
فستان.. انهيار
"رنين، رنين أين أنتِ"
نظرت إليه وهو يدخل غرفتهم وهي لم تجهز للخطوبة بعد فقالت "آدم!؟ ماذا تفعل هنا؟ ألم تذهب مع هيثم؟"
كان قد ارتدى قميصه والبنطلون وقال "لا ولا هيثم ذهب، هناك مشكلة كبيرة"
تأملته وقالت "ماذا حدث؟"
قال بقلق واضح "فستان العروسة، أسقط عليه أحدهم صبغة بطريق الخطأ وهيثم لا يعلم ماذا يفعل"
قالت بذهول "يا الله! ما شكلها خطيبته ربما نحضر لها غغير؟"
قال بجدية "هي بنفس قوامك وطولك هي شبهك تقريبا"
ضاقت عيونها وقالت "أنت تحفظها جيدا؟"
أبعد وجهه ونفخ وقال "رنين!؟"
ابتسمت وقالت "تعالى"
دخلت غرفتها فدخل خلفها، فتحت حقيبتها التي أحضرتها من شقتها وقالت وهي تشير للملابس الكثيرة "انتقي ما تريد"
نظر إلى الفساتين بعيون متسعة وقال "كل هذه فساتين!"
ضحكت برقة وقالت "أنت هنا لتحسد ملابسي أم تختار واحد؟"
ابتسم وهو ينتقي اثنان وقال "أعتقد أن أحدهما ربما يليق، لا أعلم"
قالت بصدق "هل تحب أن أذهب معكم؟"
رفع وجهه لها وقال "أعتقد أن ذلك سيكون أفضل، هيا أكملي ملابسك بسرعة سنذهب الآن"
هزت رأسها وقالت "حاضر"
عندما انتهت كانت العمة تدق بابها وتقول "هل انتهيتِ يا فتاة؟"
ابتسمت وقالت وهي تخرج لها "نعم عمتي ما رأيك؟"
ابتسمت المرأة وهي تراها بالفستان الموف الغامق من الدانتيل الرقيق جدا والذى يجسم مفاتن جسمها وكتفيه العاريتين وذلك الشعر المرفوع بشكل رائع بتلك الدبابيس الماسية وخصلات طويلة من شعرها تتساقط على كتفيها وعينيها وعنقها الأبيض الطويل قالت المرأة
"جميلة أنتِ يا فتاة"
قبلت المرأة وقبل أن تتحدث سمعته يناديها، أخذت الفساتين وأسرعت إليه بحذائها العالي لتصل لقامته الطويلة قالت "ها أنا ذا وهذه هي الفساتين"
عندما واجهته كان ينظر إليها بعيون متفحصة ويتأملها من أعلاها لأسفلها، كانت فاتنة حقا، قالت "آدم"
انتبه لها وقد كان هو الآخر وسيم جدا ببدلته الأنيقة فقالت "أخبرك عن الفساتين"
ابتلع ريقه وقال "ألن تضعي شيء على كتفك هذا؟ لن تخرجي هكذا"
ملأتها الدهشة وهي اعتادت على تلك الملابس المفتوحة ولكن معه هو اختلف الأمر، قالت "ماذا!؟"
قال بجدية "ما سمعتيه، لن تذهبي هكذا"
لم تحاول أن تعترض، دخلت غرفتها وأحضرت شالا شيفون ووضعته برقة فزادها جمالا وعادت عيونه تفحصها فقالت "ألن نذهب؟"
استسلم لأن الوقت ليس في صالحه قال "عمتي، ستأتي سيارة مخصوص لتنقلكم ومعكم عم صابر وأسرته ولكن رنين ستأتي معي"
لم تعترض المرأة بالطبع وتحركت هي معه، كان هيثم ينتظرهم تحرك هيثم بسيارته مع السائق وتحرك هو معها خلفه بسيارتها، نظر إليها وقال
"أتمنى أن يناسبها الفستان"
ابتسمت برقة فبدت أجمل وقالت "إن شاء الله"
وصلا إلى البيوتي سنتر، نزلت بالطبع هي ودخلت لتسال عن العروسة فأرشدوها إليها، كان الجو متوتر جدا بالمكان وتعرفت على العروسة التي كانت تحاول ألا تبكي حتى لا يتدمر الميك اب وأختها التي تأملت رنين بعيون متفحصة ولكن رنين أخذت تساعد العروسة على ارتداء الفستان والفستان الآخر حتى انتقت أحدهم وقد أحضرت لها الحذاء المناسب
وأخيرا ابتسمت شهد العروسة ونظرت لرنين وقالت "أشكرك جدا"
ابتسمت رنين بسعادة وقالت "لا داع للشكر"
قالت أخت العروسة "أنتِ خطيبة آدم؟"
نظرت إليها رنين وقالت "نعم"
لم ترد الفتاة وهي لم تلتفت إليها وهي تساعد شهد والمختصة بالعروسة على الانتهاء إلى أن انتهوا
كانت شهد راضية عن نفسها عندما انتهوا ونظرت لرنين وقالت "هل هيثم بالخارج؟"
هزت رنين رأسها وقالت "نعم مع آدم"
قالت المختصة "يمكنهم الحضور لقد انتهينا"
نظرت شهد إليها وقالت "كيف أبدو في هذا الفستان الثمين؟"
قالت رنين بصدق "تبدين رائعة"
قالت أخت شهد بسخرية "ثمين؟ إنه ليس ثمين، من أين هو؟"
نظرت إليها رنين وتعمدت أن تجيب بصدق "باريس، هو من باريس اشتريته العام الماضي"
تراجعت أخت شهد بصدمة بينما قالت شهد "أنتِ جادة؟"
قالت بصدق "نعم ولماذا أكذب؟ هيا سأتصل بآدم ليأتي بهيثم"
ركبت هي معه فتبع سيارة صديقه فقالت "ما رأيك؟ الفستان جميل عليها أليس كذلك؟"
هز رأسه وقال "نعم، هيثم كاد يصاب بالجنون إلا عندما أخبرته بفستانك أنا فخور بكِ" ابتسمت ولم ترد
وصلا القاعة، كانت سعيدة وهي تدخل معه ويدها بذراعه لا تعلم لماذا شعرت أنها زوجته وليست خطيبته فقط؟ سعيدة بما تعيشه الآن من أحداث
دخلا القاعة المغلقة وجلسوا لكتب الكتاب، لاحظت نظرات أخت شهد لآدم ولكنها حاولت ألا تبدي اهتمامها فهي تعلم أنه وسيم وجذاب
انتهى كتب الكتاب وهنأ الجميع العروسين وقبلت العروسة التي قالت لها "أنا سعيدة أنني تعرفت عليكِ، سنكون أصدقاء لأننا سنكون جيران"
تذكرت فقالت "آه طبعا حبيبتي، أنا أيضا سعيدة بذلك، ألف مبروك"
وهنأت هيثم وحياها عم صابر ثم جذبها هو وقال "والآن انتهى دوري هلا نذهب ونتركهم؟"
اندهشت وقالت بتأنيب "تذهب وتترك صديقك في يوم كهذا؟ لا أعتقد"
بالطبع تراجع وظلت بجانبه إلى أن عادوا للقاعة وعثروا على مائدة العمة وأميرة التي كان الشرر يتطاير من عيونها وهي تنظر لرنين
وبدأ الاحتفال برقص العروسان ثم دعا المسؤول الجميع للرقص مع العروسين فنظر إليها وكذلك هي وقبل أن تتحدث أميرة كان قد قام وجذب يدها فقامت معه بسعادة
أحاطها بذراعه وقال "ألم تتمني فرحا كهذا؟"
حدقت به وفكرت ثم قالت "ربما، لا أعلم"
قربها منه وهما يتمايلان على أنغام الموسيقى فقالت "وأنت؟ ألم تتمنى ذلك؟"
ظل يتجول داخل عيونها وكأنه أسيرها وقال "يكفيني أن تكون هي راضية"
تاهت بين عيونه و-نفاسه القريبة وقالت "هي من؟"
قال دون أن يبعد عيونه عنها "من ستكون زوجتي"
أبعدت عيونها بضيق، لماذا لم يقل هي؟ أليست زوجته؟ قرب وجهه منها باحثا عن عيونها وهمس
"رنين"
رفعت وجهها له، رغم حذائها العالي إلا أنها لم تصل لقامته الطويلة فوجدت نفسها ترفع رأسها أكثر لتنظر له ولكنه أخفض وجهه ليقترب منها وهمس
"هل سترحلين؟"
عاد قلبها لدقاته قالت بضعف "أنت ستتركني أرحل؟"
قال بصدق "لن أفعل، لا أستطيع أن أفعل أبدا، أنتِ تعلمين ذلك"
اكتفت بكلماته فوضع خده على شعرها وأغمضت عيونها وهي تشعر بالسعادة بقربه، كم تتمنى ألا تنتهي هذه الأيام ..
بدأت الموسيقى الصاخبة فابتعد وهي أيضا وقالت "لا أحب تلك الأغاني"
قال باهتمام "ولا أنا، سأذهب لأشعل سيجارة، هيا اذهبي واجلسي مع عمتي"
هزت رأسها وذهبت، لم تجد أميرة واختفت اخت العروسة وتاهت عيونها بين الحاضرين ولم تفكر بأي شيء ولكن عندما طال غيابه شعرت بالقلق فقررت أن تذهب لتبحث عنه
عندما خرجت من القاعة لم تذهب بعيدا حيث رأته يقف وبالطبع كانت أميرة تقف معه وهو يتحدث معها ثم وضعت يدها في ذراعه وتحركا
ظلت تتابعهم وهما يتجهان إلى الاستقبال تحدثا مع موظف الاستقبال ثم تحركا نحو المصعد وهو لم يبعد يدها من ذراعه، اشتعلت غيرتها وغضبها وشعرت أنها كانت على حق في ظنها بعلاقتهم
ما أن ركبا المصعد حتى أسرعت الى موظف الاستقبال وقالت "مساء الخير"
نظر إليها الموظف فبدت نظرة الإعجاب بعيونه، ابتسم وقال "مساء النور يا فندم، تحت أمرك"
ابتسمت ابتسامة مؤثرة وقالت "أختي كانت مع زوجها منذ قليل وابنتها بالداخل تبكي وتريدها، أريد أن أسألك هل رأيتها؟"
ضاقت عيونه وقال "ما شكلها؟"
وصفت أميرة له فعرفها على الفور لأن فستان أميرة كان مثير بدرجة صعبة جدا، أسرع يقول "نعم يا فندم عرفتهم لقد صعدا إلى غرفة 201 بالدور الثالث"
توقف يا قلبي عن الدق فليس هذا وقت الضعف تمسك بحبال الحب الذائبة لربما ما زال الأمر مجرد وهم
ابتسمت وقالت "لا أعرف كيف أشكرك عن إذنك"
تحركت بخطوات بدت ثابتة امأم المارة لكن من داخلها كانت ترتجف بقوة
صعدت إلى الدور الثاني وبحثت عن الغرفة إلى أن وجدتها، وقفت أمامها وهي لا تعلم ماذا تفعل؟ هل تدق الباب وتدخل أم يكفيها الأمر لهذا الحد وتعود؟
********
خرج ليدخن سيجارته فرأى أميرة تتقدم منه بطريقتها المثيرة والتي لم تعد تهمه، وقفت أمامه وقالت "لم أخبرك من قبل أنك تزداد وسامة كل يوم"
نفث دخان السجائر وقال "ماذا تريدين أميرة؟ لماذا تركتِ الحفل"
ضحكت بدلال وقالت "مختار زوجي السابق إن شاء الله، اتصل بى ويريد لقائي الآن"
ضاقت عيونه وقال "الآن ؟ وفيما يريدك ولماذا وأين؟"
اقتربت منه وقالت "يريدني هنا بالفندق فهو يحجز حجرة منذ أمس لأنه باع كل أملاكه وقرر الهجرة آلى كندا واتصل بي الآن وأخبرنى أنه سيطلق الآن لو تنازلت عن كل حقوقي بالطبع أنا لم أوافق ولكنه يريد أن نتحدث فأخبرته أنني لن أراه وحدي وأنك ستكون معي"
اطفأ آدم سيجارته بضيق وقال "تعلمين أن الوقت غير مناسب، لم لا نؤجل الأمر للصباح؟"
تراجعت وقالت بإصرار "لأنه حجز على طائرة السادسة صباحا، هيا آدم لن نأخذ أكثر من عشر دقائق فقط نصل معه لحل، هيا لنسال عن رقم غرفته ونذهب"
وضعت يدها في ذراعه ولم يعرف أنها كانت ترى رنين وهي تراقبهم من بعيد وكأنها كانت تعرف ماذا تفعل
ما أن وصلا للغرفة حتى دقت هي الباب ودخلت بدون أن تنتظر أن يرد الرجل، دخل ورائها في حذر كانت الغرفة واسعة يتوسطها فراش عريض وباقي الكماليات
توقف آدم عند باب الغرفة ولكنها جذبته إلى الداخل وقالت "هيا آدم تعالى ادخل، مختار، مختار أين أنت؟ مختار"
لم يسمع أحد فقال "أميرة ماذا يحدث هنهناأين مختار؟ ثم كيف دخلتِ الحجرة دون أن يفتح هو لنا؟"
ضحكت وهي تمنحه كوب من العصير كانت قد أحضرته من الثلاجة الصغيرة الموجودة بطرف الحجرة ولكنه لم يأخذه منها وعيونه كلها غضب وتساؤل ولكنها قربت الكوب منه وقالت "ماذا بك آدم؟ أنت تخشى من شيء؟ مختار أكيد في مكان ما وسيأتي، دعنا نستمتع قليلا حتى يعود، الغرفة لنا و.."
ولكنه كان يتراجع وهو يقول "لا أنا ذاهب، عندما يعود أخبريني"
ولكنها جذبته بقوة إليها فاصطدم جسده بالعصير وانسكب على جاكيت البدلة ولو كان آدم يلاحظ تصرفاتها جيدا لأدرك أنها تعمدت سكب العصير ..
أسرعت تعتذر فقال بغضب "أنتِ مجنونة، انظري ماذا فعلتِ الآن؟"
قالت بخبث "آسفة، لم أقصد أنت اصطدمت بي بقوة، دعني آخذه وأنظفه بسرعة، هيا اخلعه"
خلع الجاكت تحت تأثير إلحاحها ودخلت به الحمام وعادت بسرعة دون أن يشعر بها ووجدها تحيطه من الخلف بذراعيها وتلتصق به وتقو ل
"آدم، آدم حبيبي اشتقت لك جدا، لم لا نقضي بعض الوقت وحدنا؟"
استدار ليبعدها ولكنها التصقت به وأحاطته من عنقه وقد كانا بجانب الفراش فدفعت نفسها للخلف على الفراش وسقطت وهي تجذبه خلفها ليسقط فوقها في نفس التوقيت الذي كانت رنين قد اتخذت قرارها بالدخول لتدخل وترى آدم فوق أميرة على الفراش دون الجاكت الخاص به وأميرة تحيطه بذراعيها
ما ان شعر بالباب يفتح حتى أبعد ذراع أميرة بقوة ولم يدرك أن رنين هي من كانت تقف في ذهول وهي ترى ذلك المشهد، شعرت بوخزة قوية تضرب قلبها فتهز كيانها، ارتخت قدماها تحت ثقل همها فتراجعت وكأنها تسقط من جبل عالي ولولا الحائط الذي خلفها لسقطت على الأرض مثل دموعها التي سقطت بلا هوادة
ما أن اعتدل والتفت حتى تسمر بمكانه وهو يراها أمامه، شعر بأن السماء انهارت فوق رأسه فشقتها نصفين، يا إله السموات! ما الذي حدث؟ الآن ضاع كل شيء، الآن ستصدق كل ظنونها تجاه أميرة
تحرك وهو يهتف باسمها "رنين!"
وكأن كلمته أعادتها للواقع فاندفعت خارجة تسابق دموعها وتحارب أحزانها وتجرجر أذيال خداعها، لم تنتظر المصعد وإنما نزلت السلالم دون أن ترى ما أمامها من الدموع وهي تبكي بقوة مؤلمة، كيف صدقته وأحبته؟ آه يا قلبي لا تبكي ولا ترثي خداع الحبيب فليس الغش إلا جزء من شيم المخادعين
أنت المخطئ يا قلبي، وثقت به وأنت على يقين أنه لن يكون لك وعشت وهم المحبيبن
انتهت السلالم وما ان خرجت الى الممر المؤدي لقاعة الاستقبال حتى هرولت مرة أخرى بما تبقى لها من قوة لتجد نفسها فجأة بين ذراعين قويتين تحيطها بقوة وصاحبها يقول
"رنين أهذا أنتِ؟ رنين ماذا بكِ؟ ماذا حدث؟"
عندما شدت اليد على ذراعها انتبهت ونظرت من وراء دموعها إلى سجانها فإذا به آسر! من أين أتى وكيف ومتى؟ انهارت بين يده أكثر فما كان منه إلا أن جذبها لأحضانه
*****
لم يصدق أن كل هذا يحدث له، بالتأكيد تدبير أميرة، نطق باسمها "رنين"
ولكنها استدارت خارجة وهي منهارة وشعر بأميرة وهي تقف بجانبه وما أن هم بالذهاب حتى أمسكته أميرة بقوة وهي تهتف
"آدم انتظر، اتركها تذهب أنها أنا حبيبتك، دعها تخرج من حياتنا لنعود لبعضنا البعض"
كان الغضب قد تملكه فأبعدها وصفعها بقوة وصرخ بها "ابتعدي عني واخرجي من حياتنا، أنا لا أريدك، ابتعدي عني"
وأسرع خلف محبوبته وقلبه يهوي من قمة السعادة إلى قاع الألم والخوف، سترحل وتتركه ولكنه لن يتحمل بعدها ولا يريد سوى قربها، رحيقها، شمسها، أو حتى قمرها، هي دنيته التي عاش يحلم بها كيف تتركه الآن؟ لن يتحمل فراقها ..
أسرع بكل ما أوتي من قوة خلفها وما أن وصل إلى نفس الممر حتى توقف وهو يلتقط أنفاسه المتسارعة، ليراها وهو يتساءل هل هي؟ رنين بين ذراعي ذلك الرجل؟ عدوه الأول
هتف بكل الغضب الذي يلمؤه "رنين"
التفت الاثنان إليه؛ هي بألم وحزن ودموع وآسر بغضب وحقد، لم يتركها آسر ولم تبتعد هي عنه ولكنها أصلا لم تكن تشعر إلا بألم قلبها وكأنه شل عقلها وكل جسدها
اقترب منهما وقال بقوة "ابتعد عن زوجتي"
أبعدها آسر خلفه وقال "ليس قبل أن أعرف ماذا فعلت بها؟"
زاد اقترابه وقال "هذا ليس من شأنك، رنين من فضلك تعالي واسمعيني"
ولكنها وقفت بجانب آسر لتواجهه وقالت بألم وغضب "أنا لا أريد أن أسمع أي شيء، أنا أكرهك، أكرهك"
كان قد وصل إليهم ووقف أمامها وقال بنبرة الرجاء "رنين أرجوكِ اسمعيني، أنا بريء، أقسم أني بريء، كله من تدبير أميرة"
رفعت يداها على أذنيها وصرخت "كفى، لا أريد أن أسمعك، أنت كاذب وغشاش وخائن وأنا لم أعد أريد أن أسمع أو أصدق أو أتحمل أي شيء"
وتحركت لتبتعد وتحرك آدم وآسر بنفس الوقت كلا منهما يمسكها من ذراع وآسر يهتف بها "رنين انتظري سأذهب معكِ"
ولكن آدم جذبها إليه وقال "لن تذهب معك لأي مكان ابتعد عنها"
ولكنها نزعت ذراعيها منهما وصرخت "اتركوني، لن أذهب مع أحد، أنا لا أريد أحد"
وانطلقت مرة أخرى مبتعدة، كاد آسر يتبعها ولكن آدم أمسكه من ذراعه بقوة وقال "انتظر هنا أنت لن تذهب لأي مكان، ليس من حقك"
حاول آسر آبعاده وهو يقول "بل حقي، أنت الذي تسرق حقي، لقد كانت وستكون لي، ابتعد عنها وعني ودعنا نعود لحياتنا"
قبض آدم على صدر قميصه بقوة وقال بغضب " إنها زوجتي التي تتحدث عنها، هي لي أنا ولن تكون لسواي، أنت انتهيت من حياتها منذ أن تزوجتها أنا وأنا أنذرك إن لم تبتعد عنها فلن أرحمك هل تفهم؟"
عاد آسر يحاول إبعاده وهو يقول "ابتعد أنت عنها فأنت من دمر حياتها، أنت لن تستطيع إخراجي من حياتها لأن قلبها كان وسيظل معي أنا هل تسمع؟ معي أنا"
وهنا لم يتحمل آدم كلماته أكثر ولكم آسر بقوة في وجهه فنزف الدم من أنفه وعاد يكيل له لكمة ثانية وثالتة كاد آسر يسقط لولا أن آدم كان يمسكه ولكنه ترنح من قوة لكمات آدم الذي لكمه آخر لكمة بقوة وتركه يسقط على الأرض وهو يصرخ فيه
"إذا عرفت أنك حاولت أن تراها أو حتى تحدثها سأقتلك، هل تفهم؟ سأقتلك"
وتركه وأسرع خلفها وهو لا يعلم إلى أين يمكن أن تكون قد ذهبت؟