رواية ارملة اخي الفصل السابع والعشرون27بقلم فاطمه الالفي

رواية ارملة اخي 
الفصل السابع والعشرون27
بقلم فاطمه الالفي 
دقق النظر باللاب توب الخاص بحسام ، وتصفح ذلك الملف المشفر ، لتجحظ عيناه بصدمه عندما وقعت على صوره تجمع بين ثلاثتهم , اللواء اكمل سلام والمقدم الراحل فخري عبدالهادي والد حسام والآخر مختار عسكر ..

ظل يقرا ما دونه حسام وبين تلك السطور يزداد شعوره بالدهشه منما كان يخفيه ,الان فهم كل شيء ولم يعد شيئا غامض امامه، أغلق الحاسوب ونهض عن مقعده متوجها لغرفه اللواء اكمل ، لمناقشه ما عرفه وهو عازم النيه على انهاء تلك القضيه اليوم وليس غد .
غادرت بياضه المشفى برفقة زوجها وعائلتها ولكنت توجهت الى منزل والدها ، بعدما اطمئن حسن على وضعها ،ودعها بقبله حانيه وطبع مثلها على وجنتي صغيرته وعاد ادراجه الى منزله .
تفاجئ به حسام امامه لينهض من نومته وينظر له بغرابه : حسن انت هنا ليه ؟ ليه مش جنب مراتك وبنتك ؟
ضحك بخفه وهو يجلس جانبه أعلى الاريكه : بياضه فى بيت ابوها وانا ماينفعش افضل قاعد هناك ، بس كل يوم هروح اطمن عليهم وأشوف طلباتهم ، ماتشغلش بالك انت
- تمام ، أنا بقى عايز اقولك حاجه مهمه
قاطعه بالنفي فهو يعلم ما يدور بخلده : مش هتسيب البيت يا حسام ، استنى بس سبوع رحيق وهنزل معاك القاهرة ، ولو انت مش ناوي تصضفني فى بيتك ولا ايه ؟
- لا طبعا انت بتقول ايه ، انت تشرفني فى اي وقت ، بس انا مقدر ظروفك دلوقتي وكمان حاسس ان وجودي باعد عنك مراتك وبنتك و
- يا بني صدقني وجود بياضه فى بيت والدها الافضل ليها هى تعبانه ومحتاجه لوالدتها جنبها اكتر مني ،وكمان انا عارف السبب الحقيقي انك ماتجيش معانا عند عمي مرسي
نظرت له بتوتر : سبب ايه انا بس حسيت بتعب
- ماتحاولش تخبي عني تصرفات ايمان معاك عشان أنا خدت بالي
ابتلع ريقه بصعوبه وشعر بالاحراج : حسن انت فاهم غلط ، مافيش حاجه بجد وإيمان دي زى اختي الصغيره والله وانا عمري ما هخون ثقتك فيه و
- ماتكملش يا حسام ، أنا عارف انك راجل ولا يمكن تخون البيت اللى انت فيه ، أنا بتكلم عن تصرفات ايمان اللى لافته نظري من اول لم شافتك وعارف أنها عينها منك وبطاردك
- ايمان لسه صغيره وطايشه يا حسن ، وهى هتفهم ده كويس مع الوقت ،حسن بلاش تتصرف معاها ، أنا خلاص ايام وهمشي وهى هتنساني مع الوقت ، هى لسه فى فتره مراهقه
تنهد بضيق : أنا هعرف اتصرف معاها وهفهمها غلطها
- هتعمل ايه يا حسن ، ارجوك اتكلم معاها بهدوء بلاش عصبيه وانفعال عشان خاطري ، ايمان فعلا صغيره ولسه مش فاهمه الحياه ماشيه ازاى
- واحد غيرك يا حسام كان استغلها لكن انت جدع يا حسام وإيمان لازم واقفه ,اطمن أنا هحل الموضوع بطريقتي واوعدك مش هتضايقك تاني
تنهد بهدوء وربت على ارجله : زى ماقولتلك بالعقل يا حسن بلاش تهور هي لسه طفله بردو
ضحك بقوه : طفله مين يا عم ، دي بياضه فى سنها كانت متجوزه
- مش كل البنات عاقله زي مراتك يا ابوعلي
- ومين قالك ان بياضه عاقله ،هو في ست عاقله ههه
ضحك بقوه هو الاخر على مزاح صديقه ثم شرد بخياله لأول لقاء جمع بينه وبين زوجته التى يشتاق إليها الان حد الجنون ويتسأل داخله ماذا تفعل الان بدونه 
وقف امام مكتبه يتطلع له بجديه وهو يتسأل عن هوية الشخص الثالث "مختار عسكر "
- مين مختار عسكر ده يا فندم ؟
نظر له اكمل بصدمه وردد : مختار عسكر ..! ليه بتسأل عن الاسم ده ؟
- عشان مختار عسكر هو اللى ورا تلفيق الرشوه للمقدم فخري الله يرحمه ومش بس كده هو كمان كان ورا قتله وقتل عيله حسام كلها ، الغريبه بقي أن فى صور تجمع بينكم حضرتك والمقدم فخري ومختار عسكر ، مختار عسكر اللى ساب البلد من سنه 2000 بعد قتله لمراته وعشيقها ومااخدش فيهم ساعه سجن لانها قضيه شرف والغريب كمان اللى كان بيحقق فى القضيه هو نفسه المقدم فخري ، أكيد كل ده ليه علاقه ببعضه ومش صدفه كمان ان مختار عسكر يرجع مصر فى نفس التوقيت اللى تمت فيه الحادثه ، يعنى كلهم مترابطين ببعض ، محتاج افهم يا فندم ، الملف اللى حسام كان محمله على اللاب بتاعه ومشفره باسم عسكر اتفتح بالباص ورد الخاص بيوم الحادثه وحسام مسجل كل بلاويه على الملف ده ، هنعمل ايه يا فندم لسه هنسكت ؟
عايز اعرف مين مختار عسكر ده اللى ماحدش عارف يوقعه ولا يلخص البلد من شره وليه مايتقبضش عليه والعداله تاخد مجراها معاه ليه سيبينو لحد دلوقتي ؟
هتف بانفعال : عايز تعرف مين مختار عسكر ؟ عضو فى اكبر منظمه ارهابيه وماحدش عارف يمسك عليه دليل ، مختار عسكر هو اللى قتل صديق عمره وقتل كل عيلته ، قتل فخري عشان هو اللى قدر يثبت ان مختار قتل مراته عن عمد مش عن خيانه زى ماوهم الناس كلها وصدقته ، عايز اقولك ان هرب بره مصر ومنتحل ميت شخصيه وكل يوم بشخصيه وبلد شكل ، عايزني اقولك انه مطلوب من الانتربول وماحدش عارف يمسكه ، وانه معاه اكتر من جنسيه وماحدش عارف هو موجود حاليا فى أي بلد اوربيه ولا حتى عربيه ، عايز تعرف ايه تاني يا فارس غير اننا بنتعامل مع مافيا ، عارف يعني ايه مافيا مافيش أي دليل عليهم جوه مصر وكل اللى بيربطنا بيهم وجود سامي وطارق هم دول الخيط الوحيد اللى بيوصلنا بيهم ومعني اننا نقبض عليهم الخيط ده هيتقطع خلاص ومش هنعرف نجيب اللى وراهم وعشان كده أنا بحاول أبعدكم عن سامي وطارق فى الوقت الحالي ، فهمت ليه بعطل القضيه
- بس ده مش حل ، مش هقبل اعرف كل البلاوي دي واسكت يا فندم ، أنا ضميري مايسمحش اتفرج على كل اللى بيحصل بدون تدخل ، أنا هصدر أمر ضبط واحضار فورا لسامي الحديدي وطارق المنسترلي ، وهيتم التحقيق معاها فورا ، مش هسمح لدكتور ثروت يشيل شلتهم ، أنا آسف يا فندم بس حضرتك علمتنا القيم والمبادئ وان المبادئ مابتتجزءش
- سجن طارق وسامي مش هيوصلنا لمختار
- وهروب سامي وطارق من العداله هيخليهم يتجبرو ويفترو اكتر على خلق الله وهيهربو بره البلد زى مختار وساعتها بدل ما بندور على كبيرهم هنكون بندور على المافيا كلها
زفر بضيق وهتف بحزم : انت وكيل نيابه ومعاك كل الصلاحيات ، مدام شايف ان ده الوقت المناسب لفتح النار عليهم يبقي مش هقدر اقف فى طريقك ولا امنعك عن شغلك ، ربنا معاك
تطلع له بتردد وهم بان يتحدث ولكن قاطعه اكمل بضيق : ماعنديش كلام اقدر افيدك بيه يا فارس ، روح شوف شغلك وكمل خطوتك
غادر فارس مكتبه وتوجه الى مكتب قاسم ، اقتحمه دون سابق انذار ، لينتفض قاسم عن مقعده وينظر له بتوجس : خير يابني في ايه
وقف على اعتاب مكتبه ينظر له بجديه : حصلني على مكتبي
ترك الباب مفتوح ثم عاد الى مكتبه بخطوات واسعه ،جلس خلف مكتبه ثم أمسك بالقلم ليصدر أمر ضبط واحضار كل من طارق المنسترلي ، وسامي الحديدي فى تلك الجرائم التى حدثت فى الاوانه الاخيره من خطف وقتل وابتزاز واتجار بالسلاح والمخدرات وتجاره الأعضاء وكل الجرائم التى اقترفوها بحق الأبرياء ..
علت الابتسامة ثغره عندما قرا أمر الضبط والاحضار
- أخيرا هنشوف شغلنا بقي
- خد قوه ونفذ الأمر فى أسرع وقت يا سياده المقدم
- بتتكلم براسميه اوي كده ليه ؟
- قاسم شوف شغلك
جلس قاسم امامه ودق بخفه اعلى مكتبه : مش همشي غير لم أعرف في ايه قالب وشك كده ومغيرك
زفر بضيق وهو يردد : موضوع كبير اكبر منك ومني
همس بجديه : وايه ده بقي لغز جديد
قص عليه ماعرفه من اللواء اكمل وما راء على الحاسوب الشخصي لحسام ، لتجحظ عيناه بصدمه ثم هتف بعدما استعاب كل ما يحدث : فى حلقه لسه مفقوده ، أي يخلي مختار يقتل مراته عن عمد مش قضيه شرف زى ما فهم المحكمة والكل ، ومين الشخص اللى قتله مع مراته عشان يبعد أي شبه جنائيه وان ده حصل بدافع الشرف ، أكيد لم المقدم فخري وصل للحقيقه مختار حب يخلص منه راح ملفق قضيه رشوه ولم حاول يثبت براءته وادانه مختار راح باعت له سامي يخلص عليه وعلى كل عيلته وماكنش عنده علم بان حسام الطفل الصغير يشوف كل اللى حصل ، تفتكر فعلا القبض على سامي هيوصلنا لمختار
- حتى لو مش هنوصل للى اكبر منه فهو مُدان دلوقتي ولا ناسي كل جرايمه وجرايم طارق
- معاك حق ، أنا هنفذ الأمر دلوقتي ، سلام
- خلى بالك من نفسك
نظر له بابتسامه : العمر واحد والرب واحد ، توكلنا على الله
توجه قاسم بالفعل الى فيلا الحديدي ليتم إلقاء القبض على سامي الحديدي ، وتوجه مقدم اخر ليلقى بالقبض على طارق أيضا فى ذات الوقت وتم المواجهة بينهم داخل سرايا النيابه ليتفاجئ كل منهما بوجود الاخر 
بدء فارس التحقيق وتوجيه عدة تهم لسامي ولكن اصر الأخير على الانكار وطلب حضور المحامي الخاص به ، اما عن طارق فالتزم الصمت منما جعل فارس يشطاط غيظا وقرر المواجهة بينه وبين الدكتور ثروت الذي عندما شاهدته كان يهم بالانقضاض عليه يريد الفتك به ولكن حال بينهم احد العساكر وحاول فارس ان يهدئ ثروت وطلب منه الجلوس ، انصاغ ثروت لاوامره ولكن النيران مازالت مشتعله بداخله .
ظل طارق متمسك بنفي كل ما يتوجه اليه من تهم رغم الادله التى واجهه بها فارس ولكن الأخير يصر على انكار كل معرفته بتلك الوقائه ، منما جعل فارس يصدر قرار حبسهم اربعه عشر يوما على ذمه التحقيق ..
مضت عده ايام واتى يوم سبوع الصغيره ، رفض حسام ان يلتقي بايمان لكى يجعلها لا تفكر به وتنشغل بمستقبلها فهى مازالت صغيره ، ولكن يبدو بان لتلك الصغيره رائيا اخر ..
فقررت التوجه الى منزل شقيقتها لتلتقي بحسام .
شعر حسن بغيابها وانتابه الشك بانها الان غادرت المنزل من اجل حسام ، فشعر بالغضب وهم بان يلحق بها .
وعلى الفور أسرع فى خطواته وعندما وصلا الى منزله اخرج مفتاح جيبه ودسه بالباب ثم دلف بهدوء لتجحظ عيناه بصدمه عندما وجد تلك الطائشه تقترب منه وتريد احتضانه وهى تهمس بحبه ، ليصرخ بصوته الجلي
- إيمان
انتفض جسدها زعرا ونظرت له بتوتر
- بتعملي ايه عندك ؟
- أنا
لم يدعها تكمل كلماتها لينهال عليها بصفعه قويه ليجعلها تفيق من تلك الافعال الطائشه : انت هتعقلي امته اهة ، ليه بترخصي نفسك كده ؟ المفروض انك غاليه وتحافظى على نفسك وشرفك مش ترمي نفسك على جدع متجوز وبيحب مراته وكمان صدك بدل المره الف ، ليه كده يا بنت الناس تقللي من نفسك فين حياءك يا إيمان ؟ فين البت اللى ابوها بيحلف بيها وبيرفع راسه وسط الخلق ويقول عندى بت بميت راجل وشايفك عاليه اوي ، ليه بترخصي نفسك وبتحطى رأس ابوكي فى الارض
انسابت دموعها بحرقه وهمت بان تدافع عن نفسها ولكن لم يسمح لها حسن ، قبض على ساعديها وغادر بها المنزل عائدا الى منزل والدها ولم يتحدث معها بشيء ثم عاد الى حسام الذي مازال يقف مكانه مصدوما منما حدث ..
وعندما اتى حسن نظر له حسام باسف : ماحصلش حاجه يا حسن
هتف بغضب : لا حصل يا حسام ، حصل لم قربت منك وجتلك البيت وانت لوحدك ومش اول مره ، حصل كتير يا حسام ، انت كنت راجل معانا يا حسام وماقربتش زى ماهى قربت لكن لحد امته هنقول لستاها صغيره وطايشه ومراهقه وبكره تعقل ، إيمان دى اختى الصغيره ومش قابل على نفسي اللى بتعمله ده وعشان كده ابوها لازم يحط حد لتصرفاتها ولازم ياخد خبر
- انت اتجننت ازاى تقول لابوها حاجه زى كده ، بلاش تعالج الموضوع بتهور وبلاش تغلط بغلط اكبر يا حسن ، أنا خلاص وعدتك استنى لسبوع رحيق وكفايه اوي لحد كده ، همشي وايمان هتنسي وكانها ماشفتنيش فى يوم من الايام ، ارجوك بلاش تاذيها لو بتحبها جد وهى اختك تتصرف معاها بحكمه وعقل ، انصحها يا حسن وبلاش تضربها مش بالضرب هنحل المشكله ، بالاحتواء والحنيه يا ابو علي .
أنا أصل كنت ناوي انزل مصر ومستني اودعك ، خليك انت جنب مراتك وبنتك وأنا هطمنك عليه وهكلمك اول لم أوصل وبلاش تمنعنى اكتر من كده عشان انا مابقتش قادر ابعد عنهم ولازم أكون جنبهم وكمان فى خبر فرحني اوى
- خبر ايه فرحني معاك ؟
- قبضو على سامي الحديدي وكل رجالته وده أهم خبر سمعته ولازم اوجهه بنفسي
ربت على كتفه : ربنا معاك ، مش همنعك بس هطلب منك تخلي بالك من نفسك وتتصرف بحكمه وعقل زى مابتقولي
ابتسم له بود ثم عانقه بقوه مودعا اياه لينطلق حسام فى رحله العودة إلى القاهرة ..
ترجل من سياره الأجرى امام الفيلا التى احتوته عندما كان شابا صغيرا لم يتعدى الخامسه عشر من عمره ، دلف كعادته من الباب الخلفي للحديقه ليقزف من النافذة التى بغرفه المكتب الموجود بالطابق الاول .
كان المكتب مظلما ولكن شاهد اكمل خيالا امامه ، اضاء اباجورة المكتب امامه ليتضح الرؤيه امامه رويدا رويد .
نهض عن مقعده بصدمه وظل مكانه ، اقترب حسام منه ببطء والابتسامه تعلو ثغره وهو يردد مقولته : اللى خلف لسه مامتش يا سياده اللواء
تهللت اثاوره ووقف امامه يتحسس كتفيه : حسام انت عايش بجد ولا أنا بحلم
عانقه حسام وشدد على ظهره : مابتحملش يا حبيبي أنا موجود بفضل ربنا وقدامك اهو
شدد الأخير فى عناقه ثم ابتعد عنه بهدوء لينظر له بحب ويهمس بجديه : عاش يا وحش
- عاش يا فندم
جذبه من مرفقه ليجلس امامه : تعالي احكيلي حصل ايه وكنت فين الفتره اللى فاتت
ابتسم له بخفه : لا مش قبل ما اطمن على لومه وجودي ومراتي ، كلهم واحشاني وعايز اعرف عاملين ايه والدنيا عملت معاها ايه فى غيابي
تنهد بحزن ثم قص عليه ما حدث فى تلك الايام الماضيه .
بعدما علم بمشروعهم ، قرر التوجه اليهم فلم يعد لديه قوة على الانتظار ، ودع احلام التى لم تصدق عيناها بعد ولم تصدق عودته ، تحسنت حالتها الصحيه بعدما ارتوت من احضانه ، غمرتها السعاده برؤيته ثانيا امامها فهو ابنها التى لم تنجبه ولكن انجبته من رحم الايام ، هكذا هى الحياه تعطيك فرصات كثيره للسعاده ..
استقل سياره اكمل بعدما هاتف الأخير إبنته وعلم بموقع وجودها الان ، أنطلق حسام الى وجهته المنشوده وفى غصون دقائق كان يصف السيارة بعيدا عن المرءة ثم ترجلا منها وسار اتجاه ذلك الكرفان .
تقدم بخطواته السريعة وعيناه تبحث عن ملاذه ، الى ان وقعت مقلتيه على طلتها التى جعلت قلبه يخفق بقوه من شده سعادته برؤيتها ، أقبل عليها ووقف خلفها يستنشق عبيرها الذي يفتقد اليه ، ظل صامتا ليستشعر جمال تلك اللحظه .
انتابها القلق عندما شعرت بجسد احد خلفها ، ابتلعت ريقها بتوتر وهمست باضطراب دون ان تلتف له : اوردر حضرتك
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره وهو يقترب من اذنها ويهمس بصوت دافئ : حضرتي طالب حضرتك
نظرت له بغضب لتتسع بركه العسل خاصتها وهى تنظر لوجهه الذي تشتاق اليه ، ولكن لم تصدق عينيها لترفع كفها الرقيق وتحاول فرك عينيها بقوه ، منما جعله يرفع كيفيه ويبعد كفيها عن عسليتها الذي طالما حلم بهم ، لتصرخ بصوتها كله تنادي باسمه وترتمي داخل احضانه ليعانقها بقوه ويدور بها بسعاده تحت انظار الجميع اللذين يصفقون لهم دون ان يعلموا بشيء.
اما عن جودي فقد كانت خلف عجله القياده عندما استمعت لصراخ رنيم لم تميز ماقالته ، ولكن انتابها القلق وترجلت على الفور إليها لتجحظ عيناها هي الأخرى بعدم تصديق .
انزل رنيم برفق بعدما راء جودي خلفها ثم اقترب منها يضمها بحنان اخوي كانت تفتقده بغيابه ، لتنساب دموعها بعدم استيعاب .
حاوطهم بكلتا ذراعيه وهو يهمس بحنو : ماوجعنيش فى بعادي عنكم غيركم
همست جودي بحزن : وليه بعدت
- أكيد مش بمزاجي
نظرت له رنيم بقلق : انت كويس فيك حاجه منعتك انك ترجع ؟
ابتسم لها بحب : خلصوا شغلكم ولم نروح نتكلم
فى صباح يوم المحاكمه ...
بعد ثبوت الادله ومراجعه الشهود واعتراف دكتور ثروت بما حدث معه من ابتزاز تم ادانه كل من طارق المنسترلي وسامي الحديدي وتم تحويل القضيه الى محكمه الجنايات للنظر بها واثناء العرض على المحكمة
تكادثت الصحافه وجميع وسائل الإعلام فهذه قضيه رأى عام واهتز لها المجتمع باكمله .
دلفوا المتهمين لداخل قاعه المحكمة تحت حراسه مشدده ، عندما رفع ثروت انظاره لطارق راء نظرات الخبث والمكر داخلهم منما رمقه أيضا بنظره سخريه فلم يتحمل الأخير تلك النظرات وراء إبنته امام عينيه الان ترتجف خوفا وصوت صراخها مازال يتردد داخل اذنيه ، لم يشعر بنفسه الا بعدما التقط سلاح احدى العساكر عنوه واشهرهه بوجه طارق ، ساد الصمت داخل القاعه وصرخ به فارس
- بلاش تضيع نفسك يا دكتور ، ارمي المسدس
هز راسه بهستريا : المجرم ده قضي عليا وضيعني خلاص مابقاش ليه وجود من زمان ، حياتي انتهت يوم مادفنت بنتي بايديه ، لكن اللى زيه لازم يموت ، لازم الناس تخلص من شره
ضغط على الزناد لتخرج رصاصه تليها الأخرى لتستقر بجسد طارق وتنهال الطلقات الناريه لتوقف ثروت عن ما يفعله فقد كان فى حاله من الجنون.
صرخ فارس بانفعال : ماحدش يضرب ، ماحدش يضرب
ولكن فارقت روحه الجسد وهوى ارضا يلفث انفاسه الأخيرة
اقترب فارس منه ينظر له بشفقه : ليه عملت كده ، خلاص حقك وحق بنتك بيرجع
همس بصوت متقطع : ما كنت ش هعر ف اعيش يو م واحد وأنا شايفه قدام عيني ، لازم يموت عشان ارتاح أنا كمان
اغمض عيناه بثبات لتنساب دمعه حارقه من مقلتيه فارس وظل جانبه يردد : أشهد ان لا اله الا الله ، وان سيدنا محمد رسول الله
انحنى قاسم بجذعه ليتفقد طارق وهو يتحسس نبضه ليجده مازال به الروح ويتنفس ثم صرخ مناديا : لسه عايش اطلبو الاسعاف ..
اما عن سامي فقد كان بحاله زعر منما راء داخل المحكمة وتم تحديد جلسه أخرى لنطق بالحكمه فقد كانت جميع الادله والشهود ضد هولاء المتهمين وكل القضايا نسبت اليهم ولم يستطيع المحامي ان يفعل لهم شيء فهم مُدانين امام القانون ولا مفر من العقاب 
عاد حسام الى عمله وعندما علم بما حدث داخل المحكمة ، أسرع بقياده سيارته لكى يلتقي بفارس واخباره الحلقه المفقوده التى يبحث عنها لانهاء تلك القضيه 
تعليقات



<>