رواية ارملة اخي الفصل السابع عشر17بقلم فاطمه الالفي

رواية ارملة اخي 
الفصل السابع عشر17
بقلم فاطمه الالفي 
بعد ان صارحها بمشاعره ووعدها بالزواج إذا عاد من تلك المهمه الصعبه ،لا يعلم متى دق الحب باب قلبه ، فقد قضى طوال عمره يسعى للانتقام ولم يفكر بحياته ، فقد كرث حياته للعمل فقط واغلق على قلبه بالاوصاد ، ولكن أتت الرياح لتعصف بكيانه وتقلبه رأسا على عقب ، فقد نجحت بسلب مشاعره دون ان يشعر وقد نمت بينهما مشاعر صادقه وقت اذمتها لم تجد غيره يساندها ،اخبرته عن مشاعرها التى كانت تكنها لذلك الفتى الذي قتل غدرا على يد " ريان الحديدي " فهو الشخص الوحيد الذي نظر لها بمنظور مختلف ، فقد لمس صدقها واحتياجها ليد قويه تدفعها للأمام وانتشالها من تلك البئره التى كانت تنغمس بها ، لذلك تمسكت به بقوه ، لانها فقدت بحياتها الصديق والرفيق وأيضا الحبيب ، وشعرت بالذنب القاتل بعدما رحل عنها وهى التى تسببت فى مقتله لذلك كان يقتلها الشعور بالذنب مرارا وتكرارا ، الى ان التقت بفهد وتبدلت حياتها دون أن تشعر ..

افصح كل منهما عن مشاعره للآخر ، تشبثت به بقوه ، ترفض ابعاده عنها بعد أن عثرت عليه ليجعل حياتها تضئ بالامل من جديد .
- بلاش تسافر يا حسام عشان خاطري ، أنا خايفه اوي تبعد عني ،انا ماليش غيرك يا حسام
احتضن وجنتيها بين كفيه ونظر لها بحب : اوعدك هرجعلك تاني وهنتجوز كمان ، اوعدك اللى جاي كله فرح وسعاده وبس ، هننسي كل الاحزان والاوجاع اللى مرينا بيها .
تعلقت انظارها بوجهه بحزن وهمست بصدق تقص عليه حقيقه مشاعرها : لم قابلت اسلام وعرفت ان كابتن تنس حبيت ادرب معاه عشان اسالي وقتي واتعرف على ناس جديده ، حسيت ان حد كويس غير ريان وعمرو ، ماعنديش اصحاب بنات ، عشان كل لم اقرب من بنت وتدخل شلتنا ، عمرو وريان يتراهنو مين يفوز بيها الاول ، فاخدت قرار مش هعرف بنات تاني وابعد عنهم هم كمان ، بس للأسف ريان كان بيطاردني فى أي مكان بروحه ، لحد لم قابلت كابتن اسلام ووافق ان يدربني ومع الوقت بدءت احكيلو أنا عن حياتي عشان حسيته انسان مختلف ومحترم ، قالي ان هو هيساعدني وواحده واحده حياتي هتتغير وبلاش اعرف الاشكال دي تاني ، اسلام كان نقطه تحول فى حياتي ، بس للأسف ريان كان دايما حاجز قدامنا ،ريان ماكنش عايزني أكون لحد غيره ،انسان مغرور واناني ، مابيحبش غير نفسه ، خطط لقتل الانسان الوحيد اللى فهمني من جوايا ومن غير مايحكم عليه بالمظاهر ، أنا عايزة اتغير يا فهد ، أنا بعد موت اسلام اتوجعت اوى وحزنت جدا عليه حسيت ان مات بسببي انا ، كان هو طوق النجاة بالنسبالي عشان أبعد عن البيئه اللى أنا عايشه فيها ، لحد لم قابلتك ، ماانكرش كنت خايفه منك ومرعوبه كمان وأنا جنبك فى العربيه ، لكن تفاجئت بانك بتحذرني من رشدي وان افضل على اقوالي ، استغربت موقفك جدا وفضلت افكر ليه بتعمل معايا كده رغم انك شغال معاهم ، انشغلت بالتفكير فيك ، وكنت حاسه انك عندك سر ورا اللى بتعمله ده ولم قابلتني تاني وخلتني اعرف وكيل النيابه مكان مراته فين ،ولم رشدي جي هددنا كنت بستنجد بيك انت مش عارفه ليه ، ولم شوفت ماما غرقانه فى دمها ,ماكنتش عارفه أعمل ايه ولا أتصرف ازاى ، كأني جوة حلم ومش عارفه اخرج منه ، فكرت فيك انت ، ماكنتش اعرف ان اتعلقت بيك بالسرعه دي غير لم لاقيتك جنبي وفى ضهري ، عايز دلوقتي تبعد عني بعد كل ده .
ابتسم بخفه ورفع وجهها لينظر إليها بجديه : عايز اعتراف صريح وقوي ، اعتراف يرضي غروري ههه
تقابلت العيون بنظره طويله ثم همست برقه : حبيتك وانت فهد وكنت متاكده ان عندك مبرر عشان تشتغل مع الناس دي ، وحبيتك اكتر واكتر لم عرفتني بحسام ، وقتها حسيت ان قريبه منك عشان تأمني على سرك .
اطلقت تنهيده قويه ثم اردفت قائله : أنا بحبك اوي يا حظابط
ضحك بقوه ثم جذبها لصدره وطبع قبله رقيقه اعلى خضلاتها السوداء ، ثم ابتعد عنها برفق
- وأنا كنت واحد عهد على نفسي لا أحب ولا اعيش حياتي غير لم اخلص من سامي وكل المافيا اللى وراه ، بس مافيش سلطان على القلب ، حبيتك عشان انتى شبهي ، كنت حاد معاكي فى الاول عشان شوفتك مستهترة زى عمرو وريان ، لكن لم قربت منك عرفت جواكي ايه ، ماكنتش اعرف ان مشاعري اتحركت ليكي غير لم فكرت أسافر ، حسيت ان همشي وهسيب قلبي هنا ، ماقدرتش أتحرك ولا أبعد ، حاسس بقيود تربطني بيكي وماينفعش افكها وابعد ، رجعتلك عشان حسيتك مني وكان لازم تعترف بحبي واطلبك للجواز
- يبقي نتجوز واسافر معاك
جحظت عيناه بصدمه وهز راسه نافيا : لا طبعا ده جنان رسمي ، لم ارجع ان شاء الله تعمل كل اللى نفسنا فيه ، دلوقتي مطلوب منك تخلي بالك من نفسك وماتفتحيش الباب لاي حد ،وانا هحاول اكلمك على قد مااقدر عشان اطمن عليكي ، وفى عم صبحي البواب هيطلع يشوف طلباتك وفى كمان بنوته كده اسمها ورد ، دي تقدري تفتحيلها الباب وانتي مطمنه وهتسليكي فى غيابي ، وبالنسبه للقضيه لو اتاخرت فى مهمتي دي ، عندك فارس وكيل النيابه هيخلصلك تصريح الدفن واستلام والدتك من المشرحه وكمان سياده اللواء اكمل سلام عارف بوجودك هنا فى شقتي ، لو حصلي حاجه ومارجعتش هيقف جنبك وهيكون اب ليكي ،وجوده جنبي واحتضانه ليه فى بيته وسط عيلته ده كان اكبر دافع ليه ان أوصل للى أنا فيه دلوقتي ، هم دول عيلتي وهيكونو عيلتك انتي كمان
انسابت دموعها بغزاره وقاطعته بحزن : ليه بتتكلم كده ، سبني أكون جنبك ،بلاش تبقي لوحدك
مسح دموعها وهو يبتسم لها : صدقيني ماينفعش
- خلاص نتجوز قبل ما تسافر
هتف بصدمه : نتجوز ... !
هتفت بحزن : يبقي حضرتك بقى مش واثق فى قرارك وشايف انك اتسرعت
- لا يا رنيم أنا قد كل كلمه قولتها وعند كلمتي يا مجنونه انتي ، كل الحكايه ان خايف بجد عليكي ووجودك معايا هيلفت انتباه ومش بعيد سامي نفسه يكشفني ،انا رايح مهمه صعبه ، اصعب مهمه فى حياتي كلها ومش عارف هرجع منها ولا لاء وعشان كده خايف اسمك يرتبط باسمي ،هيكون ظلم ليكي صدقيني ، انتي عندك حياه قدامك ولسه مشوارك طويل لو أنا ربنا ماكتبليش العوده تكوني ماخسرتيش حاجه ، تحبي تاني وتكملي من بعدي عادي
ابتعدت عنه بصدمه وهمست بصوت يكسوة الحزن : انت متخيل ان من بعدك هعرف اكمل حياتي واحب ، قلبي ماحبش غيرك ، قلبي اختارك رغم وجعي وفى عز حزني والمي على امي ، قلبي طبطب عليه بوجودك فيه ، لو فاكر ان القلب يقدر يساعه كل يوم حبيب تبقى غلطان ، عشان قلبي أنا مش هيسكنه غيرك الحب اللى اتولد فى ظروفنا الصعبه وفى وقت الاذمه مش حب سهل ينتسي ، لو مارجعتش يا حسام ، روحي عمرها ماهترجعلي ومش هعرف اتنفس من غيرك عشان مابقاش ليا غيرك
زفر بضيق وهم باحتضانها ولكن تفاجئ برفضها واعطته ظهرها ، شعر هو بمدا حزنها ، لمس صدق كلماتها وحقيقه مشاعرها ،وقف عاجزا عن اتخاذ القرار ، لأول مره يجد صعوبه فى اتخاذ قرار يخصه بهذا الشكل ..
ساد الصمت بينهم لبعض اللحضات الى ان قطع الصمت بجذبها بقوه من يديها ليغادر بها البنايه ،وهى منساقه خلفه بذهول الى ان فتح لها باب سيارته لتستقل المقعد المجاور له ثم أنطلق فى طريقه الى وجهته المنشوده ...
صفا سيارته امام احدى مكاتب المحاماه ،ثم ترجل من السياره ودار حولها الى حيث الباب الثاني ، يفتح لها باب السياره لتترجل هي الآخر وهى تنظر حولها فى دهشه ثم رفعت مقلتيها تواجهه وتهتف بتسأل :
- احنا جاين هنا ليه ؟
رفع احدي كتفه بلامبالاه وسار بها لداخل العقار وايديهم متشابكه , عاد بتسأل ثانيا ولكن استوقفها بوضع انامله اعلى شفتيها لكي تصمت .
لاحت ابتسامته وهو يتطلع إليها بصمت ثم ارسل إليها غمزه بعينيه اليسرى وهو يهمس بدفئ : هنتجوز ..
اتسعت عينيها بعدم استيعاب لتجد نفسها فجأة داخل مكتب ضخم ، صافح حسام شخص ما وهى تنظر لهم ببلاها .
استقبله ذلك الشاب بترحاب شديد :
- حسام باشا نورت مكتبي المتواضع
- منور بيك يا متر
جلس حسام مقابله له ونظر لرنيم وهو يشير إليها بالجلوس : اقعدي يا حبيبتي واقفه ليه ؟
جلست امامه بصمت .
لينظر حسام لذلك الشاب بجديه : حسن ينفع تجوزنا دلوقتي
نظر له بصدمه : دلوقتي ، دلوقتي .
ابتسم حسام وهو يؤمي بالايجاب : ايوة دلوقتي ، في مانع ولا ايه ؟ هو كتب الكتاب ليه وقت معين ولا ايه ؟.
- لا بس استغربت وكمان متفاجئ
- طيب ايه المطلوب ؟
تحدث بجديه : محتاج ٤ صور ليك وللعروسه وكمان ٢ شهود ولو العروسه تحت السن وكمان بكر رشيد لازم يتم العقد بحضور وكيلها .
- تمام الصور ممكن بعدين ولا ايه ، اما بقى الشهود أكيد فى عندك فى المكتب
- وبالنسبه لوكيل العروسه ؟
- رنيم مالهاش حد وتقدر تجوز نفسها ، هى عمرها 21 سنه يعنى مش قاصر
تنهد حسن بضيق : من غير وكيل يا حسام هيكون زيه زي العقد العرفي ورقه و٢ شهود وخلاص
وقفت رنيم عن مقعدها تنظر له بحزن : خلاص يا حسام لم ترجع من السفر هنجهز كل حاجه
نظر حسام لحسن : معلش يا حسن هخرجك من مكتبك ، شوفلي اتنين من اصدقائك هنا فى المكتب يشهدو على العقد
نهض من مجلسه بنفاذ صبر : حاضر يا حسام اللى تشوفه .
غادر حسن مكتبه واغلق الباب خلفه ، اما حسام اقترب من رنيم وهمس بصوت حاني : مش عايز اشوف دموعك قبل ما أسافر وأنا خلاص مش هرجع عن قراري وهنتجوز عشان عايز أسافر واسمك مربوط باسمي عشان ماتحسيش انك لوحدك وأنا هكون دايما معاكي حتى لو بعيد عنك ، زى تماما هتكوني قريبه مني رغم بعد المسافات وهحافظ على حياتي عشان مابقتش لوحدي فى حياه تانيه تخصني ويهمني وجودنا مع بعض
ضمته بقوه وعلى صوت شهقاتها ليمسد ظهرها بحنان ويهمس لها بمشاكسه : مابلاش دموعك دلوقتي يا امال
ابتسمت برقه وسط دموعها ، ابتعد عنها ليهاتف الشخص الذي كان دائما يقف فى ظهره كسد منيع يحميه من كل عثرات الحياه ، الاب الروحي له ، السند والدعم والقوه والامان ، كل ذلك يتلخص فى كونه الاقرب لقلبه وكل عائلته الا هو" اللواء اكمل سلام "
مازال يقود سيارته فى طريقه لبلدته ، وبين حين واخر ينظر لها يتفقدها ، فمازالت تغفو بمقعدها منذ أن استقلت بالسياره لتغلق اهدابها وتذهب فى نومها ، لا يصدر عنها سوا أصوات انفاسها المنتظمه ، لا يعلم بانها تصنعت النوم لكي تهرب من نظراته ، تخشي ان تنفضح مشاعرها بانها ترفض ذلك البعد ، لذلك حاولت التصنع بالنوم ولكن الان تشعر بملل الطريق والصمت الذي خيم عليهم ، لتخرج صوت تنهيده حارقة ثم فتحت عينيها لتتطلع للطريق .
نظر لها بقلق : انتي كويسه ؟
هزت رأسها بالنفي ،انتابه القلق ، اوقف السياره جانبا ، ثم نظر لها بتسأل :
- تعبانه ، حاسه بحاجه ؟
وجد نفسها تطلع لسودويته بضعف وابت الكلمات ان تخرج من بين شفتيها
- قدر قوليلى فيكي ايه ،احنا لسه على الطريق قدامنا ساعتين ونوصل ، قوليلى حاسه بايه عشان اقدر أتصرف ؟
- مستعجل عشان تخلص مني بسرعه وترجع لشغلك ، اسفه ان بعطلك .
جحظت عيناه بصدمه وهتف : بتعطليني .. انتي بتقولي ايه ،وايه اخلص منك دي ، يا بنتي يا حبيبتي أنا شايف وجودك هنا فى البلد أمان ليكي وهتستردي اللى ضاع منك ،قدر رجعت لمكانها وحياتها وسط اهلها وده هيفرق فى نفسيتك كتير
- وانت
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرة وهمس بمشاكسه : أنا هرجع لشغلي عندي قضايا مهمه ولم اخلصهم هاخد اجازه واقضيها وسط اهلي ونرجع لبيتنا ولحياتنا وننسى اللى فات ونعيش حياتنا بقى
لم تكترث لما قاله فقط شعرت بانه تخلص منها من اجل الاتنباه لعمله. , إذا فكانت عبئا عليه والان يريد التحرير من ذلك العبئ ، فالتزمت الصمت .
ظل يتطلع إليها لعده ثواني يريد ان تبادله الحديث وتشاركه الحوار ولكن خذلته بصمتها ، عاد يقود سيارته دون ان يتفوه بشئ اخر 
بعد ان تم عقد القرآن ووضع حسام يده بيد الاب الروحي له ، صديق والده وكان مثابه الاب له بعد رحيله والان يضع يده بيده ليصبح وكيل زوجته .
أنتهى عقد القرآن وقبل ان يودعه اكمل ، جلس معه وحده يريد توضيحا لما فعله :
- انت ناوي تجنني يا بني ؟ ايه اللى انت بتعمله ده ؟ بدبس نفسك بجوازه وانت مسافر مهمه صعبه ،مهمه بتكلفك حياتك كلها ، ده وقته يا سياده المقدم
ابتسم له بود وهمس بصوت خافت بالقرب من اذنه : ابنك اللى مخلفتوش حب وبيتجوز فيها حاجه حضرتك ؟ ولا انا مش من حقي أحب واتجوز واكمل فى حياتي بعد لم ارجع حقي وحق اهلي واللى غلط يتعاقب
- حبيتها ولا بتضحك على نفسك وعليها قبل منك
نظر له بصدمه : بتضحك على نفسي وعليها ليه ؟
- عشان صعبت عليك ، مالهاش حد وظروفها زي ظروفك , انت نسيت دورك كظابط ولا ايه ، ولا دي لعبه جديده بقى فى شغلك
هز راسه نافيا : لا حضرتك عارف ومتاكد كويس اوي أنا مش بتاع عواطف ومشاعر فى شغلي ، بس رنيم بره اللعبه ولعبتي مش معاها وخلاص أنا بنهي لعبتي وهسلم سامي وكل اللى معاه بنفسي ، أنا بجد كنت متخيل ان قلبي جامد ومايعرفش يحب بعد الحزن والسواد اللى كان ماليه ، بس ظهور رنيم فى حياتي غير جوايا كتير وقبل كل ده قلبي دق وعرفت طعم الحب
- بجد يا حسام يعنى جوازك منها حب مش تضحيه ولا شفقه ولا أي حاجه تانيه
ابتسم له واومي بالايجاب : بحبها يا عمي والله وخايف عليها من بعدي ، لو حصلي حاجه خليك جنبها وكمان جودي تقرب منها وطنط احلام ، هى مالهاش اهل غيركم ، لو ربنا مااردش ارجعلها
قبض على كتفه بقوه وتحدث برجاء : هتخلي بالك من نفسك يا حسام وهترجع بأمر الله هترجع وهتخلص مهمتك على اكمل وجه ، وهنعملك أحلى فرح ، وانت ورنيم مش لوحدكم ، زى ماانت ابني هي كمان هتكون بنتي وهاخدها معايا الفيلا من دلوقتي هتنتظرك فى بيتك
عانقه حسام بقوه ثم ودعه بعد أن رفضت رنيم الذهاب معه واصرت على انتظار زوجها بشقته كما انها شهدت على حبهم وارادت ان تبدء حياتها فى تلك الشقه ، واوصلها حسام امام البنايه وقبل ان تترجل من السياره عانقها عناق حار يبث كل منهما احتياجه واشتياقه للآخر ، ثم ابتعدت عنه والدموع تنساب اعلى وجنتها ، ترفض بعده ولكن ليس بيده فعل شئ اخر سوا الوداع لاكمال ما بدءة ....
مرت الساعات بصمت قاتل على كلاهما ، الى ان صفا سيارته امام منزل عائلته بالمنيا ، اطلق تنهيده حارقه ثم نظر إليها ليتفاجئ بمغادرتها لسياره ، هو راسه باسي وترجل هو الاخر وهم بحمل حقيبتها والدلوف سويا لداخل المنزل ...1
سبقته بخطواتها الغاضبه وهو خلفها يشعر بالضيق بسبب تجاهلها العمد .
همت بدق جرس المنزل ليضع يده هو الاخر اعلى كفها الرقيق ، حاولت ازاحه كفها ولكن كان مقبض عليه بقوه لن يسمح ليدها بالافلات ، ولكن قطع تلك اللحظه فتح باب المنزل ليخرج صوت شقيقه القوي يهتف بترحاب :
- يا اهلا بالغالي
اقترب منه فارس يشدد على كتف رحيم : ازيك يا رحيم ، وينو الحاج والحاجه
افسح لهم الطريق لدخول : جاعدين فى المنضرة نطرينك يا خوي
علمت قدر بانهم على علم مسبق بقدومهم ، سارت خلف فارس الى الغرفه المنشوده .
تقدم فارس بخطواته الواسعه يعانق والدته ويقبل رأسها وكف يدها ، ثم اقترب من والده يطبع قبله حانيه اعلى راسه : اتوحشتكم جوي جوي
دلفت بخطوات مضطربه لتقف امام راجيه لتقابلها الاخيره بعناقها القوي ،وعندما ابتعدت عنها تقدمت الى حيث يجلس يونس تقبل راسه ثم كفه ليقبلها الأخير ويطبع قبله حانيه اعلى جبينها ويربت على ظهرها بحنان : الله يرضى عنيكي يا بتي ، كيفها صحتك دلوك
ابتسمت له بود : بخير الحمد لله يا بابا الحج
اقبلت عليهم قسمت بذلك الوقت تقترب من قدر تعانقها وتبادلها الاخيره العناق بشوق ،ثم اقتربت من شقيقها تعانقه هو الاخر وتجلس بجواره 
همس باذنها بصوت خافت : زي مااتفقنا يا قلب اخوكى ، خلي بالك من قدر
ابتسمت بسعاده وهو تهز رأسها بالايجاب : ماتحملش هم
هتفت راجيه وهى تنظر لابنتها : جومي مع مرت خوكي ترتاح فى اوضتها
نهضت عن مقعدها تسير بجوار قسمت الى حيث غرفه فارس ، نظرت له بدهشه :
- بس دي مش اوضتي يا قسمت
لاحت ابتسامتها وهى تحاوط كتفها وتجذبها لداخل الغرفه : من هنا ورايح دي اوضتك يا قدر واوضه فارس ،مش بجي راجلك يا جمر
تنهدت بضيق وهى تخطى بقدميها لأول مره داخل تلك الغرفه ، تركتها قسمت بعد قليل
- غيري خلجاتك وأنا هشوف سوق خلصت الوكل ولا لساها
بعد ان غادرت قسمت الغرفه ظلت قدر تتطلع لغرفته بفضول ، جذبتها خضرويتها لذلك البرواز الموضوع اعلى الكومود بجانب الفراش ، سارت بخطواتها الثابته ثم التقطت البرواز تنظر له بدهشه ، شعرت بنبضات قلبها تتقازف داخل صدرها ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم وضعته كما كان .
وعندما دارت وجهها تفاجئت به يقف خلفها ، خرجت شهقه عاليه من بين شفتيها ، كان قريب منها بشده وعندما دارت وجهها كادت ان تصطدم بصدره فخرجت شهقتها العاليه .
حاوطها من ذراعيها والابتسامه تعلو ثغره ثم همس بمكر وهو ينظر للبرواز الذي يحمل صورته : أنا خبطت على الباب قبل ما ادخل ،بس يظهر انك كنتي سرحانه فى حاجه كده ولا كده
ابتعدت عنه بتوتر ثم جلست اعلى الفراش وهى تنظر ارضا : ماكنتش سرحانه ولا حاجه ، أنا ماسمعتش بس
أومي براسه بالايجاب ومازالت الابتسامة تعلو ثغره ، تقدم منها بخطوات بطيئ جعلت دقات قلبها فى تزايد ، خشت ان تفضحها تلك الدقات ويشعر باضطرابها .
جلس بالقرب منها وهمس بجديه : ممكن نتكلم شويا قبل ما ارجع القاهره
- اتفضل قول اللى عايز تقوله
صدمته بردها الجاف ،تنهد بهدوء ثم نهض من جانبها وهو يعطيها ظهره وهمس بصوت دافئ :.
- كنت عايز اطلب منك تخلي بالك من نفسك ، مش عارف هنتقابل تاني ولا لأ ، بس لازم تعرفي ان هنا أمان ليكي
شعرت بوخذه داخل صدرها اثر كلماته ،نهضت من مكانها تقف امامه وعيناها تطلع له بقلق :
- ليه بتقول الكلام ده ؟
تنهد بحزن ثم اردف قائلا : أنا ماجبتكيش هنا عشان أهرب من مسئوليتك زى ماانتي فاكره ولا كنتي حمل عليه خالص من يوم ما دخلتي حياتي ، بس فى الوقت ده بالذات لازم تكوني فى امان عشان مايتكررش اللى حصلك قبل كده ، القضيه اللى شغال فيها كبيره اوى وكل يوم بتتعقد اكتر وبيظهر ليها خيوط كتير ،مش هتحمل حد يقرب منك ولا يأذيكي باي طريقه عشان كده انتي هنا دلوقتي وكمان اعصابك هتهدى هنا ونفسيتك هتتحسن ولو ليا فى عمري باقي وخلصت من القضيه دي بدون خساير هتلاقيني قدامك وبطلب منك ترجعي معايا ،بس وقتها فى تغيرات لازم تحصل ، هتعرفي كل حاجه فى وقتها .
تقدم بخطوه ليقتصر المسافه بينهم ، رفع كفيه يحتضن وجنتها ثم طبع قبله رقيقه اعلى جبينها وهمس بدفئ :هتوحشيني ..
انسابت دموعها بصمت ثم وجدت نفسها تعانقه دون تردد ليبادلها العناق بقوه ، ازدادت شهقاتها بين احضانه ، ابتعد عنها برفق ثم رفع انامله يمحي لها دموعها المتساقطه : ليه بتعيطي ؟
دفنت وجهها باحضانه وهمست بصوت مبحوح : لو كنت قولتلي الحقيقه ماكنتش سبتك لوحدك وجيت أنا هنا
ابتعدت عنه بغضب ورمقته بنظره عتاب : من حقي كنت اختار أنا عايزة ايه ، لكن حضرتك فكرت وقررت وكمان نفذت وأنا كنت زى ال
انسابت دموعها بقوه واستطردت قائله : وأنا ولا حاجه ،ماليش حق اقرر أنا عايزة افضل ولا امشي ، على العموم كتر خيرك يا حضرة وكيل النيابه على خوف حضرتك ،انا كبيره كفايه اقدر احمي نفسي كويس وشكرا لحضرتك
انهت كلماتها بقلب مكلوم ثم ارتمت بالفراش تخفي وجهها اسفل الوساده ، تحت نظراته الصادمه .
عاد يزفر بضيق ثم جلس جانبها مد يده يحاول لمس كتفها لكى تستمع إليه بعقلانيه ولكن تراجع عن لمسها ثم هتف بصوت جاد : قدر انتي مش فاهمه حاجه الموضوع مش بسيط ولا بسهوله زى ماانتي فاكره ، دي مش مجرد قضيه دي جريمه بشعه جرت وراها كمان جريمتين أبشع ، ماكنش ينفع اتكلم معاكي فى أسرار شغل ولا ينفع اعرض حياتك للخطر ،لازم تفهم كده كويس وماعنديش خيار تاني غير ان احميكي وابعدك باي شكل واي تمن ، قدر ارجوكي قدري موقفي وادعيلي عشان ارجعلك تاني وساعتها نبقي نصفي كل الخلافات دي ، بجد مش وقت زعلك خالص ، أنا مش عارف إذا كنت هشوفك تاني ولا دى اخر مره
رفعت الوساده واعتدلت فى جلستها تنظر له بعينين دامعه وهى تهمس بحزن :
- انت كمان عايز تسبني ، ليه كل لم حد يقرب مني يبعد عني بالشكل ده ، انت وعدتني انك هتفضل سند ليا ومش هكون لوحدي بعد كده ،ليه بتخلف وعدك دلوقتي
ابتسم بالم : مش بمزاجي صدقيني ، لو باختياري كنت فضلت جنبك العمر كله ، لكن فى حاجات بتكون فوق طاقتنا كبشر ، فى حاجه اسمها تدابير المولى عز وجل ، يعنى لو ربنا اراد ارجعلك هرجع ولو اراد يسترد ودعتها هل من حقي او حق أي مخلوق على وجه الأرض ان يعترض على اراده ربنا ، انا فى أي قضيه بتقابلني ويخرج أحقق فيها بكون معرض ان حياتي تنتهي فى أي وقت " قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله "
ممكن ماتزعليش ودعوه حلوة من قلبك قبل ما امشي ، بجد يا قدر ورايا هم كبير جدا محتاج اتخلص منه قبل ما نبدء حياتنا مع بعض ، إذا كان لسه فاضل فى عمري سنين وشهور ، ايام ، ساعات ، هتمني اقضيها معاكي انتي .
رفعت اناملها الرقيقه تتحسس وجنته وهي تهمس بصوتها الهادئ : ممكن ماتتكلمش عن الموت ،وانا عايزة ارجع معاك ، هكون معاكي فى كل لحظات حياتك ، بلاش تعيش الخوف والقلق لوحدك ، نعيشه سوا
ابتسم على براءتها ثم جذبها لصدره واطبق ذراعيه بقوه يريد ان يخفيها عن عيون الجميع واغمض عيناه ليستمتع بجمال تلك اللحظه ، غمرته مشاعره وبدء بتذوق شفتيها العذبه فى قبله عاصفه تهز كلاهما من الداخل ، يبث لها مدا حبه وصدق مشاعره ، لغة المحبين اصدق من الكلام 
وقف طارق فى مقابله سامي ، يتحدث معه بسخريه وهو يضع هاتفه امام اعين الاخر ،ثم هتف بحده :
- مش ده فهد اللى هو زى ابنك ودراعك اليمين وبتثق فيه وهو يفديك بروحه ،هو ولا مش هو يا باشا
دقق سامي النظر فى تلك الصوره الذي ألتقطها طارق بكاميرا موبايله ثم هتف بغضب :
- ايوه فهد ،بس انت مالك بيه ، بتراقب رجالتي ولا ايه ؟
ضحك بسخريه : لا يا باشا حضرتك مش واخد بالك اللى جنب فهد فى الصوره تبقي مين
- هتكون مين يعني ، بنت زي أي بنت متعرف عليها ، هو أنا هحكم على حياته الخاصه
- كنت متاكد انك ماتعرفش البنت دي ، بس أنا بقي اعرفها كويس اوي ، دي رنيم بنت ساميه اللى كانت مرات بابا ومش بس كده ، دي شاهدة اثبات فى قضيه ابن حضرتك ولا حضرتك مش واخد بالك ؟.
- مايهمنيش اعرف شكلها من الأساس ، وفهد من رجالتي ووجوده معاها أكيد بيحاول يوقعها ويخليها تغير اقوالها لصالح ريان ، أنا كلفته بالمهمه .
- لا كده بقي حضرتك نايم على ودانك وماتعرفش مشغل مين معاك
صرخ بغضب : انت اتجننت ؟ازاي تتكلم معايا بالطريقه دي ؟.
- على العموم يا باشا أنا مابتكلمش بدون دليل ، حضرتك ممكن تقلب فى الصور وهتلاقي صوره هتعجبك اوي
زفر بضيق وبدء فى فتح الصوره التى تليها لتجحظ عيناه بصدمه .
ليستطرد طارق قائلا : عقد جوازه من الهانم ومش بس كده اقرا اسم العريس كويس اوي ولا مهنته يا باشا
" حسام فخري عبدالهادي " مهنته مقدم شرطه يا باشا ..
القى الهاتف بقوه ليرتطم بالحائط ويتحطم الى أجزاء وعيناه الغاضبه تشتعل بلهيب كالجمر المشتعل وهمس بغضب : ابن فخري عبدالهادي يغفلني أنا ويضحك عليا ، أنا هعرفه بيلعب مع مين ، دخل لجحر العقرب بنفسه يتحمل قرصته ، نهايته ستكون على ايدي أنا وهبعته لعيلته كلها اللى خلصت عليهم واحد واحد بنفسي ....... لو عوزين
تعليقات



<>