رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الثالث والخمسون53 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الثالث والخمسون53 بقلم نجمه براقه
حازم

كنت عايز أزله واكسره مليون  ويعيش باقي عمره يفتكر اللي عملته فيه... 
ولكن كسر الباب وقف بيني وبين ده قبل ما الحق اعمل حاجة تانية بعد قص التيشرت.. 

دخل مروان عندي...
توسعت عينيه لآخرهم وهو شايفه بالمنظر ده على الأرض،
جاهد حمزة علشان يقدر يدور راسه ويناديه، طلع صوته بالعافية مستغيث بيه

_ مروان...

اتحرك مروان من مكانه، قومت فوراً خطيت من فوق حمزة ورفعت المقص وقلت بتحذير:

_ علي الطلاق لو قرّبت يا مروان، لأقتلك!

قال وعينه عليه: 

_ يا حازم... حرام عليك، كفاية اللي هو فيه..

_ اطلع بره يا مروان، لأقتلك بقولك!

كانت إيدي بتضغط على المقص بقوة، وعيوني بيخرج منها الغضب.
مكنتش بهوش... كنت هقتله بجد لو حاول يمنعني اخلص منه الفصل اللي عمله فيَّ.

تقدمت ناحيته بالمقص، وهو تراجع وعينه بتدور عن حاجة او حل يوقفني بيه. 
وبعد خروجه من الاوضة 
شفت ياسر مندفع من باب الشقة هو بينادي:

_ حمــــزة؟!!!

ثبت مكانه، عيونه متسعة بصدمة، لما شافني وفي إيدي المقص..
وبعدها كور قبضته بغضب وتحرك ناحيتي.. 
كان غضبه واندافعه اقوى من مروان، ومكنش تهديدي ليه بالمقص هينفع معاه.. 

رجعت بسرعة وزقيت الباب علشان ألحق اقفله قبل ما يوصل،
ولكن لحقني، وقف الباب قبل ما يتقفل وزعق وقال

_ هتعمل ايه يا ابن ال **** 

بكل قوتي علي الباب 
لكن كل قوتي مكنتش كافية علشان أقدر عليه هو ومروان اللي اشترك معاه في صد الباب.
الاتنين غلبوني، وقدروا يقتحموا الأوضة...

سيبت الباب، ورجعت لحمزة،
اللي جري بعينه الغرقانة بالدموع على ياسر، كأنه نجدة وصلتله من السما.

حوطت رقبته بدراعي ورفعته عن الارض وانا بغرز  سنه فيها،
وقلت بتحذير، في الوقت اللي عيون الاتنين جحظت بهلع وايديهم بتسبقهم لي

_ وحيات أمك إنت وهو...
لو قربتوا، لهدب المقص ده في رقبته، وأخلص عليه قدامكم! 

#ياسر..

كان جسمه مرتخي بين إيدين حازم،  ومش قادر يصلّب طوله، يدوب قادر يفتح عينه...
العيون اللي شوفت فيهم كسرة وزل عمري ما شوفتهم على حد.
دموعي غلبتني وأنا بمد إيدي لحازم وبقوله:

– يا حازم ده صاحبك... مش صعبان عليك حالته؟

هتف بغضب وهو بيضغط بسن المقص على رقبة حمزة:
– وأنا مكنتش صاحبكم لما صورتوني وزلتوني في بيتي علشان واحدة ***  رضيت على نفسك تتجوزها.. اطلع بره ياض انت وهو"

جمرة نار اتحطت جوا صدري بسبب كلامه ده.. 
كنت مستني فرصة بس أطوله فيها علشان اندمه على كلامه ده...
بس حمزة ودموعه اللي مالية عينه، وضعفه ورجفة فكه وهو بيبصلي، منعوني أتهور.
بلعت كلامه وقلت وأنا بتراجع للخلف:

– طيب طيب هنمشي... يلا يا مروان.. 

طلعنا من الأوضة وهو مشي ورانا يجره وهو بيسوقنا ناحية الباب. 
كنت بدور على اي طريقة اقدر اوقفه بيها من غير ما حمزة يتأذي بس مكنتش لاقي، سن المقص على رقبته واي حركة ممكن تقتله.. 
تابعت تراجعي للخلف انا ومروان

وفجأة، اتصدمت بعز، اللي مش عارف دخل إزاي ولا إمتى.
كان واقف بره الأوضة، لاصق ضهره بالحيط بحذر، ولما حازم تجاوزه واداله ضهره حط صباعه على بوقه بأشره علشان منتكلمش

ابتسامة امل ظهرت على وشي من بين دموعي وكملت مشي للخلف وهو لسة بيتحرك ناحيتنا، ضاغط على المقص بقوة وبيزعق 
_ ما تتحرك انت وهو ولا مش خايفين عليه؟!.. "

_ حاضر حاضر..

قولتها وانا بسرق النظر على عز  اللي بيقرب بحذر وهو خايف...
كان في موقف صعب، عارف ان لو عمل حركة غلط هيكون بيساعد في قتله..  
وفي لحظة هجم عليه
مسك إيده اللي فيها المقص وشدها باتجاهه.
بعدها عنه، وتقل جسم حمزة على دراع حازم ووقع على الأرض!

جري مروان عليه، وأنا هاجمت حازم اللي اشتبك مع الراجل.. 
مسكته من هدومه، ودي كانت فرصتي اللي استنيتها بقالي كتير.. 
سددت له لكمات سريعة وعنيفة في وشه، وأنا بلعنه بغيظ...
لحد ما وقع على الأرض، وبدأ الدم ينزف من منخيره.

مسكت المقص اللي وقع جنبه، وأنا بضغط على أسناني بغيظ، ورجعتله ورفعته عليه...
صرخ، وحط إيديه قدامه زي درع يتفادى بيه طعنة المقص...

صرخته وخوفع فوقوني لنفسي وللي كنت هعمله، خفت قبضتي عن المقص والراجل شدني عنه وقال: 

– ده مش وقته... نودي حمزة المستشفى.

وكأنه لفت انتباهي ليه. 
هزيت دماغي بالموافقة، وبصيت لحازم بصة أخيرة، وضربته برجلي بغل.
كان أجبن من إنه يقوم يواجهني تاني، وفضل مرمي على الأرض، خوفه مالي عينيه.

رميت المقص جنبه، وسيبته...
وشيلنا حمزة وخدناه على العربية، وروحنا بيه على المستشفى.

طول الطريق، كانت دماغه على رجلي، ودموعه بتسقط ببطء...
مسحت على راسه، وابتسمت من بين دموعي، وقلت بصوت مختنق:

– حمد لله على سلامتك يا صاحبي... قلقتنا عليك يا راجل..
راح بعينه ناحية عز، اللي قاعد قدام وملتف بجسمه وبيبصله.. 
تعلقت نظراته عليه بصمت غريب، من غير ولا كلمة ولا حتى معنى لنظراته.
رجع عز اعتدل في قعدته ووشه للطريق...
بس هو مشالش عينه عنه.

وأنا بعت رسالة على رقمه لرقية أطمنها.
بعد دقيقة، اتصلت...
فتحت الخط، وقلت:
– أيوه؟

قالت بلهفة:

–  لقيته بجد ؟!

رديت:

– آه... أهو معايا.

– مال صوتك؟ حمزة جراله حاجة؟!

– تعبان شوية... رايحين بيه المستشفى.

صرخت:

– مستشفى؟ ليه؟! ماله؟!

– بقولك تعبان شوية، لما نوصل وأعرف اسم المستشفى هكلمك.

قفلت معاها، وكملنا الطريق على أقرب مستشفى.
هناك، فحصوه، وركبوله محلول، وفحصوا دراعه.. 

كنا إحنا التلاتة جنبه، محدش مننا اتحرك من مكانه، لحد ما الدكتور خلص وخرج.

دقايق قليلة، واتفتح الباب، ودخل علينا صدام ورقية، متلهفين يشوفوه.
لاحظت وقتها عز وهو بيرجع ورا الباب وكأنه بيتخفى منهم، وبعد ما وصلوا لحمزة، تسلل من بينا وخرج من الأوضة خالص بس صدام كان شافه...

#صدام  

في وسط انشغالي بمنظر حمزة، لاحظت إن في واحد بيخرج من الأوضة.
التفت ليه، لكن ملحقتش أشوف غير ضهره.
مكنش دكتور... كان راجل عادي، دخل الشك جوه قلبي من ناحيته بسبب تسلله بالشكل ده.. كنت عايز اروح وراه،  الحقه واعرف هو مين
لكن حالة حمزة مكنتش تسمح بأني اسيبه ولا حتى أسأل مين ده.

رجعت بكل انتباهي لحمزة،
اللي كان قاعد على سريره، وعلامات الكسرة والذل على وشه.
تفحصت شكله... هدومه المتقطعة، والكدمات اللي على وشه...
وقلت بذهول:

– مين اللي عمل فيك كده؟

رفع عينه وبصلي، ودموعه نزلت بغزارة، وقال بصوت مخنوق:

– اتقالي ابن زانية وابن حرام يا صدام...
أنا بقيت ابن حرام، والكل عرف...

بعدت عيني عن الموجودين بعد شعوري بالعار والحرج قدامهم.. 
فكان سكوتي، وعجزي عن الرد... تأكيد على كلام حمزة.
توتر الجو اكتر فخرجوا من الأوضة وسابونا انا ورقية معاه وفضلت عينيه علي مستني مني الرد ولو تأخر قالت بصوت متحشرج بيخرج بشق الانفس

– يعني مقولتش إنه كلام كدب يا صدام 

مقدرتش أمنع دموعي من إنها تسقط قدامه،
هزيت دماغي بالنفي، وقلت:

– مفيش الكلام ده... انت فاهم غلط...

قاطعني وقال ببكاء:
– متكدبش عليا...كل حاجة اتعرفت، هتخبي إيه تاني؟ هي فين؟ أنا عايز أشوفها...
لازم تقولي جابتني ليه، لما هي عارفة إني جاي من الحرام؟!

دارت رقية ضهرها وكتمت صوت بكاها بإيدها 
وانا بقيت واقف مكاني ايدي كانت بتتمد ليه بعجز..
ومش لاقي كلام يتقال. 
أي كلام ممكن يتقال يهون عليه ويمحي الحقيقة اللي عرفها؟
أي تصرف ممكن يمحي الإهانة اللي حاسس بيها؟
معرفتش أقول اية...
مكنش عندي حاجة أقولها...

سيبته وطلعت...
بعد ما بقى من الصعب إني أتماسك أكتر من كده.. 

#رقية 

مقدرش يستحمل ومشي وسابني لوحدي معاه. رجعت قعدت جنبه وحاولت أهديه...
مجرد ما حطيت ايدي عليه دفعها بعنف وزعق بينهار.

– ابعدي عني! مش عايز حد يهون علي.. 

قلبي كان بيتقطع...
قلت وأنا بحاول ألمسه:

– حبيبي... اهدا علشان خاطري...

هاج جسمه بانهيار 
دفعني عنه وهو بيقوم من مكانه،
مش مهتم حتى بإبرة المحلول اللي معلقة في إيده وهتجرحها
جريت عليه من الجهة التانية من السرير وقلت :

– لا لا،  هتعور نفسك...

ناديت بعلو صوتي 

_مستر صدام، الحقني!

بدء بفك الشريط عن ايده قلت وأنا بحاول أوقفه:

– إيدك هتتعور!، هتروح فين؟!

زقني عنه اختل توزاني وكنت هقع وفي اللحظة دي
دخل ياسر ومروان يجروا عليه.. 
مسك ياسر ايده يمنعه وقال:

– لا يا حمزة... انت تعبان!

زقه عنه بانهيار،  تماسك ياسر  ورجعله تاني حاوطه بايديه وزعق في لمروان اللي واقف مكانه ملخوم :

– اتحرك يا مروان، بتتفرج على إيه؟... نادي الدكتور يا رقية!

مسكوه هما الاتنين، وهو هايج وبيصرخ،
طلعت أجري من الأوضة زي المجنونة أنادي على الدكتور.
ويادوب طلعت، لقيته جاي هو والممرضات.
سبقتهم على جوه، ولحقوني،
كان ياسر ومروان قدروا يرجعوه على السرير وبيحاولوا يسيطروا عليه.. 
طلب الدكتور منهم يثبتوه،
ومد إيده للممرضة اللي كانت بتملا حقنة،
خدها وضربهاله... 

بدأ صراخ حمزة اللي مالي المستشفى يهدى شوية بشوية لغاية ما حركته سكنت تمامًا وغمض عيني. 

خرج الدكتور، وراه مروان، وبقينا أنا وياسر جنبه، فقال:
– اللي حصله مش سهل... هنتعب معاه شوية.

قلت ببكاء:

– نتعب... بس المهم يكون كويس.

عمّ الصمت لدقايق.
مكنتش سألته عن اللي عمل فيه كده.
ولما افتكرت، بصتله وقلت:

– لقيتوه فين؟ ومين اللي بهدله كده؟

– كان عند واحدة نعرفها،
اتصلت بحازم، كانت فاكراه لسه صاحبه، بس بعدين قلقت منه فكلمتني، وأنا لحقته هناك...
ضربه، ورفع عليه المقص، والأكيد عايره.

فار دمي من الغيظ.
قلت:

– الزبالة! طيب والله العظيم ما هسيبه! هو فين؟

– هتعمليله اية، خلاص خد جزاه.

– اتقتل يعني؟

– لا...

– يبقى مخدش اللي يستحقه، لازم صدام يعرف!

وانا خرجت أدور على صدام علشان أقوله...
دورت عليه في الرواق الأول... ملقتوش.
توجهت لمكتب الاستقبال،
وشوفت كاميليا وهي جاية تجري...

افتكرت وقتها اللي عملته فيا علشان ابنها، وأنا مظلومة
وقلت في نفسي مفيش حد غيرها هيعرف يتفنن في أخذ حقه من حازم اللي بهدله..
ورغم كرهي ليها
مشيت ناحيتها... وقفت في طريقها 
تخيلت إني بحاول أمنعها.
شعل الغضب في نظراتها وقالت:

– وسعي!

– مش بمنعك تدخلي، انا جاية اقولك ابنك اتضرب واتشتم واتهان على إيد الحقير اللي اسمه حازم اللي كان صاحبه... ورينا بقى قوتك فين، 
هاتي حقه!

قالت بانكار: 

_ حازم.. 

_ ايوة حازم، ضاربه، وكان هيقتله،  صحابه لحقوه منه على اخر نفس 

سكتت شوية، وبدأت تضغط على بوقها بغضب، وقالت:

– ماشي... وسعي دلوقتي.

بعدتني من سكتها، وراحت أوضة حمزة.
روحت وراها.
ولما شافها ياسر خرج من الاوضة. 

قربت من حمزة بخطوات بطيئة، وعلى وشها علامات الصدمة والحزن 
ميلت عليه، وقالت وهي بتحرك كتفه:

– حمزة... حبيبي...

– واخد حقنة مهدئة، ادوهاله لما انهار.

نزلت دموعها، وهزت رأسها بأسى.
قالت:

– وينهار ليه؟ لسه مصدق التخاريف اللي قالها؟
ده ابن زيدان، وأنا مستعدة أثبت...

قلت باستحقار مقدرتش أخفيه:

– اثبتي براحتك، محدش هيمنعك.
بس إحنا دلوقتي في اللي بهدلن بالشكل ده...
هتقدري تخلصي منه اللي عمله فيه؟ ولا أقول لصدام؟

مدتش اي رد فعل على اسلوبي معاها في الكلام ومشالتش عينها عنه مسحت على شعره، وباست جبينه وقالت:

– ما عاش ولا كان اللي يدوسلك على طرف، وأمك عايشة...

تابعت بتوعد:

– وغلاوتك عندي، ما أخليه محصل لا راجل ولا ست،  وهجيبه يبوس على رجلك علشان ارحمه

قالتها وجت عندي بعد ما استعادت قوتها قدامي وقالت: 

_ خلي بالك منه لغاية ما اجيله، ولو صحي هديه، متبوخيش سمك في ودنه علشان مدفنكش انتي والتاني في قبر واحد! 

وجهت نظراتها بثبات ومن غير خوف وقلت 

_ طيب، روحي بس قبل ما يهرب.. 

_ ماشي، هفضالك.. 

قالتها ومشيت، وانا قعدت جنب حمزة مسحت على شعره وقلت بخفوت

_ اي حد هيضايقك بكلمة هنقولها وهي هتحرمه يتكلم تاني،  وهتخف وهنرجع نتخانق تاني.. 

ميلت عليه ضميت دماغه لحضني وتابعت باختناق: 

_ الحب والرومانسية مش نافعين معانا،  شوفت حصل اية بعد اول ليلة.. قال وانا اللي هزمت خوفي علشان احميكي من اللي انت فيه دلوقتي 

#ياسين

بلغوني إن حمزة في المستشفى، سيبت زيدان وروحت على هناك.
دخلت أوضته، لقيته نايم، ورقية جنبه...
كان تعبان، وجسمه هزيل، وصدره مكشوف،
وعلامات الضرب باينة على وشه... 
حسيت بطعنة في صدري وانتباني حزن شديد على الحالة اللي وصلها.. معقول ده حمزة اللي مكنش في حد في حيويته.. 
قربت منه وقلت

– عامل إيه؟

– زي ما حضرتك شايف... 

_ مين اللي عامل فيه كدة.. 

_ الحقير اللي اسمه حازم صاحبه.. 

قلت بذهول: 

_ حازم؟  وحازم يعمل معاه كدة ليه.. 

_ مشكلة قديمة حصلت بينهم.. 

رجعت بصيت لحمزة ومقدرش اشيل من دماغي ان الواد ده تجرء عليه غير لما عرف باللي بيتقال.. 
تنهدت وقلت: 

_ ماشي، هشوفه.. راجع تاني 

طلعت من الأوضة، وروحت على الدكتور،
طلبت منه يجيبلي عينة من دمه، 
وبالفعل جابها لي،
ورجعت عنده تاني وأنا مخبيها في جيبي... 
مكنتش هلاقي فرصة احسن من دي علشان اعمل التحليل من غير ما حد يلاحظ ويعطلني. 

بصتلي رقية، وقالت بإنكار:

– حضرتك عايز إيه من دم حمزة؟

مردّتش على سؤالها، فقالت:

– هتعمل تحليل DNA؟

أكدت وقلت بتحذير:

– أيوه...ولو حد عرف، هعرف إنك إنتي اللي قولتي!

قالت معترضة:

– حضرتك مش شايف حالته؟ عايز تعمل تحليل في وقت زي ده؟...ولا خلاص اعتبرته غريب ف مش مهم.. 

تابعت بترجي: 

_ من فضلك يا مستر ياسين، بلاش... كفاية اللي هو فيه.

قلت:

– بلاش إيه؟، شاب عنده 28 سنة، ومتسمي على اسمنا كل ده... وأسمع دلوقتي إنه مش مننا؟
وجه نتيجة خيانة أمه لأخويا،  وتقوليلي بلاش: 

توقفت عن اعتراضها قالت بصوت متحشرج:

– طيب... وبعد ماتتأكد؟ هتتبروا منه؟ ولا هتحاسبوه هو كمان؟

قلت:

– مشكلتنا مش هتكون معاه هو.
حمزة هيفضل ابن أخويا، ومننا، على أي حال.
وأنا حذرتك يا رقية، لو حد عرف قبل ما النتيجة تطلع، هعرف إنك إنتي السبب. 

وطت رأسها ومدتنيش رد وانا مشيت وقبل ما اطلع العربية كلمت لؤي رد عليَّ وقال 

_ اؤمرني سعادتك..؟ "

_ عارف حازم صاحب حمزة.. 

سكت شوية يفتكر وبعدين قال: 

_ ايوة سعادتك عارفة... 

_ تجيبه وترميه في المكان اياه وتكلمني.. 

_ حاضر سعادتك، هيكون في المكان خلال ساعة واحدة.. 

_ متشكر يا لؤي.. 

بعد ما قفلت معاه رجعت بيت حسن بنفس الطريقة.. 
وهناك طلبت من الممرضة تجيبلي عينة من زيدان،
وقدام نظراته

ولما دخلت، سألني سؤال هو عارف إجابته:

– هتعمل بيها إيه؟

– هنعمل تحليل ليه هو وحمزة 

عبس وشه، وحزن، وقال:

– ولو طلع من واحد تاني؟ حمزة هيكون إحساسه إيه؟

قلت:

– هو دلوقتي متأكد إنه ابن واحد تاني، يعني لو طلع ابن زيدان، ده هيكون في مصلحته،
ولو مطلعش...مش هيفرق حاجة.

_ طيب وهتعمل اية مع كاميليا.. 

سكت شوية افكر وبعدين قلت.. 

_ هسجنها.. 

_ تسجنها ازاي، انت عارف ان قضية زي دي لازم الزوج نفسه يبلغ.. 

_ ومين قالك اني هبلغ عنها بتهمة الخيانة..

_ امال هتسجنها بأي تهمة

_ بتهمة محاولة قتل زيدان.. "

قال بصدمة

_ قتل... 

#كاميليا 

أخدت الرجالة وروحت على بيت حازم،
بعد ما خدت عنوانه من ياسر.
أقسمت وأنا في طريقي ليه إني هقتله... وبإيديا.

كنت بسذاجتي متخيلة إنه هيكون مستنيني في بيته 
لكن لما وصلت، والرجالة كسروا الباب،
ودوروا في كل ركن ممكن يستخبى فيه...
ملقتهوش!
هرب قبل ما أوصله وأندمه على اللي عمله في ابني.

التفت للرجالة وقلت:

– الشقة دي تتراقب 24 ساعة، أول ما يظهر تكلموني فورًا.

مشيت من هناك، وفضل واحد بس منهم يراقب.
وفي طريقي للمستشفى من تاني،
جالي إتصال من الراجل اللي ماشي ورا ياسين،
قالّي إن ياسين راح المستشفى، فضل دقايق معدودة ومشي.. 

لخبطني وزعزعت نفسي 
وفورًا مر في بالي لما قاللي إنه هيلاقي حمزة،
وهيعرف الحقيقة...

فهمت ساعتها،
إنه راح المستشفى مش علشان يطمن عليه،
لكن علشان ياخد منه عينة.

قفلت الخط، وروحت افكر ازاي اوقفه عن اللي ناويه
وبعد ثواني، كنت حسمت أمري.
قلت، وأنا بكلم نفسي:

– غلطت غلطة عمري لما قتلت داليا علشان متجوزكش، كان المفروض اقتلك انت،  بس ساهلة يا ياسين نصلح الغلطة.. 

كلمت الولد تاني رد وقال: 

_ ست الكلر اؤمريني.. 

_ خلي معاك مسدس واول ما تلاقي الفرصة المناسبة... اقتله، ومش عاوزه اي غلط، مفهوم.. 

_ حاضر يا مدام.. 

_ بلغني لو في جديد.. 

#صدام

بكل الوجع والمرارة اللي كنت حاسس بيهم كان لازم أرمي همي ورا ضهري، وأرجع لحمزة، أكون جنبه، أسانده مهما كان.

دخلت عنده بعد ما زيفت ابتسامة غطت حزني، ودفنت وجعي تحتها.
كانت رقية واقفة بعيد.
باين انه كان رافض قربها منه.. 
وهو قاعد على السرير استقبلني بنظرات جامدة... كأن في بينا حساب، او أنه مشيلني ذنب أنا مش عارفه.
بيعاتبني على حاجة مش فاهمها.

قربت منه وربت على كتفه، وقبل ما أنطق، شال إيدي بنفور. حاولت أتجاهل تصرفه، وقلت بهدوء:

_ عامل إيه دلوقتي؟

ما ردش... رقية جاوبت بدل منه:

_ بعد ما مشيت، أخد مهدئ ولسه من شوية صاحي.

قلت:

_ ليه مهدئ؟ 

وفجأة، جالي صوت من ورايا:

_ السلام عليكم.

كانت بصوت حسن. أول ما سمعته، حسيت أن تفاجئي من خبر المهدء خف،  اكتفيت إني أبص لحمزة من غير ما التفت ليه، تجنب لشوفت اي نظره منه سواء شماته او شفقة او حتى بُغض، ورديت السلام بصوت ضعيف يمكن حتى هو ما سمعوش.

قرب من حمزة وقال له، في الوقت اللي أنا بدير وشي لبعيد تجنب النظر ليه:

_ سلامتك يا حمزة... الحمد لله إنك بخير.

حمزة ما ردش، فوجه كلامه لرقية:

_ حمد الله على سلامته.

_ الله يسلمك، متشكرة.

عدت دقايق وكل واحد فينا بيتجنب التاني. لغاية ما دخل الدكتور وطمنا على حمزة، وقال إنه ممكن يخرج.

مديت إيدي أساعده يقوم، لكنه شال إيدي بنفور تاني. 
قام بصعوبة، متجاهل ألمه كأن مفيش حاجة، ومشي بخطوات تقيلة زي التاية اللي السنين عجزته من كتر الهموم. 
وسابقنا كلنا وخرج من الأوضة.
نظراتنا كلنا كانت بتلاحقه، فيها وجع وشفقة. 

وصلنا للشارع، فتحت له باب العربية، وركب من غير ما يتكلم. وأنا بقفل الباب، سمعت صوت حسن بيقول:

_ محتاجين حاجة؟

بصيت ورايا وأنا فاكر إنه بيكلمني... لكن اتضح إنه بيكلم رقية. لما عيني قابلت عينه، شفت فيها كره واضح... نظرة عمره ما بصهالي قبل كده. كره حاد، كأن في حرب بينا، وده خلاني أسأل نفسي في إيه؟ معقول علشان ضربي ليه؟ ولا من كتر كرهه ليَّ مش قادر يتحكم في نفسه على الاقل في الظرف اللي احنا فيه.. 
بعدت عيني عنه بهدؤ
رجعنا الشقة، 
وأول ما فتحنا الباب، حمزة دخل أوضته بعد ما شد ايده رقية اللي حاولت تلحقه.

رجعتلي رقية بنظرة حزينة وقالت:

_ تعبان قوي.

_ طبيعي يتعب... إنتي عايزاه يحس بإيه؟

_ طيب وبعدين؟ هنعمل إيه؟

_ ولا حاجة... خليكي جنبه، وأنا هعدي كل شوية أطمن عليه، ولو حصل أي حاجة كلمنيني فورًا.

خرجت من عندهم وأنا شايل جبال على صدري. كنت عايز أرمي نفسي على السرير وأنام يومين متواصلين وانسى هم الدنيا.. 
كنت بتناسى اللي مستنيني حتى رحمة اللي ماشوفتهاش من يوم ما رديت عليها بقسوة.
ولما رجعت البيت.
لقيتها قاعدة مع مرات عمي في الصالون.

ولما شافتني، صرفت وشها عني وقامت دخلت أوضتها من غير ولا كلمة... 
وقفت مكاني حدثت نفسي بزهق 

_ ناقصة لعب عيال انتي كمان

#رحمة

في الفترة الأخيرة، كان هو الوحيد اللي مد لي إيده... وطلعني من الغرق اللي كنت فيه.

الوحيد اللي اهتم بيا، مع إن مفيش حاجة بتلزمه يعمل كده.
أول مرة في حياتي أحس إن في حد ألجأ له لما الدنيا تضيق بيا.

كنت بدأت أغير تفكيري... حسيت إن لو نفذت كلامه، هنجى من ياسين، وهيسيبني، وساعتها ممكن أنا وحسن نتجوز من غير مشاكل.

لكن لما اتعصب...
اتكسر جوايا حاجة،
وحولت تفكيري بعيد عن كل اللي كنت ناوية عليه.
كرهت الطريق اللي مشيت فيه من أوله.
ما فكرتش حتى أعتمد على نفسي وأفكر بهدوء...
بصيتله بكبر ورجعت أوضتي وقفلت الباب في وشه على أساس بردله الإهانة من تصرفه معايا
وبعد دقايق، الباب خبط.
رديت من جوه:

_ ادخل...

فتحت جنى  وقالت:

_ الأستاذ صدام عايزك.

حسيت بلخبطة وحسيت إني ممكن اكون ظلمته، اعتدلت في قعدتي وقلت 

_ هو اللي قالك كده؟

_ أيوه، قالي أقولك إنه مستنيكي ورا الفيلا.

قلت لنفسي بصوت مسموع وأنا بتمتم:

_ عايز مني اية بعد اللي عمله... 

قمت من مكاني، وروحلته 
كان قاعد على نفس المقعد. عقدت دراعاتي قدامي، وقلت بامتعاض:

_ جنى قالتلي إنك عايزني...

قال بهدوء:

_ أيوه، تعالي اقعدي.

_ مش عاوزة أقعد... قول عايز إيه، مش فاضية.

_ عايز أسمع عملتي إيه... المرة اللي فاتت كنت راجع متعكنن ومش مركز.

هدى غضبي شوية، وقلت وأنا بنزل إيدي:

_ لا، كتر خيرك...

أشار لي أقعد من غير ما يرد... قعدت جنبه، فـ قال:

_ ها... قولي، سامعك.

_ أقول إيه؟! ما خلاص... إنت كسرت نفسي.

_ أنا؟! إمتى؟

_ يعني مش عارف؟! اتعصبت علي لما جيت أتكلم معاك...كنت مبسوطة قبل ما أكلمك، وسديت نفسي!

_ ده علشان كنتي ناوية تعتمدي عليَّ، وتركني دماغك.

قلت بنرفزة وأنا بقوم من جنبه:

_ يعني إيه أركن دماغي؟! تقصد إني غبية؟!

مسك إيدي، ورجعني تاني وقال:

_ اقعدي، بطلي الخفة دي...أنا ما قلتش غبية، انا بقول إنك لازم  تعتمدي على نفسك...

_ هو حد قالك إني عيلة يا أستاذ؟! ده أنا كنت شايلة بيتنا لوحدي، وكنت الطباخة الوحيدة في المطعم، وكنت بطلع الطلعة من دول لوحدي، ومدوخة بلد ورايا!

_ صوتك...

قالها بنظرات حادة، خدت نفس وقلت بضيق:

_ انت اللي خرجتني عن شعوري، أنا ما بعتمدش على حد، ولو دايقك إني حكيتلك، خلاص... مش هحكي تاني. 
هي مش ناقصة كسرة نفس كمان مع العيلة دي!

_ أنا مقولتش بتضايق من كلامك...ولو كنت في ظرف غير اللي كنت فيه، كنت جيت بنفسي لحد عندك وطلبت منك تحكيلي، واهو لما روقت بعتلك.

تنهد وقال بهدوء

_ أنا بتكلم علشان مصلحتك يا رحمة، ماينفعش تعتمدي على بني آدم وتخليه وجهتك في الحياة...
بلاش يبقى في حد مهم لدرجة إنك تفضلي محتاجاله، ولما يغيب أو يقصر أو يتعصب...تضايقي وتحرقي اعصابك، بلاش تصنعي بإيدك عقدتك النفسية.

كلامه لخبطني وضايقني.. حسيته انه بيوصف حالتي مع  حسن، ويوصف تعلقي بيه.
قلت بصوت خافت:

_ إنت فهمتني غلط...أنا بس فكرت في كلامك، ولما عملت بيه جاب نتيجة. وحسيت إني لو كملت كده، هقدر أخلي ياسين يسيبني من غير مشاكل.

_ أوكي... وأنا معاكي... بس برضو، بلاش العشم الزيادة.
مش دايمًا الناس بيكونوا زي ما إحنا عايزين... متبقيش مجنونة وعقلك طاقق

ابتسمت غصب عني وقلت: 

_ فهمتك... حاضر.

وبعد لحظة من الصمت بصتله وقلت:

_ومتزعلش لو كنت قليت ذوقي معاك.

حط رجل على رجل وقال بتنهيدة

_ ومعلش ليه؟! كل إناء ينضج بما فيه.

سكت، حاولت أفهم جملته، بس ما وصلتش.

_ يعني إيه؟

هز دماغه وقال:

_ ولا حاجة...المهم، كنتي عايزة تقولي إيه؟

قلت بحماس:

_ كنت عاوزه اقولك ان امبارح فهمت ياسين بطريقة بالمداري إن كل الهدايا الغالية اللي بيجيبها مش بتفرق معايا.

_ زعقتي؟

_ لأ، خالص... قلتهاله من غير ما يحس،
بطريقة خفيفة، ومفيش لحظة حس إني أقصد أجرحه أو أقلل من اللي بيجيبه.

ابتسم وقال:

_ برافو عليكي... كده هيعرف إن مش الفلوس اللي هتغريكي.

قلت بعبس: 

_ آه... بس ما جتش الفرصة أسأله  ليه اختارني أنا ولا اعمل اللي اتفقنا عليه 

_ برافو، برافو...!

_ برافو على إيه؟! بقولك ما قلتش.

_ ما كدة تبقي فاهمة إن مش أي حاجة تتقال في أي وقت، ده انتي لو كنتي قلتي كان ممكن هيفهم انتي بتفكري إزاي.. "

_اه... 

قلت بعبس:

_ بس عارف؟ أنا فكرت في حاجة بعدين...

_ إيه؟

_ إنه بدل ما يسيبني... يعجب بيا أكتر.

بهت وشه وسكت شوية، وبعدين قال:

_  وارد جدًا يعجب بيكي.. بس لو تفكيرك نضج بجد مش تمثيل وحوار بتأديه ، هتقدري تقنعيه بالراحة إنك مش عايزاه وإنكم مش مناسبين.

وبعد سكون، تنهد وقال:

_ عمي مش قاسي ولا صعب التعامل معاه... هو بس تعبان. لو فهمتيه وقدرتي تتعاملي معاه بطريقة تناسبه، هيفوق لنفسه، ويخرج من العقدة اللي حابس نفسه فيها بقاله سنين.

سألته باستفهام:

_ عقدة إيه؟

بصلي لحظات بصمت، وبعدين عدل قعدته وقال:

_ إنه عايز يتجوزك وانتي ما تنسبهوش... 
أصل دي عقدة لو خدتي بالك.. 

_ متأكد؟

قام من جنبي، وكانه بيتهرب وقال:

_ متأكد...يلا، أنا تعبت قوي وعايز أنام شهر كامل.

قالها ومشي. وسابني أفكر في كلامه اللي لخبطني، ومر في بالي كلام حسن لما قال
"ينجرح مرة تانية."

بدأ الشك يدخل قلبي...
ولكن 
رجعت صرفت الأفكار دي عني.
كنت مقتنعة إن حسن وصدام الاتنين عايزين مصلحتي، وإن لو في حاجة غلط هينبهوني وخاصة حسن اللي بيدور زيه زيي عن حل 

#ياسين 

_ يعني إيه مفيش حد في بيته امال راح فين.. 

_ مش موجود، بس احنا هنراقب بيته لغاية ما يظهر.. 

_ تراقب مين،  الواد عرف إننا هندور عليه وهرب،  تعال، هيجي يوم ويظهر.. 

_ امرك ياسين باشا.. 

قفلت معاه ورجعت لحسن اللي قاعد بيهز في رجليه وملامحه بتتخانق بشكل ملحوظ، قعدت مقابل ليه راقبته شوية ولما محسش بيَّ قولت 

_ ربنا يشفيك.. 

_ هه.. بتكلمني.. 

_ لا بكلم نفسي، مالك.. 

قام من جنبي وقال: 

_ مفيش،  هعمل شاي

# رقية

كنت متخيلة إني ممكن أقدر أساعده، وأخليه يرجع زي الأول… أو على الأقل يرجع يتكلم معايا، حتى لو هيعيط.
لكن كنت غلطانة، والشرخ اللي في قلبه أصعب بكتير من إني أقدر أرممه.
اختار يقفل على نفسه، ميكلمش حد، وكإننا مشتركين في اللي حصل معاه.

وقفت عند الباب وكلمته بترجي:
_ حمزة، عشان خاطري افتح… ومش هتكلم ولا هضايقك، عايزة أكون جنبك بس...

مجانيش أي رد، فقلت:

_ طيب أطمن عليك واطلع تاني… والنبي افتح دقيقة واحدة، دقيقة بس… لو ليّ خاطر عندك، دقيقة واحدة بس. 

كل محاولاتي معاه كان مصيرها الفشل، رفض يفتحلي ورفض يرد…لغاية ما الباب خبط.
ولما فتحت، لقيت كاميليا… 
زقت الباب ودخلت وهي بتنادي عليه:

– حمزة...

لحقتها وقلت:

– في الأوضة، ومش عايز يتكلم ولا يشوف حد. عملتي إيه مع صاحبه؟

ذمت شفايفها في هدوء مريب وهي بتقرب مني… وفجأة، ضغطت على أسنانها بغضب وقبضت على شعري!
تاوهت بألم،. 
قالت وهي بتضغط علي أكتر:

_ أنا ساكتالك بس علشان ابني… بعد كده هقصلك لسانك ده، وهحرّمك تتبجحي فيَّ!

طالعتها بكره وقلت:

– محدش بجح وعينه قوية غيرك، بوظتي حياة ولادك الاتنين ولسه بتقاوحي..

شدت على شعري بعنف وقالت:

– وهبوظ حياتك لو ملمتيش نفسك.. 

كنت بحاول افك ايدها عني في اللحظة دي، سمعت صوت باب الأوضة بيتفتح…
إيديها ارتخت عني،  والتفت ناحية الباب، لقت حمزة واقف هناك.
بعدت ايدها عني وجريت عليه بلهفة، وقلت وأنا بتفحص وشه بإيدي:

– الحمدلله إنك خرجت… شغلتني عليك.. 

كانت عينه على مامته… بملامح متبلدة، وفي صمت.
التفت ليها، لقيتها بتتقدم ناحيته، ودموعها بتلمع في عينيها.
انتهت إليه، وقالت:

–  حمدالله على سلامتك يا قلبي… كده تقلقني عليك.. ده انا كنت هتجنن 

قال بجمود:

– ليه مسقطنيش؟

نزلت دموعها، وقالت:

– بقى كده يا حمزة؟ بعد ما تعبت واستحملت علشانكم، تتهمني التهمة دي؟ ومن غير دليل كمان؟ قدرت تشك في أمك؟!

ردد:

– ليه مسقطنيش ؟

قالت بمكابرة، رافضة تعترف بغلطها:

– أنا مش هاخد على كلامك دلوقتي … ولو هيرضيك، أنا هعملك تحليل حالًا. بس بعدين، عمري ما هكلمكم إنتو الاتنين، ولا هتكونوا ولادي.

– هتدفعي وترشي علشان يطلع التحليل زي ما إنتي عايزة… حفظتك ومش هصدق اي حاجة تقوليها، أنا عرفت الحقيقة من زمان قوي… من كره جوزك ليّ، كنت حاسس إن دي مستحيل تكون معاملة أب لإبنه… لكن كنت بكدب نفسي،
بقول بطل تخريف هتكون مش ابنه إزاي؟ دي أمك ست محترمة… ملهاش في القرف ده.
لغاية ما كان عايز يقتلني… وقالهالي كتير، بس أنا مكنتش فاهم.
قالّي أوعى تلوم عليّ، أمك اللي عملت فيك كده".

هزت دماغها بالنفي، وقالت ببكاء:

– ل أوعى تصدق الكلام ده… أبوك مريض، وعنده مشكلة… ده شك إن إنتو الاتنين مش ولاده. صدقني يا حبيبي، إنت ابنه… وروح اعمل التحليل بنفسك، هتعرف إنك ظالمني.

– مش هعمل حاجة، ولا عايز أشوفك تاني اطلعي بره.

مسك دراعها، وشدها باتجاه الباب…
كانت بتترجاه يسمعها، وأنا بحاول أوقفه عن اللي بيعمله… بس مسمعش لحد فينا.
فتح الباب وطلعها بره… وقفله وراها.

خبطت على الباب كتير ونادت عليه علشان يفتح…
حلفتله إنه فاهم غلط، وإنها هتثبتله...
كان صوتها زي صاعق كهربا بيأثر على دماغه ومش مستحمله بيأدي بيه للإنهيار من تاني.. 
حط ايده على ودانه وضرب الباب برجله، وزعق:

– امشي!! مش عايز أسمع صوتك!

لمست دراعه، حاولت اهديه ويدوب لمسته…
وزق إيدي عنه وصرخ في وشي:

– ابعدي عني! مش عايز حد معايا!

– اهدى… أرجوك...

تصاعد انهياره وضرب الترابيزة بعنف بإيده، 
كان بيرمي أي حاجة تيجي قدامه،
وأنا كنت  بتفادى الحاجات اللي بتطير حواليّ ومرعوبة مش عارفة اعمل ايه.. 
هو مكنش حاسس حتى إن دراعه مكسور.. 
وبعدين سابني ودخل الأوضة، علشان يرجع يقفل على نفسه من تاني.. 
جريت ألحقه قبل ما يقفل 
لحقته ودخلت... 
مسكت فيه وقلت ببكاء.. 
_ مش هسيبك تقعد لوحدك ... 

_ اوعي بقى 

قالها وهو بيزقني عنه علشان يخرجني، راسي اتخبطت في الحيطة…
وفجأة، الصوت سكت، والدنيا بقت تلف بيا… والأرض دارت من تحتي.. كنت هقع ولكن 
حسيت بإيده بتسندني… لغاية ما قدرت أستعيد وعيّ .
فتحت عيني ببطء، لقيته جنبي، ساندني بدراعه وفكه بيرتجف، ودموعه بتسيل على خده…
كان مخضوض عليّ.
ابتسمت وسط دموعي، ومديت له إيدي وقلت: 

_ محصلش حاجة... 

سابني، وقعد على السرير، وطى راسه… وبكى.

قعدت جنبه، وقلبي بيتقطع وأنا شايفاه بالشكل ده بعد ما كان بيزيف سعادته وميستسلمش للحزن يلعب بيه ويهزمه

مسحت على ضهره، وقلت:
– حبيبي.. 

وقفت عناد، حضني وبكى بين ايديا
زي الطفل الصغير اللي الألم بيفتك بكل جوارحه.
ضميته، ومكنش بإيدي أمنع نفسي أشاركه البكاء،
… وأنا عارفة إن مفيش حاجة ممكن أعملها قادرة تداويه من الكسور اللي مالياه.
لكن.. 
كان يكفيني إنه اترمى في حضني،
وإن لسة جواه مشاعر ناحيتي متأثرتش بالوجع اللي جواه.
وبعد شوية داخ من كتر العياط بعد ما أفرغ طاقته كلها فيه.
تمدد على السرير وتوسد حجري...
ابتسمت من بين دموعي ورحت أمسح على شعره، وأقرا له قرآن لغاية ما نام نوم عميق.
ولساعات وأنا على نفس القعدة،  رجلي نملت والنوم بيهاجمني…
قاومت الوقوع وأي حركة ممكن تصحيه...

وجه تاني يوم، وأنا بعاند النوم لغاية ما حسيت بيه بيقوم…
فتحت عيني بعد ما كانت بتقفل لوحدها، وقلت:

– قومت ليه؟ خليك نايم...

مبصليش حتى، وقام من جنبي…
قعد على الكنبة منعزل عني، رحت وراه، وحاولت أتكلم، لكنه سبقني وقال بجمود:
– عايز أقعد لوحدي...

قلت بخفوت: 

– طيب أعملك حاجة تاكلها؟

– مش عايز حاجة من حد… سيبيني.

– حاضر، بس متقفلش الباب...

سيبته…
وقفت عند الباب أبصله بصة أخيرة
مقدرتش أمحي منها شعوري بالشفقة عليه... 
وكأنه شايفني حتى من غير ما يبصلي.. 
وفجاة قام من مكانه  جه ناحيتي، وقفل الباب في وشي علشان يهرب من نظراتي واهتمامي اللي بيزيد تعبه.. 

# حسن

استنيتها تبعتلي، ولو نقطة تعرفني إني مهم عندها، وإن زعلي يفرق معاها…
بس وكأنها قدرت تتجاوزني وتنسى بمجرد ماطلبت منها.

كنت مخنوق ومش طايق حد يكلمني، خصوصًا خالي اللي كان كل كلامه عن حمزة، وخالي زيدان والتحليل اللي عمله، وحازم.
ومعرفش ليه مجبش سيرتها، ولا حتى إتصل بيها، ولا حتى فكر يمشي يمكن أقدر أكلمها وأفهم ازاي قدرت متكلمنيش كل ده.

وفي وسط كلامه في نفس الموضوع قررت اكلمها، ف حطيت التليفون في جيبي من غير ما ياخد باله
وبعد دقايق قُلت وأنا بقوم من مكاني:

_ مش قادر، لازم أدخل الحمام.

_ إنت كويس؟

_ أيوه، شوية مغص بس.

سيبته ودخلت الحمام..
قفلت الباب من جوه واتأكدت منه مرتين، وبعدين طلعت التليفون من جيبي وبعتلها:

_ هو قدر يشغلك قوي كده؟

استنيت دقيقة، ورا دقيقة ومفيش رد، ولا حتى فتحتها...
تلقائي تخيلت إنها مع صدام، وزادت عصبيتي وخنقتي بسببها ف بعت تاني:

_ ده شغلك عن تليفونك كمان... لو كدة أسيبك بقى… بس متبعتيش ده، إن فكرتي تبعتي أصلاً... خالي جنبي

# رحمة

رجعت الأوضة،
ولقيت الرسالة دي منه، كنت مستنياه يبعتلي بفارغ الصبر علشان اعاتبه واحكيله اللي صدام قالهولي
ولما بعت مش شفتهوش ولا قدرت أرد علشان ياسين جنبه زي ماهو قال.. 

صرفت نظر عن إني ابعتله في الوقت الحالي 
ولكن فكرت أبعت لياسين.
كان مهم أكلمه لو عاوزة أنفذ كلامي مع صدام.

وبالفعل اتصلت،
وجالي رده بعد ثواني بصوت قلقان وكأني هقوله خبر وحشة:

_ رحمة! في حاجة؟

_ لا قلقان ليه؟ قلت أشوفك فين بس.

_ متأكدة؟

_ آه متأكدة، فينك دلوقتي؟

_ في الشغل…

استغربت رده،
إزاي في الشغل وحسن بيقول إنه عندي؟
ولا حسن معاه في الشغل؟
مفكرتش كتير وقلت:

_ طيب أسيبك تكمل شغل.

_ محتاجة حاجة؟

_ لا، سلامتك.

قال بإصرار وبنبرة مفهاش نقاش:

_ عايزة إيه؟ قولي. عاوزة تروحي الجيم؟

مفكرتش نهائي في إني اروح، وهو اللي فكرني ولما حسيت منه بالموافقة قولت: 

_ لو مكنش عندك مانع…

_ ااه، أنا قلت برضو إتصالك مش علشان تطمني.

_ لا والله العظيم علشان أطمن،
والجيم ما جه على بالي غير لما قلت،
وبلاش، مش هروح. 

_ ولا يهمك يا رحمة، اجهزي يكون جيتلك.. 

_ بقولك متصل علشان اطمن، مش مصدقني.. 

جاني صوته هادي: 

_ ولو مش علشان تطمني،  كفاية انك مهتم إني أصدق.. مش هتأخر عليكي.. 

قفل،  بصيت لشاشة التليفون وقلت بتقزز: 

_ دلوقتي عرفت جايب طبعه المهبب ده منين، يلعن ابو شكلك انت وهو.. عنك ما تصدق 

دخلت خدت دش وبعد ما خلصت،
مسكت التليفون أشوف لو وصلني حاجة منه،
بس ملقتش، لعنت ابو شكله ومرضيتش أبعتله،
لأني مكنتش هلحق أتكلم معاه،
بس كان عندي أمل إنه يروح معانا الجيم،
وأشوفه هناك 

#ياسين

بعد ما نهيت المكالمة معاها، سرحت حاير في أمرها وقلت:

_ عايزة تقنعني إنها متصلة تطمن، ودي مش عادتها

مسمعتش رده، فالتفت له لقيته ساكت وشارد، إيده بتتكور كأنه بيتخانق مع حد في دماغه.
سألته:

_ مالك يا ابني؟

التفت لي وقال:

_ مالي؟ أنا تمام. هتروح الجيم؟

_ سيبك من الجيم، مالك؟

_ مفيش حاجة. روحلها علشان متتأخرش عليها.

_ مالك؟

قولتها له بحدة، فدار وشه عني وقال بضيق:

_ مخنوق ومش طايق نفسي...

بصلي وقال:

_ بفكر أسافر.

_ تسافر؟! في اللي إحنا فيه ده؟ مش هتبطل تستعيل؟ يعني إيه تسافر وتسيبني في اللي أنا فيه؟ ولا بتطردنا من شقتكم؟

وطى رأسه وقال: 

_ آسف،  الخنقة اللي انا فيها نسيتني 

_ مبقتش مريحني...

تابعت وأنا بقوم:

_ بعدين هنتكلم، وأشوف حكايتك إيه.

وصلت الأوتيل، وخدت عربيتي من الجراج ومشيت
كانت الطرق زحمة، ولكن رغم كده قدرت ألاحظ العربية اللي بتمشي ورايا في الفترة الأخيرة، ومكنتش عارف ممكن تكون تبع مين بالضبط.
لكن كاميليا وصدام كانوا من ضمن دايرة شكي، الاتنين عايزين يعرفوا فين زيدان.

محاولتش اتوهم وكملت طريقي للڤيلا ولما وصلت 
كان الولد اللي بيجيب الهدوم من المغسلة  داخل هو كمان.
نزلت من العربية ومشيت سابقه بخطوات.. 
فتحتلي سحر 

قلت وأنا بشير على الولد ورايا:

_ شوفيه.

وصلني الولد وأنا مشيت خطوات ناحية أوضة رحمة.
فوقفني صوته وهو بيقول:

_ لقينا الخاتم ده...

الأمر مكنش يعنيلي بأي شكل، بس فضولي خلاني ألتفت ليهم.
وشوفته وهو بيعرض قدامها بنطلون أسود وبيقولها:

_ كان في ده.

مكنش بنطلوني، فـ توقعت إنه تبع صدام، مفيش حد غيرنا بيغير في البيت.
خدتهم سحر منه وقالت بحيرة وهي بتقلب فيه في ايدها:

_ اول مرة اشوفه، بس ادام لقيته فيه يبقى بتاع مدام فيروز،  استنى نتأكد.

خدتهم واستدارت تنادي على مرات عمي.
في الوقت ده خرجت رحمة.

قولت موجه كلامي لسحر:

_ في إيه؟

جت عندي وقالت وهي بتوريني الخاتم:

_ الولد بتاع المغسلة لقى الخاتم ده في جيب بنطلون أستاذ صدام.

كان هو نفس الخاتم اللي جبته لرحمة!
بس إيه وصله لجيب صدام؟
ده اللي رجع يقيد نار الشك في قلبي من تاني.

مسكته وبصيت لرحمة.
قربت منها وقلت وأنا بدوره يمين وشمال بين صوابعي قدام عينيها:

_ مش ده الخاتم اللي جبتهولك؟... 

ازدردت لعابها وقالت بلخبطة: 

_ ايوة هو

رددت وراها وانا اللي بيفصل بيني وبين قتلهم تكة واحدة

_ ايوة هو؟!!، طيب إيه وصله لجيب صدام
تعليقات



<>