رواية بنات امزيغ
الفصل الخامس5
بقلم اسماعيل موسي
استيقظت بتكاسل ولم تكن لدي القدره علي فعل اي شيء، لكن اصوات العمال التي سمعتها وباغتتني من الشرفه المفتوحه اثارت فضولي ، عندما نظرت كان هناك الكثير من العمال ينقلون اثاث والحارس هناك يصدر الاموار.اين كانت كل تلك الخرده ؟
ثم بدأو ينقلون صناديق كثيره مغلقه ، يجب ان اسأل سيرا عن كل تلك الاشياء، بدلت ملابسي وقصدت شقتها.
سيرا هل تنتوي نقل جدران الشقه ايضا! ؟
وهي تبتسم سيرا ردت ، تعلم ان كل تلك الاشياء ستشعرني بقربهم .
لكن اين كانت مخبأه تلك الاشياء؟
قادتني لغرفه مفتوحه شاسعه كانت قد خلت تقريبا من الاثاث الذي تم نقله ، ما اثار انتباهي ان طلاء الغرفه اسود ، وعدم وجود مصابيح اضأه ، كنت علي وشك ان اسألها عن اللوحات الجدرايه وما بها من وجوه غريبه ،،لكن صوت الحارس الهادر الذي جاء مجللا من خارج الشقه اوقفني.
انتهينا يا هانم .
حسني بسرعه بدل ملابسك سوف نرحل.
نرحل الان ؟
نعم.
وملابسي ، اغراضي ؟
يا حسني قلت لك اننا سنسكن بقصر ، خدم وحشم ،،ثم انا تدبرت امر ملابسك.
بدرت مني ضحكه بلهاء.
تدبرتي كل شيء؟ هل تعلمين مقاسي ؟
انا اعرف عنك اكثر مما تدرك يا حسني.
من فضلك دعنا نرحل انا لا اطيق المكوث هنا.
استقر الحارس بمؤخرة السياره التي تحمل الاثاث والتي كانت تقودنا نحو القصر ، بينما جلست انا بجوار سيرا التي تولت القياده.
هل سيرحل الحارث معنا ؟
اجل يا حسني.
ومن سيعتني بايجار البنايه ؟
لقد تدبرت كل شيء، هناك شخص اخر سيتولي العمل.
جلست بصمت والسياره تخترق الطريق وهي تهدر .
لكن الطرق التي عبرنا خلالها لم اشعر اني سرت بها من قبل ، لكني خجلت ان اسألها ، نهاية الامر ما انا الا شخص غريب عن المنطقه.
انتهي الطريق بحقول شاسعه علمت انها من ضمن املاك سيرا ، كان هناك فلاحين يعملون بالارض، رجال وسيدات لكن مظهرهم كان غريب ، عبرنا بعد ذلك بين صفين من اشجار السرو والصفصاف ثم حديقه غناء شاسعه لا حدود لها بعدها توقفت السياره.
شرع العمال بنقل الاثاث لغرفه خلفيه وكانت سيرا تشرف علي نقل الامتعه بنفسها.
انتهي العمال من نقل الاثاث ولم يتبقي الا تابوتين خشبيين كنت اول مره اراهم.
كنت احدق بهم عندما جذبتني سيرا للداخل ، خاطبت الحارس ونحن ندلف لداخل القصر ،،ضعهم بالمكان المحدد ،.
حاضر يا هانم.
دخلت وانا اتوجس، توابيت خشبيه ماذا يعني ذلك ؟
لكن حفلة الاستقبال جعلتني انسي حتي نفسي ، اكثر من عشرة خادمات يرتدين زي غربي ، تنانير قصيره مزركشه ، شعر اصفر مسدل ، عيون خضراء، انهن ليسن من تلك البلاد اقسم.
كان هناك ايضا خدم يرتدون بذات رسميه وكانت ملامحهم واجمه صلبه.
دعنا نتناول الطعام.
السفره التي لم اري مثلها من قبل كانت طويله جدا ، والاطعمه التي استقرت فوقها تكفي لاحتفال كبير.
لماذا كل ذلك التبذير يا سيرا ؟
ردت بدلا ، لا تنسي ان اليوم هو يوم عرسنا.
تتحدث عن العرس والحفله وكأنها نسيت انها فقدت والديها للتو ،،حتي ملامح الحزن لا تبدو عليها ؟
تناولت طعامي بصمت ، بعدها طلبت من الخادمات ان يصطحبني لاخذ حمام وتبديل ملابسي.
لا ابدا ، مطلقا لن اسمح ان يحدث ذلك ؟
ماذا تقصد ؟
لن استحم وهن يرمقني!! ،
ضحكت سيرا بسخريه ، طيب يالا بدل ملابسك.
اصطحبني خادم لحمام بحجم شقه وهناك بعد ان اغلقت الباب استسلمت لحمام ساخن.
الملابس التي وجدتها بانتظاري كانت غريبه ، بنطال ، قميص، رابطة عنق وبالطو طويل، حذاء اسود ،،ساعه جديده ، وشاح ازرق وقبعه.
سابدو مثل مهرج بتلك الملابس؟
لكن بعد ان ارتديتها روادني شعور اني لورد من الزمن القديم.
كانت تلك الملابس تشبه ملابس والدها بالضبط واعجبني مظهري.
