رواية بنات امزيغ
الفصل العشرون20
بقلم اسماعيل موسي
وصلنا بوقت مناسب ، القت ازميراندا كلمتها لكني كنت في شرود عميق ، حاله من التيه الامتناهي ذو النغم الحزين.اعتصر ألم شديد قلبى عندما لاحت اسوار المنزل الفخم ، لو عصر قلبي وقتها لاسقط حبات من الدموع.
دلفنا لداخل المنزل وبدا الحراس غير مرحبين بوجودنا ،،قالت ازميراندا اسم حبيبها الذي لا اذكره.
جلسنا بالصاله ننتظر وسمعنا مشاجره قصيره خرج بعدها شاب افرنجي له شعر اصفر بلون الذهب ، ودلفت خلفه فتاه لا تقل جمال عن ازميرانذا تحمل طفل.
صافحها مصافحة الغرباء ،،والقي علي التحيه ،،كان متحرج من الكلام امامي فخرجت للحديقه ادخن لفافة تبغ.
خرجت ازميراندا بوجه غير الذي دخلت به ، واخبرتني انه يحبني جدا ، لدرجه لا تتخيله لكن عائلته اجبرته علي الزواج من اخره ، لقد انتظرني ، انتظرني مده طويله يا حسني.
لكنه وعدني ان يتزوجني بعد ان يخلص من تلك الزيجه غير الاجباريه ، انه لا يحب زوجته لكنه مجبر للعيش معها.
كانت تعلو وجهها ابتسامه حزينه كانت تحاول ان تخفيها بتفأل كاذب ،،ان العيون تفضح ما تخفيه القلوب والوجوه ، انا وهي نتشاطر نفس الآلم ، كنت اتوق ان اصرخ من الفرحه والسعاده، وكانت تتوق لأن تصرخ من البؤس والشقاء ، كلانا يرغب، كلانا صامت وهكذا تتحطم قلوبنا .
رغبت ان احتضنها ، ان اخبرها ان اشعر بك ، اصرخي ، انتحبي، اضربيني، سبيني.
رحلنا مره اخري ، بتفائل يحبوني، وآلم يكسر قلبها، بائسين يسيران بجوار بعضهما ولا يستطيعان ان يخففا عن بعض.
بعد ذلك اليوم تبدلت حياتي ، كان كل همي ان اخفف عنها ان ارسم علي وجهها الابتسامه ، امازحها، القي نكات بذيئه لكن قلبها كان يعتصره الألم.
مر شهر ونحن علي ذلك الحال كلانا يشعر بالبؤس ولا يشعر ان لحياته معني.
نجلس صامتين بالشرفه ، ندخن ، نحتسي الشاي، نشرد ، نحدق ونتأمل.
لكن تلك اللحظه تأتي، عندما نسأل انفسنا الي متي ؟
نحن نعرف الاجابه لكن لا نعرف الطريق.
بدأت ازميراندا تستعيد حيويتها وذات صباح لمحت ابتسامتها وهي تركض بالحديقه فأشرقت حياتي وبداء قلبي ينبض.
بدلت ملابسي وركضت بجوارها، خاطبتني، اتعلم انه لن يعود، لن يحضر للزواج مني ، كنت اصبر نفسي لا اكثر.
قلت لها ربما يعود.
قالت لن يعود، انا ادرك ذلك.
من يحب لا يتخلي عن حبيبه يا حسني.
انا لن اتخلي عنك يا ازميراندا ، بدرت مني تلك الكلمه دون ان ادري ، تلبسني الخجل ، ارتعبت من ردها ، ركضت اسرع منها وقصدت غرفتي واوصدت الباب علي نفسي.
مرتعش ، خائف ان يضيع ذلك الحب الوليد ، التصقت كطفل بجوار الجدار.
ماذا لو قالت انا لا احبك ؟
انا لا اطيق حتي التفكير بتلك الكلمه.
سأخبرها اني كنت امزح ، او ان الكلمه اخطأت مقصدها.
اذا كانت لدي كل تلك المبررات لماذا انا مرتعب ؟
مضت ساعه وانا اتلوي بين الشك والحلم ، انها لم تقصد غرفتي بعد ، ينتابني شعور جيد حيال ذلك.
انا لا ارغب ان تبادلني نفس الحب كل ما ارغب به ان اظل هنا بقربها اتابعها وهي تلهو.
