رواية بنات امزيغ
الفصل الثاني2
بقلم اسماعيل موسي
بكل ليله نفس الموعد ، منتصف الليل عند عودتي انظر للشرفه ، لكن ابدآ ، ابدآ ، لم اري تلك الفتاه مره اخرى.هل رحلت ؟ سألت نفسي ، لكن تظهر وتختفي بتلك السرعه ؟
طوال مدة اقامتي بتلك البنايه لم اري اي شخص يدلف لشقة جاري او يخرج منها.
الباب بمواجهة الباب مع ذلك كل ما اسمعه اصوات غريبه وكئيبه ، لقد علمت ان صاحب البنايه يقطن هنا من الحارس ولولا ذلك لظننت ان من يقيم بمواجهتي اشباح.
انتابني هم ، ضيق ، رأيتها مره واحده واحلم بها كل وقتي، اراها بالوحات الجداريه ، الاثاث، الجدران ، واري وجهها الابيض بحسائي الساخن ، لقد حاصرتني ولم تترك لي وجهه.
مع ذلك كلما مررت اسفل الشرفه احملق بها كمن ينتظر حلمه ان يعود اليه بعد ان رحل.
ذات ليله وكان الأمل قد انعدم تلصصت علي الشقه وظللت اسفلها لمدة ساعه كمخبر سري واخيرا سمعت صوتها ، اجل سمعت صوتها ، طرت من الفرحه وعدت لشقتي سعيد ،،بداخلي تسأولات غير منتهي ، اين يمكنها ان تختفي كل تلك المده ؟
الا تذهب للجامعه ؟
صبيحة اليوم التالي سألت الحارس عنها ولم يبدي اندهاشه ، فتاه بمثل ذلك الجمال لا يمكن ان تنسي شكلها ، صح ؟
صح.، اجبت.
هل ترغب بالزواج منها ؟
باغتني سؤاله الغير متوقع !
اتزوجها ؟
اجل.
وهل يوافق اهلها ؟ انا شاب فقير اعمل بطمعم طوال النهار ،،وهي ابنة عائله ارستقراطيه ؟
اذا اعجبتها نعم ، رد الحارس.
اعجبتها ؟ ماذا تقصد ؟
تلك الفتاه تقدم لخطبتها بشر كثر ولم توافق ولا علي واحد منهم.
وانا ؟ يعني انا الفالح بينهم ، لن توافق طبعا ؟
لا تستبق الامور يا حسني.
اترك ذلك الامر علي انا العبد الفقير.
ذهبت علي عملي مشتعل الافكار ،،كيف تقبل بي وانا فقير؟ ما الميزه ، بأي صفه اتقدم لخطبتها ؟
اصرف تلك الامور المهلكه عن عقلك يا حسني وفكر، بأهلك وما ترسله اليهم من نقود كل اول شهر،.
من اين لك بشقه ؟ مهر ؟ تكاليف عرس ؟
تلك الليله عند عودتي كانت تلك الفتاه جالسه بالشرفه مع ذلك لم انظر اليها كنت قد قررت ان اتوقف عن ملاحقتها بنظراتي ، استوقفني الحارس ، حسني ؟
نعم.
لقد وافق والديها علي الخطبه.
هل انت مستيقظ ؟ لست مخمور ؟
ضحك الحارس ،،نعم بكامل وعي.
انهم بأنتظارك الان.
انا عملت الي علي ، الباقي عليك يا حسني.
كيف ؟
اقنع الفتاه لتتزوجك.
صعدت شقتي بدلت ملابسي وطرقت باب شقهتم بخجل.
فتح لي الباب شاب رجل اربعيني متأنق ، جاكت قيم ،كوفيه ، شعر ناعم مسدل ،،عيون خضراء.
نعم ومن يكون غيره لينجب تلك الحسناء ؟ انه كونت ، لورد من افلام هوليود.
لكن عندما رأيت زوجته تبدل كل شيء.
كانت مثل القمر ، وجنتين متوردتين ، عيون زرقاء، شعر اصفر طويل ، بيضاء مثل الثلج ، بفستان ستان بدت فيه كحوريه.
استقبلاني بحفاوه وقدمو لي الشاي ، تجرعته بصمت وانا ارقب تلك العائله الراقيه.
ثم دلفت من غرفتها كغزال ، تنوره قصيره زرقاء فوق الركبه ،،جورب وردي طويل ، قميص رمادي ضيق ابهرني ، حذاء بياقه طويله، ووجه حوريه.
طلبت من عقلي ان يوقظني ، انت واع يا حسني انهم بشر.
سنترككم الان لتتعارفا.
هكذا بكل بساطه ؟ سألت نفسي.
جلست بمحاذاتي وانا غائص بملابسي.
ثم نطقت.
اسمك حسني ؟
اجل.
تقراء ؟ اجل.
عمرك ؟
27 عام.
انا موافقه ، قالت ذلك ورحلت.
يا عالم ، يا بشر ، انا بحلم ، اقسم انني بحلم.
مبروك قالت والدتها بنبره حالمه.
استجمعت شجاعتي ،
انا لا املك شقه يا سيدي ،،ولا املك اموال ، انا فقير معدم لن اكذب عليك.
غير مهم رد والدها.
سمنحنك شقه ، ولا نريد مهر.
لكني لن اقبل بذلك ، يجب ان امتلك القدره للأنفاق علي سيرا.
ستدير املاكنا نحن لا نملك غير ابنتنا.
لا تجعل بيننا فرق.
العرس الاسبوع القادم.
