رواية بعينيك اسيرالفصل الثاني والعشرون22بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل الثاني والعشرون22
بقلم شهد الشوري
بعد مرور عدة أيام، كان سفيان يجلس داخل الزنزانة، حيث تم إلقاء القبض عليه بعدما شهد الجميع عليه أنه الفاعل، وباعترافه أيضًا!

أخذ يعيد حساباته من جديد، كم كان مغفلاً وأحمق عندما سمح لهم بالتلاعب به هكذا... دمروا حياته، أو بالأصح، هو من سمح لهم بذلك. لا يعرف بأي عين سيطلب منها السماح على ما اقترفه بحقها 
بينما على الناحية الأخرى، كانت عيناها تغرقان في ظلام دامس فتحت جفنيها ببطء، فقط لتواجه سطوعًا مؤلمًا أرغمها على إغلاقهما مجددًا عادت لتكرر المحاولة، هذه المرة مترددة، حتى اعتادت عيناها على الضوء الخافت الذي غمر الغرفة....شعرت بألم يمزق كل جزء من جسدها، وكأن النار تشتعل في أعماق خلاياها. حاولت رفع يدها، لكن وزن الجبيرة الملتفة حولها كان أقوى من إرادتها المنهكة
استدارت بنظرها نحو يدها الأخرى، فإذا بها مقيدة بذات القيد. ارتجف قلبها عندما وقعت عيناها على قدميها، حيث غطتهما الجبائر أيضًا. كل شيء كان يوحي بالضعف والعجز. ذاكرتها انفجرت كبركان غاضب، تقذف بصور تلك الليلة الكريهة إلى وعيها، كأنها وسمت على روحها إلى الأبد. ليلة لا تحمل سوى الظلم، الذل، والوحشية التي اغتصبت براءتها وألقت بها إلى هاوية من العذاب.
دمعة انحدرت على وجنتها كرسالة صامتة، لكنها لم تكن وحدها سرعان ما تبعتها أخرى، ثم أخرى، حتى امتلأت الوسادة أسفلها برطوبة انكسارها ارتفعت شهقاتها، مكتومة في البداية، ثم متفجرة كصوت قلب ينهار كانت تبكي بحرقة لم يسبق لها أن شعرت بها من قبل، كأن كل دمعة تنزف من روحها، لا من عينيها
وسط صخب بكائها، لم تنتبه لدخول الطبيب "فارس" إلى الغرفة لكنه وقف عند عتبة الباب، متجمّدًا في مكانه، عاجزًا عن التصرف...ماذا يمكن أن يقول؟ كيف يمكنه أن يضمد جراحًا لم تتركها السكاكين، بل كلمات وأفعال شوهت أعماقها؟ لا توجد كلمات في هذا العالم تستطيع أن تواسي فتاة تعرضت لكل تلك الأهوال في ليلة كان من المفترض أن تكون بداية لفرح جديد!!!
وقف صامتًا، مراقبًا الحطام البشري الذي تركه ذلك الوحش الذي يُفترض أنه رجل....لقد حطمها، دمرها كزهرة اقتلعت من جذورها وسحقت تحت أقدامه البشعة...احتقار فارس لذلك المخلوق كان يفوق كل وصف، لكن شفقته عليها كانت أعمق من أن توصف!!!!!
حمحم منظفاََ حلقه ثم ردد بابتسامة لطيفة :
صباح الخير
انتفضت في مكانها، تحدق به بارتباك بينما رسم هو على شفتيه ابتسامة مرحة، يحاول تخفيف وطأة اللحظة عنها وهو يقول:
اما انتوا البنات خميرة عكننة تموتوا في النكد، ينفع كده واحدة تصحي من النوم بعد أيام طويلة أول حاجة تعملها تعيط
لم تهتم بما قال وسألته بتعجب :
مش انت....اتقابلنا عند كارم صح !!
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
مظبوط انا فارس اتقابلنا عند كارم حضرت فرحك وانا اللي بعالجك كمان !!!
صمتت وظلت تنظر للفراغ بشرود، ودموعها تنساب على وجنتيها....فسحب مقعدًا ثم جلس بجانبها قائلاً بابتسامة صغيرة:
اسمحيلي أتدخل وآداخذ من وقتك خمس دقايق، هقولك كلمتين لو ضايقوكي...كأنك ماسمعتيش حاجة
أومأت له برأسها بصمت، فتابع فارس بهدوء :
بلاش الضعف اللي انتي فيه ده.... بلاش تستسلمي كده، لو مش عشانك، يبقى عشان الناس اللي واقفين ورا الباب ده، لو تعرفي كام واحد واقف بره مستني بس يطمن عليكي وإنك تقومي بالسلامة
تنهد ثم تابع حديثه بشفقة عليها :
أنا معرفش إيه الحكاية وإيه اللي حصلك، ومش عايز أعرف أنا بس عايز أقولك إن مش ده اللي تزعلي عليه، ولا حتى تزعلي منه اللي تهوني عليه يوصلك للحالة دي، اعرفي إنك هتهوني عليه طول عمرك......كفاية إنه قتل أب..
صمت ولم يكمل جملته، ولم تكن هي غبية حتى لا تفهم وضعت يدها بصعوبة على رحمها تتلمس مكان الجنين، ودموعها تنساب بصمت وحزن.....ثم سألته بقهر :
خسرته مش كده !!!!
أومأ لها بصمت وشفقة، انتظر لحظات ثم استأنف حديثه قائلاً :
اللي حصل صعب، بس شوفي الجانب الإيجابي من اللي حصل. إنتي عرفتي اللي قدامك واحمدي ربنا إن الموضوع خلص على كده مش أحسن ما كان ابنك يتولد ويلاقي أب زي ده ليه وإنك بدل ما تخلصي منه تلاقي اللي يربطك بيه العمر كله
أخرج محرمة ورقية من جيب بنطاله، بينما هي تردد بداخلها بغضب كبير وشر :
ابدًا، مخلصتش على كده!!!
مد يده بها ناحيتها، فأشارت بعينيها نحو يدها المجبرة، ليردد فارس بحرج :
آسف نسيت، تسمحيلي
قال الأخيرة وهو يمد يده تجاه وجنتها مجففًا دموعها، التقت عيناه بعينيها للحظات، سرعان ما ابتعد بحرج قائلاً :
أنا كنت جاي أطمن عليكي، وبصراحة مقدرتش أمنع نفسي إني أقولك الكلام ده. لما دخلت و شوفت حالتك، شوفت في عينك واحدة مستسلمة للي حصل وكأنها نهاية العالم. مع إن العكس، ساعات كتير بنكون فاكرين إننا خلاص وصلنا لنهاية الطريق وإن دي النهاية، بس الحقيقة إن كل نهاية بداية حياة جديدة، وبدايتها في إيدك إما تختاري تكملي في اللي فات، أو تختاري تبدتي من جديد وكأن الماضي ده معداش عليكي من الأساس
منحها ابتسامة صغيرة ثم وقف قائلاً :
حياتك في إيدك، وإنتي اللي بتختاري... إنتي عاوزة تكملي في إيه وتعيشي إزاي وأخيرًا، آسف لو كلامي ضايقك وآسف لو أزعجتك على الصبح كده....بإذن الله، تقومي بالسلامة
ثم تابع بمرح وهو يتوجه ناحية الباب :
هطلع أطمن الجيش اللي بره، وشوية وكلهم يدخلوا يطمنوا عليكي
ما إن وضع يده على مقبض الباب، أوقفته قائلة:
يا دكتور
التفت إليها، فمنحته ابتسامة صغيرة باهتة، ثم قالت :
شكرًا على كلامك
ابتسم ثم غادر الغرفة. مر وقت قصير وكان الجميع بغرفتها أولهم عليا التي ركضت نحو ابنتها تلثم كل إنش بوجهها بحب، والدموع تنساب من عينيها وهي تردد :
الف سلامة عليكي يا حبيبتي، الحمد لله إنك قومتي بالسلامة وبقيتي بخير
ثم تابعت بقهر ودعاء :
منهم لله اللي كانوا السبب.....ربنا ينتقم منهم
ابتلع عمار غصة مريرة بحلقة، يقف في المنتصف لا يعلم بأي عين سيدافع ويقف بجانب شقيقه... ابتلع بضيق دعاء عليا على شقيقه وعلى جدته و لأول مرة في حياته يشعر بالخزي لكونهما عائلته!!!
زجر رأفت عليا بعينيه قائلاً بعتاب :
عليا، إحنا قولنا إيه
انتحبت أكثر، قائلة بدموع وقهر :
عايزني أشوف بنتي كده؟ ومدعيش على اللي كان السبب في حالتها دي؟ غصب عني يا رأفت
تنهد رأفت بحزن، ثم دنى من ابنته ولثم جبينها بحب قائلاً بصوت مختنق :
الف سلامة عليكي يا قلب أبوكي
اقترب سالم هو الآخر، قائلاً بحنان:
سلامتك يا غالية
استقبلت كلمات الجميع بابتسامة صغيرة ممتنة لوجودهم لتتفاجأ بحضور كارم حتى والدة لينا المريضة جاءت لأجلها و كذلك قصي وسيلين كم هي ممتنة لتلك المواقف الصعبة التي تبين للأنسان معادن الناس الحقيقة
ردد سالم بقوة :
حقك هيرجع لغاية عندك يا بنتي، دلوقتي هو مرمي في الحبس لسه لما تقولي شهادتك واللي عمله فيكي ده غير اللي لسه هيحصله مننا
رددت ميان بصدمة :
سفيان في الحبس !!!
اومأ لها رأفت قائلاََ :
ايوه تاني يوم علطول من دخولك المستشفى و هو في الحبس.....الظابط على وصول عشان ياخذ أقوالك
صمتت ميان وبالفعل مر وقت قصير جداََ وحضر الضابط وبعد ان أخذ أقوالها غادر لتمر لحظات وكان رأفت يندفع لغرفة ابنته قائلاََ بغضب :
انتي جنسك ايه بعد كل اللي عمله فيكي برده طلعتيه من الحبس واتنازلتي عن حقك، عندك كرامة و دم زي البشر و لا ايه بالظبط....اللي بيجري في عروقك ده ايه
ألمتها كلمات والدها وأدمت قلبها خاصة انه نطق بها أمام الجميع الذي دخلوا خلفه ليهدؤه، فنفت برأسها قائلة بغموض ونظرات عتاب له :
مظبوط طلعته من الحبس، لكن اتنازل عن حقي مش هيحصل يا بابا !
باليوم التالي خرج سفيان من القسم متوجهاً حيث تلك المرأة ليكون اول لقاء بينه وبينها بعد سنوات طوال، لديه اسئلة لا اجابة لها سوى عندها
- سفيان !!
قالتها كاميليا بصدمة ما ان فتحت باب غرفتها بالفندق الذي تقيم فيه حالياً بعد ان طردتها عاليا ورأت سفيان أمامها
افسحت له المجال ليدخل وما ان أغلقت الباب اقتربت منه و كادت ان تحاوط وجهه بيدها قائلة بحنان زائف :
ابني حبيبي
لكنه تراجع للخلف غير سامحاً لها بلمسه مردداً بسخرية مريرة وعدم تصديق :
ابنك !! ، بجد انا ابنك طب انتي متأكدة انك شلتيني في بطنك تسع شهور متأكدة انك أمي....وأنا ابنك !!
صمتت ولم تجيب فقط ستأخذ دور للمستمع حتى تعرف ما سبب زيارته ولما يقول هذا الحديث وخاصة الآن بالتحديد فتابع بعدم تصديق :
لو انتي أمي فعلاً، جالك قلب ازاي تعلمي في ولادك كده دمرتي حياتي وحياة عمار عشان ايه !!!
ثم صرخ عليها بغضب و قهر :
عشان الفلوس يا شيخة ملعون ابو الفلوس اللي تخلي أم تعمل في ولادها كده ، ذنبه ايه عمار عشان تدمريه وهو لسه في بداية حياته ، انا ذنبي ايه تخدعيني كل السنين دي ، ميان ذنبها ايه يحصلها كده ، بعدتيني سنين عن الوحيدة اللي حبيتها من قلبي ليه
ثم أشار بيده نحو قلبها قائلاً بغضب :
هنا مستحيل يكون فيه قلب زي البشر هنا في حجر فيه سواد وقرف و بس
رددت كاميليا بقهر ينهش قلبها منذ زمن :
هنا فيه قلب بيحس وبيتوجع وبيحب بس هما استكتروا عليه كده
سألها بسخرية :
هما مين !!
ردت عليه بسخرية مريرة :
كلهم ، انت ملكش ذنب ولا عمار ليه ذنب ولا حتى ميان ولا ابوك كان ليه ذنب ، الذنب ذنب عمك و كوثر وفريدة الذنب ذنب ابويا وذنب عليا ورأفت كلهم السبب !!!
سألها سفيان بغضب :
طالما ملناش ذنب ليه كده ، محدش فيهم اتسبب ليكي في اذى عشان تقولي عليهم كده.....الذنب ذنبك انتي وبس
سالته  وغل :
تعرف منين اذوني ولا لأ اللي بتدافع عنهم دول اخدوا مني أجمل سنين عمري.....عشت حياتي كلها في وجع بسببهم
صرخ عليها بغضب واشمئزاز :
مفيش أم تأذي ولادها و تعمل فيهم كده مهما كانت اسبابك مش هقبلها ولا عمري هقبلها اللي زيك متستاهلش تكون أم ولا زوجة ولا أخت اللي زيك متستاهلش تكون بني ادمة اصلاً
ابتسمت كاميليا وقالت بتهكم :
ماتشوفش نفسك عليا اوي كده، كلكم وحشين واسود من جوه بس الفرق اني كنت صريحة....حتى انت نسخة مني تصرفاتك كلها كأني انا بالظبط اللي انا عملته في شريف انت عملته مع ميان وخالتك أنا وانت نسخة من بعض بس انا على اسوأ شوية
ثم تابعت بسخرية :
عمار هو اللي شبه ابوك في كل حاجة مخدش حاجة مني زيك ويمكن ده من رحمة ربنا بيه
نظر لها بغضب كبير لتفاجأه بذلك السؤال :
نرمين فين يا سفيان !!!
رد عليها بغضب :
في المكان اللي تستحقه ولولا انك للأسف أمي كان زمانك معاها ومكنتش هرحمك
رفع اصبعه بوجهها قائلاً بغضب وتحذير :
مش عايز اشوفك ولا المحك ابعدي عن حياتي قسماً بالله المرة الجاية ما هرحمك وجربي كده وشوفي اللي هيحصلك
قال ما قال ثم غادر صافعاً الباب خلفه بقوة تاركاً اياها في تساؤلاتها وخوفها من القادم !!
بالمستشفى فتحت عيناها ببطيء عندما شعرت بيد تتلمس خصلات شعرها بحنان و كذلك وجهها لتحتد نظراتها ما رأت الفاعل " زاهر " فصرخت عليه بغضب :
انت بتعمل ايه هنا ، اطلع بره !!
اقترب منها قائلاََ بصوت خفيض :
حبيبتي وطي صوتك متخافيش مني ، انا بس كنت جاي اطمن عليكي وحياتك عندي حقك هيرجع هخليه يتمنى الموت على اللي عمله فيكي
ثم تابع بعتاب :
شوفتي اختيارك الغلط وصلك لفين وهو عمل فيكي ايه الغبي لو انا مكانه عمري ما كنت هعمل فيكي كده ابداََ، شوفتي ان انا بحبك وهو لأ
صرخت عليه ميان بغضب :
تولع انت وهو في ساعة واحدة غور بره.....اطلعوا من حياتي بقى
رد عليها زاهر بضيق :
انا مش هرد على كلامك ده عشان عارف انك متضايقة من اللي حصل ، بس ليه تكرهيني انا عمري ما اذيتك بالعكس انا اكتر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها ادي لنفسك فرصة بس تعرفيني و انا متأكد انك هتحبيني زي ما بحبك بالظبط
قال الأخيرة بصوت حزين متوسل فصرخت عليه بغضب :
اللي زيكم ميعرفوش الحب واحد بحقارتك دي و قلبك الأسود و عمايلك عمر ما يكون في قلبه ذرة حب....لأن الكره و الحب ميجتمعوش مع بعض
صرخ عليها بغضب :
انا وحش و زبالة بس تعرفي ايه عني اصلا ، تعرفي عشت ايه و لا شوفت ايه دخلتي جوه قلبي عشان تحكمي عليه انه مش بيحب و لا يعرف الحب ، انا حبيتك و دي حقيقة لازم تتقبليها و يكون كويس لو تتقبليها بسرعة لأن من هنا و طالع هكون جزء من حياتك مش هتغيبي عن عيني لحظة وقريب اوي.....هتكوني ليا يا ميان
صرخت عليه بغضب :
اطلع بره و مش عايزة اشوف وشك تاني ، ده انا اموت و لا أكون لواحد زيك
كاد ان يرد لكن باب الغرفة فتح و دخل منه فارس الذي كان يمر من أمام باب الغرفة و سمع صوت صراخهم العالي، فقطب جبينه قائلاََ بجدية لميان :
في حاجة !!
تدخل زاهر قائلاََ بحدة :
انت مالك روح شوف شغلك و غور من هنا
رفع فارس حاجبه ثم دخل للغرفة ليقف امامه قائلاََ بتحدي :
لو ما شوفتش شغلي وغورت من هنا ايه اللي هيحصل يعني !!
رد عليه زاهر بغضب :
هيكون اخر يوم ليك في المخروبة دي، انت مش عارف انا مين بتلفون واحد مني ارميك بره
فارس بتهكم :
لو تعرف اعملها بس يا ترى في واحد بيتطرد من حاجة ملكه !!!!!
ثم تابع بتحدي :
فارس الحسيني....صاحب المستشفى !!!
ردد زاهر بغضب :
حصلنا الرعب
ابتسم فارس بزاوية شفيته و تجاهل الرد عليه ثم نظر لميان قائلاََ بهدوء :
الأخ مضايقك في حاجة !!
ردت عليه ميان بضيق :
خرجه بره من فضلك
اومأ لها بصمت ثم أشار بيده للباب لزاهر حتى يخرج لكن الأخر بقى بمكانه ينظر له بتحدي فردد فارس بهدوء :
طول عمري بكره العنف ومش بحب الأسلوب ده بس شكلي هستخدمه معاك، قدامك حلين ملهمش تالت يا تخرج بالذوق يا تخرج وكرامتك ممسوح بيها الأرض وبقضية كمان
نظر زاهر لميان بعتاب و لذلك المستفز بغضب كبير فقد فهم مغزى كلمات الأخر وما سيفعله ان رفض الرحيل...فغادر مرغماََ لكن قبل ذلك ردد بغضب و بتوعد كبير :
حسابي معاك بعدين و هتشوف !!
ردد فارس بسخرية و تحدي :
لأ ما هو انا ما بشوفش الزبالة....بتقرف !!!
ابتسمت ميان بخفوت فغادر زاهر بغضب صافعاََ الباب خلفه بقوة ليردد الأخر بضيق :
المفروض تجيب معطر على حسابك يضيع ريحة الزبالة دي ، ده لو راحت كمان
استمع زاهر لما قال ازداد غضبه أكثر بينما ميان ضحكت بقوة التفت فارس لها مبتسماََ بخفوت ثم ردد بعد لحظات صمت من تأمله لها :
تاني مرة لو حد ضايقك اضغطي هنا الممرضة هتكون عندك علطول
تنهدت قائلة بسخرية :
ياريت مرة بس حضرتك تاخد بالك ان أيدي الاتنين خارج نطاق الخدمة
ضحك بخفوت ثم استأذن منها و غادر لعمله بينما هي نظرت للفراغ بشرود تفكر في القادم و كيف ستجعلهم يدفعون ثمن ما حدث لها 
بعد وقت بالمستشفى خارج الغرفة كانت همس تجلس بجانب لينا التي تنظر للفراغ شاردة سألتها همس :
مالك حاسة انك متغيرة بقالك يومين و بتتعاملي مع عمار بطريقة غريبة و بتتهربي منه هو عملك حاجة ، انتوا متخانقين سوا
نفت لينا برأسها لتسألها همس :
أومال ايه مالك !!
تنهدت همس قائلة بحزن :
انا خايفة اوي يا همس ، أنا بحب عمار بس بعد اللي حصل من سفيان و جدته بقيت أخاف منه ، خايفة يكون زيهم و خايفة يوجعني و يحصل فيا اللي حصل في ميان
ردت عليها همس بجدية :
أسئلة زي دي عمرها ما هتخطر في بالك لو انتي بتحبي عمار و واثقة فيه
لينا بحزن و صوت مختنق بالدموع :
بحبه و بثق فيه بس خايفة و ده غصب عني اي واحدة مكاني هتخاف
ردت عليها همس برفق :
اي واحدة مكانك هتحمد ربنا انها لقت حد زي عمار بيحبها و افتكري دايماََ انه عشان يحميكي حتى من نفسه سابك كان عايز الأفضل ليكي تفتكري واحد زيه ممكن حتى يفكر يأذيكي
نظرت لينا للأسفل فربتت همس على كتفها قائلة :
طلعي الأفكار دي من دماغك صوابعك مش زي بعضها يا لينا والله انتي و عمار تستاهلوا بعض شبه بعض في كل حاجة
اومأت لها لينا قائلة بصدمة عندما وقعت عيناها على يد همس:
انتي مش لابسة دبلتك ليه !!
همس بغضب :
رميتها في وشه
لينا بتساؤل :
ليه حصل ايه بس !!!
قضت عليها همس ما حدث فعاتبتها لينا:
حذرتك انا و ميان من الأول بس مسمعتيش مننا دي اشارة ليكي يا همس عشان متاخديش الخطوة دي و الحمد لله انكم لسه على البر و انها مجرد خطوبة
اومأت لها همس بصمت فضحكت لينا بخفوت قائلة :
عارفة الإنسان ده غريب اوي دايماََ بيجري ورا الحاجة اللي بتتعب قلبه رغم ان راحته و سعادته قدام عينيه
سألتها همس بتعجب :
ليه بتقولي كده
تنهدت لينا وقالت :
انتي كارم بيحبك ورهن ااشارة منك ومع ذلك مش حاسة بيه وعايزة واحد غيره....وميان نفس الشيء اياد فضل يجري وراها ومع ذلك ماكنتش شايفة حد غير سفيان دايماََ الإنسان بيجري ورا اللي تاعبه مع ان راحته بتبقى قدامه بس مش بيبقى شايف كده
اومأت همس برأسها قائلة بسخرية :
عندك حق
صعد سفيان لغرفته ليبدل ثيابه التي بقت عليه لأيام طويلة بعد كل ما فعله بها تثبت له دومًا أنها الأفضل، لقد تنازلت عن المحضر حتى يخرج من السجن!!!
ما إن دخل غرفة الملابس، حتى التقط بيده ذلك الدفتر الملقي أسفل الخزانة، ويظهر جزء منه. ذلك الدفتر يعرفه جيداً، فقد أهداه لها في آخر عيد ميلاد حضره معها. جلس على المقعد، فتح أول صفحاته، ليتفاجأ بصورة تجمعه بها أمام كعكة عيد ميلادها كانت تبتسم بسعادة
اخذ بقوة، والندم ينهش قلبه مع كل كلمة يقرؤها في مذكراتها كانت تكتب كم تحبه، وتلومه على قسوته وعندما وصل إلى تلك الصفحة المدون أعلاها تاريخ يوم زواجه بنرمين، لاحظ أن الورقة مجعدة وكأنها ابتلت ثم جفت توقع أنها دموعها، خاصة مع كلماتها التي آلمت قلبه....مسح دموعه بظهر يده، لكنها سرعان ما عادت لتنساب من جديد بقهر، يتمنى من أعماق قلبه أن يعود الزمان للوراء، يتمنى لو لم يكبر أبداً ليتهما ظلا كما كانا في السابق
"خير" قالتها همس بحدة ما ان فتحت باب المنزل لتجد يزن أمامها
تنهد يزن ثم قال بجدية :
البسي وتعالي عايز اتكلم معاكي
ردت عليه بحدة :
مش فاضية و مفيش كلام بينا يتقال يا دكتور ، غير عن الدراسة و احنا في اجازة دلوقتي
زفر بضيق ثم قال بغضب :
همس ردي بأدب واتكلمي معايا بأسلوب كويس، انا جاي لحد عندك بطلب منك بذوق عايز اتكلم معاكي
همس بحدة :
وانا رديت وقولت مش فاضية
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر :
همس
صرخت عليه بغضب :
جاي ليه عشان تعايرني بوضع انا قبلته بعد ما انت طلبت مني فرصة وانا عطيتها ليك واخرتها تعايرني بيها، ليه ده انت اللي طلبتها و لا كنت انا اللي جريت وراك وقولتلك تعالي اطلب ايدي واخطبني
ظهر بتلك اللحظة كارم من خلفه قائلاََ بحدة :
في حاجة يا همس صوتك عالي ليه !!!
جاء ايضاََ والدها ووالدتها من خلفها ليردد عاصم بتعجب :
صوتك عالي ليه يا همس، انتوا بتتخانقوا !!
يزن بضيق :
مفيش يا عمي سوء تفاهم بعد اذنك ممكن اتكلم مع همس شوية لوحدنا
كادت ان تعترض لكن اومأ له عاصم قائلاََ لزوجته :
هبة خديهم الصالون
ثم تابع حديثه قائلاََ لكارم الذي ينظر ليزن بغضب وخوف كبير بداخله من ان يستطيع ذلك الطبيب اقناعها بالعدول عن قرارها والعودة له من جديد !!
تعالى معايا على المكتب يا كارم
كانت تجلس همس امامه تحرك قدمها بعصبية شديدة، فتنهد يزن وقال بهدوء :
ممكن تهدي شوية عشان نعرف نتكلم
ردت عليه بعضب :
قولتلك مفيش حاجة نتكلم فيها دبلتك معاك والباقي هطلع اجيبه والخطوبة دي فضيناها خلاص
يزن بعتاب :
مش اتفقنا تصبري عليا تستحمليني مش من يوم وليلة هنسى ، انا....
قاطعته قائلة بغضب :
استحملت و صبرت بس انت مشلتش ده ليا بالعكس عايرتني بيه وشايف اني طالما قبلت بالوضع من الأول أكمل عليه واسكت
تنهد قائلاً بضيق :
لما خيرتك بينا اختارتيه هو
رددت بحدة :
زي ما انا خيرتك بيني وبينها واختارتها هي
نفى برأسه قائلاً بضيق :
صعب انسى في فترة قليلة كده، لكن برده انا اخترتك و عايزك عشان كده جيت انهارده ومتمسك بيكي يا همس
لم تقتنع بكلامه فقالت بضيق :
بتقول كلام وتعمل عكسه
رد عليها يزن بحزن :
بسمة بالنسبة ليا حاجة كبيرة اوي صعب اتخطاها خصوصاً انها ماتت بسببي لولا ان هي اللي ساقت بدالي كان زماني انا اللي ميت وهي لسه عايشة ، غصب عني والله يا همس انا محتاج منك تساعديني وتقفي جنبي انتي من أول موقف بعدتي....مش اتفقنا من الأول تستحمليني لحد ما اقدر اتخطاها
ردت عليه بحدة :
اتفقنا استحملك اه انما متفقناش تعايرني بكده انا بعدت من أول موقف بس انت اللي بدأت الأول بالمعايرة و خليك عارف كويس اوي انك مش لاوي دراعي ومش ماسك عليا حاجة عشان أقبل بالوضع ده فلو هنبتدي بمعايرة يبقى المفروض انا اللي اعاير مش انت لأن انا اللي قبلت بيك بالوضع ده مش انت!!
ردد بضيق و رمقها بنظرات حادة غاضبة :
همس !!
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة :
ماتبصليش كده انا اللي بقوله صح وانت عارف كده كويس انا لسه ماتخلقش اللي يعايرني ويكلمني كده واسكتله مهما كنت عندي ايه هرد عليك الكلمة بعشرة وهقفلك....ابويا رباني السنين دي كلها عشان تيجي انت تكلمني كده واحنا لسه على البر اومال قدام هتعمل ايه، الحكاية بانت من اولها خلاص النهاية هتبقى ايه....فأنا بنسحب عشان مش بايعة نفسي
ردد برجاء ان لا تخذله :
همس بلاش تتسرعي فكري انا مح.....
قاطعته همس قائلة بضيق :
تسرعي كان من الأول لما قبلت بكده بس مش مشكلة محدش بيتعلم ببلاش
تنهد ثم وقف قائلاً بضيق :
كنت فاكر هيكون نفسك طويل عن كده و هتكوني جدعة معايا وتوفي باتفاقنا من الأول بس كنت غلطان
ردت عليه همس بتهكم :
أنا كمان كنت غلطانة من الأول بس في حق نفسي مش في حقك
غادر يزن غاضباً ليتقابل بالأسفل مع كارم تبادل الاثنان النظران للحظات فغادر يزن اولاً بغضب تاركاً كارم يتنهد براحة اخيراً وقد علم من هيئة يزن أنها رفضت العودة له !
مر ما يقارب الشهر على الجميع شهر بالكامل قضته بداخل المستشفى حتى شفيت تماماََ بقت تلك المدة بأمر من جدها و والدها لقد حاول سفيان رؤيتها طوال ذلك الشهر تعلم لكن جدها و والدها وقفوا لها بالمرصاد لم يجعلوه يرى طيفها حتى !!
ارتدت ثيابها بعناية، ثم نظرت إلى هيئتها في المرآة، اختفت الكدمات التي كانت تزين جسدها، وتخلصت من جبيرة يديها وقدميها....دخلت المستشفى محطمة، منكسرة، ولكنها ستخرج منها أقوى من قبل، لن تفكر في أحد، ولن تدع ما حدث لها يمر دون عقاب!!!!!
خرجت همس من الحمام تجفف وجهها وما ان رأت ميان تقف هكذا شاردة رددت بحزن :
عشان خاطري يا ميان انسي اللي حصل و بلاش تفكري في اللي فات انا عارفة انتي ناوية على ايه، ناوية تنتقمي منه، كفاية اللي حصلك بسببهم خليكي بعيد بقى، المرة دي نجيتي من الموت بأعجوبة....يا عالم المرة الجاية في ايه
نفت ميان برأسها قالت بغل :
المرة الجاية هما اللي هيروحوا على الموت برجليهم مش انا ، انا مش هطلع خسرانة تاني ومش هعمل حساب لحد من انهاردة، راعيت مشاعره و خبيت جوايا أسرار واتحملت عشانه و في الأخر عمل فيا كده، شاف مني الحب والتضحية لكن من الساعة دي كل اللي هيشوفه مني غير الكره وبس، انا عندي استعداد اعمل اي حاجة بس اشوفه مذلول و مقهور
ثم تابعت بدموع لمعت بعيناها وقهر :
عمري ما هنسى رميته ليا تحت رجلين ابويا و امي بالمنظر ده ولا هنسى كلامه ليا.....عمري ما هنسى لما قالي بعد كده مش هتقدرى ترفعي عينك في عيني، كسرني و ذلني وهكسره و اذله !!!!
همس بحزن :
انتي كده بتدمري نفسك ، انسي....
قاطعتها ميان قائلة بغضب :
متقوليش انسي ، انتي لو مكاني مش هتنسي هو مخبطش فيا بالغلط و النسيان مش بالساهل هقول هنسى فهنسى
ثم تابعت بصوت مختنق بالدموع :
انا فيه نار جوايا ربنا بس العالم بيها موجوعة و مكسورة و عايزة اخد حقي ناري مش هتهدى غير لما يدوق اللي انا دوقته يا همس
احتضنتها همس بقوة فبادلتها ميان العناق و اخذت تبكي بقوة حتى تعالى صوت نحيبها دخلت لينا الغرفة فأدمعت عيناها لبكاء ميان الذي يمزق القلوب فاقتربت منهما تتشارك معهما العناق حزينة على حالتها
- نورتي بيتك يا بنتي
قالتها عليا بسعادة لابنتها ما ان دخلوا للمنزل فمنحتها الأخرى ابتسامة صغيرة باهتة
كاد والدها ان يساعدها على الصعود بسبب قدمها التي مازالت تؤلمها قليلاً و لم تتعافى كلياً لكنها اوقفته قائلة بهدوء :
هعرف اطلع لوحدي
ما ان صعدت واستمعت عليا لصوت اغلاق باب غرفتها نظرت لرأفت مرددة بحزن :
وبعدين يا رأفت حالتها ما تطمنش الكلمة بتطلع منها بالعافية وعلطول ساكتة انا خايفة عليها اوي
ربت رأفت على كتفها قائلاً بهدوء زائف :
اهدي يا عليا اللي هي فيه ده طبيعي مش بالساهل هتنسى وتعدي
رد سالم بجدية :
خلينا كلنا نبقى حواليها منديش ليها فرصة تقعد مع نفسها وتفكر في اللي حصل
اومأ له الاثنان بحزن فتابع رأفت :
يلا خليهم يجهزوا الغدا وانا هطلع اشوفها واجيبها عشان نتغدا سوا
- مليش نفس
قالتها ميان رافضة تناول الطعام ليبتسم سالم قائلاً :
بس جدك ماكلش حاجة من امبارح و لازم ياخد علاجه تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي
سألته بغته وبدون مقدمات :
حاجتي جت من بيته ولا لأ يا جدو !!!
نفى برأسه قائلاً باستنكار :
لأ لسه، انت عايزاهم في ايه تولع بكره يكون عندك الأحسن منها
صمتت ولم تجيب فتنهد سالم قائلاً :
سكوتك مش مطمني بتفكري في ايه
ابتسمت بسخرية قائلة بغموض :
الكلام كله خلص مبقاش فيه حاجة تتقال العتاب واللوم وقته فات خلاص اما دلوقتي.....وقت الفعل!!
سألها بتوجس :
بمعنى....ناوية على ايه !!!
نظرت للفراغ قائلة بنظرات كلها توعد :
مش خير ، أكيد مش خير يا جدو!!
باليوم التالي صعدت همس برفقة عليا حيث غرفة ميان بعد تبادل الحديث القصير طلبت ميان من والدتها بتهذيب :
من فضلك يا ماما ممكن تسبينا مع بعض شوية
اومأت لها عليا ثم غادرت بصمت وما ان اغلقت الباب سألتها همس بفضول:
في ايه
توقفت ميان قائلة بجدية :
هننزل سوا مشوار مع بعض بس لو سألوكي رايحين فين قولي هننزل نتمشى شوية و راجعين
سألتها همس بتعجب :
طب ليه !!
تنهدت ميان قائلة بتحذير :
عايزة منك حاجة بس قبل ما اتكلم لو كلمة طلعت منك بره هتكون اخر علاقتي بيكي يا همس
اومأت لها همس فبدأت ميان تسرد عليها ما تريد باختصار انتظرت رد همس لتجد الصمت......فسألتها ميان:
ساكتة ليه !!
ردت عليها همس بعد صمت :
لو قولتلك رافضة ايه اللي هيحصل....هتسمعي رأيي
نفت ميان برأسها وقالت بتصميم :
لأ اللي هعمله مفيش فيه راجعة
تنهدت همس ثم قالت بحيرة :
أنا بين نارين يا ميان هما اه يستاهلوا بس انتي كده هتدخلي في طريق وحش....ويا عالم ايه اخرته !!!
رددت ميان بغل:
مش فارقة المهم اخد حقي قسماً بالله لأخليه هو اللي ميقدرش يرفع عينه في عين اي حد بعد اللي هيحصله، كل اللي حصلي الليلة دي هيترد ليه اضعاف
همس برجاء :
ميان اللي يخليكي كفاية بقى
ردت عليها بغضب :
مش كفاية يا تبقي معايا يا لأ
ثم تابعت بتحذير :
بس لو لأ زي ما قولتلك لو كلمة طلعت بره هيكون اخر علاقتي بيكي
تنهدت همس بعمق ثم صمتت للحظات قبل ان تقول بضيق :
معاكي يا ميان و ربنا يستر !!
بعد وقت قصير كانت ميان تجلس بجانب همس التي تقود السيارة و تسألها بحيرة :
عنوان مين ده
صمتت ميان طوال الطريق وما ان وصلت لوجهتها سألتها همس :
طب على الأقل أعرف انا فين !!!
ميان بصرامة وهي تشير بيدها ناحية شخصاً ما :
امشي وراه من غير ما تخليه يحس
ثم تابعت بجدية :
ده دراع سفيان اليمين بيعتمد عليه في كل حاجة، اكيد هيروح عند نرمين يا هو يا سفيان لأن سفيان مش بيثق غير فيه ومكانها مش هيتعرف إلا منهم هما الاتنين
همس بسخرية :
ما يمكن يكون مروح بيته او رايح لمكان تاني
نفت ميان برأسها قائلة :
تؤ بيت ايه اللي يروحه في عز النهار غير كده ما بيقفارقش سفيان لحظة والمكان اللي بيروحوا سفيان لازم هو يكون موجود فيه سفيان دلوقتي في الشركة وكلفه يروح ليها بداله
رددت همس بتعجب :
عرفتي منين !!
ميان بضيق ونفاذ صبر :
عرفت وخلاص مش لازم ندخل في تفاصيل وبلاش اسئلة كتير يا همس
بعد وقت توقفت السيارة على جانب الطريق بعيداً قليلاً عن سيارة الأخر فرددت همس بقلق :
المكان هنا مقطوع خالص يا ميان
نزلت ميان من سيارتها بعد ان قالت :
عايزة تنزلي حصليني مش عايزة استني هنا
نزلت همس خلفها وبحذر تقدم الاثنتان من ذلك المتسودع القديم الذي نقش عليه من الخارج انه تابع لشركات العزايزي، كان المخزن خالي من الخارج لا يوجد به رجال اقتربت ميان من احد النوافذ الزجاجية المفتوحة لترى ما بالداخل لتتفاجأ بنرمين ملقاة ارضاً بينما الرجل يحقنها بشيء ما في يدها رأت من مكانها حوالي أربعة رجال متواجدين بالمكان، فسحبت همس من يدها و غادروا المكان
سألتها همس وهم في الطريق:
ناوية على ايه
ردت عليها ميان بغموض :
اطلعي دلوقتي على........وانتي هتعرفي
زفرت همس بضيق من ميان وصمتها الذي يثير غضبها، فعلت ما قالت وبعد وقت كانت تقف برفقة ميان التي تتحدث مع رجل يرتسم الأجرام على ملامح وجهه، أخذت تنظر له باشمئزاز تحول لصدمة عندما بدأت ميان تسرد عليه ما يجب ان يفعل ليرد عليها الآخر بطمع :
امرك يا هانم ، بس الفلوس مش قليلة
ردت عليه ميان بصرامة :
لو كل حاجة مشيت صح الفلوس هتزيد وحلاوتك لوحدها محفوظة....بس خلصلي الموضوع ده بسرعة زي ما اتفقنا
رد عليها بسعادة :
من عنيا يا ست هانم انتي تؤمري أمر
سألتها همس بصدمة ما ان غادر الرجل :
ايه اللي انا سمعته ده وانتي تعرفي الأشكال دي منين اصلاً انتي بجد ناوية تعملي كده
ردت عليها ميان ببرود :
هو مش خد دفعة من الفلوس ومشي قدامك يبقى فعلا هعمل كده
همس بصدمة :
اتغيرتي يا ميان....اتغيرتي اوي
ميان بتهكم :
البركة فيهم ، المهم محدش يعرف حاجة الموضوع يفضل بيني وبينك لولا ان مش هعرف اخرج لوحدي مكنتش عرفت حد باللي هعمله
غادرت همس بالسيارة وهي تشعر بالغيظ و الضيق من تصرفات ميان وصمتها الدائم لقد تغيرت مئة و ثمانون درجة عن السابق !
باليوم التالي كانت ميان تراقب هاتفها ما ان وصلت رسالة لها ابتسمت بتوسع عندما رأت الصورة التي ارسلت إليها سرعان ما هاتفت ميان زاهر الذي أجاب على مكالمتها على الفور بلهفة وعدم تصديق :
ميان انتي بجد بتكلميني !!
غصبت نفسها على التحدث مع بهدوء و أدب :
أنا عايزة اشوفك ممكن
رد عليها فوراً وبدون تفكير :
ده ممكن اوي ده انا اللي نفسي اشوفك انتي مش متخيلة وحشتيني ازاي
رت عليه بهدوء :
تمام خلاص هستناك في....عايزاك في موضوع ضروري جدا، زموافقة على جوازي منك بس بشرط
سألها بصدمة ولهفة :
ايه هو !!
ردت عليه بغموض قبل ان تغلق الهاتف :
لما اشوفك هتعرف ، مستنياك
أغلقت معه الهاتف لتأتيها مكالمة من الرجل يخبرها :
كله تمام يا هانم هي موجودة دلوقتي في المكان اللي قولتي عليه مستنين الراجل يوصل زي ما قولتي
ردت عليه ببرود :
هو على وصول مش عايزة اي غلطة
أغلقت معه الهاتف لتردد همس بضيق :
أنا مش عارفة ازاي طاوعتك لو البلطجي ده اتمسك فكرتي هيحصل ايه مش وارد جداً يعترف عليكي
ردت عليها ميان ببرود :
مش هيحصل
زفرت همس وقالت بضيق :
ربع ثقتك دي، بتتكلمي ببرود ولا كأن فيه كارثة هتحصل شوية كده
ابتسمت ميان بزاوية شفتيها وقالت بثقة :
كارثة ليهم مش ليا !!
بعد وقت ليس بقصير بداخل مكتب سفيان في شركته
- يعني ايه !!!
قالها سفيان بغضب وصراخ على أحد رجاله الذي زف إليه خبر هروب نرمين وتعرضهم لهجوم من رجال آخرين
أخفض الآخر وجهه قائلاً بخزى :
مقدرناش عليهم يا باشا العدد كان كبير زي ما يكونوا حافظين المكان شبر شبر
صرخ عليه بغضب وعصبية شديدة :
غور من وشي وقبل ما الليل يليل تكون تكون عندي فاهم
لكن قبل ان يغادر الرجل دخلت سكرتيرته برفقة احد الرجال الذي صافح سفيان قائلاً بجدية :
رمزي عبد التواب....كنت عاوز حضرتك في موضوع
سأله سفيان بفضول :
بخصوص ايه !!
رد عليه الآخر بحرج :
بخصوص زوجتك نرمين...انا آسف عل اللي هقوله لحضرتك بس المدام بتاعتك موجودة عندنا في القسم !!
قطب سفيان جبينه وسأله بصدمة :
قسم !!!
اومأ له قائلاً بحرج :
من حوالي ساعة تم القبض عليها بوضع مخل مع رجل الأعمال زاهر تمَام في شقة في
تعليقات



<>