رواية سجينة الشيطان الفصل الاول1بقلم سوسو احمد


رواية سجينة الشيطان الفصل الاول1بقلم سوسو احمد 

 
 حين وُلد التمرد
 في عين فتاه تحب عملها ورجل عصبي متملك
 يتفنان في وجـــع الاخـريـن
هي بريئة ملاك وهو شيطان علي 
هيئه بشر

مازلت قويه رغم قسوه الايام مازال شغفي وحبي لعملي بـتفاني لكن  بداخلي لا اعلم متي يضمد جرحي لكني مازلت اتنفس حياه 

بتداء حكايتنا في اشرقت الصباح  الجيزة – مصر
الشمس كانت لسه طالعة، بتلون جدران البيوت القديمة بدرجات دهب ونار، والهواء بيحمل أصوات الباعة من بعيد.
في بيت متواضع بحي الهرم، كانت "نوران ياسين العمراني" واقفة قدام المراية، شعرها البني المحمر مموج ونازل على ضهرها، عيونها العسلية مليانة عناد وذكاء.
لبست بلوزة بيضاء، بنطلون كحلي أنيق، وشنطة جلد فيها أوراقها ومفكرتها الصحفية.

على السفرة الصغيرة كان أبوها "ياسين العمراني" بيشرب شايه، وأمها "مديحة" بتحط عيش طازة قدامهم.
مارام، أختها الوسطى، ماسكة الكاميرا الجديدة بتجربها بحماس، وأختها الصغيرة ملك لسه بتمسح النوم من عينيها.
الجو كله دفء، ضحك، وكلام عائلي… لكن نوران قلبها مشغول بحاجة تانية.

أبوها قال لها:
– "انتِ شكلك مشغولة يا بنتي… إيه عندك شغل جديد النهارده؟"

ابتسمت بخفة وهي تحاول تخفي توترها:
– "تحقيق مهم… مقابلة مع واحد من رجال الأعمال الكبار… ممكن تكون أكبر خطوة في مسيرتي."

الأم رفعت حاجبها بقلق:
– "بس خلي بالك يا نوران، مش كل اللي بيلمع دهب."

ضحكت نوران:
– "اطمني يا ماما… أنا بعرف أتعامل."

خلصوا الفطار، ونوران خدت شنطتها ونزلت، قلبها بيرقص ما بين الحماس والخوف.

---

 المعادي – مقر شركة M King Group
مبنى زجاج أسود شاهق، أعلام برا ترفرف، حراس أمن واقفين بكل صرامة، وساحة انتظار مليانة سيارات فخمة.
نوران وقفت لحظة تبص على المبنى، قلبها بيرجف لكنها رفعت راسها بتحدي:
"النهارده هعرف أسراره… حتى لو كان أقوى رجل في البلد."

خطواتها كانت سريعة على الأرض الرخامية، لكن فجأة… 
صوت فرامل قوي قطع تفكيرها.
عربية سوداء ضخمة اندفعت قدامها، وقفت على بعد سنتيمترات بس منها.
نوران شهقت، وقعت شنطتها، والأوراق اتناثرت على الأرض.

الباب اتفتـح بعصبية، ونزل منه رجل طويل ثلاثيني، عريض المنكبين، بشرته خمرية جذابة، شعره أسود لامع متسرّح بدقة، وعيونه الرمادية الثلجية زي السيوف.
وقف قدامها ببرود وقال بصوت منخفض لكن مرعب:
– "مش شايفة طريقك فين؟ ولا فاكرة نفسك في شارع لعب عيال؟"

رفعت راسها بتحدي، صوتها ثابت:
– "ولو كنت باشي على الهوا… دي مش طريقة تعامل، ولا أسلوب رجل أعمال محترم."

ابتسم ابتسامة سخرية خفيفة، لمعة في عينه خلت قلبها يتلخبط للحظة، وقال:
– "واضح إنك مش عادية… بس الجراءة دي أوقات بتكون انتحار."

جمع أوراقها بسرعة وابتعدت، بس قلبها كان بيدق أسرع من الطبيعي.
مين الراجل ده؟ ليه حضوره مرعب بالشكل ده؟

دخلت المبنى بعدها، ورجعت تتنفس طبيعي… لكن الصدمة استنتها جوه.
السكرتيرة ابتسمت لها وقالت:
– "اتفضلي يا آنسة نوران، المستر مازن مستنيك."

دخلت المكتب الفخم… واتجمدت في مكانها.
هو… نفس الراجل!
كان قاعد على كرسي دوار من الجلد، رجله فوق رجل، في إيده سيجار خامد، عيونه الرمادية باردة زي التلج.

قال بهدوء قاتل:
– "اتفضلي… شكلنا ما اكتفناش بالصدفة مرة واحدة."

---

نار المواجهة الأولى
نوران حاولت تسيطر على أعصابها، قعدت قدامه، طلعت دفترها، وابتدت تسأل:
– "السيد مازن الملكي، عندك أنشطة تجارية ضخمة، بس غامضة جدًا… ليه شركتك مفيش عنها بيانات كافية؟"

رد بصوت عميق:
– "اللي بيدور على اللي مش ليه… بيضيع. وأحيانًا بيدفع حياته تمن."

رفعت حاجبها بتحدي:
– "الصحافة شغلتي… وأنا بدفع تمن الحقيقة لوحدي."

سكت لحظة، نظراته ما بتفارقهاش، وكأنها لعبة وقعت في قفصه.
ثم ابتسم بسخرية:
– "واضح إنك متمردة… وأنا بحب المتمردين."

اتقفل اللقاء على نار… نار صراع غامض بين نوران العنيدة، ومازن "شيطان المعاملات السوداء".
هي خرجت من المكتب وقلبها بيقول:
"أنا هكشفك يا مازن… مهما كان تمنها."
وهو قعد في كرسيه، عيونه متوهجة وهو يهمس لنفسه:
"دي مش زي أي واحدة… دي يا نهايتي… يا خلاصي."

---

 نوران خرجت من مكتب مازن وهي بتحاول تثبّت أعصابها، بس قلبها كان لسه بيخبط كأنه بيقولها: "خطر".
وقفت قدام المبنى، أخدت نفس عميق، وكتبت في دفترها:
"مازن الملكي… رجل غامض، قوي، يخفي أكثر مما يُظهر."

لكن قبل ما تتحرك، لقت عربية سوداء واقفة مستنياها، والسواق نزل وقال:
– "المستر مازن بيوصّي حضرتك تفضلي توصيلة لحد بيتك."

نوران رمقته بنظرة شك:
– "شكرًا… أنا بعرف أوصل لوحدي."

السواق ابتسم باحترام:
– "لكن هو مصر."

في اللحظة دي، شافت مازن واقف عند باب المبنى الزجاجي، عيونه الرمادية مثبتة عليها كأنه بيتحـداها.
اضطرت تركب، بس طول الطريق كانت بتكتب ملاحظات صغيرة في مذكرتها:
"مازن رجل خطر… بس عنده هالة تخلي أي حد ينصاع له."

---

 بيت العمراني – مساءً
رجعت نوران البيت متعبة، بس أول ما دخلت لقيت أختها مـارام بتستقبلها بحماس:
– "أيوةاا، هاه… قـابلتيه؟!"

نوران رفعت حاجبها:
– "قابلت مين؟"

مـارام لمعت عينيها:
– "مازن الملكي… كل البلد بتتكلم عنه! رجل غامض، ثري، ومفيش صحفي لحد دلوقتي قدر يطلع معاه بكلمة."

نوران قعدت على الكرسي وقالت بهدوء يخفي النار اللي جواها:
– "قابلته… وهو مش مجرد رجل أعمال… هو شيطان."

ملك الصغيرة ضحكت:
– "شيطان إزاي؟!"

نوران ردت بجدية:
– "عيونه… باردة كالتلج، بس وراها نار… وأنا مش هسكت لحد ما أعرف سر النار دي."

---
 
المكان الآخر – فيلا مازن
في فيلته على أطراف القاهرة، كان مازن قاعد في الظلام، سيجاره في إيده، وبيفكر:
"نوران… عيونها متحدية، قلبها عنيد… بس لو عاندتني… هكسرها."

رن تليفونه، وصوت رجولي جاف قال:
– "إيه الأخبار؟ الصحفية الصغيرة شافت منك إيه؟"

مازن ضحك ضحكة باردة:
– "شافت الشيطان… ولسه قدامها كتير."

---

 نهاية الفصل الأول
اللعبة بدأت… نوران فاكرة إنها داخلة معركة صحفية.
لكن الحقيقة… إنها دخلت قصر الشيطان بنفسها
لقاء عابر أشعل حربًا خفية… بين نور الصحفية المتمردة، وظلام الشيطان المتملك.

                  الفصل الثاني من هنا
تعليقات



<>