
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السابع عشر17بقلم جني محمد السمنودي
الفصل السابع عشر ✧الانتقام✧
بعد مرور عام و نصف وقف شاب يرتدي تيشرتا رياضيا اسود اللون بأكمام قصيرة يحدث صديقه امام منزل أسر
" مارتن اصمت ولا تتحدث مهما حدث ايا يكن فانت لا تفهم اللغة و لذلك اصمت افهمت اصمت!"
تأفف مارتن بضيق قائلا
"مهلا يا رجل ابسطت جناحيك علي أين ذهبت تلك الأيام ايام الألم و العلاج النفسي كنت صديقا لطيفا حينها اما الان فصرت وغدا أيها الوغد"
عاصم "اخفض صوتك يا مارتن الساعة الثامنة صباحا بحقك هل سيكونوا مستيقظين "
ضبط ربطة عنقه بضيق و صمت بينما دق عاصم الجرس و كانه دق قلبه لا الجرس
بعد قليل فتح أسر الباب و هو يحك شعره و مجرد أن رأى عاصم قال بغيظ
" هو انت مش وراك غير الأوقات الرخمة دي اهل البيت كلهم نايمين انت مبتجيش غير في وقت النوم ليه يا الصبح بدري يا بليل متأخر جرا ايه"
لم ينتبه إلى مارتن الذي اقترب منه و مد له ببسمة لطيفة رمقه أسر متعحبا فقال مارتن
"مرحبا انا مارتن صديقه"
صافحه أسر و تعجبه يزداد ثم نظر إلى عاصم و علق
" هو الجدع ده بيرطم بيقول ايه "
عاصم" يا عم ده الدكتور الألماني بتاعي بيقولك اهلا انا مارتن صاحب عاصم"
أسر "و مالها أمريكا يا راجل قصرت في ايه جايبلي واحد لو شتم انا مش هعرف هو قال ايه "
قهقه عاصم بينما افسح أسر الطريق لهم قائلا
"ادخلوا.. دخله يا عاصم"
دخلا المنزل
اما أسر فذهب إلى غرفة حياة التي استيقظت على صوت الجرس و جلست على السرير و قال
" عاصم منور هو صاحبه "
حياة" بجد يعني عاصم جه "
صار وجهها لوحة فنية سعيدة فنظر إليها بغيظ معقبا
"و مالك فرحانة كده ليه يا اختي قومي شوفي حياة و صحي مريم بس بلاش تعرفيها اصلا ان عاصم هنا"
خرج و جلس معهم و اخذ يتحاور هو و مارتن و عمل عاصم عمل الترجمان حيث اخذ يترجم لكل منهما حديث الاخر
قاطع حديثهم صوت طفلة صغيرة تقول
"مليم سيليني زي ما بتحملي علطول"
ضحك عاصم بينما نظر إليها مارتن بتعجب فقال أسر
" دي حياة بنتي ترجمله يا عاصم "
لم يكون هنا كان يدور هو و عقله في دوامة هل هي حقيقة ام خيال ما هذا الجمال
ترتدي فستانا ورديا جميلا و تنظر في الأرض خجلا
اقترب أسر منها و حمل حياة قائلا
" ايه كله لمريم مفيش حتى ازيك يا بابا"
حياة "لأ انا بحبت يا بابا اتيد فيه "
ضحك هو الاخر و اردف" الكاف بقت تاء! ربنا يعيني عليكي"
ثم وجه الحديث إلى مريم "تعالي اقعدي يا مريم"
بسط التوتر ظلاله على المكان كل منهما يتبادل النظرات مريم تلقي نظراتها على ذراع ذراع عاصم و هو يراقب تفاصيلها من قدمها حتى رأسها و كأنها تحفة فنية إلم يشبع من رؤيتها الان لن يستطيع رؤيتها ابدا"
تابع مارتن المشهد بين أسر و صغيرته بعيون لامعة رغم عدم فهمه لما يحدث
خرجت حياة بالمشروبات و بعض المخبوزات و ضعتهم على الطاولة ثم حملت الصغيرة و جلست جوار مريم قائلة
" مريومة شوفي عاصم بيبص عليكي ازاي انا بقول خليها فتحة و كتب كتاب مرة واحدة "
ابتسمت في خجل بينما تحدث عاصم
"احم احم احم انا جاي اطلب ايد مريم بس في صورة جديدة بقالي اكتر من سنة و نص بحبها، أنت نفسك حضرت كل حاجة مكالماتي ليك و الماضي بتاعي و بتاعها، دلوقتي انا سوي نفسيا و معافى جسديا، و مريم نفس الحكاية، فانا عايز اعرف موافقين ولا لأ، و لو على البيت و الحاجات دي انا جاهز من كله، اهم حاجة مريم توافق و نكتب الكتاب علطول "
نظر أسر إلى مريم بسرعة و رأى البسمة التي تزين وجهها فقال
" خلاص ماشي شوف انت حابب تعمل كتب الكتاب امتى "
و بعد اتفاقات و حوارات طويلة قرروا انه سيكون نهاية الأسبوع
***
هبطت من الطائرة و خصلات شعرها تتطاير مع الهواء اقتربت من الرجل الذي كان يقف في انتظارها و قالت
"سيد كل حاجة جاهزة انا محتاجاهم بليل"
سيد "چاكلين هانم تتطلب و احنا ننفز انا جهزت كل حاجة و حطيتهم في اوصة واحدة عشان يشوفوا بعض بيتوجعوا و مش عارفين يعملوا حاجة"
بسط الشر نفوذه على وجهها و قالت
"طيب الساعة خمسة هيكون أسر في الشركة و حياة بطلت تنزل عشان تاخد بالها من شغلها طبعا انت عارف هتعمل ايه "
سيد" اعتبريه تم بس عايزة أسر ييجي امتى "
تنهدت بخبث و بسمة هادئة ثم قالت
" بص انا عايزاه ييجي بعد ما الدنيا تضلم عشان انا بحب الظلام جدا و كمان على ما تلحقوا تعملوا التحاليل لبنته و مراته عشان اللي اعضاءه هتنفع ناخدها "
سيد" اعتبريه تم يا چاكلين هانم "
غادر المكان لينفذ اوامرها بينما فتحت هاتفها و اخذت تشاهد فيديو مباشر تصوره الكاميرات في المكان
***
في تمام الساعة الرابعة و أربعة و أربعون دقيقة يدق الباب
اقتربت حياة من الباب و قالت" ايوة مين "
اجابها رجل من الخارج
"تبع أسر هو اللي باعتنا عشان عامل ليكي مفاجأة"
شعرت بالسعادة لكن سرعان ما جاء في ذهنها انه كان سيتواصل معها ففحتحت هاتفها و اتصلت به وجدت هاتفه مغلق و كأن الحظ ضدها فقالت
"اكيد مفاجأة يبقى مش هيقول و كمان اكيد هو قصد يقفل تليفونه عشان يفاجئني"
اتجهت إلى الباب مرة أخرى و قالت
" ثواني و هاجي "
اتجهت إلى غرفتها و ارتدت بنطالا اسودا و قميصا ابيض مزين ببعض النقوش السوداء ثم اخدت الطفلة في يدها و خرجتا
وجدت صرحا عظيما من الرجال يقف أمامها اقترب أحدهم منها بلطف و الهدوء يسيطر عليه و تحدث
" استأذنك البنت انا مكلف ان حضرتك متعمليش حاجة خالص "
حياة "طيب فين أسر"
اخذ منها الرجل الفتاة اولا ثم اقترب شخص آخر منها و كمم فمها بمنديل مخدر و همس
"ساعتين بالكتير و هتعرفي"
***
منزل قديم كلا هو فقط منزل من الخارج اما من الداخل فهو غرفة واحدة اي انه الصالة فقط لا غير جدرانه ملونة بطلاء بني قسا عليه الزمن حتى تشقق
العديد من الأدوات المعدنية ملقاة على الأرض و يوجد في نهاية الغرفة في الزاوية اليمنى بعض الدورات الطبية و أجهزة غريبة
اما الزاوية اليسرى فيوجد بها اسلام و انابيب كثيرة ممتدة إلى انبوبتين زجاجيتين اسطوانيتي الشكل
احداهما أكبر حجما من الأخرى
جلست چاكلين تشاهد حياة المغما عليها موضوعة في الانبوبة الكبرى ثم نظرت إلى سيد و قالت
"رسالة لأسر من رقم فيك يلا"
***
يجلس أسر في الشركة يشرح بعض الأشياء لاسد ثم قال
"معلش يا اسد حط تليفوني جنبك يشحن عشان فاصل شحن و عايز اعرف حياة اني هتاخر"
أسد "حاضر يا أسر ثواني"
اخذ أسد يفتح الهاتف بعد أن اوصله بالكهرباء ليجد رسالة تصل على الشاشة من رقم ليس له اسم مكون من عدة نقاط لا غير
أعطى الهاتف إلى أسر و اضاف
"في رسالة من رقم غريب اوي يا أسر شوفها من مين احسن يكون تبع شغلك ولا حاجة "
اخذ منه الهاتف معقبا
" ازاي يا اسد انا في فترة اجازتي"
فتح الهاتف ليجد المكتوب
"أسر حبيب قلب عمته يا ناس
حياتك معايا مش حياة واحدة ده الاتين وريني بقى هترجعهم ازاي الموقع اهو"
ليجد رسالة أخرى بموقعهم هب من مقعده بسرعة و قال
" اسد تليفونك يا اسد "
اعطاه الهاتف بصدمة قائلا
"ايه في ايه يا أسر ما تنطق "
أسر" مش وقته حياة يا اسد حياة هتروح مني "
أسد" حياة مين فيهم انت بتقول ايه انت كمان هو في حاجة ولا ايه انا مش فاهم حاجة "
كانت كلماته غير مترابطة لا معنا لها إلا أن أسر اجابه
"الأتنين يا اسد وقعوا في ايدها"
خرج من الشركة راكضا متجها ناحية المكان الذي راه اما أسد ففتح هاتف أسر الذي كان معه و اتصل بهشام و تحدث
" هشام هبعتلك لوكيشن تيجي عليه حالا انا أسد مش أسر بس تقريبا كده في حاجة حصلت و أسر في المكان ده دلوقتي "
حل الرعب عليه ايعقل انها هي الملثمة؟! فقال
" هاجي و معايا قوة حالا على المكان الحقه بسرعة"
***
وصل أسر إلى الموقع و دخل ليرى مشهدا لن ينساه ابدا
تقف حياة طفلته الصغيرة في انبوب زجاجي تبكي و تضرب بقبضتيها الصغيرتين الزجاج منادية والدها اقترب منها بسرعة دون أن يلحظ چاكلين التي تجلس على الكرسي تشاهد ما يحدث بابتسامة و تحدث بلين
" حبيبة بابا اهدي و طلعك متخافيش"
أشارت له بيدها على انبوب زجاجي أكبر و قالت
"ماما يا بابا"
لمعت عيناه بضعف و نظر ليجدها لازالت نائمة اخذ يتفحص المكان بعينه حتى وقعت على چاكلين فقامت من مكانها بسرعة و قالت
"مش بقولك حبيب قلب عمته تعالى يا حبيبي هقولك حاجة "
الخرطوم الأصفر اللي واصل بالانبوبة بتاعة حبيبة قلبك و مراتك دي مقاوم للحرارة تتوقع ايه هينبعث منه مية في البداية عادية و بعدها درجة الحرارة هتبقى تحت الصفر بس هي كده هتتجمد و انا طيبة مش هقدر فعارف بعدها المية درجة حرارتها هتقلب لفوق ١٠٠ درجة عارف يعني ايه يعني الغليان هجمدها و بعدها هسلقها يا حرام "
ثم أشارت إلى طفلته و أكملت بخبث و طريقة مهووسة
" و دي الخرطوم الأحمر ده هينبعث منه غاز في البداية هيكون هوا عادي عشان الطفلة متموتش و هي يا عيني عندها سنتين و بعدها هيبقى غاز سام، ها ايه رايك أنفع شريرة مش كده "
وقف و الصدمة تعتلي وجهه دون أن ينطق ينظر إلى زوجته و صغيرته ثم نظر إلى چاكلين مرة أخرى فقالت بطريقة عاطفية
" يا لهوي نسيت اقولك مراتك حامل و المية غلط عليها ها تحب ابدا بإيه مية ساقعة ولا مية سخنة و علفكرة هي ما شاء الله في الشهر التالت انا مش عارفة ايه الغباء ده ازاي مخدتوش بالكم بس مليش دعوة"
✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧