رواية نجوم سرمدية الفصل الرابع عشر14بقلم سبأ النيل
قبل علي وقالي اها قلتي لي اتسرقت؟ .. طيب وانا في الحالة دي مفروض اعمل شنو يعني ... سكتت .. قالي انا عايز قروشي في اللحظة دي .. قلت ليهو يا عمو قلت ليك اتسرقت اجيبها من وين انا طيب .. تكى ضهرو على الكرسي بتاعو وقالي وانا البعرفني شنو احتمال انتي اصلا ما عندك القروش وجاية تغشيني بي موضوع السرقة دة .. قلت ليهو والله ما بكذب انا .. القروش لميتها والمفروض خلاص اجيبها ليك الليلة بس دخل علينا حرامي امس وسرقها .. قالي والله كان نفسي اصدقك بس ما قادر .. دي مشكلتك بعد دة .. انا اديتك مدة كافية وزيادة عشان ترجعيهم لي بس انتي جاية تقولي لي كم كذبة تمشيني بيهم ! .. لالا معليش والله .. يا اما القروش .. يا اما السجن ...
حسيت بي خنقة من اني اتختيت في موقف زي دة .. عاينت لي عبدو العاين لي بي حسرة .. عاينت لي عمو عثمان وقلت ليهو طيب يا عمو ممكن تمدد لي الفترة شوية عشا .. قاطعني وقالي ولا يوم .. قلت ليهو بس .. قالي لالالالا .. ما ينفع .. عشان تجيني المرة الجاية بي عذر تاني .. بدا يلملم في حاجاتو وقالي انا اشوف اني امشي القسم وهم يتصرفو معاكم بعد دة .. قلت ليهو لالا لحظة بس اسمعني عليك الله .. قالي في شنو .. عبدو جاهو تلفون طلع برا وقالي دقايق وبجي .. حركت ليهو راسي بمعنى كويس .. عاينت لي عمو عثمان وقلت ليهو طيب شوف .. انت اديني تلاتة يوم .. تلاتة يوم بس وانا ان شاء الله بجيبهم ليك ولو ما جبتهم بلغ ..
قالي لا والله ولا نص يوم .. عندك اسي جيبيهم .. ما عندك خليني امشي اتصرف .. سكتت ما عرفت اقول شنو .. ما عرفت اعمل شنو .. كل حاجة اتقفلت في وشي .. ماف حل وماف مخرج .. كنت بحاول افكر في اي حاجة تطلعني من المشكلة دي ... حسيت بيهو كان ساكت بس وبعاين لي .. فجأة قالي بس ممكن يكون في طريقة ... رفعت راسي بإستغراب وقلت ليهو شنو؟! .. في حاجة لو وافقتي عليها .. ما ح ابلغ عن ابوك ولا ح يتسجن وكمان ماف داعي ترجعي لي القروش ... حرفيا مشاعري في اللحظة دي كانت عبارة عن مزيج من الفرحة والترقب .. دي شنو الحاجة الح تصلح الوضع بالبساطة دي ...
قلت ليهو بالجد؟ ... قالي ايوا .. قلت ليهو طيب .. طيب شنو .. اعمل شنو .. قالي بكل بساطة .. توافقي اني اعرسك ... ما استوعبت الجملة دي نهائي .. لدرجة اني كذبت سمعي .. قلت ليهو شنو ما سمعتك؟ .. قالي اذا وافقتي اني اعرسك .. ابوك ما ح يدخل ويتمرمط في السجن .. وقفت على حيلي من الصدمة .. دي اخر حاجة اتخيلتها تخطر على بالي .. قلت ليهو بعصبية انت مستوعب انت بتقول في شنو .. قالي وين الغلط في الموضوع .. قلت ليهو انت راسك دة ما حلو ولا شنو ... انت قدر ابوي .. لا انت اكبر منو .. انت اكبر مني بي 30 سنة .. قالي عادي يعني ما كلنا بنعرس بنات قدر بناتنا ...
قلت ليهو انت جادي ؟ .. بعدين انت متزوج وعندك اولاد وبتك الكبيرة اكبر مني على حسب علمي .. وقف على حيلو وجا قدامي وقالي دة كلو ما مهم اسي .. انا قلت ليك كلامي .. وافقتي .. اهلا وسهلا .. ما وافقتي برمي ابوك في السجن عادي زي الما حاصلة حاجة .. .. قلت ليهو مستحيل طبعا .. قالي خلاص عن اذنك .. مشا اتجاه الباب .. قلت ليهو ماشي وين .. قالي قسم الشرطة .. .. سكتت بعاين ليهو بي كمية مشاعر ما قادرة احددها قرف ولا ندم ولا اشمئزاز ولا خسارة .. سكتت وانا بفكر في كل حاجة ممكن تحصل لي قدام .. ولي لحظة خفت اني افقد ابوي الزول الوحيد الفي حياتي .. خفت ابقى براي .. لا ام ولا اب ولا اخوان ..
هو استنتج من نظراتي اني بديت افكر في الحاجات دي ... عرف اني بي شوية اقناع منو ممكن اوافق .. ودة الح اعملو فعلا .. كنت بس محتاجة دفعة صغيرة عشان اضحي بي عمري عشان خاطر ابوي .. جا بكل خبث ووقف قدامي وقالي .. فكري فيها يا برو .. لو عرستك ح اعفى ليك قروشي .. وح اجيب لي ابوك علاجاتو وكل احتياجاتو لغاية عندو .. ما ح يكون محتاج لي حاجة .. وفي نفس اللحظة لو رفضتي ح تخسريهو يمكن للابد .. انا في اللحظة دي الدموع ملت عيوني .. حسيت بي ضعف شديد .. كاني طلعت في العلالي وفجأة جيت واقعة .. سكتت وانا بفكر وهو بملا لي في راسي .. يخوف ويطمن في نفس اللحظة ..
بعد سكوت طول شوية قلت ليهو كيف اصدق انك ما ح تغشني .. قالي بسرعة ابدا ما ح اغشك يابت .. لو عايزة ممكن قبل العرس كمان اخلي ابوك ما محتاج حاجة .. انتي بس وافقي وانا اوعدك انك ما ح تشوفي يوم كعب تاني في حياتك .. قلت ليهو وانا الغصة في حلقي .. بس ابوي ما ح يوافق و .. ومرتك كمان دة خراب بيت .. مستحيل .. قالي ابوك ما ح يعرف الا بعد نعرس وصدقيني انا ح اقنعو .. ومرتي ماف داعي تعرف انا ح اخلي كل واحدة بيتها براها .. ابتسم ابتسامة وسخة وقالي اها .. نعرس .. ولا امشي القسم ..
قبل ما افتح خشمي .. جانا صوت عبدو من ورانا ولقاليهو امشي القسم .. عاينا ليهو الاتنين في نفس اللحظة .. عمو عثمان قاليهو انت يا ولد الطلب رايك منو .. اطلع برة يلا .. عبدو دخل تلفونو في جيبو وجا داخل بي كل رواقة وقاليهو .. من الاخر كدة يا عمو ... امشي القسم هندا قريب كمان بعد تلاتة ولا اربعة شوار .. قلت ليهو عبدووو! .. عاين لي .. قلت ليهو انت بتقول في شنو .. عمو عثمان قالي ما تشتغلي بيهو تعالي نتم كلامنا .. انا اتخلعت لانو كان جاي يمسكني من يدي .. بس الحمدلله في لحظة كان عبدو في نصنا واتكلم بي نبرة حادة وقاليهو احترم عمرك يا عم انت .. ابتسم ابتسامة خفيفة وقال ولا انت ما خليت فيها عمو اصلا .. كمان في لحظة الابتسامة اختفت وقال .. قلت ليك القسم ياهو بي جاي عايز تمشي اتفضل ونحن كمان ح نمشي معاك ..
عمو عثمان عاين ليهو بي غضب شديد اتلقاهو عبدو بنظرات باااردة وانا واقفة مخي مشطب لا قادر يودي ولا قادر يجيب .. عمو عثمان قالي براءة .. عاجباك تصرفات الولد دة ولا شنو ساكتة كدة .. احسمي الموضوع دة عشان انا ما فاضي ليهو .. انا باخد الكلمة منك انتي ما من الولد دة .. سكتت خايفة ومحتارة وملخبطة .. عاينت لي عبدو بحاول استشفي منو اي ردة فعل .. ابتسم ابتسامة جانبية وغمز لي .. ما فهمت حاجة .. بس حسيت كانو بقولي خليك واثقة في تصرفاتي .. وللصراحة انا بقيت بثق فيهو اكتر من نفسي .. خاتة في بالي انو ما بعمل اي تصرف الا لم يكون دارسو تماما .. جاهدت رغبتي في اني اوافق وختيت ثقتي كلها في الولد دة ...
عاينت لي عمو عثمان وقلبي برجف حرفيا وقلت ليهو بي تردد .. امشي القسم واعمل الانت عايزو .. عاين لي بي غضب ونفض يدو وقال دة شنو التخلف دة .. انتي يا بت هبلة عايزة تباري لي كلام ولد زي دة .. فكري بي مخك دة الولد دة ما ح ينفعك انا الح انفعك .. بلعت ريقي وقلت ليهو وانا قلت ليك كلمتي واعمل الداير تعملو ... حرك راسو بإنفعال وقال طيب طيب طيب .. دة العايزاهو صح .. ما ترجعي لي ندمانة لانك لو رجعتي لي عرضي ح يكون اتغير وح توافقي عليهو بالشروط البختها انا .. عاين لي عبدو بي حقد شديد وبعدها طلع بي عصبية .. عبدو قاليهو امشي براحة ما تقع تكسر ضهرك ... بعد ما طلع حسيت اني عملت غلط كبير .. قلت لي عبدو انا عملت شنو .. عبدو انا .. قاطعني وقالي اسكتي وارح وراهو ..
قلت ليهو وراهو ليه .. قالي اعرفي انك عملتي الحاجة الصاح .. بعدين طول ما انا موجود ما ح تضطري تواجهي اشكال زي دي براك .. قلت ليهو طيب طيب الح يحصل شنو .. قالي كل خير ان شاء الله .. اسي انتي جاريني بس وارح وراهو سريع .. قلت ليهو طيب ان شاء الله اكون عملت الحاجة الصح .. طلعنا وراهو وهو كان ماشي بي سرعة اتجاه قسم الشرطة .. قبل وراهو لقانا ماشين وراهو .. ابتسم وكانو بقولينا جاية لقدرك برجلينك وكمل شارعو .. قطع الزلط وقطعنا وراهو .. وصل القسم ودخل ونحن دخلنا وراهو على طول .. مجرد ما دخلنا لقيناهو واقف مبحلق .. كان بعاين في ولد مراهق قاعد معتقلنو هناك ..
عاينت ليهو بإستغراب شديد .. رجع خطوتين لي ورا بدون ما يطلع اي صوت .. هنا الشرطي لمحو وقاليهو ايوا اتفضل ... عمو عثمان قاليهو ااا لالا سيادتك دخلت بالغلط كنت مشبه المكان ... الشرطي وقف على حيلو وجا قدامو قاليهو مشبه قسم شرطة؟ .. حاجة غريبة والله .. قاليهو هه معليش والله بس الذاكرة والنظر ضعيفين .. قاليهو اممم ضعيفين قلت لي .. قاليهو اي عن اذنك .. هنا الولد المعتقل داك لمحو وبي سرعة قال للشرطي هدا ليهو هدا ليهو .. الشرطي عاين للولد وتاني عاين لي عمو عثمان البلع ريقو وقاليهو بالله دة هو .. عاين ليهو من فوق لي تحت وقال شكلو اكبر شوية مما اتخيلتو ..
عمو عثمان قاليهو ممكن امشي انا .. الشرطي قاليهو لالا تمشي وين بس انت موصى توصية خاصة .. عاين لي ونزل بي نظرو لي عبدو وقاليهو عبدالباقي ياخ .. وين انت يا ولد مختفي الايام دي .. عاينت لي عبدو بي استغراب لمن مشى سلم عليهو وهم بضحكو وقاليهو والله كنت شغال امتحانات وياداب خلصت .. قاليهو حمدالله الخلصتو .. كل ما اسأل مهند يقولي ممتحن ممتحن .. وقال لي عضاك كلب كمان سلامتك .. قاليهو الله يسلمك جات سليمة .. طبعا وهم بتونسو كدة انا مستغربة .. عبدو بعرف الشرطي دة من وين .. الشرطي عاين لي وقالي اتفضلي اقعدي .. عاينت لي عبدو حرك لي راسو بطمن فيني .. قعدت .. الشرطي نادا ليهو اتنين وقاليهم كلبشو لي الراجل دة ..
جو كلبشوهو وهو يشيل ويقدم في اعذار ويحلف وخايف ما عارفة ليه .. بعد شوية جا مهند داخل .. شافني جا سلم علي وقالي ما تخافي الموضوع محلول .. طبعا انا طاشة شبكة وما فاهمة حاجة .. مشا سلم على عبدو وحضن الشرطي سلم عليهو وجابو ليهم شاي .. عبدو جا قعد جنبي قلت ليهو الحاصل شنو يا عبدو .. انا ما فاهمة حاجة .. ابتسم واستعدل وقالي ... الولد المعتقلينو داك شايفاهو .. قلت ليهو اي دة منو وبعرف عمو عثمان من وين .. قالي الولد دة رسلو عثمان عشان يمشي يسرق القروش من بيتكم .. قلت ليهو بصدمة شنوو؟ .. ضحك وقالي دي الحقيقة ..
قبيل الصباح لمن جيتي وحكيتي لي انو في حرامي سرق القروش وخليتك تنتظري لمن رجعت البيت اغير .. اتذكرت انو مهند حكى لي انو صحبو الشرطي دة حكى ليهو انو في شلة شباب بأجروهم ناس من مقامات عالية عشان يسرقو حاجات لي مصالح شخصية .. وسبحان الله كانو بتنقلو من حتة لي حتة والناس بأجروهم وبدفعو ليهم مبالغ اكبر من المسروقات .. بس البوليس كان جاهل الحلة الهم انتقلو فيها حاليا .. مجرد ما كلمتيني بالحصل شكيت انو عثمان يكون ماجر واحد منهم .. خصوصا انو نظراتو وتصرفاتو كانت بتوحي لي انو عايز حاجة غير القروش .. ودة الحصل فعلا وشفتيهو .. على طول اتصلت بي مهند وكلمتو يودي المعلومة دي لي صحبو الشرطي دة .. وطبعا دي معلومة من دهم بالذات لو قبضوهم ...
بعد ما نحن اتحركنا بي نص ساعة جو كمية كبيرة من الشرطة وقلبو الحلة وقبضو منهم اربعة .. ولحسن الحظ واحد منهم طلع مأجرو عثمان .. قبل شوية التلفون الجاني كان من مهند .. قالي انو اتقبض واتجلد وقال ح يعترف وقالي اننا نمشي القسم ونجيب عثمان وهو ح يلحقنا .. كنت مصدومة شديد .. ما عرفت اتصدم من عمو عثمان ولا من غبائي ولا من قوة ملاحظة عبدو ولا من حياتي الاتقلبت لي اكشن .. حسيت اني فقدت حواسي .. كنت بعاين لي عبدو وما قادرة ابدي اي ردة فعل .. جا مهند ومعاهو الشرطي داك وقالينا نحن خلصنا ارحكم .. عبدو وقف وانا وقفت وراهو .. الشرطي سلم عليهم وقالي خلي بالك من الناس البتتعاملي معاهم .. الناس في البلد دي اقذر مما تتوقعي .. ما تقولي دة كبير وما ادراك وكدة .. همس براحة وقال حتى الشرطة فيها ناس قذرين عشان كدة اعملي حسابك .. قلت ليهو ان شاء الله شكرا ليك ..
مهند قالينا اسبقوني انا جاي .. طلعنا انا وعبدو وقلت ليهو الح يحصل لي عمو عثمان شنو ؟ .. قالي ح يتحبس .. قلت ليهو بالجد ؟.. قالي ايوا وما ظنيت ح يطلع قريب .. مهند طلع وقالينا اركبو اوصلكم عشان عندي مشوار .. قلت ليهو شكرا ليك يا مهند انك ساعدتني في الموضوع دة .. قالي دة واجبي وانتي خلي بالك تاني مرة وما تدي وش لي اي زول .. قلت ليهو ان شاء الله .. قالي ارحكم .. قلت ليهو لا لا يديك العافية انا بمشي انت امشي مشوارك .. قالي يا بت اطلعي انا اصلا ماشي اجيب حاجة من بيت خالتو عوضية يعني في شارعي .. عبدو قالي اركبي يا براءة عشان ما تتاخري على عمو محمد .. قلت ليهو طيب ..
ركبت ورا وهم ركبو قدام وكانو بتونسو في مواضيع اكبر من اني افهمها .. عشان كدة سرحت وانا بفكر وبستوعب في الحصل قبل شوية دة ....
اثناء ما هم بتونسو كدة مهند قال لي عبدو اها خلاص بعد بكرة السفر؟ .. انتبهت معاهم .. عبدو قاليهو اي والله ما بقى كتير .. قاليهو جهزت حاجاتك كلها ؟ .. قاليهو ايوا كلو تمام .. قاليهو والله خطوتك صعبة لكن معقولة تسعة سنة ؟! .. كان تقرا الثانوي هنا وتمشي تقرا الجامعة هناك .. قاليهو لالا احسن لي من بدري عشان اتعود على الجو والناس والبيئة وكدة .. قاليهو برضو فهم .. وخالتو عوضية بتلحقك متين .. قاليهو امي قالت عندها واجبات ماشة تعملهم وبتلحقني يمكن بعد كم شهر وعندها عرس قرايبهم كمان لازم تحضرو قالت .. قاليهو خير يا زول انا بجيكم زيارات هناك ... قاليهو جيب معاك سبوحة عليك الله عشان ما افقدها .. قاليهو اكيد ح اجيبها بإذن الله ...
انا موضوع السفر دة لسة كان مضايقني وما عارفة بعد يسافر عبدو الح يساندني منو والح يقيف معاي منو .. حسيت ح اكون عاجزة وما ح اقدر اعمل حاجة .. واذا كمان عمو عثمان طلع من السجن معقولة ما ح يفكر ياخد حقو مني .. معقولة حياتي ح تتقلب بعد ما يسافر .. لسة ما طلعت من صدمة عمو عثمان اتذكرت صدمة سفر عبدو .. دخلت في حالة كئابة .. عبدو زي الحسا بي قبل ورا عاين لي .. عاينت ليهو ابتسم .. ابتسمعت ليهو ابتسامة باهتة .. غمز لي ضحكت .. مهند انتبه وقال لا حول ولا قوة الا بالله .. من الهدوء نسيت انك راكبة معانا .. ابتسمت وقلت ليهو كنت بفكر في الحصل بس ..
قالي يا زولة الفات مات انسيهو .. الكان محيرني انو راجل في عمرو يعمل الحاجات الصبيانية والعويرة دي .. قلت ليهو انا كمان متحيرة فيهو .. عبدو قال شكلو عندو طفولة متاخرة وضحك .. .. مهند عاين ليهو بطرف عينو وقاليهو لالا شكلكم انت وهو اتبادلتو الاعمار والشخصيات .. انا ضحكت وعبدو قاليهو هه قربت اضحك .. مهند قالي مساختو دي هي الحاجة الوحيدة الح تهون علي سفرو دي .. طبعا اتفاجأت من الجملة دي نفس الجملة القلتها لي عبدو .. عبدو قالينا مستوى تفكريكم واحد ... خليكم اعمق شوية .. مهند قاليهو اتعمق براق السطحية مريحة ..
عبدو حرك راسو بي يأس وشغل الرادي على محطة علمية بتتكلم عن الحفر البركانية والحمم والتكريبات الكيميائية والكلام البصدع الراس دة وطلع نظارتو لبسها وفتح تلفونو وبقى بطبز فيهو وهو مستكين ... انا ومهند كنا مسطحين وزهجانين .. قام مهند غير القناة لقناة سودانية .. عبدو رفع عينو وقاليهو مغيرها مالك .. قاليهو ملل وزهج وورجغة على الفاضي .. قاليهو البتسمع فيهو دة هو الورجغة العلى الفاضي .. قاليهو بس انا ما عايز اسمع معلوماتك دي عليك الله .. عبدو حرك راسو وطلع نظاراتو وقفل التلفون وقاليهو طيب طيب خليتها ....
وصلنا البيت ونزلنا .. اتشكرتهم كتير مرة تانية لانو بالجد لولاهم كنت رحت فيها ... دخلت البيت لقيت ابوي فطر ونام وخلى لي اكل .. قعدت بي راحة عجيبة وانا بعاين ليهو .. قلت الحمدلله انو طلعت من المشكلة دي .. لولا الله ثم عبدو ومهند ... ما كنت عارفة الح يحصل شنو .. قمت صليت وشكرت ربنا كتير وبعديها جيت اكلت وكاني ما اكلت قبل كدة ... الهم لمن يتشال من قلبك بتكمل حياتك وانت مرتاح ... بعدها نمت نومة طويلة وحلوة وهادية صحاني منها ابوي العصر عشان اصلي .. سالني وديت القروش لي عمو عثمان ولالا ... قلت ليهو كل شي تمام بس في حاجة عايزة احكيها ليك .. قالي بي خوف شنو .. قلت ليهو ما تخاف ان شاءالله حاجة كويسة بس ما اسي .. قالي طيب قومي صلي وبعدين احكيها لي ..
بعد ما صليت جيت رقدت في السرير وانا بفكر .. خطرت في بالي فكرة ... قمت على حيلي واستاذنت من ابوي امشي لي خالتو عوضية اسلم عليها وقلت ليهو فكرتي الح اقولها ليها .. اذن لي اني امشي .. مشيت سلمت عليها وقلت ليها الحاجة الفي بالي .. قالت لي فكرة حلوة والله وعبدو ح يفرح بيها كمان .. رجعت البيت وطلعت لي عباية طلعة كبدية وخليتها قريب .. تاني يوم بالصباح مشيت الروضة وبعد خلصت طلعت بدري شديد .. رجعت البيت فطرت انا وابوي بعدها لبست عبايتي الجهزتها امس ومشيت لي خالتو عوضية لقيتها لبست ليها توب حلو .. قلت ليها عبدو وين .. قالت لي بلبس وجاي ..
بعد شوية جا نازل لابس فنيلة بيضا فوق ليها قميص كاروهات نيلي غامق وفاتح الزراير ومكفكف يدينو على بنطلون جنز ازرق غامق وشوز ابيض ، لمن شافني قال اول مرة احس اني انسان مهم للدرجة دي لمن يعملو لي يوم خاص لي .. قلت ليهو بعد القدمتو لي تستاهل يوم ظريف قبل ما تسافر .. ولا ما كدة يا خالتو ؟! .. قالت لي ايوا اكيد .. قال طيب يلا نطلع اشوف ح تعملو لي شنو في اليوم دة .. طلعنا وحرفيا ما خلينا مطعم ولا حديقة ولا محل حلويات ما مشيناهو ... حمنا حتات كتيرة ولفلفنا لمن خالتو عوضية تعبت .. دخلنا المول عشان قال عايز يشتري كم حاجة كدة قبل ما يسافر .. خليناهو يمشي يجيب حاجاتو وحمنا انا وخالتو عوضية عايزين نجيب ليهو هدية .. لفلفنا كتير بين العطور والساعات والاسبورتات بس كل شي كان مألوف .. اثناء ما نحن حايمن في محل الفضة لفت نظري خاتم صغيروني قدر اصابعو كان واحد بس بين المجموعة كلها الكانت بتحتوي على كم خاتم فضة من نفس التشكيلة ..
كان مرسوم فيهو دائرتين موصولات بي خط ذكرتني بالتفاعلات الكيميائية واتذكرت فورا حبو للعلوم والكيميا والحاجات دي .. كانت رسمة بسيطة وحلوة .. والحمدلله اني شلت من ابوي قروش قبل ما اطلع .. مشيت اشتريتو ووريتو لي خالتو عوضية قالت لي غايتو غريبة هدايا الشباب دي .. كان جبتي ليهو شيبس وشكولاتات كان احسن من تعذبي نفسك ساي .. ضحكت وقلت ليها هو صغير لكن ما بيبي عشان اجيب شيبس وشكولاتات .. بعدين دة ح يقعد معاهو فترة .. قالت لي غايتو حلو انا عجبني ..
بعد ما خلصنا طلعنا على الحديقة وقعدنا هناك اتغدينا واكلنا ايسكريم ولعبنا كمان .. جانا واحدين من المصورين الحايمين ديل وصورنا صور كتيرة بوضعيات حلوة وعفوية .. عبدو مشا للمصور همس ليهو بي حاجة وجا .. المصور اخد لينا كم صورة تاني .. عملنا منهم كلهم اربعة نسخ .. شلت نسختين من الصور وعبدو شال واحدة وخالتو عوضية شالت واحدة ..
بعدها صلينا المغرب في الجامع بتاع الحديقة ودقو تلفون لي مهند جانا ورجعنا البيت وقالينا كان توروني يا خونة .. قلنا ليهو لمن تجي تسافر بنعمل ليك شاي .. قالينا شاااي؟! .. اشربوهو براكم .. قعدنا نضحك .. اتذكرت الخاتم ضربت يدي بي راسي وقلت لي عبدو الكان قاعد معاي ورا .. شوف جبت ليك شنو .. طلعت الخاتم وقلت ليهو رايك شنو ... كيميا وكدة .. عاين ليهو بي ذهول وفرحة وشالو من يدي وقالي حلو شديد .. قلت ليهو البسو طيب ان شاء الله يكون قدر اصابعك دي .. لبسو وفعلا طلع قدرو على اوسع شوية بس مناسب .. ابتسم وعاين لي قالي شكرا .. قالت ليهو ياخ بطل عولاق شكرا وكلام فارغ ..
وصلنا البيت مع العشا وكنا فترانين شديد .. هنا عبدو ياداب اتذكر انو طيارتو الساعة 6 صباحا .. ودعتهم ودخلت البيت لقيت ابوي بصلي وقالي اتاخارتي .. اها اليوم كيف .. قلت ليهو حلو شديد والولد كان فرحان .. قالي يستاهل عبدو ياخ ح نفقدو شديد ونفقد حسو .. سرحت كدة وقلت ليهو فعلا ربنا يحفظو بس .. قالي طيارتو متين .. قلت ليهو 6 صباحا .. قالي معناها ح يصحو بدري .. ننوم بدري عشان نصحى نلحق نودعو قبل ما يمشي المطار .. قلت ليهو طيب حاضر انت خلص اعمل ليك شاي تشربو .. قالي لالا ما عايز بساهر بي .. قلت ليهو طيب .. صليت ونمت وصحيت على صوت ابوي الساعة 3 الفجر .. قالي براءة براءة .. قومي ودعي عبدو ح يتحركو على المطار .. قمت مخلوعة سريع سريع وقلت ليهو فاات؟!!
قالي لالا برفعو في الشنط ح يطلعو اسي .. فتحت الدولاب سريع سريع لقيت لي توب جا ناطي من وين ما عارفة .. اللهم بس لبستو وطلعت مع ابوي كانت البيوت كلها انوارها مطفية ما عدا بيتهم وعربية مهند مدورة والضهرية بتاعتها مفتوحة وباب البيت فاتح .. ابوي دخل بس انا غلبني ادخل ما عارفة ليه .. بقيت واقفة في الباب وبعاين ساي .. حسيت بي حاجة وراي قبلت مخلوعة ولو ما مسكت نفسي كنت ح اصرخ .. عبدو ضحك وقالي قلبك خفيف .. اخدت نفس طويييل وقلت ليهو ياخ ما تخلعني يا ود الناس .. قالي دي اخر مرة اشوفك حبيت اديك خلعة الوداع ... اتذكرت وملامحي اتغيرت لي حزن وقلت ليهو يعني خلاص ح تمشي .. قالي ولابس الملابس دي وبستف في شنطي ليه ...
عيوني رغرغو غصبا عني وقلت ليهو فصيح لكن ح افقدك .. ابتسم وقالي ما اكتر مني .. سكتنا وفجاة دخل يدو في جيبو وطلع صورة .. اداني واحدة وشال واحدة .. شفتها كانت صورتي لي وشي من قريب كنت بتكلم مع خالتو عوضية والشمس في عيوني مبينة اللون العسلي بطريقة خرافية .. قالي دي صورتها انا .. قلت ليهو ما جادي .. قالي والله .. قلت ليهو ومصور كمان ؟! .. انت خليت شنو .. ضحك ودخل يدو في جيبو تاني وطلع منها سلسل ومداهو لي .. قلت ليهو دة شنو .. كان سلسل فيهو تلاتة نجوم .. اتنين ضغار وواحدة حجمها اكبر شوية في النص ... قالي دة جبتو ليك .. كل ما تحسي انك تعبتي او انكسرتي وما قادرة تواصلي في الدنيا دي .. اتذكري النجوم السرمدية الحكيت ليك عنها .. خلي عزيمتك بمقدارها .. اوعي يوم تستسلمي لي حاجة وربنا مديك القدرة على انك تحققيها ....
كان بتكلم وبتكلم وبعد خلص قالي انزلي .. نزلت لي مستواهو وهمس لي قالي .. واهم حاجة .. خلي وجود الناس في حياتك لا بأس به .. بس غيابهم عنك ما بضر .. ومدا لي السلسل .. شلتو من يدو ورجعت وقفت وانا دموعي تنزل واحدة ورا التانية .. قالي ما تبكي كدة ح تحسسيني بالعظمة وغمز لي .. من وسط دموعي ضحكت وقلت ليهو الغميز دة جبتو من وين ما كان عندك .. ضحك وقالي عندي بس ما بغمز لبنات انا ولد ناس ومحترم .. ضحكت وابوي وخالتو عوضية ومهند جو طالعين .. مهند قال يلا يا جماعة نحن ح نمشي .. ابوي حضنو وسلم عليهو في راسو ... خالتو عوضية ومهند ركبو وابوي كان بوصي في مهند القاليهو اكيد ح اكون معاهو لغاية ما يوصل وبرجع .. عبدو مدا لي يدو ودموعو بدت تتجمع وقالي مع السلامة .. حضنتو وقلت ليهو مع السلامة .. اوعك تنساني .. قالي ابدا ابدا .. وقف شوية بعد ما سلمت عليهو وقالي يلا؟ .. هزيت ليهو راسي وانا دموعي مطر وقلت ليهو طيب .. مشا ركب العربية وابوي جا ختا يدو في كتفي وحضنتو من نصو وانا ببكي وبعاين لي اكبر تغير في حياتي والسند بتاعي ورحمة ربنا النزلت علي في هيئة بشر .. نزل القزاز وهو بأشر لي بي يدو لغاية ما اختفت العربية ورا الحيطان واختفى هو معاها ....
{لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا}...
