رواية عزبة الدموع الفصل الخامس عشر15بقلم داليا السيد

رواية عزبة الدموع الفصل الخامس عشر بقلم داليا السيد

مؤامرة

ابتعد الاثنان عن اللقاء عدة أيام ربما كلا منهما لا يعرف من أين يبدء أو كيف يواجه الآخر أو ربما كلاهما غاضبا ويشعر أنه صاحب حق  حتى أميرة لم تعرف عنها أي شيء ولم تريد أن تعرف وحسان لم يعيد زيارته مرة أخرى مما أشعرها بالراحة 

كانت بالمزرعة وهي تتحدث بمرح مع احد الموردين للخامات بينما سمعته يقول "أرى أن الأمور هنا ممتعة للحاضرين؟" 

نظرت إليه وهو كان ينظر إليها بضيق، ارتبك الرجل وهو لا يعرفه فقالت "أستاذ فهمي مورد..، الأستاذ آدم مرعي شريكي و.." 

نظرت بعيونه كما فعل بقوة فأكملت "وخطيبي" 

ابتسم الرجل وقال "أهلا، أهلا آدم بيه غني عن التعريف" 

هز رأسه وقال "أشكرك، هل كل شئ تمام؟" 

أبعدت عيونها وقالت "نعم"

بينما قال الرجل "هل استأذن؟ لقد انتهى الرجال عن إذنكم غدا ستصل الشحنة الأخرى يا باش مهندسة" هزت رأسها وهو يبتعد 

لم تنظر إليه فقال "موعد الطبيب اليوم" 

ظلت هاربة من عيونه وقالت "أعلم" 

نفخ وقال "وفيما الانتظار؟ هل لابد أن آتي لأذكرك؟" 

نظرت إليه وقالت بضيق من طريقته التي أحزنتها "لم تكن مضطر لذلك، كنت اكتفي بالاتصال أو لا تهتم أصلا بي يمكنني تدبر شؤوني وحدي" 

عادت لأوراقها ولكنها أغضبته أكثر بكلماتها فقال "هل تحاذري في كلامك لأني لن أتحمل تصرفاتك هذه كثيرا" 

نظرت إليه وقالت "وماذا؟" 

نظرات التحدي ملأت عيونهم فأبعد عيونه وقال وهو يتنفس بانتظام كي يهدء من ثورته "هيا لن نمضي الوقت بالجدال الطبيب ينتظر"

لم تشأ أن تزيد في الالعنادأخبرت صابر برحيلها فنظر لآدم ولم يتحدث معه 

فكت الجبيرة وطمأنها الطبيب أن ذراعها بخير وفك هو الآخر غرز ذراعه وجبيرة قدمه واطمئن الطبيب على كلاهما وعاد الاثنان في صمت إلى أن قال 

"أرى أن ابتساماتك زادت مع هذا وذاك" 

لم تنظر إليه وقالت "لم أفعل"

كان العناد يركبه فقال "وذلك المورد كنتِ سعيدة بالتحدث إليه" 

قالت بهدوء "لن أتحدث مع الناس وأنا أبكي"

نظر إليها وقال "أخبرتك أن تحاذري في كلامك معي" 

نظرت إليه وقالت بعناد وقوة تماثل قوته "عندما تراعي أنت ما تقول ربما أفعل" 

قال دون تراجع "وماذا قلت غير الصواب؟ أليس هذا ما حدث؟" 

قالت بهدوء غريب "أتعلم، أنا تعبت من كثرة الكلام في حين أنك لا تسمع فلم أعد أستطيع الجدال فكر كما تشاء وظن بي كل الظنون فأنا لن أرد لقد انتهيت من كل ذلك" 

رد بغضب من كلماتها "وهل من المفترض أن أصمت واستسلم لحضرتك" 

نظرت إليه وقالت بنفاد صبر "ماذا تريد يا آدم؟ أخبرتك من قبل أنني مهندسة ميدانية أي أعمل وسط الرجال وأنت صاحب الفكرة فإذا أردت أن تثق بي فالتفعل وإلا فمن الأفضل أن أرتب حقائبي وأعود من حيث أتيت"

حدق بها ودق قلبه، أي عودة التي تتحدث عنها؟ لا يمكنها أن تفعل إنها أسيرته منبع قوته، شريان حياته، أصبح يعيش بها ولها، ليته ينهي هذا الجمود الذي بينهم ليته يصرح بما داخله ولكن من أين تأتيه الشجاعة؟ 

أوقف العربة ونظر إليها دون أن تنظر هي إليه وقال بغيظ "تهديد هذا أم ماذا؟"

عادت للعناد بنظراتها القوية وقالت "اعتبره كما تشاء أنا تعبت من الكلام والمبررات"

أمسك ذراعها بقوة فواجهته وشعرت ببرودة يده يتسلل إليها، عيونه تنبأها بعاصفة من الغضب وهو يقول "ربما لتعودي إليه وتتصرفين بحرية؟ ولكن لا لن أسمح لكِ، لابد أن تدركي أن حياتك قبل زواجنا انتهت وانتهى معها كل الماضي الذي لا أريد أن أسمع عنه شيء ووجودك هنا مرهون بكلمتي أنا هل تفهمين؟" 

دمعت عيونها من الغضب الذي نلقته بكلماته وعيونه وقبضته على ذراعها فأبعدت ذراعها من يده وقالت "لا، لا أفهم ولن أفهم، أنا لست بجاريتك ولن أكون وحياتي لا دخل لك بها وإذا كنت تصدق أننا زوجين كباقي الأزواج فأنت مخطئ وعليك أن تراجع نفسك وتصرفاتك قبل أن تنتقد تصرفاتي"

وتركته ونزلت من العربة ولكنه لم يتركها ونزل خلفها وعاد ليمسكها من ذراعها ليعيدها أمامه مرة أخرى وقال "بل نحن زوجين شئتِ أم أبيتِ وعليكُ احترام ذلك وإذا كانت تربيتك قد علمتك ألا تحترمي زوجك وكيف تتصرفين كزوجة محترمة فأنا سأعلمك كيف تتعاملين مع زوجك"

وللمرة الثانية تصفعه على وجهه بقوة وزادت معها دموعها وقالت "كفى أنا محترمة غصبا عنك، أنا أكرهك وأكره إهاناتك وتجريحك ولم أعد أريد أن أتحدث معك لأنك لا يمكن أن تكون كباقي الأزواج ممن يتعاملن مع زوجاتهن، شكرا لأنك جعلتني أكره زواجنا أكثر والآن ابتعد عني لا أطيق رؤيتك"

وتركته والدموع تلاحقها كالنجوم التي تلاحق الليل عند هطوله على النهار وسارت بخطى سريعة سرعان ما تحولت إلى جريان كجريان الماء العذب في جدول ضيق مليء بالعقبات ...

أشاح بيده في الهواء وكأنه يضرب اللاشيء، الآن ذاد الأمور تعقيدا وأبعدها عنه أميال وأميال، تبا لتلك الغيرة التي أعمته وأضاعت عقله فأعادته إلى نقطة البداية 

هتف بغضب "اللعنة علي، اللعنة عليكِ يا امرأة، اللعنة على كل شيء"

ما أن وصلت لحديقة الفيلا ورأت الأنوار مضاءة حتى توقفت وهي تهدء من أنفاسها وظلت تحدق في المكان ، إلى أين تذهب؟ هل تدخل؟ لو دخلت ستكمل ولو رحلت ستموت من بعده، استندت على البوابة الحديدية وأغمضت عيونها من الألم والحيرة

سمعت صوت العربة فلم يكن أمامها إلا أن مسحت دموعها وتقدمت للداخل ولكنه لحق بها حتى قف امامها بأنفاس متسارعة فاستدارت بعيدا ولكنه أوقفها مرة أخرى وقال "حسنا لنوقف كل شيء الآن على الأقل أمامهم، لن يشعروا بخلافتنا الآن"

لم ترد واستدارت مرة أخرى من أمامهوفاتجه إليها أيضا وقال "رنين ما ببأناه لابد أن ننهيه لن نتراجع من أجل خلافتنا"

نظرت إليه بعيون حزينه قتلته وهزت كيانه، لم لا يعتذر ويأخذها بأحضانه؟ ليته يملك القدرة على ذلك ولكن هيهات، طالما أنكِ امرأة عنيدة فلا يمكنني أن أضعف أمامك 

أبعدت عيونها دون أن ترد وتحركت إلى الداخل، تابعها لحظة ثم مرر يده بشعره وتقدم خلفها 

ما أن دخلا الفيلا حتى كادت تتركه وتذهب لغرفتها ولكنها رأت الجميع وحتى أميرة على مائدة العشاء فلم تستطع الهرب ولا هو، سعدت العمة بأنهما فكا الجبيرة وتصنعت أميرة السعادة لهما ثم تناولا العشاء بصمت حتى قالت سميرة 

"آدم جلسة الطلاق غدا ألن تذهب مع أميرة؟" 

نظر إليها ونظرت هي أيضا إليه ثم نظر لسميرة وقال "المحامي معها"

قالت أميرة ببرود ستتركنىي وحدي أمام طليقي؟ تعلم أن ليس لي أحد، بمن احتمي لو فكر بالاعتداء علي أو إجباري على العودة؟ أنت تعلم أني أقيم هنا كي أجد الحماية منه" 

لم ترفع عيونها عن الطعام هذه المرة كي لا تكشف غيظها وغضبها وسمعته يقول "سأرسل معكِ أحد رجالي، لدي عمل كثير"

قالت بخبث معروف "عمل أم تخشى على مشاعرها؟ لا تخشين يا حلوة سأعيده إليكِ كما هو فقط سنحضر الجلسة ثم نعود هل تمانعين؟"

لم ترد بينما قال بغضب "أميرة كفي عن تصرفاتك هذه لقد انتهينا من تلك الأمور ولن نعيدها" 

قالت أميرة بدلال "إذن لا تتركني أذهب وحدي أنت رجلنا الوحيد" 

لم ترد أيضا ولا هو بينما عادت أميرة تقول "خالتي هل تجعليه يوافق من فضلك؟" 

ردت العمة "حسنا يا آدم فالتفعل من أجلي، لا يجوز تركها وحدها" 

توقفت عن الطعام كادت تنهض لولا أن قالت أميرة بسعادة "ماذا!؟ هل تغييرين يا حلوة أم ماذا؟"

طفح الكيل بها فنظرت إليها وقالت "لا اطمئني، أنا لا أغيير فأنا أثق في آدم كما أثق بنفسي، بل وأثق في مشاعرنا تجاه بعضنا البعض ولا أعتقد أن هناك مجال للمنافسة الآن أليس كذلك؟  أم نسيتِ أني أنا زوجته وهو زوجي بينما أنتِ مجرد ابنة عمته، اسمحوا لي" 

ثم قامت وتركتهم والغيظ يملؤها ولكنها لا تحب أن تبدو ضعيفه رغم شدة ضعفها..

أغلقت الباب وأغلقت معه عيونها وتركت حبل الدموع ينساب على وجنتها، آه منك أيها الرجل تذبحني بسكين بارد دون أن ترمش، إلى متى سأتحمل؟ ولماذا؟ لابد أن أرحل أنا لا أريد البقاء، ما زال يظنني تلك المرأة اللعوب..

ارتمت على فراشها وهي تعلم أن النوم قد جافاها إلى نهاية المطاف، في الصباح رحل مبكرا مع أميرة وهي تتابعهم من نافذتها في صمت ربما في رحيلهم فرصتها في الرحيل ولكن هل تملك الجرأة لاتخاذ قرار الرحيل؟ ارتدت ملابسها واتجهت إلى العمة ودقت بابها ودخلت 

"صباح الخير عمتي"

نظرت إليها المرأة بعيون متفحصة وقالت "صباح النور، تعالي يا فتاة لديكِ كلام بعيونك"

جلست أمامها وقد اعتادت أن المرأة تفهمها من عيونها فقالت "نعم" 

هزت العمة رأسها وقالت "هيا أسمعك" 

ظل تنظر لها حتى عاودتها الدموع وهي تقول  "لم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذلك"

سألتها المرأة بهدوء "وماذا؟" 

أخفضت عيونها وقالت "لا أظن أن لزواجنا داعي، لقد شفيت وهو أيضا و.." 

لم تكمل فقالت المرأة "كيف أغضبك ابن أخي إلى هذه الدرجة؟" 

تساءلت، كيف تفهم هذه المرأة كل شيء؟ عندما لم ترد قالت العمة "الاتفاق كان إلى أن تنتهي من مشروعك وهو لم يينتي إذن لابد أن هناك شيء حدث قلب الموازين" 

أبعدت عيونها الباكية وقالت "نحن لسنا على وفاق" 

لاح شبح ابتسامه على شفتي المرأة وقالت بسخرية لم تلحظها رنين "هكذا! وماذا أيضا؟" 

عادت لمواجهتها وقالت "لا شيء، أنا تعبت ولا أستطيع أن أكمل"

بدأت الدموع تعود فقالت المرأة "جرحك بقوة كي تنهاري هكذا؟" 

هزت رأسها فقالت المرأة "احكي لي وأنا أسمعك جيدا" 

حكت لها اتهاماته لها مع آسر ثم رجل الإمدادات وطريقته معها وانتهت بما حدث من إهانته لها ولنشأتها ثم صمتت 

نظرت إليها المرأة وقالت "ألم تردي له الإهانة؟ أنتِ صفعتيه على وجهه وهي إهانة أيضا"

هزت راسها نفيا وقالت "ولكن إلى متى سيظل هكذا؟"

أجابت العمة بهدوء وحكمة "إنه ليس خطؤه وإنما سالم هو الذي أوحى إليه بكل شيء، سواء عن أخلاقك وطباعك أو علاقتك بابنه" 

ابتعدت وقالت "ولماذا لا يسمعني؟"

قالت العمة "أنتِ لم تنكري" 

قالت بألم "لأنه لا يريد أن يسمع أو يصدق، لقد زرع سالم فيه أنني مغرورة ومدللة وجامحة ولي علاقة بآسر فلم يعد أمامه إلا تلك الحقيقة وقد أراد أن يصدقها وصدقها، سمع له وأصدر حكمه دون أن يسمعني" 

قالت العمة بصبر "هل أتحدث معه؟" 

هزت رأسها بقوة وقالت "لا، ولكني أريد أن تنتهي تلك التمثيلية، الأمور تزداد تعقيدا؛ أفكاره عني من ناحية وأميرة التي لم ولن تبتعد من ناحية أخرى بالتاكيد هي تريده وربما هو أيضا ولكن فقط غاضبا منها أو يعاقبها، أنتم عائلة واحدة وأنا لا مكان لي بينكم" 

نهضت المرأة وتحركت حتى وقفت أمامها وقالت "ألم أخبركِ من قبل أنكِ غبية؟ أميرة لن تكون زوجة ابنى أبدا، صحيح هي لن تبتعد ولكن أنا لن أتركها تنتصر هل تفهمين؟ أنا أكثر الناس دراية بها وبأغراضها، أنا فعلت كل ما فات لأوقفها ولن أتوقف الآن وعليكِ أن تكملي للنهاية، وآدم أنتِ الوحيدة التي يمكنكِ التعامل معه كما وأنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يكبح جماحك فاذهبي واتركي هذه الدموع واطرحيها جانبا وعودي لقوتك وجموحك وأوقفي أميرة وحاربي آدم نفسه إذا حكم الأمر إلا إذا كنتِ تريدين آسر؟ اثبتي له أنكِ عكس ما صدق اجعليه يعرفك على حقيقتك وليس كما صورك سالم، هيا اذهبي وكفي عن هذا الرغي الذي لا معنى له" 

نظرت إليها ولم تعرف بماذا ترد، لماذا تدفعها هذه المرأة إليه؟ تلقيها بطريقه وهي لا تعرف كيف تعترض على كلماتها! أن قوة هذه المرأة تكمن في صدق كلماتها ومشاعرها وربما لأنها تريد أن تبقى لذا ستتخذ كلماتها ذريعة للبقاء 

رن هاتفها برقم صابر فأدركت أنها تأخرت على عملها الذي عليها أن تنهيه كما أخبرها، نظرت للعمة التي ابتسمت وقالت "هيا حلمك يناديكِ، لن ترحلي قبل تحقيقه هذا وعدك لي ولن تخلفيه لأنكِ أقوى من ذلك وأقوى من ابني نفسه هيا اذهبي وكفي عن تصرفاتك الغبية هذه"

مسحت دموعها وقبلت رأس المرأة التي سبرت أغوارها دون أن تنطق بما فيه وتحركت إلى حلمها دون تردد أو خوف  

شغلت نفسها بالعمل ومع ذلك لم تتوقف عن التفكير في سفره مع أميرة وظلت تتصور أميرة وهي تتمايل عليه أو تحاول تقبيله، لذلك تأخرت بالمزرعة إلى الغروب وقد لاحظت أن الظلام قد حل والجميع رحل

تحركت لتذهب ولكن فجأة رأت حسان يتجه نحوها، لا تعلم من أين ظهر؟ ارتجفت من وجوده خاصة أن معظم العمال قد انصرفوا وحتى عم صابر لا تراه حولها، توقفت وهو يتقدم نحوها بابتسامته المزعجة وقال 

"يا أحلى مساء على أحلى قمر" 

تركته وتحركت مبتعدة ولكنه توقف أمامها وقال "إلى أين يا قمقمرألن ترحبي بوجودي؟ أعتقد أن من الأصول أن ترحبي بأخو زوجك" 

التفتت اليه بقوة مصطنعة وقالت "هذا عندما يكون ببيتي وفى حضور زوجي، لكن هنا لا أظن أنه من اللائق وجودك أصلا عن إذنك" 

ولكنه لم يتحرك ورفع يده أمامها ليمنعها وقال "أحببت أن نتقابل في جو رومانسي؛ السماء والقمر والنجوم ربما أستميل قلبك" 

قالت بغضب "أنت وقح، كيف تسمح لنفسك؟ هيا ابتعد عن طريقي ولا داعي لإثارة المشاكل" 

ضحك بقوة وقال "جميل التهديد عندما يخرج بتلك الرقة من تلك الشفاة القاتلة، اسمعي يا قمر ستأتين معي الآن بهدوء ودون إثارة أي مشاكل و إلا سيكون لي تصرف آخر معكِ" 

تراجعت رنين وقد لفها الخوف والفزع، كادت تتحرك لتفر منه ولكنه أمسك ذراعها بقوة كادت تصرخ من الفزع لولا أن وضع يده على فمها بسرعه وشعرت بشريط لاصق على فمها ويدان قويتان تحيطها من الخلف وشريط اسود يلتف حول عيونها ويدان تحملها وهي تدفع بقدماها بقوة ولكن دون جدوى

                الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>