
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الثامن والاربعون48 بقلم نجمه براقه
رقية
بعد ما نهيت المكالمة، سيبت التليفون على التربيزة الموجودة خارج الأوضة ودخلت وأنا جوايا سعادة كبيرة، أكبر من إن قلبي يسعها.. وقفت قدام المرايا، ابتسامتي مالية وشي، وبدأت أُمشط شعري وأنا بستعرض في بالي اللحظات اللي عيشناها سوا.
وعقلي مشغول وبفكر هعمل إيه بعد كده، هاخد هدوم قد إيه، هجهز الشنط إمتى، هنعمل إيه لما نسافر، هنمل من بعض بسرعة ولا هيفضل الحب في قلوبنا ما ينتهيش بسبب الروتين.. طيب هنخلف كام طفل؟
هنسميهم إيه؟ فكرت في كل حاجة ورسمت أحلام كبيرة نتشارك فيها سوا .
وفجأة!
الأحلام اللي رسمتها اتحطمت بالكامل.
وقع المشط من ايدي وابتلعت لعابي بصعوبة
وأنا شايفة انعكاسه في المرايا وهو خارج من ورا الباب، واجم، ساكت سكوت يخوف
سمعني، أيوه سمعني، ومش هعرف أقوله إيه، أي كلام هيتقال مش هيمحي اللي هو سمعه.
التفت ليه، حاولت التماسك والتظاهر بهدوء مزيف أخفي وراه الخوف اللي جوايا وقلت:
"حمزة! أنت رجعت إمتى؟"
بصلي بانكسار وحزن صامت.. قربت منه وقلت برجفة:
"حمزة، في إيه؟ مالك؟"
نطق كلامه بجهد كبير وقال:
"إيه اللي بينك وبين صدام؟"
هزمتني دموعي وفاضت من عيني.
قلت بصوت مهزوز وانا بقرب منه :
"مافيش أي حاجة بيني وبينه، أنت سمعت غلط، أنا كنت بكلم بسنت.."
"إيه اللي بينك وبين صدام يا رقية؟"
قالها بوجوم، هزيت دماغي بنفي بعد ما صوتي وقف بين حنجرتي.. تابعت دموعي سقوطها من عيني بغزارة قدام نظراته الجامد وهدؤه اللي بيسبق العاصفة.. كنت بتمنى تحصل معجزة وتخرجني من الموقف ده، أو أطلع عايشة في كابوس مزعج وأصحى منه.
ولكن للأسف كان واقع عيشاه، وليه توابع.. وأولها لما تحرك فجأة من مكانه ناحية الباب. وقتها افتكرت التليفون اللي ما حذفتش منه رسايل صدام.
خرجت مني شهقة عالية بصدمة. وجريت عشان أسبقه ومخلهوش يشوف، ولكن إيده لحقت التليفون قبلي ودراه ورا ضهره وقفت قصاده وقلت وأنا بحاول اخده:
"ماسكه ليه؟ هات التليفون!"
قال ونظراته بيشتعل منها الغضب:
"ابعدي.."
"لأ، مش هبعد! هات التليفون، أنا مش بفتش في تليفونك... هات!"
قولتها بعصبية ممزوجة بالخوف وأنا بميل عليه علشان آخده.. ضغط على أسنانه بغضب ولطمني على وشي بقوة وقعتني على الارض.
والدنيا دارت بيا، والأرض اتهزت من تحتي. وقبل ما أفوق، جاني صوته بيقراء رسايل صدام بانكسار ومرارة:
ما رديتيش عليا لسه، لو مش عاوزة قوليلي، بس ما تسيبنيش متعلق وأفضل أبعتلك لحد ما حمزة يعرف، ويقول بيكلم مراتي ليه؟!... وقال اية بيقولك متخلنيش اتجن واجيلك البيت... ومش بعيد يكون اتجنن قبل كدة وجالك البيت،، ماشي اما نشوف أخويا عايز يجيلك البيت ليه..
رفعت جسمي بجهد التفت ليه، وشوفته وهو بيتصل ب صدام.. وطيت دماغي باستسلام وبكيت.. فقال بغضب، في الوقت اللي صوت الرنين شغال:
اللي هيتجنن ويجيلك البيت، ما بيردش!
وفجأة، حسيت شعري بيخرج من راسي لما شدني منه، قومني، ووقفني قدامه وصرخ في وشي بانفعال شديد:
"ما تنطقي الحلو مبيردش!! إيه معنى الرسايل دي؟!!"
انتفضت بفزع قدام غضبه الاعمي، وديرت وشي عنه بعد ما حسيت ان نظراته بتحرقني..
زاد غضبه ومسك فكي بعنف رجعني ليه وزعق:
"ردي عليا قبل ما أقتلك!! إيه اللي بينك وبين صدام؟!"
غمضت عيني وقلت ببكاء:
"ما عنديش حاجة أقولها.."
ضربني من تاني، وهو بيصرخ في وشي بصوت غاضب صداه رج كل البيت:
"وأنا مش هرحمك غير لما يكون عندك حاجة تقوليها يا رقية!!، انا هعرفك ازاي تتكلمي..
شدني من شعري باتجاه المطبخ مسكت في ايده وصرخت من الالم وانا بقاوم شده ليا
قولت
" مفيش حاجة حصلت لكل ده
شد عليا بعنف اكتر وتابع طريقه باتجاه المطبخ وهو بيشد على كلامه بغضب:
" والرسايل كانت اية، ومنع نفسك عني كل ده كان اية، بس انا اللي غبــي وحـمـار كان لازم أعرف من أول مرة، إن اللي تخون جوزها مرة اكيد هتخونه مرة تانية
كلام كبير، مهين هو نفسه لو هدي هيعرف انه مش فيا، ولكن غضبه كان عاميه.. ما كانش في حالته الطبيعية، وانفعاله ده كان أكبر بكتير من غضب بسبب الرسايل اللي شافها.. صرخت واستنجدت علشان يسيبني ولكن
هو مكنش سامعني..
وكأنه اتجنن.
وصل بيا المطبخ حاولت أفك قبضته عن شعري القابضة عليه بقوة، وسقطت بجسمي على الأرض، عشان حملي يتقل عليه ويسيبني، مسكت في الحيطة وأنا بصرخ وبقاوم شده لي.. ما كانش سامعني، ولا حاسس بحاجة، ما حاولش يفهم الأول.. ولا أنا كنت هقدر أفهمه، حتى لو استنى..
تقل حملي عليه، ومن شدة غضبه، فلت إيده عني وسابني وجري على المطبخ وهو بيحلف لا هيقتلني..
كنت حاسة بألم ودوران، ولكن خوفي كان قادر يخليني أقوم من مكاني في ثواني وأجري على الباب عشان أهرب قبل ما يلحقني وانا ناسية اني مش لابسه طرحة ومش مهتمة بمنظري اللي اتبهدل
مسكت المفتاح المعلق جنب الباب وخرجت، وقفلته ورايا، وسيبت المفتاح في الكالون وانا سمعاه بيضرب في الباب من جوه ويصرخ ويتوعدني بالقتل.
جريت على الشارع.. وانا ببص ورايا بهلع، خوف من إنه يلحقني ويقتلني، أو من إني أضطر أقول له الحقيقة، فأكون أنا اللي بقتله..
وفجأة، وأنا بجري، صرخت صرخة عالية لما خبطت في حد، ولما فوقت من هلعي وفتحت عيني، لقيت عز قدامي، بيمسك دراعي وبيقول محاولة تهدئتي:
"أنا، أنا، متخافيش تعالي.."
مسك ايدي وروحت معاه، وأنا ببص ورايا وجسمي كله بيترعش من الخوف..
خدني لمكان تاني ولما وقف بصيت حوليا وقلت
" جايبنا ليه هنا؟
"هتدخلي منطقتكم بشعرك؟"
شهقت بصدمة وملمت شعري بايدي اخفيه عنه، وهو صرف عينيه عني وخرج من العربية جابلي طرحة ورجع..
خطفتها منه وغطيت نفسي بيها
وفتحت العربية ف مسكني التفتله بحده وشديت ايدي منه ف بعد ايديه عني وقال
"سوري، انتي زي بنتي، ومرات ابني..
قولت بحدة
" انا لا بنتك ولا مرات ابنك، انت السبب في كل اللي حصل، وادعي ربنا توصل لغاية هنا وميجرلهوش حاجة بسبب انانيتك
نزلت من العربية، بصيت حوالي أتأكد إن حمزة مش بيلحقني، وبعدين جريت، وكاني بهرب من خطر ملاحقني..
وصلت المنطقة، وهناك وقفت، مسحت دموعي وعدلت الطرحة، وبعدين تابعت طريقي وشي في الأرض، عشان الناس الموجودين في كل ركن في شارعنا، واللي بيدخلوا نفسهم في كل تفصيلة، ما يلاحظوش حالتي..
ولكن رغم كدة مخلصتش من اسئلتهم..
في اية يا رقية... حاجة حصلت معاكي.. مال جوزك
التفت لصاحبة السؤال بفزع وبعدين توجهت بعيني ناحية بيتنا، و وقفت مكاني متحجرة، لما شُفت عربية حمزة واقفة هناك، وبابا لسة داخل العمارة ..
#حمزة
الغريب إن احتمال خيانتهم لي كان ضعيف قوي، وعارف الاتنين كويس.
مكنش في حاجة في تصرفاتهم تخليني أشك فيهم لحظة، إلا الرسالة دي... كان حوليها علامات استفهام لازم أعرفها عشان أقدر أقول إنهم خاينين..
وغضبي وانفعالي مكنش لسبب ده تحديدًا، ولكن مكنش في غيره قدامي..
كنت في دوامة من الشكوك، وكأن العالم كله متآمر عليّ، سكت كتير، خبيت في نفسي.
كنت مستني الوقت اللي كل حاجة تتكشف لوحدها من غير ما أدور
كنت بأجل بأجل عشان عارف إن لما اللي مخبينه هيتكشف، حياتي مش هترجع زي الأول..
باختصار... كنت مجنون في اللحظة.
وغضبي كان عاميني، ولو مهربتش مكنتش هضمن نفسي إني مقتلهاش.
جريت وراها عشان ألحقها قبل ما تخرج من البيت
شديت الباب وحاولت أفتحه وألحقها
وهتفت بغضب لما اكتشفت إنها قفلت عليّ من بره.
وسابتني جوا، غضبي بيزيد أكتر وأكتر لغاية ما هنفجر او هيحصلي حاجة بسبب الضغط اللي على دماغي بسببهم كلهم.
ضربته الباب بعنف وزعقت:
– هتروحي مني فين؟! مش هسيبك!... رقية!!!
مردتش وهربت وسابتني أزعق وأكسر في الباب.
كل محاولاتي لفتحه فشلت، دورت حولين نفسي كنت بكسر اي حاجة تيجي في وشي.
وفي الاخر دخلت الأوضة وفتحت الشباك وخرجت منه.
دورت عليها في الشارع يمين شمال ملقتهاش
فخدت العربية ورحت على بيت أبوها، نزلت منها وتحركت من مكاني جري على فوق قدام أنظار أهل الحتة اللي قاموا من أماكنهم وتجمعوا قدام مدخل العمارة علشان يعرفوا مالي.
خبطت على بابهم بعنف، خبط سريع وقوي لغاية ما جاني صوت أمها وبسنت من جوه مفزوعين وهم بيسألوا:
– مين؟
_ انا افتحوا!!
فتحت بسنت، زقيت الباب واندفعت لداخل، وقلت وأنا ببص حواليّ بحث عنها
– هي فين؟
جت امها عندي وقالت بفزع :
– هي مين يا بني؟
صرخت في وشها بغضب:
– بنتك! أنا عارف إنها جت هنا! ومش هسيبها!... رقية!!
سيبتهم وتحركت ناحية الأوضة، ودورت فيها، في كل ركن، تحت السرير، جوه الدولاب، ورا الباب، كل ركن ممكن تتخبى فيه دورت عليها فيه وبسنت ورايا بتحاول تمنعني.
زقيت إيدها عني وقلت وأنا خارج:
– أوعي!!.. اخرجي يا رقية!... وحياة ربنا ما هسيبك!... اخرجي!
توجهت ناحية الاوضة التانية، لحقتني بسنت قبل ما أفتحها، وقفت بيني وبينها وزعقت وهي بتزقني للخلف:
– إنت اتجننت؟! بتعمل إيه؟!
قولت بتحذير
– ابعدي عن طريقي انتي دلوقتي، هدخلها... والله العظيم ما هسيبك يا رقية..
– إيه اللي بيحصل هنا؟!
جاتنا الكلمة دي بصوت أبوها من ورايا، روحتله وقلت:
– رقية فين؟!
توسعت عينيه بصدمة:
– رقية فين إزاي؟! هي مش في البيت؟!
– لا، مش في البيت.. بنتك سابتني وهربت!
شهقت بسنت بصوت مسموع، بصتلها وقلت:
– إنتي طبعًا فاهمة الحكاية! وبتداري عليها
مرر بصره بينا وهتف بجنون:
– بنتي رقية فين؟!!
– أنا هنا يا بابا...
قالتها رقية من عند الباب بصوت مهزوز ..
التفتنا ليها كلنا.
لقيتها واقفة هناك وبتكتم صوت بكاها بإيديها
سبقتهم ناحيتها، مسكت دراعها بعنف وقلت:
– كنتي فين؟!
مدت ايدها لأبوها وقالت ببكاء:
– بابا...
حال بيني وبينها، وبعد إيدي عنها وزقني وقال:
– ابعد إيدك عنها لا اقتلك!
– بدل ما تقتلني أنا، شوف بنتك بتعمل إيه من وراك! اسألها كانت بتكلم مين من ورا جوزها!
اشتعل الغضب في نظراته لي، رفع إيده وضربني بالقلم بالقلم.
هي صرخت ووقفت بينا تمنعه عني، وقالت بترجي:
– بابا ونبي...
صكيت على أسناني بغضب، ورجعت بصيتله، فقال بتحذير:
– بنتي أشرف منك ومن اللي جابوك يا كلب!
قلت باستهزاء وبنبرة غضب:
– شريفة آه؟! طيب اسألها الشريفة، إيه بينها وبين أخويا؟! اسألها كانت بتكلم خطيبها السابق ليه؟!
بصتلها وقلت وانا بحاول اوصلها في الوقت اللي ابوها بيبعدها عني
_ قوليله يا عروسة إنك عشتي معايا شهور وإنتي مانعة نفسك عني ودخلنا كانت الليلة اللي فاتت..
اهتز جسمه وتوجه بعينه ليها ف قلت باستهزاء
_ سكت ليه ما تقول حاجة! صوتك راح فين يا أبو الشريفة؟!
#رقية
كنت واقفة جنب بابا وموطية راسي... مش متجرأة أبصله.
كلام حمزة بيرن في وداني... وكل كلمة قالها كانت زي سكاكين بتقطع في قلبي..
وقلب بابا اللي جسمه اهتز وعينه زرفت الدموع وهو بيسمع عن بنته انها بتخون جوزها..
مكنش هيكدبه ولا هيدافع عني لإني كسرت ثقته فيّ مرتين قبل كده
وبسنت كانت جنبي، عيونها بتغلي، وجسمها بيتهز من شدة الغيظ وهي شايفة وسامعة اهانته لينا
كلمني بابا، وقال بصوت مهزوز:
– ساكتة ليه؟ إيه الكلام اللي بيقوله ده؟
رفعت وشي وبصتله وشوفت الكسرة في نظراته ليّا... ودموعه اللي نزلت كانت بتدبحني أكتر من كلام حمزة.
لكن حمزة ما سكتش، وكمل بنبرة جارحة:
– أهي سكتت، علشان لما أقولك إنك معرفتش تربي، تصدقني.
كنت بسمع اهانته ليا انا واهلي وطعنه في شرفنا وساكتة خوف عليه.
وغاب عن بالي بسنت اللي كانت بتضم ايديها وتصك على اسنانها من شدة الغضب مع كل كلمة بيقولها، معملتش حساب ليها ولسكوتها اللي كان شبه الهدؤء اللي قبل العاصفة
وبمجرد ما نهى جملته سابت بابا ودفعته عننا بعصبية، وقفت قدامه وقالت:
– هو سكتناله دخل بحماره... أنا أختي أشرف منك ومن اللي جابتك!
ولو على كلامها مع سامح ورفضها ليك، فأنت عارف سببه من زمان!
ما تجيش وتعمل فيها شهيد علينا يا حيلتها!
ضحك بسخرية وقال:
– شهيد؟ آه، ما انتي اختها وزيها! هتدافعي عنها امال ايه، حتى وانتي عارفة إنها بتخوني مع أخويا!
بصلي وقال:
– ما تقولي حاجة يا مدام! عرفي أمك وأبوكي بناتهم الشريفات بيعملوا إيه!
عرفيه إنه معرفش يربي زي ما هو فاكر!
زاد الألم في صدر بابا واختل توازنه، صرخت باسمه وانا بمسك ايده واسنده قبل ما يوقع... كنت عاوزة أتكلم، أدافع عن نفسي، أقوله إنه فاهم غلط.
بس معرفتش... مكنتش قادرة أقول قدام حمزة الحقيقة اللي هتدبحه.
و استمر في زعيقه وأهانته لينا كلنا..
وأنا مشغولة ببابا وبتعبه، سمعت صوت بسنت بيعلو فجأة... وبتصرخ في وشه تخرس لسانه :
– ما تتكتم! بتزعق وتهين فينا، وشايف نفسك على إيه؟
إنت لو عرفت اللي مش شريفات دول ساكتين ليه على قلة أدبك، كنت هتمشي موطي راسك طول عمرك!
كلامها نزل علينا زي الصاعقة، مش انا لوحدي وهو كمان، مكنش محتاج اكتر من كلمة زي دي علشان تأكدله كل الافكار اللي كانت في دماغه وتخمد ثورة غضبه علينا
سيبت بابا وجريت عليها، أحاول أمنعها قبل ما تكمل.
مسكت إيدها وقلت وأنا برجعها:
– اسكتي... تعالي.
زقت إيدي ورجعت له، وقالت بانفعال:
– مش هسكت! ولا همشي قبل ما يعرف حقيقته!
أخوك يا أستاذ، بيكلمها علشان يقنعها توافق تتم الدخلة، وتاخدك وتسافر بيك!
زقّيتها للخلف، وقلت بترجي وأنا بكتم صوتها بإيدي:
– بسنت... اسكتي، ونبي اسكتي!
دفعت إيدي عنها، وقالت وهي بتبصلي بدموع وغضب:
– مش هسكت! أبوكي تعب بسببه، واتهمنا في شرفنا... وتقوليلي اسكتي؟
بعدتني عنها، وقالت وهي متوجهة ليه:
– أخوك عايزك تسافر علشان متعرفش إن زيدان فياض، دفع لواحد علشان يقتلك يوم فرحك...
علشان عرف إنك مش ابنـ....
بدون شعور ولاول مرة في حياتي رفعت ايدي وضربتها بالقلم سكتها وفوقتها من اللي هي فيه
لكن كانت خلاص فجرت القنبلة في وشنا كلنا وقالت اللي كنت خايفة منه.
سكتت تماماً وكأنها بتستوعب اللي هي عملته..
وانا استدرت ليه بسرعة علشان افهمه انها متقصدش اللي قالته.
لقيته واقف في مكانه الدموع بتحتشد في عينيه بغزارة وبيبصلها ويقول برجفة:
– ومعرفش إني ابن إيه؟ كملي يا بسنت...
مسكت فيه، وقلت وأنا بهز دماغي بنفي:
– دي بنت غبية! بتتكلم وخلاص! ما تصدقش حاجة من اللي قالتها...
بصلي وقال بصعوبة:
– لا... هي كانت هتقول حاجة تانية، كان هيقتلني علشان إيه؟ كملي يا بسنت...
وطت راسها وبكت... وأنا مسكت وشه بين ايديا، وقلت ببكاء:
– دي بت متهورة مبتعرفش بتقول اية لما بتتعصب...بتقول أي كلام علشان تداري اني كلمته...أنا فعلاً بكلم صدام، بس علشان يشوفلي شغل، مش علشان حاجة تانية!
مستحملش لمست ايديا ليه بعدهم عنه، وتراجع خطوة للخلف وقال باختناق :
– إنتي اللي بتقولي أي كلام يا رقية! انا دلوقتي فهمت، هو ده اللي إنتوا مخبينه عني من الأول!.. بس بسنت كانت هتقولها، انا ابن حرام! وبابا... لا لا مش بابا... زيدان فياض...زيدان كان هيقتلني علشان انا مش ابنه... كل حاجة وضحت.
حاولت امسك ايده ف بعدني عنه وقال بانفعال
_ لا لا.. مش عايز حد يهديني... انا دلوقتي فهمت كل حاجة...
قالها وطلع يجري من البيت ناديت عليه
_ حمزة استنا، انت فاهم غلط
جريت وراه مسكت فيه، وقلت ببكاء وتلعثم في الكلام :
– استنى! والله بتقول أي كلام!، انا صحيح بكلمه، وبينا حاجة، البت دي بتخبي عليا، بتداري علشان منتفضحش
شد نفسه مني تشبثت فيه اكتر وقلت بترجي
_ اسمعني، ونبي ونبي، علشان خاطري، كل حاجة هتتحل، هنمشي من هنا ونبعد
قال بانفعال وهو بيزقني
_ مفيش حاجة هتتحل، ابعدي عني
سابني اقع على الارض، ونزل درجات السلم بخطوات سريعة.
جت ماما تجري عليّ قومت اتسند على ايديها وقومت
جريت وراه، وأنا بناديه:
– يا حمزة استنا ونبي
ركب العربية ومشي قبل ما أوصله.
جريت وراه وسط نظرات الناس في الشارع، اللي اتجمعوا حواليا يسألوا في إيه...
سيبتهم وسيبت بابا التعبان ورجعت البيت يمكن الاقيه هناك
#فيروز
كانت الحيطان بتتهز من قوة الخبط على بابا الفيلا.
الكل اتفزع وخرج من مكانه يشوف في إيه.
سبقتنا سحر وفتحت قدام نظراتنا المترقبة وقلوبنا المرتعبة لمعرفة مين اللي بيخبط بالشكل ده وليه.
وبمجرد ما الباب اتفتح، حمزة دخل مندفع للبيت وعيونه دامية من كتر العياط، وقف في وسط الردهة ونادى على صدام بعلو صوته.
نزلت كاميليا من فوق،
قربت منه وهي مرعوبة، كان الخوف باين على وشها وكأنها متوقعة سبب حالته مدتله ايديها وقالت:
– إيه يا حبيبي بتزعق ليه؟
قال بجمود وغضب بين حروفه:
– جوزك كان عايز يقتلني ليه يا ماما...
كلامه كان زي الصاعقة نزلت علينا كلنا،
بصينا لبعض أنا ورحمة بذهول، في الوقت اللي كاميليا مررت بصرها علينا تشوف رد فعلنا على كلامه.
نظراتها كانت غريبة، فيها خوف من إن حد يسمع، مش صدمة بسبب كلام صعب زي ده.
تقدمت مرات بابا وقالت:
– يقتلك ده إيه يا ولد، إنت حصل لمخك حاجة؟!
مشالش عيونه الدامية عن مامته وكرر بنفس النبرة :
– كان عايز يقتلني ليه يا ماما؟
فضلت عيونها شاخصة عليه ولسانها معقود، والكل بيبص لبعضه مش عارفين في إيه.
ساعتها كسر الصمت صوت صدام من ورانا وهو بيقول:
– حمزة...
توجه بعينه ليه،
وفوراً بعد عنها وراحله هو، بصوا لبعض للحظات، وشوفت الحزن بيتخلل نظرات صدام لاخوه وبعدين قال حمزة بصوت مهزوز:
– إنت اللي هتقولي كل حاجة...
احتشدت الدموع في عينه واسترسل باختناق:
– أبوك كان عايز يقتلني ليه يا صدام؟
ابتسم ابتسامة يخفي وراها الحزن والمرارة اللي ظهروا على صوته رغم محاولته لإخفائهم:
– مفيش الكلام ده.. بابا بيحبك ومش ممكن يفكر يأذيك.
بكا وقال:
– يا صدام اتكلم وقولي، أبوك كان عايز يقتلني ليه؟!.. مش ابنه صح؟!
شهقت مرات بابا بصوت مسموع وتسلطت نظراتنا على كاميليا اللي خرجت من حالة الصمت اللي كانت فيها وراحت عنده، قبضت على ياقة قميصه، بصتله بغضب وقالت:
– اخرس! قطع لسانك! إنت مبرشم وجاي تقول أي كلام من غير ما تعمل حسابه!
قال وهو بيفك إيديها عن قميصه ويدفع ايديها عنه:
– أنا لو جبت دليل، هروح أجبلك عشيقك اللي خلفتيني منه...
– اخرس يا كلب!!
قالتها بانفعال جنوني وهي بترفع إيدها علشان تضربه.
لحقها صدام ومسك ايدها قبل ما تلمس وش حمزة.
و وقف بينهم
بصتله بذهول. وقابل صدام زهولها وعدم استيعابها لتصرفه ده بنظرات استحقار
ونزل ايدها وخده من إيده ودخل وقفل الباب في وشها
وسابها متجمدة مكانها مفيش غير صدرها بيهبط ويعلى بشكل ملحوظ وكأن دي اخرتها
كلام حمزة قدر يقلب حال البيت في لحظة ومحدش فينا عرف يتكلم.
وفجاة تحركت كاميليا من مكانها وقفت وسطنا صرخت فينا كلنا:
– بتبصوا على إيه؟ صدقتوا الكلمتين اللي قالهم خلاص؟ صدقتيه يا نادية؟! وانتي أكتر واحدة عارفة كاميليا وأخلاقها؟
ماشي، صدقوا!
وأنا مش هدافع عن نفسي في تهمة حقيرة زي دي!
تابعت بغضب شديد وهي بتستدير ناحية أوضتنا:
– والولد ده... أنا هعرف أربيه.
هعرفه إزاي يقول على أمه كلام زي ده!
رجعت تخبط عليهم وتزعق علشان يفتحوا، ولكن محدش منهم رد.
وفضلنا كلنا واقفين مكانا بنبص لبعض،
لغاية ما ياسين دخل علينا وسمع صوت حمزة بيزعق
– أنا ابن حرام!!
#صدام
اصبح متأكد إنه بابا كان عايز يقتله، ومتاكد أكتر إنه مش أبوه.
كان بيسألني بأنكسار ومستني مني آأكدله الكلام ده
وقفت قدامه تعبان، مهزوم، والخمول مزود حالتي سوء.
حضنته وقلت باختناق:
"مفيش الكلام ده.. ولو عايز تطمن احنا نعمل تحليل، ولما يخف بابا نسأله، هيقولك انه ابوك وبيحبك ."
بعدني عنه وقال ببكاء:
" انت بتكلم عيل هتضحك عليه... أنا دلوقتي فهمت سبب شفقتكم عليا.. وليه عيونكم كانت بتدمع وانتوا بتبصولي.
انا كان إحساسي صح لما قلتلك إنه عايز يقتلني.. ودلوقتي عرفت ليه.. علشان أنا مش ابنه."
نزلت دموعي غصب عني ومعرفتش اقول ايه، قربت ايدي منه حاولت احضنه واهديه ولكن زقني وتابع بانهيار:
"انا ابن واحد تاني بيطاردني من مكان لمكان، كل حاجة بقت واضحة.
الست اللي بره دي جابتني بالحرام..."
مسكته وقلت بصوت مهزوز:
"طيب وطي صوتك الناس يقولوا إيه.."
دفعني عنه وقال:
"يقولوا ابن حرام، يقولوا إني جيت من غلطة لما أمك نامت مع واحد تاني غير أبوك يا صدام!"
كان بيزعق بانهيار وهياج عصبي.
حاولت أهديه وأسكته،
كنت كلي خوف إن حد يسمع، وبعد ما كانت مجرد شكوك وسر مدفون، يتعرف لناس كلها.
لكن مقدرتش أوقفه، زقني عنه تاني وبدأ يكسر في أي حاجة قدامه بانهيار شديد
والباب بدأ يخبط، وصوت عمي ياسين بره.
حسيت إن خلاص الدنيا هتتقلب، رجعت من تاني أحاول أسيطر على انهياره،
لكن مكنش حامل مني لمسة، كان بيزقني عنه، وخمولي وارهاقي مخلني زي اللعبة بقع مجرد ما يزقني
ومن ناحية تانية، خبط عمي بيزيد.
وقفت لثواني مش عارف أعمل إيه.
عيطت وأنا حاسس بالعجز قدام موقف زي ده..
كل حاجة اتكشفت، ومهما أعمل، عمي هيدخل ويعرف.
تحركت من مكاني،
فتحتله، فدخل وقال:
"إيه بيحصل هنا؟"
قلت بتلعثم:
"مفيش، الزفت منهار، وبيخرف."
قولتها ورجعت لحمزة، حاولت معاه تاني
بس مقدرتش نهائي، كنت دايخ ومش قادر أعمل حاجة،
كانت أي حركة منه بتوقعني.
تدخل عمي ، وأحاطه بإيده وقيد حركته.
صرخ حمزة بعلو صوته:
سيبوني..."
– اهدى… اهدى… انده الأمن يا صدام."
قالهالي عمي وهو ماسكه من الخلف بيحاول بكل قوته يسيطر عليه
وقبل ما أنطق بكلمة ولا أتحرك،
، قد حمزة يفلت نفسه منه..
اختلت حركة عمي وكان هيقع،
فكانت فرصة حمزة للهروب.
طلعت وراه عشان ألحقه قبل ما يخرج من البيت وهو في حالته دي
وعند خروجي من الأوضة، لقيته واقف قصاد ماما، بيطالعها بنظرات غاضبة، وبيقول بانفعال شديد:
" كنتي فاكرة ان محدش هيعرف، وعملتك هتفضل مدارية العمر كله، بس اتعرفت وانا اللي بدفع تمنها، انا اللي كنت هتقتل، انا اللي اتقالي ابن حرام مش انتي... لما عرفتي انك حامل مسقطتنيش ليه.. "
صابها الجنون قدام صراخه في وشها وكلامه اللي خلى الكل يركز معاها ف اخرسته بصفعة قوية على وشه
وصرخت فيه بجنون، وهي بتسددله صفعة أشد قوة من اللي قبلها:
"إنت سكران ومحتاج قلم يفوقك... بتتهمني في شرفي يا ابن الكلب يا واطي!"
اهتز جسمه من شدة الغضب، وكادت عروقه تنفجر وتلون وشه بلون الاحمر.. بدء بتكوير قبضته رغبة في قتلها
ولكن هي بكل قوتها وجبروتها متهزلهاش شعره
ورفعت إيدها وضربته من تاني على وشه
وقبضت على ياقة قميصه، طالعت عينيه بغضب، وقالت:
"إنت حر تشوف نفسك ابن حرام زي مانت عايز،
بس مش حر إنك تتهمني تهمة زي دي، انا مش ذنبي ان ربنا بلاني بواحد فاشل زيك
وأنا هعرف إزاي أربيك، وأربي اللي بخ الكلام ده في ودانك!"
دفعتُه وقالت بصراخ:
"غور من هنا! اطلع بره!
مش عاوزه أشوفك تاني!
برا!"
استمرت في دفعه ناحية الباب لاجباره على الخروج
ولعت نار جوايا وانا شايفها لسة بتقاوح وكمان بتطرده اندفعت ناحيتها، بعدتها عنه بدفعي لايديها بشدة وهتفت بعصبية:
"كفاية!!... برا اية،... بتطرديه من بيت مين إنتي؟!... ملكيش بيوت هنا...
توسعت عينيها لاخرهم وخدت وقت علشان كلامي يدخل عقلها وتفسره وبعدين قالت بإنكار:
"مليش بيوت... كلام إيه ده؟
انت مصدق في أمك يا صدام؟!"
متزهتش لحظة قدام صدمتها المفتعلة، وقفت قدامها كرهي واحتقاري ليها واضحين عليّ وضوح الشم.
مررت عيني على الموجودين، وشوفت نظراتهم،
وتحديدًا نظرات عمي، اللي واقف بس، مستني يسمع الحكاية كلها.
بس إزاي ممكن أكمل؟
حمزة هيتأكد، وعمي مش هيسكت.
كنت تايه، مش عارف أقول إيه، احكي اللي سمعته ف نعيش في فضايح وكون بقضي على حمزة ولا اسكت ولو زيفة برأتها قدام الكل اعيش مستحمل حقارتها لوحدي
وفجأة وانا في وسط حيرتي حسيت بحمزة بيتحرك من جنبي... بيهرب..
التفت ورايا، لقيته مشي من البيت خفق قلبي بقوة، خوف من اللي ممكن يحصله وهو ماشي في الحالة دي..
تحركت من مكاني فوراً والباقيين ورايا:
ناديت عليه:
"حمزة استنى، مش هتخرج!"
سرع خطوته وجري لما سمع صوتي.
مش عايز حد يوقفه، عايز يبعد وميشوفش حد..
جريت وراه، ولكن بسبب الدوران اللي حاسس بيه، مقدرتش أكون في نفس سرعته.
وصل العربية، شد الباب بعنف، طلع، وتحرك.
وأنا كنت لسه في طريقي ليه، بقاوم شعوري بالدوران اللي بيهز الأرض من تحتي وعمي ورايا بيناديه علشان يوقف بصيغة الامر وكأنه هيسمعله و يوقف ميعرفش ان الموقف اللي مر بيه خلاه حد تاني منعرفهوش واللي جاي العن..
لفت الدنيا بي اكتر وحسيت بضعفي، وعجزي عن إني ألحقه قبل ما يمشي ويحصل له حاجة وهو في الحالة دي،
فناديت على الأمن وقلت:
"اقفلوا البوابة، أوعوا يخرج!"
فورًا، قفلوا الباب، ووقفوا زي حائط بشري في طريقه، سادين الطريق عنه وهو في طريقه ناحيتهم..
وقف بالعربية، ونزل منها بهدؤء غريب وهو بيبص حوليه
تنفست براحة، وحسيت بشوية هدؤء بعد دقايق الحرب اللي كانت جوه ومشيت ناحيته ودموعي رافضته تنشف..
وبحاول اجمع كلام اقوله يهون عليه ويهديه شوية.. يخليه على الاقل يشيل فكرة الهروب من دماغه.
ولكن فجأة بعد ترقبه لوصولنا ليه تحرك من ناحيته
جري ناحية اليمين..
بصينا عليه كلنا بصدمة واحنا مش عارفين هيعمل اية وشاف اية علشان يجري عليه كده.
لغاية ما وصل عند السور وتسلقه بسرعة..
سور بيتجاوز الثلاثة أمتار تقريبًا، حاول عمي يلحقه قبل ما يطلع ولكن بمجرد وصوله لسور حمزة توجه بنظراته لماما اللي بتصرخ وتقوله
" لا يا حمزة لا، استنا
صرف عينه عنها ونط من الناحية التانية وكأنه بيقدم على الانتحار،
.خوفت يكون وقع او اتعور او انه يقدر يجري ومنلحقهوش..
رجع عمي يجري وهو بينادي على الامن:
_الحقوه بسرعة متسبهوش يهرب..
تحرك الامن وجرينا كلنا لخارج الفيلا، وعند وصولنا شوفناه بيجري آخر الشارع،
وهو ساند كوعه، كان باين إنه اتعور.
ناديت عليه:
_ حمزة استنا، هنلاقي حل
رجع بصلنا بصة سريعة، ولما شاف الأمن بيلحقوه نزل ايده عن كوعه نسي ألمه وجري بسرعة جنونية واختفى في الشارع المتفرع.
لفيت حولين نفسي وانا بضغط على راسي اللي حاسيته هينفجر من هول الموقف..
كانت الدنيا ضيقة علي وحاسس بالعجز عن عمل اي حاجة
رجعت بصيت لماما اللي بتعيط وتنادي عليه..
ومنعت نفسي اني اكلمها وافرغ فيها كل قهري وغضبي منها..
ورجعت علشان أجيب العربية وألحقه قبل ما يحصله حاجة
وقفني عمي وقال بنبرة شك:
"افهم… في إيه؟ إيه حكاية "مش ابنه" دي؟!"
"معرفش… نشوفه ونفهم منه جاب الكلام ده منين. بس لازم ألحقه دلوقتي!"
جبت العربية، ومشيت من الفيلا ادور عليه في الشوارع
كنت بدور بعيني هنا وهناك، وأسأل عنه اي حد يقابلني
وملقتلهوش أي أثر وكأنه فص وملح وداب..
تعبت ويأست وبكيت واتمنيت لو اموت واخلص من الوجع اللي بقى يلاحقني زي ضلي..
#ياسين
مكنش انهياره بالشكل ده من فراغ.
كنت متأكد إن في أسباب وأدلة هو عارفها، خلته ينهار بشكل ده وهو بيقول إنه مش ابن زيدان.
ولا خوف كاميليا وهلعها بسبب كلامه وقتها...
كان موقف ممكن يعدي كده وخلاص؟
رجعتلها، وهي بتتحرك في مكانها بجنون، بتهتف بأسم ابنها
كان على طرف لساني سؤال...
بس اترددت.
خفت أتكلم، ويمكن أكون بفتح باب مايتقفلش تاني.
بس عيني سبقت لساني.
ونظراتي قالت اللي ساكت عليه. وكاميليا أذكى من إنها متاخدش بالها، حتى وهي منهارة بالشكل ده.
بصتلي، والدموع بتشق طريقها على خدها، وقالت بصوت مهزوز:
_ إيه معنى بصاتك دي يا ياسين؟"
قلت بهدوء:
_ مالها بصّاتي؟"
قالت:
_أنا بسألك...
قطبت ما بين حاجبيها وقالت باستنكار
_ مصدق اللي قاله ده؟"
قلت بهدؤء وانا بدخل ايديا في جيوبي:
_ وإيه اللي قاله؟ ما إحنا لسه منعرفش جاب الكلام ده منين..."
قربت منها خطوة، وبصيت في عنيها، وقلت بنبرة فيها حزم:
' بس هنعرف...
وساعتها هنشوف هنعمل إيه، وهنحاسب الغلطان إزاي. أي أن كان هو مين... هيتحاسب يا كاميليا."
عينيها مشالتهمش عن عيني لحظة وانا بكلمها..
بدأت احس بعد ما خلصت كلامي ان في تحدي في نظراتها لي..
وكأنها قبلت دخول حرب معايا..
تنفست بعمق وانتصب جسمها بشموخ وقالت
: فهمتك يا ياسين، انت مصدق وعاوز تتأكد من كلام الولد ده، وناسي مين هي كاميليا اللي محدش منكم شاف منها تصرف يقول انها ست مش محترمة.. ماشي ياسين اعمل اللي انت عاوزه بس لما الحقيقة تبان وتعرفوا اني مظلومة وبريئة براء الذئب من دم ابن يعقوب، هيجي دوري انا علشان احاسبكم..
مررت بصرها على باقي الموجودين وقالت بحزم
_ كلكم.. كل اللي قال كلمة واللي بصلي بصة مش هي هيتحاسب..
رجعت بصت لعنيا وقالت
_ بس اللي ميزعلش..
قالتها ودخلت جوه.
والحقيقة اني خدت وقت علشان استوعب ان اللي كانت بتكلمني دي كاميليا مش منافس قوي بتنافس معاه على شغل..
كاميليا طول عمرها قوية بس لسانها حلو مع الكل عمرها ما دخلت معانا في مشاكل باستثناء زيدان.
ف مكنتش عارف حجم المواجهة ولا عارف اخد كلامها ونظراتها ونبرة صوتها على محمل الجد ولا اتعامل معاها على انها ست زي باقي الستات اكتفي بالتهديد والعقاب ولا لازم احرض
سيبت الباقين بما فيهم رحمة اللي مفضتش لحظة اكلمها ودخلت جوه، دماغي بتلف...
وبرجع بذاكرتي لكل اللي حصل من يوم ما اتولد حمزة لغاية الانفجار اللي حصل وسط الڤيلا
مشاكلها هي وزيدان، كرهه ليه، عدم شبه حمزة لينا...
كم مرة اتقال قدامي "حمزة مش شبهك يا زيدان"؟
كتير...
بس عمرها ما عدت في دماغي بالشكل ده.
لأن كاميليا... بشخصيتها، بقوتها، بعنادها...
مفيش حد يشك لحظة إنها ممكن تغلط غلطة بالشكل ده.
دخلت عند زيدان، لقيته على نفس الحال. بصيت له شوية...وسألت نفسي، كان عارف؟
سمع اللي حصل؟
وفجأة، فكرة خطرت لي هزت كياني... هي كانت في الفيلا وقت ما وقع.. يعني لو صح الكلام اللي حمزة قاله ف احتمال كبير تكون هي اللي وقعته مش مديحة او ممكن تكون ليها يد في اللي حصل؟
بصيت للممرضة وقلت وأنا عيني لسه عليه:
"مفيش جديد؟"
"في."
سؤال كنت فاكره عابر، مالوش غير رد واحد، وهو مفيش...
لكن ردها فاجئني، لفيت ليها بسرعة وقلت:
"في إيه؟"
"بدأ يتحرّك..."
قلت باندهاش:
"يعني خف؟"
هزت راسها وقالت:
"لسه مفاقش، بس بلاحظ إن وضعية إيده بتتغير...
وأحيانًا بيحرك وشه من جهة للتانية، افتكر العلاج بدء يجيب نتيجة."
#ياسر
في وسط انشغالي بالحسابات والشغل، بعتتلي بسنت رسالة بتقولي فيها:
"انت فين؟"
تخيلت إنها مكالمة عادية، ولأني كنت مشغول، مردتش ورجعت من تاني اركز في الشغل.
كان لازم اخلصه في اسرع وقت قبل ما بابا يديني كلمتين من بتوع شغلنا ده عايز الناصح وانت مش نافع فيه
ولكن بسنت رجعت تبعت تاني والرسالة المرة دي كانت كارثة اجبرتني اقوم من مكاني مفزوع
"حمزة عرف كل حاجة."
اتصلت بيها فورًا، وجاني صوتها باكي وهي بتقول:
"بكلمك من الصبح مبتردش!"
"إيه اللي قولتيه ده؟ إزاي حمزة عرف؟ ومين قاله؟"
قولتها وأنا بتمنى يكون ده مقلب عشان تخليني أرد، لكن بكاها المكتوم كان تأكيد، ومش بس كده… ده شككني إنها ليها دخل.
كررت تاني بشك:
"سكتي ليه؟ مين قاله؟"
جاني ردها على هيئة بكا…
تأكيد على شكي.
مفكرتش في اسباب ولا سألتها ليه، اتكلمت من غير ما افكر في حاجة غير انه عرف وهي اللي قالتله واني قولتلها كتير قبل كده متتكلمش معاه..
قلت بعصبية
"انتي؟!… وليه؟! مش إحنا قولنا مليون مرة بلاش كلام معاه وقلتي مش هكلمه غير للضرورة! هي دي الضرورة يا بسنت؟ الله يلعـن …!"
قفلت السكة في وشها، وخرجت من المكتب بخطوات سريعة.
وفي طريقي، اتصلت بحمزة، على أمل أنه يرد، رغم إني كنت متأكد إنه كسر التليفون أو رماه.
ولكن قبل ما أسمع أي رنين، جاني صوت رقية بتقولي:
"ياسر… حمزة معاك؟"
"لا، هو فين؟"
قالت ببكاء:
"معرفش… هو عرف كل حاجة ومشي، معرفش عنه راح فين."
"طيب اقفلي، لو لقيته هكلمك."
"ضروري ونبي يا ياسر…"
"ماشي… ماشي."
قفلت معاها، وبدأت أدور عليه في كل مكان ممكن يكون فيه…
النايت كلوب، بيوت صحابنا، كوبري النيل، الكافيه…
كل ركن تخيلت إنه ممكن يروحه… دورت عليه فيه.
وملقتلوش أي أثر…
اختفى.
#كاميليا
كنت مشغولة إني أسكت صدام، وأخليه نايم أكبر وقت ممكن…
علشان السر ما يتكشفش.
بس القدر كان بيعيد صياغة الحكاية بطريقة تانية… ومن غير ما أحس.
وفي غمضة عين، خسرت ولادي الاتنين، والسر تقريبًا اتكشف…
وحـمزة؟… معرفش راح فين، ولا ممكن حصله إيه.
رجعت أوضتي…
هربت من نظرات كل اللي في البيت ليا،
وكلمت عز…
يمكن ألاقي عنده طوق نجاة، بعد ما الدنيا كلها قفلت في وشي.
رد عليا وقال:
"أيوه …"
"مصيبة يا عز… مصيبة كبيرة، وحطت على دماغي!"
"مصيبة إيه؟ الولد حصله حاجة؟"
قلت وأنا ببكي:
"معرفش."
"يعني إيه معرفش!"
"حمزة عرف كل حاجة!"
جاني صوته… مبتهج.
"عرف إيه بالضبط؟ عرف إنه مش ابن زيدان؟"
"آه… مالك؟ امبسطت يعني؟"
"وممبسطش إزاي؟ كده كل الحواجز اتشالت وهيعرف اني ابوه!"
كلامه عقد لساني…
حسيت إني بحارب لوحدي… وهو ضدي.
وانا اللي كنت رايحة له بعد ما الدنيا كلها ضاقت بيا
#رقية
صدام وياسر كلموني يسألوا عنه وهما الاتنين طلعوا عارفين اللي حصل.
طلبت منهم يتصلوا بيا لو وصلوله ولكن محدش منهم كلمني.
فخدت التليفونين في الشنطة وخرجت أدور عليه في الشوارع بنفسي
سألت عنه كل اللي قابلته ومحدش فيهم شافه
وبعد ساعات وأنا بسأل وأدور، وصلني اتصال من صدام، رديت بسرعة وقلت:
– لقيته؟
– لا، انتي روحتي فين؟ روحت البيت ملقتش حد.
– خرجت أدور عليه في الشوارع..
– طيب ارجعي، يمكن يرجع في أي وقت وميلقكيش في البيت..
– مش هيرجع، مستحيل يرجع بعد اللي عرفه..
– قصدك على إيه فيهم؟ إنه أبوه عايز يقتله ولا إنه مطلعش أبوه أصلًا؟
– كنت عارف؟
– عرفتي منين انتي؟
(سكت) وبعدين قلت:
– أبوه نفسه قالي..
– انتي تعرفي هو مين؟
– آه...
– انتي فين دلوقتي؟
قولتله على مكاني، وبعد دقايق كان عندي، فتحلي باب العربية.
دخلت قعدت جنبه، سيل من الدموع بينزل من عيني، حزن وخوف على حمزة اللي مش عارفين راح فين ولا حصله اية
فإداني منديل خدته منه، فقال:
– اهدي عشان نعرف نتكلم..
قلت ببكاء:
– نتكلم نقول إيه تاني؟ ما هو كلامنا اللي عرفه..
– عرف على أي حال، المهم دلوقتي أنا عايز أعرف مين أبوه؟ وعرفتيه إزاي؟
حكيت له كل اللي حصل من أول تدخله في جوازي أنا وحمزة، لغاية ما دخل عندي البيت وتهديده لي إنه مش هيخليني أشوفه
فاستدار لي وقال باهتمام شديد:
– يعني عارفة عنوانه؟
سكت شوية أحاول أفتكر، وبعدين بصيتله وقلت:
– لا معرفش، كنت متخدرة، ولما مشيت مركزتش في العنوان ولا الطريق..
– حاولي تفتكري أي حاجة..
ضغطت على دماغي شوية وحاولت أستجمع أي حاجة ومعرفتش، فقلت بوهن:
– مش فاكرة حاجة.. مش فاكرة
مال على الكرسي بيأس، وانا فكرت شوية وبعدين ابتهجت لما وردت لدماغي فكرة، وقلت:
– على فكرة! هو ممكن يكون عارف هو فين دلوقتي، هو طول اليوم ماشي وراه، ومش بعيد يكون عنده ..
قال بيأس:
– ولو عنده مش هيظهر تاني، انتي بتقولي عايز ياخده ويسافر، ودي فرصته.
عبس وشي، ورجع الحزن والخوف يتملكوني من جديد لما لقيت إني ممكن مشفهوش تاني، فتابع بتوعد:
– بس ده في أحلامه، لا هو ولا هي ليهم أولاد تاني، مش هسيبه يعمل اللي هو عاوزه حتى لو هقتله.
قلت باحتقار ناسية أنا بتكلم مع مين:
– هما الاتنين يستاهلوا القتل... هو والحقيرة الـ...
بترت كلامي لما خدت بالي إنه ابنها وإن صدمته فيها متقلش عن صدمة حمزة..
مبصليش ولا علق.
نزلت دموعي وقلت بضيق:
– أنا آسفة، من زعلي مش عارفة بقول إيه..
حرك دماغه بحركة خفيفة وشغل العربية ومشي، ورجعني الشقة وهناك قاللي:
– خليكي متخرجيش من البيت ولو حصل أي حاجة كلميني، وبذات لو شوفتي الراجل ده تاني..
– حاضر.
سيبته ودخلت، لقيت بسنت قاعدة جنب الباب ودموعها شلال بينزل من عينيها..
مكنتش طايقاها قدامي ولا مستحملة إني أبصلها.. صرفت عيني عنها وفتحت الباب ودخلت من غير ما أكلمها، دخلت ورايا وقالت باختناق..
– رقية، أنا آسفة، أنا محستش بنفسي بقول إيه، بس انتي سمعتيه قال إيه وشوفتي بابا تعب إزاي من كلامه...
دخلت جوه، مررت عيني في المكان أبحث عن أثره، عن أي حاجة تخصه تصبرني على اللي أنا فيه، لغاية ما شفت صورتنا سوا على الكومودينو..
مسكتها بين إيديا، تحسستها برفق..
ومر في بالي لحظاتنا سوا، ضحكنا، مقالبنا، خناقتنا اللي كانت بنسبالي اجمل من مليون لحظة رومانسية ممكن اعيشها مع غيره..
إزاي كل ده حصل في غمضة عين؟ ده إحنا لسة من ساعات كنا مع بعض ومفيش أسعد مننا، إزاي كل حاجة تنتهي بالسرعة دي؟
بصيتلها والدموع بتسقط من عيني وقلت:
– أهو مشي، ومحدش عارف عنه حاجة، تقدري تقوليلي أعمل إيه أنا دلوقتي وأرجعه إزاي؟
قالت ببكاء:
– أنا كنت بدافع عنك وبسكته عشان بابا، ولا عجبك طعنه في شرفنا..
هتفت في وشها بانفعال:
– كان هيقول اللي في قلبه ويمشي، وهيرجع هنا، أو كان هيلاقي حد يروحله، أولهم خطيبك!
شوفي دلوقتي، بسببك اختفى، محدش عارف هو راح فين ولا ممكن يكون حصله إيه!
– بتتكلمي كأني قصدت أقوله! نسيتي إني كنت بدافع عنك؟
– محدش طلب منك ده، أنا قولتلك اسكتي يا بسنت! بقيت أسكت فيكي وانتي مش راضية تفصلي، لغاية ما عرفتيه كل حاجة!
تقدري تقوليلي أنا هعمل إيه دلوقتي؟ ولا هلاقيه فين؟ ولو لقيته هداويه إزاي؟
بصتلي بذهول وهي مش مصدقة إني بقولها الكلام ده، ولا أنا بقيت فاهمة نفسي بقول إيه، ولا إزاي بلومها عشان مقبلتش تتهان وتشوف تعب بابا وتسكت..
اترميت بجسمي على السرير، مبقتش قادرة أقف ولا بقى عندي أمل إن حاجة تتصلح..
وبعد أقل من دقيقة وهي لسة واقفة مكانها، وأنا مش قادرة أبصلها.. جرس الباب رن.
سيبت الصورة وطلعت أجري عليه بلهفة لما تخيلت إنه هو.
فتحت، فاختفت لهفتي ورجع اليأس يملاني لما ملقتهوش.
وشوفت بابا وماما قدامي..
رجعت دموعي تنساب من عينيا، اترميت في حضنه وقلت ببكاء:
– بابا... الحمد لله إنك بخير
مسح على راسي وقال برفق:
– ماقولتيليش ليه؟
بعدت عنه، بصيتله وقلت:
– كنت هقولك إيه...
– تعالي.
حط إيده على كتفي، ضمني لحضنه ودخلنا جوه، وطلب مني أقوله كل حاجة لأنه مفهمش من بسنت كويس..
حكتله، وبعدين قلت بحزن:
– مهما كان اللي عمله، ميستحقش يكون ده عقابه يا بابا..
تنهد وقال:
– عقاب إيه يا بنتي؟ مفيش عقاب بييجي قبل الذنب، سواء غلط أو لأ، فكان ذنب أمه القديم هيلاحقه..
بص لبسنت وقال بلوم:
– بس مكنتش أتمنى يوصله على إيدك.
قالت ببكاء:
– أنا مكنتش قاصدة أعرفه يا بابا،.. مالكم.. أنا كنت بدافع عنها وعنك قبلي..انا مش وحشة قوي كدة علشان اعرفه عن قصد
قالت ماما:
– ومين قال إنك قاصدة؟ حتى لو انتي مقولتيش، كان هيعرف، هو ربنا يضحك عليه؟
تابعت بغيظ:
– يا مين يوريني وش الحرباية دلوقتي! نفسي أشوف شكلها عامل إزاي، ساعتها بس هتفش فيها وفي اللي قالته وعملته مع أبوكي واختك..
الفاجرة بنت الفاجرة.. هو كده ربنا مبيسيبش حق حد، اتهموا بنتي في شرفها، وهو طلع هو نفسه أمه مخلفاه من الحرام!
قلبي وجعني بسبب كلمتها الأخيرة، كنت هتكلم، لكن بابا سبقني وقال بحدة:
– إيه اللي بتقوليه ده يا وليه؟
– بقول إيه؟ مش هي دي الحقيقة يا خويا؟ مش هو ده اللي بهدل بنتي هو و أمه؟ أنا حبيته آه، بس هي لا، وربنا يزيدها، لا يفيتها، ولا يميتها قبل ما تتلبع بنفس النار اللي لبعتنا بيها.. الفاجرة
قال بتحذير:
– طيب اسكتي...ومش عايز أسمع كلام في الموضوع ده، ولا عقلك يوزك ويقولك احكي لنسوان المنطقة.
– انت اللي بتقول كده؟ أمال لو مكنتش...
قاطعها بحسم:
– قفلي على الموضوع ده بقولك يا ولية!
زمجرت بضيق غير راضية عن كلامه.
رمقها بابا بغضب ف قال وهي بتحط ايدها على بوقها
_ اهو قفلت بوقي، مش متكلمة تاني، وربنا على كل ظالم بقا
تنهد بضيق وصرف نظره عنها وبص ل لبسنت اللي بتعيط من غير صوت وقال:
– وانتي بتعيطي ليه؟ اللي حصل حصل، مفيش حاجة هتغيره. يلا خدي أمك وارجعي البيت، لا حد يدور علينا.
قالت ماما:
– وانت مش هتروح؟
– أنا قاعد مع رقية الليلة
#بسنت
مكنتش عارفة ازعل من إية ولا إية، ازعل إني قولتله بلساني ولا لأن رقية زعلت مني ومش شايفة اني كنت بدافع عنها ولا من رد فعل ياسر قبل ما يفهم اللي خلاني اقوله..
ولا على حمزة اللي مش عارفه هو راح فين ولا ممكن يحصله اية بعد ما عرف..
كنت حاسه ان روحي بتنسحب مني وبتخنق لغاية ما رجع ياسر يتصل بيّ بعد ما روحنا انا وماما البيت..
قفلت عليه ومرضتش ارد، كنت مجروحه منه قوي ومش قادره اصفاله..
وبعد لحظات وصلني رساله منه بيقولي فيها:
"كمان انتي اللي زعلانه.."
شوفت الرساله ومردتش ف بعت تاني:
"اوكي، تصبحي على خير.."
استلمتها وتابعت تجاهلي لرسايله وغصب عني بكيت بسببه هو بس،
وعقلي بدء يقولي سيبيه،
ازاي مفكرش حتى يهدا شوية ويسألني على السبب،
ازاي مأحسنش ظنه بيّ للحظة وتوقع اني مش وحشة قوي كده علشان اقوله وانا مش مضطرة
#حسن
كانت وحشاني ومش مرتاح وإحنا زعلانين حتى لو كنت مقتنع إنها غلطانة.
واللي منعني ابعتلها هو حرصي ان خالي يكون جنبها ويشوف الرسالة بدالها..
لساعات وانا براقب التليفون وبكتب واحذف،
لغاية ما زهقت من الإنتظار ومسكت التليفون من غير فايدة..
حسمت امري وقررت اكلم خالي نفسه واعرف اذا كان جنبها ولا لا..
واتصلت، رد علي وبادر بسؤال وكأنه كان مستنيني:
_فينك يابني..
_في البيت ليه..
_تعلالي على الشركة حالا..
ارتبت من طلبه ده وقلت:
_ شركة دلوقتي.. ليه يا خالي؟
_ تعال وهقولك..
_ طمني الاول في حاجة؟
_ تعال بس ، مستنيك متتاخرش.
_ حاضر، جايلك على طول.."
أسوأ حاجة في اقتراف الذنوب والمشي في طريق غلط،
ان المذنب بتتسلب منه طمئنينته وراحته النفسية.
طول عمر خالي بيكلمني في نص الليل يطلب مني اروحله لأنه ملهوش اصدقاء غيري،
والغريب ان نبرت صوته كانت بتدل ان في كوارث حصلت،
ومع كدة كنت بروحله وانا مطمن وعمري ما قلقت من اي مكالمة..
زي ما بقلق الفترة دي، مجرد ظهور اسمه او قوله لحاجة غريبة مهما كانت بسيطة،
بقلق واخاف واتوقع حاجات كتيره، وأولهم اني لما اقابله هيقولي اني بخونه..
قفلت معاه وانا في قمة انشغالي،
وعقلي بيودي ويجيب،
ايه موديه الشركة في وقت متاخر زي ده؟
وليه عايزني؟
هل عرف حاجة؟
أسئلة كتير مكنتش عارف اجابتها..
ولكن في نفس الوقت اللي كنت قلقان فيه، كنت شايف ان دي فرصة كويسة قوي عشان اكلمها،
منها اطمن عليها، ومنها اطمن منها لو في مصيبة مستنياني.
بعتلها رساله ورا رساله وهي كانت تشوفها ومتردش،
ف اتصلت بيها إتصالات متواصلة وبإلحاح،
كانت تقفل ومتردش.
#رحمة
كنت بشوف رسايله وبمنع نفسي ارد عليه لغاية ما وصلني رسالة بيقولي فيها:
_انا دلوقتي ورا الفيلا، ويا قاتل يا مقتول، اطلعيلي.."
توسعت عيني وشهقت بصدمة وانا بعتدل فوراً
_ بتعمل ايه عندك؟"
_ ما انا بقولك يا قاتل يا مقتول.. يلا مستنيكي.. هتتأخري ثانية هدخلك ويحصل اللي يحصل."
_ ورا الفيلا فين بالظبط؟ الأمن رايحين جايين عندك.. جيت ازاي؟"
_زي ما جيت، تعالي واقفي جنب شجر الورد وملكيش دعوة.."
_ هتودينا في داهية، أبو شكلك، جاية.."
سيبت التليفون وطلعت دماغي من الباب دورت في المكان ملقتش حد، فخرجت من الاوضة اتسحب على اطراف اصابعي، ولحسن حظي إن الكل كان في الأوض وتقريباً كانوا ناموا.
فتحت باب الفيلا بحذر، ولما طلعت منها مشيت بهدوء مصطنع قدام نظرات الأمن اللي واقفين عند البوابة وكأني خارجة أتمشى..
وبعد ما تجاوزت الفيلا واختفيت عنهم.. طلعت أجري على المكان اللي قالي عليه..
وصلت وبصيت هنا وهناك ملقتش حد، فقلت محدثة نفسي بصوت مسموع:
"والله؟!، ده بيشغلني.. وحياة أمك لا أوريك!"
وفجأة، إيد شدتني من خلف شجر الورد، ولقيت نفسي بين إيديه، محاصرني بالحيط وفروع الورد مدريانا، مكنتش شايفه شكله كويس ويدوب مفسرة ملامحة بسبب النور الخافت الصادر من اللمبة الموجودة في زاوية سور الفيلا
وسامعه صوته الخافت وهو بيقول أثناء اقترابه مني:
_ قدامك اهو وريني."
قلت بأنفاس لاهثة من شدة الخضة:
_ يخربيتك قطعت خلفي! انت ازاي دخلت هنا؟ افرض حد شافك دلوقتي؟"
قرب مني أكتر وقال:
_ ومتاخدنيش في دوكة، مبترديش ليه؟"
حطيت إيد على كتفه وإيد على مرفقه وقلت وانا ببعده عني:
_علشان صدام عجبني، قلت أروحلُه."
جذبني ليه بقوة، خبطت بصدره، وأصبحت بين إيديه بالكامل، فارض عليّ قوته، وهمسلي:
_ قلت كده من غيرتي عليكي، انتي عارفة إني بحبك."
بدأت عصبيتي تتبدد وتتبدل بشعور غريب أول مره أحسه، يمكن بسبب قربه ولمساته لي اللي مجربتهاش قبل كده..
ولكن كان شعور جميل
فكنت مسلمة ليه، وبطلت أحاول أبعده، وقلت:
_ وغيرتك دي بتروح فين وانا مع خالك؟"
_ الوضع هنا يختلف، أنا عارف إنك مبتحبيش خالي، وكمان عارف خبث صدام."
جيت أتكلم ف حط إيده على بوقي بلمسات ناعمة، وقال بخفوت بينما إيده بتقربني منه أكتر وانفاسه الحارة بتلامس وشي، بتسلبني قدرتي على المقاومة:
_متتكلميش تاني في الموضوع ده، أنا آسف.. المهم!، انتي وحشتيني قوي"
_ وانت كمان، كنت واحشني..
ابتسم ابتسامة خفيفة طالع عيني للحظات ف رفعت حاجبيّ بتساؤل، اشرلي على شفايفي بعنيه..
كان عايز يبوسني وبيسألني..
ميعرفش اني فقدت السيطرة على نفسي ومش ممكن احاول امنعه لو عمل ده من غير ما يسأل..
رديت بحركة خفيفة من دماغي وتابعت قربه بانفاس متسارعة وسيبت نفسي ليه بدون اي اعتراض..
وكأني مفيّش عقل ينبهني ان اللي بيحصل ده غلط
حقيقي مكنش فيا، ومعرفش ده حصل ازاي..
ازاي ممنعتوش، واعتبرت إن ده عادي..
ازاي سمحت ليه ولنفسي بالقرب ده من غير ما أفكر في وضعي، أو أخاف إن ممكن حد ييجي ويشوفنا سوا.
مرت دقايق وانا معاه، متقبلة قربه وقبلاته وضغطه على جسمي للالتصاق بي اكتر بتعطش وشوق لاكتر من كده.
كنت بتجاوب معاه بشكل كامل..
لغاية ما بدء الامر يخرج عن السيطرة..
مكنتش حاسة بحاجة حوليا حرفيًا ومفوقتش غير لما اهتز تليفونه في جيبه وفوقنا من اللي كنا فيه..
انفصل عني
وطلع التليفون من جيبه، تعلقت عينه على الرقم، وخرجت منه تنهيدة عميقة وهو مغمض عينيه بضيق، وبعدين قفله ورجعه في جيبه، وقال:
_ أنا لازم أمشي، وهكلمك، متبعتيش انتي.."
_ ليه؟"
_ خالي عايزني أروحله الشركة، واحتمال أتأخر عنده..."
_ هتروحله دلوقتي؟"
_آه، كلمني بيقولي أروحله، مش عارف ماله.."
_ انت سمعت باللي حصل في البيت النهاردة؟"
_إيه اللي حصل في البيت؟"
_حمزة جه يزعق ويقول بابا عايز يقتلني، وقال لمامته إنها مخلفاه من الحرام.."
قال بصدمة:
_إيه؟!!"
ده اللي حصل قدامي.. "
_إيه العبط ده؟ أكيد في حاجة غلط، هروح وأفهم من خالي.."
قال بتحذير وهو بيمسك خدي:
_بس متبقيش تطنّشيني تاني.."
قلت بابتسامة:
_طول ما انت بتزعلني هطنّشك.."
بص لعنيا وقال بوقاحة وهو بيقربني منه تاني
_ولو انتي عايزة اللي حصل بينا دلوقتي يتكرر تاني جربي تطنشيني..
ديرت وشي عنه لما غلبتني ابتسامتي ف باس خدي وقال
_ انا لازم امشي، مش هقدر اقاوم جمال امك كده كتير..
مسكت فيه وقلت:
_ استنا، هو انت دخلت ازاي ومشفوكش؟"
_ركنت العربية بعيد، واتسحبت وعديت بعيد عن الكاميرات.."
_ايه ده؟ يعني مفيش أمن بره؟ أنا لما بصيت قبل كده لقيتهم رايحين جايين.."
سكت شوية وكأنه بيفكر، وبعدين قال:
_ آه آه، ما هما بيروحوا ويجوا، طول الوقت حوالين الفيلا.. وبيشوفوا اي حد معدي، بس انا بقا رميت طوبة بعيد ف راحوا يشوفوا في وقدرت ادخل وميشوفنيش"
_ طيب افرض قفشوك وانت خارج يا فالح.."
_ لا ما أنا اتعلمت منك، وهعرف أهرب، يلا بقا اتأخرت.."
_ ماشي، ابقي كلمني لما تطلع.."
_ هكلمك.."
قالها وباسني بوسة سريعة، وبعدين بعد وقال بابتسامة:
"ده الحمدلله إن فرصة مقابلتنا قليلة، والا مكنتش هضمن نفسي .."
ضربته في كتفه وقلت بابتسامة مقدرتش أخفيها:
"انت قليل، امشي.."
زقيته، ولأنه كان مستعجل سابني وخطى من زاوية اخر سور الجنينة
وأنا رجعت من تاني وانا مبسوطة قوي وفي نفس الوقت محرجة من نفسي ومحرجة منه اكتر..
دخلت أوضتي وبعتله.
كنت عايزة اتكلم معاه وفي نفس الوقت احذره من انه يكرر العملة دي تاني، حفاظ لماء الوجه مش اكتر.
بس كان قافل الإنترنت ف اتصلت بيه وانا مطمنة انه ملحقش يوصل لياسين
---
#صدام
بعد ساعات من اللف في الشوارع، رجعت البيت تعبان ودايخ، مش قادر أفتح عيني ولا أصلب طولي، مشيت بخطوات ثابتة تقيلة باتجاه أوضتي..
وعند وصولي لأوضة رحمة، وقفني صوت فتح باب أوضة ماما من فوق.
معرفش ليه وقفت مكاني أستناها، لغاية ما شوفتها نازلة من فوق..
يمكن علشان كان عندي كلام كتير لازم يتقال،
يمكن علشان أأكدلها كرهي ليها،
يمكن كان عندي رغبة أعرف هتقول إيه بعد ما اتفضحت قدام الكل،
أو يمكن كان لي نصيب في حاجة تانية.
نزلت ماما من فوق، ومع قربها لي كان بيوضح شحوب وشها وأثر الدموع عليه.
ما أشفقتش عليها ثانية واحدة، بالعكس كان استحقاري وكرهي ليها بيشعوا من نظراتي ليها..
استمرت في هبوط درجات السلم، ومكنش باقي إلا عدد سلمات قليلة عشان توصلني بالكامل.
وقتها سمعت صوت رحمة بتتكلم جوه أوضتها بصوت كانت حريصة إنه يكون واطي، ولكن قدرت أفسر كلامها كويس، وهي بتقول:
"لحقت أوحشك إمتى؟"
أنصت لصوتها للحظات في الوقت اللي أمي بتقرب، وسمعتها وهي بتقول:
"وانت كمان وحشتني، بس أوعى تفتكر إن عجبني قلة أدبك، لو كررتها تاني هقول لياسين اخليه يدبحك ويخلصني من اللي بتعمله فيه كل شوية."
ازدردت لعابي بصعوبة، ولمعت قطرات العرق على جبيني،
وانا بتوجه بعيني ناحية أمي اللي قدرت تسمع نفس الكلام اللي سمعته،
واللي شغلها عني خلاها تنصت بالكامل علشان تسمع باقي الكلام وتتأكد من الفكرة اللي وصلتلنا احنا الاتنين،
وهي إن رحمة تعرف واحد تاني غير عمي ياسين وبتخونه معاه