
في صباح اليوم التالي، الساعة 7:00، قامت الأم كعادتها تنظف البيت. الجدة والأب كانوا نزلوا الغيط. على الساعة 8:00، صحيت مريم من النوم، صلّت، وسمعت صوت جدتها بتنادي عليها:
مريم: نعم يا تيتا، أنا جاية.
الجدة: خلّصي يا بت!
الأم (في سرها): يا رب استرها. يا رب ترجِع عن اللي في دماغها. أنت وحدك اللي عالم بحالها. مريم، أنا طالعة معاكي.
طلعت مريم وأمها عشان يكلموا الجدة.
مريم: نعم يا تيتا؟
الجدة: بقولك إيه يا بت، انتي دلوقتي بقيتي عروسة خلاص.
مريم (بتنهيدة): تاني يا تيتا؟
الجدة: اللي أقول عليه يتنفذ، فاهمة؟
مريم: حاضر.
الجدة: بكرة هنروح عند الدكتور.
مريم (مستغربة): ليه؟! ليه الدكتور؟
الجدة: علشان تعملي عملية الختان.
الأم: مش ممكن نأجل الموضوع شوية؟
الجدة (بعصبية): اسكتي، مالكيش دعوة بحاجة!
مريم: يعني إيه عملية الختان دي؟
☆
الجدة: لما تروحي عند الدكتور، هتفهمي.
مريم: طيب، هنروح إمتى؟
الجدة: بكرة الساعة 3 العصر.
الأم (بدموع خفية): أعمل إيه؟! خلاص...
في اليوم التالي الساعة 2:00:
الجدة: يلا البسي يا مريم.
مريم (مستغربة لأول مرة تناديها باسمها): حاضر يا تيتا، هالبس أهو.
لبست بنطلون أبيض وبلوزة خضرا وطرحة بيضا.
الأم: لا يا مريم، البسي عباية وسّعة.
مريم: ليه؟ دي زيارة لدكتور بس!
الأم: لما تروحي، هتفهمي.
مريم: حاضر يا ماما... سلّمت أمري لربنا.
الساعه 2:30 خرجوا. الجدة خدت مريم وراحت للدكتور.
الدكتور: نعم يا حاجة؟
الجدة: عايزة أعمل للبنت عملية ختان.
الدكتور (في صدمة): إيه اللي بتقولي ده؟! ده ممنوع يا حاجة، الحكومة مانعاه. بنات كتير ماتوا بسببه!
مريم (مرعوبة): ماتوا؟! يعني إيه العملية دي يا دكتور؟
الدكتور: مش لازم تعرفي، يا حبيبتي...
فضل الدكتور يحاول يقنع الجدة، لكنها ما كانتش سامعة، وخرجت مع مريم وقالت:
الجدة: نروح لدكتور تاني.
**
راحوا عند دكتور تاني، وانتظروا ساعة، ثم دخلوا:
الجدة: عايزة أعمل للبنت العملية.
الدكتور (محاولًا التهدئة): ده غلط، وهي لسه صغيرة. الموضوع ممكن يؤثر على حياتها في المستقبل، وكان أيام الجهل.
الجدة: وإحنا ما حصلناش حاجة، ولسه عايشين!
الدكتور: الرسول ﷺ قال لأم عطية: "أخفضي ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج" — وده في حالات معينة، مش للكل.
الجدة: طيب شوف يا دكتور.
الدكتور (مضطرًا يجاملها): طيب، خليني أطمن عليها.
الدكتور: يا مريم، ارقدي على السرير.
مريم (مرعوبة): ليه؟
الجدة: اسكتي، ده لمصلحتك. كتمي صوتك يا بت!
مريم كانت بتبكي من الخوف والصدمة. كشف الدكتور عليها، وبعدين قالت له:
مريم (بصوت مكسور): خلاص؟
الدكتور: البنت سليمة ومش محتاجة أي حاجة.
الجدة: شكرًا يا دكتور.
مريم: خرجت من العيادة وهي بتبكي.
**
لما رجعوا البيت، الأم كانت قلقانة:
الأم: عملوا فيكي حاجة؟
الجدة: لا، ما عملناش حاجة، بس البت كانت خايفة من الكشف.
الأم (في سرها): الحمد لله...
لكن نظرة الجدة كانت بتقول حاجة تانية خالص.
**
هل تفضل الجدة مصرّة على تنفيذ كلامها؟
ولا يسمعوا صوت العلم والطب أخيرًا؟
وجع مريم لسه ما خلصش... ولسه تحت الجلد!