
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الحادي والخمسون51 بقلم نجمه براقه
روان
انتشر خبر اختفائه عند كل الشلة، وكله بيشارك الخبر.
لكن سبب اختفائه كان سر محدش يعرفه، حتى أنا..
احترت وملاني الفضول أني اعرف اية اللي يخلي حمزة المفعم بالحياة والمرح يوصل للمرحلة دي من الحزن والكآبة
وقاعد في حالة من الصمت الغامض مش مفهوم هو بيفكر في اية ولا هيفضل ساكت كدة لامتى.
وبعد وقت قضيته في التنقل بين الاخبار ومتابعة التعليقات ومراقبة حمزة بنظرات شفقة وعطف
وصلتني رسالة من حازم يقولي فيها:
_فينك يا بنتي؟ مبقيناش نشوفك ليه؟"
دخلت الشات بتاعه رديت وقلت:
_ مشغولة شوية، أخبارك إيه؟"
رد برسالة مرفقة بإيموشن حزن:
_ متضايق وحزين قوووووي…
_ سلامتك، ليه الحزن؟.. "
_ علشان حمزة، سمعتي الأخبار المنتشرة عنه؟ "
بصيت لحمزة بصة سريعة، وبعدين كتبت الرد:
_ أيوه، كنت لسه بقرأ أهو، وزعلت قوي عليه.. "
_ صعبان عليا قوي الواد ده… حرام اللي حصله."
_إيه اللي حصل؟ انت تعرف حاجة؟"
_ أنا لوحدي اللي عرفت؟! كله عرف."
رجعت ابص لحمزة، تأكد انه مش واخد باله مني ومن اهتمامي وانا بكتب وبعدين رديت:
_ عرفوا إيه؟"
_ إن حمزة مطلعش ابن زيدان… وطلع ابن واحد تاني، ولما عرف، وبقوا يقولوا عليه ابن حرام… هج!"
خرجت مني شهقة عالية بصدمة، مقدرتش أخفيها قدام حمزة اللي بصلي وبص لتليفون بشك..
تحمحت وقلت
_ بكلم واحدة صحبتي..:
رجع بص قدامه ورجع لسكوته، ورجعت انا اكلم حازم وأنا بحاذر إنه ياخد باله ويفهم إن الكلام عليه. وقلت:
_ مين قالك انت الكلام ده؟"
_ انتي ناسية إني أقرب حد ليه والطبيعي اكون عارف حاجة زي دي... اه لو تعرفي يا روان حزني عليه.. ده انا مسبتش مكان مدورتش عليه فيه."
بصيت لحمزة وشوفت حالته اللي بتزيد سؤء في كل دقيقة بتعدي، ورفضه انه يخرج من الحزن اللي هو فيه، وعدم مقدرتي انا إني أساعده او حتى اخليه ياكل.
فكرت اقول لحازم... حتى لو هيزعل في النهاية حازم اقرب حد ليه وانا بنفسي شاهدة على صداقتهم القوية ببعض. وحدثت نفسي بأنه اكيد هيقدر يساعده عني انا ف كتبت:
_ هو عندي دلوقتي بس تعبان قوي...
وقفت شوية عند ضغط الإرسال، فكرت في اللي هيحسه او يفهمه لما اقول..
هيقول اني مش عايزاه في بيتي وهيزعل..
تراجعت وحذفت الرسالة وسيبت التليفون وقلت برفق
_ إيه يا حمزة، مجوعتش؟"
مردش.
فـ اتنقلت وقعدت جنبه لمست ايده وحسيت بحرارة عالية في جسمه اتخضيت وقلت وانا بلمس جبينه:
_ يا نهار اسود، انت مولع.. قوم هنروح لدكتور.. "
نطق أخيراً وقال:
_ مش عايز.. "
_ انت تعبان وحالتك بتسؤ... علشان خاطري تعال نروح لدكتور... "
تنفس بحنق:
_ مش عايز يا روان، هتسيبيني في حالي ولا امشي.."
_ لا خلاص...
قومت من جنبه عدلتله المخدة وقلت..
_ نام شوية.. "
حط رأسه على المخدة و ولالي ضهره ولوقت كبير مكنتش عارفة صاحي ولا نايم ولا انا هعمل أية معاه، كنت خايفة يجراله حاجة وهو عندي
#حسن
رجع من بره متضايق وبيتنرفز مع الهوى.
مكنتش محتاج اسأله ماله علشان اعرف أنه متعصب من رحمة، هي خبيرة في تعصيبنا إحنا الاتنين...
قدمتله فنجان القهوة اللي كنت عاملة لنفسي وقلت:
– روق أعصابك.
خد مني الفنجان خد منه رشفة وقال بضيق:
– طلعلها لسان بنت داليا..
– عملت إيه المرة دي؟
–بتبجح فيا، لقيتها بتجري ورا صدام، ولما اتكلمت تقولي انا مبغلطش وإنت عارف، وانت اللي عندك مشكلة علشان بتشك فيا من غير سبب، وأنا اللي من حقي أشك فيك...
معرفتش أبتسم لردها اللي اقنعني، ولا أتعصب إنها بتجري ورا صدام،.
طلبت منه يكمل، فقال باستهزاء:
–قال أقولها إنها زي أمها وممكن تهرب، تقولي وانت زعلان ليه إنها هربت؟ ده انت يدوب ابن عمها، ولو مكنتش مطمنلي ليه عايز تتجوزني؟..
راقبت إنفعاله وهو بيكور قبضته ويضربها في الكنبة، وكأنه بيتخانق معاها في خياله وبعدين قلت
– واضح إنها هتبتدي تفهم وتسأل عن الأسباب، ولو فهمت الموضوع مش هيكون في مصلحتك.
رمقني بحدة وقال:
– يعني إيه مش في مصلحتي؟ هتعملي إيه؟
– مش هتعملك حاجة، بس هتفهم إن جوازك منها بسبب أمها، ومفتكرش هتقدر تجبرها تكمل... مش هيكون الموقف لطيف..
بصلي بغضب وبعدين شرد بتفكيره وكأنه بيدور كلامي في دماغه..
وأنا فكرت لو أقولها الحقيقة، يمكن الوضع يتغير، وهيكون الحل إنه يسيبها،
لكن في نفس الوقت خوفت من رد فعلها علشان خبيت، هتقول إني ضحيت بيها علشان أرضي هوس خالي...
وبعد دقايق من الصمت اتكلم وقال بضيق:
– مش قادر أطمنلها يا حسن، دايمًا بشوف أمها فيها. أول ما أشوفها مع صدام مبقدرش أشيل من دماغي إنها ممكن تخوني معاه، وهو كمان... انت قلت إنه قصد يسرق يسرا منك.
– دلوقتي صدقتني؟ كنت بتقول إنه مكنش يعرفها، وإن الغلط منها.
– ده لأني عارف صدام، آخر حاجة تهمه هي الستات...
انت مش بتشوفه في الشغل، أحيانًا المنافسين بيبعتوا بنات حلوة قوي، صواريخ زي ما بتقولوا، قاصدينّا أنا وهو تحديدًا علشان يكونوا عيون علينا.
تلاقي الواحدة منهم بتتمايص وبتحاول تلفت انتباهنا بكل الطرق اللي تحرك المشاعر، وتضعف أي راجل...
بس انت عارفني مليش في النوع ده، وكمان كنت رافض نهائي التعامل مع الستات،
هو بقى مش مكنش يبصلهم وبس، ده كان بيكشفهم ويعملهم حفلة في الشركة، ويمشيهم بفضيحة قدام الموظفين.
طول عمره جد والأهم انه بيحترمني ويحبني..
كلامه خلاني أفكر في سبب واحد مخلي صدام يعاملني المعاملة دي،
كان من الواضح إنه كويس مع الكل إلا أنا، فـ ليه؟ مكنتش عارف.
لكن حقيقي بقيت نفسي تيجي الفرصة اللي أقدر أسأله فيها، أو أي حد يقولي ليه...
وبعد ما خلص كلام ورجع لشروده، حطيت التليفون في جيبي واستنيت شوية علشان ميشكش في حاجة،
واستأذنته ودخلت الحمام علشان أكلمها ونعيد خناقة كل يوم بسببه.
كنت عارف انها هتتعبني علشان ترد ف قررت استفزها وبعت:
– يا بتاعت صدام...
جاني ردها بعد دقيقة بتقولي:
– بتاعت صدام؟
بعت رسالة مرفقة بضحكة:
– كنت عارف إنك مش هتردّي وهتتعبيني، قلت أستفزك.
– وملقتش غير الكلمة دي؟ هتكرهني فيك زي خالك.
– عمرك ما تقدري تكرهيني، بس برافو عجبتيني.
– في إيه إن شاء الله؟
– في الكلام اللي قلتهوله... في الجون!
– كلام إيه؟
– بتاع الشك وإنك قلقانة من شكه ده... شكله هيعيد حساباته بعد كده.
– تصدق بسطتني بكلامك، بس عارف مين قالي أقوله الكلام ده؟
تلاشت ابتسامتي وقلت:
– صدام...
– آه هو، وجاب نتيجة زي مانت شايف.
– طيب ما تشجيني وتقوليلي قالك إيه فيلسوف الغبرة المرة دي؟
– قالّي إن إحنا اللي بنصنع السجن والسجان لما نخاف .
قالّي كمان إن أنا وهو مفيش بينا حاجة، ولا بنعمل حاجة تخلي ياسين يشك فيا ويعاملني وحش.
وإني لازم أبدل الأدوار من متهم لقاضي، وبدل ما يحاسبني على وهم في دماغه، أحاسبه أنا لوجود الوهم ده.
كلامها سكتني، عنده حق، شكله بيفهم فعلًا...
بس بردو مش حابه، ومرضيتش أعلّق أي تعليق عدل على كلامه،
ولما مردتش، بعتت تاني:
– سكت ليه؟
– علشان المرارة مفقوعة لوحدها، بيتنظر علينا المعفن.
– متقولش عليه معفن، مسمحلكش!
قلت بغيظ:
– معفن ورمة، ولو قلتي مسمحلكش دي تاني هخسف بيكي الارض...
– مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش مسمحلكش.
– قولي إنك عايزاني أجيلك.
– راجل! أعملها؟
– والله يعني مقدرش أعملها؟
– لا، وحتى لو جيت، هتيجي زي الحرامية، وأنا مش هخرجلك.
– أممم.
– أمممممين، أقفل هشوف صدام.
بعتتها وقفلت ف كانت رسايلي توصل بس مكنتش تستلمها كنت بتمنى تكون قدامي في اللحظة دي، يمكن كنت شيلت راسها عن رقبتها وخلصت منها
#ياسين
كلامها وكلام حسن خلوني أعيد التفكير في تصرفاتي معاها،
لأن زي ما قال حسن هتبتدي تسأل،
ولو عرفت حكاية أمها، مستحيل هتوافق،
وأنا مش هقدر أجبرها، هبان قوي إني واخدها تعويض عنها
خرجت من بيت حسن ورجعت تاني لنفس الجراج اللي سيبت فيه العربية،
في أوتيل من الأوتيلات اللي بتبعد عن شقة حسن نص ساعة مشي،
دخلت من الباب الخلفي، ركبت العربية ومشيت وكأني لسه خارج من الأوتيل.
فلقيت نفس العربية بتمشي ورايا
مشيت عادي، من غير هروب ولا حاولت اتوهم ومريت على محل دهب، اشتريت خاتم،
ورجعت الفيلا.
دورت على رحمة في أوضتها، ملقتهاش، خرجت تاني لصحن البيت وندهت على سحر.
خرجت من المطبخ وقالت
_ نعم أستاذ ياسين.. "
_ رحمة فين..
_ من شوية شوفتها بتتمشى في الجنينة
خرجت أدور عليها خلف الڤيلا الخاتم في جيبي ومقرر اصالحها واعالج الامور قبل ما تسؤ اكتر من كدة ونضطر ندخل في صراع..
لقيتها واقفة آخر الجنينة، جنب شجر الورد وبتتمشى بشكل يثير الشك، وكأنها مستنية حد..
فضلت واقف مكاني براقبها وببص لزاوية اللي مركزه معاها ومستني يمكن يكون شكي فيها في محله وحد يجي، وهي لحظات ورجعت تبص وراها بصت واحد بيراقب الطريق ولما شافتني اتهزت ولكن بسرعة استعادت هدؤئها..
مشيت ليها وقفت قصادها وقلت وانا ببص لزاوية اللي كانت مرقباها
_ في حاجة هنا.. "
قالت بلخبطة
_ اه اه، بـ، برص، كنت، كنت قاعدة ف لقيته جنبي، اتخضيت وصرخت وهو جري وطلع من هناك، في الناحية دي...
ذميت شفايفي، وفورًا صرفت الافكار دي عن دماغي برغبتي، مكنتش عايز ابدء مشكلة جديدة قبل ما ننهي اللي احنا فيها وقلت:
– غريبة، لحقت الحشرات تتلم مبقالناش كتير جايبين الشركة تنضف... ولا يهمك نجيبهم تاني..
قالت بربكة:
_ لا عادي، ده برص...
_ اها.. اوكي، انا جاي أعتذر على اللي قولته.
_ تعتذر... "
_ ايوة، كان عندي شوية مشاكل في الشغل وعصبيتي جت عليكي.. "
– مش انت مش عاوزة اعتذار، انا عايزة حل للشك ده،
لو هيفضل كده كتير، ننهيها أحسن.
أخفيت غيظي منها وقلت بهدوء ظاهري:
– زعلك وحش قوي... مش كل مشكلة هنواجهنا نقول نسيب بعض،
بس إحنا ممكن نتكلم ونتفق إن اللي غلطان يعتذر،
ويجيب هدية حتى لو وردة من الجنينة دي.
– ما يمكن متتحلش ونفضل على نفس الموال.
– لا، هتتحل.
طلعت علبة الخاتم من جيبي، فتحتها، وقلت:
– وعلشان أعتذاري يكمل، جبتلك هدية صغيرة... تكفير عن غلطي.
تعلقت عينيها بالخاتم، بس من غير أي رد،
ولا حتى اهتمام بفخامته..
هي دي عادتها،
ولا مرة جبت لها حاجة من دي وشوفت الانبهار اللي مفروض يكون على وشها لما أقدملها حاجة بالفخامة دي.
أخفيت انزعاجي، وطلعت الخاتم من العلبة،
مسكت إيدها، لبستهولها وقلت:
– إيدك محلية الخاتم.
ابتسمت بمجاملة وقالت:
– متشكرة... شكله حلو قوي.
– بس مش أحلى منك...
ابتسمت ابتسامة باهتة، وكأن كلامي تقيل على قلبها، تنهدت وقلت متظاهر بالهدوء وداخلي بيغلي:
_قوليلي بقى... نفسك في إيه دلوقتي؟
– مش نفسي في حاجة، شكراً
– مش عاوزة تخرجي؟ ولا تروحي الجيم؟
– لا مش النهاردة... مصدعة وعايزة أنام.
– تروحي لدكتور؟
– لا لا، أنا لو نمت هكون تمام... شكراً.
_ اممم، اوكي، نامي وبعدين لينا قعدة تانية.
رحمة
سيبته فوراً ورجعت أوضتي، قفلت الباب على نفسي من جوه منع لدخوله في اي لحظة، وبعدين صورت الخاتم في إيدي وبعت الصورة لحسن عشان أغيظه.
رد عليا سريعا وقال:
— قولي إن صدام هو اللي جابه.
— أكيد لأ، صدام ذوقه مفيش زيه، ده من ياسين. جه يصالحني بعد ما قلتله كلام صدام اللي معجبكش.
— أممم...
— إيه؟
— رحمة... هو إنتي ممكن تحبي صدام ده؟
— لأ مش ممكن.
بعتها، ولحقتها برسالة تانية
— أنا بحبه فعلًا.
شافها، وتوقف عن الكتابة بعد ما ظهر إنه بيكتب.
استنيت رده دقيقة كاملة ومفيش رد، فبعتله:
— بحبه زي أخويا، أول مرة في حياتي أحس إن ليا أخ بجد بيهتم ويخاف عليا.
— ماشي...
كان باين عليه مقموص، حبيت اصالحه واتدلع عليه شوية... كان واحشني قوي فبعتله:
— زعلت؟
— لأ خالص.
— طيب، ولما إنت مش زعلان، مجتش ليه؟ استنيتك ساعتين ورا الفيلا.
— يا سلام، مش هو ده اللي مش هقدر أجي ومش راجل؟
— كنت بستفزك عشان تيجي.
— ومالك بية، مش أخوكي جنبك؟
— أديك قلت، أخويا.
— وأنا إيه؟
— إنت حسن.
— أممم...
— غيرت اسمك ولا إيه؟
مردش، فقلت:
— طيب، إنت وحشتني قوي، ونفسي أشوفك.
— واضح...
— طيب والله وحشتني قوي قوي...
_ وحشتك اممم...
_ بطل بواخة، هتيجي؟
_ هااجي طبعاً
وكملت رغي معاه لحد ما قفل
وبالليل كان البيت فاضي، مفيش غير تيتا، ودي نامت، وصدام مارجعش.
ومتخيلتش إنه يرجع.
طلعت أنا أستناه في نفس المكان، وفي إيدي التليفون مستنية منه رسالة يقولي إنه جه، لحد ما أخيرًا وصلت:
— فين؟
— عند السور، إنت فين؟
مردش، رجعت أكتبله، وقبل ما أبعت، سمعت صوت شبه صوت وقعة...
التفت لمصدره، لقيته قدامي.
بصيت حواليا أطمن، وبعدين جريت عليه، واترميت في حضنه.
حملني عن الأرض، وضمني بقوة، ومشي بيا لحد ما وصل ورا شجرة الورد اللي بتشبه ستارة جنب السور.
نزّلني وبصلي بشوق ولهفة:
— وحشتيني قوي...
— وإنت...
تبادلنا القُبل والأحضان الحارة، من غير وعي، ولا إدراك بالمكان اللي إحنا فيه.
كان عقلي مسلوب مني، وعواطفي ومشاعري وحبي ليه هما المتحكمين فيا، واخدني لعالم تاني... أنا وهو وبس.
لوقت كبير محدش فينا فاق من موجة المشاعر اللي غرقنا فيها
غير بعد ما حسيت ان الامر هيطور لاكتر من كدة، بعدته عني وقلت:
_ كفاية كدة.. "
— إنتي بتوحشيني... بس الوضع ده هيودينا في داهية.
قلت بابتسامة وأنا بتأمل ملامحه:
— هي داهية بجد، بس أنا مقدرش مشوفكش... ممكن تيجي ومنكررش الحركات دي تاني؟
— وحد يقدر يشوف جمالك ده كله ويقدر يقاوم... إنتي عارفة نفسي في ايه..؟"
— إيه؟
— اغمض عين وافتحها والاقيكي بقيتي ليا، واخدك ونعتزل عن العالم كله.
سنة، سنتين، إن شاء الله العمر كله... أنا وإنتي وبس، لوحدنا في مكان محدش يوصلنا فيه.
قلت بابتسامة:
— وأنا مش عايزة من الدنيا حد غيرك حتى وإنت مطلّع عيني...
نهى الخطوة اللي بيني وبينه، طبق إيديه عليا وقال...
_ والله ما حد مطلع عيني التاني غيرك...
قالها ورجع يتقرب مني
ورجعت اتوه من تاني، في الوقت ده هيّأ لي إني سمعت صوت حاجة بتوقع على الأرض.
كانت حاجة نحاسية ...
ولكن بسبب الحالة اللي كنت فيها، مهتمتش، ولا افتكرت حاجة بعدين.
وبعد وقت، ودعني ومشي، ورجعت أنا أوضتي.. مبسوطة قوي
مش عارفة كان عقلي فين، ولا عارفة إيه اللي بعمله ده،
بس كنت مبسوطة، ومش خايفة، ولا قلقانة من حاجة...
والغريب إني كنت واثقة فيه، إنه مش هيسيبني، وهيعمل كل اللي يقدر عليه علشان نكون لبعض...
مع إن مفيش حاجة واحدة عملها من يوم ما رجعنا نتقابل... توحي بكده.
حسن
رجعت البيت مبسوط، ومش قادر أخفي سعادتي حتى عن خالي اللي لقيته قاعد في الصالون، وبدأ يلاحقني بنظراته وهو رافع حاجبه وشاكك في سر امبساطي.
كنت عارف إن بغلط، بس قررت أُسكت صوت ضميري شوية.. ومخليش حاجة تبوظ عليا اللحظة دي. كده كده عيشت اللحظات دي معاها وانتهى الامر... أحتفظ بأثرها بقى، وبعدين يحصل اللي يحصل مش مهم
قعدت مقابل ليه مش عارف اخفي ابتسامتي فقال:
– إيه سر الامبساط ده؟ أنا بقلق.
قلت ضاحكًا:
– علشان انت قاعد معايا ومنورني
رفع حاجبه بعدم اقتناع وقال:
– طيب قول كلام يتصدق... نيلت إيه؟! أوعى تكون بتعك؟
– إنت تعرف عني كده؟
–انت ابو كدة يا بتاع السيكو سيكو، يا خوفي يكون قُمت بيه عملي.
– لا، مش عملي بالضبط...
تلاشت ابتسامتي وقلت بحنين:
– هو الحب بيخلينا قلالات أدب؟ ولا إحنا قلالات أدب ومابنعرفش غير لما نحب يا خالي؟
– حب وقلت أدب؟! إيه ياض الكلام ده؟
– حبيت يا خالي...
اعتدل في قعدته وقال بطريقة هجومية:
– حبيت إمتى إن شاء الله؟ ومين؟ وإزاي؟
– زميلتي في الكلية... في إيه؟
– بتاعة وحشتني دي؟...
– آه هي، رد بقى.
– أرد على إيه؟ عملت إيه يخربيتك؟
– معملتش يا خالي. حبيت وخلاص، إيه؟ عمرك ما حبيت؟
– أمال إيه الحب بيخلينا قلالات أدب دي؟
– اصل.. بكون نفسي أحضنها و...
اتكسفت أقولها، فكمل هو:
– وتكون معاها؟
قلت بحرج:
– آه... بس هي بس، مش أي واحدة غيرها.
بصلي شوية، وبعدين صرف عينه عني وقال وهو سارح بتفكيره:
– فاهمك. أي حد بيحب، بيكون ده اللي عايزه مع اللي بيحبه.
بس برضو الناس نوعين وخاصة الرجالة، نوع قليل الأدب لوحده، نفسه بتروح لأي تاء تأنيث مبيقرفش وخنزير بطبعه...
ونوع مؤدب، نفسه ما بتروحش غير لواحدة بعينها، وهي اللي القلب بيدق ليها.
فـ لا... مش قلالات أدب ولا حاجة
بس إن حصل قبل الجواز، يا ابن اختي تبقى وساخة ونجاسة... وانت شكلك اتنجست
قلت ضاحكًا:
– الله يجازيك يا خالي، لا متنجستش قوي، كنت... بس لحقت نفسي.
تابعت بابتسامة:
– أصلها حلوة قوي، وناعمة زي حتة المارشميلو.
قال بتقزز:
– الله يلعنك... طيب اصبر لما تتجوزها، مش يمكن ما يكونش ليك نصيب فيها... ولا انتوا معندكمش حرام ولا عيب
تبددت ابتسامتي في لحظة، بعد ما فوقني لنفسي، وبعد ما استوعبت الكارثة اللي أنا عملتها.
إزاي بدور على حل علشان يسيبها، علشان أتجوزها أنا؟
طيب إن سابها وعرف بعدين إن هي اللي بحبها... هيقول إيه؟
#ياسر
مكنتش قادر أنام بسبب إحساسي بالذنب.
أنا اللي اتغابيت، وخلّيت حازم يعرف سر حمزة، وفي أي لحظة هينتشر على إيده.
بقيت أتقلب يمين وشمال أدور على حل، وأنا عارف ومتأكد إن مفيش حلول… ده سهم ونفد.
قومت من مكاني وبعت لـ بسنت، وأنا عارف إنها ممكن ما تردش، بس قررت أقولها اللي حصل في رسالة واحدة يمكن ده يهمها وترد :
_ أنا اتغابيت وعملت مصيبة، الواد حازم سمع طراطيش كلام إن الراجل اللي بيمشي ورا حمزة يكون أبوه، ف وقعني في الكلام وأنا أكدته، ودلوقتي بقى عنده فرصة كبيرة ينتقم بيها منه، وانا السبب.. "
بعد دقايق ردت عليا وقالت:
_ ودي فيها اتغابيت؟! إنت قصدت تفضح صاحبك."
رديت بنرفزة:
_ بقى أنا أقصد أفضحه؟ ده رأيك فيا؟"
_ آه، زي ما كان ده رأيك فيا قبل ما تفهم."
_أفهم إيه؟ إيه اللي يجبرك انتي تقوليله حاجة زي دي؟ ولا كنتي سكرانة؟"
_ وإنت إيه جبرك توقع في الكلام؟ ولا كنت سكران؟"
مسكت أعصابي علشان مقولش كلام يخسرنا بعض وقلت:
_ ماشي يا بسنت، قوليلي إيه اللي اضطرك تقوليله، واما نشوف اسبابك "
_ هقولك… بس علشان أبري ذمتي منك، ولما ما أكلمكش واجبلك شبكتك مبقاش في نظرك غلطانة واتخليت عنك."
_ هي حصلت، ماشي يابسنت قولي وبعدين نشوف شبكتي اللي هترجع."
_ حمزة لما عرف إن صدام بيكلم رقية، شك إن في بينهم حاجة ف ضربها وكان هيقتلها، وهي جت هربانة، وهو جه هنا وقعد يزعق ويشتم ويهينا ويهين بابا.
بابا تعب ونفسه راح وكان هيموت وهي سامعة وساكتة، وسيباه يشتم… قال إيه خايفة عليه.
بس أنا مقدرتش أسكت قدام إهانته لينا وانا شايفة بابا بيموت بسبب اللي بيقولوا، فـ لقيت نفسي بنفجر فيه، ومن غير ما أقصد قلتله… لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه؟"
راح غضبي منها، وحسيت بالخزي، وقلت:
_كنت هقتله… أنا آسف، مكنتش أعرف إن الموضوع كده."
شافتها، وما ردتش عليا، فـ قلت:
_حقك عليا يا بسنت، أنا آسف.. "
استمرت في سكوتها، وكنت حاسس إنها بتعيط، فـ فضلت أتكلم معاها واعتذر بألحاح لحد ما ردت وقالتلي:
_ خلاص مش زعلانة."
قالت كدة ولكنها فضلت طول المكالمة تتكلم برسمية وعاوزة تقفل..
#كاميليا
_ يعني بيروح الأوتيل، ومفيش أوضة بأسمه؟! أمال بيعمل إيه هناك؟!"
_ منعرفش يا مدام، هو كل يوم بيروح الأوتيل ده، بنفضل مستنيينه لغاية ما يخرج، ونمشي وراه لغاية ما يرجع."
_ سألتوا عن أوضة باسم زيدان فياض؟"
لأ يا مدام."
رديت بعصبية:
_ امال انا بعتاكم تعملوا اية وبدفعلكم ليه، اسألوا عنه وردوا عليا. غوروا."
#عيسى
يمكن جسمي تعافى شوية وقدرت أقوم، بس أثر الكدمات والدوران والإعياء فضلوا ملزمني. عيني على طول مزغلله وبفتحها بصعوبة.
وبعد ما قدرت أصلب طولي، سيبت الشقة والأعور وروحت على البحيرة، وقبل ما أوصل بيتنا عديت على بيت أبو يسرا في طريقي.
علشان أسال عليها واعرف عاملة ايه واذا اتكلمت ولا لا.
ولما أبوها وأمها شافوا وشي كله كدمات، انهالوا عليا بالأسئلة.. مين عمل فيك كدة، وليه، وكنت فين.
أسئلة كتير كان غرضهم منها يعرفوا التفاصيل مش يطمنوا عليا
اتخنقت منهم فقلت:
_ يا جماعة حادثة... في إيه؟ يسرا عملت إيه دلوقتي؟"
قالت أمها:
_منعرفش، اللي ما يتسمى طردنا وقال امشوا، أنا هخلي بالي منها."
قال أبوها:
_ما تسيبيها يا ولية، مالك بيها؟ عايزة تخربي على بنتك ليه؟ الراجل طيب خاطرها وخلصنا."
مسكوا في خناق بعض، وأنا مبقتش طايقهم هما الاتنين، فسبتهم ومشيت.
رجعت البيت، استقبلوني أمي وأخواتي بالأسئلة: "مين عمل فيك كده؟ وليه؟"
قولتلهم نفس الكلام، إنه حادثة، وسيبتهم ودخلت أوضتي.
وما بين الصداع اللي ملازمني، وبين حيرتي وتفكيري في يسرا وفي اللي ممكن يكون حصل معاها... دماغي كانت هتتفرتك ومش عارف ممكن اعمل ايه او اسأل عنها تاني ولا اسكت
#صدام
حسيت بوحشة وحزن كبير لما رجعت البيت اللي بقا رمز للكأبة والضلمة.
دخلت الأوضة ملقتش فيروز.. دخلت أوضة بابا كانت فاضية.
طلعت وبصيت لفوق مفيش يسرا ولا حمزة ولا عمي ياسين ولا عمي نبيل ولا مرات عمي، البيت بقى فاضي زي المهجور.
حسيت نفسي بيضيق ومش طايق المكان،
فروحت عند الباب الوراني أشم شوية هوا.
كان الوقت وقت غروب، والشمس لسة مختفتش.
قعدت على الكرسي، سندت إيديا جنبي وغصت في شرود عميق أسترجع فيه كل اللي مريت بيه، والحزن بيفتك بيا من غير رحمة.
وافكاري بتتشكل على هيئة دموع بتنزل من عيني، بدون توقف لغاية ما خرجني من افكاري دي شعاع اخترق عيني
اتلفت ليه، وشوفت بريق جاي من اثر انعكاس ضؤء الشمس علي شي مفسرتش شكله غير لما قربت منه..
وقدرت اشوفه..
طلع خاتم وطيت مسكته وقلبته قدام عيني واكتشفت إن فيه فص الماس..
بصيت حوليا وقلت محدث نفسي :
_ بتاع مين ده، اول مره اشوفه.. "
معرفتش ممكن يكون بتاع مين، ولا إيه جابه هنا، فحطيته في جيبي، يكون دخلت واديته لمرات عمي مكنتش فاكر اني ممكن انساه في جيبي.
رجعت قعدت تاني، فتحت التليفون، ودخلت أشوف التعليقات على الخبر اللي منزلينه لاختفاء حمزة.
وبعد لحظات جاني صوت رحمة وهي بتقولي:
_ شكلك بتحب المكان ده قوي.."
بصتلها وقلت وأنا بقفل التليفون:
_ آه."
قعدت جنبي وقالت:
_وأنا كمان، ده أكتر مكان بحس فيه بالراحة والهدوء.."
منطقتش بكلمة، فبصتلي وقالت بتردد:
_ شكلك زعلان قوي، أقدر أسألك ليه زعلتوا انت وفيروز؟"
قلت بجمود:
_ لا.."
تحمحمت بحرج وسكتت، فقلت:
_ مفيش حاجة مهمة، متشغليش بالك، انتي إيه الدنيا معاكي؟"
ابتسمت وقالت:
_ حلوة، عملت زي ما قولتلي.."
قلت باستفهام:
_ إيه اللي أنا قولته؟"
_ لما قولتلي أكون القاضية مش المتهمة، تصدق الكلام جاب نتيجة، وعمك كدة شكله خاف وجه اعتذر وجابلي هدية.."
_ حلو.."
_ بس عارف نفسي في إيه؟"
_ إيه؟"
_ أقدر أقوله مش عايزاه، واصمم ومخافش منه."
_ وإيه مانعك؟"
_ اللي مانعني إنه أصلاً مش بيقبل ده، بحس إني مجبورة عليه ومش بمزاجي أرفضه.."
_ جربي تشتغلي على حتة انت ليه متجوزتش لغاية دلوقتي؟ واشمعنا أنا؟"
_ ماهو قالي قبل كده إنه ملقاش اللي تعجبه.."
_وانتي رضيتي بعد الكلمتين دول؟"
قالت باستفهام:
_يعني إيه؟ هو ليه متجوزش لغاية دلوقتي صحيح؟"
_ اسأليه هو."
_ انت عارف ليه؟"
_ لا، بس زي ما قولتلك جربي تشتغلي على الحتة دي واضغطي.. بس بذكاء وهو هيقول كل حاجة."
_ مش فاهمة يعني إيه أضغط بس بذكاء؟"
_ يعني ممكن تقولي له إيه يخلي واحد في مكانتك ما يتجوزش لغاية دلوقتي، هيقولك ملقتش اللي تعجبنير قوليله، وإيه عجبك فيّ، أنا لا متعلمة تعليم عالي، وكنت بلطجية، وكمان أطلع في سن بنتك، حسسيه بالذوق إنه كبير، وإن طلبه للجواز منك وراه سبب. أوعي يقنعك بأنه شاف فيكي زوجة مناسبة، انتي مش مناسبة يا رحمة.."
_ وتفتكر ممكن يسيبني؟"
_ لأ."
ضحكت وقالت:
_ أمال هقوله كده ليه؟"
_ علشان يعرف إنك مش صغيرة وبتفهمي، وفاهمة المعقول وغير المعقول، مش متاخدة كده زي البهيمة. البني آدم لما يلاقي اللي قدامه راضي، سواء بالغصب أو بالقبول، ومش بيناقش الأسباب، بيفتكر إنه فاقد الأهلية، ملهوش رأي، وحقه يتحكم فيه، ولازم ينفذ اللي بيتقاله دون أي اعتراض. أكتر حاجة تخوف اللي قدامك وتخليه يعملك حساب، إنه يشوف إن ليكي رأي وبتعرفي تحكمي على الأمور صح، وبالذات لما يحس إنك فاهماه، وفاهمة نواياه تجاهك. ممكن ما تغلبهوش ويقاوح، بس الأكيد إنه هيعملك حساب، ومش هيعاملك إنك ساذجة."
_ طيب وده هيجيب نتيجة في الآحر "
_ لو فهمتيه صح، وطبقتيه صح، هيجيب نتيجة."
سكتت شوية تفكر في كلامي وبعدين بصتلي وقالت بثقة:
_ كلامك جاب نتيجة المرة اللي فاتت، مع إني مكنتش حاسة إنه هينفع، والمرة دي كمان مش حاسة إنه هينفع... بس هنفذه."
ابتسمت وقالت بامتنان:
_ شكراً."
قلت بتحفيز:
_ العفو، انطلقي يا رحمة، اكسري كل القيود اللي مقيداكي.."
خدت نفس عميق، وحدت من نظرتها وقالت:
_هكسرها.."
_إيه اللي هتكسريها، دي قيود يا رحمة، بتتكسر بالهدوء، وإيه النظرة دي، متتغاشميش، مش هنتخانق ونتضرب."
ضحكت وقالت:
_أصل كلامك حمسني وخلاني أحن لأيام العفرتة.. عارف نفسي في إيه دلوقتي؟"
_ إيه؟"
_أضرب حد..."
_ نعم؟!!!... "
قومت من جنبها وقلت وأنا ماشي:
_ طيب أنا ماشي بقى، لو احتجتي حاجة متدوريش عليا.."
جاني صوتها بتقولي وانا متابع طريقي بعيد عنها:
"استنى مش هضربك انت، أنا بقول نفسي... يا صدام استنى مش هضربك والنعمة