رواية مأساة حنين الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم أية الفرجاني
الساعه 9 صباحًا داخل قسم الشرطة
إسلام قاعد قدام مكتب عماد وخالد جنبه
عماد واقف ورا مكتبه، ماسك ورق، وبيراجع حاجة على الكمبيوتر وبعدين بص لهم وقال
عماد:
بصوا يا جماعة… من أول ما البلاغ اتقدم رسمي وبيانات حنين اتسجلت بدأنا نمشي في الإجراءات المعروفة عندنا
خالد:
يعني إيه بالضبط؟
عماد:
يعني فيه تعميم نزل على كل الأقسام التابعة للمديرية وبيشمل صورتها، والبيانات اللي وصلتنا عنها… الاسم، السن، مواصفات الشكل، والتاريخ اللي اختفت فيه
إسلام:
يعني هيعرفوا لو ظهرت في أي حتة؟
عماد:
لو اتعرضت على أي قسم أو دخلت أي مستشفى، أو حتى حد بلغ عنها أو لمحها… أول حاجة بيعملوها بيبصوا في قاعدة البيانات عندهم، ولو فيه بلاغ متسجل بنفس المواصفات، بيظهر فورًا
خالد:
والمستشفيات؟ بتبعتولهم برضو؟
عماد:
آه في حالات زي دي، بنبعت تعميم رسمي للإدارات الطبية، وبالأخص الطوارئ، وأي مستشفى حكومي أو خاص مرتبط بالمنظومة… التعميم بيتبعت عن طريق المديرية، وبنأكد عليهم يبلغونا فورًا لو حد بنفس المواصفات دخل عندهم
إسلام:
بس لو حد كان خافيها؟ أو ودّاها مكان مش رسمي؟
عماد بيهز راسه:
ساعتها بتبقى شغل أجهزة تانية… مباحث وآداب ومباحث الإنترنت كمان لو في شك إنها كانت بتتواصل مع حد… بس أنا دلوقتي حاطط الموضوع تحت المتابعة… كل قسم عنده الصورة والمعلومات وأي بلاغ هييجي بيتراجع فورًا
خالد:
طيب… نقدر إحنا كمان نكمل ندور؟
عماد بحزم:
طبعًا، بس تبقوا حذرين… لو شميتوا أي ريحة خطر أو خيط غريب… تبلغوني على طول
إسلام وهو بيقوم:
أنا مش هسيب حجر في الأرض إلا لما أقلبه عليها…
عماد بابتسامة خفيفة:
عارف… بس خليك فاكر اللي بيدوّر من غير عقل… ساعات بيتوه وانت دلوقتي شغال بعواطفك
اسلام بيبصله وبيخرج هو وخالد من مكتب عماد وقبل ما يوصلوا لباب القسم عماد ينادي عليهم
عماد بصوت جاد:
خالد استنى في شويه… حاجات لازم تعرفها
خالد بيبص لإسلام وبيوقف وإسلام بيرجع ناحيته وهو بيحاول يقرأ تعبير وشه
عماد :
بعد شوية ضغط على عمتك وعيالها… بدأوا يعترفوا بحاجات كانوا مخبينها
إسلام عينه بتضيق وبيسأله بنبرة هادية لكنها متوترة:
زي إيه؟
عماد:
قالوا إنهم في مرة حاولوا يدوروا عليها وسألوا عليها في كذا مكان… ولما راحوا عند كوبري إمبابة، حد من هناك قالهم إنه شاف بنت بنفس الوصف تقريبًا… كانت قاعدة تحت الكوبري… لوحدها، وكان شكلها تعبان
لحظه صدمه ثم صمت
الكلام بينزل على قلب إسلام زي حجر
وشه بيبهت، عينه بتتحرك ببطء… كأنه بيشوف المكان قدامه، الكوبري، الزحمة، الضلمة، البرد… وأخته هناك، صغيرة، خايفة، ضايعة… لوحدها
إسلام بصوت منخفض جدًا كأنه بيكلم نفسه:
أختي… كانت قاعدة تحت كوبري…؟
بيبص في الأرض… ضم ايده بغضب
خالد بيقرب منه، حاسس بقلبه:
خالد بهدوء:
إسلام…
إسلام بيرد وصوته مبحوح:
أنا اللي مكنتش جمبها… أنا اللي سبتها لوحدها
عماد بيقول بثبات:
الموضوع لسه ما انتهاش… بس دي أول خيوط حقيقية نربط بيها الأماكن ببعض وجودها حوالين الكوبري يفسر حاجات كتير
إسلام بياخد نفس طويل وبيقول بنبرة تصميم:
أنا مش هرتاح غير لما ألاقيها… مش هسامح نفسي لو فضلت ثانية بعيده عني
خالد وإسلام بيخرجوا من باب القسم بيقفوا جنب العربيه
خالد بيبص على موبايله بيفتح الخريطة:
خالد:
بص… عندنا مستشفيين في دايرة المطرية، وفيه دار أيتام على طريق دار السلام كنت كلمت واحد صاحبي هناك… نبدأ منين؟
إسلام بيرد وهو بيبص حوالين الشارع كأنه بيدوّر على أي علامة:
إسلام:
نبدأ من الأقرب للكباري… كوبري إمبابة كان نقطة مهمة ممكن تكون اتحركت حواليه
وهم بيتكلموا تليفون إسلام بيهز… رسالة واتساب من طارق
إسلام بيبص… وسكت لحظة
بعدين ابتسامة صغيرة بدأت تطلع على وشه… مزيج من أمل وخوف
إسلام وهو بيرفع عينه لخالد:
اركب… بسرعة… طارق شكله وصل لحاجة!
خالد بسرعة وهو بيركب جنبه:
قال إيه؟
إسلام وهو بيقرا الرسالة:
"قسم شبرا… بيقول:
تعالولي على القسم فورًا… في معلومات مهمة
خالد بيتشد في الكرسي:
طارق مش هيقول كده من فراغ… أكيد في حاجة حقيقيه
إسلام وهو بيدوس بنزين والعربية بتتحرك:
هو كان رايح المرج وشبرا… وقسم شبرا هو الأقرب لكوبري إمبابة… لو الكلام ده صح، يبقى كنا بنلف حواليها طول الوقت
خالد:
يارب… يطلع خيط حقيقي المرة دي
إسلام بصوت هادي بس مليان رجاء:
يارب
&&&&&&&&_______
حنين قاعدة، حضنه محمد عينيها مش بتفارق البنت الي دخلت … و قاعده تضحك وتتكلم براحتها كأنها في بيتها، مش ضيفة
بعد شوية قامت ناحية حنين ومحمد. بصّت للولد وقالت بنغمة فيها لطافه مزيفه:
يا قلبي! ده محمد مش كده ؟ شبهك بس مش قوي باين عليه واخد من أبوه كتير
حنين قالت بابتسامة هادية:
أيوه…
نادين ابتسمت وقعدت على الكنبة المقابلة، ومدّت إيدها تشرب من الشاي اللي سماح جابته
قالت بنبرة فيها نوع من الافتخار:
أنا نادين… بنت أخت سماح، وهي اللي مربّياني من وأنا صغيرة تقريبًا، يعني أختي وأمي في نفس الوقت
هدى ردّت بلُطف:
أهلاً وسهلاً
نادين كملت وهي بتبص حوالين الشقة بنظرة فاحصة:
بقالنا كتير كتير ما شوفناش بعض اصل انا كنت مسافره بس لما عرفت إنها هنا، كان لازم أجيلها… أصل كريم ابنها ما شاء الله، بقي راجل كده يتشرف بيه
بصّت لحنين وسألتها كأنها بتحاول تدخل أكتر:
إنتي مراته بقي ؟
حنين بهدوء وهي بتبص لمحمد:
أيوه
نادين ضحكت ضحكة خفيفة:
محظوظة والله… كريم من زمان وهو قلبه أبيض وجدع، فاكرة كان بيجيبلي مصاصة من مصروفه وإحنا صغيرين..
سماح ابتسمت ابتسامة خبيثة وهي بتبص على حنين:
أيوه كانوا دايمًا قريبين من بعض قوووي
حنين مردتش لكن نظرتها راحت فورًا على نادين… مزيج من استغراب وعدم ارتياح، وحذر بدأ يتحفر في ملامحها
هدى مالت ناحيتها وهمست:
كلامها غريب؟
حنين همست وهي عينيها على نادين: "
أوي… بتحاول تدخل أوي
لسه بتكمل كلامها قطعها باب الشقة الي بيتفتح بهدوء
كريم داخل… شكله مدايق
بس أول ما عينه وقعت على حنين نسي كل حاجة
كانت قاعدة قصاده بالظبط، شايلة محمد، وبصّا له بنظرة فيها راحة وسكينة
ابتسم وهو بيقرب… مش شايف غيرها
بس قبل ما يوصللها بخطوتين، صوته اتلجم
نظره اتشتت فجأة وهو شايف الي قدامه …
اللي كانت قاعدة جنب سماح… قامت وابتدت تتحرك ناحيته بسرعة بقلم آية الفرجاني
نادين بصوت مليان لهفة:
كريم!!
جريت عليه…
وبكل جرأة حضنته
وبعدين بسرعة طبعت قبلة على خده وهي بتضحك:
وحشتني يا ابن خالتي!.
كريم اتجمد مكانه
عينيه اتفتحت على آخرها، مش مصدق
افتكرها…
البنت الصغيرة اللي كانت بتقعد تلعب معاه أيام زمان؟
بس إيه ده الي عملته …؟ إزاي؟!
حنين قامت واقفة فورًا
بصّتله وهيا مش مصدقة…
نظرتها اتثبتت علي كريم ثم علي نادين…
وبعدين رجعت تبص عليه تاني
كانت متوقعة أي حاجة… إلا كده
هدى كمان وقفت صوت نفسها عليّ، وشها ظاهر عليه صدمه مش عارفه تخبيها بوقها مفتوح وهيا بتبص علي نادين بعدين بصت لحنين الي واقفه ثابته بس عينها واضح انها مولعه نار
نادين رجعت خطوة :
أنا نادين… اي نسيتني؟ بنت أخت ماما سماح
سماح من وراها بتضحك ضحكة خفيفة وهي بتقول:
ينساكِ ازاي بس ده كان بيحبك أوي وهو صغير… كنتوا ما بتتفرقوش
كريم لسه واقف ما نطقش
بس وشه اتبدل
كأن اللحظة دي لطمت قلبه
عينه راحت فورًا لحنين
كان باين عليها الحزن… وشيء شبه الكسرة
نظرتها ليه كانت بتسأله أسئلة كتير من غير ما تنطق
وهو… مش لاقي ولا إجابة
كريم بص ل نادين بجمود…
ما اتحركش… ما ابتسمش… ما مدّش إيده حتى
نادين كانت لسه ماسكه في بتحاول تكسر الجليد وهي بتمثل إنها مستغربة:
– إيه يا كريم؟ مش فاكرني بجد؟
كريم بعد نفسه عنها بهدوء لكن بحزم
بعد خطوة بسيطة لورا… مسح خده بطرف كفه
وبنبرة باردة ما فيهاش لا حنين ولا دفء:
– أهلاً… عاملة إيه؟
سماح من وراهم صوتها عالي بشوية عصبية:
– مالك يا كريم! دي نادين بنت اختي ! وانت صغير كنت بتعيط لما بتسافر… كنتوا بتلعبوا سوا طول النهار لحقت تنسها
كريم لف عينه عليها بسرعة وكأنها قالت حاجة مستفزة
– كنا صغيرين … ودلوقتي كبرنا
المفروض كل واحد يعرف حدوده كويس جدًا
نادين ضحكت بخفة ضحكة فيها دلع متصنع
ومدت إيدها تمسك إيده من تاني
– إيه يا كيمو… نسيت أيامنا الحلوة ولا اي ؟
كريم لسه هيشد ايده تاني ويتكلم
بس قبل ما يلحق يرد…
حنين اتحركت
كانت واقفة ساكتة جسمها مشدود، عينيها فيها نار…
بس اللحظة دي خلصت صبرها ينفذ
مشت بخطوات سريعة وهادية … وقفت قدامهم
من غير ما تقول ولا كلمة مدت إيدها
وبهدوء … شالت إيد نادين من على إيد كريم
نادين اتفاجئت وشها اتغير بصتلها
سماح فتحت بقها هتتكلم
لكن حنين سبقتهم بصوت هادي… لكن نبرته كانت فيها حده واضحه:
– شكلك نسيتي إنك ضيفة هنا وانك مش اخته
نادين رجعت خطوة لورا
هدى بصّت عليها مش مصدقة اللي بيحصل
كريم بص لحنين… حس إن في حد واقف جنبه
سماح بحدة:
إيه الأسلوب ده؟ بتكلميها كده ليه؟
حنين لفت عليها بعينها بس
ما قالتش ولا كلمة
رجعت شالت محمد من على الكنبة وقالت وهي ماشية:
– عن إذنكم… واضح إن القعدة بقت تقيلة
كريم واقف مكانه… عينه رايحة جاية ما بين أمه ونادين. بس ملامحه متجمدة برود غير معتاد، كأن اللي حصل زاده جفا مش عتاب
سماح بصوت حاد مليان لوم:
– ينفع كده؟ مراتك تعمل فيا وفي بنت أختي كده؟ تهين ضيوفنا وانت واقف ساكت؟!
كريم من غير ما يبصلها، قال وهو بيبدأ يمشي ورا حنين اللي كانت طالعة السلم من غير ما تبص وراها:
– مراتي ما غلطتش
نده عليها وهو بيمشي وراها:
حنين… استني
بس حنين ما ردتش ولا حتى بصتله بطرف عين…
كملت طرقها، وطريقة مشيتها كانت كأنها بتحبس انفجار جواها
كريم طلع وراها وسابهُم وراه
هدى لسه واقفة مكانها بتتابع اللي بيحصل بعينين واسعة
مصدومة بس مش مستغربة… كأنها كانت حاسة من البداية إن اللحظة دي هتيجي
سماح بصّت لها بقرف صريح صوتها خرج عالي:
– واقفة كده ليه؟ مش سامعة؟ روحي جهزي أوضة لـ نادين!
ولا عاجبك اللي حصل؟!
هدى بصّت لها بصّة طويلة… ما فيهاش كلام، لكن كلها كره صامت
قلبت وشها ومشيت من غير ولا كلمة، خطواتها تقيلة بس ثابتة
سماح زفرت بعصبية واتكلمت مع نفسها بصوت عالي وهي بتتفرج عليها بتمشي:
شُفتي ؟ حتى الخدامة بقت ترفع راسها عليا…
بس والله ما أنا سايبها لا هي ولا اللي ما تتسمي…
اما ورّيتك يا هدى انتِ وحنين،و قريب أوي هتعرفوا أنا مين
سماح شكلها مش سهله واسلام خلاص هيوصل ل حنين
الفصل الرابع عشر14
كريم طالع ورا حنين بخطوات سريعة
كريم :
حنين… استني بس!
حنين بتدخل أوضتها وتقفل الباب في وشه بيقف لحظة بياخد نفس وبيخبط:
كريم :
طب افتحي… مش معقول كده أنا اتفجات بس مش أكتر
حنين كانت واقفه ضهرها للباب عينيها فيها دموع
حنين:
أنت اتفجأت؟ وأنا مفروض أعمل إيه؟ أقف أتفرج عليهم وهما بيفكروك بحب الطفولة؟
كريم بيتنهد:
أنتي عارفة إن مفيش حاجة بيني وبينها… دي مجرد لحظة قديمة وعدّت، بس تصرفك قدامهم خلاني مش عارف أرد
حنين بصوت مهزوز:
أنا غلطانة… كان المفروض أسيبك ترجع لحبايبك وتتصرف على راحتك
كريم بصوت واطي:
أنا راجعلك إنتي وبحبك انتي … تعالي نهدى بس عشان نعرف بنتكلم إزاي
حنين ما بتردش عليه وهو بيفضل واقف مكانه
$######
تحت سماح قاعدة على الكنبة ملامحها متحفزة بتبص لنادين اللي قاعدة قصادها
سماح بحدة:
أنا مش هسكت! شوفتي بعينك؟ الواد بقا بيبعد عني
بسبب الست حنين ولازم نفوقه
نادين بهدوء:
أنا مش جايه أفرق بين حد يا طنط أنا جيت أشوفكم وبس… وأنا عارفة إنه متجوز.
سماح بتعلي صوتها:
متجوز! متجوز واحدة وقفت تعلي صوتها عليا قدامه! وبتبعدك عن ابن خالتك! دي شايفة نفسها عليا من أول ما دخلت البيت!
نادين بغضب مكبوت:
أنا مش جايه أوقع بين حد… ومش هشارك في حاجة زي دي لو كريم بيحبها خلاص… مش دوري أخرب عليهم
سماح بانفعال:
يبقى امشي! أنا مش مستحملة وجود واحدة تقعدلي زي التمثال لا بتساعد ولا بتخطط! أنا عايزة ابني يرجع لعقله متجوز بنت لا معروف ليها اصل ولافصل
وعملها مراته
نادين بتقوم :
لو بتحبيه فعلاً سيبيه يختار… مش تفرضي عليه
سماح:
اسيبيه يختار؟ ده اللي حصل لما سبته يختار… جابلنا دي!
نادين بتسيبها وبتطلع لفوق من غير ولا كلمه
وسماح بتفضل قاعده مكانها وهي بتغلي بتحرك صوابعها على الترابيزة بعصبيه
$$
كريم لسه واقف قدام الباب إيده على المقبض بيحاول يفتحه وبيتكلم مع حنين
كريم:
طيب مش هتفتحي حتى نكمل كلام؟ ولا خلاص مش طايقة تسمعي صوتي؟
علي فكره انا مليش ذنب في الي حصل ومكنتش اعرف
نادين طلعت السلم ووقفت عينيها على كريم الي واقف بيتكلم مع حنين قربت منه
نادين:
كريم… أنا آسفة
بصلها بس مافهمش تقصد إيه
نادين :
مكنش قصدي أخرب عليكم ولا أدخل في حياتك… أنا فعلاً بس... كنت محتاجة أحس بجو عيلة قعدت سنين في الغربه لوحدي… وشغلي خلاني بعيدة عن كل الناس
ومصدقت لما طنط سماح كلّمتني… حسّيت إن فيّ فرصة إني أرجع أتقرّب من اللي كنت محرومة منه طول عمري
حنين كانت واقفة ورا الباب إيدها على المقبض وسامعه الي بيحصل
نادين قربت أكتر للباب وقالت بحزن واضح
نادين:
أنا آسفة يا حنين… ماكنتش عايزة أكون سبب في أي وجع ليكم … أنا همشي خلاص بس كان لازم أقول الكلمتين دول قبل ما أمشي
لفّت وشها وهمّت تنزل
لكن صوت الباب بيتفتح فجأة
نادين وقفت لقت حنين واقفة عنيها محمرة
ثواني من الصمت… بعدين حنين قالت
استني… متمشيش
نادين اتفاجئت وشها تغير، ما كانتش متوقعة رد الفعل ده خالص
حنين بحزن:
أنا كمان كنت لوحدي…
وعارفه احساس الوحده كويس خليكي معنا
نادين عنيها دمعت وابتسمت ابتسامة صغيرة وبدون كلمة قربت منها وحضنتها
نادين بدموع:
بجد شكرا ليكي ي حنين اوعدك اني اكون اخت ليكي
كريم كام بيتابع المشهد بهدوء وعزم خلاص انو لازم يتكلم مع سماح ويعرفها حدودها ي اما تمشي
&&&&&&
إسلام وخالد دخلوا القسم، القلق باين عبيهم دخلوا على طول على المكتب الي في طارق
لقوا طارق واقف مع ضابط بيقلب في ورق كأنه بيدوّر على حاجة مهمة
طارق أول ما شافهم:
كويس إنكم جيتوا… معتز، ده إسلام، أخو حنين وده خالد
معتز سلّم عليهم ونظراته فيها كان فيها اهتمام
معتز: لما طارق وراني صورة أختك… حسّيت إني شوفتها قبل كده مش متأكد ١٠٠٪، لكن في موقف حصل مش ممكن أنساه
إسلام:
فين؟
معتز:
من حوالي سنتين، كنت في دورية في مول في شبرا كان في خناقة عند محل موبايلات جنب المول الناس كانت ملمومة حوالين بنت… شبه الي في الصوره دي
خالد:
حنين؟
معتز: غالبًا انا معرفش اسمها كانت متوترة وناس كتير كانت بتزعق لها… أنا كنت هروح اشوف في اي لكن في ست كبيرة دخلت في النص هديت الناس وخدت البنت ومشيت بيها بصراحة شدّني الموقف
إسلام:
عرفت مين الست دي طيب؟
معتز:
سألت عنها بعدين… اسمها سميحة السيد ست غنية شويه ساكنة في الزمالك كانت عايشه لوحدها معندهاش أولاد ولا أي معارف ظاهرين يعني مش شخصية اجتماعية
طارق:
ومعندكش فكرة حصل إيه بعد كده؟
معتز:
اللي عرفته إنها خدت البنت تعيش معاها… وبعدها بفترة ماتت
خالد باندهاش:
يعني في حد كان عايش مع حنين ولا مشيت ولا اي الي حصل ؟
معتز: معرفش بس الغريب إن بعد وفاة سميحة بشهر، ظهر راجل فجأة… وقال إنه قريبها استلم البيت وقعد في
إسلام :
طب حد شاف الراجل ده؟ له اسم؟ له علاقة حقيقية بيها؟
معتز:
ده اللي هنحاول نوصله مفيش ورق رسمي يثبت قرابته بس هو ظهر فجأة وكان معاه محامي قدر ياخد البيت رسمي بعد فترة قصيرة
طارق:
يعني احتمال كبير يكون مشي حنين من البيت بعد ما استلمه
إسلام بص لطارق:
لازم نوصل ليه
معتز وهو بيدور في ورق قديم:
أنا هحاول أجيبلكم العنوان القديم بتاع سميحة وأي بيانات نقدر نبدأ منها
إسلام : أنا مستعد أفتح أي باب… بس أوصل لأختي
انا لازم اروح البيت ده دلوقتي
بيخرج بسرعه وخالد وطارق بيخرجوا وراه
$$$$$$$
كريم قرر ينزل يتكلم مع امه بعد ما نادين قالتله هيا ناويه علي اي نزل وهو متعصب وحنين ونادين نزلوا وراه
سماح كانت لسه قاعدة ومجرد ما شافت حنين نازلة الدم غلي
وشها بيقول كل حاجة… الغل، القرف، الغضب، كل حاجة مكبوتة
كريم بصوت حاد:
–أنا كنت ساكت عشان حنين هيا الي طلبت انك تقعدي هنا … بس خلاص مش هسكت أكتر من كده
الي تقعد هنا تحترم صاحبه البيت
انا من الاول عارف نواياكِ كويس جدا بس لحد هنا وكفايه كده
سماح ضحكت ضحكه سخريه وهيا بتقول بغل:
سلام يا سلام…
صاحبة البيت امم قولتلي؟
بقت اللي مالهاش أصل ولا فصل صاحبة بيت؟
اللي جابت عيل في الحرام؟
صحاب البيوت بقوا ولاد الشوارع… مش كده؟
صدمه حلت علي الجميع
كريم اتصدم وشه اتجمد
كأن الوقت وقف…
مفيش صوت…
مفيش حركة…
بس جوّاه كان في بركان بينفجر
عرفت ازاي!؟ امتي؟ مين قلها
شفايفه اتحركت كأنه عايز يرد… بس الكلام مش عاوز يطلع كانه اتخنق
عينه راحت ناحية حنين مستني اي ردة فعل منها
لكن حنين...
وشها كان أبيض زي الورق مفيش اي ردة فعل
كأن الدم كله انسحب من جلدها فجأة
نفسها تقيل، صدرها بيطلع وينزل كأنها بتتخانق مع الهواء عشان تعيش
عينها ثابتة في الفراغ، مش شايفة سماح، مش سامعة حد
رجليها بدأت تهتز
دموع متحجرة تأبي السقوط
نادين واقفه مصدومه من الي بتسمعه ومش مصدقه
سماح بتقرب من حنين وبتقف قدامها وبتقول:
اللي زيك ما يتجوزوش
اللي زيك يترموا
وانا عمري ما هعتبرك من العيلة…
انتِ كنتي غلطة… غلطة ابني
وجواز الغصب ما بيعملش عيلة!
نادين بتقول بصدمه:
إيه؟!
هو الكلام ده… حقيقي؟
سماح وهيا عيونها لسه علي حنين:
آه حقيقي…
دي كمان كانت عايشة في البدروم زي القطط
مستخبية من عيون الناس
حد زيها مينفعش يطلّع وشه للنور!
كريم صرخ فيها وصوته رج البيت:
كريم:
اسكتي! كفاية بقى… كفاية!
صوته طلع من وجع… مش بس غضب
كان بيتنفض وهو بيبص لمامته:
كريم:
أنا اللي غلط… أيوه غلطت…
حنين
كانت الضحية!
هي اللي شالت كل حاجة لوحدها…
هي اللي اتكتمت… واتقهرت… واستحملت
كنتي فين؟!
كنتي فين لما ابنك كان بيقع؟!
سماح حاولت تقاطعه لكن هو ما اداهاش فرصة:
كريم:
ما تقطعنيش!
انتي عمرك ما كنتي أم
حنين دموعها نزلت وهي مش قادرة تتكلم رفعت عينها تبصلها
سماح بصتلها بغل وقالت:
ما تبصليش بعينك… البريئة دي
أنا عارفة هو اتجوزك ليه
عشان غلط معاكي… وكنتِ هتفضحيه
وهو رجّع غلطته في نفسه بجوازة غصب عنه!
لكن أنا؟
أنا عمري ما هقبل واحدة زيك تبقى مرات ابني
كريم بزعيق:
خلاص اسكتي
أنا كنت ساكت كتير… بس خلاص مش هسكت أكتر من كده
بس سماح كملت وهيا بتقول:
بنت زيك؟
تسوى إيه أصلاً؟
كنتي فين قبل ما تتعلقي في رقبة ابني؟
كنتِ مستخبية في البدروم زي العار
ولما جتلك فرصة تخرجي…
استغلتيها بشطارة
بتكمل وهيا بتقرب منها اكتر
– البطن اللي كانت شايلة فضيحة؟
ما ينفعش تبقى جزء من عيلتي
أنا شايفة انه… كان لازم يتخلص منك من أول لحظة
مش يتبلي فيكي بجواز!
(وقفت ثواني وبصتلها من فوق لتحت وقالت:
– تعرفي يا حنين؟
أنا لولا خوفي على سمعة البيت…
كنت رميتك في الشارع…
زي أي حاجة ملهاش لازمة!
حنين وقفت مصدومة
الدنيا بتلف بيها
كل كلمة بتغرز جواها زي سكينة
كريم بزعيق وهو بيقف قدام :
بقولك كفايةاااااا!
خلاص!!
انتي تمشي من البيت النهارده قبل بكره
انتي مش أمي اللي أعرفها
أنا خسرت كتير بس مش هخسّرها هي كمان
حنين وقفت مصدومة
الدنيا بتلف بيها
كل كلمة بتغرز جواها زي سكينة
بدأت تتنفس بصعوبة
أيدها على صدرها…
نظرتها تاهت
كل العيون عليها
بس هي مش شايفة حاجة
نادين قربت منها وهي بتقول بخوف:
حنين… إنتي كويسة؟
حنين بصوت مش مسموع:
أنا… مش قادرة… مش قادرة أتنفس…
وفجأة…
حنين بتجري
بتهرب
بتنزل السلم بسرعة وهي بتعيط
كأن كل حاجة بتنهار حواليها
كريم بيجري وراها، بيزعق:
كريم:
حنين!! استني!
سماح واقفة في مكانها، وشها متحجر
مش مصدقة اللي عملته، أو يمكن مصدقة وفرحانة
نادين واقفة مذهولة
دمعة نزلت من عنيها وهي بتهمس:
نادين:
إزاي عملت كده؟ إزاي جالك قلب تعملي كده فيها؟
حرام عليكي
حنين خرجت من باب البيت، رجليها مش شايلنها
عينها مش شايفة بيها كل حاجه حواليها ضباب
الدموع خنقاها… ودماغها بتلف
خطوتها مش موزونه مش عارفه هيا راحيه فين هيا عاوزه تهرب وبس
عدّت البوابة وهي بتجر نفسها
وفجأه خبطت في جسم حد…
جسم ثابت… دافي
وصوت رجولي بيقول:
ـ خلي بالك…
رفعت راسها واتصدمت وهيا بتقول:
اس......سلام
