
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الستون60 بقلم نجمه براقه
فيروز
وانا بتحسس بطني واتخيل شكل البيبي هيكون عامل ازاي لما يجي كانت امي رايحة جاية قدامي تقول كلام ما ركزتش في كلمة منه، وكل اللي كنت فاهماه إنها متعصبة علشان رفضت إنها تقول لياسين قصة هروب داليا وموتها،
ولما ملقتش مني اهتمام وشارده بابتسامتي لبعيد ، قعدت جنبي وضربت إيدها على الترابيزة وقالت:
_ بكلم نفسي، ما بترديش ليه يا بت؟
فزعت على اثر خبطتها، خدت نفس وقلت:
_ في إيه يا ماما؟ خوفتيني!
_ أنا اللي خوفتك ولا إنتي اللي حالفة تموتيني ناقصة عمر؟ يا بت دي فرصة نقلب الدنيا عليها، سيبيني أقول لياسين..
قولت بزهق:
_ ماما، أنا قولتلك لو جبتي سيرة مش هتشوفيني تاني. لو مستعدة متشوفينيش، روحي قوليله.. أهو ريحتك.
قومت من مكاني وقلت بابتسامة حنين وأنا بتحسس بطني قدام نظراتها المشتعلة بالغضب:
_ عاوزة أروح لدكتور أطمن وأشوف اخر تطورات البيبي.
جزت على أسنانها بغيظ وقالت:
_إنتي مش هترتاحي غير لما تمرضيني، لا عايزاني أقول لياسين على اللي عملته الحرباية، ولا راضية تقولي لجوزك إنك حامل.. إنتي عاوزة تعملي فينا إيه؟"
_ عاوزة ابني يطلع سوي نفسيًا، ومش هيطلع كده لو اتربى مع صدام.
_ ولا هيطلع سوي مع واحدة أنانية زيك! عاملة فيها شيخة وناسية إن ربنا قال ما يحقلكيش تخبي اللي في بطنك.. قال كده ولا مقالش يا حافظة كتاب الله؟
رجعت افتكر الآية اللي بتتكلم عنها، وارددها في سري " ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أَرحامهن "
وكأنها تذكير ليّ بأني بعصي ربنا باللي بعمله ده،
حسيت بعذاب ضمير خلاني أفكر اقوله ولكن تمسكي بأنه يتغير الاول منعني استعجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حمزة
صحيت على إيد بتلمس كتفي. وصوت بيقولي:
اصحى يابني..،فعت جفوني بثقل لقيت الشيخ قدامي، قولت وانا لسة مفوقتش بشكل كامل:
_ في إيه؟
_ نايم هنا ليه؟
رجعت نمت تاني متوسد كفوفي وقلت:
_ مفيش مكان أنام فيه، سيبني ياعم الشيخ..
_ إنت منين؟
مردتش، فقال:
_ فين أهلك؟ ليه سيبينك كدة
مكنتش اتصور ان مجرد سؤال يطير النوم من عيني ويكدر نفسي بالشكل ده،
قومت من مكاني وقلت بضجر
_ ماتوا.
مشيت من جنبه، فندا عليّ وقال:
_مش هتصلي .
قولت وانا متابع طريقي لخارج المسجد:
_ مفيش منها فايدة...
_ استنى..
وقفت مكاني لغاية ما وصلني، وقف قصادي وقال برفق:
_ اية هي اللي مفيش منها فايدة، مستهين بالصلاة وقدرت ربنا ولا انت مش مسلم..
_ كله محصل بعضه ياشيخ، مسلم، مسيحي، هندوسي، عرفنا مصيرنا... هنتعب نفسنا ونقوم ونقعد على المصلية ليه، ده حتى تبقى فرهدة من غير داعي..
ضرب كف بكف وقال
_ لا اله الا الله، وحد الله يابني
مجاوبتهوش وكملت طريقي للخارج ادور عن اي مكان اكمل فيه نوم
رحمة
مكنتش ضربة صدام اللي علمت على وشي وبان فيه اثر صوابعه الخمسة هي اللي وجعاني..
إحساسي بالندم وبالغلط اللي عملته، وشعور كشف الستر هو اللي وجعني.
والأصعب إني متخيلتش لحظة انه يصفالي ويرجع يشوفني بالصورة الأولى اللي كان شايفني بيها.. البنت الغلبانة الهبلة..
خفيت أثر الضربة بالمكياج وخرجت من الأوضة ادور عليه في المكان علشان اعرف ناوي على اية.
كنت عارفة انه لسة مقالش لما ياسين مر عليا الصبح ومبصليش حتى وكان باين عليه الانشغال في حاجة مهمة بداخل التليفون .
ولكن شعوري بالخوف من أنه يعرف بعدين كان مخليني بفكر انتحر قبل ما ياسين يعرف ويقتلني هو..
مشيت بحذر ناحية أوضته وانا ببص حوليا دفعت الباب
وبصيت لداخل، دورت عليه بعيني في كل زاوية وملقتهوش.
عقلي حدثني إنه ممكن يكون موجود في الجنينة دلوقتي.
طلعت، دورت عليه في نفس المكان اللي بيقعد فيه، وبرضه ملقتهوش...
فرجعت أوضتي من تاني وانا خوفي بيزيد ومفيش حاجة منعاني من العياط غير ان تيتا وسحر ياخدوا بالهم ويسالوا فيه اية..
وبعد ما قفلت الباب على نفسي استسلمت لرغبتي في البكاء ومسكت التليفون بعت لحسن اللي محاولش يكلمني ولا يرد عليا من وقت اللي حصل:
_ ما بتردش ليه؟ ولا مش همك، رد عليّ، عرفني بتعمل إيه..
رد عليّ بعد ما شافها بدقايق وقال:
_ رسالتك بتقول إنه لسه مقالهوش..
_ يمكن ما يقلش..
_ تبقي بتحلمي! لو مكنش قال لسه، فأكيد بيفكر في طريقة حلوة يقوله بيها..
_ قلبي بيقولي إنه ممكن ميعملهاش، هو من امبارح مش في البيت.
_ قالك إيه؟
_ ما نطقش بحرف، ضربني بس.
_ ضربك يعني إيه؟
_ ضربني بالقلم.
_ وبأي حق يضربك؟! هو يكون مين علشان يمد إيده عليكي؟
_ وانت كنت عاوزه يعمل إيه وهو شايفني في الوضع ده؟
_ ما يشوفك بأي وضع هو مال أهله! عايز يقول يقول، خلاص مبقاش في حاجة نخاف منها. أنا هقول لخالي، ولا إنه يمسك علينا زلة!
_ لا، أوعى.. يمكن ميقولش ويبقى وقعنا نفسنا في مشكلة
_ وأنا بقولك هيقول يا رحمة، وأنا أهو وانتي أهو.. واللي جاي هيثبتلك.
زود خوفي اضعاف، وزعزع ثقتي في صدام وصورة الراجل الطيب اللي اتحفرت في دماغي بدات تتشوه..
مر الوقت ببطء وانا مستنية لغاية ما جت جنى وقالتلي...
_ صدام مستنيكي في الجنينة..
نطيت من مكاني بسرعة وروحتله هناك، لقيته واقف في نفس المكان اللي بنقعد فيه، ونظراته الجامحة بتستقبلني من أول ما ظهرت.
وطيت راسي ومشيت ناحيته وأنا كلي خجل وخوف من نظراته دي.
وقفت عنده مش قادرة أرفع عيني فيه.
طال سكوته، وأنا حاسة بعينيه بتحرقني من شدة الغضب.
قلت بتلعثم:
_ جنى قالتلي عايزني..
فضل ساكت، سكوت رعبني أكتر ما أنا مرعوبة.
استجمعت نفسي ورفعت عيني وبصيت له، فقال بجفا:
_ اديني سكت ومجبتش سيرة لعمي لغاية دلوقتي. هسمعك يا رحمة، بس لو حسيت إنك بتكدبي في حرف.. هقوله، وهو يتصرف معاكم إنتي والوسخ التاني. سامعك.
لمعت الدموع في طرف عيني وقلت:
_ قبل ما أقول حاجة، خليك عارف إن اللي عملته ده أنا مش بعتبره خيانة. هو عارف إني مش عايزاه ومبحبهوش، وبرضه مش راضي يسيبني."
قال بحدة:
_ قولي وبلاش كلام ملوش معنى دلوقتي.. من إمتى وإنتوا في علاقة مع بعض؟
_ أنا مكدبتش عليك لما قولتلك إني أعرفه من قبل ياسين.
هتف بغضب:
"أنا قولتلك لو حسيت إنك بتكدبي في حرف هقوله!"
انتفضت بفزع، تراجعت خطوة للخلف وقلت برجفة:
_ مش بكدب، أنا قابلت حسن قبل ياسين.
عقد إيديه قدامه وقال بسخرية:
_وده إزاي إن شاء الله؟
_ عمك كان باعت حسن يدور على ماما في نفس المنطقة اللي كنا فيها. هو معرفش إني بنت داليا، وأنا معرفتش إنه جاي علشان أمي.
اتعرفنا على بعض، وشاركنا في طلعة من اللي كنا نطلعها أنا وسيكا. ساعدنا، وحبيته وحبني، بس مكناش قولنا.
هو مشي قبل ما يقول. مكنتش أعرف إني هقابله تاني، ولا كنت أعرف هو مشي ليه غير بعد ما رجعت أقابله تاني يوم كتب الكتاب.
هو بقى يطنشني كتير ومش بيكلمني علشان بقيت مرات خاله، بس في الآخر مقدرش يكمل، وقال لي إنه بيحبني.
_ ومقولتليش ليه إن هو.. لما سألتك؟
_ حسن بيقول إنك بتكرهه، وما هتصدق تلاقي عليه زلة
. خوفت أقولك يطلع كلامه صح
سكت، سكوته ماكانش لا غضب ولا رضا، كان لحظة صغيرة من الصمت يستشير فيها قلبه وعقله عن رد.
خدت نفس وانا جوايا مزيج بين الراحة والقلق..
وسألت وانا مش قادره ابص لعينه:
_ هتقوله؟
تنهد بعمق وبعدين قال:
_وكنتوا ناويين تكملوا على الوضع ده لامتى؟"
_ كنا بنفكر في حل يخلي ياسين يسيبني.
تنهد ساخر مني وقال:
_ واثقة إنتي إنه بيحبك ومش بيتسلى بيكي؟
_ إنت عارف أكتر مني إن مفيش حاجة كانت هتخليه يخون خاله ، غير لو كان بيحبني.
سكت من تاني وتعلقت عينيه في الفراغ، بقيت مستنية رده الاخير زي مسجون مستني لحظة نطق الحكم اللي هتحدد مصيرة.. وبعدين بصلي قال بتردد:
_ هو كلمك تاني من امبارح؟
_ كلمني.
_ قالك إيه؟
قولت وانا برجو من جوايا إن كلامي يستعطفه:
_قالي استني وهتشوفي إنه هيقوله، وإنك مش هتضيع الفرصة دي علشان توقع بينه وبين خاله."
_ آه..
_ آه إيه؟ أنا قولتله إنك بتعاملني زي أختك، وبتخاف عليّ، ومش ممكن تقول.
_ وده اللي مش هيخليني أقوله.
ابتسمت من بين دموعي، وحسيت أخيرًا بشوية راحة بعد ساعات من الخوف والقلق.. ثم تابع
وقال بتردد:
_ كلميه وقوليله عايز أقابله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حسن
خالي مبطلش رن، وأنا مكنتش متجرأ أرد عليه ولا حتى أرجع البيت تاني وأقابله.
إزاي هقدر أحط عيني في عينه وهو عارف، أو هيعرف إني خونته؟ إزاي هقدر أواجهه وهقول إيه؟
كنت خايف، مرعوب، وبتمنى من جوايا يكون كلام رحمة حقيقي وصدام ما يقولش.
ومش مهم أي حاجة بعد كده، ههرب، هسيب البلد كلها وأختفي من حياتهم، بس المهم ما يعرفش.
وبعد وقت كبير وأنا قاعد في عربيتي مستني رسالة منه يلومني فيها أو يقول إنه هيقتلني، وصلني رسالة من رحمة بتقولي فيها:
_ صدام عايز يقابلك..
توقعت فورًا إنه يكون عايز يبتزني باللي شافه، فرديت وقلت:
_ مش هقابله، عايز يقوله خليه..
_ مش هيقوله، هو عايز يتكلم معاك.
عصبتني ثقتها فيه وتكرارها لنفس الكلام، فكتبت الرد بنرفزة:
_ بقولك إيه، عايزة تصدقيه ومخدوعة قوي فيه إنتي حرة، بس أنا مش هقابله ولا هخليه يلوي دراعي..
_ يا بني وربنا ما في الكلام ده، قابله ولو لقيته هيهددك سيبه وامشي..
_ أنا لو قابلته هضربه..
_ قابله ومش هتخسر حاجة، إيه اللي ممكن يحصل اكتر من الحصلان يعني؟
كتبت بزهق، وأنا جوايا بريق أمل ولو بسيط إن يكون عندها حق، وإن اللي خلاه يسكت لغاية دلوقتي يخليه يسكت للنهاية، مع كامل ثقتي إن ده مستحيل:
_ ماشي يا رحمة. يا خبر بفلوس، بعد ما أقابله هيبقى ببلاش. شوفي عايز نتقابل فين.
بعد دقايق رجعت تكلمني وقالتلي المكان اللي هقابله فيه.
وروحت وفضلت مستني في العربية، بحاول أتماسك وأتظاهر بالقوة قدامه لما ييجي.
مكنتش عاوزه يحس لحظة إني خايف منه أو لاوي دراعي.
وبعد دقايق جه بعربيته وركن قدامي...
بدات ضربات قلبي تضرب زي طبول الحرب، حسيت ان حركتي تقيله... وانفاسي بتتسارع وكأني بواجه الموت
استجمعت نفسي
ونزلت ورغم كرهي ليه، ورغم كل اللي كنت ناويه قبل ما يوصل، بس مكنش عندي الجراءة الكافية اللي تخليني أرفع عيني في عينه زي الأول.
انتهت المسافة اللي بيني وبينه، ووقفت قدامه.
حاولت أبان طبيعي ومش فارق معايا.
وهو كمان فضل ساكت شوية، ومتجرأش يبصلي وكأنه ليه نص الذنب، محدش فينا عارف يتكلم.
ولما زهقت، قلت بقوة ظاهرية اخفي وراها اضطرابي الداخلي:
_ رحمة قالتلي عايز تقابلني. عايز تبتزني باللي شوفته، وفاكرني هخاف منك واترجاك تداري عليّ؟
رفع عينه أخيراً وعلقها عليا وكأنه بيستمتع بخوفي اللي مهما حاولت اخفيه كان بيظهر في نبرة صوتي، فتابعت بمكابرة:
_ إنت بتحلم! قوله لو عايز، أنا مش هتذللك علشان تداري عليّ، وإنت عارف كده كويس قوي..
منطقش بكلمة فهتفت بعصبية وقلت:
_ إنت مش جايبني هنا علشان تسكت
تردد كتير قبل ما يتكلم، مكنش بنفس البجاحة اللي كان دائماً بيكلمني بيها، حسيت للحظة ان ممكن يكون كلام رحمة حقيقي او ان اللي بيمر بيه الايام دي صحى ضميره ..
وبعد صمت طويل وترقب مني تنهد بعمق وقال:
_ أنا مقدر قلقك مني، وفكرتك اللي خدتها لما طلبت أقابلك.
_ أنا لا قلقان منك ولا تهمني.. أوعى تفتكر أ...
قاطعني وقال:
_ لا، قلقان، ومتأكد إني هقول لخالك.. ومرعوب مني دلوقتي..
جيت أتكلم، فقاطعني وقال:
_ اسمعني. أنا مش هقول حاجة، ولا هطلب منك تحكيلي. رحمة قالتلي كل الحكاية من أول ما اتقابلتوا في مطروح لغاية ما دخلتوا في علاقة مع بعض.
تابع بهدؤء، في الوقت اللي أنا صوتي اختنق ودموعي عصتني وظهرت قدامه:
_ ومصدق كل اللي قالته. وإنك مكنتش هتخون خالك لو مكنتش بتحبها قوي كده.
بس برضه مش معنى إني هسكت إن الوضع ده يستمر.
قدامك حل من الاتنين، يا تقطع علاقتك بيها نهائي، أو تقول لخالك.
معرفش بقى تقوله إنك كنت تعرفها قبل جوازه منها وما تذكرش علاقتكم، أو تقوله إن بينكم علاقة.. إنت حر.
بس الوضع ده ما يستمرش. كده عداني العيب.
جاهدت علشان اقدر اتكلم واقول:
_ عايز تفهمني إنك مش هتقوله، وهتفوت فرصة كبيرة زي دي ممكن توقع بيني وبينه؟
_ لو كنت هقوله مكنتش جيتلك. كنت صورتكم وإنتوا مع بعض. لأن ثقة خالك فيك أكبر بكتير من إنه يصدقني من غير دليل.
اديني جيتلك واتكلمت معاك، وهسيبلك إنت الحرية في طريقة إنهاء المهزلة دي.. سلام.
قالها ومشي ناحية عربيته، تابعته بعيني ورجع نفس السؤال يتردد في دماغي وهو ليه بيكرهني، حسيت ان هي دي الفرصة المناسبة ف ناديته وقولت :
_ طيب، مدام جيت..
وقف وبصلي، فتابعت:
_ ومدام هتغير عادتك وهتستر عليّ، ما تكمل جميلك وتقولي بتكرهني ليه؟
أنا مش فاكر إني ضايقتك في حاجة، ولا حاولت أخلص منك حاجة من اللي عملتها في.
بعد عينه عني ومجاوبنيش بكلمة. كان محرج مني، كان متردد يقول او لا
ف قلت:
_ أنا أذيتك في حاجة قبل كده؟
زي ما أنا شايف، عدل مع الكل، ورحمة مش بتبطل تقولي إنك كويس.
فأشمعنا أنا اللي بتعاملني بالشكل ده؟
حرّك دماغه بنفي، وقال:
_ لا، ما أذيتنيش في حاجة.
_ طيب أمال ليه بتكرهني؟ طالما اتكلمنا يبقى تقولي إيه مشكلتك معايا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#صدام
مكنتش أتخيل ييجي اليوم اللي أتكلم معاه فيه وأقوله أسبابي التافهة اللي علشانها كنت بضايقه كل السنين دي.
مكنتش هقول… لكن سؤاله المتكرر، ورغبتي إني أصفي قلبي من هم تقيل شايله لسنين، خلاني أستغل الفرصة وأتكلم.
اتكلم تكفير عن ذنوب قديمة، ومحاولة مني إني أشيل الخوف من قلبه، ويفهم إني مبكدبش لما قلتله مش هقول لخالك.
استجمعت شجاعتي، ورجعت وقفت مكاني. جمعت حروفي بجهد وقلت:
_ مكنتش أحب أقول حاجة زي دي، وعارف إن اللي هقوله يمكن ميقنعكش… بس هقوله، علشان أرتاح، وعلشان تعبت من المنافسة اللي عشت سنين أنا الطرف الوحيد فيها.
انصتلي باهتمام شديد، عايز يعرف الاسباب اللي مكرهاني فيه، وجواه خوف من سماعها، هو مش فاكر أنه أذاني في حاجة، فتوقع ان اللي هقوله هيكون صادم... وانا مكنش سهل عليا إني أبرر عداوة سنين بأن خاله حبه اكتر مني، شكيت انه يفهم ومع ذلك تجرأت وقولت:
_ إنت ملكش ذنب… ولا هو ليه ذنب. الذنب كله ذنب أمي. هي اللي خلتني أحمل غيرها مسؤوليتها. إنت مش هتفهم اللي هقوله، حتى لو عشت عمرك من غير أم، علشان إنت اللي سبتها بمزاجك. لكن أنا اللي اتسبت. اترميت في أكتر وقت الطفل محتاج فيه أمه.
مشيت… ما سألتش… ما اهتمتش بعيل عنده أربع سنين هيحس بإيه وهو بيتساب ويحس أن امه، اكتر حد هو متعلق بيه مش عايزه، كان بابا كل يوم يدخل البيت يزعق ويقول إنها رافضة ترجع ومش عاوزة حد يعرف طريقها، حتى أنا.
تعبت… دخلت في حالة اكتئاب، مبقتش قادر حتى اعيط عليها واقول عايزها.
وقتها عمي ياسين أشفق عليا وأخد دورها، لأن بابا كان مشغول يدور عليها، مش فاضيلي.
كان بيعمل كل حاجة علشان يعوض غيابها. لعب، وخروجات، وهزار ومحاولات مستميتة علشان أضحك، ومكنتش أنام غير في حضنه.
اتعلقت بيه زي أي طفل بيتعلق بحد بيحبه وحنين عليه.
سكت شوية استرجع في ذاكرتي اللي حصل بعد كده واللي كان تحول كبير في حياتي وقولت:
_وبعد شهور، أمي رجعت تاني.. بعد ما كنت اتأقلمت على العيشة من غيرها.
في الأول، وبسبب حملها في حمزة، مكنتش مركزة معايا قوي، وفضلت أنا مع عمي بقضي معاه وقتي أكتر من أي حد في البيت.
لغاية ما جيت انت وحمزة، وأمي اتنقلت في أوضة لوحدها.. بعدت عن بابا نهائي، واتفرغتلي. قررت إنها هتربيني بطريقتها، وقالت للكل محدش يتدخل، وانها هتعمل اللي شايفاه صح، .
وفي لحظة.. عمي انسحب بالكامل، وسابني ليها من غير حتى ما يقولها ليه ولا يحاول يعترض
وخد كل الحب والاهتمام، وتجاهل إنها بتعاقبني على أي حاجة متعجبهاش بالحبس في أوضتي بالأيام.. من غير لعب، من غير تليفزيون، من غير كلام مع أي مخلوق.
وانشغل بيك انت.. انت لوحدك. حتى حمزة اللي من سنك، مهتمش بيه ربع إهتمامه بيك.
مخدش باله إني مبقاش مسموحلي أتكلم أو ألعب أو أضحك مع حد.
مخدش باله إنها عزلتني عن الكل، ومبقاش يشوفني بالايام
كنت أقف بعيد أشوفه بيلاعبك انت، ومش واخد باله مني. مفتقدنيش حتى.
ده كان كمان يزعقلي لما أقرب منك، وأحاول أسندك وأمشيك زي حمزة.
مكنش يستحمل حد يقربلك. عياطك على كيس شيبس كان بيوجعه فياخدك ويجري يجيبلك كل اللي انت عايزه
طيب.. وأنا؟
كل اللي كنت فيه مكنش يساوي دمعة منك على كيس شيبس نفسك فيه.
هتقول عليا مزودها أنا عارف. بس هو ده سبب كرهي ليك. كنت عايز آخد منك كل حاجة.. زي ما خدت مني عمي. واتهنت كتير بسببك.
هز دماغه بالنفي وسقطت دموعه وقال:
_ مش هقول مزودها، ولا مش مزودها أبداً. عندك حق. بس أنا مكنتش أفهم حاجة. أنا كنت متعلق بخالي وبس. مكنتش أقصد آخده منك ولا كنت فاهم إنك بتضايق، وإن التصرفات دي بتأثر فيك.
منعت دموعي تظهر قدامه وقلت:
_ علشان مزودهاش.. الكلام ده كان وأنا صغير. لما كبرت، مبقاش يفرق، ونسيته. بس الفكرة إني كنت خلاص كرهتك، وكرهي ليك كبر معايا
قال باختناق:
_ يمكن لو كنت قولتلي الكلام ده من زمان، كان كرهك لي خف. بس انت مكنتش تقول، كنت بتضايقني وبس. وأنا مش هفهم لوحدي إن العداوة دي كلها بسبب حاجة أنا مش فاكرها.
_ ما علشان كده قولتلك.. قولت أشيل من قلبي.
_ أنا آسف..
قالها ودموعه متتابعة بالسقوط من عينيه بغزارة.. اول مره احس انه مش كارهني بجد، ده انا تهيألي أنه حرك ايده علشان يحضني.
بس انا مكنتش مستحمل تعاطفه معايا ولا كنت هحس براحة لو حضني
ف سيبته ومشيت بعدما بقى صعب عليّ إني أتكلم تاني.
رجعت الفيلا بعد ما استعدت هدوئي، وهناك لقيت عمي بيلف حولين نفسه، والتليفون في إيده بيتصل بحد.
قربت منه وقلت :
_ إيه يا عمي مالك؟
رد بقلق قبل ما يتحرك ناحية الباب:
_ حسن من امبارح بتصل بيه مبيردش، هخلي الرجالة يقلبوا البلد عليه.
خوفت لو قولتله إني قابلته، يصيبه الشك في سبب المقابلة دي ويسأل اسئلة معرفش ارد عليها.
فسيبته يمشي وانا عارف ان حسن هيظهر دلوقتي أو بعدين.
دخلت أوضتي، قلعت الجاكت، وفجأة الباب اتفتح ورحمة اقتحمت عليّ الأوضة.
رجعت لبست الجاكت تاني وقلت بحدة:
_ إنتي اتعودتي تدخلي الأوضة عليا خلاص؟
قالت بحرج:
_ ما أنا كنت عاوزة أعرف عملت إيه مع حسن؟
_ رميت الكرة في ملعبه.
_ يعني إيه؟
_ يعني قلتله يبعد، يا إما يقول لخاله إنكم كنتوا تعرفوا بعض.
شحب وشها وقالت :
_ يبقى هيبعد.. عمره ما هيختار الحل التاني.
_ ويمكن يقوله.
_ لا، مش هيقوله.. حسن أسهل حل عنده إنه يسيبني علشان خاله، وهتشوف.
مكنتش عارف هو ممكن يعمل إيه. لكن كان باين عليها الوجع من أول ما قلتلها الحلول اللي قدامه.
والحقيقة.. حتى لو اختار يبعد، أنا مش هيكون بإيدي حاجة أساعدها بيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رقية
مكنش اتصالي بيه محاولة للكلام معاه. كان إشارة حبيت إني أعرفه بيها إني لسه متمسكة بيه، ومش هسيبه مهما قال..
لكنّه رد بعد أول رنة رد، ابتهج وشي وحسيت بسعادة كبيرة وقلت
_ ده إنت رديت اهو.. كنت بقول ده خد مني اللي هو عاوزه وهيعملي بلوك.
ما جاوبنيش ف تابعت قاصده استفزازه لعله يرد ويطمني :
_ بس إيه اللي إنت خدته؟! ده انت طموحك قليل.. آخرك ليلة!
_ إنتي اللي آخرك ليلة.. مفكيش حاجة تشد لليلة كمان.
_ بجد؟
_ عايزة إيه يا رقية؟
_ عايزاك ، ومش هسيبك لدماغك. هتقولي مش عايزك، مفكيش حاجة تشد، مبقاش عندك حاجة جديدة.. برضو مش هسيبك.
كفاية إني بحبك.. وسعادتي معاك.
_ سعادتك مع واحد ابن حرام!
_ إنت ابني أنا. ومفيش واحدة تسيب إبنها
_ هتتعبي نفسك.. وأنا مهما تعملي مش ههتم بتعبك ده. انسيني أحسنلك.
أخفيت الحزن اللي سببهولي كلامه ورفضه ليّ وقلت متصنعة الهدؤء:
_ بحبك.
_ وأنا ما بحبكيش.
_ مش مهم.. المهم إني بحبك.
تنهد بزهق وقفل الخط في وشي.
رافض اساعده او يساعد نفسه، وكأنه اعتاد الألم وبيلاقي فيه راحته، زي بالظبط ما بيحب ألم الجروح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حمزة
بعد ما قفلت معاها شوفت نفسي في شاشة التليفون، لقيت حد أنا معرفهوش.. وشي مجهد، دقني طولت، وشعري مبعثر، وريحتي وحشة، هدومي متوسخة.
ده وأنا قاعد على الرصيف، في مرة حد إداني خمسة جنيه ومشي.. كان فاكرني شحات.
ملومتش عليه ولا حاولت أوضحله حاجة، في النهاية أنا والشحات متساويين، هو شحات.. وأنا ابن حرام.
جه الليل وروحت لأقرب محل بيبيع خمور، اشتريت تلات إزازات خمرة من الفلوس اللي سحبتها من يومين، وروحت بيهم الشقة.
لقيت الشباب موجودين هناك.. بس مش بيتجننوا زي المرات اللي فاتت، أغلبهم ماليه الملل
ولما دخلت من الباب تسلطت أنظارهم عليا..
منهم اللي كان قرفان مني، ومنهم اللي بيتريق، ومنهم اللي كارهني، وده نفس الولد اللي كان كارهني من اول ما قابلته..
قام واحد منهم جه ناحيتي، تفحص مظهري باشمئزاز وقال:
_ إيه المنظر ده؟ إنت مبتستحماش؟
مدتله إيدي بالخمرة من غير كلام، خدهم مني وقال باندهاش وهو بيقلب إزازة منهم بين إيديه:
_ واوو.. دي من الغالية! لا كده ادخل، تعالى..
اتلم الكل عليه، وبدؤوا يملوا الكاسات ويشربوا، واتلهوا عني ودي كانت فرصتي اني ادخل واقف عند البار، وراحت عيني تدور في المكان عن البنت.. اللي مكنتش موجودة وسطهم.
وابتدى عقلي يصورلي إنها ممكن تكون مع حد في أوضة من الأوض.
استنيت دقيقة ورا دقيقة، لحد ساعة كاملة ومظهرتش.. وقتها عرفت إنها مجتش.
مكنش بحثي عنها افتقاد، لكني اتعودت على وجودها.. واهتمامها، وترحيبها بيا وسط كل اللي قرفانين مني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#كاميليا
كنت سامعة صوت جرس الباب بيضرب، لكن الخمول والتعب منعوني أقوم.
وفضلت عيني معلقة بالسقف لغاية ما سمعت صوت عز جنبي بيقول:
_ مش هتفتحي؟
معرفتش سبب رجفة قلبي لما سمعت صوته، حسيت برعشة بتسري في جسمي..
دورت وشي ببطء وانا حاسة بانقباضة صدري وشوفته قدامي جسمه عريان مش لابس غير بنطلون ، مبتسم وبيكلمني ولكن صورة من غير صوت كان شكله غريب او يمكن الخمول هو اللي سببلي تهيئات
مديت إيدي علشان ألمس وشه بس
إيدي عجزت إنها تلمسه، ولا تقرب منه اكتر من كده ولسبب مقدرتش افهمه..
صرفت وشي عنه اهرب من نظراته ومن انقباضة صدري وروحت أفتح الباب، لقيت الراجل اللي موكلاه يراقب الفيلا ويعرفلي أي أخبار عن رحمة قدامي.
سألته وأنا كلي خمول:
_ في إيه؟
_ مفيش أي جديد يا مدام.. البنت مبتخرجش من البيت.
سكت شوية أحاول أفكر، بس دماغي مكنتش مجمعة.. فأشرتله إنه يمشي ورجعت من تاني عند عز لقيته واقف في نص الاوضة ولابس هدومه، بصتله وانا بسال نفسي ازاي لبس بالسرعة دي.
_ ما انتي عارفة إن البنت مبتخرجش من البيت، ولا هتقدري ترجعي تاني وتعرفي هي بتخونه مع مين.
قالهالي بعد ما طالت وقفتي بدون اي حركة، ف تجاهلت اللي حصل ومفكرتش اسأله هو عرف ازاي ورجعت افكر في رحمة وياسين وقلت بحيرة:
_ أعمل إيه؟ ماهو لازم يعرف.. ياسين دمر حياتي وخسرني ولادي..
_ وبعدنا عن بعض..
قولت بعدم فهم:
_ بعدنا عن بعض إزاي؟
مردش على سؤالي وسكت بشكل غريب، وبعدين قرب مني واستطرد :
_ هي بتخونه.. وهو لو راقبها شوية هيعرف بتخونه مع مين. كلميه وقوليله..
شردت بتفكيري في كلامه لقيت انه عنده حق فعلاً لو ياسين راقبها هيعرف لوحده وبالدليل كمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
ياسين
رجعت البيت بعد يوم طويل من البحث عن حسن، تعبان وخايف، مأجل العياط لغاية ما حد يجي يقولي إنه مات..
وهناك لقيت الكل قاعد على السفرة بيتعشوا، بصلي صدام وقال باهتمام:
_ لسه مظهرش..
حركت راسي بالنفي، وقعدت على الانترية قريب منهم، فقالت مرات عمي بحيرة:
_ هيكون راح فين ياربي..
قال زيدان:
_ شايف إن في حاجة تقلق يا ياسين، نبلغ؟
_ تليفونه بيرن بس هو مبيردش..
قال صدام:
_ مادي حاجة تطمن في حد ذاتها، أكيد لو في حاجة وحشة كان حد معدي سمع رنة التليفون ورد، هتلاقيه متصل دلوقتي متقلقش.
مقدرش كلامه يطمني ويشيل القلق من قلبي
درت وشي عنهم وشردت بتفكيري في اللي ممكن يكون حصله، وسؤال بيتردد في دماغي من أول ما اختفى وهو هقول إيه لأمه لما تسألني عليه..
وفجأة وأنا غرقان في تفكيري التليفون رن، رفعت التليفون قدامي وشوفت رقمه..
قمت من مكاني بشكل مفاجئ اثار انتباه الكل وقلت:
_ حسن..
استنيت رده في وجل، كنت خايف حد غيره يرد، وأخيرًا جاني رده بيقول:
_ أيوة يا خالي..
تنفست براحة، وبعدين قولت بعصبية:
_ إنت فين يا حيوان يا متخلف...
_ عربيتي عطلت وتليفوني وقع مني ، معرفتش أكلمك..
قولت بانفعال قدام نظرات الكل المثبتة علي:
_ وقع إزاي يعني، أمال بتكلمني بإيه..
_ ما أنا لقيته، دورت لغاية ما لقيته.. أنا آسف لو كنت قلقتك.
قالها بصوت مخنوق، حسيت ان في حاجة هو مخبيها ف قولت:
_ مال صوتك..
سكت شوية وبعدين قال:
_ عايز أسافر الكويت يا خالي، مش هقعد تاني.
قولت باستنكار:
تسافر؟! إنت مجنون يا ابني ولا عفريت لابسك