رواية قرة عينيها الجزء الثاني2الفصل التاسع9بقلم مريم محمد


رواية قرة عينها الجزء الثاني2الفصل التاسع9بقلم مريم محمد
كنت واقفة قدام العمليات مع بابا وعمي، تايهه مش حاسه بحاجة، كل اللي أنا بعمله إني بستغفر ربنا، بقاله أكتر من خمس ساعات جوا، أنس راح يشوف العربية لقاها متدشمله متغدغة حرفيًا بقت خرده خلاص، أمال يبقي هو عامل إيه بقي؟ 

- ما زال جوا في العمليات يا ماما. 
- مرات عمك لسه مقامتش الخبر كان صدمة عليها! 
- الله يكون في عونها، ويقومو لينا بالسلامة يا ماما. 
- أنس عمل اي فين العربية؟ 
- كان علي السريع يا ماما العربية بقت خردة. 
- ربنا يستر، يا رب الطف بينا يا لطيف. 

خرجت من الأوضة للي ماما كانت قاعدة فيها مع مرات عمي، ولقيت هاجر جات بره هي ومليكة. 

- إيه اللي حصل يا محمد مسلم فين؟ 
- جوا في العمليات يا هاجر اهدي علشان أخوكِ مش مستحمل أصلًا. 
- خير يا رب، طب فين أمك يا حبيبة؟!

شاورتلها علي الأوضة اللي ماما فيها، خدت مليكة وقعدنا في الطرقة، مش شايفة قدامي خلاص، المصايب بتتحدف عليا من كل حته، حتي لو أنا مش بتقبله أي كان هو ابن عمي. 

- بص يا حاج أنا مش هضحك عليك، الاستاذ اللي جوا اصلًا قبل ما يعمل الحادثة كان أغمي عليه، ف وبعد ما عمل الحادثة اتخبط جامد في الدماغ أثرت عليه جدًا لإنها كانت عميقة شوية وفيه كسر في ايده اليمين والرجل اليمين، ربنا يستر محتاج دعواتكم. 
عمي قعد مكانه متحركش وبابا رد بتوتر- طب هو أخباره اي دلوقتي؟؟ 
- دخل في غيبوبة الله أعلم هيفوق منها امته، والله محتاج دعواتكم جدًا. 
- طب هيخرج من الأوضة امته؟ 
- حالًا يا حاج الممرضين هينقلوه دلوقتي. 

كنت واقفة ومسلم نايم علي الترولي مش داري بحاجة راسه ملفوفة بشاش مفيش حاجة منه باينه، وايده متجبسه ورجله كمان، لاحول ولا قوة إلا بالله، ده ممكن في ثانية الإنسان يروح، الانسان للي يفكر وكإنه مالك الدنيا ميتغرش أوي أصل فيه مالك الملك كله، القادر عليه. 

غصب عني عيوني دمعت، صِعب عليا جدًا وصعبت عليا حالة عمي وزوجته، ده مفيش غيره هو ابنهم الوحيد. 

- حبيبة خدي مليكة وروحي نورا لوحدها في البيت. 
-لأ يا ماما هفضل هنا معاكم. 
- روحي ارتاحي علشان هتيجي تاني الضهر إنتِ من إمبارح منمتيش. 
- طيب يا ماما. 

خدت مليكة وروحت والمفروض مليكة عليها كلية اصلًا بس كنسلت المحاضرات بتاعتها، روحنا لقينا نورا فضلت صاحية قلقانه طول الليل  .. 

- مسلم عامل ايه دلوقتي؟؟ 
- ادعيله يا نورا حالته متلخبطة خالص. 
ردت مليكة- ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة. 
سألت نورا - ومرات عمك حالتها إي؟ 
- من امبارح مفاقتش لسه يا نورا، أنا بدعي تفوق بعد ما مسلم يفوق، علشان حالتها هتزداد سوء. 
- يا لطيف يارب. 
- والله ما أعرف كل أما أطلع من مشكلة أدخل في التانية ده أنا مش ملاحقة. 
ردت مليكة- صلاتك عاملة إي يا حبيبة؟ 
- بصلي والله الحمد لله. 
- ايوا الصلاة بقي ذات نفسها؟ 
ردت نورا- لا بتكروتها! 
- ابدًا والله بصلي.. بس 
الاتنين في صوت واحد- بس إي! 
- بسرح في الصلاة وبفكر في حاجات كتير. 
ردت مليكة بهدوء-الإنسان لما يبدأ ينسي ربنا وينسي نعم ربنا، ربنا بيبعتله ابتلاءات علشان تفكره يرجع، لإن ربنا بيحبه وعايزه يرجعله تاني. 
كملت نورا- الإنتكاسة اللي بتحصل بعد إلتزام أصعب حاجة علي الإنسان إنه يتحملها، بيعمل ذنوب هو كان تاب منها أصلًا، مش بقول عليكِ طبعًا بقول علي العموم. 
اتكلمت مليكة- ودا علاقته بالصلاة كبيرة طبعًا، هتنسي أول حاجة وردك القرآني، ودي بداية الكارثة بقي، هتنسي الأذكار أكبر كارثة، هتنسي النوافل، ووقتها هيضيع الفروض، ويبقي كدا الشيطان اتملك منك وضحك عليك. 
-ايوا بس أنا ليه أسيب للشيطان مداخل أصلًا. 
- سؤالك مش سهل ومش هعرف أرد عليه، غير بإنك لو مش بتاخدي بالك الشيطان بسهولة هيضحك عليكي، ده شاطر بس ربنا بيقول إن كيد الشيطان كان ضعيفا. 
- هو مش بيحطلك المعصية علطول، ده بيجرجك ليها واحدة واحدة من غير ما تحسي، عارفة هتفوقي امته؟ لما تكتشفي إنك ضيعتي كتير وتوهتي ما بين الطرق مش عارفة طريقك هتفوقي بس الآوان هيكون فات. 
اتكلمت وأنا جسمي بيقشعر من كلامهم- عندكم حق بس ده علاقته اي ب اللي أنا فيه؟ 
اتكلمت نورا وهي بتطبق التشيرت بتاع أنس- صلحي علاقتك بربنا ربنا هيصلحلك حالك. 
- خدي بالك يا حبيبة،الكلام سهل وسهل أي حد يقوله، بس اللي بيطبقو قليل. 

قمت أرتاح شوية وأنا بفكر في كل كلمة قالوها  عندهم حق جدًا، صلح علاقتك بربنا ربنا هيصلحلك حالك، بس هبدأ إزاي، استسلمت للنوم اللي غطي علي عيني وأنا بفرد جسمي علي السرير وكأني منمتش بقالي سنة. 

- أنس هيروح هو وبراء هيجيبو شوية حاجات من البيت، خدو بالكم علشان مفيش مشاكل تحصل. 
- ماما مسلم مفاقش؟ 
- لأ لسه يا بنتي أهو إحنا قاعدين، عمك خلاص مبقاش قادر يقف علي رجليه ولا يصلب طوله مراته وابنه!
-خلاص ارجعو ارتاحو إنتم واحنا هنيجي! 
- اصبري دلوقتي. 

قفلت مع ماما وأنا قاعدة قلقانة جدًا إحنا بقينا المغرب دول هناك من امبارح، لازم يرجعو يرتاحو حتي المستشفى مفيهاش مكان للراحة أصلًا رغم إنها خاصة بس هنقول إي. 

- يلا نقوم نصلي المغرب وهنروحلهم هناك. 
- أنا بقول كدا برده لازم يرجعو يرتاحو شوية، وكمان ياكلو أي حاجة أنا طبخت اهو. 
- طب يلا استعجلو نفسكم وإنتي يا مليكة ارجعي ذاكري علشان جامعتك. 
- لالا جامعة اي حالًا بقي، أنا رجلي علي رجلكم. 

تنهدت بيأس، براء وأنس لسه موصلوش، وعايزين نمشي قبل ما يوصلو، يدوب الوقت اللي معانا نلحق نصلي المغرب. 

بالمناسبة براء في نفس سن مسلم. 

- مسلم فاق يا جماعة. 

ده كان قول بابا وهو طالع من أوضة مسلم اللي فب المستشفي وكلنا قاعدين بره، محدش رضي يروح البيت، بابا كان سعيد وهو بيتكلم، كلمنا الدكتور يجي يفحصه وقال وضعه تمام بس الخياطة اللي في راسه هتفضل شوية كانت في نص راسه بالظبط. 

- حمد الله علي سلامتك يا حبيبي. 
مسلم بعد ما فاق، كان عايز يتعدل، بص لإيده المتعلقة علي كتفه، ولرجله المتعلقة في الهوا وهو بيبص علينا باستغراب. 

- ده إيه؟ 
رد براء وهو بيضحك بيحاول يلطف الجو- إنت متكسر يا بشمهندس، مفيش فيك مكان سليم. 
اتكلم أنس- إنت جيت تكحلها عمتيها، ألف سلامة عليك يا مسلم، قلقتنا يا شيخ. 
عمي جري عليه وهو بيحضنه فمسلم رفع ايده السليمه علشان يطبطب علي ضهره- براحه يا حاج هتطبق علي نفسي أنا لسه فايق. 
- والله أنت ما طامر فيك حاجة. 
-حبيبي يا حاج الله يباركلك. 
بابا سلم عليه ف مسلم رجع ورا شوية وهو بيضحك- استني أخد احتياطاتي الأول هتطبق علي نفسي؟ 
- والله ما أنا مسلم عليك. 
- أنت قفشت بسرعة؟ 
- لأ. 
فضلو يضحكو وعمتي هاجر كانت معاهم، كنت مستخبيه ورا مليكة ونورا، أو ممكن نقول بتابع في صمت، مسلم بص علينا واحد واحد وبعد كدا سأل- فين ماما! 
- في الأوضة اللي جنبك، هتفوق كمان شوية. 
- ليه مالها؟ 
- من ساعة ما سمعت بالخبر أغمي عليها ومن ساعتها وهي نايمة. 
- نايمة كل ده بتهزرو، إحنا امته أصلًا، عدا كام ساعة علي الحادثة؟ 
- لحد كدا ٢٣ ساعة. 
- عايز أقوم أشوفها. 
- ما تعقل بقي، هتقوم ازاي وإنت متكسر كدا. 

مسلم بص لكسر إيده ورجله بضيق- لاحول ولا قوة إلا بالله، بتحسسوني إني عاجز يعني؟ 
- عاجز إيه إنت يومين وتفك الجبس. 
- يعني مش هقوم أشوف أمي؟ 
رد عمي- أنا مش ملاحق عليكم إنتم الاتنين والله، ربنا يقومها لنا بالسلامة.  

كله خرج بره،مبقاش غيري أنا وأنس وبابا وبراء وعمي راح لزوجته، وأمي مش عارفة تقريبًا طلعت تشوف مرات عمي برده،هو أنا واقفة ليه هنا. 

- مالك واقفة ساكته كدا ليه؟ 
- مفيش يا أنس أنا هخرج معاهم علشان حاسة إني بتطرد كدا؟ 
رد مسلم- لا مش بتطردي ولا حاجة، وجودك مرحب بيه. 
 بابا شاورلي علشان أخرج فقلت- ألف سلامة عليكِ يا مسلم خير إن شاء لله. 
-اسمها لا بأس طهور. 
- لا بأس طهور إن شاءلله. 

وخرجت بره بسرعة، وأنا بفكر في مليون تفكير، أنا لا استحاله، مسلم ده ابن عمي واللي كنت هموت وأفسخ الخطوبة منه، لأ أنا منظره صعبان عليا مش أكتر حتي لو حصل وأعجبت بيه، حرام ومينفعش، وأدوس علي قلبي ولا أرجعله، ده استهون بيا وبمشاعري!! 
                  الفصل العاشر من هنا
تعليقات



<>