
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الثامن والخمسون58 بقلم نجمه براقه
حسن
كتبت رسالة طويلة حكتلها فيها كل اللي بمر بيه وهي بعيدة عني وبعدين حذفت بدون ارسال ولا حتى ازالة البلوك، كنت بكتب علشان اريح نفسي، سمعت قبل كده ان الكلام لما يفضل في القلب بيعذبنا ولما يخرج حتى على شكل كتابة بيريح..
يمكن طريقة نفعت بشكل مؤقت زي مسكن بيتاخد في وقت الالم بيسكن شوية ونرجع من تاني نعاني..
وبعد انتهائي من العبة دي بدقايق جرس الباب ضرب..
قومت فتحت لقيته خالي..
دخل من غير ما يقول ولا كلمة..
رمى جسمه على الكنبة وحط ايده على وشه..
تمنيت ان حالته دي تكون بسببها ف يحكيلي عنها واعرف اخبارها..
قعدت جنبه وقلت :
_ في اية..
سكت شوية وبعدين هز دماغه بحيرة وقال:
_ معرفش، اول مره معرفش اذا كنت صح ولا غلط..
انصتله ف تابع بتنهيدة:
_ واقف على جرح قديم وببني عليه مستقبلي وحياتي كلها..
_ واية فكرك بيه تاني..
_ بنتها، طالعالي النهارده بكلام جديد، وقال اية الراجل هو اللي بيختار يتخان.. بتتكلم على وجعها فكراني هسيبها لما تقولي كلمتين زي دول، كنت هقتلها لولا انها خافت وجريت من قدامي...
سكت شوية وبعدين اضاف بضيق:
_ بس عارف؟!، لما فكرت في كلامها وفي الخيانة من وجهة نظرنا احنا الرجالة لقيت ان حتى كره الست لجوزها وانها متكونش حباه خيانة، انها تكون محبوسة بين اربع حيطان وتعجب بممثل او يكون ليها مواصفات فتى احلام غير مواصفاته برضو خيانة..
بس الخيانة الوحيدة اللي نقدر نحاسب عليها هي الخيانة الملموسة، اي حاجة خلاف ده ف انا مش هقدر اتكلم وارضا بخينتها الصامتة وانا حاطط جزمة في بوقي وساكت..
_ بتفكر تسيبها..
_ فكرت كتير اسيبها بس متأكد اني هندم، انا قولتلك قبل كده حاسس ان ربنا خلقها عشاني، حتى لو هي مش عاوزه..
_ ربنا عمره ما هيخلقلك حاجة تتعبك يا خالي، وانت لو كملت عمرك ما هترتاح ولا هتطمن..
_ فاهم كلامك كويس قوي ومش خافي عني، بس خايف اندم، يمكن لو كملنا الجواز بعد فترة اقدر اسيبها..
_ تاخد منها عذريتها يعني، هو ده اللى هيرضيك ويحسسك انك خدت حقك من ابوها وامها..
دار وشه عنه وسكت، تابعت بهدؤ ارجو من جوايا ان كلامي يستعطفه ويصحي ضميره:
_ البنت مش عارفه حاجة يا خالي، عاشت مطاردة طول عمرها، شافت قتل امها وبعدين ابوها وبعدين كانت هتموت وانت اللي انقذتها اكتر من مره، وبللي ناوي تعمله فيها تبقى بتكمل عليها، هي ملهاش ذنب في اللي اهلها عملوه علشان تحاسب عليه..
نفخ بضيق وبعدين قام فجاة وسابني ومشي..
كلامي اثر فيه، وانسانيته كانت هتغلب رغبته في الانتقام ويمكن ميكملش، تصرفه ده زرع جوايا امل ان ممكن يكون لينا فرصة مع بعض..
حسيت بشوية راحة وفكرت اكلمها واقولها
مسكت التليفون شيلت البلوك وكتبت بإيد متردد:
_ مكنتش اعرف إن صدام أفكاره ليها تأثير قوي كده...
كتبتها ووقفت عند ضغط الارسال كتير، اراجع نفسي ابعت ولا مبعتش وفي النهاية مبعتش ورجعت عملت بلوك وقومت اتمشى في البيت بملل لغاية ما لقيت نفسي عند ادوات الرسم الموجودين على التربيزة بفوضوية، مسكت الاسكتش فتحت الرسمة وبصتلها شوية، كلمتها وقلت:
_ شابو يا عفريتة، عرفتي تلفيفيه حولين نفسه زي عادتك، كملي نشوف نصايح صديقك المعفن هتنفع ولا لا..
تحسست الورقة بلطف وقلت بحنين
_ وحشتيني يا جزمة، عارفة لو قدامي دلوقتي كنت عملت فيكي اية؟.. لما اقابلك هقولك
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رحمة
كنت قاعدة في نفس المكان اللي بقيت بحس انه بقى ملكية خاصة لي انا وصدام وبس.. بشم هوا واهرب من التفكير والخوف من الايام اللي بتجري وبتقرب سنوية بابا ومن بعدها الفرح اللي انا مش عارفة هقدر اخلص منه ولا لا..
وبعد وقت جه شريكي في المكان، والكآبة والحزن مالينه
قعد جنبي بصمت وفضلنا ساكتين ساندين ايدينا جنبنا وبنحرك رجلينا بملل وعقولنا بتعاني من الدوشة اللي جواها..
كنت بفكر في حسن وياسين والسجن اللي لقيت نفسي فيه من غير ما اعمل حاجة.
ف كسرت الصمت اللي بيني وبينه وقلت وعيني شارده بعيد:
_ طلع كلامك غلط، محدش بإيده يصنع سجانه.. في ناس بتسجنا افترى..
عدل قعدته وقال:
_ سجان عن سجان يفرق، في سجان بيسجنك جوه نفسك ويخليكي محتجاله وهو بس اللي بيكون معاه المفتاح، من غيره متقدريش تخرجي ولا تشمي نفسك وانتي قاعده في اكتر الاماكن اتساع، وده اخطر بكتير من السجن اللي عملهولك عمي، عمي حابسك في البيت بس سايب دماغك حرة تفكر وتدور على حلول، لو مفكرتيش ودورتي ازاي تخرجي نفسك يبقى انتي اللي اخترتي تفضلي محبوسة..
حسيت بالملل من مواعظة اللي مش بتنفع وقولت:
_ بتقول اي كلام وخلاص، ولو فكرت ودورت على حلول وهو ماسك فيَّ زي القراضة كدة فكرك هيسيبني؟ ده انا قولتله ان الرجالة هي اللي بتختار تتخان وان الغلط منهم يمكن يعتقني لوجه الله وهو كل اللي عليه يبرقلي بعنيه لم نشف دمي.
_ مش ممكن، انتي ازاي تقوليله الكلام ده، انتي فاهمة عملتي اية... ده كدة هيفهم كلامك ان عند ما الست تحس بعدم راحة ولو شوية تجري تخون، ومش بس كده ده انتي قولتيله بطريقة غير مباشرة ان إحتمال كبير تخونيه بس تلاقي اللي ينفع يتخان معاه..
_ اه قصدت اوصله الكلام ده، خالك مينفعش معاه طرق تانية، وانت قولتلي لازم الفت انتباه لنقص اللي عنده.
بصلي باستغراب وقال:
_ اية حكاية خالك اللي كل شوية تقوليها..
حافظت على هدوئي وقلت:
_ اهو بتلخبط، مانتو هنا مرة ياعمي مرة ياخالي.. وبعدين متغيرش الموضوع وقولي، انا غلطت في اللي قولته؟
تنهد وقال:
_ على حسب هو هيفكر ازاي. هيفكر صح ويفهم ان في مليون فارق بينك وبينه وان وارد يحصل خيانة بسبب الفوارق دي حتى لو مش مقصودة، او يفكر انك بطبعك خاينة، ف ندعى انه يكون الاحتمال الاول اهو اهون شوية..
_ انت عارفة، انا مش معتبرة نفسي بخونة، هو عارف اني مش عايزاه وعارف انه غاصبني عليه
بصلي بصمت فقلت:
_ اية؟
_ هو كبير اه ومش مناسب بس علشان جنابك بتحبي واحد تاني كرهاه مع ان كان ممكن قوي تقبلي بيه لو مكنش الاخ ده ليه وجود في حياتك
_ يمكن، بس انا مبكرهش عمك لعلمك، ساعات بحبه لانه ساعات بيكون طيب بس هو بقى اللي بيقصد يضايقني وفارض نفسه عليا ومبيكملش يومين على بعض عدل...
_ اه..
خلص حماسه للكلام اكتر من كده ورجع لسكوته والحزن اللي اضطر يخرج نفسه منه علشان يكلمني، قولت بهدؤ:
_ زعلان ان فيروز سابتك في الوقت ده..
سكت شوية وبعدين قال:
_ لا..
_ تبقى محبتهاش..
تنهد وقال:
_ حبيتها، بكل الاختلاف اللي بيني وبينها حبيتها، ولو هكون حاسس بحاجة دلوقتي هكون حاسس بالراحة والعرفان ليها لانها عفتني من ارتباطنا..
_ بتحبها ومرتاح انها سابتك، دي تيجي ازاي..
_ ايدي بقت رخو، اضعف من انها تتمسك بحد، شوية التماسك اللي عندي شايلهم ليكي انتي وحمزة.
قولت بعدم فهم:
_ انا وحمزة.. ليه انا..
بصلي وقال:
_ علشان احميكي من نفسك، اللي زيك لو محدش خد باله منه هيعمل كوارث...
ضحكت وقلت:
_ صح..
تابعت بابتسامة:
_ انت طيب قوي يا صدام، ربنا بيحبني علشان يبعتلي اخ زيك..
حط ايده على صدره وقال بغرور مصطنع:
_ انا عارف، انا كده اللي ربنا بيحبه يبعتني ليه
قولت ضاحكة:
_ متتمرعش قوي كده، انت اللي ربنا بيحبك ف بعتني ليك..
_ بعتك لي علشان يكفرلي عن ذنوبي اللي اقترفتها في عمري كله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حمزة
رجعت تاني لنفس الشقة بعد ليلة نمتها في مسجد موجود في نفس المنطقة، وهناك لقيت الكل حاضر ومنهم مروان كان بيرقص مع بنت ومخدش باله مني، واظن حتى خد باله مكنش هيجيلي واضح انه بيخطط لاكتر من الرقص.
دخلت واتجهت ناحية البار من غير ما أعمل صوت ولا أسلم على حد.
كان عندي خمول ومصدع وعايز حاجة تريحني، ومكنش في أقرب من إزازة الخمرة اللي كانت موجودة على البار.
صبيت كاس، رفعته علشان أشرب، فجه واحد منهم وقفني وقال:
_ إيه يا باشا، هو بالهنا بس الحاجات دي بفلوس وانت مدفعتش المرة اللي فاتت..
حسيت بالحرج ورجعت سيبت الكباية وانا ببص بعيني على الموجودين.
وشوفت نفس البنت وهي جاية علينا، تدخلت بينا وقالتله:
_ إيه البواخة دي، في حد يعمل اللي انت عملته! سيبه يشرب براحته أنا هدفع..
ابتسم باستهزاء وهمس في ودنها بكلمة قدرت أسمعها كويس:
_ عاجبك في إيه ده، هي مرة وهنجيبك جثة من جوه.. مش شامة ريحته اللي تخنق؟
ضربته في صدره ورمقته بحدة، ف بعد عنها ورجع بصلي من فوق لتحت ومشي.
قربت مني وقالت بخفوت ونظرات جريئه:
_ اشرب وملكش دعوة بحد.. أنا هنا.
شردت في ملامحها، مكنتش فاهمها ولا عارف اية اللي شدها لي وانا بالمنظر ده.. فوقتني
بوضع السيجارة في بوقي وهمست:
_ شد وانسى الهم..
مبعدتش عيني عنها، خدت منها السيجارة وخدت نفس، وفورا شدتها مني تاني خدت نفس ونفخت الدخان في وشي وقالت بابتسامة وهي بتتأمل شكلي بنظرات جريئة:
_ هو كده المزاج الحلو بيحب المشاركة، وبيكون أحلى لما أشاركه مع حد قمور زيك.
_ إنتي عايزة إيه، دراعي مكسور زي ما إنتي شايفة، مش هنفعك..
ضحكت وقالت:
_ أهو إنتو كده يا شباب نيتكم دائماً وحشة، وأنا اتكلمت.
دورت وشي عنها بزهق، مشت إيديها على كتافي بشكل سرى الرعشة في جسمي وهمست في ودني:
_ بصراحة إنت فيك كل مواصفات فارس أحلامي، أصلي أنا بحب الشاب المدلل اللي مبيهمهوش حد وكل يوم يوقع واحدة جديدة، يا حمزة.
متفاجاتش انها طلعت عرفاني ولكن بصتلها اشوف ده ابتزاز ولا في نية تانية ورا كلامها ده، فقالت بابتسامة :
_ إيه، مش ده اسمك برضو؟ متخافش مش هقول لحد وهيفضل سر بينا أنا وإنت وبس.
باست السيجارة ورجعت حطتها في بوقي، غمزتلي ومشيت.
وهي بتتمايل وتصرخ بجنان، وقفت وسطهم وبدأت ترقص، وعينها مبعدتش عني لحظة وكأنها قاصدة تفتني بيها.
درتلها ضهري شربت كاس، ولما بدأت أملا التاني جه الولد اللي بيكرهني خد مني الإزازة وقال:
_ صحتك هتضيع أكتر ما هي ضايعة، كفاية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رقية
فزعني صوت الخبط على الباب في وقت الفجر، قومت من مكاني قبل ما استعيد وعيّ بالكامل ورديت وأنا كلي خوف :
_ مين..
جاني صوته حمزة:
_ افتحي..
نبض قلبي بقوة عند سماع صوتي، قومت من مكاني وجريت على الباب بلهفة.
فتحت ومجرد ما شوفته قدامي اترميت في حضنه وانا عيني بتدمع من الفرحة.
كنت متخيلة انه رجع عشاني ومش همشي تاني..
بس مقابلته كانت باردة، مضمنيش وفضلت إيده مفروده..
اختفت سعادتي وبهتت ملامحي..
بعدت عنه وبصتله لعينيه أدور عن أي حاجة فيهم تطمني إنه مش هيمشي تاني.
كانت عينيه مطفية تماماً.. ومشاعره جافة.
واختفى كل المرح والحب اللي مكنتش نظراته تخلى منهم..
بعد إيديا عنه ودخل الأوضة، بصيت على الفراغ اللي سابه ورجعت لملمت نفسي وروحت وراه أشوفه بيعمل إيه.
لقيته بيدور عن حاجة في الادرج، قربت منه وقلت :
_ بتدور عن إيه..
استمر في بحثه ولما ملقاش اللي بيدور عليه بصلي وقال:
_ موبايلـي فين..
_في الصالون...
خرج من الأوضة، لحقته على هناك وشوفته بياخد تليفونه وماشي ناحية الباب..
زي ما توقعت، كان هيمشي، وهسيبني قلقانة عليه..
سبقته وقفت قدامه أمنعه.
فوقف قدامي متبلد المشاعر بدون ما يرف له جفن، سالت دموعي على خدي وقلت:
_ هتمشي تاني وتسيبني؟ مش محتاجني أكون جنبك في أزمتك دي؟ مش إنت قولت إنك مش عايز تبعد عني وإنك لو هتعيش يوم واحد هتختار تعيشه معايا؟
دورت في عينيه عن أي رد ولكن عينيه كانت ساكتة زيه بالظبط.
نهيت المسافة اللي بيني وبينه وقلت:
_متمشيش وتسيبني قلقانة عليك، كفاية الايام اللي فاتت، أنا هعمل اللي إنت عاوزه، مش هتكلم ولا هضايقك بس تخليك قريب مني.."
قال بجمود:
_ مش عايز حد معايا ولا حتى إنتي..
ضميت ايده بين كفوفي وقلت:
_ مش صحيح، إنت عايزني وبتحبني، كلمتني امبارح علشان تسمع صوتي، يعني محتاجني.. وأنا مش هسيبك تمشي.. واقعد قلقانة وخايفة عليك..
مسكت في هدومه، شديت عليهم وقلت وانا بقرب منه اكتر:
_ مش هسيبك انت فاهم ولا لأ؟ هتقعد معايا هنا، في بيتنا..
محركش ساكن وفضل واقف مكانه زي الجماد
قربت منه أكتر، ارتفعت على أطراف أصابعي وطبعت قبلاتي على وشه وشفايفه، بدأت أفكله أزرار قميصه، كنت متخيلة إن الطريقة دي ممكن تخليه يتراجع عن إنه يمشي..
ولكن ده مأثرش فيه، متحركش ولا ايده لمستني ولا بادلني..
توقفت عن اللي بعمله وبعدت عنه بالقدر اللي يخليني أقدر أشوف عينيه، دورت فيها عن أي رغبة أو شعور ولكن كان زي ما هو، كأن مشاعره ماتت.
رجعت دموعي تسيل من عيني، قلت وأنا بلمس وشه:
_ موحشتكش؟
هز دماغه بالنفي وقال بجفا:
_ لا، مش حاسس ناحيتك بأي حاجة، إنتي كمان لعبتي بي زيهم.
هزيت دماغي بنفي وقلت:
_ لا لا، عمري ما ألعب بيك، أنا كنت خايفة توصل للحالة اللي إنت فيها دلوقتي..
بعد إيديا عنه وقال بجفا:
_ قولتهالك قبل كده متخافيش عليا، وانسيني يا رقية، متستنينيش أرجع تاني
_ لا لا مش هتمشي، وعمري ما هنساك ولا هبطل أستناك ترجع زي الأول، أو على الأقل تكون معايا..
تنفس باضطراب، ودار حولين نفسه خوف من إنه يتراجع أو يتأثر بدموعي، بعدين رجعلي وقال بعصبية:
_ ابعدي عني، أنا مش عايزك، فاهمة يعني إيه مش عايزك؟ اللي كنت عاوزه منك وبحايل فيكي عشانه خدته.. وحتى لو ده كله محصلش برضو كنت هسيبك
ارتخت إيديا وشخصت عيني بصدمة لجمتني عن إني أنطق، جمدتني مكاني ومنعتني عن إني أحاول ألحقه مرة تانية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حمزة
كدبت لما قلت مش محتاجها معايا وانا مش محتاج الا هي، بس عارف اني مش هنفع نفسي تاني ولا هنفعها..
ومشيت على الرصيف بعيد عن الطريق اختصار لمصادفة اي حد ممكن يشوفني وعينه تيجي في عيني ويشوف ضعفي ودموعي اللي مقدرتش اخفيهم من بعد خروجي من عندها..
وفجأة ظهرت عربية وقفت فجاة قريب مني وخرجوا منها اربعة رجالة، هجموا عليَّ كتفو دراعي ورا ضهري ودخلوني في العربية..
مكنتش فاهم في ايه بس
مقاومتش ولا دافعت عن نفسي.
وصلنا عند عمارة قديمة في منطقة بعيدو وهناك نزلوني وكتفوا ايدي ورا ضهري مرة تانية قال زعيمهم:
_ سيبوه.. تعاله
قالها ومشي قدامنا والباقيين ورايا محاوطني من الاربع جهات.
وصلنا شقة في الدور التالت وقبل ما يرن الجرس الباب اتفتح وشوفت امي قدامي..
مستغربتش نهائي، دي اكتر حاجة واقعية، وهي انها تخطفني
مدتلي ايديها وقالت بصوت متحشرج:
_مكنتش هتيجي لو مجتش بالشكل ده..
تعلقت عيني على ايديها بدون اي حركة، شدتني من ايدي وحضنتني بقوة، سلمت ليها من غير ما احاول امنعها وسيبتها تحضني وتعيط لغاية ما تخلص ويجي دوري انا..
قالت:
_ وحشتني ياقلب امك..
بعدت نفسي عنها وقلت بجمود وانا بشاور على رجالتها:
_ ندخل لاما تمشيهم..
ابتسمت من بين دموعها وقالت وهي بتاخدني لداخل:
_ ندخل ياقلبي، تعاله يا حبيبي تعاله..
قفلت الباب، وسابتني وبدات تلم الكركبة والفوضى اللي في المكان، كانت عينيا بتراقب حركاتها وعقلي بيقولي جه وقت الانتقام منها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#كاميليا..
كان في لمسة راحة وسط تعب عيشته الأيام اللي فاتت وده لما طلب ندخل ومحاولش يمشي.
كنت متخيلة إنه هيفضل معايا زي الأول بعد ما العالم كلو جه عليه
ولكن مطولتش الراحة دي، واللي حصل بعد كده كان هو القشة اللي كسرت ضهر البعير.
أنا بكل جبروتي اللي الكل بيشهدلي بيه، بقيت قدامه أضعف ما يكون.
بعد ما سبقته علشان ألم الكركبة، جاتني كلمته زي سهم اتغرز في قلبي:
_ صورتي أنا وبابا عز عجبتني قوي يا ماما، إيه رأيك؟ مش أشبهله؟
انتفض جسمي بقوة، التفت ليه.
حاولت أتكلم، بس لساني اتعقد قدام نظراته..
معرفتش أقول إيه وقفت مكاني ثابتة من غير اي حركة او نطق لاي كلمة، عنيا بتتنقل من هنا لهنا هروب من نظراته اللي بتلحقني بشماته
تابع وهو بيقرب مني:
_ مقولتيش رأيك، طيب بلاش الصورة دي.. إيه رأيك في الصور التانية؟ إبن الإيه ليَّ عنده صور من وأنا طفل، كنت نسيتهم..
قال وهو بيحوم حوالي:
_ ساكتة ليه يا ماما؟ متقوليش مشوفتهمش..
قلت بتلعثم:
_ حمزة أنا كنت هقولك...
قاطعني وقال:
_ مكنتيش هتقولي حاجة، كنتي هتكدبي وتقاوحي. بس هو و قمصانك في أوضة نومه قالوا.. لسة بتقابليه، وبتنامي معاه.
كتمت صوت شهقتي بإيدي ووليته ضهري.
متجرأتش أبص في عينه، وتمنيت لو الأرض تخسف بيا وتبلعني.
كمل من غير رحمة وهو بيدمر الباقي في قلبي السليم وكأني عدوته:
_ مش قادرة توريني وشك طبعاً.. بس مش مهم، مش عايز أشوفه. كفاية إنك سمعاني. أنا دورت عليكي كتير، كنت عايز أقولك حاجة مهمة قوي هتفرق معاكي.
فاضت دموعي من عيني بغزارة وأنا بكتم صوت بكايا بإيدي وبقول:
_ مش عايزة أسمع حاجة، اسكت.
_ اسكت؟!، ده أنا مش قاعد هنا لسة غير عشان أتكلم.. وأقولك مين السبب في الفضيحة اللي انتي وأنا فيها دلوقتي. عز.. حبيب القلب... بابا..
مكنتش طايقة اسمع اكتر من كدة التفيت ليه وزعقت بانفعال :
_ بس بقى بس... مش عايزة أسمع حاجة. آه، عز أبوك.. إحنا كنا بنحب بعض ومتفقين على الجواز. بس هما غصبوني على زيدان، وسجنوه هو خمس سنين. ولما خرج أنا قلت لزيدان يطلقني، كنت هتنازله عن كل حاجة حتى صدام بس يسيبني. كنت هتجوز عز ونجيبك في الحلال، بس هو مرضيش. وقاللي هسيبك كده زي البيت الوقف، يا إما أرجع غصب عني وأعيش معاه وأنا كرهاه.
أنا مغلطتش لما حبيت.. الغلط من أبويا، وهو من بعده. هو اللي مرضيش يسيبني أعيش مع الراجل الوحيد اللي حبني وحبيته. أوعى تلوم عليا، عشان انت بنفسك شوفت إني عشت 28 سنة في أوضة، وهو في أوضة، لأني كرهاه.. انا مش فاجرة زي مانت عايز تقول
دموعي وكلامي ماثروش فيه ولا حركوا فيه ساكن، لمعت عينيه بالسخرية وقال:
_ متأكدة من حبك دي...
اتشد وشي وقلبي خبط بقوة، أسلوبه ونظراته كانوا شايلين كلام كتير، حسيت من قبل ما يقوله ان اللي عندي هيكسرني..
ابتسم بشماتة وقال:
_ محبكش.. ولا رجع عشانك.. عز لما كلمني أول مرة من كام شهر قالي إن قابل حبيبته اللي اطلقت من جوزها وعمل معاها علاقة، ولما حملت قالها سوري أنا بنام آه بس مبكتبش عيال على اسمي، سقطيه، خليه، ارميه بس أنا مليش دعوه بيه. وسابها وسافر وهي بقا رجعت لجوزها وسمتني على اسمه... بس مش هو ده المهم، المهم يا ماما إن عز اللي بيحبك سافر أمريكا علشان يجمع فلوس، وهو هناك عمل حادثة ومبقاش يقدر يخلف ف مبقاش قدامه غيري يعوض نقصه بيه...
توسعت عيني بصدمة، كنت حاسة اني بحلم، مستحيل يكون بيقول الحقيقة..
فكمل وقال بابتسامة شامتة:
_ ورجع مصر علشاني..
ولما قابلني من كام يوم وخدني لبيته، حذري فذري قالي إيه؟ قالي إن انتي السبب في كل حاجة حصلت، انتي اللي حاولتي تقتلي زيدان، وانتي اللي مفكرتيش غير في نفسك ومكانتك ورفضتي تديني ليه، وانتي اللي خليتي ناس يحاولوا يقتلوا ياسين فياض، ف خلاص هيسيبك هنا وياخدني ونهرب ونعيش في أمريكا بعيد عنكم.
هو بصراحة مقاليش محبكيش، بس أنا بقى الولد الصايع اللي عرفت نص بنات البلد، أعرف إن اللي تسلمني نفسها من غير جواز تبقى خسرت قيمتها مبقتش تسوى. وانتي كان لازم تفهمي كده كويس لما سابك انتي واللي في بطنك...
كل حاجة عملتها في حياتي عملتها عشانه، كنت باخد فلوس من أهلي واديله، اتخانقت معاهم عشانه، رفضت زيدان عشانه، ولما رجع من السجن سيبت زيدان وعيشت معاه في الحرام، صرفت عليه لغاية ما سابني حامل في ابنه وسافر، منعت نفسي عن زيدان ودفنت شبابي عشانه، ولما رجع نسيت كل حاجة وجريت عليه وأنا فاكرة إنه رجع علشاني..
واتاريه بيموتني وبيستغلني لغاية ما صحيت وشوفت حياتي اللي باظت، خسرت ولادي، خسرت سمعتي، مطلوبة من البوليس، حياة ابني في خطر وهو السبب..
وبعد ما فوقت من حالة الاحتضار اللي كنت جواها لاحظت إن حمزة مشي...
محاولتش ألاحقه..
مسحت دموعي، واستعدت قوتي من تاني ولاخر مرة.
دخلت المطبخ ورجعت خدت شنطتي ورحتله.
خبطت الباب ورنيت الجرس بشكل متواصل وفي ضغطة واحدة لغاية ما فتح، وشوفت دماغه مربوطة بشاش..
والمرة دي كانت مقابلته باردة أكتر من أي مرة شوفته فيها، طلع من البيت، بص يمين شمال وبعدين بصلي وقال ببرود:
_ ده انتي جاية لوحدك، مع إن الوش ده بيقول إنك جاية وعارفة كل حاجة، إيه؟ مش هتقتليني ولا لسة بتحبيني ومش ههون عليكي