
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الرابع والخمسون54 بقلم نجمه براقه
رحمة
مكنش خوفي ولخبطتي في الكلام قدامه بسبب وجود الخاتم في جيب صدام..
خوفي كان علشان مهما أقول، مكنش هيصدقني،
لأنه ومن غير دليل، وهو شاكك فيا معاه..
ولما تأخر ردّي، انتفض جسمه بغضب وزعق
_ ما تردي، اية وصل الخاتم لجيب صدام.. "
فزعت وقلت بتلعثم وانا بتراجع خطوة للخلف:
_ مـ.. معرفش، هو تاه مني بس..."
اشتعلت نظراته بطوفان بغضب جارف، وتمنى لو يقتلني، وفجاة قبض على دراعي بعنف
شد على حروفه بغل وقال:
_ تاه منك ولا انتي ادّتهوله "
انهمرت الدموع في عيني، في الوقت اللي أنا بحاول فك إيدي منه، وقلت :
_ حرام عليك، انت ليه بتعمل معايا كده؟ قولتلك معرفش، ورحمة أمي ما أعرف.."
كلامي وخوفي منه مهدوش ثورة الغضب اللي كانت متملكاه وزاد ضغطه على إيدي، وقال:
_ ماشي يا رحمة، انا هجيب صدام وأعرف إية اللي بيحصل من ورا ضهري...
ضغط على اسنانه بغيظ مخترق عيني بنظراته الغاضبه واسترسل بتوعد:
_ بس وعزة جلال الله ما تطلعي بتكدبي ولا أحس بالكدب في كلامه هو التاني، لا ادفنكم وانتوا عايشين..."
دفع إيدي وطلع تليفونه يتصل بصدام،
ولما اتحركت علشان أمشي، أسرع بمسك دراعي،
طالع عيني بقسوة، وقال:
_ رايحة فين ، مش هتتحركي من هنا قبل ما ييجي."
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ ـــــــــــــــــــــــــــ
#صدام
وانا في طريقي لشقة "حمزة" علشان أطمن عليه،
وقبل وصولي بمسافة صغيرة جاني إتصال من عمي " ياسين "
مشكتش لحظة إن يكون إتصاله وخاصة في الوقت ده وفي الظروف اللي بنمر بيها لسبب تاني غير إنه يطمن عليه هو كمان أو يتكلم في موضوع النسب.
فرديت بهدؤء:
_ أيوه يا عمي."
جاني صوته جامد، يحمل بين كلماته قسوة مش مفهوم اية سببها:
_ انت فين؟"
هديت السرعة بعد ما ارتبت من أسلوبه في الكلام وجاوبته :
_ رايح لحمزة... في حاجة؟"
_ ارجع على الفيلا، عايزك."
مستناش ثواني بعد ما أنهى كلمته وقفل.
وقفت شوية في مكاني والأفكار بتخبط في دماغي هل اتأكد إن " حمزة "مش ابن بابا؟ ولا بابا نفسه فاق وحكاله حاجة جديدة؟
ولا في مصيبة جديدة أنا معرفش عنها حاجة؟
حركة العربية ورجعت الڤيلا و" سحر "فتحتلي. ولأني كنت محتاج حاجة تريحني وتفهمني في إية قبل دخولي ليه،
بصتلها بتساؤل والقلق بادي على وشي فهمت اللي بيدور في دماغي بس مردتش.
وطت رأسها وشاورتلي على الصالون وانصرفت، مولية ليا ضهرها...
فزادت قلقي وحسستني إن اللي مستنيني صعب.
دخلت في وجل، وشفت عمي قاعد، عاقد إيديه ببعض وبيهز رجله بشكل سريع.
وبيوجه لي نظرات جامدة غير مفهومة.
ورحمة قاعدة مقابلة ليه، خافضة عينيها اللي بتسيل منهم الدموع وكأنها مجبورة ما تفارقش المكان.
مررت بصري بينهم، واستنيته يتكلم،
لكنه اكتفى بانتصاب ضهره، وأشارلي بإيده علشان أقعد.
قعدت، وقلت:
_ خير يا عمي؟"
من غير رد، رفع على مستوى بصري خاتم واستنى مني توضيح على حاجة انا مش فاهمها
دققت النظر فيه شوية،
ومخفيش عني نظراته وأسلوبه اللي واضح قوي إنه بيرمي عليا تهمة بيهم.
بصيتله، وقلت مستفهم:
_ إيه ده؟"
_ "مش عارف إيه ده؟"
رجعت بصيت للخاتم شوية ومفهمتش فحركت كتافي بعدم فهم، وقلت:
_ خاتم... ماله؟"
_ مش عارف ماله."
قالها بجفا، في الوقت اللي الغضب ملا عنيه بشكل واضح.
سكت، ومابدتش أي رد فعل،
ورجعت أدقق النظر في الخاتم شوية لغاية ما افتكرته...
رمشت بعيني وأنا بحاول أستوعب إنه يخص رحمة، وافهم كمان إن اللي بيعمله إتهام لي بخيانته
مسحت قطرات العرق اللي ظهرت على جبيني، وقلت:
_ آه افتكرته... ده كان واقع في الجنينة من يومين."
مر في بالي كمية المواقف اللي كان بياخد فيها موقف ضدي من غير حتى ما ييجي يسألني،
فـ تبدل ارتباكي من الموقف ده لغضب وكره ليه.
واجهت نظراته بهدوء ظاهري، وقلت:
_ إيه حكايته بقى؟"
_ واقع فين بالضبط؟"
قالها بإستجواب وكأني قاعد قدام وكيل نيابة.
قلت محافظ على هدوئي لآخر لحظة في الوقت اللي رحمة سلطت نظرها عليَّ علشان تعرف جوابي:
_ آخر الجنينة، ورا الفيلا.
لقيته واقع هناك، حطيته في جيبي يكون عرفت بتاع مين، ونسيته.
ماله بقى؟"
قلب الخاتم بين إيديه، ضم شفايفه، وردد بسخرية:
_ حطيته في جيبك... ونسيته؟ اممم"
بصلي، واسترسل بإستهزاء، وهو رافع الخاتم قدامي:
_ خاتم غالي زي ده يوقع منها عادي؟
وانت تحطه في جيبك وتنساه، وبرضو عادي؟
الخاتم ده بتاع رحمة يا صدام."
ضحكت ضحكة خافتة بسخرية، وقلت:
_ "آآه... فهمت."
قمت من مكاني وأنا مستبيع،
معنديش أي روح للمناهدة ولا التمسك بحد، ولكن الحزن اللي حاولت اخفيه رجع يبان عليَّ وعلى نبرة صوتي وانا بضيف :
_ طيب يا عمي... الخاتم ده أنا لقيته على الأرض وشيلته في جيبي علشان زي ما بتقول غالي،
بس ولا تزعل نفسك... أنا هحرم بعد كده أمسك أي حاجة واقعة، علشان ميجيش صاحبها ينسى المصايب اللي بمر بيها ويتهمني تهمة زي اللي حضرتك جايبني عشانها.."
مردش عليَّ بكلمة، ولكن الندم بدا على وشه زي اللي كان مشاعره وعقدة النفسية متحكمين فيه وكلامي فوقه.
حرك رأسه بضيق، واكتفى بمد ايدله لي يأذنلي بأني أمشي..
مشيت من هناك،
ولحقتني ذكرياتي طفولتي المرة معاه.
ولكن مهما كانت مراراتها، فمكانتش تيجي حاجة جنب الموقف ده.
مكنتش قادر أستوعب جحود قلبه،
اللي خلاه ينسى كل اللي أنا فيه،
ويرميني بتهمة زي دي، لمجرد إنه لقى خاتمها في جيبي.
أي شيطان وسوسله،
إن واحد زيي، لما يحب يخون، هيحتفظ بخاتم هو جايبهولها؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ ـــــــــــــــــــــــــــ
#ياسين
فجأة المكان فضي، مبقتش حاسس ولا سامع حد.
حتى الصوت اللي جوايا، اللي مبيفارقنيش لحظة وبيفسر كل حاجة زي ما هو عايز...
غاب عنيهو كمان، ومقاليش المفروض أتصرف إزاي، زي ما قالي قبل وقت صغير إزاي أكشف خيانته ليّ وازاي ارمي عليه تهمة قادرة تكرهه فيّ وتبني سد كبير بيني وبينه..
مقاليش إني بقيت مجنون، بخسره بسبب عدم ثقتي في "رحمة"... وبسبب قصة قديمة انتهت وأصحابها ماتوا.
بصيت حوالي ملقتهاش هي كمان..
قمت من مكاني بعد ما عزمت أمري إني مش هفتح السيرة دي تاني، هاخدها ونروح الجيم من غير كلام.
فتحت الأوضة، وبصيت لداخل لقيتها قاعدة على طرف السرير والتليفون في إيديها،
ولأول مرة مفكرش في تصرف هي بتعمله...
لما شافتني، سابت التليفون، قامت وقالت :
_ نعم، جاي عندي ليه، مش قالك انه لقاه ولا جاي تكمل..
قولت بوجوم:
_ مستنيكي عند العربية علشان نروح الجيم..
مشيت بإتجاهي وهي بتقول بنرفزة:
_ هو إيه اسمه ده! انت فاكر نفسك مين؟! مش رايحة...
قولت بحسم:
_ مستنيكي عند العربية...
قولتها ومشيت من هناك.
وقفت عند العربية، وبعد دقايق جت ومعاها شنطتها.
فتحت الباب بعنف، وطلعت من غير ما تبصلي...
مشيت والأجواء اتكست بالصمت اللي محدش فينا حاول يكسره.
هي كارهة، وأنا بحاول أفهم نفسي وأعرف هوصل لفين بتصرفاتي دي.
وصلنا الجيم، وفوقت من افكاري أخيراً بصيت على صف العربيات الموجودة جنب الرصيف، ملقتش أي مكان فاضي بالقرب من الباب، وأقرب مكان على مسافة عشرين متر...
ركنت العربية في المكان ده.
وبمجرد ما وقفت أسرعت هي بفتح الباب والخروج، رغبة في الابتعاد عني بعد ما أصبح وجودي معاها في نفس المكان بيصيبها بالضيق والخنقة.
موقفتهاش، وخرجت بهدوء، ولكن متحركتش.
وقفت مكاني، خرجت سيجارة، ولعتها، خدت نفس منها وخرجته بعمق، زي اللي بيخرج همومه مع الدخان...كنت حاسس إني مسجون جوا نفسي، وكأني في مكان معزول، بعيد عن كل الناس،
لا شايف ولا سامع الأصوات من حوليا...
صمت غريب خيم على المكان حواليا
وفجأة، اخترق الصمت ده صوت "رحمة "وهي بتصرخ باسمي:
" ياسين، حاسب!! "
راحت عيني ناحيتها، لقيتها بتشاور بإيدها وبتصرخ بهلع وهي بتبص لطريق من خلفي،
التفت لموضع عينيها،
لقيت عربية بتمر جنبي، وواحد خارج بنصه بره الشباك، في إيده مسدس مصوبه ناحيتي، جحظت عيني بصدمة وقبل ما أتحرك ضغط على الزناد...
مملكتش إني أتحرك بشكل كامل، وكانت الرصاصة مخترقة دراعي.
وقعت جنب العربية، دماغي خبطت فيها...
الوقت وقف للحظات، وصوت جوايا بيقولي إن في رصاصة تانية اتضربت عليا...
سلمت أمري لربنا، راضي بمصيري، من غير مقاومة...
مر وقت...
معرفش إيه اللي حصل فيه، لغاية ما حسيت بإيد بترفعني.
فتحت عيني، لقيتها رحمة، بتحاول ترفعني رغم رعشة جسمها والرعب اللي باين في عينيها
والناس بتتلم علينا من كل اتجاه...
بدأ شعوري يرجعلي شوية بشوية، وفوقت على ألم شديد في دراعي.
رفعوني الناس ودخلوني العربية، وهي طلعت ورايا فوراً،
وشخص تاني هو اللي مشي بينا لغاية المستشفى.
كان ألم شديد بيقطع فيّ، ولكن شكل رحمة، وخوفها عليا، ومحاولتها إنها تطمني، منعوني أظهره..
ورجعت ذكريات داليا تتوافد في دماغي وتزيدني الألم أضعاف..
مش فاكر إني اذيتها ولا عاملتها بقسوة ولكنها دبحتني في الوقت اللي بنتها نسيت اللي عملته معاها قبل نص ساعة وهتموت من خوفها عليَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#كاميليا
انتهى صبري وانا مستنية خبر موته..
فضلت رايحة جاية قدام نظرات عز اللي بتراقبني بملل حتى حسيت إني بقيت ضيفة غير مرغوبة فيها...
وبعد وقت كبير أخيراً وصلني إتصال منهم، عجلت بالرد وقلت:
_ عملت ايه.."
_ زي ما حضرتك طلبتي، ضربنا عليه الرصاص وتقريبًا مات."
_ يعني ايه تقريبًا، انت مش عارف مات ولا لسة..؟"
_ لا يا فندم، احنا حطينا ديلنا في اسنانا وهربنا، أما أمن الجيم طاردونا.."
فار دمي من الغيظ، هتفت:
_ الجيم؟!!، رايح تضربه بالرصاص قدام الجيم يا غبي، يا حمار، يا متخلف!"
_ كنا هنعمل ايه يا مدام، ملقيناش فرصة تاني.."
_ طيب غور دلوقتي واختفي، مش عاوزة حد يعرفلك طريق، غور.."
قفلت السكة في وشه وبدات الف حولين نفسي، ف جاني صوت عز مصاحب لصوت صب الخمرة في الكباية:
_ مات.."
التفتله ورديت بحنق قدام بروده وهو بيشرب:
_ بارد، ورحمة أمي ما شوفت أبرد منك، انت السبب في اللي أنا فيه ده.."
ولا لي ضهره وقال بلامبالاة:
_ وانا مالي، انتي اللي مش بتسمعي الكلام، لو سمعتيه كان زمانا مشينا وعيشنا في راحة من غير ما كل ده يحصل.."
_ لسه بتخرف ومش هامك غير نفسك، أمال لو مكنتش شوفت بنفسك اللي حصله، وكره ولادي الاتنين ليا بسببك.."
قال بملل:
_ "بسببك بسببك! وأنا عملت ايه؟ هو أنا اللي عرفته إن جوزك كان عايز يقتله؟ ولا انا اللي قولتله إنه ميكونش ابوه، شوفي مين قاله وكشف سرنا.."
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#حسن
اتصلت بي مرتين..
كنت فاكرها متصلة علشان تتكلم في المشكلة اللي بيني وبينها ولأني كنت موجوع منها بسبب تجاهلها لي كل الوقت ده وإتصالها بخالي علشان تكمل في خطط صدام اللي بيرسمها ليها فوت اتصالتها ومردتش..
بس لما وقفت لومت نفسي..
انا ليه مردتش، مش هو ده اللي كنت عايزه من الاول.. انت عايز ايه بالظبط؟
استنيت شوية على أمل انها تعيد الاتصال او تبعت رسالة جديدة علشان نتكلم ونتعاتب وكمان مطلعش قدامها مليش كلمة ولكن مفيش جديد..
ف قررت اتنازل
فكرت اتصل بيها بس مكنتش متاكد اذا خالي موجود جنبها ولا لا واخيرًا قررت اكلمه هو واعرف لو هي جنبه
اتصلت بيه وانا مستني رده كنت بفكر في سبب اقوله..
ولكن تفاجأت بأن هي اللي بترد وبتقولي
_ اه يا حسن..
انتابتني هواجس من ردها ده، كان اشبه بفخ ممكن يكون خالي حافره لينا..
ف اتكلمت برسمية..
_ رحمة؟!، تليفون خالي معاكي..
_ ايوة، خالك اتضرب بالرصاص ودلوقتي في المستشفى، وانا جنبه..
حسيت كلمتها زي خنجر اتغرز في صدري لحظات من السكون مرت علي وشريط ذكرياتي معاه مر قدامي من وقت ما كنت طفل صغير بيشيلني على ايده لغاية ما كنت مع خطيبته من كام يوم...
نطقتها بصعوبة
_ خالي...
_ متخافش هو كويس، دراعه بس اللي اتصاب..
_ انتوا في مستشفى اية؟
خدت منها العنوان وطلعت اجري على العربية زي المجنون، سوقت بأكتر سرعة ممكنة وسط العربيات البطيئة المتزاحمة وكأنهم اتفقوا على انهم يعطلوني..
ضغط على الكلكس بعنف بشكل متواصل علشان يفسحولي الطريق..
وبعد تعب اعصاب وصلت هناك سألت الاستقبال على اوضته
ولما قلولي روحت على هناك فوراً فتحت الباب ودخلت لقيته قاعد على طرف السرير ودراعه مربوط بشاش طبي..
قعدت جنبه قولت وانا بتفحص جسمه بحث عن أثر لإصابات تانية
_ خالي... انت كويس، مين عمل فيك كده..
وقف ايدي وربت على كتفي وابتسم بدفء وقال:
_ اهدا اهدا، انا كويس، متقلقش..
ظهرت دموعي اللي مكنتش قادر احدد سببها هل خضة عليه ولا احساس بالذنب، وقلت برجفة:
_ مين اللي عمل كده طيب..
_ معرفش... بس ربنا ستر اهدا..
بص لرحمة وقال بنبرة مليانة ود..
" لولاها كان زمانها قضت علي..
مقدرتش ابصلها، كنت هشوف ذنبي اللي ارتكبته في حق خالي في نظراتها لي.. تجاهلت كلامه عنها وقلت:
_ الحمدلله، بس انت مش هينفع تخرج لوحدك تاني، لازم حرس..
ابتسم بتعب وقال:
_ هاخد معايا حد يحرسني..
_ اه يحرسك، انت كنت هتموت..
ربت على دراعي وقال:
_ متقلقش، البوليس هيجيبه..
_ طيب لغاية ما يتجاب متسبش البيت، أو اروح معاك أي مكان تروحه..
ضحك بتعب وقال
_ هتحميني.. قولتلك متقلقش، يلا هنمشي..
قلت بحنق
_انت دماغك ناشفة ومش هترتاح غير لما يحصلك حاجة..
_ ياعم الأعمار بيد الله، اسكت بقا.. ساعدني
ساعدته يقوم وبعدين ساب إيدي ومد إيده لرحمة يطلب منها تقرب وفي عينيه نظرات دافية حنونة..
مبتسمتش ولا اتكلمت قربت في صمت ف حط ايده خلف رأسها باس جبينها وضمها لصدره وقال
_ متزعليش مني..
بصتلي وهي مسنودة على صدره وتقابلت عينيا للحظات قبل ما اسيبهم وامشي هروب من نظراتها ليا وشعوري بتأنيب الضمير
وبعد وقت وانا مستنيهم عند العربية شوفتهم جايين وإيديهم متشابكة
صرفت عيني عنهم وفتحت الباب وبعد دخوله
قفلت ورجعت قعدت قدام متجنب النظر ليها ولكن عيني كانت بتخوني وتروح لها ف أرجع شايط أكتر لما تتقابل عينينا في المرايا من غير ماهو يحس او اشوفه محاوطها بأيديه...
كنت في صراع بين عذاب الضمير وبين غيرتي عليها اللي كنت بحسها غصب عني رغم قراري ييني وبين نفسي ان حكايتي معاها وصلت لآخرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رحمة
كنت مبسوطة بغيرة حسن اللي بيحاول يداريها. ف روحت ادور عليه وعلى ناظرة خاطفة منه وهو جنبي..
مكنش عندي صبر لرجوع للبيت ولمحادثتنا سوا لتخيلي إن لما نتكلم أو نتقابل هيتعصب عليّ ويلومني على قربي من خاله …
ولكن!
لما وصلنا، ودخل ياسين أوضته فوق، وسط فزع تيتا وقلقها عليه، رجع حسن يتجنب النظر ليّ.
كنت متخيلة إنه لسه قلقان حد يشوفه ومستني الفرصة اللي يقدر يكلمني فيها او يرميني بنظرة يعبر فيها عن عدم رضاه.
استنيت لغاية ما نزل.
نزلت وراه وأنا ببص حوالي علشان محدش يلاحظ إني بلحقه.
وبعد ما طلع من الفيلا، لحقته وناديته، فوقف ورجع بصلي بجفاء:
– نعم؟
– مالك؟
– سلامتك، مفيش… لازم أمشي.
– استنى… في إيه؟ إنت لسه زعلان؟
– لا خالص… روحي شوفي خالي، يمكن يحتاج حاجة. عن إذنك.
قالها ومشي وسابني مش مستوعبة اسلوبه الجديد معايا..
هل هو زعلان ولا كرهني..
استنيت لغاية ما خرج من الفيلا، ورجعت أوضتي الافكار بتتضارب في دماغي واتصلت بيه علشان افهم، ولكن مكنش بيرد
فبعتله رسالة:
_ انت زعلان ليه دلوقتي؟"
استنيت شوية… شافها بس مردش وسابني اكلم نفسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#صدام
لما رجعت البيت، الأمن قالولي إن عمي متصاب في دراعه، وحسن ورحمة ساندينه... لما سألتهم اية نوع الإصابة قالولي شكلها رصاصة..
في اللحظة دي نسيت كل اللي قاله ومفتكرتش غير إنه ممكن كانت الرصاصة دي موتته..
نزلت من العربية دخلت أجري على جوه، دخلت أوضته، لقيته قاعد على سريره، ومرات عمي عنده.
قربت منه، وقلت بقلق مقدرتش أخفيه:
– إيه اللي حصل يا عمي؟ مين اللي عمل كده؟
طالت نظرته ليا قبل ما يرد بنبرة دافية فيها مزيج من الندم:
– معرفش، بس جت سليمة.
قلت وأنا بتفحص جسمه:
– دراعك بس؟ ولا في غيرها؟
وقف إيدي اللي بتفتش عن إصابات تانية، حضني وقال:
– أنا بخير… متقلقش.
اضطربت نفسي ف مبقاش عندي طاقة على الرد، اكتفيت بالربت على ضهره وبعدت اهرب بضعفي قدام المواقف ده، وكأنه فهم اللي انا حاسس بيَّ ف مسك دراعي ومنعني اقوم وقال بتنهيدة
– أنا آسف على اللي قلته.. انا عارف انك مش ممكن تخدعني، بس...
قلت وانا بتنجنب النظر لعنيه
– ولا يهمك يا عمي، مش زعلان..
شد على ايدي رجعني لحضنه وقال:
_ وانت تقدر تزعل اصلا، كنت اديتك بالجزمة على دماغك..
غلبتني دموعي ورديت بصوت مختنق:
_ مش زعلان بجد..
حررني من بين ايديه وقال بابتسامة دافية:
_ انا عارف انك مش ممكن تزعل من عمك المجنون... بس إن تكررت خدني على قد عقلي وانت هترتاح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#عيسى
كل التعب اللي حاسس بيه، وجيت الناس كل شوية يطالبوني بفلوسهم، وزن أمي... مقدروش يلهوني عن التفكير في يسرا، وفي اللي ممكن تكون بتعانيه.
عاملة إيه؟ صدام عمل معاها إيه؟ بيضربها؟ ولا لأ؟ اتكلمت ولا لسه؟ فكراني ومفتقداني زي ما انا مُفتقدها ؟
ولا اتمسحت من ذاكرتها زي كل مرة؟...
مكنتش عارف، بس قررت، وزي كل مرة... إني لازم أعرف أخبارها لأن مش هيكون عندي فرصة تانية وبعد يومين هسافر لشغل
خرجت من البيت، ورُحت على بيت أبوها.
خبطت الباب، وبعد لحظات أمها فتحتلي، اتفاجئت بيا وقالت:
– عيسى! خير يا ابني؟
– خير أنتو يا خالتي! مش بنتكم كانت ميتة في المستشفى؟
قالت :
– بنتنا... بس هو قال هيعالجها وهيراضيها، نعملهم إيه؟
– طيب مش المفروض تتصلوا على الاقل؟ ولا انتوا بعتوها وقبضتوا تمنها منه؟
– بنتصل كل يوم يا ابني، تليفونها مقفول! نعمل إيه تاني؟
– اتصلوا عليه هو... لو عايزة أجيبلك كارت فكة كمان!
– ومين قالك إننا مفكرناش؟!
بس إحنا مش معانا رقمه... مش بيديهولنا، نعمله إيه؟!
منعت نفسي بأعجوبة إني متعصبش عليها وطلعت الموبايل، جبت رقمه وقلت:
– أهو... هاتي التليفون، هطلبهولك.
– ولما هو معاك، ساكت ليه؟
قولت بحنق:
– هاتي يا خالتي التليفون.
– حاضر يا ابني... حاضر.
دخلت جوه، ورجعت بعد ثواني مدتهولي، ووقفت مستنية بلهفة وأنا بطلب الرقم، وبعد ما سمعت صوت الرنين، شغلت الاسبيكر وادتهولها، وقلت بخفوت:
– متقوليش إني جنبك.
أوْمت بالإيجاب، وفضلت مستنية... بس مردش.
حركت كتافها بقلة حيلة وكأنها عملت اللي عليها، مفكرتش حتى تتصل تاني.
شديت منها التليفون ، واتصلت تاني ف قالت بعبس:
– مردش يا ابني، هتتصل تاني ليه ..
– هيرد يا خالتي... خدي.
خدته مني بتردد، وفضلت مستنية رده وهي خايفة، كأنها هتسأله على واحدة غريبة، أو إنه هيحبسهم لو سألوه.
وبعد لحظات من الانتظار...
رد، وجا صوته جامد:
– مين؟
قالت بتلعثم:
– أنا... أم يسرا...
سكت شوية، وبعدين قال:
– أيوه... في حاجة؟
– سلامتك، بس البت بنتصل بيها، محدش بيرد...
طمني الله يطمن قلبك، هي عاملة إيه دلوقتي؟
– مكلمتكوش؟
– لأ، وتليفونها مقفول...
– طيب... أنا وهي اطلقنا، وهي قاعدة في شقتها.
لو عايزة، أديكي العنوان.
لمعت عيني بسعادة لما سمعت الجملة دي، وقلبي انشرح، رددت بيني وبين نفسي..
_ اطلقت..
لكن سعادتي دي اختفت بسرعة وابتسامتي بهتت...
لما عدى في بالي كل اللي حصل.
عدم اهتمامها بيَّ وبحبي ليها، وعدم اهتمامها إنها تطمن حد ولا حتى أنا اللي عمري ما عملت حاجة غير إني أكون جنبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#يسرا
كنت فاكرة إني اتنسيت، ومحدش هييجي يشوفني، لغاية ما تأقلمت على الوضع ده لدرجة إني بطلت أفكر في حد، بطلت أستنى ولا اهتم بعدم سؤال حد عني...
وبعد فترة طويلة وأنا لوحدي، اتفاجئت إن الباب بيخبط.
في البداية تخيلت إنها فيروز اللي مشيت من غير ما تنبه..
قمت من مكاني وانا بجهز كل كلمة المفروض اقولهالها..
مكنتش هحيّها ولا أرحب برجوعها، كنت هأنبها واعرفها غلطها الي ارتكبته في رجوعها لصدام.. ولما فتحت الباب… طارت كل الكلمات في الهوا لما لقيت أمي وأبويا واقفين قدامي.
ودي كانت أصعب من عدم سؤالهم عني.. رجعوني للحظة اللي سابوني فيها لصدام بعد ما وصلني للموت وهما شافوا بعنيهم
قربت أمي مني بلهفة وهي فردالي ايديها، بعدت إيدها بجفا.
اتصدمت من تصرفي، كانت متوقعة إني هترمي في حضنها وهنسى اللي عملوه.
قلت:
_ إيه جابكم؟"
قال بابا:
_ دي مقابلة تقابلي بيها أهلك؟"
_ أنا مليش أهل... خُدها وارجعوا من مطرح ما جيتوا."
احتشدت الدموع في عنيها وقالت:
_ اخس عليكي يا يسرا، بتطردي أبوكي وأمك؟!
قابلت حزنها ببرود واستهزاء ف قال بابا بعصبية:
"دي بت مش متربية، وإحنا الغلطانين إننا جينا... عاجبك كده يا.... "
وقف كلامه فجأة لما بس وراه ولقاه فاضي
قلبي خفق بقوة، لما حسيت إنه يقصد عيسى.
عيسى اللي عمره ما كل ولا مل من إنه يفضل جنبي… حتى وأنا بخذله بكل الطرق.
اتعلقت عيني بالباب، متجاهلة وجودهم وكلامهم، مستنياه يظهر… بس انتظاري طال، وهو مظهرش.
عديتهم وخرجت أدور عليه، لقيته واقف عند العربية.
مشيت ناحيته… وهو كمان اتحرك .
ولما وصلته ظهر قدامي وشه المليان بآثار الكدمات
وفي نفس اللحظة، مر في بالي اللي حصل في المستشفى، وزعيقه مع صدام عشاني.
ف تأكدت من غير ما أسأله إن صدام هو اللي عمل فيه كده.
بعد لحظة صمت، مروا في نظره ليا بلهفة وشوق تحمحم وتظاهر بالجدية وقال:
_حمد الله على السلامة.. "
_مدخلتش ليه؟" قلتها بخفوت.
_ أدخل أعمل إيه؟ جاي أوصلهم وهمشي ارجع العربية لصاحبها."
_ مكنتش هتسأل عليَّ؟ ولا تعرف حصل لي إيه بعد ما مشيت؟"
_كنت هسأل أهلك وهعرف... ألف حمد الله على السلامة."
تجاهلت جفاه وقلت:
_ صدام اللي عمل فيك كده؟"
_ متشغليش بالك... وصلت أهلك، وهمشي. هما يقدروا يجوا."
دار ضهره لي، فقلت:
_ استنى...
كان متخيل إني بناديه علشان اطلب منه يكون معايا وشوفت اللهفة في عنيه للكلام اللي هقوله.. وضاعت لهفته دي لما قلت
_ خدهم معاك."
بهتت ملامحه وسمعت صوت بابا من ورايا، بيزعق:
_عاجبك كده؟ اهي بنتك بتطردنا! أمشي قدامي!"
_ استنى يا خويا... البنت واخدة على خاطرها."
بصتلها وقلت:
_لا لا لا مش واخدة على خاطري... مش انتوا اللي الواحد يعشم فيكم، الوقت اللي كنت محتجاكم فيه، بعتوني، محدش منكم اهتم باللي ممكن يكون جرالي.
انتوا اللي اخترتوا تعيشوا من غيري، وأنا مش عايزاكم."
بكت ماما وهو زقها وقال بعصبية:
_ اتحركي!"
دخلها العربية وركب وراها، وعيسى لسه واقف، عينه عليا، وساكت.
قلت بهدؤ:
"شكرًا يا عيسى، تعبتك معايا كتير... روحهم، ومتحاولش تجيبهم تاني."
تجاهل زعيق بابا ومناداته عليه وقال:
_ وهتفضلي قاعدة لوحدك، محدش يعرف عنك حاجة؟"
_لو لازم... ممكن تكلمني تطمن عليا."
وقلت بتردد:
_ محتاجة أخ زيك."
تنهد بسخرية وقال:
_ أخ؟... آه... طيب يا يسرا، حاولي تجيبي أي تليفون علشان أخوكي، اللي هو أنا، يطمن عليكي منه."
_ عيسى أنا..."
قاطعني وقال:
_ من غير ما تتكلمي... كان ده رأيي برضو، وأنا متصدمتش ولا حاجة. واصلا مبقتيش تنفعيني، ان دلوقتي شاب ملو هدومه..
غلبتني ضحكتي وانا شايفة كمية الكدمات وصحته اللي بقت في النازل بسبب الضرب ف قال بقرف:
_ بتضحكي على اية شوية وارجع احسن من الاول، ولو جيتي تترمي تحت رجلي هقولك لا مش هتجوز واحده متطلقة...
قلت بابتسامة دافية:
_ انت تستاهل احسن مني بكتير..
تنهد بآسى وقال:
_ عندك حق، مش علشان مطلقة، علشان واطية.. ارتاحي عمري ما هفكر ارتبط بيكي... راجع لابوكي صوته بينخور في نفوخي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#فيروز
مكنتش قادرة أحفظ آية واحدة من تقل دماغي ونومي على نفسي طول الوقت.
وسؤال أمي اللي مابيخلصش، عايزة تعرف سبب جيتي بأي طريقة.
وفوق كل ده، وجع ضهري موقفش، مهما أخدت مسكنات وشربت مشروبات دافية، مفيش تغيير…
لا الوجع بيروح، ولا هي بتيجي!
قالتلي بنبرة شبه يائسة:
_ لو تقوليلي مالك تريحيني…"
كان الألم غير محتمل، وكان مجرد صوتها جنبي بيعصبني.
رديت بحنق:
_ يا ماما بالله عليكي ما تسأليني تاني!"
تاوّهت بألم، ف قربت مني وقالت:
_ مالك يا بت؟"
قلت و وشي بيتعصر من الألم:
_ في ألم في ضهري وبطني مش سايبني…"
_ هي جاتلك؟"
_ لأ، المفروض تيجي في أي وقت…"
_ طيب، هعمل حاجة دافية تريحك."
_ لسه شاربة، ما تتعبيش نفسك."
تنهدت وقالت:
_ طيب ياختي… وربنا يهديكي وتريحيني بدل ما أُطُب ساكتة منك."
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
#رقية
مسابش الأوضة لحظة ورفض يفتح لي، ولا حتى يرد على صدام لما جه يطمن عليه.
وبعد ساعات طويلة من حبسته جوه اوضته، أخيرًا شفت الباب اتفتح وخرج منه جسد من غير روح، وحالته زادت سو
قمت من مكاني وروحتله فورًا وانا حاسة قلبي بيتقطع من حزني للحالة اللي وصلها.
قلت:
أخيرًا فتحت، شغلتني عليك."
ما نطقش ولا كلمة، وعدّى جنبي كأنه مش سامعني.
وقفت قدامه بسرعة وقلت:
_رايح فين؟ مش هتخرج.."
رد بنبرة باردة مفهاش اي إحساس:
_ وسعي من طريقي.."
_ ارجوك، عشان خاطري متعملش في نفسك وفيَّ كدة، هنعديها مع بعض.. "
قال بوجع وصوت مكسور
_ وأنا مش عايز حد معايا، ولا حتى إنتي.."
انسابت دموعي على خدي وقلت:
_ طيب خليك وأنا مش هكلمك نهائي ومش هتشوفني قدامك.."
كانت لحظة بتفصل بينه وبين الانفجار، كبت غيظه جواه وحاول يبعدني عن طريقه تمسكت فيه وقلت ببكاء:
_ حمزة، ونبي استنى، علشان خاطري.."
تنهد بوجع، وقال وهو بيحاول يفلت نفسه مني:
_ تاني خاطرك، انتي ملكيش خاطر عندي، سيبيني في حالي.."
وقفت في طريقه وقلت:
_ مش مهم، بس مش هتخرج إلا لو موتني الأول... مش هسيبك تمشي وأرجع أدور عليك.."
صرخ في وشي بغضب :
_ أنا مش ولا عايز أكون معاكي، افهمي بقى.."
قلت ببكاء:
_ برضو مش هتخرج..."
دار حولين نفسه بقهر وبعدين رجع بصلي وبأيد متردده دفعني عن طريقه، ومشي ناحية الباب وقبل ما ألحقه فتح وهم أنه يخرج، لكنه لقى بابا وياسر قدامه..
وطى رأسه ومقدرش يبص في عين بابا
فقرب منه وقال برفق:
_ على فين يا بني