رواية بنات امزيغ
الفصل الاول1
بقلم اسماعيل موسي
بكل ليله كنت اسمع صياح ذلك الطفل خلف النافذه المغلقه ، بمنتصف كل ليله حيث موعد عودتى وعندما تدق الساعه بم بم يندلع ذلك النحيب البائس ، راودتني نفسي اكثر من مره ان ادق باب تلك الأسره الميسوره واطلب منهم الاعتناء بطفلهم وعدم تركه يصرخ هكذا.لكن البنايه كما اخبرني الحارس ملكهم ، وما انا الا مغترب وجد شقه للأيجار بطلوع الروح ، تلك الاسباب كانت كفيله بتوقفي عن التفكير بتوجيه اللوم لهم.
استمر ذلك النحيب بنفس الوقت لمدة ثلاثة اشهر حتي اعتدت الامر ، وخيل الي ان الطفل اللئيم لا يصرخ الا عندما يشعر بصوت خطايا بالطريق الخالي من الماره فيصرخ وتصادف ذلك ان يكون بمنتصف كل ليله حيث موعد عودتي من العمل.
لا انكر ايضآ وليسامحني الله ان صوت نحيبه بداء يؤنس وحدتي.
ثم انقطع نحيب الطفل فجأه وبدأت لا اسمعه كالعاده بمنتصف الليل ولا حتي بأي وقت اخر من اوقات النهار.
عندما سألت الحارس اخبرني ان الطفل مات وان اهله قامو بدفنه بمقابر العائله.
اشفقت علي الطفل وقلت ببالي ماذا لو كان نحيب الطفل وصراخه ما هو الا جراء تعذيب او قلة اهتمام.
ماذا لو كانو يضربونه ؟
لكني طردت تلك الفكره من رأسي ، انهم عائله طيبة السمعه ولا يمكن ان يرتكبو مثل تلك الحماقات.
افتقدت صوت نحيب الطفل رغم ذلك وظللت مده طويله كلما امر اسفل الشرفه ذاتها احملق بساعاتي وانتظر سماع صوت صراخه،ثم العن عقلي الذي ينسي .
بعد مرور ثلاثة اشهر اخر وكنت امر اسفل نفس الشرف بمنتصف الليل ابصرت فتاه بارعة الجمال تسقي الزهور بالشرفه ،كان شعرها اصفر وطويل ووجها ابيض علي ما يبدو وما ان لمحتني حتي توارت بسرعه داخل الشقه.
منذ متي وتلك الفتاه تعيش هنا مع تلك الاسره ؟
هل هي ابنتهم ؟واذا كانت كذلك لماذا لم اراها من قبل ؟
ربما قريبتهم ؟
بالصباح سأسال حارس البنايه عنها.
بت ليلتي افكر بتلك الفتاه وجمالها ولم استطع النوم ، قلت ياه لو كان القمر بدر لتمكنت من رؤية ملامحها وقسمات وجهها ، لكني بالكاد لمحت لون شعرها ووجها.
اتي الصبح يزحف من النافذه وحط شعاع الشمس الذهبي علي جفوني ، حميت عيني بيدي وقمت بسرعه بدلت ملابسي
ونزلت لغرفة الحارس.
بنبره مواربه اخبرته اني رأيت فتاه جالسه بشرفة جاري تسقي الورود وانها كادت تسقط لولا اني حذرتها.
هل رأيتها سألني الحارس بدهشه ؟
اقسم لك رأيتها، لكن من تكون ؟
انها ابنة سيدي واسمها سيرا لقد اتمت التاسعة عشر بالأمس لذلك ظهرت.
ظهرت ماذا تقصد يا عم جابر ؟.
رد وهو يتلعثم اقصد ازهرت يا حسني، ازهرت .
تنهد وطلب مني ان اتركه بمفرده ولم ينسي ان يحذرني ان اتطرق لمثل ذلك الحديث مع احد غيره.
مع ذلك لم استطع منع نفسي من التفكير ، بنايه ، طويله، عريضه، لا يسكن بها الا شقتين ؟.
انا وصاحب العماره ، ثم ان كل الشقق متشطبه لوكس.
مع ذلك كنت احمد الله اني وجدت شقه هادئه وبأيجار معقول.
الفصل الثاني من هنا
