الباب.

قلت بشك:

رقية، في إيه؟ مالك النهارده؟

مفيش حاجة، خايفة بس... روح وتعالى قوام.

حسيت بالقلق منها ومن تصرفاتها، بس حقيقي مكنش عندي وقت، ولازم أمشي.
وبالفعل، سبتها وطلعت من البيت وروحت الشركة.

#رقية

ملاني القلق من طلب صدام إنه يروحله في وقت زي ده.
خوفت يكون في حاجة جدت.
فبعد ما اتطمنت إن حمزة بعد، ورجعت الأوضة، واتصلت على صدام.
رد عليا، وجاني صوته باكي، وهو بيقول:

أيوة؟

لاحظت صوته المهزوز، ولكن علاقتي بيه مكنتش تسمح إني أسأله فقلت:

مالك بحمزة؟

عايزه شوية.

عايزه في إيه وانت في الحالة دي؟

هكون عايز أخويا في إيه؟ بلاش الأسلوب ده. لو انتي خايفة عليه، فأنا خايف عليه أكتر منك. خليكي في نفسك، وشهلي علشان تسافروا...

قبل ما يكملها ويقفل ف وشي، الباب خبط.
تخيلت إن حمزة رجع، خرجت بسرعة وفتحت الباب من غير ما أسأل مين...
وكانت الصدمة لما لقيت الراجل قدامي.
شهقت بعلو صوتي وكنت هصرخ، لكن لحقني وكتم نفسي أثناء دخوله وقفل الباب، وقال:

بس، بس، مش هعملك حاجة

زقيت إيديه عني وقلت بعصبية:

إنت ازاي تدخل عليا كدة؟

استنيتك كتير وانتي مردتيش. عملتي إيه؟

عملت إيه في إيه؟ إنت مجنون؟! عايزني أقوله "مبروك، أمك خانت أبوك وانت طلعت ابن واحد تاني بيحبك أكتر من زيدان"؟!

آه، قولي كده... قدامك أسبوع. لو ما ساعدتنيش، هقوله بطريقتي، ومش هتشوفيه تاني. اديني حذرتك

قالها واستدار علشان يمشي، شديته من قفاه وقلت وأنا بزقه لجوه:

يعني إيه مش هشوفه تاني؟ إنت فاكر نفسك مين؟!
أنا لو بلغت كاميليا ولا صدام باللي بتعمله ده هيقتلوك!

قال ببرود 

جربي تقوليلهم... وقتها تبقي عجلتي بفراقه.
مقدمكش غير أسبوع يا رقية، يا تقوليله وتقنعيه وتقفي جنبه علشان يهدى قوام، يا إما مش هتشوفيه.

قالها، وبعدني عن طريقه، ومشي، وشد الباب وراه...
وأنا فضلت رايحة جاية مش عارفة أفكر حتى.

#حمزة

دخلت مكتبه... دورت عليه، لكن المكتب كان فاضي.
خرجت أدور في باقي الشركة، وبرضه ملقتهوش.

 "راح فين ده؟"

قولتها لنفسي وأنا بطلع التليفون واتصل بيه،
لكن مفيش رد.

قلقت اكتر وخوفت يكون حصله حاجة 

خرجت تاني، ورحت على الفيلا، سألت الأمن إذا كان دخل قدامهم ولا لأ، قالولي مرجعش لسه.
ولأني مكنتش عاوز أدخل، رجعت في طريقي للبيت وانا بفكر ممكن يكون راح فين 

وقبل ما أوصل، جالي اتصال منه، رديت فورًا وقلت :

- إيه يا ابني فينك؟

- كنت بصلي، مسمعتش التليفون… انت فين؟

- بتصلي؟!… رقم مين ده؟

بصيت في التليفون كويس… الاسم ظهر "صدام"
رجعت كلمته وأنا مش مستوعب:

- اه هو صدام… بس إزاي بتصلي؟! وليه؟!

- لا أبدًا اعتنقت الإسلام جديد… عقبالك بقى! انت فين يا اهبل؟

- لا إله إلا الله محمد رسول الله!… أنا جيتلك المكتب، ملقتكش ف رجعت …

- ما أنا هناك، كنت في قاعة الاجتماعات، مسمعتكش.

-  تمام، جايلك، استناني.

- لوصلت خليك، أنا كنت مضايق شوية، ولما صليت حسيت براحة.

- ما إنك تصلي، ده معناه إن في مصيبة، وأنا لازم أعرفها… اقفل، جايلك حالًا.
صدام بيصلي! إيه بيحصل في الدنيا؟!

رجعتله... وأول ما دخلت، استقبلني بالحُضن.
قفل إيديه عليا وكأنه مشافنيش بقاله سنين!

حسيت بانقباضة في صدري... ورجعت لتوهة اللي كنت فيها بسبب تصرفات الكل حواليا.
لكن فضلت محافظ على هدوئي، لحد ما حررني من بين إيديه.

نظراته ليا زادتني شك ان في حاجة بتحصل وانا مش فاهمها... حسيت كأنهم مخبيين عليّ حاجة كبيرة، وكأني هموت قريب.
رسمت ابتسامة على وشي وقلت:

إيه حكايتك في الأحضان الأيام دي؟

بصلي وعينه فيها حنية غريبة، وقال:

بتوحشني يا خي... بقالنا كتير مقعدناش مع بعض. تعالَ.

قعدنا سوا، فقلت وأنا بتجاهل إحساسي بالخوف اللي بدأ يتسلل جوايا:

 لا  لو واحشك ف احضن ميضرش،  قولي كنت بتعيط ليه؟

تنهد باستهزاء وقال:

أبدًا... عمك ضربني بس.

نعم؟!! بتتكلم جد؟

آه والله... ضربني قلم على وشي.

#رحمة

كنت بكلم حسن، بحكيله على اللي حصل.
وقتها لمحت خيال تحت عقب الباب.
مكنش حد هييجي في الوقت ده غير ياسين،
فكتبت لحسن بسرعة انه واقف عند الباب وطلبت منه ميبعتش تاني زمسحت الشات بسرعة، وسبت التليفون واتمددت،
وبقيت أراقب الخيال واسمع محاولاته لفتح الباب.
كنت مستعدة أقفل عيني لو قدر يدخل .

بس هو فشل ، لأني كنت قافلة بالمفتاح،
وبعد ما سمعت خطواته بتمشي، تنفست باريحيه وقومت من تاني وكتبت:

 مشي.

دخل عندك؟

 لا، كنت قافلة الباب، وعملت نايمة.

أحسن.

رجعت أكمل كلامي معاه:

بس أنا مش فاهمة هو خلاني أمشي ويسيبه مع صدام ليه؟

 علشان حذرك كتير تبعدي عن صدام، وأنا حذرتك أكتر، وانتي مبتسمعيش الكلام.

وماله صدام، والله طيب. ده لما قولتله إن ماما اتقتلت عيط.

 وده يخليكي تتأكدي إنه ملاوع. هو رقيق أوي كده بسلامته علشان يعيط؟

 اسمها طيبة، متزعلنيش منك. هو مش وحش خالص، ده وقفله وقاله إنه بيخوفني.
محدش منكم قاله كده غيره.

 خلاص... روحيله.

 أروحله يعني إيه؟

 يعني شكله عاجبك وأحن عليكي مني ومن خالك.

 عاجبني؟

أيوه عاجبك... ملهاش تفسير تاني.

ماشي، عاجبني... لو انت شايف كده. تصبح على خير.

قفلت معاه... وسيبته يتكلم مع نفسه.
بس بعد دقايق اتصل تاني.
فتحت المكالمة بضجر:

 عايز إيه؟

 بتقفلي ليه؟

علشان صدام عاجبني وهروحله.

طيب اقفلي وردي على الرسايل، لا حد يسمعك.

قفلت الخط، ورجعت فتحت الرسايل، وكتبت:

نعم؟ عايز إيه؟

 عارفة لو كنتي قدامي دلوقتي، كنت عملت فيكي إيه؟

إيه؟

رد عليا بصورة متحركة لاتنين بيبوسوا بعض...
غلبتني ابتسامتي وقلت:

 بطل قلة أدب.

مش هبطل.

هحظرك.

 احظريني، هتلاقيني عندك دلوقتي.

 طيب نجرب ونشوف، هلاقيك إزاي.

ولو جيت، هتسبيني أعمل كده؟

الكلام كان ابتدى ياخد منحنى تاني...
وأنا مش عارفة إزاي قبلت بحاجة زي دي،
لا وكمان... كنت مبسوطة.

#حسن

من وسط كل ده، مكنش في حاجة محيراني قد تصرف صدام.
بس برضو، مكنتش حاسس إن وراه خير، كنت شامم ريحة مؤامرة من بتوعه.
وفي نفس الوقت خوفت رحمة تنشغل بيه، وساعتها لا أنا ولا خالي هنطولها.

فكرت.. فكرت لغاية ما جتلي فكرة، إن خالي يشوفلها مكان تقعد فيه بعيد.
واستغليت ظهوره النشط وبعتله:

 خالي؟

رد عليا بعد لحظات:

 إيه؟

 صاحي يعني؟

مش جايلي نوم.

ليه كده؟

 بفكر أعمل جريمة قتل.

 مين مزعلك وانا أقتله معاك؟

 هو في غيرهم؟! أنا دلوقتي بقيت متأكد إن في بينهم حاجة!

رحمة وصدام؟

أيوه.. النهارده شوفتهم قاعدين في الجنينة، ماسك إيدها،
ولما بسألهم في إيه؟ هي تقول كان عايز يعرف أمي اتقتلت إزاي وهو يقف في وشي عشانها!

 كلام إيه ده؟! وهي تتكلم معاه في حاجة زي دي ليه؟

علشان تستغفلني.

 مش لدرجة دي يا خالي..  بص، انا هقولك حل يريحك..

قول.

 شوفلها شقة في مكان تاني، وابعدها عنه وريح نفسك.

 لا.

 ليه لا؟ مش مضايقك قربه منها؟

 مضايقني.. بس أنا مستني أمسك عليها زلة.
المرة دي خرجت منها بإنه كان بيسأل على أمها،
نشوف المرة الجاية هتخرج منها إزاي.

فجأة خوفت.. وكإني بعدي بلحظة كشف سري قدامه.
فقلت قاصد اختبر رد فعله لو ده حصل:

 ولو مسكت عليهم زلة.. هتعمل إيه؟

 قسم بالله، أقتله! وأعيشها مزلولة باقي عمرها.

تقتله هو وتزلها هي؟! وليه متقتلش الاتنين؟

 الموت هيريحها مني.

سألته بتردد:

مش هتتوجع لو عرفت إنه بيخونك؟
وهو ابن أخوك؟

ومالك بتتكلم كأني مسكت عليهم الزلة خلاص؟

 شايفك بتتكلم عن قتل وزل، ومسمعتكش مرة بتقول إزاي ابن أخويا يخوني! 

#ياسين

ملقتش رد.
حقيقي، أنا ولا مرة فكرت ممكن يكون إيه شعوري لو صدام عملها.
صدام ابن أخويا، وممكن مكناش قريبين،
بس هو طول عمره بيحبني وبيحترمني.

فضلت طول الليل أفكر...
أنا ليه بفكر في الخيانة من ناحيتها هي، وبنفعل،
وارسم طرق انتقام!
ومفكرتش هيكون اية شعوري ناحية صدام؟

هل ممكن أقتله؟ وتنطوي صفحته كده؟
ولا هحس بالوجع؟

فكرت كتير..
وفي الآخر خطرلي سؤال:

ما يمكن ما شوفتش منه حاجة،
بس توقعك ليها بالخيانة
خلاك تشوف صدام أول واحد ممكن تخونك معاه،
لأنه هو الشاب الوحيد في البيت.

#صدام

نام وهو قاعد.
بقيت باصصله وكأنها آخر مرة هشوفه فيها، ورغم حزني لتخيلي اني ممكن مشوفهوش تاني بس تمنيت إنها تكون آخر مرة فعلاً ويبعد عن هنا،
عن بابا وماما وعني.
مكنتش شايف أمل لنجاته من اللي جاي غير سفره بلا رجعة.

مديت إيدي مسحت على شعره، وبدأت ذكرياتنا سوا تمر في بالي، من وقت ما كان طفل صغير بعلمه يمشي وهو بيسند على إيدي، لغاية ما خدت قلم بسببه من ماما.

تشكل الحزن اللي في قلبي على هيئة دموع راحت تتساقط من عيني تبرد النار اللي حاسس بيها بتحرقني من وقت ما بدأت أوعى وأفهم إني عشت عمري كله لعبة في إيد أمي بتحركني زي ما هي عايزة.

واتمنيت لو نمشي سوا ومنرجعش، أنا وهو وفيروز ورحمة، ونهرب باللي باقي فينا سليم.

حتى وإن كنت جزء من الظلم اللي حصل، بس مبقتش قادر.
عايز أهرب في السفينة قبل ما الطوفان يجرفني للهلاك.

وفجأة، وأنا بمسح على شعره، قام مفزوع.
جال بعينه في المكان لغاية ما وصلت لإيدي اللي كانت على شعره،
وبعدين استقرت عليّ، وقال وهو بيعتدل في قعدته:

أنا نمت هنا؟

آه.

قولتها بابتسامة ظاهرة أخفي وراها حزني عليه.
طالعني بريبة وقال:

مالك؟

ليه زنان؟! قولتلك مفيش، قوم هوصلك البيت.

لا، بجد مالك؟

مفيش يا بني، قوم هنمشي، أنا عايز أنام.

خدته ومشينا.
كان قاعد في العربية شارد،
وكل شوية يبصلي، ويرجع يبص تاني للطريق.
كنت عارف إنه قلقان، والتغير اللي حصل لي أنا ورقية ملخبطه.
ولكن متكلمتش تاني، ووصلته للبيت ومشيت.

---

#رقية

رجع من بره مهموم وحزين.
دخل الأوضة فمشيت وراه وأنا خايفة يكون عرف حاجة، وهي السبب في حالته دي.

قعد على السرير، قعدت جنبه وقلت:

في حاجة؟

نفى بحركة خفيفة من دماغه، وكأن الهم اللي جواه متقل لسانه وقلبه حتى عن انه يرد بكلمة مفيش. 
فقلت :

أمال زعلان ليه؟

بصلي وقال بتنهدة:

مش عارف، مش عارف حاجة خالص.

طيب ماتحكيلي، حصل حاجة مع صدام؟ أو حد ضايقك؟

انتوا مضيقيني

احنا مين

 كلكم مضيقيني.

ليه بس؟ إحنا عملنا حاجة؟

سكت، ولكن نظراته مفارقتش عيني.
نظرات عتب، وضيق، ومشاعر كتير متضاربة مش قادر يحكيها، بس أنا فهمته، وقلت برفق من غير ما أبعد عيني عنه:

إيه مزعلك بس؟ قولي يمكن يكون عندي اللي يريحك.

عندك بس مش هتريحيني،

تابع بضيق: 

 انتي مش هتفهمي اللي أنا حاسس بيه دلوقتي.
أنا بقيت أخاف من المعاملة الحلوة والاهتمام المبالغ فيه.
مش واحد بس اللي مهتم، كلكم مهتمين،
انتي وصدام وياسر وبسنت وماما،
وشوية وهتعيطوا وانتوا شايفيني،
في إيه؟ هو أنا هموت ومخبيين عليا؟"

مسكت إيده من غير تردد، ضميتها برفق وقلت :

تموت إيه بس! مفيش أي حاجة، انت قلقان لوحدك.

طالع عيوني كأنه بيقرا الكدب فيهم، وقال بهوان:

أنا متأكد إن في حاجة، بس مش هدور ولا هشغل نفسي يا رقية، عارف إن اللي مخليكم مشفقين عليا بالشكل ده مش هيعجبني.

استجمعت كلماتي بصعوبة وقلت وأنا بحاول أخفي حزني بسبب كلامه:

إيه اللي هنكون مخبينه عليك؟
حتى لو أنا خبيت حاجة، صدام وياسر ومامتك بعاد عني، يعني مش هيكون حاجة واحدة عارفينها كلنا.

مش مهم بقى، أنا مش هدور على حاجة توجعني.

خد نفس عنيق وبعدين ضم إيدي وقال:

أقولك حاجة؟

قول.

حتى لو فيه، وحتى لو باقيلي يوم واموت، عايز أعيش اليوم ده معاكي...

لمعت دموعي اللي جاهدت علشان أخفيها، وقلت وأنا بسحب إيدي منه:

أيوه اتلكك، واتصعبن،  علشان أقول ده هيموت يا حرام، ناويله اللي هو عايزه. بس ده بعينك العب غيرها 

#بسنت

في وسط لخمتي بسبب تحضير نفسي علشان الخطوبة.
 كنت مستنية رقية تيجي علشان أعرف عملت إيه، وعلشان تكون جنبي في يوم زي ده.
وبعد وقت كبير من الانتظار، جت، سلمت على بابا وماما وقرايبنا اللي وصلوا قبلها فشديتها من وسطهم ...
قدام نظرات حمزة اللي ما تشالتش من عليها، وكأنهم لسه مرتبطين جديد.
دخلت بيها جوه، وهناك شدت إيدها مني وقالت: 

 يا بنتي بتعملي إيه؟ دراعي اتخلع!

 سيبك من دراعك، وقوليلي عملتي إيه؟

 في إيه؟

 يختــــــاي... في الدخلة يا نيلة!

قالت بعبس:

مش قادرة يا بسنت... وهو بيستهبل، مستنيني أنا اللي أطلب.

 يبقى تطلبي، ده جـــــــووزك! هقولهالك كام مرة؟!

 والنبي تسكتي... أنا اللي فيا مكفيني، وخايفة.

 واية مخوفك؟

 الراجل دخل عندي لما حمزة خرج وقالي معاكي أسبوع، لو ما عملتيش اللي طلبته، هاخده غصب، ومش هتشوفيه تاني."
ومن ناحية تانية صدام بيستعجلني.. يعني حتى لو عايزة... هما موتريني.

مسكت إيديها وقلت برفق:

رقية حبيبتي... ونعمة حاسة بيكي، وعارفة إن الخطوة دي صعب عليكي تعمليها.
بس فكري فيها... لو هتستحملي إنك ما تشوفيهوش، أو يعرف ويتعب، سيبيه.

قالت بضيق:

 مش هستحمل طبعًا... ده أنا مرعوبة، وبسبب رعبي ده وتصرفات اللي حواليه، بقى حاسس إنه هيموت... وإننا مخبيين عليه.

من حقه... أقولك تعالي معايا.

خدتها من إيدها، ووقفتها قدام المراية، وقلت:

 بصي لنفسك في المراية... شوفي، صغيرة وجميلة إزاي.
صدقيني، ده أجمل سن للدلع... ولو ضيعتيه بخوفك ده، أكيد هتندمي.
انتي بتحبيه، وهو جوزك، وحلالك... مفيش كسوف يا حبيبتي.. 

بصت لنفسها في المراية شوية، وبعدين خدت نفس عميق وخرجت الخوف من جواها
وبصتلي بحسم وقالت:
ماشي يا بنست... الليلة، جوازنا هيكمل
           الفصل السابع والاربعون من هنا 
لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا
لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



<>