رواية بعينيك اسيرالفصل السادس6بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل السادس6
بقلم شهد الشوري
جلس سفيان وحيدًا في بهو الفيلا يحدق في الفراغ أمامه كأنما يبحث عن شيء ضاع منه المكان الذي كان يومًا يعج بضحكات جدته أصبح صامتًا على نحو مزعج رحلت عنه غاضبة رافضة أن تنظر في وجهه تاركة خلفها إحساسًا بالذنب لا يفارقه حتى شقيقه لم يقف إلى جانبه بل تبعها ليكون معها

رنين جرس الباب قطع الصمت بعنف تبعه طرقات متتالية كأن الطارق يوشك أن يقتحم الباب نهض سفيان متوجسًا ليفتح الباب بالكاد أدار المقبض حتى تلقى لكمة قوية على وجهه من قصي وقد كانت كافية لتدفعه عدة خطوات إلى الخلف
اندفع قصي إلى الداخل وصوته يملأ المكان بغضب جامح :
روحت لسيلين وطلبت منها تعمل فيا كل ده ليه، بدل ما تهدي بينا زودت النار ليه يا بن عمي!!
عدل سفيان من وقفته ومسح الدماء عن زاوية شفتيه قبل أن يرد بغضب :
انت اتجننت يا قصي إيه اللي بتقوله ده
دفعه قصي بكتفه صارخًا بغضب :
مروحتش لسيلين وطلبت منها تكرهني فيها، ما قولتلهاش تقولي الكلام اللي قهرني ووجع قلبي مكنتش السبب إنها تيجي وتبهدلني قدام الموظفين، مش انت اللي بعت رجالة يضربوا خطيبها وخلته يقدم بلاغ ضدي!!
صرخ عليه سفيان بحدة :
أيوه أنا اللي عملت كده، أنا اللي خططت لكل ده كنت عايزني أعمل إيه؟ وأنا شايفك كل يوم بتموت بالبطيء، لأنها مش بتحبك وهتتجوز غيرك مشوفتش نفسك ساعتها كنت عامل إزاي؟ كنت لسه بتحبها، وهي متستاهلش حبك سابتك وراحت اختارت واحد ميسواش ضفرك ساعتها كان لازم اتدخل واخليك تكرهها عشان تقوى وتقف على رجلك بدل ما تفضل قاعد تبكي زي الحريم
رد عليه قصي بلكمة ثانية جعلت سفيان يتراجع للخلف عدة خطوات بعدها صرخ عليه بغضب شديد :
حد كان قالك اني قاصر مش بعرفش اتصرف ليه تحشر نفسك في حياتي، طب شوف نفسك الأول، وصلح حياتك
رد عليه سفيان بحدة :
انا عملت كل ده عشانك....عشان ده الصح، الهانم باعتك زمان واختارت غيرك دي ما تستاهلكش!!!
ضحك قصي بسخرية مريرة قائلاً بغضب :
تبعتني لو كانت عشمتني بحاجة وسابتني، لكن هي عمرها ما عملت كده كانت شايفاني أخ، وأنا اللي فهمت إنه حب....ولو زي ما بتقول، وهي عملت كل ده معايا، انت ما عملتش زيها، ما عشمتش ميان واتخليت عنها وبيعتها
ثم تابع قصي بسخرية مواجهاً إياه بحقيقته:
إنت عايزني أبقى نسخة منك؟ عايزني أعيش بجسمي مع واحدة وقلبي وعقلي مع واحدة تانية
حاول سفيان التظاهر بالثبات وهو يرد بحدة :
انا قلبي وعقلي وكلي ملك لمراتي
ضحك قصي مرة أخرى قائلاً بسخرية :
برافو اضحك على نفسك زي ما طول عمرك بتعمل، بس خليني أقولك حاجة انت عمرك ما نسيت ميان ولا هتقدر تنساها مع انها أصلاً ما تستاهلش واحد زيك
صرخ عليه سفيان بحدة :
نسيتها لأنها ما تستاهلنيش ولأنها أرخص من جزمة قديمة عندي، نسيتها عشان اللي زيها خسارة حتى يخطروا على البال، الصح إنك تقول هي اللي ما تستاهلنيش
نظر إليه قصي نظرة طويلة وكأنه يرى شخصًا غريبًا قائلاً بخيبة أمل :
انت مريض....مريض يا سفيان
ردد سفيان بسخرية مريرة :
الحقيقة واضحة متخدعش نفسك الستات اللي زيها بيتلونوا بمية لون تاخد اللي هي عايزاه وتسيبك....زي ما عملت كاميليا مع أبويا بالظبط، سيلين كمان كانت بتستغلك بتعوض معاك كل اللي ما عاشتهوش مع أهلها ميان زيها زيهم أول ما لقيت البديل نسيتني!!
توقف فجأة وكأنه أدرك أنه قال أكثر مما يجب رفع قصي حاجبيه وسأله بحدة :
كمل ميان عملت ايه؟
صمت سفيان فتابع قصي بصوت أكثر هدوءًا لكن مليئًا بالمرارة :
مش كل الستات زي ما إنت فاكر في منهم جدتك وأمي ومراتك اللي إنت شايفها ملاك حتى سيلين ما استغلتنيش زي ما بتقول أنا اللي كنت بفرض نفسي عليها أنا اللي كنت بجيب ليها اللي هي عايزاه حتى من غير ما تطلب ولولا اللي عملته انت كان زماني انا وهي قادرين نتعامل حتى كقرايب لكن دلوقتي لا هي قادرة تحط عينها في عيني ولا أنا قادر انسى
ثم أكمل بحزن وهو يستدير ليغادر :
انا مش مسامحك على اللي عملته فيا يا سفيان!
دخلت كوثر من باب منزل قصي بالمفتاح الذي تحمله معها لتجده يجلس على الأريكة المقابلة للباب يضع رأسه بين يديه
اقتربت منه مربتة على كتفه بحنان قائلة : مالك يا حبيبي
تنهد ثم سألها بعد تردد :
ايه اللي حصل ما سيلين يا امي عشان تطلق
اجابته بحزن :
انا عرفت من قريب خالتك كانت مكتمة على الموضوع، مكنتش عايزة حد يعرف ويشمت فيها
ثم تابعت تسرد عليه ما سمعته من شقيقتها :
يوم فرحهم بعد ما وصلوا بيتهم سمعته بالصدفة بيتكلم مع واحد صاحبه على باب الشقة اصله كان فاكرها في الأوضة،ط لكن عشان نيته السودا، طلعت بالصدفة وسمعته بيقول إنه عمل كده عشان عجباه ومش طايلها، وعشان في شخص دفع ليه فلوس يدخل حياتها
صمتت للحظات قبل ان تستكمل حديثها بحزن :
اول ما قفل الباب لقاها في وشه صرخت عليه واتخانقت معاه استقوى عليها وفضل يضرب فيها ، خلصت نفسها منه بالعافية وقفلت على نفسها باب الاوضة لحد تاني يوم خالتك وجوزها لما كانوا بيزورهم في الصباحية شافوا اللي حصل لبنتهم، ابوها قوم الدنيا وقعدها، ولما حاول ياخد بنته هددهم انه هيفضحها قدام كل الناس
قبض قصي على قبضة يده بغضب وغل، وهو يستمع إلى كلام والدته عن ما حدث لسيلين :
انه مش الأول في حياتها يعني، خالتك وجوزها مشيوا من هنا والواد حاول يقرب منها بالغصب بس جوز خالتك رجع مع البوليس واتقبض عليه وكان شارب اتعملوا كذا محضر فضلت سيلين قاعدة في بيته، وقبل ما يخرج من السجن بفترة رجعت بيت أهلها على أساس فيه بينهم مشاكل ومش متفقين
تنهدت والدته وواصلت حديثها بحزن :
رفعت عليه قضية طلاق قبل ما يخرج من السجن، واطلقوا بس الصراحة، الواد ما كانش يبان عليه إنه بالأخلاق دي بيني وبينك، خالتك اتصرفت صح لو كانت اتطلقت تاني يوم كلام الناس مكنش هيرحمهم عشان كده أبوها وافق لكن من بجاحة التاني لما خرج من السجن، هجم عليهم في البيت ابوها كان في شغله، فنزل في سيلين ضرب ولحقوها من بين ايديه ودخل السجن من تاني
اومأ لها بصمت وهو يكور قبضة يده بغل متوعداََ للأخر بكل شر لكن صبراََ
ربتت والدته على يده قائلة بحنان :
انا عارفة يا بني ان اللي سيلين عملته مش سهل، لكن لو لسه بتحبها يا حبيبي اتقدملها ربنا حافظها ليك هي ندمانة على اللي عملته بلاش تعذب نفسك، اتجوزها وريح قلبك وقلبنا خليني أفرح بيك يا حبيبي، واتجوز
تنهد بحزن قائلاََ بألم ينهش قلبه :
مش هينفع يا امي...صدقيني مش هينفع اللي سيلين عملته مقدرش انساه كلامها اللي يوجع لسه فاكره لحد دلوقتي هيفضل بيني و بينها انا اه بحبها بس قدرت اعيش من غيرها يبقى هقدر اكمل اللي باقي من عمري من غيرها و هقدر اتجوز عادي...الحياة مش بتقف على حد انا مش هقدر اتقبلها لا حبيبة و لا زوجة و لا حتى اخت و صديقة زي الأول انا بالعافية قادر اتعامل معاها لأنها في الأول و الأخر بنت خالتي
لم تجد ما تقول تعطي كل الحق لابنها فسيلين تجاوزت كل الحدود بتلك الفترة كلماتها القاسية لولدها الجارحة لرجولته و كرامته عالقة بذهنها للآن هي الآخرى، وصل الأمر ان ذلك المدعو راغب قدم بلاغًا ضد ابنها وشهدت سيلين عليه بالكذب رغم أنها لم ترى منهما إلا كل خير
كان عاصم يجلس بمكتبه الموجود بالطابق الأسفل في منزله والقلب ينهشه القلق بعد وصول تلك الرسالة كان يخاف على ابنته بشدة على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تصل له تهديدات بشأنها إلا أن هذه المرة كانت مختلفة هؤلاء الناس لا يعرفون الرحمة لقد تعب هو وفريقه سنوات وبالأمس استطاع أحد الضباط الماهرين "كارم" في فريقه أن يحصل على تلك المستندات التي تدينهم هل يسلمها أم يحافظ على حياة ابنته الوحيدة وإن وافقهم كيف يضمن التزامهم وإن غدروا كيف يضمن حماية ابنته كان خائفًا ولأول مرة يشعر بهذا القلق
قاطع شروده رنين هاتفه فالتقطه مجيبًا على الفور عندما رأى أن المتصل هو "صلاح" صديقه القديم الذي فرقت بينهما الأيام وانشغل كل منهما بحياته لكن من حين لآخر يلتقيان أو يتحدثان على الهاتف
سأله عاصم بشرود :
اخبارك إيه يا صلاح
رد عليه صلاح :
بخير يا صاحبي، انت أخبارك إيه
تنهد عاصم وقال بشرود :
مش كويس خالص
سأله صلاح بقلق :
خير المدام وبنتك كويسين
قص عليه الآخر ما حدث خاتمًا حديثه بضيق :
همس عنيدة ومش هترتاح أبدًا تمشي بين حراس حتى لما كنت بعمل كده غصب عنها كانت بتهرب منهم هي دايمًا شايفة أنها تقدر تحمي نفسها كويس
جاء الرد من صلاح بهدوء :
عاصم أنت في كل الأحوال مفيش ضمانات إنهم يوفوا بكلامهم زي ما قلت هما مفيش في قلوبهم رحمة والخطر كبير وأنت عارف كويس إنك مستحيل تقدر تخالف مبادئك والقسم اللي أقسمته اعمل اللي عليك وقدم الورق والمستندات اللي معاك وربنا إن شاء الله يعدي الموضوع ده على خير أما بنتك تقدر تعين اللي يحموها من بعيد لبعيد من غير ما تاخد بالها لو رفضت رغبتك في أن يكون معاها حراس أو ممكن تخليها في البيت لحد ما الفترة دي تعدي
تنهد عاصم بحيرة ليتابع صلاح مغيرًا مجرى الحديث :
أنا عارف إنه مش وقته بس كنت بتصل بيك عشان أعزمك على الغداء إنت وأسرتك لأنني لأول مرة اخد بالي اننا أصحاب بقالنا قد إيه وعمري ما اتعرفت على أسرتك وانت نفس الحكاية
رد عليه عاصم بمجاملة :
في الحالة دي يبقى العزومة عندي
ضحك صلاح بخفوت قائلاً :
عندي وعندك واحد يا صاحبي
ابتسم عاصم قائلاً قبل أن ينهي الحديث معه :
خلاص هنستناكم بكرة بإذن الله
في مكان نذهب إليه لأول مرة، بأحد غرف الفنادق الفخمة، كانت تقف تلك السيدة ذات الجمال الساحر الذي، رغم مرور الزمن، لا تزال تحتفظ به
كانت تتحدث عبر الهاتف بجدية وصرامة :
اعمل اللي قولتك عليه وانت ساكت بكره اسمع الخبر، ولو حصله حاجة أو مات هطلع بروحك....انت فاهم
أجابها الخر بطاعة :
اللي تؤمري بيه يا هانم، بس المبلغ هيزيد شوية دي بردو عملية مش سهلة، وهيبقى فيه سين وجيم
صرخت عليه بغضب :
خمسمية ألف جنيه، مفيش غيرهم، أومال لو بقولك اقتله، هتاخد كام؟ بلاش طمع في غيرك كتير يقدروا يعملوا كده
قالتها ثم أغلقت الهاتف في وجهه بعدما أخبرها بالموافقة على المبلغ الذي حددته
جلست على الفراش تدخن سيجارتها بشراهة وهي تخطط لخطواتها القادمة بعقل خبيث كقلبها الذي تملك منه الحقد والغل، حتى باتت لا تريد من الدنيا شيئًا سوى إفساد سعادة الجميع!
في صباح يوم جديد، خرجت ميان من غرفتها تحاول مقاومة رغبتها الشديدة في النوم، لكن رنين جرس المنزل في ذلك الوقت الباكر أزعج نومها ونوم والديها، فلم يعتادوا على زيارات بهذا الوقت
فتحت الباب وسرعان ما توسعت عيناها بصدمة، وكذلك والديها من خلفها، لتردد بصدمة وزهول :
انتي
اقتربت عليا من الباب قائلة بصدمة :
كاميليا، إيه اللي جابك هنا !!
اجابتها كاميليا بانكسار :
ممكن أدخل يا عليا، ولا وجودي مش مرحب بيه
ردت عليها عليا بهدوء زائف ونظرات لوم وعتاب :
بيتي مفتوح ليكي من زمان يا بنت أبويا وأمي، وبيت أولادك كان هيفضل مفتوح ليكي لو بس فكرتي فينا قبل ما تعملي عملتك وتمشي
افسحت لها ميان المكان لتدخل، وهي تلقي عليها نظراتها الغاضبة والكارهة بدون حرج في إظهار بغضها لها فتلك المرأة لا تستحق أي شفقة أو مجاملة، يكفي أنها سبب تعاستها !!
رددت عليا بعتاب :
اتخليتي عن الكل ومشتي يا كاميليا، كرهتي ولادك فينا، وفيكي، ليه عملتي كده؟
جلست كاميليا على الأريكة قائلة بدموع :
غصب عني يا عليا، انا خوفت.....خوفت من الفقر، لما طلبت من شريف الطلاق، قالي انه هيتطلقني مقابل إني أبعد عنه وعن ولادي حتى كل الحوار اللي دار بيني وبينه وبين عمار و سفيان سمعوه، كان باتفاق معاه عشان يكرهوني ويبعدوا عني
صرخت عليها ميان بغضب :
انتي كدابة؟ عمي شريف عمره ما يعمل كده احنا زي ما عارفينك، عارفينه وعندنا عقل يميز مين اللي مظلوم ومين الظالم ولو فرضنا، هو اجبرك على كده مظهرتيش ليه بعد ما مات؟
تدخل والد ميان ونهرها على طريقة كلامها مع خالتها، رغم أنها بالفعل تستحق كل ما يُقال :
ميان، متدخليش في كلام الكبار، اياكِ تكلمي خالتك بالأسلوب ده تاني
كورت قبضة يدها بغضب وضيق ثم غادرت إلى غرفتها، بينما عليا التفتت لكاميليا عندما قالت بدموع :
غصب عني يا عليا، أنا خوفت أرجع كنت هقولهم إيه؟ هقولهم أبوكم فرقنا عن بعض؟ هقولهم إيه بعد اللي سمعوه مني؟ هحط عيني في عينهم إزاي؟ حتى انتي مكنتش قادرة أرفع عيني في عينك، كنت بطمن عليكم من بعيد وده كان كفاية
سألتها عليا بحدة غير مصدقة أي كلمة تفوهت بها ولا حتى دموعها الكاذبة :
طب وجوازك بعد العدة على طول، تسميه ايه ؟
اجابتها كاميليا بقهر، وهي تمسح دموعها :
قولتلك خوفت...خوفت من الفقر، خوفت اترمي في الشارع شريف كان خسر فلوسه كلها كنا هنعيش إزاي؟ وفين؟ كنت هتجوز وأخدهم يعيشوا معايا، بس شريف رفض ساعتها اضطريت أوافق، وياريتني ما وافقت، ولادي وحشوني اوي يا عليا نفسي بس يسامحوني، نفسي أخدهم في حضني، وأشبع منهم....منه لله شريف، هو السبب!!
سألتها عليا بضيق :
انت جيالي دلوقتي، اعملك ايه؟
رددت كاميليا بحرج :
ممكن اقعد معاكم كام يوم لحد ما أشوف مكان أعيش فيه على قد الفلوس اللي معايا
نظرت عليا إلى رأفت الذي أومأ برأسه موافقًا، تاركًا لها حرية التصرف فلم تستطع الرفض فهي في النهاية شقيقتها الكبرى
كانت ميان تجوب بسيارتها في الشوارع، غاضبة من ظهور تلك المرأة "كاميليا" ومن موافقة والدتها على إقامتها معهم كانت تعلم تمام العلم أن تلك المرأة كاذبة، وتخفي نوايا خبيثة، فقد استمعت لما قالته لوالديها بعد مغادرتها، أو هكذا ظن الجميع، إذ اختبأت خلف أحد الجدران
كانت نظرات تلك المرأة تحمل مكرًا وخبثًا، ومهما تظاهرت بالحزن والبكاء، إلا أن ميان استطاعت أن ترى حقيقتها بوضوح
سرعان ما توقفت فجأة بسيارتها بعيدًا عندما رأت نرمين زوجة سفيان تخرج من أحد المباني، وأحد الرجال يطوق خصرها، قريبًا منها جدًا، بينما كانت الأخرى تضحك وتلتصق به وتبادلته الهمسات قبل أن تستقل سيارتها وتغادر!!
في منتصف اليوم كان عمار يخرج من باب الشركة متوجهًا إلى منزل فريدة وذهنه شارد بتلك الحسناء التي اجتذبته من النظرة الأولى قلقًا عليها ويريد رؤيتها، لكنه في حيرة من أمره بأي صفة سيذهب إلى منزلها؟
هي تعجبه، لكن لا يستطيع تحديد ما إذا كان ذلك حبًا أم مجرد إعجاب....مترددًا في أخذ خطوة رسمية
كان غارقًا في شروده ولم ينتبه للسيارة التي ظهرت أمامه فجأة حاول تفاديها، وبالفعل نجح في ذلك، لكنه اصطدم بجدار ضخم مما أدى إلى تحطم سيارته من الأمام واشتعال النيران بها 
كانت فريدة تجلس أمام الطعام الذي أعدته خادمتها تهاني بدون شهية، لا زالت حزينة مما فعل سفيان لقد تغير حاله منذ أن تزوج من نرمين
تعالى رنين جرس المنزل فظنت أنه عمار، فتحت الخادمة الباب لتردد فريدة دون أن تلتفت للخلف :
نسيت مفتاحك ولا إيه يا عمار؟
جاءها صوت سفيان من الخلف قائلاً :
أنا سفيان، ينفع أدخل
سألته بضيق:
جاي عايز إيه
اقترب منها ثم انحنى مقبلاً يدها وجبينها قائلاً بأسف وحزن:
حقك عليا يا ست الكل، ده بيتك وهيفضل بيتك طول العمر، واحنا ضيوف عندك، والله ما كان قصدي حاجة باللي قولته كان كلام وقت غضب
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه بصمت، متجاهلة النظر إليه فقبل يدها مرة أخرى قائلاً بتوسل :
حقك عليا يا فريدة والله زعلك عندي بالدنيا، قوليلي اعمل إيه بس عشان تسامحيني؟ ده انتي عمرك ما عملتيها، ودلوقتي حتى مش عايرة تبصي وشي
رددت فريدة بصرامة بعد صمت طال لدقائق :
انا موافقة اسامحك وأرجع الفيلا، بس بشرط!!!
سألها بلهفة :
اعتبريه اتنفذ
صمتت لحظات ثم قالت بصرامة :
تتجوز ميان !
تعليقات



<>