رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والخمسون56 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والخمسون56 بقلم نجمه براقه 

                                كاميليا

بعد ليلة من السهر والكآبة والتفكير في حياتي اللي خربت في غمضت عين، أخيراً جاني نوم.
ولكن للأسف، أو يمكن لحسن حظي، نسيت أعمل تليفوني سايلنت..

وصحيت على صوت رنته.. مديت ايدي اشوف مين اللي بيتصل، لقيته صدام.
مكنتش أتصور لحظة إن اتصاله لسبب تاني غير تحذيري من حاجة جديدة أو خناقة من بتوعنا..
فتحت وأنا لسة مفوقتش بشكل تاني، ورديت بزهق وتأفف:

– عايز إيه تاني؟

جاني صوته وجل، مهزوز، وكأن حد بيجري وراه:

– عمي اتأكد إن حمزة مش ابن بابا، وبلغ عنك بتهمة محاولة قتله 

نزل عليا كلامه زي الصاعقة، وفي لحظة النوم طار من عيني، وقمت من مكاني:

– زيدان فاق؟

سكت شوية، وبعدين قال بإنكار:

– يعني انتي حاولتي تقتليه بجد؟

صرخت بانفعال:

– اخرس دلوقتي، غور ..!

قفلت السكة ، وطلعت أجري من الأوضة من غير عقلي، أدور على عز اللي غايب من ساعات 
يمكن يكون رجع.
بس البيت كان فاضي، مفيش حد غيري..
فـ اتصلت بيه واستنيت رده بنفاذ صبر، وأخيرًا رد، وقال ببرود:

– آه يا كاميليا.

– إنت فين؟

– بشم هوا، عايز إيه؟

صرخت فيه بانفعال:

– بتشم هوا وأنا هروح في مصيبة! زيدان فاق، وقال كل حاجة لياسين، وياسين بلغ عني..!

مفارقش البرود نبرة صوته، وكأنه مش فارق معاه مصيبتي، وقال:

– بجد؟ ده كده لازم تهربي يا كاميليا.
اطلعي من عندك، روحي أي مكان محدش يقدر يوصلك فيه..

سكت ثواني أستوعب، وقلت:

– إيه يوصلهم لي هنا؟ إنت بتبيعني يا عز؟

– أبيعك إيه يا مجنونة؟
أنا بقول إن زمانهم راقبوا تليفونك وعرفوا انتي فين.
الحقي اهربي، متضيعيش وقت..!

مكنش عندي وقت أضيعه معاه في معاتبة، أو شرح شعوري اللي جرحه بتخليه عني.
كنت متخيلة إن في أي لحظة البوليس هيقتحم البيت،
فقفلت السكة، ودخلت تاني الأوضة،
قلعت هدوم النوم اللي كنت لابساهم، ورميتهم بإهمال على الكنبة،
ولبست الفستان، وطلعت من البيت بأقصى سرعة،
من غير أي اهتمام بجمع حاجات المرمية في كل مكان...

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
                          #صدام

جم رجال البوليس عندنا في الڤيلا يعاينوا المكان اللي وقع منه بابا، ويحققوا في اللي حصل.
استجوبوا كل الموجودين عن يوم الحادثة، حتى سحر وجنى.
وبعد الانتهاء منهم، جه الظابط عندي، قالي أثناء غرقي في التفكير وشرود الذهن:

– انت ابنها؟

أومأت بالإيجاب بدون رد، فقال:

– حمزة؟

– لا، صدام... صدام زيدان فياض.

تفرس ملامحي بنظرات مخليش منها الشفقة، وبعدين تنهد وقال:

– كنت فين وقت الحادثة؟ 

نطقت كلامي بجهد:

– كان يوم فرحي... وأنا كنت مع عروستي مشوفتش حاجة.. 

– وإيه رأيك في إتهام الأستاذ ياسين لوالدتك بأنها هي اللي حاولت تقتله؟

– معرفش، أنا مشوفتش حاجة.

سكت شوية وقال:

– طيب والسبب اللي ذكره ونتيجة التحليل... كنت تعرف حاجة عن الموضوع ده؟

متجرأتش حتى أبص في وشه، وطيت رأسي بذل ومهانة متمني لو يجي الموت ويعفيني من الرد ومواجهات كلام ونظرات الناس ليّ. 
اكتفيت برد مختصر:

– معرفش، معرفش أي حاجة.

رأف بحالتي ومتمداش في اسئلته: 

– طيب يا أستاذ صدام، هنحتاجك في القسم علشان التحقيق 

حركت رأسي بالموافقة...

وبعد لحظات من التوهان، والغرق في تفكيري في الفضايح والعار اللي لسه جاي،
فُقت على صوتهم  وانسحابهم من المكان، هما وعمي قاصدين المكان اللي بابا موجود فيه.

تحركت من مكاني، ولحقتهم.
مشيت وراهم بالعربية وانا متخيل إننا هنروح مستشفى او حتى شقة بعيد. 

ولكن كانت المفاجأة إنه موجود في بيت عمتي... أكتر مكان مجاش في بالي، مع إنه المكان الوحيد اللي كان لازم أفكر فيه.

حسن فتح الباب، ولما شافنا وشه اتشد، فسحلنا الطريق من غير أي أسئلة. وراح يوزع نظراته بينا لغاية  مادخلنا جوه، وهناك لقيت بابا لسه زي ما هو... نايم على السرير، مش متحرك.
بصله الظابط بتفحص، وقال:

– مفاقش من يوم الحادثة؟

قال عمي:

– لا.

– والدكتور قال إيه؟

– عملنا أشعة وفحص جديد، وكله بيقول إنه تعافى، بس زي ما حضرتك شايف...

بص للممرضة، وقال:

– بيتحرك؟

– ما بشفهوش بيتحرك، بس كنت بلاحظ تغيير في وضعية إيديه، وأحيانًا إتجاه وشه.

التفت لزميلة بنظرات غير مفهومة وبعدين قال لعمي :

– طيب يا إستاذ ياسين، إحنا محتاجين تقرير طبي رسمي مفصل عن حالته.
هنضطر ننقله للمستشفى، وهنحتاجكم انتوا كمان لإكمال التحقيق في القسم.

قالها وهو موجه كلامه ليا أنا وعمي، وبعدين قال وهو ماشي باتجاه الباب 

_ حمزة ممكن يكون دلوقتي.

قال عمي: 

_ في بيته.. ليه يا فندم.. 

اختفى صوتهم عني 
وأنا لسة مكاني فاقد القدرة على نقل رجلي من مكانها.
تايهة ومش مستوعب...
إني في قضية أبويا المجني عليه، وأمي هي الجانية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
      
                              #رقية

خبطات سريعة قوية على الباب فزعتني من مكاني، وبثت الرعب جوا قلبي..
جريت على الباب وأنا بغطي شعري، وأقول:

– أيوة أيوة، جاية...

فتحت الباب، وكانت الصدمة لما لقيت صدام والبوليس وراه
مررت بصري بينهم وقلت بوجل:

– في إيه؟

تقدم الظابط خطوة، وقال:

– حمزة فين؟

انتفض قلبي بقوة، وقلت :

– عايزين منه إيه؟

بصيت لصدام، وقلت:

– في إيه يا مستر صدام؟ مالهم بحمزة؟

قال بمشاعر متحجرة: 

– عاوزين يحققوا في قضية حادثة بابا، ويعملوا تحليل للتأكد من نسبه ليه.

حسيت الدنيا بتلف بيا، ورجلي مش شيلاني.
الموضوع كبر قوي، وبقى صعب عليه يستحمله. 
مكنتش عاوزة حد يوصله ف قلت: 

– مشي... ومعرفش راح فين.

تغير وش الظابط، واتملى بالشك، فأشار للعساكر اللي معاه يدخلوا ويدوروا عليه.
وقفت أنا قدامه، أتهرب من نظراته، وأنا كلي خوف من إنه يضغط عليا في الأسئلة.

اقترب مني خطوة، وقال:

– هو مش متهم، ولا في أي شبهة بتدور حواليه.
إحنا عاوزين نسأله كام سؤال، وهيمشي... هو فين؟

التقت عيني بعين صدام من خلف الظابط. 
كان بيحد نظراته ويحرك رأسه بالرفض، تحذرير من إني أقول،
فابتلعت لعابي، وقلت بلخبطة:

– أنا عارفة إنكم هتسألوه بس، علشان كده لو أعرف هو فين هقول.

ما زالش الشك من نظراته ليا، لكنه فضل محافظ على هدوءه.
وبمجرد رجوع العساكر، خدهم ومشي.

وبقيت أنا وصدام...
اللي فضل ساكت لغاية ما تأكد من ابتعادهم،
وبعدين قال:

– راح فين؟

خرجت دموعي اللي فضلت حابساها من أول دخولهم، وقلت:

– معرفش... بس هو بخير.

– يعني إيه معرفيش وبخير"؟

– ياسر يعرف.

هز دماغه، وقال:

– اها، كويس إنك ما قولتيش. خليه بعيد... 
أنا ماشي، لو في حاجة جديدة اتصلي بيا.

– مستر صدام... استنى!

رجعلي، فقلت:

– هما عرفوا منين؟

سكت شوية، وبعدين قال وهو مش قادر يرفع عينه ويبصلي:

– عمي ياسين  عرف إن حمزة مش ابن بابا، ف استنتج إن حصل بينهم مواجهة وهي اللي حاولت تقتله... وبلغ.

ما حبيتش أزود حزنه، أو أأكدله استنتاج عمه،
ولا أقول له إن أبوه فايق وبيمثل عليهم كل ده، لنية تانية في دماغه.

كنت متصورة إنه بعد ما كاميليا اتفضحت، وحمزة اتدمر،
زيدان هيشفق علينا كلنا وهيشيل فكرة قتله من دماغه.
ف مكنش في فايدة من إني أحط ملح على جروحهم... واخترت أسكت.
وبعد ما مشي، فورًا رجعت مسكت التليفون، واتصلت بـياسر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
  
                          #ياسر

اتصلت بيَّ، وطلبت مني أروح لها من غير ما توضح عايزاني في إيه،
وكان إلحاحها والقلق اللي مصاحب لصوتها قادرين يوصلولي إن في كارثة حصلت.
سيبت الشغل وروحت فوراً على هناك...
فتحت لي، فبادرتها بالسؤال:

– في إيه يا رقية؟ شغلتيني.

– الموضوع كبر قوي، بيدوروا على حمزة علشان يحققوا معاه ويتأكدوا من نسبه.

قلت بذهول:

– يا نهار إسود! هو زيدان فاق؟

– لا، ياسين اتهم كاميليا إنها حاولت تقتله،
وقال إن السبب إن زيدان احتمال يكون عرف إن حمزة مش ابنه، فبيدوروا عليه علشان يتاكدوا.

توهت في تفكيري، وخيلي منظر حمزة وحالته إن قدروا يوصلوله واتحط في موقف زي ده قدام الناس كلها.. 
وبعدين بصتلها وقلت بتخوف: 

– قولتي إني أعرف فينه؟

– لا لا، وأنا عايزاك تحرص، بلاش يعرفوا... خليه بعيد.

تنفست براحة وقلت 

– أكيد طبعًا.

– طب ممكن تديله أي تليفون يكلمنا منه؟
أنا خايفة أديه له أي تليفون من دول، يعرفوا يوصلوله...

– حاضر، هديله. بس يا رب يقبل ياخده.
هسيبك علشان أطمن عليه قبل ما يدوروا عليّ يسألوني.

– استنى، هجهز له أكل.

– لا لا، أنا هجيب وأنا رايح، ما تشغليش بالك.

سيبتها، وروحت لأقرب محل بيبيع شرايح.
اشتريت شريحة جديدة وعدة زراير وحرصت اني ابعد عن الموبايلات التاتش علشان ما يشوفش أي خبر لو عمل سيرش عن أي حد،
وجبت أكل، وروحت له على هناك، وأنا بحرص من إن حد يكون ماشي ورايا.

وبعد ما اطمنيت إني مش متراقب، كملت طريقي سريع على هناك.

خبطت، وبعد دقيقة فتح لي...
واستقبلني بوش وملامح جامدة، 
كان فاقد للحياة تمامًا، وكاره الاختلاط بأي حد،
زي ما كره شوفتي وولالي ضهره مبتعد عني.

روحت وراه، وأنا عطفي وشفقتي عليه ظاهرين على وشي ونبرة صوتي غصب عني.
حطيت الأكل على الترابيزة، وقلت بهدوء:

– عامل إيه دلوقتي؟

ما جاوبش بحرف، وكأن الكلام تقيل على لسانه.
قعدت جنبه، خرجت العدة من جيبي، وقلت:

– خلي ده معاك، لو في حاجة كلمني.

تعلقت عينه عليه للحظات، وبعدين خده مني بدون أي اعتراض.
توهج وشي ولمع جوايا بريق أمل إنه ممكن يخرج من حالته مع الوقت. 
وقلت وانا بفتح الاكياس:

– ما كلتش طبعًا... أنا جبت لك أكل.

طلعت الأكل من الشنط، وحطيته قدامه على الترابيزة، وقلت:

– كل الأكل اللي إنت بتحبه جبتهولك. كُل.

ما قدرش يقاوم شعوره بالجوع، وجريت عينيه على الأكل،
ولكن ما حاولش يمد إيده، وكأنه خايف يخرج من يأسه،
والحزن اللي دافن نفسه فيه...
مسكت حتة من الفرخة، قدمتها له، وقلت في هدوء:

– كُل دي وبس، أنا عارف إنك ميت من الجوع.

فضلت عينه متعلقة عليها شوية، وبعدين خدها مني، وصرف وشه عني،
وبدأ ياكل، ولكن من غير نفس...
وكأن الأكل مليان مرارة، أو إنه باستسلامه لشعوره بالجوع بيخون نفسه.. 
رجع سابها من تاني، فقلت:

– الأكل ذنبه إيه؟
إنت جعان وكمان تعبان... كُل علشان تخف.

ما جاوبش ولا بصلي،
بس كنت شايف الشبح اللي جواه بيتشعل غضب مع كل كلمة بقولها، مكنش حامل صوتي ولا طايق إلحاحي عليه
ف قلت:

– خلاص، أنا هسيبك على راحتك،
بس ابقى كُل ضروري. لو احتجت حاجة كلمني.. انا ماشي 

قولتها، ومشيت باتجاه الباب،
فجاني صوت خافت، موجوع، بيقولي:

– رقم رقية معاك؟

التفت ليه، وقلت ببهجة:

– حالًا أجيبهولك!

وطى راسه وانا فورًا كلمت رقية، وقلت لها بصوت مبتهج تتصل من رقمها.
ردت بانشغال، متأملة من ابتهاجي خير:

– ليه؟

– اتصلي بس.

– طيب، طيب.

بعد لحظات، وصلني اتصال من رقمها،
رديت عليها، وقلت:

– اقفلي، هكلمك تاني.

– في إيه؟ قلقتني.

– حمزة عايز رقمك.

قالت بذهول:

– بجد؟

– آه. اقفلي دلوقتي.

بعد ما قفلت معاها، نقلت رقمها على تليفون حمزة، وقلت وأنا بمد إيدي بيه:

– أهو، ولو عايزها ممكن أجيبها لك.

قال بتبلد:

– مش عايز حد.

اختفت بهجتي، واستغربت طلبه لرقمها وهو رافض تيجيله، ولكن ما سألتوش...
وسبته على راحته، ومشيت من هناك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
                            #رقية 

استنيت اتصاله بفارغ الصبر.
كنت متخيلة إنه محتاجني وهيطلب مني اروحله واكون معاه. 
ولكن مر الوقت ومفيش أي حد اتصل.
قلقت، فكلمت ياسر وسألته، رد عليَّ بحيرة وقال:

_ معرفش ليه طلبه، كنت فاكره هيكلمك على طول.

زادت حيرتي ومبقتش فاهمة حاجة، فقلت:
_ هو كويس؟

_ زي ما هو..

_ متكلمش معاك؟

_ لا خالص..

_ طيب يا ياسر شكراً.

قفلت معاه ورجعت أستنى اتصال منه وأنا في قمة انشغالي،
وعدا الوقت ساعة ورا ساعة لغاية ما الليل جه، وقتها تليفوني رن برقم غريب.
خفق قلبي بقوة، فتحت بسرعة وقلت بلهفة:
_ حمزة؟

مجانيش أي صوت.
تلاشت بهجتي، وسألت باضطراب:

_ إنت؟

جاني صوته بعد لحظات، خافت ومبحوح:

_ عرفتي منين..

_ عرفت إيه؟

_ إن بـ..

سكت شوية وبعدين قال بصوت مخنوق:

_ إن زيدان كان عايز يقتلني، وإني مش ابنه...

_ مش وقت الكلام ده..

_ مش هقول كلام غيره، عرفتي منين؟

مشوفتش أي بريق أمل إنه ممكن يقول كلام تاني فعلًا،
وفهمت إنه مش مكلمني غير علشان السبب ده، فقلت:

_ من الراجل اللي بيمشي وراك..

_ إمتى؟ وإزاي؟

_ يوم ما كنت رايحة السوق قبل ما ترجع من تركيا، حازم وواحد تاني خدروني، بس هو أنقذني منهم، وخدني بيته، وهناك حكالي كل حاجة وطلب مني أعرفك إنه أبوك، وياخدك وتسافروا..

سكت. بس سكوته رعبني، فقلت:

_ حمزة، ساكت ليه؟

_ يعني حازم كان هيخطفك، وروحتي بيت الراجل ده، وأنا معرفش؟

تلعثم صوتي وقلت بخوف:

_ خوفت عليك..

قال بجفا

_ متبقيش تخافي عليّ، ولا أقولك... مش هخليكي تخافي تاني..

قلت بوجل:

_ قصدك إيه؟

قفل السكة في وشي وسابني هتجنن،
رجعت أتصل بيه... اتصال واتنين وعشرة... وهو مابيردش،
ف اتصلت بياسر وطلبت منه يروحله.. واستنيت كتير قوي لغاية ما رجع اتصل بيّ وقالي إنه ساب الشقة 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ

                             #حمزة

لأول مرة في حياتي أعوز أقابله واتكلم معاه 
وخرجت من شقة ياسر للسبب ده وبس،
وانا ماشي في الشارع من غير مقصد كنت متأكد إني هلاقيه مهما تأخر في الظهور وفين ما يوصلوني رجليا.

مشيت، مشيت...
لغاية ما وصلت عند الكوبري، وقفت هناك.
روحت بعيني على المية، وفضلت واقف مستنيه يظهر في أي وقت، وبدون أي محاولة مني إني ألاقِيه...

وزي ما عودني، وزي ما توقعت، سمعت وقع خطواته بتقرب مني بهدؤ، لغاية ما انتهى صوتها جنبي..

جاهدت علشان صوتي يخرج وقلت بدون الالتفات ليه: 
_ كنت عارف إنك هتلاقيني..

وقف جنبي، سند بكوعه على الكوبري، وقال بنبرة مشحونة بالود والحب اللي كانوا بيزيدوا وجعي أضعاف:
_ وأنا كنت عارف إنك هتدور عليّ...احنا الاتنين تعبنا في حياتنا، بس في النهاية كان لازم نتقابل.

توجهت ليه كلي وقلت باستهزاء:

_ ولما نتقابل هتكون النهاية السعيدة؟ ده اللي انت عايزه؟ عايزني أنسى أنا كنت مين وإيه؟
وأطنش إني طلعت ابن حرام؟ واوافق أسافر معاك نعيش زي اي أب وابنه  مش كده؟

_ ممكن تيجي معايا، وبعدين أجاوبك.

_ فين؟

_ البيت، هوريك حاجة..

روحت معاه بدون أي اعتراض، كنت عايز أعرف هيوريني إيه،
وعاوز يوصل لإيه.

ودخلنا البيت...
ولع النور، وانكشفت قدام عيني كل حاجة فيه.
جُلت بنظري في المكان
لغاية ما لمحت عيني صور كتير ليّا معلقة على الحيط.
مشيت على هناك بخطوات ثابتة، وهو بيتبعني بهدوء، ومن غير ما ينطق بكلمة...
وقفت جنب الحيط، وتنقلت بعيني على كل الصور المعلقة... كانت كلها صور لي أنا، في أعمار مختلفة...وصورة كبيرة مدمجة لي أنا وهو،
زي أي أب وابنه عاديين ومبسوطين مع بعض،
وكأنه اتربى معاه من صغره...

ضحكت بتعجب ممزوج بالسخرية وقلت:
_ تصدق؟ لو حد تاني غيري كنت صدقت إنها حقيقية...
بس إيه كل الصور دي؟

التفت ليه وتابعت: 

_جبتهم منين؟ ده أنا بقالي سنين مشوفتهمش، ونسيتهم..

حك حاجبه وزم شفايفه بشكل اكدلي انهم بيتواصلوا ف قلت 
_ بتتكلموا؟

مررت نظري في المكان، ادور عن اي حاجة تخصها وشوفت شنطتها...و إسورة وخاتم
محطوطين على البار جنب الكاسات والخمرة...

قلت باستهزاء:

_ ده انتوا مش بتتكلموا بس دي طلعت بتجيلك كمان..

فضل ساكت وكانه سايبلي الحرية للبحث واكتشاف الباقي بنفسي. 
ف دخلت أوضة النوم أدور عن حاجة تأكدلي إنها مش بس بتجيله، وكمان بتتعامل معاه على إنه جوزها...
وزي ما توقعت، لقيت... لقيت روب وقميص،
وريحة البرفان بتاعتها مالية المكان...

محستش بحاجة، كأن شعوري مات...
وأحس ليه؟
في الأساس، أي بني آدم طبيعي هيحب يشوف أبوه وأمه مع بعض...

التفت ليه وقلت باندهـاش مصطنع: 
_ وعايشين زي أي اتنين متجوزين كمان...
بس تصدق؟ ما زعلتش...الموضوع يختلف عن لو صدام هو اللي شاف المنظر ده، او لو كنت لسه فاكر إني ابن زيدان...
ولا إيه رأيك إنت يا... يا عز؟

تنهد وقال:

_ اديك عرفت كل حاجة، وعارف من الاول اني مليش غيرك، وانت كمان مبقالكش غيري، انساهم وتعال معايا يا حمزة..

قوست بوقي بتعجب مصطنع، مستهزئ بكلامه،
فـ تابع وهو بيقرب مني...

_ أنا بتكلم في مصلحتك… اللي أنا الوحيد اللي بهتم بيها.
دلوقتي أمك البوليس بيدور عليها عشان حاولت تقتل زيدان، وهيقبضوا عليها وهتتسجن لغاية ما تموت في السجن. 
وزيدان كان عايز يقتلك، ولو فاق هيحاول تاني،
وياسين كان السبب إن البوليس يدور عليك علشان يحققوا في نسبك، وبالتالي الصحافة هتتدخل، وهتكون سيرتك قضية رأي عام، وكل اللي عنده كلمة هيقولها.

_ اه، وانت بقى طوق النجاة اللي هينقذني من كل ده؟ طيب وماما يا… يا بابا، حبيبتك اللي بتخون جوزها معاك 
هنسيبها ونمشي؟

خرج عن هدوئه وقال:

_هنسيبها علشان هي عايزة تتساب وتفضل هنا متمسكة باسم عيلة فياض.
أمك السبب في كل اللي بيحصل ده بطمعها وحبها لتملك 
هي اللي سابت زيدان أول ما عرفت إني خرجت من السجن، وجت تجري عليا، واتحايلت عليا علشان نرجع حتى قبل ما تطلق…وهي اللي رجعت لزيدان وهي حامل من واحد تاني وكتبتك باسمه… وهي…

قاطعته وقلت:

_  لأ اصبر… أمال كانت هتسميني باسم مين؟
ولا كنت عايزها تسقطني؟

ارتبك وقال: 

_ لأ، أنا بقولك إن كل المشاكل دي هي السبب فيها.
انا كلمتها كتير، وقلتلها ناخدك ونهرب من كل ده، بس هي مفكرتش غير في نفسها ومنظرها قدام الناس.
واهوه ضيعت نفسها… وضيعتك إنت الأول ولسه.
أمك ضحاياها كتير، ومش مستبعد إن الدور الجاي يكون عليّ.
دي دفعت لناس يضربوا ياسين بالرصاص علشان  وقف في طريقها…

مفهمتش هو بيقول كده ليه،  كارهها ولا بيحاول يكرهني انا فيها ويوهمني ان مفيش حد يهمه امري وبيخاف عليّ غيره، بس اي ان كان، كلامه ده ريحني. 
وقلت: 

_ طيب… وياترى هي عارفة إن عشيقها ده رأيه فيها؟

تنهد وقال:

_يا حمزة افهمني، أنا ميهمنيش مخلوق غيرك إنت.
ومدام عرفت الحقيقة، دور كاميليا انتهى،
ولو حاولت تمنعنا نسافر ونبعد عن مشاكلها، أنا هقفلها."

مدلي إيده وتابع:

_ تعالى نمشي ونسيبلهم الدنيا… بصراعاتها ومشاكلها وقسوتهم، ونبعد.
أنا أعوضك عن حب الأب اللي ما عشتهوش،
وانت تكون ابني وتتمتع بكل فلوسي…انا معايا فلوس كتير قوووي هناك،  مش هتحس ان ناقصك حاجة …"

_عرضك مغري قوي… بس ما أغرنيش…لأني كده كده كنت عايش في فلوس كتير قوووي، ومكنش ناقصني حاجة.

بعدت ايده الممدوده ليّ وتابعت :

_ انت عايز تعوض ناقصك بيّ، بس انا عمري ما هكون العوض ليك عن إنك مش هتقدر تخلف تاني.

قولتها ومشيت باتجاه الباب، لحقني، مسك إيدي وقال:

"حمزة، استنى… بلاش تخرج، محدش هيسيبك في حالك هنا… هتلاقي مليون واحد زي حازم يعايرك… امريكا انسب ليك،  خلينا نمشي …"

خدت إيدي منه وقلت :

_ انت وهي اللي اختارتوا لي ده… وأنا هعيشه.
وبرضو… مش هروح معاك.. 

قولتها وخرجت من الأوضة وأنا مش بفكر في حاجة غير إني ألاقيها، وأقولها كل اللي قاله، وأشوف شكلها لما تعرف إن اللي ضيعت الكل عشانه… كان بيستغلها.

مشيت متجاهل مناداته عليّ…
لحقني، وقف قدامي فارد ايديه، يمنعني اكمل. 
منظره كان بيثير اشمئزازاي وغضبي في نفس الوقت، 
مكنتش طايق شكله قدامي ولا عشمه بإني ممكن اتقبله اب ليّ .. 
كان متصور انه بشوية كلام وهتمام وفلوس هيشتريني وهجري عليه زي العيل الصغير...
كان لازم يفوق لنفسه وينسى الوهم اللي في دماغه كل الوقت ده.
 توجهت ناحية البار اللي كان بيبعد عني بخطوتين وبس.
مسكت إزازة، وضربته بيها فوق دماغه

تأوّه بصوت عالي، وشوفت خيوط الدم بتسيل على وشه،
وهو بيحاول يستند على أي حاجة قبل ما يوقع…

طالعته بكره واحتقار، ومن غير أي شعور بأي صلة بيني وبينه،
لسه غريب… وهيفضل طول عمره غريب…
قلت :

_يمكن الضربة دي تفوقك لنفسك… وتنسى حوار إنك أبويا ده.. 
سيبته يتحسس الخبطة فوق دماغه وخرجت من عنده، ورحت الفيلا أدور عليها.. 
فتحتلي تيتا،
ولما شافتني شهقت بصدمة، وسريعًا ظهرت دموعها بتملى عينيها، وفردتلي إيديها…

قابلت لهفتها بتبلد ومشاعر باردة.
بعدت إيديها وطلعت فوق.
درت المقبض بعنف ودخلت.
دورت بعيني في كل زاوية، ما لقتهاش…

رجعت من تاني تحت.
كانت تيتا ورحمة واقفين هناك، بيبصوا لبعض…

سألت بجمود:

_فينها؟

قالت بصوت مبحوح:

_مجتش يا ابني… تعال…

افتكرت كلامه لما قالي إنها هربت…
واستوعبت غبائي اللي صورلي إنها ممكن ترجع الفيلا تاني…

ومشيت من تاني، وصوت تيتا بيلحقني… بتطلب مني ما أمشيش…كملت طريقي للخارج متجاهل مناداتها…

وفي طريقي، شوفت عمي ياسين وصدام داخلين من البوابة بعربية عمي ياسين.
وقفت مكاني لغاية ما نزلوا، وجه صدام ناحيتي بخطوات سريعة، قلقه بادي على وشه، وقال وهو بيتفحص شكلي بعنيه:

_جاية ليه؟

_جاي علشان حاجة… وهامشي من بيتكم.

حرّك لسانه علشان يرد، ولكن صوت عمي ياسين قاطعه وهو بيقرب مننا:

_مختفي فين؟ بندور عليك من امبارح.

_مين بيدور؟… البوليس؟

وطى راسه وسكت، فقلت:

_ مش قادر تقول انك بلغت وعاوزين يحققوا في نسبي؟ قولهم مش ابنه.

جيت أمشي، فوقفني وقال:

_ استنى، إحنا مشكلتنا مش معاك، وأي حاجة حصلت مش هتأثر على علاقتنا بيك، ولا هتغير حقيقة إنك واحد مننا…
بس أمك خانت أخويا، وخلفتك من واحد تاني،
وكمان حاولت تقتله، وإحنا بندور على حقه، مش عاوزين نتبرى منك …

_ما تقولش أمك، أنا مليش أمهات ولا أباهات.
أنا عايز بس أشوفها… وبعد كده اعملوا اللي تعملوه فيها.

_ ما نعرفش هي فين، أمك هربت…بس إنت لازم تروح تشهد باللي تعرفه 

_ إيه اللي أنا أعرفه؟

_ عارف كتير يا حمزة…عارف مين قالك إنه كان هيقتلك، وعارف مين اللي عرفك إنك مش ابنه.. 

_لأ أنا معرفش…

التفت لصدام وقلت: 

_ بس صدام يعرف، كان متفق هو ومراتي عليا وعايزين يسفروني  علشان معرفش الحاجات دي كلها…إسأله. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ

                          #صدام

حطني في موقف وحش قوي قدام عمي،
اللي نسيه هو وسابه يمشي، وتوجه ليا بالكامل وقال باستنكار:

– كنت عارف إن حمزة مش أخوك من أبوك وساكت؟

قلت بلخبطة وانا بتهرب من نظراته: 

– معرفتش غير منك، أنا عرفت بس إن بابا كان عايز يقتله في يوم الفرح... والباقي توقعته.

مقتنعش بكلامي وقال: 

– ومقولتش ليه؟ ولا بتحمي امك؟

نزلت دموعي اللي جاهدت علشان أخبيها، وطيت راسي وقلت:

– آه..."

قال بغضب:

– آه؟! ده يمكن كمان كنت عارف إنها هي اللي رمت أبوك من فوق وبرضو ساكت علشان تحميها؟

– معرفش، وانت نفسك مش متأكد، وكلامك تكهنات مش أكتر.

ذم شفايفه وقال: 

– تكهنات؟، امك كانت فوق قبل دخول مديحة وتقولي تكهنات، طلع حمزة مش ابن زيدان وتقولي تكهنات، هربت لما سرها اتكشف والبوليس مش لقيها وتقولي تكهنات..
 طيب يا صدام... ولو أبوك بنفسه صحي وقال إنها هي اللي عملت فيه كده؟  هتعمل ايه،  هتسكت علشان تحميها بردو؟ 

مكنتش محتاج كلام تاني علشان أتأكد إنها هي فعلاً اللي حاولت تقتله،
بس كنت بكدب نفسي لآخر لحظة.
رديت وقلت:

– لو هي... أنا هسلمها للبوليس بإيدي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
  
                         #مديحة

صوت خبط قوي وغريب على باب البيت خلانا أنا وفيروز نسيب اللي في إيدينا ونبص لبعض بهلع.
قومت من مكاني وفتحت الباب، لقيت راجلين غريبين أول مرة أشوفهم.
قال واحد منهم بصوت حاد:

– إنتي مديحة؟

– أيوه أنا... إنت مين؟

– عايزينك في القسم.

شهقت بصدمة وقلت وأنا بضرب على صدري:

– يامصيبتي! قسم ليه؟

– تعالي معانا وهتعرفي.

جت فيروز تجري ووقفت جنبي وقالت بقلق شديد:

– قسم ليه؟ ماما معملتش حاجة!

تنهد بزهق وقال:

– يلا يا ست، متخلنيش آخدك بالقوة.

وقفت فيروز بيني وبينه وقالت:

– يلا فين؟! ماما عملت إيه علشان تروح أقسام؟

قال بحنق:

– مطلوبة لشهادة. امشي معايا... هاتها يا ابني.

دخل الراجل التاني، مسك دراعي وخدني ورا الظابط.
طلبت من فيروز تقعد في البيت، لكنها تجاهلت طلبي وطلعت معايا في العربية.

ولما وصلنا القسم كان صدام هناك، واقف برا المكتب ، عاقد إيديه قدامه، وتايه في دنيا تانية. وكأنه مش حاسس بحد من اللي رايحين جايين قدامه
قربت منه وقلت:

– جبتني ليه هنا يا ابن كاميليا؟

انتبه لي، لكنه تجاهل كلامي، وراحت عينه ناحية فيروز اللي واقفة بعيد.. 
خدني العسكري دخلني للظابط، وهناك لقيت ياسين قاعد عنده.
ألقى العسكري التحية وقال:

– تمام يا فندم.

أشر له بالخروج. وقالي: 

– اقعدي يا مديحة.

قلت باضطراب: 

– أفهم الأول... جايبني ليه؟ أنا قلبي وقع في رجلي.

–  عاوزين نتكلم معاكي في حادثة زيدان فياض

وجهت صوابعي للسما وقلت:

– والمصحف الشريف ونعمة ربي يا حضرة الظابط، ما لمسته! أنا حلفتلهم إني ما وقعته.

قال ياسين بضيق:

– محدش بيتهمك دلوقتي، هما طالبين شهادتك.

هدي روعي نسبياً وقلت: 

– شهادتي أنا؟!

قال الظابط:

– أيوه، انتي شاهد مش متهم... اقعدي بقى.

قعدت على الكرسي المقابل لياسين وقلت:

– قعدت يا بيه، اتفضل.

قال موجهًا كلامه لكاتب المحضر:

– اكتب يا ابني...

بصلي وتوجه لي بالسؤال: 

_ اسمك وسنك.. 

قولتله وانا كلي رهبة وخوف من الموقف ده ف تابع أسألته وقال: 

– كنتي فين وقت الحادثة؟

– كنت في جنينة الفيلا وسط المعازيم ولما دخلت الفيلا لقيت زيدان واقع على الارض.. 

– فاكرة إيه السبب اللي خلاكي تدخلي ؟

– ايوة يابيه فاكرة... بنتي العروسة اختفت هي وعريسها، دخلت أشوفها.

– اختفت يعني إيه؟

– مكنتش موجودة وسط المعازيم.

بص لياسين وقال:

– إيه رأيك في الكلام ده يا ياسين باشا؟

– مش فاكر الحقيقة، كنت مشغول، لأنه كان كتب كتابي أنا كمان.

قلت:

– يا بيه ونعمة الشريفة، ده اللي جرى! واسألها هي وجوزها، هيقولولك إنهم سابوا المعازيم.

– طيب يا مديحة، لما دخلتي شوفتي إيه بالظبط؟

– شوفت زيدان واقع على الأرض وسايح في دمه.

– كان فاقد الوعي؟

– لا، كان لسه فايق وبيحلفني ألحقه.

– تلحقيه من حد ولا تنقذيه عشان ميموتش؟

– علشان ميموتش يا بيه.

– لاحظتي وجود حد غيرك في المكان؟

– أنا لما دخلت مشوفتش حد، بس بعدين شوفت كاميليا مراته جاية من أوضتها فوق، تصرخ وتقولي قتلتيه".

– كانت فوق قبل مانتي تدخلي؟

– آه يا بيه.

– مبانش عليها أي حاجة؟

– حاجة إيه؟

– خوف او ارتباك أوحالك إنها ممكن تكون هي اللي وقعته؟

– لا يا بيه، مبانش...

– مفكرتيش إنها هي اللي زقته واستخبت؟

– هي قادرة وتعملها، بس الله أعلم يا بيه، أنا مشوفتش حاجة، مكدبش وربنا شاهد.

بص هو لياسين لبعض، وبعدين تنهد وقال:

– طيب، خدتي بالك من وجود أي خلافات بينهم قبل الحادثة؟

– لا، دول كانوا زي السمن على عسل.

تنهد بضيق وقال: 

– طيب قوليلي يا مديحة، سمعتي إن حمزة ابنها، من شخص تاني غير زيدان فياض؟

شهقت بصوت عالي وقلت:

– مش ابنه؟!

– يعني مسمعتيش أي طرطيش كلام؟

بصيت لياسين ومكنتش عارفة أتكلم ولا أسكت، فقال الظابط:

– بصيلي هنا.

– نعم يا بيه؟

– سمعتي حاجة عن الموضوع ده؟

قلت بربكة: 

– سمعت... بس قبل ما حمزة يتولد.

حدق ياسين فيها بذهول وقال:

– قبل ما يتولد؟

قال الظابط:

– لو سمحت.

اعتذر ياسين وسكت، فقال الظابط:

– سمعتي إيه بالظبط يا مديحة؟

قولتله كل اللي سمعته، فقال ياسين وكأنه بيفتكر:

– صح يا حضرة الظابط، هي كانت سايبة البيت شهور، وكانت عايزة تطلق، ورافضة أي محاولة للصلح، وقالت متنازلة عن كل حقوقها بس يطلقها.
لكن فجأة رجعت لوحدها، وفعلاً معداش وقت كبير وقالت إنها حامل.

بص لي الظابط وقال:

– طيب وانتي مجبتيش سيرة بالكلام ده لحد؟

–  قلت لزيدان نفسه قبل فرح ولاده، بس كدبني... حتى كلامه عن التحليل قال محصلش، واتخانق معايا خناقة كبيرة قدامهم كلهم.. وعلشانها هما اتهموني إني انا اللي حاولت اقتله.. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ꧁꧂ـــــــــــــــــــــــــــ
 
                        #فيروز

وقفت بعيد لما شوفته هناك...
كنت بجبر نفسي أبعد عنه، علشان ميكونش بيني وبينه كلام ولا في حاجة تخليني أحن وارجعله تاني وهو بالشكل ده.
وبعد دقايق، وكل واحد فينا واقف في ناحية، تحرك من مكانه ومشي.
هو اللي محاولش يكلمني...مكنتش فاهماه، هل صدق ما لقاها؟ ولا تعبان بالقدر اللي مخليه مستغني عن كل اللي في حياته؟

                         صدام

مشيت من هناك بالعربية وأنا تايه...
مش عارف رايح فين، ولا محدد وجهة.
وفجأة وعلى بعد مسافة كبير من قسم الشرطة وقفت عربية في طريقي، وخرج منها أربعة، حاوطوا عربيتي، وقال زعيمهم:

– كاميليا هانم باعتانا ليك...وقالتلنا منروحلهاش من غيرك
تعليقات



<>