رواية نجوم سرمدية الفصل العشرون20بقلم سبأ النيل


رواية نجوم سرمدية الفصل العشرون20بقلم سبأ النيل
قالي الو قلت ليهو ايوا .. قالي كيفك بقيتي كيف .. قلت ليهو كويسة .. قالي نايمة ولا شنو .. قلت ليهو كنت .. قالي خلاص انزلي تحت افتحي الباب بتلقي زول جايب ليك الحبوب شيليها منو .. عاينت للساعة وقلت ليهو زول؟ . زول منو الساعة تسعة ؟ .. قالي واحد صحبي رسلتو يوصلهم ليك لانو اقرب ليك والشوارع كعبة ما قدرت اجي .. قلت ليهو انا جبت مسكن واخدتو واسي الصداع راح .. قالي يا زولة ؟ قلت ليهو اي .. قالي برضو لازم اتطمن انزلي بتلقي عربية سودا بداية الشارع شيلي منو الحبوب .. قلت ليهو امجد انت ما جادي ياخ؟ .. قالي عشاني يا براءة عشان اكون متطمن .. قلت ليهو طيب ياخ طيب بس ما يكون بعيد .. قالي لالا على طرف الشارع عشان هو زاتو مسافر في الليل دة ومنتظر يديك الحبوب ويمشي .. لمن تصليهو قوليهو يرجع لي عشان تلفونو ما بيدخل معاي .. قلت ليهو طيب خير ... 

قمت بكسل وانا بستغفر وبلبس في عبايتي وانا بقول عجيب امرك يا امجد عجيييب  .. طلعت ورفعت راسي شفت غرفة عبدو منورة قلت يا ربي ارسل ليهو يمشي يجيبهم لي .. تاني حسبتها من ناحية امجد وكسرت الحنك .. بقيت ماشة في الشارع وطبعا شارعنا ما فيهو حركة كتيرة لانو معظم الساكنين عجايز وشفع يعني كلهم بنومو من 8 عكس الشوارع التانيةالبتكون حية لغاية 12 ... لقيت في عربية هناك واقفة في بداية الشارع وفي زول واقف جنبها وبتلفت لمن شافني رفع يدو .. مشيت عليهو وقلت ليهو السلام عليكم انت تبع امجد؟ .. قالي ايوا انتي براءة صح اتاخرتي .. قلت ليهو العفو ياخ اخرتك .. قالي ما مشكلة .. انتي خطيبة امجد صح .. قلت ليهو اي .. وجه فلاش التلفون في وشي ،  اتفاجئت والنور ازعجني ختيت يدي قدام وشي وقلت ليهو اقفل الفلاش دة ولا زحو من وشي .. قفلو وقال اها قفلتو يا السمحة .. عاينت ليهو بزهج وقلت ليهو وينها الحبوب .. قالي مستعجلة مالك .. قلت في سري اها دة الكلام واللياقة الما بتنفع .. قلت ليهو نعم .. قالي انا حسام ... قلت ليهو اسوي بي اسمك شنو اديني حاجتي خليني اتخارج .. تلفونو رن .. رد  وهو بعاين لي وقال الو .. اي يا امجد .. اي جات قبيل شالتو وفاتت اسي انا طلعت من الحلة .. تمام .. وقفل الخط .. قلت ليهو المفروض دي تكون انا ؟ .. قالي فااهمة لكن .. قلت ليهو مش الحبوب دي خليتها ليك اتبالى بيها و قبلت عايزة امشي مسكني من يدي وقالي اقيفي يالسمحة هاك الحبوب عشان ما تصدعي تاني وعيونك السمحات ديل تحصل ليهم حاجة ومعاهم وردة صناعية كمان توصية .. 

نفضت يدي بقرف وقلت ليهو احترم نفسك يا انت وارجل شوية وخليك قدر الامانة الامنك ليها صاحبك  الله لا كسبك وقبلت عايزة امشي مسكني جراني وقالي هي يا بت هي انا اصلا مسافر بكرة يعني لو كترتي كلام ما ح تسلمي وبسافر بعدها لا امجد لا غيرو ما ح يلمو فيني .. لزيتو بي يدي وريحتو كانت صعود صعود ومخلوطة بي دوا وقلت ليها هي انت متخلف ولا شنو .. شنو لو كترتي كلام وعولاق انت قايلني اختك الصغيرة ولا شنو وامجد لو وصلو خبر بي حركتك دي ما ح يرحمك .. قالي اقوليك من الاخر انتي عجبتيني وامجد لو ح تقدري توريهو وريهو نشوفو ح يسوي شنو .. جيت عايزة امشي تاني مسكني وقالي مشية ماف .. طلعت تلفوني عايزة اتصل لي امجد خطف مني التلفون وبقا بعاين لي وبتبسم وقالي اها تاني شنو .. طبعا هنا ياداب الخوفة مسكت في قلبي وجسمي برد وبقيت بجر في يدي وبقول ليهو فكني والا ح اتصرف معاك تصرف تاني .. لوا لي يدي وقالي انا عايز اشوف التصرف التاني دة .. فجأة اتلفتنا في نفس اللحظة لمن سمعنا صوت جهوري قال براءة ... 

دة كان صوت عبدو الكان راجع للبيت من الزلط الرئيسي .. كان جاي علينا وشكلو حضر جزو مهم من الكلام .. الولد جراني كدة وقالي دة منو اخوك ولا شنو ؟ .. ما جاوبتو وانا بحاول اتفكا منو لمن لقى انو الموضوع ماشي اخطر وعبدو بدا يسرع خطواتو فكاني وفتح باب العربية ركب وعايز يقفل الباب ويدورها بس عبدو  استلم الباب من يدو وفتحو وقبضو جراهو برا وسعدلو كدة ورقع ليك فيهو كف بي يدو الشمال لمن عمل صدى ..  مسافة الولد يستعدل لصق ليك فيهو التاني ومسافة الولد يتفاجأة من التاني لحقو بالتالت ومسافة يستوعب انو قاعد يتكفت صمطو بالرابع .. الولد بقا بتطوطح زي السكران وعبدو ما خلاهو يفهم حاجة خنقو على العربية الولد بقى زي المشنوق .. طبعا لاحظت انو الولد عايز يخنق او بالاحرى عايز يموت .. بقيت بقول لي عبدو فكو ح يموت ح تبقى عليك انت .. وبعد محادثات حتى فكاهو وجا واقع بحاول يلتقط في انفاسو .. 

عبدو قفل باب العربية وقلع منو المفتاح امنها وقبل علي واريتو ما قبل .. لمن قالي دة منو  حكيت ليهو من طقطق للسلام عليكم .. سكت مسافة وباين انو مليان فل مشا مني شوية وطلع تلفونو اتصل لي امجد وبقى بتكلم معاهو وشوية يتنرفز وشوية يصرخ ... بعد شوية قفل التلفون وجا على الولد الكان بحاول يتنفس لسة و وشو بالشمال مورم من الكفيت ومسكو من رقبتو بي ورا ورفعو ومن الغبينة اداهو بنية بي يدو الشمال الشكت وبكت دي وفتح التامين وباب العربية وجدعو جوا وقفل الباب ووقف ليهو في الشباك وقاليهو بكل هدوء الدنيا عكس الانفعال القبل شوية دة .. لو شفت خلقتك دي في الحلة دي تاني اسمك ما ح تتذكرو .. ضرب باب العربية وقاليهو يلا فرتق من هنا .. الولد ما صدق اتفكا منو دور العربية ومن اللبشة دخل الزلط وهو ماشي عكس ... عايينا ليهو مسافة وفجأة عبدو قبل علي وجاني قالي ارح .. 

مشينا رجعنا لغاية ما دخلت البيت ما فتحنا خشمنا من الموقف الحصل .. دخلت البيت طلعت العباية وانا الموقف ما عايز يفارقني .. لقيت ست مكالمات من امجد بس ما كان عندي حيل اسمعو بيهو .. نزلت شربت لي عصير بردت بيهو اعصابي وطلعت غرفتي انبطحت نمت .. 

تاني يوم صحيت على مكالمة من امجد كان زعلان ومنفوخ ظاهر في صوتو وقالي ما بخليهو يا براءة خليهو يصبر لي .. المهم اتكلمت معاهو شوية وقفلت منو .. بعدها نزلت تحت جهزت الشاي ووديتو برة شربتو مع ابوي .. عاين لي مسافة وقالي خالتك عوضية اكانت مفروض تجي باكر لكن حصل ليها ظرف عبدو قالي بتجي الاسبوع الجاي .. قلت ليهو لالا ياخ ان شاء الله عافية .. قالي صحبتها هناك عندها ولدها عمل حادث وما رادت تفارقهم .. قلت ليهو حيا ربنا يقومو بالسلامة .. قالي امين يا بتي .. اها الليلة عندك شنو تسويهو .. قلت ليهو والله يا ابوي ما وراي اي حاجة مما محلاتي اتقفلو ياهو الليلة ح نلاقى المحامي عشان يورينا موعد الجلسات وح نعمل شنو  .. قالي ربك بهونها يا بتي وترجع احسن من الاول .. قلت ليهو ان شاء الله يا ابوي ان شاء الله .. نص اليوم  عدا وامجد جا وبقينا منتظرين عبدو .. 

بعد شوية جا وبدينا نتناقش في جوانب كتييرة للقضية ونشيل وندي معلومات .. في نص الكلام اتذكرت سؤالي العايزة اسألو ليهو وقلت ليهو بي سرعة انت يا عبدو لو الامور ما مشت لصالحي الحكم ح يكون شنو .. رفع عيونو عاين لي من فوق النظارة وشكلو ما متوقع السؤال .. عاين لي ابوي وامجد الي كانو كمان منتظرين الاجابة بفارغ الصبر .. قفل الدفتر الفي يدو براحة وقال .. لا قدر الله الحكم بالنسبة للكمية الاتلقت ح يكون .. سكت شوية عاين لينا كلنا بي نظرات سريعة وقال "مؤبد" .. للحظة سمعت ضربات قلبي وهي بتزيد .. مؤبد؟ .. انا واقعة في مصيبة ح تسجني مؤبد؟ .. بعد كل التعب المريت بيهو في حياتي كلها مؤبد؟ ... عاينت لي امجد الكان متفاجئ وعاقد حواحبو .. وابوي الكان وشو باهت وحزين .. وكيف ما يبهت وبتو ممكن تتسجن مؤبد .. قبل ما استوعب الصدمة عبدو كمل كلامو وقال او "اعدام" ...
حصلت لي حالة من عدم التصديق كدة .. عمري في حياتي ما اتوقعت اتخت في موقف خسارتو ممكن تكون سبب نهايتي  ... افتركت انو قصتي كان بدايتها زمان ونهايتها اسي .. لكن شكلو النهاية دي ما عايزة تجي .. 

موعد الجلسة قرب وانا من يوم ما عرفت القضية دي ممكن تودي لي شنو وانا حاسة باليأس حاسة بالضياع .. ابوي دايما كان بطمني وبقولي ربنا ما بيظلم زول ..كنت بحاول اتقوى بي كلامو .. 
اليوم القبل الجلسة ... 
مجتمعين في صالة بيتنا مع ابوي ووصال ومهند .. امجد وعبدالباقي .. مهند قال لكن يا عبدو الزول دة لو ما عندو هدف في راسو ما كان ح يعمل كدة .. قلت ليهو بي ضيقة هدفو شنو لكن يا مهند انا ما عملت حاجة لي زول ولا بعرف زول اصلا اسمو عثمان .. وصال قالت بس اكيد ما ح يلفق ليك تهمة خطيرة زي دي على الفاضي .. والكراتين الاتلقت دي اذا انتي ما عارفاها وعارفة مكانها هو عرفها كيف .. الموضوع واضح يعني ... امجد بصوت هادي قال .. فعلا كيف عرف ؟ لو ما عندو معلومة مؤكدة ما بخاطر بي نفسو .. عاين لي وقالي ولا شنو؟ .. عقدت حواجبي وحركت راسي بإستفهام وقلت ليهو قصدك شنو ؟ .. قالي قصدي انو متاكد من كلامو شديد غير كدة ما ح يورط نفسو .. قلت وانا بأشر على نفسي .. قصدك انو متأكد من اني بتاجر في الحاجات دي ؟ .. مهند قال لالا ياخ اكيد ما قصدو كدة تكوني فهمتي غلط .. سكتت وانا بعاين لي امجد بي زعل .. دي المرة التانية يشك اني بعمل كدة او متورطة في حاجة زي دي .. 

عبدو كان متابع النقاش بي عيونو بس وبحاول ياخد فكرة من كل واحد فينا .. بينما ابوي قاعد جنبو بفكر بي عمق وسرحان بعيد ... بعد ساعتين من الاخد والعطا جهزنا انو ووصال الفطور .. بعد الفطور عملنا الشاي واجتمعنا تاني عشان نعرف كل زول ح يتصرف كيف قدام القاضي بكرة وح يقول شنو ... بعدها الرجال قامو يتوضو عشان يصلو الضهر .. اثناء ما هم بتجهزو ناداني امجد جنب الباب .. قلت ليهو اي يا امجد عايز شنو .. قالي براءة ما تزعلي من كلامي القبيل داك ما قصدي حاجة ولا قصدي اتهمك لكن الزول في موقف زي دة بيخطر على بالو اي حاجة .. قلت ليهو اي حاجة يا امجد غير انك تشك فيني او تشكك في اخلاقي وتعاملاتي .. دي حاجة ما ليك الحق في انك تتكلها علي .. نحن بنعرف بعض الليلة ولا امس؟ معقولة السنين دي كلها ما كانت كافية انك تعرفني .. قالي حقك علي يا براءة انا ما بهون علي زعلك بس انا قلت كدة من خوفي عليك .. قلت ليهو وانا بعاين بعيد منو حصل خير يا امجد ..  قالي يعني ما زعلانة ؟ .. قلت ليهو لالا .. قالي اضحكي طيب .. قلت ليهو بطل عوارة ياخ .. ضحك وقالي معناها ما زعلانة .. خلاص ح امشي اصلي ابوك لو شافني هنا ح يديني محاضرة .. قلت ليهو امجد! قالي خلاص خلاص معليش وفات .. 

الزمن مشى والعشا قرب يأذن وفاتو واحد ورا التاني وفضلنا انا وابوي وعبدو .. عبدو كان بشرح لي في شوية قوانين جنائية وبوريني الاسئلة البتتسال وبوريني حقوقي ك متهم وممكن اتصرف كيف واقول شنو وما اقول شنو .. قاعدين كدة بيناتنا طربيزة فيها ملفات وشوية ورق وابوي راقد في الكنبة الجنبنا ... كنت مرة بركز مع كلام عبدو ومرة بسرح والقعدة غلبتني عديل .. عبدو انتبه لي طلع نظارتو ختاها في الطربيزة وتكى ضهرو على الكرسي وشبك يدينو بين رجلينو كدة وقالي .. انا عارف انك اول مرة تمري بحاجة زي دي .. عارف انو المرحلة دي همت بيك وحاسة نفسك مقيدة من كل الجهات ... يمكن المريتي بيهو زمان او في حياتك عموما ما بيساوي شي من المحنة الانتي مختوتة فيها اسي .. وعارف كمان انك حاسة باليأس .. وكأنو دي نهايتك .. بس عايزك تعرفي يا براءة انو انتي ما بتواجهي براك .. ياهندا كلنا معاك ووراك ... وعايزك تعرفي انو لو العالم دة كلو شافك مجرمة انا مستحيل اشوفك كدة .. انا بعرفك اكتر من نفسي عشان كدة عايزك تكوني مطمنة ..  لانو لمن يكون في زول مؤمن بيك مستحيل يصدو عن سلامتك شي .. وعايني لي ابوك دة ..  عايش زي عمرك دة مرتين ومر بالمرا بيهو وواجه الواجهو وفكر مراات كتيرة انو ما ح يقدر يواصل وح يقيف وح يستسلم وح يخسر حياتو بس ياهو .. هدا ليهو اسي راقد في الكنبة دي دافن كل الحصل ليهو في زمنو الفات .. عشان كدة انا عايزك تعرفي انو مهما كان الح تمري بيهو بس ح يبقى مجرد ذكريات بإذن الله ... الشوية كلمات القالها لي عبدالباقي ديل حسيت اني ما عايزة انساهم .. بس عايزة اطبلهم جوا مخي .. ما كنت عايزة افكر في اي حاجة تانية ... حاولت باقي اليوم دة انوم على السريع عشان ما افكر كتير واتعب نفسي .. وقد كان .. ... 

بداية الجلسات ..  
اصبحت على صوت المنبه الصحاني وانا مخلوعة ... طوالي خطرت على بالي المحكمة .. جري مشيت الحمام بعدها صليت ودعيت كتييير واتجهزت ومشيت دقيت باب غرفة ابوي فتح لي لقيتو جاهز قلت ليهو ننزل طوالي امجد بكون في الشارع .. الجلسة بتبدأ 8 بس ما يتاخر .. طلعنا برة لمن سمعنا صوت بوري العربية .. سلم علينا وركبنا .. بقى منتظر عبدو يطلع .. فجأة الباب فتح وطلع .. كان لابس جزمة سودا وبنطلون اسود وقميص ابيض وساعة فضية  .. وفوق دة كلو لابس ال "LAROBE" {الرداء الاسود بتاع المحامين} .. جا وركب قدام مع امجد وقالينا صباح الخير يا جماعة ان شاء الله كويسين .. قلنا ليهو بخير الحمدلله ... اتصلنا على وصال ومهند وبعدها اتحركنا وبعد ساعة وصلنا المحكمة ... مما وقفت العربية وانا قلبي بدق شديد بقيت قاعدة بعاين ليها ساي .. اول مرة اشوفها بي عيني .. مهند ووصال وخالتو ماجدة وصلو وكلهم نزلو وقفلو الابواب وبقيت انا قاعدة جوة ما مصدقة .. سامعة اصواتهم بعيدة واصوات الناس البتناقشو قدام المحكمة .. كنت بس بعاين قدامي بحاول استوعب .. من بين الاصوات سامعة صوت امجد البقى بقرب شديد وبتكلم لغاية ما فتح الباب وسمعتو بوضوح وهو بقولي براءة ارح انزلي جلستنا ح تكون التانية هزيت راسي ونزلت وقفل الباب .. عاينت حوالي لقيت ابوي بتكلم مع مهند ووصال كانت بتكلم تلفون وامجد رجع يجيب تلفونو من العربية .. وعبدو كان واقف ليهو مع زول سلمو على بعض بصوت جهوري وقعدو يتناقشو شوية وبعدها عاين في ساعتو وسلم على الزول الواقف معاهو وجا علينا قالينا ارح ادخلو .. جينا كلنا وجات جنبي وصال مسكتني من يدي ودخلنا لقينا في ناس كتيرة قاعدة .. ناس مهند قعدو وانا وابوي قعدنا قدام .. عبدو قالينا اقعدو هنا انا اسي جاي .. طلع وقبل بداية الجلسة الاولى بشوية جا شايل حلاوة نعناع .. اداني واحدة وابوي واحدة .. قلت ليهو دي ليه؟! .. قالي ح تتوتري وبطنك ح توجعك وح تحسي بي طمام دة الطبيعي انتي اكلي دي ح تشيل ليك التلبك دة .. 

بعدها الجلسة الاولى بدت وكنت براقب بترقب وتوتر .. عاينت لي عبدو القاعد جنبي لقيتو مركز مع القضية اللي كانت عن ولد عشريني كد في نهاية العشرينات متهم ببيع وتوزيع حبوب مخدرة واعمال من النوع دة بدون ترخيص .. بدو بيستدعو في اصحابو واهلو واختو اللي كانت مصرة شديد انو اخوها ما عمل حاجة .. المحامي بتاعهم كان راجل في بداية الخمسينات زول فطين ومخو شغال وكان سايق القضية سواقة حلوة .. بعد خلصت الجلسة حددو ليهم موعد الجلسة الجاية بعد اسبوع .. بعدها القاضي بدا ينتقل للقضية التانية .. انا ضربات قلبي زادت وجسمي برد والنفس دة بقا صعب .. عبدو عاين لي وقبل علي قالي ما تخافي دي مجرد جلسة ماف حاجة كعبة ح تحصل بإذن الله .. نفس الحصل للمتهم القبل شوية من استجواب واسئلة بسيطة ح تمري بنفس الحاجة ماف حاجة بتخليك تخافي قدر دة ... 

كلامو طمني شوية وقلت فعلا هي مجرد جلسة يعني ماف حاجة خطيرة ممكن تحصل  .. ياداب اخدت نفسي وبدت الجلسة بي انهم طرحو نوع القضية واسم المتهم الي هو انا وانا واقفة على منصة الاتهام  .. بعدها بدوا استجواب في معارفي واول زول كانت وصال لانها زمان كانت بتمشي معاي المحل بس بعد اتزوجت وولدت تاني بقت بتجي مع مهند وتسابيح ويوسف بس ياكلو حاجة ويمشو .. اتسالت اسالة كتيرة وبعدها قالو ليها اتفضلي ارجعي ومتى ما نحتاجك ح نستجوبك .. بعدها استدعو اول شاهد من الطرف التاني والي هو المدعي وسبب الجوطة والخراب دة كلو  .. عثمان عوض الجيد عثمان .. اتنده بالاسم دة على واحد من الحضور .. وجهت نظري فورا على الناس القاعدين اشوف راجل كبير في العمر مع نهاية الستينيات تقريبا كلو مشيب لابس جلابية وصحتو كويسة خالص يمكن دة الشي الخلاهو محافظ على قوتو رغم بيان كبر عمرو .. 

بقيت متابعاهو بي نظري لغاية ما طلع ووقف في المنصة القدامي .. عاينت ليهو بإستغراب شديد وانا بحاول اجمع .. الزول دة خالص ما غريب علي .. بس شفتيهو وين يا براءة شفتيهو وين ... عاينت لي ابوي وانا قلبي بدق لاني حاسة اني بعرف الزول دة .. نظرات ابوي كانت للراجل نظرات تفاجؤ واستغراب وعدم تقبل .. اتاكدت وقتها انو الزول دة بنعرفو لا محالة .. بس عجوز زي دة واسمو عثمان؟ عثمان ؟ عثمان! .. طق بديت اتذكر في الشخصية .. عمو عثمان ؟ .. رفعت عيوني بي دهشة وانا بقرا في ملامح وشو .. ايوا عمو عثمان .. الراجل السجناهو قبل سنيين وهو بحاول يبتزاني بالقروش المدينها لي ابوي .. قلبي وجعني شديييد .. حسيت روحي في مسلسل لانو زول يرجع من سنين عشان ينتقم منك دي اخر حاجة اتوقعت تحصل لي في حياتي .. وانا في صدمتي ديك اتقدم عبدو واخد اذن يستجوب المدعي الي هو عثمان .. نزل نظارتو من شعرو على عيونو وشكلو ما اتعرف على عثمان وقاليهو السبب الخلاك تقدم الشكوى دي شنو وعرفت كيف انو موكلتي براءة محمد بتتاجر بي حاجات زي دي .. 

عم عثمان بكل ثقة قاليهو والله يا ولدي انا اليوم داك سقت اولادي للمحل بتاع الايسكريم دة على اساس انو معروف بقدم افضل ايسكريم في المنطقة ومشينا طوالي .. اها بعد طلبنا واكلنا وقبال ما امرق دخلت الحمامات وانا طالع جيت جنب باب المخزن وسمعت صوت ولمن عاينت بطرف الباب لقيت البت دي بتتكلم بالتلفون وواقفة ليها فوق كراتين كدي ولمن فتحت واحدي فيهم شفت الحبوب والبنقو مردومات ردم وقالت للبتنضم معاهو خلاص تعال شيلهم الاسبوع الجاي وهي منفعلة .. والله ما انتظرت لحظة مشيت سقت اولادي البيت وبعدها مشيت القسم بلغت عنها وياهو لمن الشرطة فتشت لقت الكراتين وكلامي طلع صاح .. اتخعلت شديد من التلفيق والكذب الوهمي البقولو دة وكنت عايزة اتكلم بس عبدو اشر لي اني اسكت وبقا مواصل يسأل فيهو وهو يجاوب وبعديها سألوني انا في الساعة والدقيقة القال شافك فيها دي كنتي وين .. قلت اني ما متذكرة بس المتذكراهو اني كنت في المحل وشغالة والمخزن دة انا اساسا ما قاعدة ادخلو لانو تبع ادوات العمال البنضفو المحل ... بعد اسئلة اجوبة وتحقيقات وتسجيل وتدوين انتهت الجلسة واللي كان واضح انو بدايتها ما لي صالحي خالص الشي الخلاني في حالة من التعجب والذهول وعدم الاستوعاب من الحصل والبحصل والح يحصل مستقبلا .. 

طلعنا ساكتين وواقفين برا جنب العربات عبدو بتكلم مع مهند وامجد وابوي وانا ووصال جنب بعض وهي بتشجع فيني وبتحاول تشيل الخوف مني .. بعدها مهند نادى وصال وركبو عربيتهم وابوي جا اتكلم معاي شوية وطمني وركب هو وامجد .. عبدو جا شايل في يدو عصير وتلاتة بلحات قالي حاسة بي حاجة كدة ولا كدة مصدعة ولا متضايقة؟ .. حركت ليهو راسي بمعنى لا .. مدا لي البلح والعصير وقالي اركبي واكليهم وما تفكري كتير ولمن نصل نومي طوالي كويس .. حركت ليهو راسي بمعنى كويس وانا في اللحظة ديك ما باقي لي الا ابكي من الضيقة الفيني .. قبل ما اركب سمعنا صوت بقول السلام عليكم .. 

قبلنا لقيناها اخت الولد القبيل في قضية المخدرات في الجلسة الاولى .. سلمت علينا وقالت لي قضايانا قريبة من بعض ان شاء تظهر برائتكم لانو الحاجة دي حارة والله يحاسبوك على حاجة انت ما عملتها قلنا ليها اللهم امين .. عبدو رجع مننا شوية وبقى شغال في تلفونو على اساس البت جاية تتكلم معاي بس فجأة قبلت عليهو وقالت ليهو لو سمحت انت اسمك منو .. رفع عيونو عاين ليها وتاني عاين لي عشان يتاكد اذا هي بتتكلم معاهو هو ولا ما كان مركز وسمع غلط .. رجع عاين ليها و قاليها عبدالباقي .. قالت ليهو انت المحامي بتاعها ؟ .. قاليها اي .. قالت ليهو ما شاء الله خلصت دراسة هنا؟ .. قبل ما يرد امجد ضرب لينا بوري وقالينا ارح يا جماعة .. 

استاذنت منها و ركبت وعبدو قفل الباب ومشى لي امجد بي قدام قاليهو انتو امشو انا عندي شوية اجرائات عايز اخلصها ما برجع اسي .. امجد قاليهو خير يا زول .. ابوي قاليهو ما يكون في حاجة يا ولدي .. قاليهو لالا بس حاجات ثانوية كدة محتاجة تخليص ... قاليهو طيب تمام ... رجع ورا ونحن اتحركنا .. وصلنا وامجد نزلنا قالينا الجلسة الجاية بعد اسبوع ما تنسوها واتحرك فات .. دخلنا قعدنا في الصالون اتكلمنا انا وابوي شوية بخصوص الجلسة والمسار الماشة فيهو حاليا .. بعدها ابوي طلع غرفتو اديتو حبوبو بلعها وقلت ليهو بصحيك تفطر بعدين نفطر متاخرين قالي اي انا زاتي فتران عايز انوم انتي زاتك اخدي ليك راحة يا بتي .. طلعت غرفتي اخدت لي حمام وصليت وجيت قعدت في السرير .. 

عاينت للطربيزة لقيت التلاتة بلحات والعصير مشيت ختيتو في التلاجة وجيت اكلت البلحات وشربت عليهن موية ورقدت نمت حسيت انهم ادوني شوية استرخاء كدة ما خلاني افكر في حاجة ونمت صحيت مع اذان العصر .. قمت صليت ونزلت جهزت  الفطور او الغدا عموما وعملت كم صنف زيادة عشان يعوض عدم الفطور ... لقيت ابوي صاحي في الصالة بيحضر في اخبار قلت ليهو ابوي الليلة نتغدى هنا؟ قالي اي يا بتي جيبيهو ساي ... ختيتو واتغدينا ، لملمت العدة غسلتها وعملت لي ابوي شاي وخليتو بحضر طلعت غرفتي نضفتها كلها ومسحتها وشغلت التكييف وولعت بخور دة كلو عشان اصفي ذهني واحاول ما افكر كتير في الموضوع عشان ما اكتئب .. 

طلعت البلكونة سقيت الشتول الخاتاهم فيها ولمعت المقاعد والطربيزة والجو كان مغيم وبارد شكلو الليلة جاية مطرة .. مشيت اعمل لي كباية قهوة وطبعا بدون سبب فتحت التلاجة لقيت العصير القبيل ... كسرت حنك القهوة ومشيت اتربعت في المقعد في البلكونة بعد ما شلت لي دفاية اتغطيت بيها لانو الهوا كان بارد .. قعدت اشرب في عصيري واتابع اخبار صفحتي وصفحة المحل في الفيس وكان في تعليقات وأسالة كتيرة عن الحاصل شنو وح تفتحو متين وعايزين نعرف سبب مداهمة الشرطة وناس داعمين وبدعو وناس زعلانين وبشتكو .. وانا بتابع دة كلو جاني اتصال من امجد .. رديت عليهو قالي كيف امسيتي .. قلت ليهو بخير الحمدلله .. قالي الجلسة كيف لقيتيها .. قلت ليهو والله يعني ما مطمنة شديد .. قالي ان شاء الله بتتحلا ما تشيلي هم قلت ليهو امين يارب  ... قالي انا ماشي انوم برجع ليك بعدين .. قلت ليهو تنوم اسي ؟ ما رجعت البيت طوالي؟ .. قالي لالا كان عندنا لمة كدة في توتي مشيت مع الشباب بهناك واسي راجعين .. قلت ليهو اها ايوا كويس والله خلاص لي بعدين .. 

قفلت منو بي جاي وقفلت التلفون ختيتو في الطربيزة وسرحت .. سرحت بس بعيد عن الحاصل دة كلو .. وفوق على دة كلو اتذكرت هم القروش .. القروش الكل يوم ماشة ناقصة في حسابي وحاليا مصادر دخلي كلها واقفة .. صحي المبلغ العندي كبير وبغطي إحتياجاتنا كلها بس ما معروف لمتين .. انتبهت على ذرة المطرة الجات نازلة على رمش عيني .. رفعت راسي كدة لقيت المطرة بدت ترش رشات خفيفة خفيفة .. اخدت لي نفس طويل وطلعتو وقلت استغفر الله العظيم يارب .. 

تكيت راسي على البلكونة كدة وبقيت بعاين للشارع وللمطرة البدت تشكل دوائر صغيرة على الرملة في الشارع .. فجأة لمحت عبدو جاي ماشي على بيتهم اللي كان قصاد بيتنا طوالي فاصلنا شارع عادي وكان شايل ال LAROBE في يدو وشعرو مبلول من المطرة شكلو الحتة الجا منها مطرتها كتيرة .. فتح الباب ودخل فورا كان الوقت مغارب .. شوية وفتح نور الغرفة بتاعتو الي كانت ولاول مرة الاحظ انها قصاد بلكونتي .. اخد ليهو زي ربع ساعة كدة شكلو استحمى وصلى حتى نور الغرفة قفل .. قعدت في مكاني داك خمسة دقايق وقمت صليت المغرب وقريت قران لي فترة طويلة وبعدها قمت طلعت في السرير ونمت نومة طولة وعميقة صحيت منها على صوت ستاير البلكونة والهوا بضرب فيهم والمطرة بدت تنقط نقط شوية كبيرة .. 

قمت فتحت النور ومشيت ربطت الستاير وعايزة اقفل باب البلكونة كدة سمعت صوت كركبة باب 
تحت .. تاوقت بي فوق لقيت عبدو داخل بيتهم لابس ملابس البيت وشايل ليهو كيس فيهو عصير ماذا وكيك على ما اظن ما شفتو بوضوح .. قلت شكلو جاي من الدكان .. هو لسة بتعشى بي كيك وماذا، الولد دة جادي .. اتذكرت انو قال اكل برة ما طوالي بنفع معاهو وما بحب يطلب من برا كتير .. طيب بتغدى بي شنو وبفطر بي شنو اساسا .. راحت علي الحاجة دي وما حصل ركزت فيها ... نزلت تحت المطبخ طلعت لي عمود اكل وطلعت الاكل سخنتو وخليت منو للعشا .. مليت العمود ودخلتو في كيس ومعاهو كيس عيش ولبست توبي وطلعت والمطرة كانت لسة شغالة .. ختيت العمود تحت باب بيتهم تحت مظلة الباب ورجعت البيت طلعت التوب ختيتو في النشاف ومسكت تلفوني رسلت ليهو "عبدو وين انت" .. بعد دقيقة كدة رد لي "في البيت .. في حاجة حاصلة؟" .. قلت ليهو "لالا ماف حاجة" قالي "في البيت انتو " قلت ليهو " اي وصلنا بدري ..قلت لي انت في البيت؟" قالي "اي" قلت ليهو " افتح الباب " .. قالي "ليه؟!" .. قلت ليهو "بتلقى حاجة قدام الباب شيلها" قالي "حاجة شنو" قلت ليهو "عبدو ياخ" قال "خلاص خلاص طيب" .. مشيت على البلكونة بعاين للعمود من فوق فجأة ظهر نور الباب وهو بيتفتح وطلع عبدو معلق نظارتو في شعرو رفع العمود عاين ليهو كدة وشالو ودخل البيت .. قفلت البلكونة عشان البرد قرب يقتلني وشغلت المكيف على مود التدفية وجيت ارقد جاتني رسالة .. لقيتها من عبدو محتواها "شكرا يا براءة ما قصرتي" .. قلت ليهو "شكرا شنو ياخ خلي العوارة " وقفلت التلفون ورقدت وانا بتفرج على المطرة بي باب البلكونة الزجاجي والجو شكلو بارد شديد لانو الجو كان فيهو ضباب .. قمت ختيت العشا واتعشيت مع ابوي وبعدها صليت العشا والشفع والوتر ونمت ... 

{ لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا } 

تعليقات



<>