
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل التاسع والخمسون59 بقلم نجمه براقه
كاميليا
_ ده انتي جاية لوحدك، مع إن الوش ده بيقول إنك جاية وعارفة كل حاجة، إيه؟ مش هتقتليني ولا لسة بتحبيني ومش ههون عليكي؟
_ ده انت مش هتغلبني أهو، مش تجرب تخدعني تاني يمكن أصدقك..
دخل جوه سايبلي الباب علشان ألحقه من غير أي خوف او حرص من اني ممكن اطعنه في ضهره وقال ببرود:
_ لو عندي حاجة أخدعك علشانها مكنتش ترددت، بس هخدعك ليه، مانتي ضيعتي كل حاجة بعنادك وأنانيتك.
انتهى عند البار ملا كاس وبعدين بصلي وقال:
_بقيت أقولك نمشي يا كاميليا، نبعد يا كاميليا، وانتي مبتفكريش غير في نفسك وفي منظرك."
أشر بإيده على وشي وقال بتقزز:
_ عاجبك منظرك دلوقتي؟ أهو اتفضحتي، وعجزتي، شوفي وشك كرمش إزاي، شوفي لونك بهت إزاي، كله بسبب عنادك وقلت عقلك
خفيت وجعي ورا هدوء مزيف للوصول لكل اللي في قلبه ناحيتي وقلت وأنا بامشي باتجاهه:
_ انت عارفني، ده طبعي مش هقدر أغيره، بس الأكيد إني كنت صادقة معاك، عمري ما صدقت ولا أخلصت ولا ضحيت لحد غيرك انت.
قال باستهزاء:
_ ضحيتي مرة واحدة، عبارة عن إيه التضحيات دي يا كاميليا؟ نمتي معايا؟ سيبتي جوزك وجيتي تعيشي معايا في الحرام؟ ولما رجعت من أمريكا حنيتي علي وجيتي تبسطيني؟ حد قالك إنك آخر نتاية..
_ نتاية؟، تصدق عجبني إنك رجعت لأصلك، نتاية، أيوة كدة، هو ده عز اللي أنا أعرفه. بلا ليدي بلا ومن الحاجات دي مش بتاعتنا يا راجل..
_ عايزة إيه من الآخر؟ جاية تحاسبيني إني حبيت أنقذ ابني منك وأبعده عن الفضيحة والإهانة اللي شافها ولسة هيشوفها طول ما هو هنا؟
_ الإهانة والفضيحة دي انت السبب فيها، من أول ما سيبتني وأنا حامل فيه، لغاية ما رجعت تمشي وراه وتعرفه إنك بتدور على ابنك، لغاااية ما جبت مراته هنا وعرفتها كل الحكاية من طق طق لسلام عليكم. وكل ده ميفرقش معايا، كده كده كنت شاكة إن ليك يد فيه. اللي أنا جاية عشانه هو ليه مقولتليش إنك عملت حادثة ومبقتش تقدر تخلف ورجعت علشان تعوض نقصك بابني اللي انت قولتلي سقطيه؟
_ ومسقطتهوش، يبقى ربنا عوضني، إيه؟ أقوله لا مش عايز؟
_ لا متجيش، يعني أفهم من كده يا عز إنك بطلت تحبني وراجع بس علشان حمزة؟ وشوية الحب والشاعرية اللي كنت معيشني فيهم علشان توصله هو؟
ضحك ضحكة طويلة ساخر من كلامي. وسابني أغلي من جوايا ونار والعة في قلبي لو سبتها عليه كانت حرقته
وبعدين بصلي وهز دماغه بالنفي وقال:
"لا مبطلتش أحبك، أبطل إزاي..."
لمعت دموعي في عيني وحسيت بغصة في حلقي كادت إنها تخنقني، صدقت كلمته وغفر قلبي ليه في لحظة ولكنه كمل باقي كلامه ببرود:
_ أنا عمري ما حبيتك علشان أبطل..
قوس بوقه بشفقة مصطنعة لما دموعي ظهرت قدامه وأضاف:
_ وجعتك؟
بصلي باشمئزاز وقال:
_ طيب خدي باقي الكلام اللي هيوجعك أكتر علشان انتي غبية ومفيكيش مخ، عاملة نفسك مراهقة وانتي في سنك ده وعاوزة تحبي وتتحبي.
أنا لا حبيتك ولا عمري هحبك، أحب مين؟ أحب واحدة أول ما ضربتلها كلكس بجرس العجلة طبت على مشمها وجت تجري؟ ولا اللي كانت بتجيبلي فلوس من ورا أهلها ولا كنت بتلزق فيها وأزنقها ومتقولش لا؟.
ولا هحب واحدة سابت جوزها وجت تنام معايا كل يوم لغاية ما حملت مني؟
لا يا فاميليتي، أنا محبتكش. انتي مكنتيش أكتر من حاجة أصرف منها وبس لغاية ما جت سفرية امريكا، واه انا رجعت بس علشان اخد ابني لما مبقتش اقدر اخلف تاني
كان حالف يدبحني بكل كلمة بيقولها.
حطمني وحطم كل لحظة حلوة عشتها معاه وافتكرته بيها..
سخر من مشاعري ومن دموعي كشف وشه الحقيقي في لحظة وشوفت قدامي شيطان اتخدعت فيه كل السنين دي.
مكتفاش باللي قاله.
ضرب على راسي بصوابعه وقال:
_فوقي اللي زيك بقوا جدات وراحوا يحجوا، وأنا قرفت منك ومن نفسي علشان كنت بحب فيكي ومحسسك إنك مرة، وكل ده ليه؟ علشان تخليني أخد ابني.
طيب هاخده يا كاميليا، لو هخدره لغاية ما نوصل أمريكا هاخده ومش هتشوفيه تاني، وخليكي انتي هنا مع نفسك وشوفي مين هيبصلك ولا يسأل فيكي.."
تابع وهو بيدفع كتفي:
_ اطلعي برة يا ولية..
استمر في دفعي ناحية الباب.
مشيت قدامه ومحاولتش امنعه ولا اشد معاه..
مرت غمامة سودة قدام عيني غيبتني عن الواقع، وصحى جوايا شيطان يحمل من القهر والخذلان ما يكفي لحرقه حي وقلع عيونه من وسط راسه. كان هة ده بس اللي هيخمد النيران اللي اشعلها جوا قلبي..
دخلت إيدي جوه الشنطة من غير ما ياخد باله طلعت السكينة وفجأة التفيت ليه وضر*بتها في يمين صدره، كنت قاصدة مقتلهو*ش من أول طعـن ـة وعرفت أصوب..
شخصت عينيه وسقط فكه و وقع على الأرض تحت رجليَّ الهلع مخيم على وشه وهو شايف الموت بيحلق في المكان طالب روحه. وقفت للحظات أبصله وأمتع عيني بشكله وهو مرعوب وايده بتدور حولين السكينة ومش قادر يشيلها..
رميت الشنطة وقعد على ركبتي جنبه ميلت عليه وقلت وأنا بشد على كلامي بغل وقهر:
_ كنت فاكرني جاية أعيطلك زي باقي النسوان اللي بتتشحتف لما الـ**** اللي حبته يخدعها؟ ولا كنت مطمن إني جاية لوحدي فمش هقدر أقتلك؟ نسيت انت بتتعامل مع مين يا أبو بسكلته... ده انا كاميليا..
نطق حروفه بجهد كبير وهو بياخد نفسه بصعوبة:
_ انا لازم اعيش، لو ملحقتنيش هتروحي في داهية.. انا صـ..
بتر كلامه وتأؤة بألم لما سحبت السـ، ـكينة من صد،ره وقلت بغل وأنا برفع إيدي لتسديد طعـنـ،ة جديدة:
_ متخافش عليَّ، هعرف أخفي جثـ، ـتك..
قولتها ونزلت بالسـ، ـكينة على بطنه
تاؤة واتسعت عينيه لآخرهم وبدأ يلفظ آخر أنفاسه.
سحبتها مرة تانية ورجعت ضر، بتها في صدره، استمريت في تسديد الطـ، ـعنات في كل جسمه، وغرزت آخر طعـ، ـنة في قلبه علشان أضمن إنه مش هيقوم تاني..
اختفت حركته تماماً والدم بقى بركة تحتنا... لحظة مرت عليَّ، كل حاجة فيها وقفت، مبقتش شايفة غير حد ميت قدامي وجسمه كله مليان بالطـعـ،نات
مررت عيني في المكان اشوف انا فين، مكنتش عارفه انا فين، واية جابني هنا.
بصيت لايدي لقيتها مليانة دم، رجعت بصيت تاني لشخص المقتول قدامي ركزت كويس في شكله، معرفتهوش بس كان منظره يخوف، ف قومت بهلع من جنبه...
ومرت لحظات أو دقايق، يمكن ساعات أو يمكن أيام معرفش إيه اللي حصل فيهم..
ولقيت نفسي بروح لعز الشقة، بقالي ايام مشفتهوش، وكان واحشني قوي، بس المفتاح كان معايا مع إني مش فاكره إنه ادهولي. فتحت ودخلت..
قلبي وقف لثواني لما لقيت بركة دم في المكان.. دم مين ده؟
قولتها بهلع وانا بجري على جوه ناديت على عز وأنا خايفة يكون حصله حاجة والدم ده منه هو..
دخلت الأوضة زي المجنونة دورت عليه هناك ملقتهوش، خرجت من تاني مشيت أنادي عليه في الشقة كلها:
_ عز انت فين؟ دم مين ده
فتحت كل الاوض ودخلت الحمامات والمطبخ وكل مكان في البيت بس مكنش موجود. وقفت في نص البيت دورت حوالين نفسي، بصيت لكل زاوية وكل صورة ليه هو وحمزة ولكل حاجة تخصه، كانت كل حاجة موجودة إلا هو..
سرت رعشة في جسمي لما تخيلت ان حد دخل عنده وعمل فيه حاجة..
رجلي مبقتش شيلاني، سقطت في بركة الدم.. ناديت عليه وانا كل جسمي بيترعش بهلع وبحرك ايدي وسط الدم ادور على اي اثر ليه..
_ عز حبيبي مين عمل فيك كده... عز روحت فين..
بدات اللطم على وشي واصرخ بدون شعور، حسيت اني هتجنن
وفجأة إيد لمست كتفي، قومت بفزع وانا بزقها عني...
ولما شوفت صاحبها، تحجرت مكاني بصتله بذهول وشوفت ابتسامته الدافية ولمعة عينيه وهو بيبصلي بحب زي عادته وقالي:
_ خوفتي؟
اترميت بين إيديه وغرقت في بكاء هستيري...
ضميته بكل قوتي، وكأنه هيتاخد مني.
دقايق مرت وأنا مش قادرة أوقف عياط ولا قادره اسيبه..
مش مصدقة اني شوفته تاني وانه طلع عايش ممتش...
مر الوقت وهديت تماماً.
بس مش عارفة ازاي نمت وامتى..
كل اللي فكراه اني صحيت لقيت نفسي في الشقة لوحدي نايمة على الأرض في نفس المكان.
ارتفعت وبصيت حوليا وخيّل لي إني شايفة الدم لسة على الأرض، صرفت عيني عنه ومدتلوش اهتمام، اكيد لسة متاثرة من الخضة.
وقومت أدور من تاني على عز في الأوض والمطبخ والحمام، بس ملقتهوش. عرفت إنه خرج من غير ما يقولي زي عادته.
قلعت هدومي واستحميت، كانت المية فيها لون دم. شوفته بيجري على جسمي.. حدثت نفسي بأن الخزان بقاله كتير محدش نظفه، وقررت أشوف حد يجي ينضف، عز نزيه ومش هيعجبه المنظر ده..
وبعد ما خلصت استحمام وغيرت هدومي رجعت تاني للشقة لقيت الرجالة مستنيني وبدأوا يسألوا كنت فين من امبارح. طنشتهم وطلعت فوق وهناك اتفاجئت بيه قاعد في الصالون. ابتسمت بسعادة وقلت:
_ انت هنا وأنا بقول راح فين... طيب مقولتليش ليه كنا جينا سوا.. بس تصدق مفاجأة حلوة،...
تابعت باستفهام:
_ بس انت عرفت عنواني منين
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حسن
التليفون مفارقش إيدي ومحاولاتي إني أكلمها منتهتش، رسالة ورا التانية وأنا بكتبها وبرجع أحذفها.
لغاية ما احتياجي ليها انتصر على تأنيب ضميري وقررت اكتم صوته اللي مسابنيش كل الايام اللي فاتت وأكلمها.
مش هسيبها حتى لو ملقتش حل، وحتى لو هو اتجوزها هفضل معاها..
ده اللي كنت ناوية في ذروة لشتياقي ليها
وجه الليل.
وشيلت البلوك، ولكن خوفي إنه يكون جنبها منعني أبعت على طول.
واستنيت يمكن تلاحظ وتكلمني هي، بس مر الوقت وهي مفتحتش حتى.
فكلمته هو علشان أعرف هو فين.
بعد ثواني رد وسألته بهدوء مزيف...
_ أمال محدش شافك ولا سمع صوتك النهاردة؟
_ قاعد مع خالك.
_ قعدة عائلية طبعاً؟
_ لا، أنا وصدام بنتكلم معاه، في حاجة معاك؟
_ لا سلامتك، كنت بطمن. لما تخلص أكلمك.
_ ماشي، سلام.
لما اطمنت إنها مش جنبه بعتلها وقلبي بينبض بقوة، كنت زي الغريق وكلامي معاها بس اللي هينجيني
بعتلها:
_ أنا تعبت غيرك، مبقتش قادر أبعد عنك أكتر من كده.. وحشتيني قوي قووووي..
استنيت ردها بلهفة لغاية ما استلمتها ولكن مردتش..
كنت عارف إنها زعلانة ومتوقع متردش من أول مرة ف بعت تاني:
_أنا عارف إنك زعلانة مني، بس كان غصب عني. ضميري وجعني لما تخيلت إنه كان ممكن يموت وأنا بخونه. بس أقسم بالله بحبك حب ما أقدر أوصفهولك..."
شافتها وبردو مردتش، فدورت في الصور وبعتلها صورة رومانسية يمكن تحرك مشاعرها وتخليها ترد، بس مفرقش معاها وعدتها من غير رد زي غيرها..
وسكوتها ما زادني الا اصرار على مصالحتها
فبعت وقلت:
_ لو ما ردتيش هجيلك واللي يحصل يحصل.. انتي اصلا وحشاني وبتلكك علشان اجيلك واخدك في حضني.
ردت أخيراً وقالت:
_ مش عايزاك تيجي، بس بقولك إنك جبان، وطول ما انت عارف إن خالك هنا عمرك ما هتقدر تيجي.
_ليكي حق تقولي كده وأكتر، أنا آسف..
مردتش عليّ تاني، فقلت:
_ رحمة، بقولك آسف، ردي متسبنيش أتكلم مع نفسي..
كمان مردتش، فقمت من مكاني وكتبت:
_ يعني مش عايزة تردي؟ طيب استنيني، والله العظيم لأجيلك ويا قاتل يا مقتول الليلة.
بعتها وبعدين اتصلت بخالي، طلبت منه يجيلي الشقة بعد ما حسسته إن في موضوع مهم عايز أتكلم معاه فيه، وبعدين خرجت من الشقة وروحت على هناك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#ياسين
تعبنا معاه أنا وصدام علشان نفهم عايز يوصل لإيه، وهو مصمم إنه كان عارف من البداية وإنه عايز يطمن على ابنه ومراته..
ولكن كلامه ونظراته وهو بيتكلم كانت بتأكد شكوكنا فيه... كان بيتكلم بخبث شيطاني عمري ما شوفته بيتكلم بيه قبل كده.
قال صدام بضيق :
_ يابابا من فضلك احترم عقولنا، أنا وعمي أنضج من إنك تضحك علينا بكلمتين زي دول. إزاي يعني كنت عارف إنها خانتك وحمزة مش ابنك وفضلت ساكت؟
_ انتوا عايزين تطلعوني بكدب وخلاص، ما عفا الله عما سلف ، يعني أنا أكون مين علشان ما غفرش؟ ده ربنا بيغفر.
رد صدام وقال:
_ تغفر ولا تقتل حمزة زي ما كنت هتقتله يوم فرحه؟ مراتك هي اللي خانتك يا بابا، هو مش ذنبه حاجة إنه جه نتيجة الخيانة دي. انا بقولك اهو قدام عمي، متفكرش تأذيه بأي شكل، علشان لو هو مش ابنك فهو أخويا وأنا هحميه من أي حد حتى لو كان أنت.
مداش أي اهتمام لأسلوبه في الكلام وتحديه ليه، وركز بس في إنه ينفي فكرتنا عن انه عايز يقتل حمزة وقال:
_ ومين قال إنه مش ابني؟ لا، ابني. أنا اللي ربيته وعمري ما فكرت أمسه بسوء. أنا عاوزه علشان أطمن عليه وأعرفه إن الكلام الفارغ اللي اتقال عن إني كنت هقتله غلط. هاتولي ابني من فضلكم، اتصرف يا ياسين.
تنهد صدام بزهق وبصلي وقال :
_ عمي، اتكلم معاه، أنا صدعت، داخل آخد دوش يمكن افوق..
قالها ومشي، لحقه زيدان بنظراته اللي خانته وبان فيها التحدي، قعدت جنبه وقلت:
_ خلي بالك، إنت بتاخد الولد بذنب مش ذنبه.
بصلي بطرف عين وقال:
_ بتكلمني أنا؟
_ زيدان من فضلك، كلمني كويس. إحنا مش عيال للعب اللي بتلعبه ده.
_ ياحبيبي إنت بتتكلم في إيه؟ فلنفترض إني هقتله وده حقي، محدش يقدر يغلطني. بس مش إنت اللي تقولي الكلام ده يا ياسين. ده إنت هتتجوز عيلة قد بنتك علشان ذنب مش ذنبها...
نفخت بزهق وقلت وأنا بقوم من جنبه:
_ أديك قولت هتجوزها مش هقتلها.. ربنا يهديك يا زيدان.
تحركت من جنبه وقبل ما أخرج وصلني اتصال تاني من حسن، رديت عليه وأنا طالع قاصد أوضة رحمة. جاني صوته مضطرب وبيطلب مني أروح له، قولتله جايله، ودخلت أوضة رحمة.
دورت عليها هناك ملقتهاش، فطلعت في الجنينة ادور عليها، كان عندي فضول اعرف هتقول اية المرة دي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رحمة..
خوفت جداً من نفسي إني أضعف وأستجيب ليه، ويرجع يسيبني تاني لما ضميره يوجعه..
فسيبت التليفون تحت المخدة وخرجت أدور على صدام هو وحده اللي كان هيقدر يخليني ثابتة لنهاية ومضعفش قدام حسن
ولكن للأسف مكنش موجود في المكان حواليَّ، تخيلت إنه خرج، فطلعت الجنينة وقعدت هناك بعيد عن التليفون يكون جه..
كنت عارفة إن حسن مش ممكن يجي لو ملقاش مني رد.
وبعد دقايق شوفت ياسين جاي ناحيتي.
مسحت دموعي اللي موقفتش من وقت ما وصلت وحاولت أداري وشي عنه، لكنه لاحظ التغيير اللي فيَّ، قرب مني وقال:
_ قاعدة لوحدك ليه؟
هزيت دماغي بالنفي وأنا لسة موطية راسي، قعد جنبي وقال باهتمام:
_ انتي بتعيطي؟
راحت دموعي تشق طريقها على خدي من جديد وتفضحني قدامه، بعدت وشي عنه فقال برفق وهو بيرجعني ليه:
_ ليه العياط دلوقتي؟ مين مزعلك؟
ترددت ارد فقال:
_ لسة زعلانة من آخر مرة؟
هزيت دماغي بنفي وقلت ببكاء:
_ لا، بس أنا مش مرتاحة هنا..
لحظة صمت مرت وهو بيبصلي باضطراب، محاولش يتعصب ولا يزعق، وبعدين استعاد هدوءه ومسح دموعي بلطف وقال:
_ طيب اهدي..
_ وبعد ما اهدا برضه هفضل هنا، محكوم عليَّ أعيش عيشة مش عايزاها..
تنفس بضيق وقال:
_ لو مبطلتيش عياط مش هنعرف نتكلم، اهدي..
مسحت دموعي واجبرت نفسي اوقف عياط، مسح على راسي وقال:
_ نعدي الفترة دي بمشاكلها، وبعدين نقعد مع بعض نشوف إيه اللي يرضيكي وأنا أعمله.
بصيت لعينيه وشوفت فيهم اللين والعطف اللي قليل لما أشوفهم، وقلت :
_ يا ياسين والمصحف أنا ما بكرهك، وانت طيب قوي، وكان ممكن أقولك يا عمي وأحبك.. بس جوزي؟ لا.. أبوس إيدك افهمني، أنا مش عايزة أتجوز.
قاوم ظهور دموعه وقال بصوت مهزوز:
_ طيب.. طيب، نعدي الفترة دي وبعدين هنتكلم، ماشي؟ يلا قومي اغسلي وشك وأنا خارج، حسن عايزني..
مسكت إيده وقلت:
_ لا، متروحش..
بصلي باستغراب، فقلت بلخبطة:
_ أنا متضايقة قوي، عايزة أخرج.. كلمه، قوله إنك هتخرجني ومش هتجيله..
رفض بحركة من رأسه وتنهّد وقال:
_ بس أنا محتاج أكون بعيد شوية.. خليكي النهارده، وبكرة نخرج..
فلت إيده مني ومشي على طول.
حسيت إني جرحته، وفي نفس الوقت حسيت إني كان لازم أقول الكلام ده، لازم يفهم إني مش عايزاه، وإننا هنتعب إحنا الاتنين.
كنت متخيلة إني نجحت ومفيش حاجة هتخليه يصر على إننا نكمل، وكل حاجة انتهت.. بس كنت غلطانة.
بعد ما سابني هديت شوية وحسيت بشوية راحة، ودخلت البيت وأنا مقررة إن مهما يحصل مش هقابل حسن...
كنت ساذجة في دي كمان..
مسكت التليفون وبعتله.
_ بعت لخالك علشان تقدر تيجي بس انا مش هنولهالك، متتعبش نفسك
_ مانتي لو مقابلتنيش هجيلك لغاية اوضتك، ... اسمعي الكلام، هنتكلم وبعدين همشي ..
_ لا، لو عايز تتكلم، اتكلم هنا..
_ انا وصلت وعايز اشوفك، استنيني في نفس المكان وبلاش نشفان دماغ، هدخل الاوضة واقسم بالله
_ ماشي يا حسن، بس مهما تقول ومهما تعمل مش هنرجع زي الاول..
رجعت تاني وانا براقب المكان حوليَّ وبدعي ربنا يسترها المرة دي.
استنيته هناك لغاية ما وصلني رسالة منه بيقولي فيها
_ فينك
_ مستنياك..
" طيب هدخل..
سيبت التليفون على المقعد و وقفت في انتظاره لغاية ما شوفته بيعدي السور
رجعت بصيت تاني باتجاه الفيلا ولما ملقتش حد قربت منه ومجرد ما وصلته شدني من ايدي ورا شجرة الورد حضني بقوة، ودفني بين ايديه وانهال على شفايفي بالتقبيل بنهم واشتياق،
كان زي المجنون، والاكيد ان انا اجن منه ولقيت كل زعلي منه اتبخر في اللحظة دي وتبادلت معاه كل المشاعر والقرب لوقت كبير وبدون شعور باللي ممكن يحصل..
انفصل عني بالقدر اللي خلاني اشوف عينيه وقال بانفاس متسارعة وهو بيتأمل وشي..
_ مش مصدق انك قدامي دلوقتي، كنت هتجنن من غيرك
_ وانا كمان كنت تعبانة قوي من غيرك، بس انت وجعتني كتير ياحسن، مبقاش فيَّ حتة سليمة بسببك.
لامس وشي بايده، وتحسس خدي بلطف وقال:
_ اخر مره، انا هكمل معاكي اللي انتي بتعمليه لغاية ما خالي يسيبك وبعدين هنتجوز ومش هبعد عنك تاني..
_ بجد يا حسن، يعني مش هتسيبني تاني لما ضميرك يوجعك..
_ لا، مش هسيبك ولو ضميري صرخ لصبح مش هرد عليه.
صدقته ووثقت فيه، ورجعت اسيبله نفسي من جديد غمضت عيني وروحت معاه لعالم تاني...
وفجأة نور ضرب في عيني، فتحت بسرعة في الوقت اللي حسن لسه مش حاسس بحاجة..
انتفض جسمي بفزع وحسيت دمي تجمد في عروقي لما شوفت صدام واقف قدامي والكشاف في ايده بينور علينا اثناء اقترابه..
زقيت حسن عني ففتح عينيه ولاحظ النور اللي جاي من خلفه... ابتلع لعابة بصعوبة شديدة
وقدرت اسمع صوت ضربات قلبه اللي بتدق زي طبول الحرب
دار براسه للخلف ببطئ شديد خوف من اللي ممكن يشوفه ... وتقابلت عينه بعين صدام اللي كان فاتح بوقه بذهول.. وبعدين مرر بصره بينا..اشار عليه وحاول ينطق اسمه، يقولي هو ده، بس مقدرش وسابنا ومشي...
تحركت من مكاني علشان الحقه لكن حسن وقفني وقال بصوت مهزوز في الوقت اللي ايده بتترعش
_ هيقول لخالي..
_ هلحقه، امشي انت دلوقتي..
سيبته وجريت على الفيلا، ولما وصلت مشيت براحة ودورت بعيني في المكان عن اي حد ممكن يكون موجود ولما ملقتش، دخلت على طول اوضة صدام وقفلت الباب ورايا..
كان واقف في الاوضة مديني ضهره، قربت منه وجمعت حروفي بصعوبة وقلت:
_ صدام.... انا... اصل هو، هو كان بيصالحني، علشان عملي حظر... ودي اول مره تحصل...
فجأة التف لي وهو بيصك على اسنانه بغضب وبيصفعني بضهر ايده على وشي بكل قوته، الدنيا لفت بي ووقعت محستش بنفسي تاني..
#صدام..
عمري في حياتي، رغم كرهي لحسن، ما تخيلت لحظة واحدة إنه ممكن يخون خاله..
ده مخنيش أنا، وأنا اسمي عدوه!
فـ يخون خاله، وهما أقرب لبعض من أب وابنه..
مكنتش قادر أستوعب.
لفترة طويلة كنت ببص حواليَّ يمكن أكون نايم وبحلم.. يمكن اللي بمر بيه سببلي تهيؤات.. يمكن أي حاجة إلا اللي شوفته ده!
بس منظر رحمة وهي واقعة على الأرض مغمى عليها، كان تأكيد إن اللي شوفته حقيقة.
فوقتها، ولما بدأت ترفع جفونها، سيبتها وخرجت من البيت كله.
كنت محتاج أبعد شوية.. وإلا مكنتش هضمن نفسي ممكن أعمل إيه.
#ياسين..
رحتله موجوع.
عايز أتكلم معاه وأحكيله اللي تاعبني.. يمكن أرتاح ومدخلش في موجة اكتئاب جديدة
ولما وصلت ورنيت الجرس، مردش.
كررت مرة واتنين وخمسة.. وبرضه مردش.
كلمته وسألته هو فين، قاللي إنه نزل يجيب حاجة من تحت..
وإنه سايبلي المفتاح جنب قصرية الزرع، وقال
ادخل، أكون رجعتلك.
فتحت الباب ودخلت.
اترميت بجسمي على الكنبة، وراح دماغي يستحضرلي عذاب السنين قدام عيني.. ويختمها بكلام رحمة.
دماغي كانت هتنفجر من الكبت..
ومش عارف إزاي أهدي نفسي، يكون حسن رجع.
مر الوقت.. دقيقة ورا دقيقة، ربع ساعة، نص ساعة.. وهو مرجعش.
اتصلت بيه وانا متنرفز بسبب تأخيره.. بس مردش.
كررت اتصالي مرة واتنين وتلاتة.. ومفيش أي رد.
انشغلت.
وانشغالي نساني حزني.
خرجت من البيت أدور عليه في المحلات القريبة والشوارع.. وملقتلهوش أثر.
عقلي بقى يودي ويجيب، ويهيألي حاجات غريبة.
رجعت أتصل تاني وتالت.. ولسه مبيردش.
فكرت أتصل بالبوليس.. بس هقول إيه؟
راجل غايب بقاله ساعة، ومش عارف اختفى فين!
تعبت.. فرجعت البيت من غير ما أوقف اتصال عليه.
#حمزة
رجعت تاني للشقة ولقيت عدد قليل جدًا من الشباب، خمسة بس، ومن ضمنهم نفس البنت والولد اللي كارهني من أول لحظة شافني فيها.
كنت في الأول بتوه في الزحمة، بس المرة دي وقفت مكاني محرج أدخل.
توجهت أنظار الكل عليا بصوا لبعض، وقال واحد منهم :
_ إيه يا بني، حد قالك إنك بقيت واحد مننا؟ هتفضل تنطلنا كل ليلة؟
وطيت راسي ومجاوبتهوش فجاني صوت البنت وهي جاية ناحيتي:
_ اسكت انت، ده ضيفي أنا..
مسكت إيدي وقالت وهي بتدخلني:
_ متاخدش على كلامه، انت تنور في أي وقت، صاحب الشقة مش هيعترض..
بصيت على الموجودين وقلت بصوت واطي، حرصًا من إنه يسمعني ويرد بدلها:
_ مين فيهم صاحب الشقة؟
_ واحد صاحبنا، بس هو مشغول دلوقتي..
قالتها بخبث وهي بتشير على أوضة النوم. تجاهلت اللي بترمي عليه وقلت وأنا بطلع الفلوس من جيبي:
_ أنا جبت فلوس، أقدر أدفع مشاريب الليلة كلها..
_ متشيلش هم حاجة، تعالَ..
خدتني عند البار، ملت لي كاس ونصبت لي شباكها للإيقاع بي.
بصت لعيني وزينت وشها بابتسامة خفيفة وقالت بهمس:
_ اتفضل، اشرب..
أي إنسانة دي؟ في حياتي كلها مشوفتش واحدة زيها، عندها قدرة عجيبة لجذب العين ليها وكأن في نظراتها سحر بيسحر اللي قدامها..
تعلقت عيني بعينيها وحسيت إني مش هاخد في إيدها غلوة.
همست وهي بتقرب الكاس من بوقي:
_ بتبصلي كده ليه؟ اشرب.. ها..
مدتش أي رد فعل لغاية ما الكباية لامست بوقي وفوقتني من الدوامة اللي خدتني ليها.
خدت منها الكباية واستدرت كلي باتجاه البار هروبًا من نظراتها وشباكها اللي مصممة توقعني فيها..
#بسنت
إتصلت برقية أطمن عليها.
ولما ردت صوتها مكنش طبيعي.. سألتها مالها مقدرتش تقول، عيطت وبس..
خوفت عليها وقولتلها هجيلها وخرجت لبابا وماما أستأذنهم.
واكتشفت إن بابا هو كمان رايحلها.
روحت معاه..
خبطت الباب ولما فتحت اتفاجأت بوجود معايا،
وفورًا مسحت وشها وقالت وهي بتسبقنا لداخل بتهرب:
"اتفضل يا بابا، اتفضل.."
روحنا وراها وهي بترتب المكان اللي مترتب أصلًا علشان تداري وشها عننا، بس حزنها مخفاش عن بابا.
وقفها قدامه، وراحت دموعها تسيل على خدها من غير عناد، كاشفة حزنها قدامه.
مسح على راسها بحنية وقال:
_ هيرجع.. متعمليش جنازة من غير ميت..
هزت دماغها بنفي وقالت :
_ مبقتش متأكدة من رجوعه، ولا عارفة لو رجع هيرجعلي أنا ولا لا..
_ هيرجع لمين غيرك، هو بيحبك وراحته معاكي..
قالت باختناق:
_ برضه مش متأكدة من إنه حبني من أساسه، ده قالي إنه مش عايزني، وإن كل اللي كان بيعمله معايا محايلة علشان يـ...
قطعت كلامها وغطت وشها بإيديها. حضنها بابا وقال برفق بعد ما فهم كانت هتقول إيه:
_ ما يقول يابنتي، وانتي عاقلة متاخديش على كلامه وهو في الظروف دي.
جوزك زعلان ومش مسؤول عن أي كلام يقوله ولا أي حاجة يعملها... لازم تعرفي إن بعد اللي عرفه بقيتي إنتي بذات عقدة في حياته، مش هيقدر يشيل من دماغه إن ذنبك بيخلص منه..
بعدت عنه وقالت:
_ لا يا بابا، أنا سامحته ورضيت بيه زوج لي. لو كان جوايا أي ضغينة تجاهه مكنتش سمحت إن جوازنا يكمل، هو لازم يفهم.
_ وحتى لو فهم يا بنتي، ده مش هيغير تفكيره. بس إنتي بنت أصول وهتستحملي لغاية ما ربنا يفرج كربه..
#يسرا
بدأ الملل يرجع لحياتي من جديد، مبقتش طايقة البيت وفي نفس الوقت مش عاوزه أشوف حد.
بقيت مستنية اتصال عيسى علشان اتكلم معاه شوية يمكن الملل ده يروح، بس فات يوم واتنين وتلاتة وهو ولا سأل .
ترددت كتير ولكن في النهاية يعتله:
_ أمال فينك؟
رد عليّ بعد أكتر من ساعتين وقال:
_ معقول يسرا بجلالة قدرها بتكلمني! لا ده انتي تستني شوية، هخلص حاجة وهكلمك..
استنيته ساعة ورا التانية لغاية ما الملل تضاعف عندي وبعدين رجع كلمني وقال:
_اتأخرت عليكي؟
_ شوية، مشغول في إيه أمال؟
_ كنت بشوف طلبات الست..
_ ست مين دي؟
_ بقالي يومين شغال أمن على كومباوند، وست من السكان كانت محتاجة طلبات من السوبر ماركت، قالتلي تعال معايا..
_ انت خفيت علشان تقدر تشتغل؟
_الحمد لله أحسن، والناس هنا طيبين مبيفتروش، لسة الست جيبالي عشا وكيك ومدلعاني آخر دلع.
_ كتر خيرها، ربنا يحفظلها ولادها ويبارك في عمرها، باين عليها طيبة..
ترقبت رده بفضول إني أعرف إذا كانت صغيرة أو كبيرة، متجوزة أو لا..
_ لا، دي مطلقة مش معاها أولاد..
_ اممم، ولحقت تعرف إنها مطلقة ومش معاها ولاد؟
_ آه عادي، دردشنا وإحنا في السوبر ماركت، أصل هي عايشة مع أبوها كبير في السن ومش معاهم حد، أبوها كان وكيل وزارة بس كبر بقا وتقاعد..
_ أيووووة، بس المهم تكون مرتاح ومبضايقكش برخامتها..
استنيت رده بفارغ الصبر، رد عليا وقال:
_ ههههههه لا لا، دي ست محترمة قوي، وبتعزني، بقولك لسة جيبالي عشا، كانت فكراني مفلس مش هقدر أشتري.
حسيت بتوتر، مبقتش قادرة أتكلم أكتر من كده فبعتله:
_ ربنا يباركلها، أسيبك تتعشا.
_ مش معطلاني، باكل وبكتبلك، انتي أخبارك إيه؟ طمنيني عليكي.
_ أنا تمام، لقيتك مكلمتنيش قلت أسأل..
_ كنت هكلمك لما أفضى.
_ ماشي يا عيسى شد حيلك..
_ هتقفلي ولا إيه؟
_ آه عايزة أنام..
_ لسة بدري..
_ تعبانة..
_ ألف سلامة، طيب لما تصحي كلميني طمنيني عليكي.
" إن شاء الله، سلام..
" سلام.
اتضايقت مش هخبي وأقول غير كده، عيسى طول عمره بيقف معايا وأول واحد بلاقيه، عمر ما احتجته وقالي بعدين.
ومساعدته للست دي بداية مش مريحاني، عيسى بيحب الستات المتجوزة والمطلقة قوي