رواية بعينيك اسيرالفصل الثلاثون30بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل الثلاثون30
بقلم شهد الشوري
تصنم جسده مكانه وسقطت المنشفة من يده حين رأى باب الشرفة مفتوحًا على مصراعيه بينما كانت ميان تقف هناك تُلقي قدمها على السور كما لو أنها تستعد للطيران ركض نحوها بكل فزع الدنيا في قلبه وجذبها بيديه المرتجفتين صارخًا:

انتي بتعملي إيه؟!
نظرت إليه بعينين غائمتين، ضاحكة كطفلة شقية وهي تدفعه بعيدًا وهي تترنج قائلة بثمالة بريئة :
عايزة أطير زي تنا ورنا ما بيطيروا
ثم تابعت بنبرة حالمة بلهاء :
معاك شوية تراب أساطير؟
رمقها بدهشة امتزجت بالحيرة قائلاً :
تراب أساطير؟!
وضعت إصبعها على شفتها بتفكير طفولي ثم زفرت بضيق قائلة :
شكلك مش معاك.....خلاص هطير لوحدي
وفجأة قفزت فوق الطاولة بجانب الشرفة، ورفعت يدها نحو السماء، مقلدة إحدى شخصيات الرسوم المتحركة وهتفت بصوت غارق في الثمالة :
إلى اللا نهائية...وما بعدها !!
هتف بفزع ممسكًا بها بقوة كي لا تفقد توازنها وتقع :
لا هي هتبقى نهايتك فعلاً
نظرت إليه بعناد طفولي وضيقت عينيها قائلة بتذمر:
ما تقاطعنيش سيبني أطير بتركيز
في اللحظة التي كادت فيها أن تفعلها أمسك فارس بها بقوة فحاولت سحب يدها منه لكنها فشلت أمام قبضته المحكمة
جذبها نحوه بقوة ثم رفعها على كتفه بينما ميان كانت تقاومه بخفة محاولاتها ضعيفة وعشوائية جسدها مترنح، غير قادرة على أن تحرر نفسها من قبضته، هرول بها نحو الغرفة وهو يردد بصوت مليء بالذهول والصدمة :
يا مجنونة !!
أنزلها فارس بحذر على السرير لكنها تأوهت وهي تلمس رأسها قائلة بنبرة متألمة:
آه... راسي بيوجعني
تراجع فارس ليغلق باب الشرفة بإحكام ثم عاد سريعًا وجلس قربها يسألها بقلق ظاهر:
انتي كويسة
ضربته بغيظ في صدره ثم خرجت من الغرفة متمتمة بضيق :
أنا حرانة أوي!!
ركض خلفها حين رأى خطواتها مترنحة ووجدها تدخل غرفتها بعشوائية دفع الباب بسرعة ليُفاجأ بها تقف في منتصف الغرفة تحاول إنزال أكتاف الفستان بيدين مرتجفتين تجمد للحظة من صدمته لكنه سرعان ما اقترب بخطوات واسعة ورفع الفستان سريعًا قبل أن ينزلق عنها قائلاً بذهول :
بتعملي إيه؟!
أبعدته عنها بيدها المرتعشة، ونظرت إليه بعينين غائمتين قائلة بضيق وثمالة:
إنت تاني؟! ماشي ورايا ليه؟! مش عارفة أطير براحتي مش عارفة ألبس براحتي....إنت رخِم ليه؟!
نظر إليها بصدمة وقال بصوت مملوء بالدهشة:
أنا رخِم!!
هزت رأسها بقوة، لكنها كادت أن تفقد توازنها فأسرع نحوها وأمسك بها قبل أن تسقط رفعت رأسها لتنظر إليه ببراءة أقرب إلى الطفولة ثم أغلقت عينيها وفتحتهما ببطء كان وجهها يتأرجح بين الحزن والغباء البريء ما جعله يبتسم بخفوت رغم قلقه
لكن فجأة وضعت يديها حول عنقه واقتربت منه بنظرة مزيجها غامض بين الغزل والجنون وهمست بصوت خافت :
تعرف إن عيونك حلوة أوي؟ أنا عايزاها
حدق فيها بعدم فهم وقال بزهول :
عايزاها إزاي يعني؟!
مدت يدها نحوه بحماس طفولي وقالت بصوت مُترنح:
يعني هبدل عيوني بعيونك مش هوجعك هدخل إيدي وأخدها بسرعة ومش هتحس بوجع خالص
ابتعد عنها قليلاً ينظر إليها بذهول محاولًا أن يستوعب ما تقوله كانت دموعها تنهمر بغزارة تبكي وكأنها طفلة ضائعة، الخمر أخذ عقلها تمامًا، وكلامها أصبح يفتقر للمنطق
نظرت إليه بعينيها المملوءتين بالدموع وقالت بصوت طفولي حزين :
انت مش عايز تديني عيونك ليه اشمعنا أنا ماعنديش زيها
ابتسم على لطافتها ثم جذبها برفق ليجلسها على السرير وجلس بجانبها قائلاً بابتسامة دافئة:
حاضر بس مش دلوقتي بكره ابقي خديها
سألته بشك وهي ترفع حاجبها قليلاً:
بجد ولا بتضحك عليا....اوعدني يلا
رسم ابتسامة لطيفة على وجهه قائلاً ليُجاري حالتها:
اوعدك
أومأت برأسها برضا لكنها سرعان ما حاولت مجددًا إنزال سحاب فستانها وما ان فشلت مرة أخرى التفتت إليه قائلة بضيق :
افتحلي البتاع ده....رخم زيك!!
تنهد بغيظ وهو يقترب منها قائلاً بغضب:
لسانك طويل أوي
ابتسمت ابتسامة طفولية وهي تخرج لسانها :
لأ صغير خالص...شوف!!
ضحك بخفوت لكنها باغتته وبدأت تدغدغه في خاصرته بيدين مرتجفتين وهو يتراجع إلى الخلف ويضحك بقوة حتى سقط على السرير وهي فوقه
تعالت ضحكاتهما معًا في الأرجاء بعد دقائق من اللهو هدأت الضحكات، وكان كلاهما مُستلقيًا على السرير يلتقط أنفاسه
التفت برأسه نحوها ببطء، لتقابله بنظرة خافتة وملامح غائمة جلس بجانبها ورفع يده يتحسس وجهها برفق كأن أصابعه كانت ترسم خطوطه للمرة الأولى مرر أنامله على جبينها وخدها ثم توقف عند شفتيها بتردد وهمس لها بصوت عميق مليء بمشاعر لم يختبرها من قبل سوى معها
أنا بحبك أوي...بحبك بطريقة عمري ما كنت أتخيلها كل حاجة فيكي بتشدني ليكي يوم عن يوم....اتجوزت قبل كده، لكنها ماكنتش اختياري بس انتي...انتي اللي اخترتها، الوحيدة اللي اخترتها ومش ندمان أبدًا على كده....انتي نصي التاني اللي فضلت عايش أدور عليه....لدرجة إني فكرت إني عمرى ما هلاقيه !!
رفعت يدها ببطء وضعتها على وجنته برفق ثم نظرت إليه بعينيها التي كانت تعكس الكثير من المشاعر وهمست بصوت متردد لكنه عميق يحمل بين طياته رجاءً صامتًا :
ما تسبنيش....خليك جنبي
شعر بكلماتها تغرس جذورها في أعماق روحه فوعدها بصوت واثق مفعم بالصدق:
عمري ما هسيبك
ابتسم بخفة وهو ينظر في عينيها ثم اقترب منها ببطء وكأن الوقت قد تجمد بينهما وضع جبينه على جبينها برفق يغلق عينيه للحظة كأنه يحاول أن يشعر بقربها بكل جوارحه كانت أنفاسهما تتداخل وتلك المسافة الضئيلة بينهما بدت وكأنها جسور من شعور يصعب وضفه !!
مع أول خيوط الصباح، فتحت ميان عينيها ببطء، تشعر بصداع يكاد يمزق رأسها. حاولت أن تستوعب ما حولها، لكن كل شيء بدا غريبًا. نظرت بجوارها، وما إن شعرت بيد تحيط خصرها من الخلف حتى انتفضت مكانها، لتجد فارس مستلقيًا بجانبها، جسده مكشوفًا إلا من بنطال، بينما كانت هي ترتدي قميصه !!!!!
شهقت بصوت مرتعش وهي تدفع يده عنها، ليستيقظ فارس على الفور، فتح عينيه بكسل وتمتم بصوت هادئ :
صباح الخير.
لكنها لم تكن في حالة تسمح لها بالرد، نهضت من السرير بسرعة، تقف على بعد خطوات، تنظر حولها بذهول، تتفحص المكان، وتحاول لملمة شتات أفكارها، رأت ملابسها مبعثرة، وكأنها دليل يشير إلى ما تخشاه
همست بصوت مختنق:
إيه اللي حصل؟
اعتدل فارس في جلسته، ينظر إليها بصمت كانت كل حركة منها كطعنة تخترق قلبه، لم تكن فقط خائفة....بل كانت مذعورة....وهذا ما جعله يشعر بألم كبير لا يمكن وصفه!!!
رددت ميان وهي تضع يدها على جبينها:
آخر حاجة فاكرها لما طلعنا من الفرح.....إيه اللي حصل بينا إمبارح يا فارس؟
اقترب منها، حتى أصبح يقف أمامها مباشرة، يحاول السيطرة على مشاعره التي تضاربت بين الغضب والخذلان، ثم تمتم بهدوء زائف :
تفتكري إيه اللي حصل؟
صاحت بصوت مرتفع وهي تشير إلى الفراش والفوضى من حولها:
أنا اللي بسألك، انا مش فاكرة حاجة، رد عليا، إيه اللي حصل؟
ظل صامتًا للحظة، ثم قال بنبرة جامدة لا تعكس شيئًا من العاصفة التي بداخله :
اللي انتي بتفكري فيه !!!
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم وضعت يدها على عنقها كأنها تتحسس أثرًا غير مرئي، وهمست بصوت مختنق :
حصل بينا حاجة
صمت و لم يجيب، كادت ان تركض من امامه، لكنه امسك بها يجذبها نحوه يسألها بحدة :
رايحة فين
ردت عليه بعنف غير مسبوق منها معه :
اللي حصل بينا اكيد انا مكنتش في وعيي لأني.....
قاطعها قائلاً بسخرية حادة :
مفهوم...لأنك لو في وعيك أكيد مش هتسمحيلي أقرب منك مش ده اللي كنتي هتقوليه
صرخت عليه بغضب اعمى :
انت قربت مني ليه وانت عارف اني مش في وعيي، استغليت حالتي يا فارس
قبض على يدها وقال بحدة :
بجد بس ده مكنش كلامك امبارح لما كنتي عايزة قربي منك ، مكنش كلامك و انتي بتقولي متسبنيش خليك جنبي ، مكنش كلامك لما جيت ابعد لكن انتي اللي رفضتي وكنتي عاوزة القرب يمكن اكتر مني
ردت عليه بحدة :
مكنتش في وعيي انا مستحيل أعمل كده
كادت ان تغادر لكنه قبض على يدها مرة أخرى مردداً بغضب كبير و شعور بالأهانة يتملك منه بقوة :
كل لحظة حلوة بينا بتتفنني ازاي تدمريها ، بس متخافيش مقربتش منك....لا دلوقتي و لا بعدين يا ميان
قال الأخيرة و هو يدفعها للخلف بعيداً عنه بحدة نظرت له بصدمة و عدم تصديق ليتابع هو بتهكم :
لو مش مصدقاني و خايفة على نفسك تقدري تروحي تكشفي عشان تعرفي اذا كان جوزك لمسك و لا لأ !!
بقت مكانها مصدومة فصرخ عليها فارس بغضب من اهانتها له بتلك الطريقة :
اطلعي بره !!!
بقت مكانها مصدومة فأقترب منها يقبض بيده على يدها يدفعها خارج الغرفة ثم اغلق الباب بوجهها ثم عاد للداخل يركل المقعد بقدمه بعدها جلس ارضاً يحاول تهدئة النيران المشتعلة بداخله منها
وقعت عيناه على ثيابها الملقاة ارضاً، يتذكر ما حدث بالأمس كان حقاً على وشك اتمام زواجهما لولا أنه بأخر لحظة تعالى رنين هاتفه ليجعله يفيق مما كان سيقدم عليه !!!
يحمد الله الآن ألف مرة انه استفاق بالوقت المناسب و إلا كان حتماً ستكون الأهانة أكبر
بينما ميان كانت في غرفتها، تحاول غسل جسدها تحت المياه، تحك بشرتها بعنف، وكأنها تحاول تطهير نفسها من كل شيء، حتى تسببت لنفسها ببعض الجروح
على الناحية الأخرى، كان قصي يجلس خلف مكتبه، ينحني بجسده إلى الخلف بتعب واضح، يشعر أن جسده ينهار من العمل المتواصل، عظام رقبته تؤلمه، وكتفه يشعر بثقل كأنه يحمل الدنيا بأسرها، أغمض عيناه للحظات، يحاول استجماع قواه، قبل أن يشعر بيد تلامس كتفه
انتفض مكانه، فتح عيناه بسرعة ليجد سيلين تقف خلفه، نظر إليها بغضب ثم صرخ عليها بحدة :
انتي إيه اللي دخلك هنا؟
ارتجفت شفتيها، وامتلأت عيناها بالدموع التي سالت سريعًا وهي تقول بصوت ضعيف :
قصي، اسمعني....بمرارة ساخرة :
قاطعهت قائلاً بسخرية مريرة:
غريبة... كنت بقولك نفس الجملة، اسمعيني الأول، لكن ما سمعتيش، دلوقتي عرفتي قد إيه مهم تسمعي الأول قبل ما تتسرعي وتحكمي؟
حركت رأسها نافية، تدافع عن نفسها قائلة :
مكنش قصدي، عقلي اتغيب لما شوفتها قريبة منك...أنا غيرت عليك عشان بحبك واللي حصل مش بأيدي، ليه مش عاوز تعذرني
رد عليها بسخرية تنم عن غضب مكتوم :
غيرة! غيرة إيه اللي تخليكي تقللي مني بالشكل ده قدام الناس؟ غيرة إيه اللي تخليكي تكرري نفس الغلط تاني وكمان في وسط الموظفين
صمت لبرهة، قبل أن يتابع بملامح يملؤها التعب والانكسار:
عذرتك كتير، لكن طاقتي خلاص خلصت يا سيلين، تعبت من شكك....شكك اللي في لحظة ممكن يهدم حياتنا
وضعت يدها على بطنها، تنظر إليه برجاء :
طب...طب وابننا؟
نظر إليها بعينين تحملان وجعًا لا يمكن إخفاؤه، ثم قال بصوت خافت لكنه حاسم :
حتى اللي في بطنك مش سبب كفاية يخليني أرجعلك
كانت الكلمات كصفعة على وجهها، امتلئت عيناها بالدموع وكادت أن تغادر لكنه استوقفها فجأة عندما لمح أمل تقترب من الباب، فتحدث بنبرة لم تخلُو من القسوة :
مش قبل ما تمشي....تقوليلي مبروك الأول؟
سألته بتعجب :
مبروك على إيه؟
رد عليها بصوت حمل مرارة عميقة :
هتجوز قريب، واللي هتكون مراتي مش غريبة عليكي....أمل بنت عمتك!!!
دخلت أمل إلى الغرفة بخطوات واثقة، وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة انتصار، ثم اقتربت منه وقالت بمكر :
كنت سيبني أقولها بنفسي يا حبيبي، أحسن تزعل وتقولي إننا خبينا عنها
نظرت سيلين إلى قصي بصدمة، وقالت بصوت مهتز :
قصي اللي انت بتقوله ده مش حقيقي صح
رد عليها بنبرة صارمة :
إيه اللي يخليه مش حقيقي؟
اقتربت منه سيلين وقالت بقهر :
انت متعملش فيا كده....مستحيل تتجوز دي بالذات
نظر إليها بغضب، وكلماته تخرج كسكاكين تمزق قلبها من الداخل :
كان الأولى تثقي فيا من الأول بدل ما وصلتينا لكده بتسرعك
تدخلت أمل وقالت بتعليق لاذع :
طول عمرها كده يا حبيبي ، بس يلا محدش بيتعلم ببلاش و اهي اديها اتعلمت الدرس....بس اشك اصل اللي في داء ما بيبطلوش
فقدت سيلين أعصابها، وهاجمت أمل، تجذبها من شعرها بقوة، تصرخ بغضب عارم:
انت تخرسي خالص يا خطافة الرجالة انتي ، هقتلك بأيدي يا خرابة البيوت
أمسك بها قصي وأبعدها عنها بصعوبة، متمتمًا بغضب:
بس بقى ، ابعدي عنها
صرخت عليه بصوت متهدج:
بتزعقلي عشانها يا قصي نسيت هي عملت فينا ايه ، هتتجوز الرخيصة دي، مش دي اللي فضلت تبعتلك في صور زي بنات الليل ما بتعمل
ثم تابعت بدموع :
طب وانا هتتخلى عني انا....و ابنك !!
رد عليها قصي بغضب مكبوت، وهو يحاول السيطرة على صوته العالي:
انا متخلتش عنك انتي اللي اتخليتي اما بخصوص ابني فمتخافيش انا عمري ما اعملها رجالة عيلة العزايزي مش خايني و لا بيرموا لحمهم
تركها وابتعد، فحاولت مهاجمة أمل مرة أخرى، لكنه أمسك بها بقوة أكبر وصرخ عليها بحدة:
كفاية فضايح لحد كده
دخلت السكرتيرة مسرعة، وهي تقول بتوتر عندما رأت الوضع :
مستر قصي...انا آسفة كنت...
قاطعها قائلاً بنفاذ صبر:
كنتي في اي داهية، ازاي تسيبي مكتبك عشان كل من حب يدخل يدخل وكأنها وكالة من غير بواب
كادت ان تبرر لكنه صرخ عليها بحدة :
طلعيها بره
نظرت سيلين إليه بصدمة ووجع:
قصي!!!!!!
قبل أن تتحدث، دخل سفيان فجأة قائلاً ، وعلامات الدهشة والغضب على وجهه:
إيه اللي بيحصل هنا؟ صوتكم عالي ليه؟
نظر قصي إلى السكرتيرة وأشار بيده نحو سيلين:
قولتلك طلعيها بره
مسكت السكرتيرة يد سيلين بلطف تحاول إخراجها، لكن سفيان تدخل، مُبعدًا يدها عنها وهو ينظر إلى قصي بدهشة:
قصي! إنت اتجننت.... إزاي تعامل مراتك بالشكل ده؟!
رد عليه قصي ببرود زائف:
مش مراتي.....طليقتي، يا سفيان!!!!
لم تستطع سيلين تحمل الصدمة أكثر، فركضت إلى الخارج، والدموع تخنقها، حاول سفيان اللحاق بها قائلاً بقلق:
سيلين، استني
عاد سفيان لمكتب قصي مرة اخرى بغضب، وما لمح امل صرخ عليها بحدة :
انتي بتعملي ايه هنا، اطلعي بره !!!
رفعت رأسها بتحدي وردت عليه بثقة :
قصي، بس اللي من حقه يطردني، مش انت، أنا في مقام خطيبته، ومراته قريب.... يعني تتكلم معايا بأسلوب أحسن من كده
تجمد سفيان في مكانه، مصعوقًا من كلماتها، قبل أن يلتفت إلى قصي يسألها بدهشة :
خطيبتك ؟!!!
نظر قصي إليها بنظرات تحمل مزيجًا من الغضب والضيق، ثم قال بصرامة :
اطلعي بره!!!
بقيت مكانها متسمرة من هول الموقف، غير مستوعبة الأمر، حتى صرخ عليها بحدة تخترق السكون:
مش قلتلك غوري بره
استفاقت من صدمتها وغادرت بخطوات متعثرة، بينما الجو أصبح مشحونًا بالتوتر، ما إن أُغلقت الباب خلفها، حتى التفت سفيان إلى قصي قائلاً بلهجة مفعمة بالألم والقهر:
أنا بجد مش عارف أقولك إيه غير بلاش تكرر غلطي، يا قصي، بلاش غضبك يعميك وتضيع كل حاجة من إيدك
توقف للحظة وكأنه يستجمع شجاعته، ثم أكمل بصوت مكسور:
فكر في ابنك اللي لسه مشافش النور، بدل ما تهدم بيتك، أرجع ابنيه من جديد، شوف إيه اللي كان ناقصه ايه من الأول وصلحه
رفع عينيه إلى السقف وكأن الحزن يخنقه، ثم تابع بصوت يفيض بالندم :
بسبب غلطي في حقها ضيعتها من إيدي، وبقى أقصى طموحي أشوفها وأملي عيني منها، انا كل يوم بضرب نفسي مية جزمة وأقول لو يرجع الزمن، بس للأسف، الزمن ما بيرجعش يا قصي!!!
قال ما عنده ثم غادر وترك قصي يتنهد بعمق وهو ينظر الى الفراغ بشرود، قلبه مثقل بالحزن والألم
قبل أن يتوجه فارس إلى عمله، قرر المرور على بيت خالته، كانت علامات الغضب بادية على وجهه، وكلماتها في عقله كالرعد لا تهدأ، عندما فتحت له خالته الباب، لم ينتظر منها أي كلمة، بل دخل كالعاصفة متجهًا نحو أنجي، يقبض على يدها بقوة، مرددًا بصوت غاضب:
حركاتك دي مش هتبطليها، اللي فيه داء عمره ما يبطله الرخص والخبث في دمك انت واختك، فاكرة اني ممكن ارجعلك تاني، انا لو عايزك كنت رجعتلك زمان بس انا ماصدقت خلصت منك
حاولت أنجي التماسك، وردت عليه بحدة :
إنت اتجننت يا فارس! إزاي تكلمني وتمد إيدك عليا بالشكل ده....فوق لنفسك!!!
أطلق فارس ضحكة ساخرة قصيرة، ثم دفعها بقسوة للخلف، وهو يرد بغضب أكبر :
انا فايق كويس لكن انتي اللي لازم تفوقي من الوهم اللي معيشة نفسك فيه لو السما انطبقت على الأرض مش راجعلك يا انجي احترمي نفسك و احترمي الحجاب اللي على راسك و بلاش الحركات الرخيصة اللي انا عارفها كويس و عارف انها متجبيش إلا منك
تدخلت خالته وصرخت عليه بغضب :
انت زودتها اوي يا فارس احترم وجود الكبار حتى و راعي انك بتغلط فينا و في قلب بيتنا !!
استدار نحوها بسرعة، وهو يصرخ بغضب متزايد :
لما تعلمي انتي بناتك ازاي بحترموا نفسهم يا خالتي ابقى تعالي حاسبيني على اي تصرف يطلع مني ، لما بناتك المحترمين يخدعوا مراتي امبارح ويحطوا ليها في العصير wine عشان تسكر يبقى بناتك محتاجين تربية من جديد
تدخلت سمر وقالت محاولة الدفاع عن نفسها :
احنا معملناش حاجة روح اسأل اللي سكرت، كانت بتشرب فين و مغفلاك!!
التفت إليها فارس بنظرة كادت تحرقها، وصاح بصوت أرعب الجميع :
لسانك لو نطق بكلمة تانية في حق مراتي، هتشوفي مني وش هيزعلك أوي وهنسى إنك بنت خالتي، مراتي خط أحمر، وأشرف منك ومن أختك، على الأقل، مش بتعمل حركات رخيصة زيكم
في تلك اللحظة، تدخلت والدة فارس، جذبت يده بقوة وهي تنادي على فراس الصغير ليخرج من الغرفة، أما والده، فأمسك بذراعه ليجبره على المغادرة وقبل أن يغادروا استدارت والدته نحو خالته، وقالت بنبرة قاسية حازمة :
ربي بناتك يا شهيرة، ربيهم كويس وابعديهم عن ابني و مراته وإلا هتخسريني!
كانت همس تجلس بجانب لينا التي كانت تتحدث مع عمار على الهاتف، بينما همس شاردة الذهن، ابتسمت بخجل وتحسست وجهها بتوتر، وكلمات كارم ما زالت تتردد في أذنها...كانت مشاعرها متضاربة، ولا تعلم كيف تواجهها
أغلقت لينا الهاتف وألقت نظرة على همس، ملاحظة حالة الهيام التي تبدو على وجهها، فابتسمت بمكر وقالت :
سرحانة في إيه؟ مين اللي واخد عقلك يا هموسة؟
ردت عليها همس بتوتر:
محدش و بلاش تلميحاتك دي....مش اللي في دماغك
لضحكت لينا بخفة، وقالت ببراءة مزيفة :
الله طب انتي ايه اللي عرفك اللي في دماغي
جزت همس على أسنانها وقالت بغيظ :
لينا!!!!
صمتت لينا قليلًا، ثم رددت بابتسامة مشاكسة:
طب أنا أحلفلك على المصحف إنك بتحبيه!
سألتها بتوتر :
هو مين ده؟
غمزتها لينا وقالت بمكر :
يعني مش عارفاه.....كارم!!!!!
ردت عليها همس بارتباك وهي تتجنب النظر إلى عينيها :
أنا بحب كارم!
ردت عليها لينا بنفاذ صبر :
لأ.....ابوه !!
ثم تابعت بغيظ :
يا بت ده انتي من بدري سرحانة و عينك عماله بتطلع في قلوب، ده غير التلفون اللي مش مبطل رن وانتي هتموتي و تردي عليه وعلطول معاه....ده احنا بقينا نشوفك صدفة ، ده لولا الجامعة مكناش هنشوفك
توترت همس لكنها ردت عليها بسخرية :
شوف مين اللي بتتكلم ده، إنتي طول الوقت مع عمار، أومال لما تتجوزيه بقى مش هنشوفك في المناسبات بس
ردت عليها لينا بمكر :
طب عمار خطيبي، كارم بقى إيه نظامه؟
حكت همس يدها ببعضها لتدفئها من برودة الجو، وملامحها تحمل توترًا واضحًا و قالت بارتباك :
زي أخويا!!
نظرت لها لينا بغيظ، وضمت ذراعيها كأنها تحاول السيطرة على نفسها، قبل أن تنفجر قائلة :
أقسم بالله أنا مسكت لساني بالعافية دلوقتي عشان ما أشتمش! كارم زي أخوكي...بقى كل ده وأخوكي؟ أومال لو جوزك كان إيه اللي هيحصل بقى؟
أطلقت همس زفيرًا حادًا، ثم وقفت فجأة وهي تقول بضيق:
أنا رايحة أجيب حاجة أشربها... .شكلك مش هتسبيني في حالي انهارده
بعد دقائق جاءت ميان تجلس بجانبها بصمت، شاردة الذهن وكأنها في عالم آخر، رفعت لينا حاجبها بغيظ، وسألتها بضيق :
لأ بقى، هو انتي كمان جاية سرحانة مش كفاية همس...مالك في ايه يا ميان !!
نفت ميان برأسها، وقالت بصوت مختنق:
مفيش حاجة، أنا بس مصدعة شوية
جاءت همس في هذه اللحظة تحمل كوب عصير بيدها، وقالت وهي تجلس بجانبهما :
انتي جيتي،طب كويس...اهي تحل عني شوية
قطعت لينا حديثهما فجأة وقالت بسعادة غامرة :
على فكرة أنا كتب كتابي آخر الأسبوع ده، يعني بعد حوالي خمس أيام!!!
نظرت لها ميان بذهول وقالت :
نعم!!!
بينما حدجتها همس بنظرة بغيظ وقالت:
إمتى حددتوا الميعا، وحنا آخر من يعلم يعني يا ندلة
ضحكت لينا بخفوت ثم قالت :
طل حصل فجأة والله، انا لقيت عمار ساحب اخوه وجاي، عايز يحدد ميعاد كتب الكتاب، لحد ما الشقة تجهز ونقرر ميعاد الفرح امتى
ثم تابعت بحماس، وعيناها تلمعان بسعادة :
عشان كده عايزين ننزل سوا نجيب فستان حلو لكتب الكتاب ويكون شيك عشان يعجب قرة عيني
ضحكت همس بحماس هي الأخرى، وقالت:
هنلبس إحنا التلاتة لون واحد
لكن ميان كانت شاردة كليًا، وكأنها لم تسمع أي كلمة، فلاحظت لينا ذلك، وسألتها بقلق:
ميان، بجد مالك؟ فيكي إيه؟
سألتها همس بقلق هي الأخرى:
إنتي متخانقة مع فارس؟
رفعت ميان رأسها ببطء، ونظرت إليهما بعينين مليئتين بالدموع، ثم أومأت برأسها عدة مرات، وقالت بصوت حزين:
متخانقين... وكالعادة أنا اللي غلطانة، أنا دايمًا اللي بغلط، والحق بيكون عليا، دايمًا بزعله لكن غصب عني، بس المرة دي... زعلته جامد أوي، وماليش عين أروح أكلمه أو أعتذر له مش قادرة أحط عيني في عينه أصلاً
تبادلت لينا النظرات مع همس، التي سألتها بحذر :
إيه اللي حصل طيب، قوليلنا، يمكن نعرف نحل الموضوع مع بعض
نفت ميان برأسها، فأومأت لينا بتفهم، وقالت بهدوء :
حاجة ما ينفعش تحكيها يعني؟ خاصة بينكم؟
أومأت لها ميان بنعم، فرددت همس بنبرة لطيفة تحاول التخفيف عنها :
كل مشكلة وليها حل، فارس بطبعه هادي، وهيفهم انه غصب عنك، انتي بس سيبيه يهدا الأول، وبعدها اتكلمي معاه واعتذري، إن شاء الله كله يبقى تمام
لكن ميان لم تتمالك نفسها، وانفجرت باكية، وقالت بصوت متقطع :
كل مرة أقول آسفة، وكل مرة أغلط، وكل وقت حلو بيننا بغبائي أضيعه وأزعله مني، لسه مصلحاه من كام يوم ودلوقتي زعلته تاني....هو اكيد زهق مني، ومش هيسمعني أصلاً، وهيكون عنده حق، غلطي المرة دي كبير أوي وجرحه جامد
ربتت لينا على كتفها برفق، وقالت محاولة تهدئتها:
طب اهدي... متعيطيش هتتحل والله
نظرت لها همس بحزن، لكنها لم تعلق، حدسها كان يخبرها أن سفيان له يد فيما حدث، لكنها آثرت الصمت
بعد لحظات من التفكير، سألتها همس بهدوء:
طب فارس فين دلوقتي؟
ردت عليها ميان والدموع لا تزال تبلل وجهها :
في المستشفى، أنا كمان المفروض كنت أروح النهارده عشان التدريب بتاعي زي ما اتفقنا، بس خوفت أروح وهو زعلان مني، أكيد مش هيبقى حابب يشوفني
جذبتها همس من يدها بحماس، وقالت:
إنتي تروحي ليه دلوقتي وتاخدي معاكي ورد شيك كده وحلو تصالحيه حالاً، عشان يعرف إن زعله عندك بالدنيا، وانك مقدرتيش تستني لحد ما يرجع البيت
أيدتها لينا وقالت بحماس:
الصراحة انا شايفة إنها فكرة حلوة اوي
بعد تفكير، أومأت ميان برأسها موافقة، وبالفعل، اشترت باقة ورد جميلة، وذهبت للمستشفى، كن ما إن وصلت أمام غرفته، حتى صُدمت مما سمعته...!!!!!
قبل وصول ميان بقليل كان فارس جالسًا في مكتبه، يشعر بالتعب والإرهاق بعد عملية ولادة متعسرة، انتفض مكانه بغضب ما ان دخلت فجأة من باب مكتبه "انجي"
جز على اسنانه وقال بحدة ونفور :
وليكي عين تيجي لحد هنا ؟
لكن إنجي، كعادتها، لم تُبالي بغضبه، بل تقدمت نحوه بخطوات واثقة، وقالت برقة تناقض تمامًا المكر المتوهج في عينيها وطبيعة شخصيتها الخبيثة :
بقيت قاسي عليا اوي يا فارس، حصل إيه مني عشان تبقى كارهني كده، وأنا اللي محبتش حد في حياتي غيرك
نظر إليها فارس بحدة، وأمسك بيدها بقوة وقال بغضب :
بلاش كدب، ورقك كله مكشوف قدامي انا بالذات، قولي بحب فلوسك، كنت متجوزاك عشان أخرج من سجن أبويا، كنت متجوزاك عشان استغلك، انما حب، لا اللي زيك ما يعرفش يحب غير نفسه وبس
ثم تابع بنفور :
سنين جواز عيشتهم معاكي في قرف ونكد، وبعد ما أخيرا خلصت منك، عاوزاني أرجع ليكي من تاني برجليا، ده انا ماصدقت بعدت عندك يا شيخة
لم تظهر انجي أي تأثر على وجهها، بل ابتسمت ابتسامة فاترة، وأضافت بخفوت، محاولة اللعب على مشاعره :
مش بقولك بقيت قاسي؟
ثم اقتربت منه، لكنها لم تقترب لدرجة أن تلمسه، وأضافت بصوت هادئ، والدهاء يملأ عينيها :
حبيتها يا فارس مش كده، بس يا ترى بقى هي قدرت تنسيك إنجي واللي بتعمله!!!
دفعها بعيدًا بحدةٍ، وكأن مجرد وجودها يثير فيه شعورًا بالقرف، لكنها لم تستسلم، بل اقتربت منه مرة أخرى بخطوات متهادية، تحمل في ملامحها دلالًا مُتقنًا وهي تقول بصوت ناعم :
تفتكر هي تقدر تعمل اللي أنا كنت بعمله، بتبسطك زي ما كنت أنا ببسطك، ولا خلاص حبيبتها ونسيتك الدنيا باللي فيها!!
رفعت إصبعها ببطء، تلامس وجنته بخفةٍ متعمدة، وكأنها تتلذذ باختراق المسافة بينهما، وهمست له باغواء :
بذمتك، موحشتكش يا فارس، نسيت ليالينا سوا
لم تتحمل ميان أكثر.....وفجأة، اندفعت وفتحت الباب بقوة، نظراتها الغاضبة كانت كالسهم الحاد.
بينما على الناحية الأخرى بالجامعة، ما ان غادرت ميان حتى لمحت همس كارم قادمًا من بعيد فاندفعت مسرعة قائلة للينا :
أنا رايحة أجيب قهوة وهرجع
ثم ركضت واختبأت في مكان بعيد عن الأنظار بينما اقترب كارم من لينا وقال بابتسامة :
أخبارك إيه يا لينا؟
ردت عليه بابتسامة هادئة وقد أدركت الآن سبب هروب همس المفاجئ :
كله تمام الحمد لله
سألها وهو يفتش بعينيه في المكان بحثًا عن معذبة قلبه :
فين همس؟
ضحكت بخفوت ثم ردت عليه بمرح :
أول ما شافتك جاي من بعيد هربت
ابتسم بزاوية شفتيه بينما لينا تابعت حديثها بصوت خفيض لكنه كان يحمل بين طياته مكرًا لطيفًا :
اسمع مني هي بتحبك والله ما تستمعش منها لما تقولك انت زي اخويا....خليك وراها ومتزهقش منها مع أنها تزهق بلد أنا عارفة
قالت ذلك بمرح جعله يبتسم أيضًا ثم تابعت بحماس :
أنت بس خليها تولع وتحس إنك هتضيع من إيديها وهي اللي هتتمسك بيك وتخاف تخسرك وبدل ما تبعد عنك هتقرب أكتر
ضحك كارم ثم قال بمكر :
مش سهلة انتي يا لينا !!
ضحكت بخفوت وقالت بمرح :
اللي تصاحب ميان وهمس بكمية الغباء اللي فيهم وخصوصًا في الحب لازم تبقى بالمكر ده عشان يلاقوا النصيحة اللي تفيدهم مع إني متأكدة إنهم مش هيسمعوا مني
ضحك عليها قائلاً بمرح :
ربنا يكتر من أمثالك على العموم ألف مبروك عمار اتصل يعزمني النهاردة....عقبال الفرح
شكرته، وأكدت عليه أن يحضر بينما هو غادر المكان وكلماتها ما زالت تتردد في عقله ويبدو أنه سيأخذ بها حقًا !
عاد قصي من العمل باكراً اليوم ليجد والدته امامه عيناها مشتغلة من الغضب وصرخت عليه بحدة ونبرة صارمة :
اسمع بقى أنا سكت وقولت يمكن يعقل لكن طالما ماعقلكش وكل شوية بتغلط لازم حد يوقفك عند حدك مين أمل دي اللي رايح تتجوزها !!
ثم تابعت بسخرية وغضب :
الأولى تفكر في مراتك وابنك اللي مش في حساباتك خالص
رد عليها بسخرية واضحة وهو يحاول إخفاء الغضب الذي يملأ صدره :
هي لحقت تشتكيلك
ردت عليه بحدة :
مقالتش حاجة لكن اللي انت ناوي تتجوزها من غير ما تعرف أمك رايحة جاية توزع الخبر على الكل وأمها من شوية بتتصل بيا وتعرفني ، أخرتها، أعرف من الغريب ان ابني ناوي يتجوز !!
اغمض عينيه بغيظ يحاول السيطرة على نفسه لكن كلمات والدته كانت قاسية بما يكفي لإشعال الغضب في داخله ردت هي عليه بصرامة أكبر :
نهاية الموضوع ده قسماً عظماً لو مردتش مراتك يا قصي ورجعتها بيتها وقطعت علاقتك بالحرباية التانية لا أنت ابني ولا أنا أعرفك ولساني ما يخاطب لسانك طول العمر بدل ما تراعي مراتك في الفترة دي وتروح معاها للدكتور وتطمن على ابنك رايح تقول هتجوز 
تعليقات



<>