رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل التاسع والاربعون49 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل التاسع والاربعون49 بقلم نجمه براقه
رحمة
– "عايزة إيه يا ماما؟ متقوليش اسكت، مش هسكت!"

وقع التليفون من إيدي بدون شعور، وتسمرت في مكاني.
جسمي كله بيسري فيه الألم من شدة الخضة لما سمعت الكلام ده... بصوت صدام وهو بيزعق قدام باب أوضتي!

تخيلت إن كل حاجة اتعرفت، وبعد ثواني ياسين هيعرف، ومش بعيد يقتلني أو على الأقل يعذبني، بعد ما الفرصة اللي بيدور عليها جاتله لغاية عنده!

لكن مر الوقت، وأنا عيني على الباب... ومفيش حاجة حصلت.
حتى صوت صدام سكت مرة واحدة وبشكل غريب...

قمت من مكاني وقلبي لسه بيترجف جوايا،
تحركت ناحية الباب بخطوات تقيلة، بطيئة...
وقفت عند الباب واستنطت لأي صوت، لكن مفيش...
مفيش أي حد!

اتلخبطت، وحسيت كأني كنت موهومة،
وإن مفيش حد اتكلم، وإن الصوت ده في خيالي أنا بس.

فتحت الباب ومشيت كام خطوة بعيد عن أوضتي.
وقفت في صحن البيت، وبصيت يمين وشمال.
ناديت بخفوت:

– "حد هنا؟!"

ما جاليش رد... ولا حد ظهر.
قلت في نفسي:
أكيد مسمعش، أو أنا اللي كنت موهومة، وهو مكنش موجود أصلاً.

تنفست براحة، وحمدت ربنا في سري.
أنها عدت على خير 
لكن... بعد ثواني من الراحة اللي حسيتها، جالي صوت صدام من ورايا، بيقولي:

– "أنا..."

جحظت عيني بصدمة، وجسمي اتلبش...
أغلقت عيوني وتمتمت بخفوت:

– "سمعني... سمعني!"

– في حاجة؟"

جتني الكلمة دي جنب ودني!
التفت له بفزع، لقيته واقف جنبي،
قلت بتلعثم:

–  سمعت صوتك... جيت أشوف في إيه."

طالعني بنظرات غريبة، غير مقتنع بكلامي وقال:

– وانتي إيه مصحيكي لغاية دلوقتي؟"

نطقتها بصعوبة وانا بتمنى اختفي من قدامه:

– مش جايني نوم."

تعلقت نظراته عليا من غير كلام... صرفت عيني عنه ناحية السلم وتفاجأت ب كاميليا واقفة عنده، قربت مني حطت دراعها على كتفه، وقالت :

–  هو صدام كده، صوته عالي، ما بيركزش...
ادخلي نامي إنتي."

وزعت نظراتي بينهم بقلق،
ولاحظت انزعاجه من قربها منه،
كان بيبعد إيدها بضجر، وبعدين تنهد وقالي بحدة:

– ادخلي... وبلاش سهر لوقت متأخر مرة تانية."

– حاضر."
سيبتهم ومشيت...
وأنا لا قادرة أطمن، ولا قادرة أحدد
سمعوني؟ ولا لأ؟! بس كنت خايفة وهيغمى عليه وفوراً بعت لحسن

#صدام

دخلت وبقيت انا مع ماما،
اللي أنا متأكد إنها سمعتها زي ما أنا سمعتها،
ومستحيل حاجة زي دي تعدي، حتى لو كنا في مصيبة زي اللي إحنا فيها.
لكن الغريب...
إن بعد دخول رحمة ما رجعتش تتكلم معايا بحرص زي الأول، ولا جابت سيرة اللي سمعته.

قبل ما تطلع رحمة ، كان همها الوحيد
إنها ما تعرفش إننا سمعناها، وكأنها بتخطط تخليها مطمنة ومرتاحـة،
عشان تتجسس عليها وتعرف بتتكلم مع مين.

وبعد ما بقينا لوحدنا بعدت إيدها عني، زقيتها، مكنتش طايق لمستها ليا..
غيرت أسلوبها من حرص لحزن وانكسار، وقالت:

– مش حامل  أمك يا صدام، خلاص بقيت متهمة في نظرك ومن غير حتى ما تسألني وتشوف هقول اية."

– هتقولي إيه؟ هتتكلمي عن مصايبك؟
هتقوليلي إنك خنتي أبويا وخلفتي حمزة من عشيقك؟ ولا هتفاجئيني وتقوليلي إنك أنتي اللي قتلتي داليا؟ ولا يمكن تقولي إنك أنتي اللي رميتي بابا من فوق؟.. 

–  حتى انت، مش كفاية مصيبتي في ابني الصغير..."

خرجت عن شعوري، مبقتش حامل اشوف تمثيلها واستعطافها ولا محاولتها لاستغلالي مرة تانية علشان اساعدها في مصيبتها.. 
هتفت بعصبية مع حرصي الكامل ان محدش يسمعني

– إنتي لسه هتكملي في الشيطنة  بتاعتك دي؟
ما خلاص... كل حاجة بانت،
أخرك تحليل DNA... وكل حاجة هتبقى صريحة"

اختنقت الكلمات وفي وسط حنجرتي ولكن جاهدت علشان اقولها اللي في قلبي واللي عرفته متأخر ف خرج صوتي مبحوح:

– بس عارفة أكتر حاجة وجعاني إيه؟ إنك كنتي طول عمرك بتلعبي بيا، وممشياني وراكي زي الأعمى...
وفي الآخر، أعرف إنك قولتي لبابا خده، مش عايزاه.
ليه؟... علشان تكوني مع عشيقك؟... طيب كنتي قولتيلي من الاول إنك كرهاني، وان قسوتك عليا ومنعك ليا من كل حاجة علشان انا إبن زيدان مش ابن التاني اللي خلفتي منه حمزة
على الأقل... لما ييجي يوم زي ده،
تبقى مصيبتي أهون!"

هزت ايدها بنفي ودموعها شقت طريقها على خدها، دموعها اللي مبقتش قادر اصدقها ولا اعرف اذا كانت مزيفة ولا حقيقية، هي عندها قدره على اخرجها وقت ما تحب.. 
قربت مني حاولت تلمسني، وقفت ايدها. 
قالت: 

– أبداً، اوعى تقول الكلام ده تاني، انت ابني حتة مني، وكل حاجة عملتها كانت علشان مصلحتك  انت واخوك  مش علشان نفسي، صدقني يا قلبي 
كل ده كدب وتلفيق،
اللي فهمكم كده... عاوز يفرق بينا، ويكرهكم فيا!"

– "محدش بيكدب ولا يلفق غيرك! ابعدي عننا...وسيبينا في حالنا،
لأن كلها شوية، وحقيقتك هتتأكد للكل هنا!"

فاضت دموعها بغزارة، وقالت ببكاء:

– ما حصلش...لو التحليل هو اللي هيخليك تصدق إني مظلومة، نعمله فورًا، بس ما تظلمنيش عشان كلام من غير دليل.
أنا ما استاهلش منكم اللي بتعملوه فيا ده...
أنا أمك يا صدام! أمك اللي ضحت بحياتها علشان خاطرك انت واخوك... ارجوك " 

_ مهما تقولي مش هصدقك ولا هديكي الفرصة تستغليني تاني، امشي وسيبيني في حالي... 

............... 

#حسن

شغلتني لما قفلت الخط من غير تنبيه...
خلتني حتى خايف أبعتلها رسالة وأسألها في إيه،
فـ يطلع حد جنبها.
وقفت العربية 
وما رضيتش أكمل طريقي لشركة قبل ما ترجع تكلمني وتفهمني في إيه.

فتحت الداتا، ودخلت الشات بتاعها، واستنيت 
لغاية ما ظهر عندي إنها بتكتب...

ترقبت وصول رسالتها بقلق شديد،
لغاية ما ظهرت قدامي بتقول:

– وصلت..."

كتبت بسرعة:

– لسه... قفلتي ليه؟"

– مصيبة... كنت بكلمك، فـ سمعت صوت صدام بره الأوضة، شكله سمعني..."

ارتبكتب
بل خوفت، خوفت جدًا...وتوقعت ان كل حاجة انتهت، وخالـي كلها شوية ويعرف.
لأن صدام لو كان عرف...مش هيتردد لحظة يعرف خالي!،  دي فرصته اللي عاش يدور عليها.. 

سألتها فورًا:

– سمع إيه؟"

– معرفش، وانا بكلمك سمعت صوته بيتكلم مع امه، بس احنا متكلمناش كتير برضو."

رجعت أفتكر الكلام اللي قلناه، بس مقدرتش أفتكره كويس بسبب التوتر،
وبعدين كتبت :

– طيب وعمل إيه علشان تقولي سمعنا؟ "

–  لما طلعت اشوفه بصته ليا مريحتنيش، شكلك سمعنا، انا متأكدة."

كتبت بايد مرتجفة في الوقت اللي العرق بيلمع على جبيني 

– اسمي ما اتذكرش وانتي بتكلميني، مش كده؟"

اتأخرت في الرد، وبعدين بعتت:

– ده اللي همك؟"

كتبت الرد بنرفزة 

– إية اللي بتقوليه ده، أكيد مش خايف على نفسي، وانتي ما تهمنيش، بس صدام لو عرف اللي بيني وبينك، هيقول بس علشان يوقع بيني وبين خالي."

– الله يخرب بيته خالك. هو كل حاجة خالك، خالك...إنت إمتى هتبطل تخاف منه؟"

– يعني اية امتى هبطل اخاف، متبقيش مستفزة، ولا انتي مش شايفة ولا حاسة باللي ممكن يحصل لو عرف؟ سيبك من إنه يكرهني ونخسر بعض،
أو حتى يقتلني... بس أنا أقرب حد ليه يا رحمة، وبيثق فيا، ولو عرف... هبقى بكسره مرة تانية." 

ما استوعبتش إني كتب آخر الرسالة غير لما ردت وقالت:

– مرة تانية؟  ليه؟ هو كان اتكسر قبل كده؟!"

وقعت نفسي في مآزق مكنتش متأكد اني هقدر اخرج منه. 
قلت محدث نفسي:

– يخربيت عقلك، ركز... إيه اللي بتقوله ده؟

خدت نفس، واستعدت هدوئي، وكتبت:

– الكيبورد بيضيف من عنده، المهم دلوقتي لازم نخلي بالنا.. 

كان الانفعال باين بين حروفها وهي بتقولي: 

– لا مش هخلي بالي، علشان أنا قرفت! خليك معاه يا حسن... متكسرهوش واكسرني أنا!

– يووة على لعب العيال، امتى هتعقلي، ولا انتي ولا أي حد، يا رحمة أنا بحبك، وبفكر في حل... بس مش لاقي! كل مرة بتكلم معاه عنك، بيأكدلي إنه مش ممكن هيسيبك.. 

– خلاص نهرب ونسيبله الدنيا كلها!

– تاني نهرب؟

– ما انت بتقول مش لاقي حل، يبقى نهرب... لو صحيح بتحبني ومش عايز تسيبني.

بدأت تضغط على أعصابي، ولإني مكنتش في ظروف تسمحلي بدخول جدال طويل، قلت:

– خلاص يا رحمة، هكلمك بعدين. المهم دلوقتي احذفي الشات، واحذفي أي مكالمة... حتى رقمي احذفيه، وخلي بالك بعد كده.

مردتش... فتنفّست بضيق وبعت تاني:

– رحمة!!

– ولو ملقتش حل يا حسن، هتعمل إيه؟

– بقولك هنتكلم بعدين.

– لا دلوقتي، عايزة أعرف هتعمل إيه؟

رديت بضجر:

– يا بنتي خالي مستنيني ومبطلش يرن عليا، بعدين هنتكلم.

بعت الرسالة، وخدت نفس علشان اهدا، وبعدين لحقتها برسالة تانية:

– رحمة حبيبتي، أنا بحبك، وحياااااة ربنا بحبك، وهعمل كل اللي أقدر عليه علشان تكوني ليا.

تابعت بشوية وقاحة: 

_ ونكون في بيتنا لوحدنا، وهعمل اللي أنا عاوزه من غير خوف من إن حد يشوفنا...

بعت الرسالة، بس مردّش.

فبعتلها صورة رومانسية... استلمتها وبرضو مردتش.
فقلت:

– ده زعل ولا عايزاني أرجع تاني؟

– خلاص يا حسن... نتكلم بعدين.

– طيب اعدلي وشك، وإلا هاجي وتبقي إنتي الجانية على نفسك!

– إنت قليل الأدب على فكرة.

قلت بابتسامة:

– وانتي بجمالك ده كله... جاذبية لقلة الأدب.

مردّتش تاني... فقلت:

– أنا داخل عند خالي... ابتسمي بقى.

– ولو ابتسمت هتعرف ؟

– هحس.

وبعتها... ولحقتها برسالة تانية:

– ابتسمتي أهو! شوفتي حسيت إزاي؟

تفاعلت بضحكة وقالت:

– طيب يا خويا...

– طيب إيه؟ مفيش بحبك قبل ما أقفل؟

– بحبك وانت عارف، وبتقصد توجع قلبي.

– وأنا بموت فيكي... لما أرجع نشوف حكاية قلبك الموجوع، احذفي كل حاجة وخلي بالك.

– حاضر.

رغم إن المكالمة انتهت بسلام، بس مكنتش قادر أشيل صدام من دماغي...
لأنه لو عرف، مش هيتأخر ثانية ويقول لخالي.

وصلت الشركة وطلعت لخالي، لقيته قاعد على مكتبه والدخان مالي المكان... 
هويت الدخان عني بأيدي وقالت

– إيه الحريقة اللي انت عاملها دي يا خالي؟

طفى السيجارة وقال:

– اتأخرت ليه كل ده؟

قلت اثناء جلوسي: 

– الطريق زحمة، طمني... إيه الحوار؟

سكت شوية شارد بعنيه وبعدين قال:

– إيه رأيك في حمزة؟

– رأيي فيه ازاي؟

بصلي وقال:

– شكله... يشبهلنا؟

وقتها مر في بالي كلام رحمة. 
اعتدلت في قعدتي وقلت متصنع الجهل:

– مش فاهم! يعني إيه يشبهلكم؟

– يعني يشبهلنا؟ ملامحه زينا؟. 

سرحت بتفكيري شوية في كلام رحمة وفي شكل حمزة اللي فعلاً غريب عنهم، وبعدين بصيتله باستفهام، فقال:

– مردتش يعني؟

– مش أفهم الأول ليه السؤال ده؟

حرك إيده بحيرة وبعدين قال:

– رجعت البيت، لقيت حمزة بيزعق وبيقول بابا عايز يقتلني، وإن كاميليا مخلفاه من عشيقها... وكلام من ده.

هزيت راسي بنفي وقلت بعدم استيعاب:

– لا لا لا... اللي بتفكر فيه ده مستحيل! دي كاميليا كلنا عارفين إنها مش وش الكلام ده.

– أيوه، معاك... بس مش غريبة إن زيدان يتضايق من حمزة من صغره؟ وغريب إنه مفهوش شبه منه ولا من أخوه؟

– وإيه يعني، أعرف كتير مفهمش شبه من أهلهم... لا يا خالي، متفكرش في الكلام ده. معقول كاميليا تعمل العملة دي؟

– طيب أنا مش هفكر. هو بقى جاب الكلام ده منين؟ ومين الراجل اللي بيمشي وراه؟

– راجل مين ده؟

حكىلي اللي سمعه كله، والحقيقة إني مقدرتش ما أفكرش زيه، بس كان صعب برضو أصدق إن كاميليا تخون خالي.
هي طول عمرها ست جد، ملهاش في المياصة، ولا مشيها كان يثير الشك فيها...

وبعدين فاجئني وقال:

– كل حاجة هتبان، بس لازم زيدان يسيب البيت... هنخليه عندك.

– يعني انت تتخيل إن خالي زيدان يكون عارف حاجة زي دي؟

– مش عارف... بس أنا حاسس إن في حاجات كتير بتحصل من ورا ضهرنا، لازم نعرفها.

– وإيه دخل إن خالي زيدان يسيب البيت؟

سكت... وبعدين قال وكأنه بيرتب الاحداث في دماغه:

– ما هو لو كان كلام حمزة صحيح، وهو مش ابن زيدان... وزيدان فعلاً كان عايز يقتله، يبقى كاميليا مشتبه فيها في حادثة وقوع زيدان من فوق.
ومتنساش... هي كانت في الفيلا وقتها... 

#كاميليا

كنت عاملة زي اللي بيلعب في آخر دقيقة من الوقت الإضافي، متأكدة إني خسرت كل حاجة، وإن اللي اتكسر مش هيتصلح وهيجرحني وأنا بحاول أجمعه..
لكن اللي مش متعود على الخسارة والاستسلام زيي، مش هيقتنع إن الحكاية انتهت غير لما هو اللي ينتهي.

ورحت لحمزة في شقته، بغبائي كنت متخيلة إني هلاقيه هناك، لا وكمان هقدر أهديه وأقنعه إن إللي قاله كده قاصد يوقع بيني وبينه...

وصلت هناك، وخبطت الباب ووقفت في انتظار فتحه، وعقلي بيحضر كلام يتقال لما أقابله.
فتحتلي مراته.
وشفت لهفتها اللي اتبدلت لاحتقار وكره لما شافتني.
جُلت بعيني جوه البيت، وبعدتها عن طريقي ودخلت أدور على حمزة.
وتفاجأت ب أبوها هناك.
صرفت عيني عنه، ومشيت في البيت أنادي على حمزة...

حمزة!!... إنت فين يا حبيبي...

فتحت كل الأوض وفتشت المطبخ والحمام وملقتهوش نهائي...
فرجعتلها تاني وقلت:

_ ابني فين؟

ردت وهي بتطلعاني باحتقار 

_ منعرفش... مشي وهو تعبان ومتدمر... ومحدش عارف عنه حاجة، وكله بسببك انتي 

_ إنتي إزاي تتكلمي معايا بالشكل ده يا زبالة انتي؟ ولا هتتحامي بأبوكي ده؟

وقفت قصادي ند بند وقالت:

أبويا ده أشرف منك ومن عشرة من عينتك، عارف ربنا وعرف يربي، مش زيك إنتي اللي بهدلتينا بسبب عملت ابنك، أهو طلعتي أوسخ من الوساخة، وولادك عرفوا أمهم تكون مين... وأولهم حمزة.

تدخل أبوها وقال وهو بيرجعها وراه ويبصلي باحتقار:

_عيب لما تغلطي في حماتك... متقلليش من نفسك ومن تربيتك علشان واحدة زيها.

بقى كده... ماشي، هفضالك إنت وبنتك...
ورحمة أمي لا أندمكم، وأبكيكم بدل الدموع دم، وأرميكم في الشارع رمية الكلاب!... وسع

بعدته عن طريقي بدفع كتفه،  صكت بنته على اسنانها وتحركت ناحيتي ولكنه منعها.. 
بصتلها بتعالي يمكن تعرف حجمها ومشيت وأنا بغلي من الغيظ، مش مصدقة إن الدنيا دارت بيا لدرجة إن اتنين زي دول يهينوني بالشكل ده...

خرجت من هناك واتصلت بالراجل اللي ماشي ورا صدام، وطلبت منه يجمع رجالته ويقلب البلد على حمزة لغاية ما يلاقيه.
وبعدها كملت طريقي لبيت عز.
كنت بهرب من كل ده عنده...
عقلي كان رافض يصدق إنه زيه زي الباقيين، جاي عليا، وكل اللي يهمه إنه يوصل لابنه ومش مهم أنا هيحصلي إيه.
ولما وصلت ملقتهوش.
اتصلت بيه، مردش...
ضاقت الدنيا بيا، وملقتش مكان محدش يعرف يوصل لي فيه ممكن أروحه...
فرجعت تاني للبيت وأنا بتصنع القوة علشان مثبتش الكلام اللي اتقال علي.

........... 

#يسرا 

الأكل خلص، والفلوس!
مكنش معايا فلوس اصلا، ومحدش سأل تاني...
حتى فيروز مشيت من غير ما تقولي وسابتني، مش عارفة راحت فين، ولا رجعت لصدام أو لأ...

وبعد ما كنت كرهت حياتي، ومليش نفس لأي حاجة، ومهملة في نفسي، في نظافتي وفي أكلي،
غلبني الجوع، ومبقتش قادرة أستحمله أكتر من كده.

قومت من مكاني بعد ساعات طويلة قضيتها على سريري  

دخلت المطبخ  ودورت من تاني في التلاجة، اللي مكنش فيها غير خضار دبلان، ومعظمه معفن، وريحته بشعة...
رزعت باب التلاجة بضيق، وأنا حاسة إن الريحة هتقتلني.
ووقفت أسمع صوت بطني بيكركب من الجوع اللي قرب يقضي عليا ومخليني دايخة ودماغي بتدور 

وبعدين رجعت الأوضة، ودورت في الأدراج على أي فلوس أجيب بيها إن شاء الله حتى رغيف 
زملقتش ولا جنيه...
ومكنش معايا تليفون علشان أتصرف.
وبعد ما اتقفلت في وشي من كل ناحية،
التفت لعلبة المجوهرات المحطوطة على التسريحة، واللي كان صدام جابها وسط الهدوم.

فتحتها، وقلبت فيهم يمين شمال، ادور على أي حاجة ينفع تتباع.
كانوا كتار... وكلهم غاليين، وأقل حاجة فيهم مش هتجيب أقل من عشرين ألف.
وده كان خاتم دهب، مسكته في إيدي، وقررت أبيعه وأصرف من تمنه لغاية ما فلوسه تخلص... أو أنا أموت.

قفلت العلبة وخرجت من البيت.
بعته، وجبت طلبات للبيت،
ورجعت، رميت الشنطة اللي فيها الفلوس باهمال.. 

وحطيت اكياس الاكل على السرير وقعدت وسط الفوضى والكركبة والكبايات والاطباق المرمية في كل ركن.. 
كانت الاوضة شبه زريبة، ميعش فيها بهايم...
ولكن محستش لحظة اني عايزة انضف وبدأت اكل وبرغم الجوع اللي كنت حاسة بيه بس مكنش ليه نفس 

ورحت أفكر في نفسي، وفي أهلي اللي نسيوْني...
وفي عيسى...
اللي مكنتش متأكدة، عايش؟
ولا ميت؟... 
وبعدين قلت لنفسي، مش ممكن يكون عايش وميسألش، اكيد صدام قتله هو كمان 

#ياسر

كنت بلف في الشوارع، روحت نفس الأماكن اللي روحتها امبارح، لحد ما وصلت تاني للنايت كلوب اللي كنا بنسهر فيه. 

وقفت عند الباب، وبصيت بعيني في كل ركن، ادور عليه، وأنا فاقد الأمل إني ممكن ألاقيه.

وفي وسط ما عيني بتدور، وقعت على شلة كنا بنسهر معاها. عيني قابلت عين واحد منهم، فلفيت وشي بسرعة علشان أمشي.
لكن ناداني.

وقفت مكاني ف جه عندي وقال

– ماشي ليه؟"

– كنت جاي أدور على حمزة وماشي، حد منكم شافه؟"

– لا، من زمان مجاش... هو فين؟"

– مش عارف، بقالنا شوية متقابلناش، ورقمه ضاع مني، فقلت يمكن ألاقيه هنا."

– إحنا بنيجي كل ليلة تقريباً، ومش شفناه خالص."

– "طيب لو شوفته بلغني... أنت عارف هو مبيحبش حد يروح له البيت."

– صحيح، أوكي، لو شفته هتصل بيك."

– متشكرا، باي."

– ممش هتقعد شوية؟ السهرة جامدة الليلة!"

– "لا، تعبان ومفيش دماغ... مرة تانية، باي."

#صدام

بعد ساعات طويلة من البحث عن حمزة اللي اختفى تمامًا، رجعت البيت تعبان، تايه، مش شايف قدامي.
وقبل ما أدخل الفيلا، سمعت صوت رحمة بينادي عليا:

– صدام..."

افتكرت اللي سمعته منها الليلة اللي فاتت، ومكنتش عارف أتعامل معاها إزاي...
بحدة؟ ولا بلين؟ ولا بنصح؟
خاصة إن  إحساسي بالذنب تجاهها مخليني خايف عليها اكتر من عدم راضايا عن الغلط ده.

لفيت ليها، وشوفت الخوف في عينيها وهي بتقولي:

– بناديك، مش سامعني؟"

قلت بجفا

– كنت سرحان.. خير "

قالت بتلعثم

– سلامتك، كنت عايزة أعرف لو في أي أخبار عن أخوك بس..."

– معرفش عنه حاجة."

– ربنا يطمنكم عليه..." 

أومأت براسي ومشيت، لكنها وقفتني وهي بتناديني بصوت مهزوز:

_ صدام،  دقيقة.. "

التفت ليها بدون كلام ف قالت وهي مش متجرئة تبص لعيني: 

– هو... هو أنت زعلان مني في حاجة؟"

– أنا؟ ليه؟... هو انتي غلطتي في حاجة علشان أزعل؟"

سكتت، فقلت:

– غلطتي؟"

خفضت عينيها علشان تخفي الكدب اللي فيهم، وهزت دماغها نافية.

قلت:

– يبقى مش زعلان... 

تابعت برفق 

_ ولو غلطتي حتى، ف انتي زي أختي، مزعلش منك. ولو عايزة نصيحة من حد اكبر منك، أنا ممكن أقدمهالك."

سكتت شوية ولمعت الدموع في عينيها، وبعدين بصتلي وقالت بعد تردد:

– أنا عارفة إنك سمعتني امبارح... بس أنا كنت بكلم سيكا مش حد غريب زي مانت فاكر، إحنا متعودين نقول لبعض وحشتني وحشتيني..."

– سيكا..."

دموعها فاضت أكتر، وقالت:

– آه سيكا، هو زي أخويا، وياسين عارف بس هو شكاك زي مانت عارف... بس والله مفيش بيني وبينه حاجة... هو زي أخويا، بس..."

كان باين قوي انها بتكدب، والكلام اللي سمعته منها مش معقول يكون مع سيكا.
لكن محبتش أضغط عليها او اجبرها تتكلم من غير ما تكون هي عايزة 

قلت بهدوء:

– أنا مسمعتش حاجة، ولو سمعت مش هقول.
ولو بتغلطوا في حاجة، إحنا ممكن نتكلم ونشوف الصح ونعمله، بدل ما عمي يعرف ويزعل..."

– أنا مش بغلط في حاجة..."

– يبقى ماتخافيش... داخل أرتاح.."

دخلت وسِبتها واقفة لوحدها.
كنت متخيل إنها ممكن توقفني وتحكيلي، لكنها ما عملتش كده.
وانا متضيقتش... كنت متفهم انها متعرفنيش  علشان تحكيلي حاجة زي دي وهي مطمنة

و قبل ما ارجع اوضتي دخلت أوضة بابا، أشوفه يمكن يكون فاق ويريحني من اللي أنا فيه.

وكانت الصدمة...
لما ملقتهوش!
الأوضة فاضية، والممرضة مش موجودة.

طلعت أنادي على فيروز ومرات عمي علشان أسألهم عنه...

– "فيروز... مرات عمي..."

خرجت فيروز من المطبخ  وقالت بقلق:

– نعم؟"

– بابا فين؟"

– عمي ياسين خده... قال هيوديه مستشفى يفحصه."

–مستشفى؟!، وليه مقالش، واشمعنا دلوقتي ؟!"

قولتها وأنا بطلع الموبايل من جيبي وأتصل بيه، واستنيت رده بصبر قليل، وعقلي بيطرح سؤال ورا التاني...
ليه دلوقتي  قرر ياخده يفحصه؟ وليه ما قاليش؟ وناوي على اية

وبعد شوية، رد عليا:

– أيوه؟"

– بابا فين يا عمي؟"

– معايا."

– معاك فين يعني؟"

– عند الدكتور... هعالجه وهجّعه، ماتشغلش بالك، اهتم بأخوك إنت."

فهمت قصده...
عايز يعالجه بعيد، علشان يسمع منه بنفسه اللي اتقال، ويتأكد إن كان الكلام اللي سمعه صح ولا غلط.
ومش بعيد يكون شاكك في إن في حد مننا هو اللي وقعه علشان كده خفيه عننا!
خوفي بان على صوتي، وأنا بقول:

– يعني إيه تعالجه وترجعه؟ بابا فين يا عمي؟!"

قال ببرود:

– أخويا... أخويا معايا، ومحدش هيخاف عليه قدي"

– محدش اعترض، بس انت واخده من ورانا لـ..."

قاطعني وقال:

– من وراكم يعني إيه؟ بقولك أخويا، تقولي من ورانا؟! سيبك وقولي... حمزة رجع؟"

– لا... مش لقينه."

– طيب لما تلاقيه، هاتهولي... عايز أتكلم معاه."

– تتكلم معاه في إيه؟"

– إنت ليه رغاي وأسئلتك كتير؟ لما تلاقيه هاتهولي وخلاص... اقفل."

قفل الخط في وشي.
وسابني مسلم نفسي لأي حاجة ممكن تحصل...
يعرف، ميعرفش، هي فعلاً اللي وقعت بابا او لا، ناويلها على اية رميت كل حاجة ورا ضهري وقلت اللي يحصل يحصل.

كل اللي باقي فيا من تماسك...يدوب يساعدني إني ألاقي حمزة وبس.

في اللحظة دي، دخلت ماما الفيلا...
وشافتني، منظري خوفها، جت ناحيتي وقالت بقلق:

– واقفة كدة ليه،  في أخبار عن أخوك؟"

بصيتلها بمزيج من السخرية والشماتة، وقلت:

– لا... بس عمي...

ضحكت رغم عني وكملت:

– خد بابا يعالجه، وبعدين هيجيبه..."

جحظت عينيها من الصدمة، وقالت:

– وبعدين يجيبه يعني إيه؟! هيخبيه مننا؟!"

قلت وانا مستمتع بخوفها: 

– أه... هيخبيه لحد ما يخف ويتكلم وبعدين يجيبه.. بس أنا شايف إن  عمي ناوي على حاجة تانية،  يمكن شاكك إن في حد مننا هو اللي وقعه...ومش بعيد يقتل اللي عمل كده."

قطرات العرق بدأت تظهر على جبينها...
والرعشة سرت في جسمها، وسابتني وخرجت من البيت من غير ما تنطق بكلمة
كانت عارفة زيي...
لو بابا فاق، كل اللي اتقال هيتأكد...
وعمي مش هيسيبها.

#ياسين

بعد دقايق، جالي لؤي في شقة حسن بعد ما كلمته، وطلبت منه ييجي.
أول ما دخل، قال:

– أمرني سعادتك."

– هتاخد رجالتك، وتجيبلي حمزة من تحت طقاطيق الأرض."

– ليه سعادتك؟ هو راح فين؟"

– منعرفش... بس هو مش في البيت، وإنتو هتدوروا عليه وتجيبوه."

– حاضر سعادتك، هنلاقيه ونجيبه لحد عندك.
في أوامر تانية؟"

– شكراً يا لؤي... روح."

خرج، وانا دخلت الأوضة عند زيدان، وحسن لحقني وقال بنبرة حيرة:

– "أنا عايز أفهم... إزاي الدكتور بيقول مفيهوش حاجة، وإزاي لسه مفاقش لحد دلوقتي؟!"

قلت بهدؤ: 

– هنعرف لما الأشعة تطلع."

– ما هو لو الأشعة طلعت زي كلام الدكتور، يبقى علاجه أصعب... مش هيكون في حاجة محددة تتعالج."

رميتله نظرة سريعة، وقلت:

– هنعرف."

– بتفكر في إيه؟"

التفيت له بالكامل، وقلت:

– "ماتشغلش بالك.
المهم... مش عايز حد يعرف إنه عندك.
كده كده محدش بيجيلك، هو هيفضل في الأوضة دي، والممرضة هتكون معاه."

وفجأة، رن تليفوني...
بصيت عليه، لقيت اسم كاميليا.

وقفت لحظة أفكر... أتعامل معاها إزاي؟
حسن لمح ترددي، وقال 

– ما بتردش ليه؟"

وريتله الشاشة، وقلت:

– كاميليا..."

– آه... تلاقيها هتسألك عنه هي كمان."

_ طبعاً.. "

رديت عليها، وقلت :

– "أه "

– فين زيدان يا ياسين؟!"

كان صوتها وجل، قابلته ببرود بعد ما زود شكي فيها 

– معايا... ليه؟"

– يعني إيه ليه؟! واخده ومخبيه عنا وتقولي ليه؟!"

– مين قال إني مخبيه؟ أنا هعالجه وهرجعه، انتي إيه قالقك؟"

– إنت عارف إن مفيش حاجة تقلقني، بس تصرفك ده غريب... ومش مريحني."

– لا، ارتاحي. هيخف وهرجعه.
كفاية عليكي انتي انشغالك على ابنك، بس مش عايزك تقلقي عليه هو كمان... هعرف أوصله هو كمان ونشوف المجنون ده جاب منين الكلام اللي  قاله.. مع السلامة."

قفلت المكالمة، فبصلي حسن وقال:

– خد بالك... لو الكلام ده طلع ملوش أصل، هتكون عملت مشكلة وزعلة كبيرة قوي معاها."

– ده لو طلع ملوش أصل.."

#روان

من تلات أيام، تفاجئت بحمزة واقف قدامي. تعبان، وساند كوعه بإيده و وشه بيتعصر من الالم. منظره خوفني جدًا، قربت منه وقلت :

– حمزة؟!!... مالك، إنت كويس؟

هز دماغه بالنفي، وبصوت بالكاد سمعته، قال:

– عايز أقعد عندك كام يوم... بس ما تقوليش لحد إني هنا.

كلامه قلقني أكتر، مديت إيدي أمسكه، ومجرد ما لمسته اتوجع، سبته وقلت:

– آسفة قوي، تعال تعال...

دخلته الصالون، وألقى بجسمه المثقل على الكنبة.
مال بضهره وغمّض عينيه بتعب، قعدت جنبه وقلت:

– طمني... مالك؟

قال بتعب واضح:

– عايز أنام.

– تنام؟!... طيب، طيب، نام.

فسحتله المكان، تمدد، وحط دراعه على عينه وبعد دقايق غرق في نوم عميق رغم الالم اللي كان بادي على وشه بشكل واضح
حالته السيئة شغلتني، وخلتني أفكر أكلم حازم أو مروان أو ياسر، لكنه طلب ما أقولش لحد.
استنيت، يمكن يصحى ويحكيلي.

دخلت جبت ملاية، غطيته بيها، وقعدت أراقبه ساعات وهو نايم.

أنا روان، كنت صاحبته قبل ما يبعد عننا.
سمعت إنه اتجوز وبطل يسهر
استغربت، ومصدقتش، وكنت واثقة إن ده مش هيستمر أكتر من شهر العسل.

بس لما مرجعش، امبسطتله... ومحاولتش أكلمه.
أنا كمان بعدت عن الشلة، ولان محدش كان يعرف عنواني غير حمزة، ف محدش منهم عرف يوصلي باكتر من اتصال. 
وعمري ما توقعت إنه ييجيلي... خصوصًا وهو في حالته دي.

قعد عندي تلات أيام.
كنت أتحايل عليه يدوق لقمة، وبالعافية كان بياكل فتافيت ما كانتش تساعد حتى يفتح عينه.
واللي زاد الطين بلة، دراعه... الورم، واللون الأزرق، كانوا مرعبين.
حاولت كتير أقنعه يروح يكشف أو حتى أعلجه أنا، لكنه رفض.

لا رضي أقول لحد، ولا رضي يحكيلي،  ولا رضي يخليني اعالجه بأي شكل 
في الآخر سكت، وسيبته براحته 
نمت، وصحيت الليلة اللي فاتت على صوته بيتوجع.
جريت عليه، لقيته ماسك دراعه ووشه بيتقطع من الألم.
قعدت جنبه وقلت 

– يا حمزة، مينفعش كده! دراعك فيها كسر، لازم تكشف.

قال بألم

– مش عايز.

منظره قطع قلبي ف قومت وقلت بحسم: 

– لا بقى، هتعوز! قوم معايا، في مستشفى قريبة، محدش هيشوفك.

قال بضجر

– لا يا روان، هتسكتي ولا أمشي؟!

– زعق قد ما تحب، بس هتقوم معايا!

بالرغم من عناده، أخدته بالعافية ورحنا المستشفى. الدكتور لما شافه اتصدم، وزعقلنا لأننا سكتنا كل ده وطلب أشعة فورية.
ولما طلعت اتضح إن فيه شرخ في عضم المفصل.
جبسه، واداله أدوية، ورجعنا البيت.

ورجع حمزة لسكوته، وسابني محتارة، مش عارفة أعمل إيه...ولا عارفة الوضع ده هيستمر لامتى 

#رقية

خمس أيام عدوا، ومحدش يعرف عنه حاجة.
فقدت الأمل إني أشوفه تاني، أو حتى أسمع صوته

الدنيا اسودت في عيني، ومبقتش قادرة أعيش من غيره.
رفضت أسيب البيت وأروح مع بابا... وفضلت عايشة بس على امل رجوعه، رغم إنه مفيش أي علامة بتقول إنه هيرجع.

الباب خبط... والمرة دي، مجريتش أفتحه لتخيلي   إنه هو.

ولما فتحت طلع فعلًا مش هو.
لقيت صدام واقف قدامي، تعبان... وحاله مش أحسن مني في حاجة.
الدموع غطت عيني، وقلت:

– مفيش أخبار؟

هز دماغه بالنفي، فقلت:

– وبعدين هنعمل إيه؟

– مش عارف، جيت يمكن يكون رجع...

– طيب، ما ننشر خبر عن اختفائه، يمكن حد يكون شافه؟

حرك دماغه بالموافقة وقال 

– مقدمناش حل تاني... 

وقف شوية يفتكر سؤال كان غاب عن باله وبعدين قال 

_ اه افتكرت... الراجل مظهرش؟ 

_ لا.. 

_ ولا هيظهر.. 

قالها ومشي، وأنا قفلت الباب ودخلت، وبعد دقايق  الباب خبط 
روحت أفتحه، لقيت عز... أملي الوحيد.

خرجت من حالة الحزن اللي كنت فيها وسألته بلهفة:

– تعرف حاجة عن حمزة؟

هز دماغه، وتنهد وقال:

– بقالي تلات أيام بدور... مش لاقيله أثر.

الأمل اتحطم جوايا من جديد، وسكت. ف قال 

– متعرفيش أي حد ممكن يكون راح له؟

– معرفش...

قولتها بجمود، وقفلته الباب، ورجعت لنفس القعدة...
عقلي مموقفش عن تخيل احداث بشعة ممكن يكون حصلت معاه واحنا مش عارفينها

#حازم

مكنتش نسيت تاري مع حمزة، ولا فكرة الانتقام خرجت من دماغي، لكن مكنتش عارف أبدأ منين.
بعد محاولتي اني أوصل لمراته فشلت، وهو بعد عن الكل، وقطع عليا أي طريق ممكن يخليني أوصله.

كنت متخيل إني هستنى كتير، لحد ما الظروف تتهيأ…
وبعد ما اقتنعت بكدة  جالي مروان، وبعد ما فتحتله الباب، سبقته لجوه من غير حتى ما أبص عليه،
لكنه لحقني وقال بصوت مش مطمن:

– سمعت آخر الأخبار؟"

بلا مبالاة رديت:

– إيه؟"

قال بسرعة:

– الواد حمزة… بيدوروا عليه ومش لاقينه!"

التفت له على طول، وكل اهتمامي بقى في جملة واحدة:

– "يعني إيه بيدوروا عليه ومش لاقينه؟"

قال بحيرة:

– يعني مختفي! ياسر كل يوم يلف الأماكن بتاعتنا ويسأل عنه،
ورجالة عمه جم سألوني عنه امبارح، وحتى الراجل اللي خلا الناس يضربونا بيدور عليه هو كمان!"

ضحكت باندهاش، وقلت بتشوق لسماع خبره:

– "الله… ده كده في سر كبير!"

قال بحيرة:

– "مش عارف… بس أنا مش مطمن."

وبصلي وسأل:

– "المفروض ندور ؟"

بصتله بعدم استيعاب وقلت:

– "مفروض إيه يا حبيبي؟.. قلبك رق ولا إيه يا ضنايا؟"

– "مش رق… بس مهما كان، ده صاحبنا!"

قربت له بخطوتين وانا بمنع نفسي اضربه في وشه وقلت :

– "وحياة أمك؟ صاحبنا؟  مش هو ده اللي قلعني ملط وصورني؟ وقل منك وسط الرجالة.. جاي تقولي صاحبنا وصعبان عليك 
ده بدل ما تقول ندور نعرف مصيبته وننتقم منه

خفض عينيه ، رمقته بنظرة حادة وتابعت:

– وبعدين صاحبك إزاي وانت كنت هتغتصب مراته معايا؟!"

فجأة اتعصب وقال بانفعال:

– "ما تبطل رط النسوان ده! 
لا هدور عليه ولا هو يدور عليّا!،  فين ال *** اللي كنت سايبه هنا.." 

سابني وراح يدور في البيت على حتة الحشيش اللي سايبها عندي من آخر مرة،
وأنا وقفت مكاني، سرحت بتفكيري في اختفاء حمزة  وفي مراته اللي اكيد رجعت تقعد لوحدها في البيت…"

ابتسمت، وعديت بإيديا على دقني، وقلت لنفسي:

– "انت فيك شيء لله يا واد يا حازم…
وربنا بيحبك... ماشي يا ميزو… هنتقابل 
تعليقات



<>