رواية ذنبها عائلتها الفصل الرابع4بقلم مافي

رواية ذنبها عائلتها 
الفصل الرابع4
بقلم مافي 
قالت مريم : ""انتهت المحاضرة أخيرا كانت و كأنها دهر""
كنا متجهتين لنأكل شيئا فأنا لم آكل شيئا منذ الصباح إذ بشابين يقطعان طريقنا
فقال أحدهما لمريم : كيف حالك مريم؟ لماذا تهربين مني ألم تشتاقي إلي !؟
أنا إشتقت إليك كثيرااا ....
ردت مريم : إذهب من أمامي لا أريد رؤيتك ألا تفهم بالكلام !؟
صدمت مما أراه و أسمعه حتى تفاجئت بقول صديقه : ومن هذه الجميلة التي معك ؟!
صرخت مريم : أتركونا و شأننا و أمسكت بيدي و قالت : هيا لنذهب.. لم يتركانا نذهب و حاصرانا من الجهتين .
قال : مريم لاتزعجيني ، أعطني رقمك الجديد و عديني بأنك لن تتركيني مجددا ، صرخت مريم في وجهه : لا أريدك أتركني وشأني .. أمسك الشاب بيدها بقوة و قال بصوت عال : لقد أزعجتني حقا..
في تلك الأثناء سمعت "زيد" يناديني "هيفاء " مالذي يحدث هنا !؟؟ ثم دفع ذلك الشاب و قال : أتركهما ...
المهم مر شجار كبير و انتهى .
أخذنا زيد إلى طاولة ، جلسنا ثلاثتنا ...
رأيت زيد غاضبا كما لم أره من قبل ،صرخ قائلا : من هؤلاء !؟ و مالذي يريدونه منكما !؟؟
لم ننطق بأي كلمة .
صرخ : هيفاء إنني أنتظر جوابا !!! هل يعرفانك !؟ أجابت مريم : كل هذا بسببي، لا علاقة لهيفاء بهما أبدا . وحملت حقيبتها و غادرت ...
قال زيد بكل برود : لا أريدك أن تلتقي بهذه الفتاة ثانية لأن تصرفاتها و أخلاقها لا تليق بك ، في الأصل أنا مستغرب من مصاحبتك لهكذا فتاة
لم أصدق ماقاله ..
قلت: إن الله يرى مافي قلوبنا لا إلى صورنا ، فمن تكون أنت حتى تحكم على المظهر الخارجي .
أنا لم أرى في حياتي فتاة نقية مثلها و نحن كمسلمين علينا أن لا نعين الشيطان على أخينا المسلم بل علينا أن ندعو الله أن يهديهم .
أشاح بوجهه إلى المارة بتأفف و تذمر ..
فقلت : من الواضح أنك غاضب لا مجال للنقاش أكثر ، سأذهب الى المنزل عندما يعود عقلك الى مكانه نتكلم
..... الى اللقاء.....
سمعته يناديني : 'هيفاء' الى أين أنت ذاهبة!!
تركته خلفي و ذهبت ..
مر أسبوع أتصل بمريم لاترد و لا تأتي الى الجامعة ، إتصلت بوالدتها و طلبت منها أن تمررها لي لكنها رفضت ، ثم أخبرتني والدتها بأنها ستحضر الى الجامعة ، فانتظرتها حتى جاءت ..
ركضت نحوها ، حضنتها و قلت : لماذا لاتردين على إتصالاتي ؟! مالخطب؟!!
قالت : أنا أتسبب لك بالمشاكل و أعلم بأن زيد يكرهني الآن و لايريد منك الإلتقاء بي ، لذلك لن أزعجك أكثر ...
قلت : كفى هراءا أنت صديقتي الوحيدة التي أخبرها بكل مايجول في خاطري دون خجل.. أنت أختي التي لم تلدها أمي .
"مريم" أنت تعلمين أنني الفتاة الوحيدة لعائلتي و أخي مسافر لا يأتي كثيرا .. لا تتركيني وحيدة أرجوك ..
بدأت مريم بالبكاء و حضنتني و قالت : مشاكلي لاتنتهي ياهيفاء ، لا أعلم مالذي علي فعله ، ذلك الفتى يزعجني كثيرا ، والدي ووالدتي سافرا و تركاني مع جدتي ، أتصل بهما كثيرا لكنهما يخبرانني بأنه ليس لديهم وقت لمشاكلي التافهة و أنهما يعملان بشكل مكثف و أنا مصدر إزعاج لهم ..
لم أجد ماأقوله لها : حضنتها بقوة و قلت : مارأيك أن تبقي عندنا حتى يعود والداك!!
اسغربت من فكرتي و قالت : وزيد !؟ ،قلت لا عليك سأقنعه ، قالت: كم أنت رائعة "هيفو" أحبك كثيرااا
صحيح أن مريم كانت تزورني من قبل لكنها لم تتعرف على والدتي كثيرااا ، في تلك الليلة أحبتها جداا.... أريتها غرفتنا المخصصة للصلاة و للكتب الدينية أحبتها جدا ، أخبرتني بأنها شعرت فيها بسكينة ليس لها مثيل ...
قلت لها : مريم أتعلمين أن الله ينزل في الليل نزولا يليق بجلاله من السماء السابعة الى السماء الدنيا ليستجيب لأي دعاء ندعوه به .. قالت : أحقاااا !؟ لم أسمع بهذا من قبل ...
في تلك الليلة طلبت مني أن نصلي فهي محتاجة حقا لتخبر الله بما تشعر به و تدعوه أن يستجيب لدعواتها و يفرج عنها همومها ....
استيقظنا متأخرتين على صوت والدتي: هيا أيتها الكسولتين إستيقظن ..
خرجت والدتي من الغرفة .نهضت من الفراش ، لكن مريم لم تنهض .
قلت : هيا استيقظي علينا مساعدة و الدتي أنت الآن فرد منا ستساعديننا أليس كذلك ؟
قالت: بالطبع ، لكن أريد أن أخبرك شيئا ما ؟
قلت: حسنا ، لعله خير .
قالت: لقد قررت أن أتحجب و أصبح مثلك
قلت بفرح : حقا هذا؟!! إنه أمر رائع
أضافت : أنا أحسدك على هذه العائلة اللطيفة التي ولدت فيها ، فأنا كبرت في عائلة لاتهتم لأمري أبدا ، مفهومها في الحياة أن توفر لي سبل الرفاهية فقط.
لاتسأل عن أحوالي ، و بما أشعر أبداا
أنتم تجتمعون في أوقات الأكل معا تسألون عن أحوال بعضكم ، تضحكون ، تتشاركون همومكم لكننا عكس ذلك ...
تعلمت معكم معنى الحياة ، عرفت أننا لم نخلق للهو بل لنعر الأرض بحب الله ....
بكيت من كلامها ليس من الحزن بل من الفرح و حضنتها بقوة .
كنا جالسين حول مائدة الفطور بعد صلاة الفجر ، حتى سمعنا طرقا على الباب ، نظرنا جميعا الى بعضنا لم نفهم من سيأتي في وقت كهذا ! ذهب أبي ليفتح...
تعليقات



<>