رواية بعينيك اسير
الفصل الاربعون40
بقلم شهد الشوري
ما إن وقعت أعين أماليا على ذلك البغيض الذي دمر لها سيارتها يركب برفقتها المصعد رددت بغيظ وحدة :
انت طلعتلي منين تاني؟
لم يرد عليها سفيان مما أشعل غضبها لتتابع بغيظ :
شوف انا مش عايزة أتخانق ومزاجي رايق فهسكت أحسن
تنهد قائلاً ما إن توقف المصعد وخرجا :
على فكرة انتي اللي كبرتي الموضوع والدتك ست محترمة جداً وبعزها معرفش انتي طالعة لمين بلسانك الطويل ده
توقفت فجأة وردت عليه بغيظ:
شوف بترجع تغلط تاني ازاي وبعدين أنا لساني طويل مع اللي يستاهل كده
نظر إليها بصبر نافذ وقال :
خلصنا من الموضوع ده خلاص واتقفل ياريت بعد كده تحفظي لسانك عشان مش أي حد هتتكلمي معاه كده هيسكت ولو شخص مش محترم أقل حاجة هتلاقي كف نازل على وشك
جزت على أسنانها بغيظ فسألها سفيان بهدوء:
الموضوع ده يخلص إزاي؟
ردت أماليا على الفور:
تعتذر وتصلح العربية اللي باظت بسببك
صحح لها بابتسامة جانبية :
قصدك اللي باظت بسبب جهلك للسواقة
زفرت بضيق لتسمعه يضيف بصرامة :
وانتي كمان تعتذري على لسانك الطويل
اومأت على مضض وما إن اعتذرا الاثنان لبعضهما سألته محاولة تذكر اسمه :
انت اسمك إيه؟
التفت إليها قائلاً بهدوء:
سفيان...سفيان العزايزي!!
توسعت عيناها بصدمة وهمست وكأنها تتأكد:
صاحب.....
قاطعها قائلاً بابتسامة ساخرة :
بالظبط انتي بقى مين وبتعملي إيه هنا؟
تلعثمت في كلماتها وهي تخبرته عن هويتها بسرعة قبل أن تفر للخارج وهي توبخ نفسها بصوت منخفض وتندب حظها السيء لأن فرصتها التي ظنت أنها ذهبية تأتيها من هذا الرجل!!
خرجت ميان من الحمام وعلى وجهها علامات خجلٍ لا تخطئها العين، تتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعها كلما استرجعت ما حدث ليلة أمس، بخطواتٍ متسارعة، اتجهت إلى غرفة الملابس، متجنبةً النظر إلى فارس، الذي استند على طرف الفراش، يرمقها بابتسامة تجمع بين المرح والمكر
ما إن دخلت الغرفة وأخذت تنتقي ثوبًا ترتديه، حتى لحق بها فارس بصمت، مراقبًا اختياراتها بمكر، اقترب منها ببطء، واحتواها بذراعيه، مستنشقًا رائحة الياسمين المنبعثة من شعرها هيام، شهقت بخفة، ثم خفضت نظرها بخجل عندما قال بصوتٍ واثق ومغلف بلمحة من الغيرة:
الفستات ده مناسب لما تكوني وسط العائلة، لكن معايا أنا، عايزك تختاري حاجة تليق بمراتي، وبجمالها اللي مش ممكن أتشارك فيه مع حد
همست باسمه بارتباك :
فارس...!!!
أدارها برفق لتواجهه، ولم يتردد في لمس وجهها بأنامل تحمل من الرقة بقدر ما تحمل من قوة التأثير، مرددًا بشغفٍ نابع من أعماقه :
عارفة يا ميان، أنا فخور إن ربنا ميزني بحاجة مافيش زيها، رزقني بيكي وخلاكي من نصيبي، كل جمال الدنيا اتجمع فيكي، وكأنك اتخلقتي عشان تكوني ليا وحدي
توردت وجنتاها، وتحاشت عينيه، محاولةً أن تغير الموضوع، لكنها لم تستطع الرد على دفء كلماته سوى بابتسامة خجولة فجأة، وقبل أن تستوعب ما يحدث، رفعها بين ذراعيه بخفة مما جعلها تهتف بحرج :
فارس! نزلني، بلاش هزار
ضحك بخفة، قائلاً بمكر وهو يمضي بها نحو الفراش :
هزار ايه بس، ده نقاش مهم جدًا، لازم نتناقش في سؤال شاغل بال البشرية كلها
نظرت إليه بشك، وسألته :
سؤال إيه؟
ابتسم بتسلية وقال بمكر :
كم عدد طائر البطريق في القطب الجنوبي في الشتاء؟
ضحكت رغمًا عنها، لكنها سرعان ما استدركت، قائلة بغيظ :
فارس....مش وقتك
لكن فارس لم يتراجع عن مشاكسته، وألقى بها برفق على الفراش، ثم انحنى نحوها، مرددًا بعشق:
على قد ما عيشت على إيدك وجع عمري ما حسيت بيه، على قد ما عيشت بسببك سعادة مكنتش أحلم بيها، كل لحظة معاكي تساوي عمري كله، أنتي السبب في كل فرحة، وكل ضحكة، وكل لحظة حلوة في حياتي
حينها، تلاشت كل اعتراضاتها، ولم تستطع سوى أن تستسلم لدفء حضنه وكلماته، تاركةً قلبها ينبض بحبٍ يليق بمكانته في حياتها
على الناحية الأخرى، استفاقت همس ببطء، وفتحت عيناها بصعوبة، لا يزال النعاس يغمرها، لكن سرعان ما اتسعت عيناها بصدمة عندما أدركت الموقف الذي هي فيه، وكذلك وجود كارم إلى جانبها، وقبل أن تفعل أي شيء، تذكرت ما حدث، وأخذت تمرر أصابعها على شفتيها بخجل، حاولت أن تنهض من الفراش، لكنها توقفت فجأة عندما رفعت يدها لتجدها مكبلة بأصفاد، والتي كانت متصلة بيد كارم الذي بدأ يتحرك بمجرد أن شعر بها تتحرك !!
ردد كارم بصوت منخفض وهو يقترب منها، جاذبًا إياها برفق إلى حضنه مرة أخرى :
كان عندي شعور إنك أول ما تصحي هتهربي، فقررت أسبقك وأربطك لجنبي
ابتسمت بغيظ وقالت :
كلبش....كلبش يا كارم، هنبتديها كده، فاكر نفسك بتتعامل مع المجرمين والحرامية
ابتسم بمكر، ورد عليها بهيام :
انتي أخطر من كل دول، انتي سرقتي قلبي، سرقتيني كُلي، وفي الآخر بعد كل ده تبقي معملتيش حاجة !!
ابتسمت بخجل، ولم تجب، فتابع كارم مشاكساً اياها :
مش معقول عيشت وشوفت اليوم اللي همس فيه بتتكسف
ردت عليه بغيظ :
انت رخم اوي !!!
سألها بمكر وهو يقترب أكثر :
انا رخم
أومأت له بالإيجاب، فقال بابتسامة واسعة وهو يقترب منها :
طب ما تيجي تشرحيلي رخم ازاي !
بعد يومين، كانت همس تمشي بجانب كارم في شوارع باريس، حيث الهواء العليل، كانت ضحكتها تملأ المكان، لكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها عندما لاحظت فتاة تمر بجانبهم تطلق نظرة جريئة باتجاه كارم، بل وغمزت له بعينها بشكل مستفز
التفتت همس إلى كارم بنظرة حادة، وعندما رأته يحاول إخفاء ابتسامته، انفجرت غاضبة معبرة عن غيرتها :
ايه مداري الضحكة ليه، عجبتك البجحة قليلة الادب دي، طب والله لا أسحبها من شعرها
ركضت خلف الفتاة، لكن كارم لحق بها بسرعة، وأمسك بها من خصرها وحاول أن يهدئها، قائلاً بمرح :
اهدي يا حبيبتي متزعليش، هي صحيح أحلى منك شوية لأ شويتين تلاتة، لكن إنتي برده حلوة، وعجباني...متزعليش نفسك
انفجرت همس غاضبة وقالت بغيرة :
المقشة الصفرا دي أحلى مني؟! روح اكشف نظر يا حبيبي دي تقرف الكلب، على فكرة هي مشيت من هنا، لو عجبتك روحلها
ركضت بسرعة مبتعدة، تاركة كارم يقف في مكانه يضحك بقوة لكنه لم يتركها تبتعد كثيرًا، وركض خلفها قائلاً :
يا مجنونة، استني، هو الواحد ميعرفش يهزر معاك
التفتت إليه بغضب وضربته في صدره قائلة بغيظ:
تهزر معايا، تقوم تحرق دمي
جذبها إلى حضنه، وهو يضحك ثم قال بمكر:
أهو تسدي شوية من الديون اللي عليكي، ده انا ياما شوفت على ايديكي حاجات كتير، واتحرق دمي
ضحكت همس بخفوت، ثم لكزته بخفة وقالت :
بتردها ليا يعني؟
أومأ كارم برأسه قائلاً بحماسة:
بصراحة آه
وبينما كانا يسيران معًا في الشوارع، احاط بيده خصرها، وسألها بابتسامة عاشقة :
انتي صدقتي بجد انها ممكن تكون عجبتني
نفت همس برأسها وقالت بصدق:
لأ طبعًا، أنا بس غيرت عليك وده حقي، لكن عمري ما أصدق إنك تبص لغيري، لأن لو النوع ده يعجبك مكنتش فضلت مستنيني السنين دي كلها
ابتسم كارم، وعيناه تلمعان بمكر، عندما جذبت همس قميصه، ثم قالت بصوت صارم :
أما بخصوص كلامك اللي قولته، أحب أقولك إنك قطعت برزقك، وتاني مرة لو عملتها يا حبيبي، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم
وقبل أن تبتعد، حملها كارم بين ذراعيه فجأة، فشهقت همس بصوت عالي قائلة :
انت بتعمل إيه يا مجنون، نزلني الناس بتبص علينا !!
تمسك بها أكثر وقال بتحدي :
اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها
ثم تابع بمكر وهو يقترب منها :
وبعدين، سيبك منهم، خلينا نرجع الفندق دلوقتي عشان تعرفيني إزاي أقول على نفسي يا رحمن يا رحيم....بس تشرحيلي كل حاجة بالتفصيل الممل!!
في غرفة بأحد فنادق اليونان، حيث النسيم العليل يتسلل عبر النافذة، كانت ميان تحاول بشتى الطرق أن توقظ فارس، صوتها المرتفع والمليء بالتذمر يقطع هدوء الصباح :
فارس، اصحى بقى إحنا بقالنا يومين هنا ولسه مخرجناش لأي مكان، اصحى أنا زهقت وجعانة، كفاية نوم بقى، الجو برا يجنن....عايزة أخرج!!!
ردد فارس، الذي بالكاد استطاع فتح عينيه، جذب الوسادة فوق رأسه :
حاضر....ساعتين كمان وهقوم
لكن ميان، التي نفد صبرها تمامًا، سحبت الوسادة من بين يديه قائلة بغيظ :
لأ، هتقوم دلوقتي حالًا
فجأة، وقبل أن تكمل، وجدت نفسها بين ذراعيه، وقد سحبها نحوه حتى أصبحت قريبة منه تستند بيديها على صدره، ردد فارس بعشق :
طب قوليلي صباح الفل الأول
ابتسمت رغم انزعاجها، ولثمت وجنته قائلة بحب :
صباح الفل يلا بقى قوم
همت ميان بالابتعاد، لكنه جذبها مجددًا، والابتسامة الماكرة تعلو وجهه :
لا انا قصدي على صباح فل تانية.... مش دي!!
حدقت فيه مستغربة، لكن قبل أن تستوعب، وجدت نفسها أقرب إليه مما توقعت...شعرت بدفء اللحظة يسيطر عليها، بينما استسلمت للحظة قصيرة بدا فيها وكأن العالم من حولهما قد تلاشى، ابتسم فارس وقال بمكر مشاكساً اياها :
"صباح السكر يا سكر
نظرت إليه بيأس وضربته بخفة على صدره قائلة :
عمري ما شفت حد بيصحى على قلة الأدب زيك
ضحك فارس بقوة، ثم جذبها برفق حتى سقطت بجانبه على الفراش، وقال بمكر وهو يقترب أكثر :
يبقى ما شوفتيش يا روحي.....ولازم تكشفي نظر
ابتعدت عنه بسرعة، عاقدة حاجبيها بغيظ :
إنت بتعمل إيه، أنا عايزة أخرج، كفاية كسل وقلة أدب!!!!
نظر إليها ببراءة مصطنعة وسألها:
انتي شوفتيني بعمل قلة ادب دلوقتي
ردت عليه بتهكم وهي تضع يدها على خاصرتها:
أومال إيه اللي حضرتك كنت بتعمله؟!
ابتسم بمكر وهو يقترب ليغلق أضواء الغرفة، ثم همس لها بصوت منخفض :
هكشفلك نظر يا سكر !
يجلس سفيان ينظر للفراغ بشرود غير منتبه لأماليا التي تتحدث قرابة النصف ساعة بالعمل و ما ان وجدته شارداً غير منتبهاً إليها رددت بضيق :
بقالي ساعة بتكلم، وإنت مش معايا خالص دلوقتي وقت البريك، وأنا جعانة، وما عنديش طاقة أعيد الشرح تاني.
رد عليها بهدوء :
روحي اتغدي
اخذت تجمع اغراضها وهي تسأله بتعجب :
طب وانت مش هتتغدى زي باقي البشر
تنهد سفيان ثم رد عليها بضيق :
مليش نفس
جلست مرة أخرى وقالت بتردد :
بقولك ايه هو انت فعلاً قريب مراة الدكتور فارس
تهجم وجهه على الفور من سؤالها فتابعت أماليا بتوتر :
هو انا قولت حاجة غلط، انا بس بسأل
رد عليها باقتضاب :
تبقى بنت خالتي وطليقتي !!!!!
توسعت عيناها بصدمة فسألته على الفور :
لسه بتحبها !!
زفر سفيان بضيق ورد عليها بحدة :
انتي مش صدعتيني لأنك عاوزة تتغدي ما تروحي بقى مكان ما كنتي رايحه وحلي على دماغي
ردت عليه بكل برود :
رجعت في كلامي، عايزة اسمع الحكاية
لم يجيب فأخذت تسأله بفضول :
طالما بتحبها اوي كده ليه اتطلقتوا !!
رد عليها بتهكم :
عرفتي منين اني بحبها اوي كده
ابتسمت ثم قالت بهدوء :
جدو الله يرحمه كان يقول الراجل اللي يبكي على واحدة ست....ده معناه انها غالية عنده اوي وبيعشقها، ليه سبتها طالما مش قادر على بُعدها
صمت مرة أخرى فعادت تسأله :
مكنتش بتحبك !!
انفجر بوجهها قائلاً بصوت مختنق والندم ينهش قلبه:
السبب هو انا، كل حاجة وحشة حصلت ليها كانت بسببي، محدش حبني وفضل يعافر معايا قدها....وياريتني قدرت !!!
رغم انها تأثرت بحديثه وشعرت بالحزن لأجله لكنها رددت بمرح مماثل لشخصيتها التي تكره الحزن و تلك الاجواء :
انا برده قولت كده، اتعاملت معاك من أول مرة وقفلتني منك ومكنتش طيقاك ما بالك هي اللي كانت مراتك، يا اخي ده من أول مرة كنت كده ما بالك هي الظاهر كان نفسها طويل و خلقها واسع
صمت و لم يجيب لتعاود الحديث قائلة بحرج :
هو في المواقف اللي زي ديه ايه اللي بيتقال !!!
رد عليها بضيق بعد صمت دام للحظات:
أكيد اي حاجة كويسه غير الدبش اللي رميتيه
نظرت إليه بغيظ وقالت :
شكراً، كلك ذوق
قالتها ثم غادرت مرت نصف ساعة وها هي تعود إليه مرة اخرى :
رجعتي تاني ليه، ابقي خبطي الباب بعد كده قبل ما تدخلي ده بعد اذنك يعني
جلست أماليا على الاريكه الجلدية بمكتبه وهي تفتح اكياس الطعام :
سمي الله و تعالى كُل يلا
لم يأتي فرددت بغيظ :
هفضل مستنية جنابك يعني يلا عايزة اكل
رد عليها سفيان ببرود :
ما تاكلي هو حد ماسكك !!!
زفرت بضيق وقالت :
مش بحب أكل لوحدي
اقترب منها ببطىء فابتسمت بتوسع و هي تعطيه شطيرة، فسألها بفضول :
ايه ده !!!
ردت عليه اماليا وهي تقضم من خاصتها بشهية :
سندوتشات بطاطس سوري، ايه مش بتحبها
تناولها سفيان وهو يقول بهدوء :
اول مرة اكلها !!!
ردت عليه بتهكم :
هو فيه حد ميحبش السندوتشات السوري، دول بيعملوا حاجات انما ايه عسل اوي
ابتسمت وهي تتابع حديثها بحماس :
دوق دوق ده انت مش بعيد تدمنه بعد كده
بعد وقت ابتسمت أماليا ثم قالت وهي تعطيه منديلاً :
خد امسح الكاتشب، بهدلت نفسك !!
تمتم سفيان قائلاً بسخرية :
قولي لنفسك الأول، انا اول مرة اشوف شنب احمر في ابيض
نظرت له بغيظ و لم ترد فسألته :
عجبك
اومأ لها وقال بهدوء :
حلو اوي
ابتسمت ثم قالت بحماس :
هخليك تجرب الباقي هيعجبوك
اخرجت هاتفها تعطيه له قائلة بحماس :
بما انك خلصت صورني صورة حلوة
سألها بدهشة واستنكار :
وانتي بتاكلي
اومأت له قائلة بعدم اكتراث :
اه بحب اتصور في اي وقت !!!
اخذ الهاتف يلتقط لها صورة و ما كاد ان يغلق الهاتف طلبت منه ان يصور عدة صور حتى تختار الأفضل
دخل بتلك اللحظة قصي و دقبل ان يتحدث توقف مكانه ينظر للمنظر مصدوماً سفيان يجلس باريحيه يأكل برفقة تلك الفتاة التي لم يلتقي بها سوى مرات قليلة جداً.....بل ويلتقط لها صوراً
حمحم سفيان بحرج ثم قال :
خير يا قصي كنت عايزني في حاجة
اومأ له قصي وهو لايزال مزهولاً :
اه كنت هقولك انا هروح بدري انهارده عشان عندي مشوار و كمل انتي بدالي
اومأ له سفيان بحرج وما ان غادر نظر لأماليا التي تلتقط لنفسها عدة صور مرددة بتغزل بنفسها :
عسل طول عمرك يا ميلا
اخذ يضب معها الاغراض وينظفون مكانهم بعدها جلست معه يتحدثون بالعمل :
اللون الأسود حلو وشيك وكل حاجة بس انت مختاره اوفر اوي
اشارت إلى احد الصور :
شوف اللون البني بكل درجاته خصوصاً الفواتح منه جميلة اوي وشيك ومريحه للعين خصوصاً بقى لو ممزوجه مع اللون الأبيض
ثم تابعت بحماس :
ممكن كمان نستخدم الفيروزي مع الرمادي الفاتح كمان شيك اوي ، فيه الوان كتير اشيك من الاسود ، الصراحة الفواتح تجنن و بتدي احساس مريح للعين
اومأ لها بصمت وهو يتابع ما تعرضه عليه بذهن مشتت فقد تركزت عيناه على جيدها الطويل الذي ظهر بوضوح بعدما رفعت خصلاتها لأعلى وبعض منها يتدلى بشكل فوضوي جميل
لا يعرف ما يحدث لكنه يجد صعوبة في ابعاد عينيه عنه خاصة بتلك الشامة التي طبعت على يمينه
ما ان نظرت إليه اشاح بوجهه سريعاً حتى لا تنتبه وبداخله يوبخ نفسه وبشدة على فعلته سرعان ما عاد عقله يردد باعجاب ان تلك الفتاة تمتلك.....عنقاً جميلاً حقاً !!!!
رددت أماليا بحماس و هي تشير لاحد الصور :
اما بخصوص مكاتب الموظفين ممكن نغير من شكلهم لكده هيكون جميل جداً وتقدر تستغل المكان اكتر و يكون واسع ليهم
اومأ لها بنعم فاخذت تضب اوراقها وهي تقول :
كده يبقى اتفقنا على الطوابق بتاعت الموظفين والمسئولين فاضل بس الاستقبال معايا تصميم حلو وشيك اوي ليه
سألها سفيان بهدوء :
هتبتدي امتى فيهم.!!
ردت عليه بعد تفكير :
هبدأ بعد يومين نكون جهزنا الحاجات اللي اتفقنا عليها وتكون حضرتك فضيت لينا الطابق اللي هنبدأ شغل فيه وعشان انت مستعجل هزود عمال بحيث اننا نخلص كل طابق في يومين او تلاتة ومنزودش عن كده، عندك اي ملاحظات عايز تضيفها !!
اومأ لها ثم قال بهدوء :
ذوقك في الألوان حلو على فكرة
ردت عليه بابتسامة واسعة وغرور زائف :
شكراً كلهم بيقولولي كده
ثم شاكسته قائلة :
فكها كده الله يخليك مش ناقصه اكتئاب وحزن، مسيرك تلاقي اللي تنسيك ميان و تكون عوض ليها و عوض ليك ، انا معرفش ايه الحكاية بس طالما الغلط كان عندك اتعلم منه و بلاش تكرره تاني
تنهد قائلاً بغيظ :
حد قالك انك حشريه قبل كده !!
ردت عليه اماليا بسخرية :
طب انت حد قالك انك قليل الذوق ودبش قبل كده
صرخ عليها بغيظ وحدة :
لسانك بيطول تاني
اخرجت له لسانها قبل ان تغادر قائلة :
مش أطول من لسانك اللي طولته الأول
ابتسم سفيان بخفوت عليها بعد ان غادرت ثم عاد ليتابع عمله !!
انتهى شهر العسل الخاص بهم و ها هم عادوا لوطنهم من جديد وعاد كلاً منهم لحياته
"مالك حصل حاجة" قالها فارس بقلق و هو يرى تخشب جسد ميان وهي تنظر لشخص ما بغضب و نفور بعدما تركها لدقائق ليشتري زجاجة مياه
لم تجيب فكرر النداء بقلق :
ميان !!!
كورت قبضت يدها بغضب وقالت :
هو اللي اتفق مع كاميليا ونرمين عشان يخلوه يشك فيا ، يومها جالي و حضني بالغصب ساعتها استغربت عمل كده ، مكنتش فاهمه ليه.....بس بعدين فهمت
كاد ان يلحق به فارس ليبرحه ضرباً لكنها تمسكت به وقالت بقلق :
انت هتعمل ايه!!!!
التفت إليها قائلاً بغضب :
انتي شايفة ايه، سيبيني و متدخليش
نفت برأسها وقالت برجاء :
كفاية يا فارس متخلنيش اندم اني قولتلك، وبعدين هو مشي خلاص
زفر فارس بضيق ثم جلس على مقدمة السيارة فجلست بجانبه في صمت، حتى قال فارس بحيرة :
هو المفروض اني كنت اضربه، ولا اشكره ولا أعمل ايه بالظبط
نظرت له بعدم فهم، فتابع فارس حديثه :
لولا اللي عمله كنتي زمانك مع سفيان دلوقتي، ومكنتش هتقابل انا وانتي ولا كنت هعرفك د، و لو عرفتك بعدين كنت متأكد اني هحبك برده و ساعتها وجعي مكنش هيتوصف بكلمات وكنت هعيش بيه طول العمر....
ثم نظر إليها وتابع بهدوء :
اقولك على حاجة !!
اومأت لها فتنهد بعمق ثم قال :
على قد ما نار بتقيد فيا لما بفتكر اللي عشتيه واللي عملوه معاكي على قد ما بترجع تهدى وغصب عني لما بسأل نفسي لو مكنش حصل كده، كنتي هتبقي ليا وتحبيني ولا كنتي.....
قاطعته ميان قائلة بحب :
كنت هحبك يا فارس ♡
ثم مسكت بكف يده قائلة بابتسامة عاشقة:
سفيان لو مكنش غلط ساعتها كان هيغلط بعدين لأنه زي اللي واقف ومستني ليا غلطه عشان يثبت لنفسه انه تفكيره صح و اني شبه كاميليا واني هكون خاينة وهستغنى عنه بعدين زي ما هي عملت مع ابوه ، واني هكون زيها ، تفكيره غبي بس بابا قالها ليا قبل كده.....هو كأنه ما صدق خلص منا !!
استندت برأسها على كتفه وتابعت :
كله كان هيبان مع الوقت واللي حصل ده كله أحتمال كان يحصل بعدين......
تنهدت بعمق ثم قالت بحب وصدق :
شوف يا فارس انا نصيبي اني اكون ليك واحبك....انت نصيبي اللي فرحانه بيه وهندم لو مكنتش ليا ، انا عارفه ان فيا عيوب يا فارس و عارفه انها تطهق بلد بحالها و تغيظ و يمكن محدش يستحملها والفترة اللي فاتت حصل مني مواقف مش لطيفة خالص معاك د، بس مع كده وقفت جنبي وكملت
صمتت للحظات ثم تابعت بامتنان :
استحملتني وقبلتني بعيوبي وحبتني زي ما انا...عملت معايا كتير حبتني وخلتني احبك ♡
نظرت لداخل عيناه التي دوماً تناظرها بكل حب :
دلوقتي انا بحبك وبعدين هفضل أحبك وكل لحظة في حياتي هعيشها عشان أحبك وبس
ثم اشارت بيدها نحو قلبها قائلة بامتنان :
قلبي مبسوط وهيطير من الفرحة يا فارس، انا حاسة اني اتولدت من جديد وكل يوم بقوم وافتح عيوني عشان بس اعرف انا هعيش معاك ايه انهارده، بحب خناقنا سوا وبحب ضحكنا مع بعض ، كل حاجة بعيشها معاك يا فارس متعة
لثم جبينها قائلاً بعشق صادق :
كل اللي عملته قليل وفداكي عمري كله مقابل بس ابتسامة و ضحكة منك تنور الدنيا ♡
ابتسمت بخجل و هي تشبك اصابعها باصابع يده متوجهين لمنزل والديها حيث كانوا سيقوما بزياراتها
"بتعملي ايه عندك في وقت زي ده" قالها سفيان بضيق لأماليا التي تقف على جانب الطريق و قد رأها و هو يقود سيارته عائدًا من عند فريدة التي مثل كل مرة تجعله يندم انه ذهب إليها
ردت عليه هي الأخرى بنفس السؤال :
انت بتعمل ايه هنا ؟
تنهد قائلاً بضيق :
تعالي اروحك البيت، انتي ازاي تنزلي متأخر كده
ردت عليه بهدوء :
معايا اخواتي !!
اقترب "علي" شقيقها الأكبر يسأل بجدية :
مين حضرته يا أماليا
عرفتهما ببعض، كاد سفيان ان يغادر لكن أماليا استوقفته قائلة بعفوية :
تعالى اقعد معانا هنشرب عصير قصب
اومأ له علي قائلاً بمرح:
اه اصل الست الهانم بتعشقه وكل نزوله لينا اساسي نشربه كلنا مع بعض
ابتسم بخفوت وهو يجلس على المقاعد الحجرية الموجودة على جانب الطريق، بعث علي رسالة لشقيقه حتى مر وقت قصير و اقترب منهم شابان يحملان عدة اكواب
قدمت له أماليا الكوب الخاص به فسألهم :
انتوا اربعه اخوات صح !!!
اومأت له أماليا وقالت بابتسامة واسعة :
اه علي الكبير وبعده نائل وبعده يزيد وانا اخر العنقود أماليا
ابتسم بخفوت مصافحاً اياهم فسأله يزيد :
عندك اخوات
رد عليه بهدوء :
عمار الصغير وابن عمي قصي
ردد الجميع بوقت واحد :
ربنا يخليكم لبعض
تركت أماليا الكوب من يدها تركض بلهفة صوب بائع حلوى "غزل البنات" لحق يزيد و نائل بها
ليتبقى سفيان و علي الذي ردد بمرح :
مطلعه عينك في الشغل مش كده
ضحك سفيان بخفوت قائلاً :
واضح انكم بتحبوها اوي
ضحك علي بمرح ثم قال بحب :
الاخت ام تانيه، حنية الدنيا فيها، بابا كان دايماً يقول اني انا واخواتي الصبيان كبيرنا في يوم هنكون صحابه انما هي قبل ما تكون بنت هتكون....ام واخت وصديقه
ثم تابع و هو ينظر نحو اخوته :
الصراحة أماليا لينا كده، اقولك على حاجة !!
أومأ له سفيان بصمت فتابع علي بحنان :
احنا التلاته منعرفش اي سر عن بعض إلا قليل اوي لكن اسرارنا كلها معاها، خسران اللي معندوش اخت والله خسر حنية كتير اوي
رد عليه سفيان بابتسامة صغيرة :
ربنا يخليكم لبعض
جلست أماليا بجانب سفيان وقالت بصوت خفيض مرح لم يسمعه سواهما :
شكلك عايز تروح، باين عليك زهقت و محروج تمشي صح
نفى برأسه فسألته بتعجب وهي تضع قطعة حلوى بفمها :
اومال مالك ساكت ليه
تنهد ثم قال بحزن خفي :
بتفرج عليكي انتي واخواتك علاقتكم حلوه اوي كان نفسي يكون عندي اخوات كتير زيك ويكون عندي اخت واب وام ، كان نفسي يكون عندي عيلة حلوه وكبيرة
ردت عليه اماليا بمرح وهي تضع كف يدها امام وجهه :
الله أكبر شكلك بتحسدنا، قل اعوذ برب الفلق
ضحك بخفوت ثم قال بيأس :
مش بقولك لسانك متبري منك !!
لم يخفى على اخوانها اهتمامها بسفيان لكنهم اكتفوا بالصمت لوقت اخر واستأذنوا منه ليغادروا !
بمنتصف اليوم التالي كانت أماليا تمشي بجانب سفيان في المول تنظر لكل شيء حولها إلا هو وسؤالاً واحداً يدور بذهنها "لما جاءت معه" فهي تفاجأت به باستراحة الغداء يطلب منها ان يتناولوا الغداء سوياً بالخارج لتجد نفسها توافق على الفور ولا تعرف لماذا !!
بداخلها اسئلة كثيرة تريد اجابة لها ولكنها....لا تعرفها !!
سألها سفيان :
ناكل ايه، في كذا مطعم اختاري
اشارت لأحد الطاولات قائلة :
خلينا هنا
جلست معه وهي شاردة بعالم اخر :
سرحانه في ايه ؟
نفت برأسها وقالت :
مفيش
ثم تابعت بتردد :
عايزه اسألك سؤال وتجاوبني
اومأ لها بصمت فتابعت بتوتر :
ليه طلبت مني اجي معاك، جاوبني بصراحة ماشي
تنهد قائلاً بحزن لم يقدر على اخفائه :
عمار رجع البيت عشان مراته وقصي كمان كل واحد بقى ليه عيلته وانا اللي لسه بدفع تمن اخطائي، كلهم انشغلوا في حياتهم، عمار بقى بعيد عني مش زي الأول وكمان قصي انشغل في بيته مع مراته وابنه، وفريدة بقيت اكره اروح ليها بسبب كلاهما اللي مش بيتغير
سألته بحزن :
حاسس بوحدة
اومأ لها بعد صمت وهو يشعر بالاختناق فتابعت أماليا ببساطة :
طب هما بعدوا.....ما تقرب انت!!
رد عليها باستنكار :
افرض نفسي عليهم يعني
ردت عليه باستنكار هي الأخرى قائلة :
ليه بتسميها كده، اخواتك والدنيا لاهيتهم شوية فيها ايه بتحصل ودي سنة الحياة، قرب انت منهم يمكن محتاجينك، ساعدهم قولهم انا هنا جنبكم....محتاج ليكم
صمت يفكر في حديثها، فتابعت أماليا بمرح :
على فكرة انا مش نقالة كلام ولا عصفورة، تقدر تحكيلي في اي وقت، عندي دايماً حلول
ابتسم بهدوء، ثم ضحك بخفوت عندما قالت بمرح :
وبعدين عزمتني بس عشان مالقتش غيري، تشكر يا عم كلك ذوق
ثم تابعت بحماس وهي تخرج هاتفها بعدما طلب الاثنان الطعام :
على ما الاكل يجي افتح لاعبني دور بابجي !!
ردد بتعجب :
بابجي !!!!!
اومأت له ثم قالت ببساطة :
اه بابجي ايه متعرفهاش
نفى سفيان برأسه، فسألته بزهول :
في حد في مصر ميعرفش بابجي
اومأ لها قائلاً ببرود :
اه انا قدامك اهو
ردت عليه بحماس وهي تترك هاتفها وتمسك هاتفه :
هعلمك دي سهلة خالص، الأول حملها عندك و......
على الناحية الآخرى كانت ميان تمشي بجانب فارس الذي ردد بغيظ :
يعني جيتي خطفتيني من وسط المستشفى والمرضى عشان نشتري حاجات يا اخرة صبري
ردت عليه ميان بدلال وهي تتمسك بذراعه :
مش من حقي يعني ولا ايه !!
ردد فارس بهيام و مشاكسة :
حقك و نص، ده انتي طول عمرك خطفاني هتيجي على المره دي يعني
ضحكت بخفوت سرعان ما شهقت بخجل عندما حاوط عنقها بيده يلثم وجنتها بحب وهو يقول :
يخربيت جمال امك....تتاكلي اكل
نهرته ميان قائلة بخجل :
فارس اتلم الناس حوالينا !!
همس بجانب اذنها بمكر :
طب ما تيجي اكلك وفكك من ده كله
حركت رأسها بيأس ثم قالت :
مش فايدة انا عارفة، تعالى يلا عشان عايزه افاجئك بأحسن قرار انا هاخده !!
التفت الاثنان عندما جاء صوت من خلفهما :
دكتور فارس !!!
ردد فارس بتعجب :
أماليا !!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اخبار حضرتك ايه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بخير يا أماليا انتي اخبارك ايه
كادت ان تجيب لكن جاء من خلفها سفيان، ليسألها فارس على الفور بضيق :
انت كنتي معاه، انتوا تعرفوا بعض اصلاً !!!
أومأت له وأخبرته أنها تعمل في شركته، فصمت فارس مرغماً ولم يتحدث، بينما ميان كانت تشتعل غضباً من أماليا التي قالت بحماس :
بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي ولا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
تدخل سفيان وقال بهدوء :
أماليا يلا عشان اتأخرنا !!!
سأله فارس بحدة ملحوظة :
اتأخرتوا على ايه بالظبط
اقتربت أماليا خطوة ورغماً عنها التوى كاحلها فاستندت على يد سفيان وفارس اللذان لحقا بها :
حاسبي !!!
رفعت ميان حاجبها بغيظ وغيرة ثم غادرت المكان بغضب شديد، لحق بها فارس قائلاً باعتذار وتعجل :
معلش يا أماليا مضطر امشي دلوقتي هكلمك بعدين
ما ان غادر سألت أماليا سفيان بتعجب :
هو فيه حاجة غلط حصلت ولا ايه، ليه مراته مشيت كده بسرعه و باين عليها اتضايقت !!
رد عليها سفيان بهدوء ظاهري :
من كلامك
سألته أماليا بدهشة :
هو انا قولت حاجة غلط !!
اومأ لها قائلاً بعتاب :
في واحده تقول لواحد متجوز وقدام مراته اللي أكيد هتفهم غلط، بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي ولا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
ردت عليه بتعجب :
هو ايه الغلط في كده، انا كنت بكلمه عن ديكور فيلا جديدة اشتراها قبل جوازه المفروض انا اللي مسئولة عن الديكور بتاعها وكل ده....بس بعدها اتجوز وتقريباً نسي الموضوع وانا معايا تصاميم جديدة اوي وأفكار حلوه هتعجبه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
برده خلي بالك من كلامك عشان ممكن اللي قدامك يفهمك غلط ومن غير ما تقصدي تعملي مشكلة ما بينهم
سألته أماليا بقلق :
هتصل بيه واكلمها اشرح لها الموضوع ، أحسن يحصل مشكلة بينهم بسببي !!
"متضايقة ليه" قالها فارس بضيق ما ان دخلوا من باب المنزل
فردت عليه ميان بسخرية :
مفيش حاجة تضايق أصلا
سألها مرة أخرى بصبر نافذ وبداخله يغلي من الغضب وقد شعر لوهلة انها غارت على سفيان ولا يعرف لما :
ميان ، فيكي ايه
ردت عليه بغضب :
ما قولتلك مفيش حاجة، انت عايز تضايقني وخلاص
جذبها من يدها قائلاً بحدة :
مياان، صوتك مايعلاش وانتي بتكلميني
ثم سألها ولم يكن ليصمت :
غيرانه عليه !!!
سألته ميان بصدمة :
هو مين
صرخ عليها فارس بغضب :
هيكون مين، هو فيه غيره اللي من ساعة ما شوفتيه معاها و وشك قلب وسبتينا ومشيتي مش طايقة نفسك
صرخت عليه هي الأخرى :
انتي غبي يا فارس ولا بتستهبل !!!
كور قبضة يده قائلاً بغضب :
لأخر مرة يا ميان بقولك لسانك ميطولش، عماله تغلطي وانا ساكتلك
نظرت له بغضب للحظات ثم غادرت من امامه للغرفة فلحق بها قائلاً بغضب يتولد بداخله تلقائياً كلما رأى سفيان :
انا بكلمك متسبنيش وتمشي !!
ردت عليه بحدة :
مش عايزه اسمع كلامك اللي يحرق الدم ده
صرخ عليها فارس بغضب :
كلامي اللي يحرق الدم ولا تصرفاتك
بنفس الغضب كانت تصرخ عليه ميان قائلة :
تصرفاتي رد فعل لتصرفاتك
رد عليها بتهكم :
ليه عملت ايه لسيادتك وانا مش واخد بالي
صرخت عليه بغضب :
بتقولي بغير عليه، طب ليه وعلى ايه ، ما هو كان قدامي ندمان وناقص يبوس رجلي، بس انا رفضته....رفضته و اختارتك انت ، الواحد بيغير على اللي يخصه وهو ميخصنيش، انما انت تخصني
سألها بحدة :
بتغيري عليا من مين!!
ردت عليه بحدة:
هو فيه غيرها اللي من ساعه ما شوفتها وهي ناقص تنط في حضنك، ايه اللي مشوفتهوش لسه وهيعجبك يا دكتور وجوازك مني منعك عنه، مسهوكه ومش حلوه خالص انا احلى منها
ثم تابعت بغيرة :
انت كنت على علاقة ببنات قبل كده، ساكت ليه، رد عليا ولا مش لاقي رد
ضحك فارس بخفوت، لتصرخ عليه بغيظ :
ماتضحكش كده....انت قاصد تغيظني يا فارس
كادت ان تذهب من امامه لكنه انحنى يحملها على كتفه يلقيها على الفراش مثبتاً اياها بجسده :
استني بس !!
حاولت دفعه بعيداً عنها قائلة بغيرة :
ملكش دعوة بيا، روحلها يمكن تلاقي اللي هي متأكدة انه هيعجبك
رد عليها فارس على الفور بصدق :
مفيش غيرك انتي بس بيعجبني
ذمت ميان شفتيها قائلة بغيظ :
كلام
سألها بحب :
تعرفي عني اني بتاع كلام
ثم سألها بدون مقامات بما يشعر به منها دوماً :
ليه دايماً بحس انك مستنية مني أكون وحش، او يطلع مني تصرف ندالة، ليه يا ميان دايماً بيوصلي الشعور ده منك !!
ثم تنهد بعمق متابعاً حديثه :
بحس أنك مستنية مني اعمل نفس اللي عمله، عشان تكرهيني او تبعدي عني !!
تحاشت النظر لعينيه لكنه رفع وجهها حتى تنظر إليه مردداً بحزن :
بصيلي ، احساسي صح مش كده !!
صمتها كان كافياً ليعلم انه على حق فتابع بحزن :
طب ليه شوفتي مني ايه يخليكي تحسي كده، طب اللي عشتيه معاه يديكي كل الحق انك تخافي وتستني اي تصرف كده منه، لكن انا.....شوفتي معايا ايه !!!
تنهد ثم تابع بحزن وهو يعتدل بجسده واقفاً :
حب وحبيتك اكتر من اي حد، اكتر من نفسي حتى ، في كل مرة كنتي بتغلطي كنت بتعصب ايوه ، بس كنت بنسى كل ده مجرد بس ما تيجي عندي، استحملت وكتمت جوايا كل موقف صدر منك وقولت معلش مجروحة، اصبر عليها شوية
جذبها لتقف امامه مردداً بحيرة :
حقي فيكي وصبرت عليه وعمري ما غصبتك على حاجة ، مش بقول كده مَن ولا معايره و لا اي حاجة من كده وربنا اللي عالم بس هو زهول وسؤال عايز ليه اجابه، ناقص ايه تاني اعمله يطمنك من ناحيتي!!!!
صمت لدقائق وهو ينظر إليها كيف تقف امامه تخفض وجهها أرضاً والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة مردداً بخذلان :
طالما اللي حسيته صح، يبقى كلمة بحبك مكنتش من قلبك زي ما قولتيها.....الحب و الخوف ما يجتمعوش مع بعض في قلب واحد يا ميان!!!
تركها وكاد ان يرحل من الغرفة لكنها لحقت به تحتضنه من الخلف...تضع رأسها على ظهره قائلة بصدق ودموع :
بحبك والله بحبك، وغلاوتك في قلبي اللي مفيش فيه غيرك بحبك يا فارس
ثم تابعت قائلة بصوت مختنق د :
خوفي من ناحيتك سببه اني شايفة نفسي قليلة اوي جنبك و انك كتير عليا، شايفه اني مهما قدمت ليك قليل د، خايفة ان القليل اللي بقدمه ليك مع الوقت يخليك تسيبتي او تزهق مني وتلاقي غيري، عشان كده.....
اكمل فارس بدلاً عنها بسخرية :
بتشوفي اي غلطه مني حتى لو مش صح انها كارثة وتحاولي تكرهي نفسك فيا و......
ابعدها عنه ليغادر لكنها منعته قائلة بحزن :
رايح فين !!
صرخ عليها بغضب:
رايح في اي داهيه اطلع فيها غضبي من غبائك اللي مالوش حدود
ردت عليه بغيظ :
بتشتمني يا فارس
اومأ لها قائلاً بغيظ :
بقى انا كتير عليكي، يا غبية ده انتي كنتي ليا زي النجمة في السما، حلمت بيها كتير وبحمد ربنا اني طولتها
اشاحت بوجهها بعيداً عنه فتمالك اعصابه مردداً بصدق وهو يجعلها تنظر له ويضع يدها على موضع قلبه حيث تسكن هي وحدها :
يا عبيطة، انتي ساكنة هنا ودخلتي قلبي خلاص وقفلتي عليه بالمفتاح، لو عايز غيرك كانوا موجودين قبلك كتير ، بس انا اختارتك انتي وبس
ثم حاوط وجهها بيديه مردداً بصدق :
مين قال انك قليلة، بالعكس انتي غالية اوي، غالية لدرجة اني فضلت كل ده مستني اسمع بس منك كلمة بحبك ، لو مكنتيش غالية مكنتش عافرت عشان تكوني ليا ، اعرفي قيمة نفسك لأن الظاهر انك مش عارفها كويس ، والله انتي اللي كتيرة عليا
اخفضت وجهها أرضاً سرعان ما رفعها فارس قائلاً بصرامة :
متوطيش راسك ، هقولها ليكي تاني يا ميان ، انا اختارتك انتي و بس من كل البنات ، حبيتك انتي و بس ، عمري ما ندمت على حبك حتى لو مكنتيش ليا....برده عمري ما كنت هندم اني حبيتك في يوم
ثم تابع بتهكم :
بتقولي اللي بتقدميه ليا قليل
استند بجبينه على خاصتها مردداً بحب :
حبك ليا ده لوحده بالدنيا واللي فيها ، حبيني وبس وانا مش عايز اكتر من كده
رددت باعتذار و خجل :
انا اسفه ، متزعلش مني
ثم ابتسمت واحتضنته بحب، وجدت في حضنه كل الأمان الذي طالما بحثت عنه، لم يستطع فارس أن يقاوم فاحتضنها في صمت، ليُبادلها الحب الذي غمر قلبه، وكأن لحظاتهم تلك كانت خالدة في زمن آخر
في المساء كانت أماليا تجلس أمام التلفاز برفقة والدتها بذهن شارد و ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها كلما تذكرت تفاصيل اليوم التقطت هاتفها تشاهد الصور التي جمعتهما سوياً تأملت ضحكته باعجاب
مررت اصبعها على الصورة كيف لشخص ان يكون بكل هذا القدر من الوسامة، جميل لأبعد حد يمتلك ملامح رجولية بحته علاوة على ذلك رغم انه يبدو جنونياً لكنها حقاً تحب مشاجرتهما سوياً
نهرت نفسها على تفكيرها بهذا الشكل و بررت هذا بأنه يبدو إليها غامضاً ويجذبها نحوه الفضول لا اكثر لذا دائماً تفكر به !!!
نظرت إلى والدتها وسألتها بتردد :
ماما هو ايه حكاية اللي اسمه سفيان ده ؟
نظرت إليها والدتها بحدة فرددت أماليا على الفور بتوتر اثار شكوك الأخرى :
مش هو بيتعالج عندك، كان عندي فضول اعرف يعني مش اكتر !!!
ردت عليها والدتها بحدة :
مايخصكيش يا أماليا وبعدين من امتى وانتي عندك فضول لأي حالة مريض عندي !!
ردت عليها أماليا بتوتر :
مش انا اللي بصمم الديكور الجديد للشركة بتاعته مع خالو ، كان عندي فضول اعرف
نظرت إليها والدتها بصمت للحظات فسألتها أماليا بارتباك :
بتبصيلي كده ليه يا ماما !!
نفت والدتها برأسها قائلة بهدوء ظاهري :
مفيش انا قايمه احضر العشا
مشت عدة خطوات ثم التفتت لها وقالت بحدة :
أماليا ، ركزي في شغلك و بس واللي لو امكن تخلصيه بسرعه وتمشي من الشركة دي، مينفعش تفكري في سفيان بأي شكل من الأشكال ، كلامي مفهوم
ردت عليها أماليا بتوتر :
معرفش ليه حضرتك بتقولي كده ، كان بس مجرد سؤال فضولي مش اكتر
تنهدت الأخرى وقالت بضيق :
اتمنى يكون كده وميكونش حاجة تانية !!!
.......
باليوم التالي بالجامعة وبالاخص المقهى الموجود بالجامعة حيث يجلس الفتيات الثلاثة همس وميان، ولينا
نظرت لينا لهمس و ميان قائلة بمرح :
ايه شبعتي عسل ولا لسه ، عجبتكم قعدة البيت !!
رددت ميان بكسل :
مكنتش قادرة انزل والله فارس هو اللي اجبرني عشان ميفوتنيش حاجة
رددت همس هي الأخرى :
نفس الكلام شكلهم متفقين
ثم نظرت للينا التي تجلس بحذر على احد المقاعد تضع يدها على بطنها البارزة :
هما مالهم بيتهامسوا كده ، فيه ايه !!
"مش يزن هيتجوز بسمة" قالتها لينا بعفوية لميان و همس التي لم تقول سوى :
هما الاتنين يستاهلوا بعض، هي انانيه وهو ميتخيرش عنها
رددت ميان بشرود :
الحياة دي غريبة اوي يا بنات بين يوم و ليلة حياتك تتبدل ، كنت في حال و بقيت في حال تاني ، كلنا كده ، اللي اتأذى فينا ربنا عوضه واللي كان السبب بيدفع التمن لحد دلوقتي
ثم تابعت بحزن :
بس بيدفعه باسوأ حاجة و هي الندم ، انك تعيش بالشعور ده طول عمرك و تقول ياريتني و كل لحظة حلوه مش قادر تفرح بيها و دايماً تقول لو الزمن يرجع ، دي حاجة صعبة اوي
وافقتها كلاً من همس و لينا الرأي و على ذكر يزن نجده هنا بالفيلا الخاصة بوالده يضع يده بيده و يردد خلف المأذون الذي ما انتهى من كتب كتابهم ردد جملته الشهيرة :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
لم يتحدث احد غادر المأذون في صمت و الجميع يجلس في صمت مستنكرين ما يفعله " يزن "
توقف ولثم جبين بسمة التي ستنهار بأي لحظة و ستنفجر باكية من شدة القهر و ما تشعر به الآن من ألم ينهش قلبها
التفت إليهم قائلاً بهدوء ظاهري :
انا حجزت لينا في مطعم بره نتعشى كلنا سوا ، يلا عشان منتأخرش !!
مسكت والدته بيده تجذبه لأحد الغرف رغماً عنه و ما ان اصبحت معه بمفردها رددت بحدة و استنكار :
شوف انا مكنتش موافقة على الجوازة دي ابداً ، بس لازم اقولك كام حاجة تخليهم حلقة في ودنك ، اتقي الله في مراتك ، صحيح هي عملت بلاوي بس بتحبك ، قلبها مقهور بره و شكلها مكسورة من اللي بتعمله فرح معملتش و لا قرايب عزمت ، وهتعيش معانا هنا كمان ، طب فين حقوقها ، فين حرية الاختيار ، غصبتها على كل ده......
قاطعها قائلاً ببرود :
خيرتها على كل ده وهي وافقت ، يبقى الموضوع خلص ، هي اللي عملت في نفسها كده ، مترجعش تشتكي !!
صرخت عليه والدته بخيبة امل و غضب :
خيرتها بين ايه و ايه ، شايف انها تستاهل كل ده ، طب انت بقى تستاهل ايه ما انت كنت زيها غلطت، هي عملت في نفسها كده و انت.......
قاطعها يزن قائلاً بقهر وبصوت عالي وصل إلى مسامعهم في الخارج :
انا عارف اني غلطت وبدفع التمن زيها، وعقابي اني اعيش معاها وانا مش طايقها ولا قادر اسامحها، عقابي اني اتجوزتها و قبلت بيها ، عقابي اني اشوف اللي بحبها و عايزها في حضن غيري و اسكت و اقبل ببسمة لأن مفيش قدامي غيرها
ثم تابع بحقد و غضب :
لو مكنتش ظهرت قدامي يومها كانت همس زمانها ليا ، لو مكنتش ظهرت في حياتي من الأول مكنش حصل كل ده ، انا و هي عقاب بعض يا امي ، انا و هي نستاهل بعض ، عقابي اني هعيش معاها و مش بحبها و لا طايقها و عقابها انها تعيش و تتجوزني و انا بحب غيرها
خرج من الغرفة بغضب اعمى لتصطدم عيناه بأعين الجميع المليئة بالحسرة لكن قبلهم كان اعين بسمة التي انسابت منها الدموع بقهر و ألم
اقتربت منه بسمة وقالت بوجع :
عندك حق في اللي قولته ، بس العيب مش عليك ، العيب عليا انا ، ياريتني فعلاً ما ظهرت في حياتك ابداً و لا شوفتك
كادت ان ترحل لكنها عادت إليه مرة أخرى وقالت بدموع :
انت عمرك ما حطيت نفسك مكان حد ، شايف نفسك الأهم دايماً، كل اللي يفرق معاك انت عيشت ايه...انما غيرك يولع
ثم لكمته بصدره وقالت بقهر :
انا بعترف اني غلطت ، بس كنت أعمل ايه ، انا بنت ، بنت و عايشة لوحدي في الدنيا دي ، ماليش حد يقف ليا و لا ضهر و لا سند ، ماعنديش غير شرفي ، خوفت لإني معنديش اللي اتسند عليه ، خبيت و كدبت عشان انقذ الحاجة الوحيدة اللي املكها
ثم تابعت بدموع و قهر :
كدبت و كدبة جرت كدبة ، لا كنت عاملة حسابي اني هحبك و لا الامور هتوصل بيا لكده ، كنت عايز مني ايه اجي احكيلك ، طب انا أعرفك منين عشان اروح احكيلك و انا اول مرة اشوفك و اعرفك ، ما يمكن كنت تطلع اسوأ منه ، بس لما عرفتك و حبيتك كنت عايزه احكيلك بس خوفت برده متصدقنيش و لا تعذرني !!
اشارت له بيدها وتابعت بسخرية مريرة :
كان عندي حق اخاف لأنك عملت اللي خايفة منه ، مش عايز تصدقني و لا تعذرني ، شايفني عقاب ليك ، حتى مش طايقني و مجبور عليا
مسحت دموعها التي سرعان ما تعود و تنساب من جديد :
همس كان معاها حق ، ربنا بيحبها عشان كده بعدها عنك ، انا كمان لازم ابعد عنك ، انت لا تستاهلها و لا تستاهلني ، انت متستاهلش حد
نزلت دموعها اكثر و هي تقول بألم :
ورقة طلاقي توصلني و اتمنى تكون دي اخر مرة اشوفك يا....يا يزن !!!
قالت الأخيرة و ركضت للخارج و خلفها ضحى بعدما القت نظرة غاضبة محتقرة ليزن الذي تهاوى ارضاً يضع رأسه بين يديه و يرتسم على وجهه الهم و الحزن
بينما بالخارج حاولت ضحى ان تلحق ببسمة التي ما ان خرجت من الباب الخارجي للفيلا الذي يقود إلى الطريق السريع
كانت الدموع تغشي عيناها وتشوش الرؤية لديها فلم تنتبه للسيارة التي جاءت من خلفها صدمتها بقوة حتى سقطت ارضاً غارقة في دمائها
بعدما خرج سفيان من الشركة اكتشف انه نسى هاتفه بالداخل فعاد مرة اخرى، كان موعد انصراف الموظفين
و بالفعل لم يكن بالشركة سوى القليل فقط !!
انتبه لصوت يأتي من الجهة التي من المفترض انها خالية من الموظفين حيث يقام فيها التجديدات
دخل يبحث عن مصدر الصوت ليجد تلك المصيبة "أماليا" تقف على درج عالي تحاول التقاط هاتفها الذي يتعالى رنينه
سألها سفيان بتعجب :
انتي لسه ما روحتيش !!
التفتت بفزع على اثر صوته فاختل توازنها وكادت ان تسقط لكنها اقترب يتلقفها ليصبح الوضع كالتالي تستند بيديها على كتفه وهو يحاوط خصرها النحيل بيديه رفعت وجهها الذي دفنته بكتفه من الفزع لتلتقي عيناها بخاصته، دون ان يشعر سفيان رفع يده يبعد خصلات شعرها الذي يتطاير بنعومة حول وجهها يضعه خلف اذنها
انتبهت لوضعهما، فانتفضت بعيداً عنه وهي تقول بتلعثم :
س.... سفيان !!!
ابتعد هو الآخر بحرج لتركض أماليا سريعاً للخارج دون ان تنظر خلفها وتركته يشد خصلات شعره معنفاً نفسه على ما حدث !!
أماليا هاشم السباعي :
صاحبة الاربعة والعشرون عاماً ابنه رجل الأعمال هاشم السباعي لديها ثلاثة اشقاء و هي اصغرهم تخرجت من كلية الهندسة قسم الديكور حيث تعشق
