رواية بنات امزيغ
الفصل السادس6
بقلم اسماعيل موسي
عندما انتهيت من حمامي وهبطت نحو الرواق بهندامي الارستقراطي كانت الموسيقي تصدح من الجاراناموف العتيق واللوحات الجداريه تتراقص كحسناء باريسيه اسفل برج ايفل وحبيبتي متأنقه كأشراقة زهره بخدود متورده بداخل فستان ساتان ضيق وقصير، كانت لرنة خلخالها نغم مشجى ، جذبتني اليها وجوقه من العازفين ينفخون بالاتهم الموسيقيه بعد ان توقف الجااراناموف والف زهرة توليب ونرجس تزين الرواق.هيا نرقص يا حسني انه يوم عرسنا ، اه كما تبدو وسيم ايه الصعيدي الجاف.
انا لا اتذكر ولا مره واحده اني ذكرت لسيرا انني من صعيد من مصر ،،ابن قريه تقبع علي جانب النهر ووالدتي تتطير من قشر الثوم اذا احضره الريح صدفه.
كيف علمتي ؟ يا حبيبتي ؟
من عينيها بدرت نظره زعزعتني وتوق اللهفه بداخلي راح يغني ، سيرا منحت تسعة اعشار الجمال والعاشره سلم يا ربي ، وانت يا مسلم يا موحد بالله ضع بعينك حنطه.
رحلت الكلمات والتساؤلات ، وابن القريه الجاف راح يتراقص علي ضرب الدف وصوت الناي.
من حولنا حلق الخدم ، اثنين ، اثنين ، يتراقصو بمهاره ، ‘اذا سألت نفسك كيف يرقص الخدم مع الساده ؟ اذا كنت ترغب بالاجابه فعلا فتعالي لتحضر الحفله ، حفلة عرسنا انا وسيرا.
تصاعدت انغام الفايكنج وراحت الاقدام تضرب الارض مخلفه نغم بهيج تشابكت الايدي وشكلنا دائره وعندها شعرت ببرودة اجسادهم.
انا ميت ؟ قلت ذلك وانا امسح الرواق بعيني، ان البروده التي اشعر بها لخليقه بحفلة دفن .
اغلقت الجوقه الوصله الغنائيه علي نغمه قصيره جعلتنا نتصبب عرق ،،القت سيرا بجسدها الغض علي اريكه جلديه فغاصت خلاله والقيت بنفسي بجوارها.
صفقت سيرا فرحل الخدم وعادت احداهن بعد فتره قصيره محضره زجاجة خمر وكأسين ، صبت لنا كأسين وانصرفت.
انا لا اشرب الخمر يا سيرا .
مره واحده يا حسني انها ليلة العمر ، ارتشفت كأسها بجرعه واحده اما انا فلم امد يدي للخمر.
هي بنا ؟
الي اين ؟
لغرفتنا يا رجل.
صعدت خلفها وهي تترنح من السكر وعندما وصلنا القت بجسدها علي السرير غافيه.
شعرت بالملل ، اشعلت لفافة تبغ وخرجت للشرفه من هناك لمحت الحارس يسير تجاه الغرفه الخلفيه التي تحتفظ خلالها سيرا بالخردوات.
هبطت درجات السلم وكان الكل نيام علي ما يبدو ، اسفل شجره انهيت لفافة التبغ وكان مصباح تلك الغرفه مضيء.
وعلي ما يبدو ان الحارس كان قد رحل وترك الباب مفتوح فكرت بذلك .
سرت تجاه الغرفه المفتوحه وخلاف ما توقعت لم تكن غرفه ، كان قبو طويل ومظلم لا نهايه له.
وضعت قدمي هلي درجات السلم لاهبط.
رايح فين يا بيه ؟خاطبني الحارس وهو يرمقني بنظره مقيته كلها شر .
رأيت الغرفه مفتوحه فحضرت لاغلقها قلت ذلك وانا امد رأسي لالمح اي تفصيله تساعدني علي كشف سر تلك الغرفه ، لكن الحارس صك الباب بوجهي بعد ان جذبني للخارج.
ليس هنا اي شيء مهم يا بيه قال بنبره محزره.
لكني ارغب بتفقد الغرفه وانت لن تمنعني.
براحتك يا بيه ، لم ينهي كلمته حتي رأيت سيرا تسير تجاهنا بوجه ممتقع ، كيف تتركني بليلة زفافنا يا حسني ؟
ظننتك نائمه اجبت بلا مبالاه.
لم اكن نائمه لكن يبدو انك فقدت شغفك لاكتشاف مفاتني ، يمامتي ينادينك يا حبيبي.
اللعنه علي الغرفه ، علي اسرارها ، علي الحارس الهلفوت ، عندما يناديني الواجب يا حبيبتي فانا اول من يلبي النداء.
