رواية ارملة اخي الفصل الخامس عشر15بقلم فاطمه الالفي

رواية ارملة اخي 
الفصل الخامس عشر15
بقلم فاطمه الالفي 
نظر لها بحيره ولا يعلم بماذا يخبرها ؟ عجز عن البوح بمشاعره لتنظر له الاخيره بتفهم

- انت زي التايهه دلوقتي ، حاسس انك بتتخبط هنا وهنا ، أنا عذراك يا حبيبي ، كل اللى بتمر بيه مش سهل ، ربنا ينورلك طريقك
تنهد بحزن وهو يتطلع لقدر التى لازالت لم تشعر به ثم عاود ينظر لدلال وهو يهمس بثقل :
- أنا مانمتش من كتر الكوابيس اللى بتلاحقني وفكرت كويس فى حاله قدر ، هى وجودها هنا غلط وخطر علي حياتها ، فى قضيه مهمه شغال فيها وكل يوم بتتعقد ومش عايز قدر هى اللى تدفع التمن ، لم ارجع من الشغل هنزل بيها البلد ، صحتها هتتحسن هناك وكمان هيكون امان ليها وبكده اتابع القضيه بدون تراجع وضغوط
- ترجعها البلد ..!
هتفت بها بغرابه ثم استطردت قائله : بلاش البلد وايه رايك تقعد عندي وهخلي بالي منها وكمان عشان نفسيتها تتحسن تنزل معايا الجمعيه تتابع معايا الشغل وكمان هتنشغل بهم الستات هناك ، ها قولت ايه ؟
- ماينفعش يا دودي ، قدر حاليا فى خطر بسبب شغلي ولازم أكون مطمن عليها وهى فى البلد وسط اهلي هكون مطمن ،لكن هنا باي حال من الاحوال ماينفعش وهيفضل الخطر محاوطها ، كفايه اوي اللى حصل لحد دلوقتي ، هنزل انا بقى استنى قاسم تحت ، خلى بالك من نفسك ومن قدر
ابتسمت له بحنان : ماتخفش قدر فى عنيه
غادر المنزل بضيق وداخله إحاسيس مُتضربه .استقل المصعد الكهربائي وضغظ زر الهبوط وهو مازال شاردا بافكاره ...
اما عن قاسم فبعد ان صفا سيارته امام البنايه التى يقطن بها فارس ، هم بالترجل من سيارته وهو يضع هاتفه اعلى اذنه وهمت بالتحدث لصديقه ولكن بعدما انفتحت المكالمه بينهما اهتز الهاتف من يده ليسقط ارضا اثر اصطدامه بشئ ما ، نظر قاسم بغضب وفتح فاة بدهشه عندما وجدها امامه للمرة الثانيه .
كانت تحمل الحقائب البلاستيكية بكلت يديها وعندما دلفت بمدخل البنايه اصطدمت به لتقع اغراضها ارضا وعندما رفعت انظارها لتوبخ ذلك الواقف امامها ، جحظت عيناها بقوه فهو ذلك الشاب الذي التقت به منذ يومان .
اقترب قاسم بمشاكسه بعد أن نزع نضارته الشمسيه من اعلى خصلاته ثم انحنى بجذعة يلتقط هاتفه ويعاود النظر إليها وعلى محياه ابتسامه جذابه : انتي تاني يا ورد ، ده انتي مستقصداني بقى .
هزت رأسها نافيه : لا لا لا والله مااقصد ، أنا كنت داخله وفجأة انت اللى طلعت فى وشي ، مش غلطتي على فكره انت كنت بتتكلم فى الموبايل
ضحك بخفه : انت أنت ولا انتش داري
نظرت له بصدمه : نعم ، حضرتك فايق وبتغني بقى
تنهد بنفاذ صبر : أعمل ايه كل لم اروح مكان القاكي فيه
قبضت بقوه على الحقائب تحملهم عن الارض ثم احتضنتهم ونظرت له بغضب طفولي وهى تهمس بصوت خافت قبل ان تسير فى طريقها لصعود الدرج : وأنا اعرفك منين اصلا عشان تقول عليه كده ، انت اللى بتيجي فى وشي مش أنا
هرولت تصعد الدرج وتركته يحملق بها بذهول ، فلم يكن قاصدا اغضابها وانما كان يود ان يتشاكس معها ليس الا ، ولكن يبدو بان تلك الفتاه نادرة ليس كأي فتاه أخرى ، جعلت قلبه ينبض بقوة بين اضلعه وهذة المرة الاولى الذي يشعر بتلك الدقات .
فى تلك اللحظه غادر فارس المصعد ووجد قاسم امامه ،ولكن يبدو عليه الشرود ، ربت على كتفه من الخلف
- ايه يابني ايه اللى حصل اول لم فتحت الخط لاقيتك ساكت والخط اتقفل تاني ، فى حاجه حصلت ولا ايه واقف كده ليه ؟
فاق من شروده على حديث صديقه لينظر له بثقه : ماحصلش حاجه شكل الشبكه وقعت
- طب يلا نتحرك عشان متأخرين
عاد يرتدي نضارته الشمسيه وهو يشير الى صديقه : اتفضل يا وكيل
استقلوا السياره متوجهين الى عملهم لمتابعه التحقيق ..
صعدت الدرج الى حيث الطابق السادس ثم وقفت امام باب الشقة تسترد انفاسها لبعض الدقائق وبعد ان هدءت انفاسها ، دقت جرس المنزل ثم انتظرت قليلا .
فتح فهد الباب ليتفاجئ بورد تحمل الاشياء الذي طلبها ، مدت يديها بالحقائب تعطيه اياهم
ابتسم لها بود : لحقتي تشتري المطلوب
- طبعا فى مول هنا قريب جدا ،واي حاجه محتاجها ممكن تبعتلي مع عمي صبحي
نظر لها بامتنان وهو يلتقط منها الحقائب : متشكر جدا يا ورد
- لا شكر على واجب يا دكتور
قالت كلماتها وهى تبتسم له بخفه وعندما تطلعت خلفه وجدت فتاه ترتدي ملابس خاصه به ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم همت بالرحيل
- بالاذن أنا بقى مدام حضرتك مش عايزني انضف الشقه
- مع السلامه ولو احتاجتي لحاجه أنا موجود
هزت رأسها بالايجاب ثم سارت الى حيث المصعد ، دلفت المصعد ثم ضغط زر الهبوط وهى تحدث نفسها " يا تري مين دي اللى عنده، وليه لابسه من هدومه ؟ يبقى هى دي اللى أنا اشتريت ليها الهدوم , طب فين هدومها طيب وليه عنده ، ياه هو دكتور معتز ممكن تكون اخلاقه كده ؟ لا ده شكله محترم وكمان بيحاول يساعدني ، أنا هسال عمي صبحي واكيد هو يعرف دي تبقى مين ؟
داخل سرايا النيابه ، بعدما جلس فارس بمكتبه أمر العسكري باحضار رشدي ليتم التحقيق معه ..
بعد عده ثواني دلف العسكري يؤدي تحيته العسكريه : المتهم يا فندم ، أي اوامر سعاتك
اشار فارس بيده للانصراف ثم تطلع الى رشدي بحده ، هتف رشدي بانفعال :
- ممكن اعرف أنا هنا ليه من امبارح ، وازاى أتعامل معامله المجرمين هو حضرتك متعرفش أنا مين ولا ايه ، أنا من حقى اتصل بالمحامي بتاعي ومش هسكت على اللى حصلي ده .
لوي ثغرة بضجر وهتف بصوت جاد : خلصت كلامك ولا لسه ، انت هنا متهم فى جريمه قتل وحقك تطلب محامي طبعا
نظر الى احمد الذي يدون التحقيق : احمد خليه يعمل مكالمه وأفتح التحقيق
- أنا مش هتكلم غير فى حضور المحامي بتاعي ، وماليش علاقه بجريمه الشاب اللى اتقلت ، كل اللى اعرفه ان كان صديق رنيم بنت طلقتي وكل حاجه بينا انتهت بدون شوشره عشان اسمي وسمعتي
ضرب فارس اعلى مكتبه بغضب : انت تقول الكلام ده لحد غيري ، الجريمه اللى بنحقق فيها جريمه قتل طليقتك زي ما بتقول
ابتلع ريقه بتوتر وهمس بصوت مضطرب : ساميه اتقلت ؟
ازاي ومين اللى عمل كده ؟
- لا يا راجل ، والمطلوب أصدق انك مصدوم وماتعرفش باللى حصل ، انت المتهم الوحيد قدامي ، وبنتها اتهمتك .
- دي اكيد مش فى وعيها وانا هقتل ساميه ليه ؟
- لا السؤال ده بقى أنا اللى أسأله ، قتلتها ليه وايه هى دوافعك لارتكاب الجريمه ؟
افتح يا بني التحقيق ، أنا ماعنديش وقت اضيعه
- مش قبل مااكلم المحامي بتاعي
زفر فارس بضيق وعاد ينظر لاحمد : خليه يعمل المكالمه عشان نخلص
اعطاه احمد الهاتف ونظر له بجديه : اتفضل قدامك دقيقه تكلم فيها المحامي
التقط الهاتف بتوتر ، ثم هاتف المحامي الخاص به لكي يستنجده فى تلك الورطه .
سحب احمد الهاتف من يده : الدقيقه خلصت
جلس احمد مكانه وبدء فى فتح المحضر وهو ينظر الى فارس بتسأل
- هنبدء
اؤمى له بالايجاب ثم نظر الى رشدي بقوه
- اسمك وسنك وعنوانك
امتنع الأخير عن الاجابه ولم يهتف الا بجمله واحده وهو لن يتحدث الا بحضور المحامي الخاص به
عاد فارس ينظر لاحمد : اكتب عندك وقد امتنع المتهم عن الادلاء باقواله ، لذلك قررنا حبسه اربعه ايام على ذمه التحقيق مع مراعاه التجديد فى موعده
ثم هتف باعلى طبقات صوته مناديا للعسكري : عسكري صبري رجع المتهم الحبس الاحتياطي
قبض العسكري على مرفقه وهتف بحده : قدامي يا متهم
نظر رشدي لفارس بوعيد : أنا هطالبك بتعويض كبير على البهدله دي واخطاءك دي هتكلفك شغلك ومنصبك يا سياده وكيل النيابه
نظر له بحده : ده اذا خرجت من هنا اصلا ، خده يا عسكري على الحبس
بعدما غادر رشدي برفقه العسكري زفر فارس بضيق ثم نهض من مجلسه مغادرا مكتبه متوجها الى مكتب قاسم ..
دلف بهدوء ثم أغلق الباب خلفه وجلس بالمقعد المقابل له بضيق .
همس قاسم بتسأل : لحقت خلصت التحقيق ولا ايه ؟
- لا البيه رافض يتكلم غير فى حضور المحامي بتاعه وأنا اديته اربع ايام
- خير ما فعلت ، بس فين رنيم دلوقتي ؟ حياتها هى كمان فى خطر لحد يوم المحاكمه هى الشاهدة الوحيده ضدهم ، بعد ما الكل انكر الوقعه وطبعا ده بتخطيط من سامي والمحامي بتاعه رشوهم عشان ماحدش يشهد ضد ابنه .
- أنا ازاي مافكرتش فى رنيم ، احنا لازم نعين لها حراسه ، بس هي فين دلوقتي ؟ الفيلا متشمعه .
- ممكن تكون عند حد من قرايبها بس هتظهر طبعا عشان تاخد اذن منك باستلام جثه والدتها وعمل تصريح الدفن ، بعد تشريح الجثه طبعا وسبب الوفاه .
- ايوه أكيد هتظهر ، بس انت مش ملاحظ حاجه ؟
- زي ايه ؟
- قتل ساميه فى التوقيت الغلط ، ازاى رشدي هددهم بالقتل لو رنيم ما غيرتش اقوالها فى المحكمه والمحكمه لسه فاضل عليها شهر ، ليه يقتلها دلوقتي ، كان ممكن يستني لو رنيم فضلت على اقولها ساعتها سامي نفسه هو اللى كان خلص عليها ، ليه والدتها اللى تتقتل ، رغم ان شاهدة الاثبات على جريمه ابنه هي رنيم كان سهل يخلص منها .
- فعلا كلامك منطقي ، تفتكر رنيم اللى كانت مقصدوة بالقتل واللى عمل كده سامي مش رشدي
- جايز تكون رنيم المقصوده ده لو كان سامي اللى محرض على قتلها ، لكن القاتل الحقيقي هو رشدي وسامي استغله فى الخلاص على ساميه عشان رنيم تخاف تنطق وبكده هيكون قدر يخلص من الاتنين ، كمان ماتنساش ساميه كانت مرات رشدي فى السر والخبر لسه ماوصلش لمراته واولاده ، وبكده كان عايز يخلص منها للأبد عشان ماتفكرش تعرف مراته ، بس أنا لسه عند رائي اختار التوقيت الغلط وهيقع ، مافيش جريمه كامله والتحقيق هيثبت كلامي .
- هى سلسله متكامله سامي ورشدي وعادل بس مين بقى اللى بيحركهم ؟
زفر بضيق : سامي هو راس الافعي وهو اللى بيحرك الكل ، مش عارف ليه سياده اللواء لحد الان ما امرش حد بالقضاء عليهم ، دول صفيحه سوابقهم مليانه من تجاره سلاح ومخدرات وتهريب اثار وتجاره اعضاء ، مافيش مصيبه اللى ماعملوها دول مافيا كبيره
- أنا فكرت زيك كده يا فارس بس رجعت سالت نفسي "حسام فخري " فى مأموريه بقاله شهرين مختفي وفخري قريب جدا من سياده اللواء ، استنتجت بقى انه هو المكلف بالقضيه ودي قضيه سريه وعشان كده سكت .
- فعلا حسام اكتر حد بيكره سامي الحديدي وكان فى طار قديم بينهم
- مش بعيد طبعا سامي الحديدي ده اكبر مشكله فى الحياه وربنا يوفق حسام ويرجع بالسلامة
- يارب ، كان فى حاجه عايز اقولك عليها
نظر له قاسم باهتمام ليستطرد فارس قائلا : بعد اللى حصل أنا مش مطمن لوجود قدر هنا ، هوصلها البلد وارجع ، هناك امان ليها وان شاء الله تتحسن هناك وافضى نفسي لقضيه رشدي وسامي وكل الافاعي ، وكمان اصدرت أمر بضبط واحضار الزفت اللى اسمه ثروت منيب وقدمت فيه بلاغ فى نقابه الأطباء وربنا ليدفع تمن وسخته غالي اوى ، وفى دلوقتي تحريات بتتعمل عنه وانا بنفسي اللى هطلع مع القوه عشان اقبض عليه واخد حق قدر وحق كل البنات اللى اذاهم الحقير ده وان شاء الله اسمه هيتحمي من تاريخ البشريه
- استني بس اوع تتهور يا فارس ، سبلي انا الطلعه دي وانت خليك فى التحقيق ، أنا هسلمهولك بنفسي لم تسافر البلد وترجع بالسلامه تبقى تحقق معاه براحتك .
- لا ده تاري أنا وماتنساش ان صعيدي ودمي حامي ومش هعرف ارفع عيني فى قدر غير لم اخد حقها واطمنها انها مش لوحدها
نظر له بأسى : اللى تشوفه يا صاحبي وأنا معاك فى أي حاجه
ابتسم له بامتنان وربت على كتفه : عارف انك دايما فى ضهري يا قاسم ،قوم بينا بقى ننفذ الأمر ونجيب ثروت من قفاه
ضحك بخفه ثم رفع احدي حاجبيه : مش يابني البواب قال مسافر
ارسل اليه غمزه : عيب عليك امال أنا وكيل نيابه فلصو ولا ايه ، عملت تحرياتي الخاصه وهو دلوقتي فى فيلته فى التجمع وحابس نفسه من وقت اللى حصل ، عارف ان عامل عمله وكمان خاف واترعب لم ايمن فضل يومها يتصل بيه وعرف وقتها أنا بشتغل ايه واكيدعارف ان مش هسكت فاستخبي فى بيته زي الفيران ، بس أنا هطلعة من جحرة الكلب ده ، ده أنا كده بغلط فى الكلب ، الكلب انضف منه بكتير .
نهض قاسم من مجلسه وهم بارتداء جراب السلاح الخاص به ثم مضو سويا لخارج القسم ، يستقل سيارته الخاصه وفارس يجلس جانبه ، لينطلق قاسم الى حيث وجهته المنشوده ..
داخل منزل فهد ، اعطاها حقيبه الملابس لترتدي ثيابها ، وبعد ذلك توجه الى المطبخ اعد لها كوب من النسكافيه وبجانبه فطاير من الجبن لكي تتناولها لكى تستمد قوتها فيما هو اتى ...
دلفت الغرفه خاصتها ثم ارتدت الثياب المكونه من بنطال اسود يعلوه ستره سوداء تصل الى ركبتيها ،اندهشت من هيئتها بتلك الملابس فهى غير معتاده على ارتداء الملابس الطويله كهذا .
غادرت الغرفه لتجده فى انتظارها يحمل بيده صينيه الطعام وضعها اعلى المنضده واشار إليها لتتقدم وتتناول طعامها :
- يلا عشان تاكلي ، دي حاجه بسيطه أنا عملتها
نظرت له بامتنان والحزن يسكن مقلتيها همست بصوت كساه الألم : شكر على تعبك معايا ، بس أنا بجد ماليش نفس للأكل ، مش هقدر
- لازم تاكلي عشان تقدري تقفي على رجليكي وتواصلي ، لسه قدامك كتير ، لو عايزة ترجعي حق والدتك واللى عمل كده ياخد جزاءة لازم تبقى قويه وتتماسكي وتاكلي عشان ماتوقعيش من طولك لازم تاخدى بحقك من اللى حرمك منها .
جلست امامه بشرود لتستفيق من شرودها على يده التى تعطيها الشطيره لكي تتناولها ، التقطتها منه على مضض وبدءت فى تناولها بصمت .
نهض فهد من مجلسه وهو يتطلع إليها : ورايا مشوار مهم لازم أعماله الاول وبعدين هرجعلك ماتقلقيش ماشي والباب ماتفحتهوش لاي مخلوق ، ماحدش يعرف بوجودك هنا .
نظرت له بتسأل : هو ينفع اشوف ماما مرة اخيره ؟
- هو أكيد طبعا هتشوفيها بس مش دلوقتي ، حاليا فى طب شرعي بيشرح الجثه عشان اثبات سبب الوفاه وبعدين هيتم استخراج اذن من النيابه باستلامها واعمل اجراء دفنها ،بس دلوقتي ما ينفعش
همست بحزن : امال امته هقدر اشوفها وادفنها ؟
نظر لها باسي : مش قبل تلات ايام
انسابت دموعها تغرق صفيحه وجهها ، شعر بحزنها ثم اقترب منها يضمها لصدره دون تردد لتتشبث به وتزداد شهقاتها بداخل احضانه .
وجد نفسه يقص عليها كل ما حدث معه قبل اعوام ،محاولة منه بالتخفيف عنها ، ليجد نفسه يبكي هو الاخر ولكن بصمت دون أن تشعر به ..
بعدما صفا سيارته امام فيلة الطبيب بالتجمع الخامس ، ترجلا كل منهما ليتقدموا بخطواتها الواسعه يعبرون الحديقه ومن ثم يقفوا امام الباب ليدق فارس الجرس بثبات .
بعد لحظات ليست بقليله فتحت لهم الخادمه الباب ، دلف فارس أولا يامرها باخبار رب عملها بانهم يريدون مقابلته من اجل مريض يتابع حالته ، انصاغت الخادمه لاوامره وصعدت الى حيث الطابق الثاني تخبر سيدها بالضيوف اللذين فى انتظاره ..
جلس فارس وقاسم بالصالون بعدما اصطحبتهم الخادمه لتلك الغرفه وهمت بالانصراف ، تبادلون النظرات بينهما بصمت الى ان قطع ذلك الصمت أصوات اقدام تقترب اليهم ، رفع كل منهما انظارهم لتلتقى بتلك العيون الزرقاء التى تحمل نظراتها الخبيثه ، نهض فارس على الفور من مجلسه يتقدم منه بخطوات سريعه يقبض على تلابيب قميصه يجذبه اليه وهو يهتف بوجهه بغضب : بقى انت دكتور انت ، مش عيب على سنك اللى بتعمله فى بنات الناس ده ، وديني وما اعبد ماهسيبك ولا هعمل اعتبار لسنك يا شايب يا عايب يا اقذر انسان على وجه الأرض ، بقى انت يا وسخ بتستغل شغلك وبدل ما تعالج الناس بتستغل ضعفهم وعجزهم انهم مش قادرين يدافعو عن نفسهم وواثق انهم مش هيقدرو يتكلمو عشان كده بتتعدى كل الحدود وفاكر انك ممكن تهرب مني باللى عملته فى مراتي تبقي غلطان
حاول فك تلابيب قميصه من قبضه فارس ولكن الأخير كان محكم عليه بقوه ، لياتي كل من بالمنزل على أصوات فارس العاليه .
صرخت فتاه بصوت عال : ايه اللى انت بتعمله ده ، جاي تتهجم على بابي فى بيته ، انت أكيد انسان مريض .
ترك قميصه ونظر بحده لتلك الفتاه وهتف بغضب وعيناه مشتعله بحمرة الغضب :
- المريض ده يبقى والدك مش أنا , عاد ينظر لثروت باشمئزاز :
- ماتقول لبنتك حقيقتك القذره ولا أقول أنا
هتفت زوجته بتوسل وهى تنظر لفارس : بلاش فضايح يا بني
نظر لها بقوه وهتف بانفعال : فضايح ومين اللى عمل لنفسه الفضايح ؟ مين اللى ماحترمش سنه ولا مهنته ؟ مين اللى دمر نفسية كل بنت او زوجة او ام ولا اخت وثقت فيه ولأجت له عشان يساعدها تتخطى حزنها واذمتها وبدل ما يكون مثال الطبيب الناجح المثالي اللى مافيش زية ، بقى بيوصم اسمه ومهنته بعار هيفضل معاه الباقي من عمرة
وقفت الفتاه امامه وهى تشير بيدها للخارج : اطلع برة حالا ، انت مجنون ازاى تتكلم مع بابي بالشكل ده ، احترم فرق السن اللى بينكم ومن افضلك اطلع بره بدل مااطلبلك البوليس حالا
ضحك فارس بسخريه ثم اخرج بطاقة هويته من داخل جيبه وفعل قاسم المثل ، نظرت الفتاه لبطاقته بصدمه
همس قاسم بجديه : المقدم قاسم الفقى مع حضرتك ومعايا أمر من النيابه بضبط واحضار دكتور ثروت منيب
همست بصوت خافت : ايه تهمته
هم قاسم بالتحدث ولكن اوقفه فارس باشاره من يده لكي يصمت .
نظر فارس لزوجة الطبيب التى نكثت براسها ارضا تشعر بالخجل علم بانها على علم بافعال زوجها ،ثم عاد بانظاره لتلك الفتاه التى تحتضن والدها بقوه : عملت ايه يا بابي ؟ ليه عايزين ياخدوك مننا .
لم يقدر على التفوة بكلمه فقط مسح دموع إبنته همس بضعف : خلى بالك من نفسك ومن مامي وماتخفيش سوء تفاهم هيتحل وهرجع على طول
تشبثت به بقوه : ماتسبناش يا بابي
ترك يدها بعد عده محاولات لتضمها والدتها بين احضانها وتنساب دموعهم سويا .
غادر ثروت الفيلا برفقه قاسم وفارس خلفه يهتف بصوت عال :
- احتراما لسنك مامدتش ايدي عليك وكفايه كسرتك قدام مراتك وبنتك بالشكل ده ، ازاي مافكرتش فى بنتك ، عندك جوهرتين ليه ماحفظتش عليهم ، جالك قلب تعرض بنتك لموقف زي ده ، كان فين عقلك يا دكتور المجانين ، والله ماحد ممكن يكون مجنون غير سيتك ، لو بنتك اتعرضت لنفس اللى انت بتعمله وجاتلك تستنجد بيك وتقولك هاتلي حقي من اللى عمل معايا كده ، هيكون ايه رد فعلك ؟ ايه شعورك وقتها لم تتعرض لنفس الاذي اللى عرضت بيه غيرها ، ربنا ينتقم منك ويذلك دنيا واخره وان شاء الله هتكون عبرة لكل امثالك 
دلف الفيلا بترقب ، ينظر يمينا ويسارا يخشي ان يرا احد ، ثم دلف بهدوء من الباب الخلفي للحديقه وتقدم نحو نافذة المكتب ، فتحها برفق وقفز لداخل الغرفه ليجد" اللواء اكمل "فى انتظاره وقف عن مقعده وهم يتبادلون النظرات ، بعضهم الغاضبه والاخرى نظرات اصرار وتحدي.
هتف اكمل بغضب : يكون فى علمك يا حسام أنا هلغي مهمتك دي ومن بكرة تكون على مكتبك انت فاهم
نظر له باصرار : آسف يا فندم بس مش هيحصل ،مش هتراجع ابدا ، أنا قربت اوصل لهدفي يا فندم
- انت مجنون أنا خايف عليك ، سامي لو كشفك هيخلص منك وانت عارف طريقته ، أنا حميتك منه زمان ولسه هفضل احميك منه طول ماانا عايش ، انت فاهم ،نفذ الاوامر يا سياده المقدم وارجع شغلك من بكره
- آسف لأول مره هكسر كلام حضرتك ، اللى بيني وبين سامي حياتي اللى ضاعت ، اهلى اللى خسرتهم قدام عيني ، أنا عايش بس عشان انفذ انتقامي واخد حق ابويا وامي واختي اللى الكلب ده خلص عليهم بدون زرة ندم ،هاخد روحه بايدي وماحدش هيقدر يقف قصادي
- أنا هقف فى وشك يا حسام عشان تفوق لنفسك ، انت ابني مش ابن صاحبي وبس ، أنا ربيتك وكبرتك لم حققت حلمك وبقيت ظابط وفضلت جنبك لم وصلت لمكانتك اللى انت فيها دلوقتي ، عايز تضيع عمرك ليه ، سامي خلاص بقى كرت محروق وهيقع بكره ولا بعدة هيقع لكن انت ، لو حد عرف حقيقتك فيها موت افهم بقى ، دور فهد لازم ينتهي انت فاهم وده أمر ..
تعليقات



<>