رواية بت عز الفصل الثاني2بقلم سبا النيل
صلوا على النبي..
اول ما فتحت المحفظة جاتني ريحة حلوة كدة ما عرفتها حقت شنو بالظبط بس لو كنت اعمى وفتحت المحفظة دي ح تعرف انها حقت بت .. ابتسمت وح افضل مبتسم كل ما اتذكر انو حاجة من اثرها عندي .. استعدلت وتكيت ضهري على السرير وعاينت جوا المحفظة عشان اشوف فيها شنو .. دخلت يدي وطلعت لي ربطة قروش .. ابتسامتي تلقائيا اختفت .. كان مبلغ كبير .. حسيت اني بسيط لم جا في راسي انها بتطلع على الجامعة بمبلغ اكتر من دة ودة مجرد الباقي .. عارف انو بيتهم بوضح ليك انهم ناس مرتاحين وكدة بس كنت دايما بقول المظاهر خداعة .. بس يبدو ما كل المظاهر ..
ختيت القروش بي جنبة وانا بعاين ليها وما فكرت اني احسبها ابدا .. دخلت يدي تاني وطلعت منها بطاقة جامعية وخاتم .. ختيت البطاقة بي جنبة وشلت الخاتم بقيت بقلب فيهو وكان واضح انو دهب .. حسيت الدنيا اتقفلت في وشي .. لا ما ينفع .. بدون ارادتي عيوني رغرغو .. حسيت اني ولا شي بالنسبة ليها .. انا يادوبك لاقي حق الاكل والمواصلات والحاجات الاساسية دي .. بس الاساسي عندي هي عندها ثانوي .. بقيت بدعك في عيوني وانا شايف قدامي انها ما ح تظبط .. ما ح تظبط .. لازم اشيل الفكرة دي من راسي .. وفعلا دة الحصل .. ختيت كل شي مكانو وحسمت قراري ..
الصباح بدري كالعادة وقفت قدام الشجرة بعاين لباب بيتهم بكل جمود .. نظرات زول فاقد الامل .. مجرد ما باب بيتهم فتح وطلعت اتحركت عليها وانا بجر في رجليني .. قبل ما احصلها هي التفتت بطريقة عشوائية وشافتني وتاني عاينت قدامها .. كنت حاسي انو اللفتة دي عشان تتفقدني لانها اتعودت تلقاني كل صباح .. بس نفضت الفكرة دي فورا من راسي .. مجرد ما حصلتها حمحمت وقلت ليها لو سمحتي .. اتلفتت علي ونحن لسة مواصلين مشي .. قلت ليها السلام عليكم .. ابتسمت وقالت وعليكم السلام .. بالرغم من السعادة الغمرتني للحظات بس رجع وارتسمت ملامح الجمود على وشي .. مديت يدي على جيب بنطلوني الورا وطلعت محفظتها ومديتها ليها بأطراف اصابعي وقلت ليها دي بتاعتك ..
خطواتها بقت بطيئة شوية وانا كمان بطئت خطواتي .. بدت ملامح الاستغراب اللطيفة على وشها وعاينت لي بإستفهام .. قلت ليها امس لقيتها واقعة جنب باب بيتكم .. شالتها مني وابسمت وقالت لي شكرا ليك ما قصرت والله .. قلت ليها العفو دة الواجب وعاينت قدامي واتقدمت منها كالعادة بخطوات سريعة .. وصلت الموقف اخيرا بس على غير العادة ما انتظرتها .. حسيت اني بالحاجات البعملها دي بعلق نفسي ساي .. بعود نفس على حاجة ما ح اقدر اتحصل عليها .. ركبت طوالي في اول حافلة لاقتني ومشيت الورشة .. شغلت نفسي بالشغل واجهدت نفسي شديد اليوم دة بس عشان ما افكر في الفرق الكبير بين وضعي ووضعها .. رجعت اخر اليوم فتران وبس اكلت واتوضيت وصليت وطوالي انجدعت في السرير ..
مر اسبوع بالحالة دي .. اول مرة ما اشوفها لمدة سبة ايام .. منعت نفسي تماما من اني اتلاقى معاها ، بطلع بدري قبل مواعيدها وبركب طوالي ما بستناها ولا حتى الدكان القريب من بيتهم ما بمشي ليهو .. متحاشي لقاها تماما .. بس يمكن انا اكتر واحد عانيت من الحاجة دي .. وفي كل مرة اتراجع واكون عايز اخلق صدفة معاها بعاين لي يديني .. الجروح البسيطة وآثار الشغل والخشونة الفيهم بترجع تذكرني انا وين وهي وين .. .. بداية اسبوع جديد .. طلعت بدري ومشيت الورشة لقيت التوصيلات الفيها ضربت ..
انزعجت شديد وقلت في نفسي هي ناقصة ؟ ما كفاية الشغل الفوق راسي ؟ .. اخدت نفس وبديت اصلح توصيلات الورشة اولا واخدت مني زمن طويل للصراحة .. بعد خلصت بديت شغل .. اثناء ما انا شغال وملبوش عايز اخلص الشغل في الوقت، مسكت السلك عايز اقصو فجأت جرحت اصبعي .. عقدت حواجبي بي الم وجريت يدي لقيتها اتملت دم .. جدعت المقص بي زهج وقلت ياخ ما ناقصة ياخ .. اخدت نفس شوية وهديت وقلت الحمدلله .. قمت على حيلي جبت لي قطعة قماش نضيفة وجيت لفيتو بيها ورجعت اشتغل بي مجازفة ... لمن خلصت لقيت الزمن اتاخر شديد ، قفلت الورشة وغشيت البقالة جبت لي قارورة بارد وطلعت طوالي على المواصلات .. ركبت وقعدت جنب الشباك فتحت نصو وفتحت قارورة البارد شربت نصها وقفلتها وختيتها بين رجليني تكيت راسي على الشباك وغشتني نومة .. من اكتر النومات البحبها لانو بتداعب وشك كمية هوا طبيعي كبيرة شديد ..
صحيت على حركة زول قعد جنبي .. بس تلقائيا وبدون ما افتح عيوني حسيت بيها .. حسيت انها هي .. في حاجة قالت لي انها هي وبشدة .. ما قدرت افتح عيوني .. حسيت انها بتسلط نظراتها علي بين كل لحظة والتانية .. فتحت عيوني ببطئ شديد .. عاينت شوية للشارع وعدلت راسي عاينت قدامي بكل هدوء .. شوية وقبلت عليها وكأني شفتها ياداب .. ما قدرت اتكلم او اقول حاجة .. ف رجعت تكيت راسي على الكرسي ورا وانا بعاين قدامي بشرود .. فجأة سمعتها قالت السلام عليكم .. قبلت عليها بدون ما ارفع راسي من الكرسي عشان اتاكد اذا بتخاطبني او لا .. لقيتها بتعاين لي .. قلبي دق تلقائيا، بس قلت ليها وعليكم السلام وقبلت قدامي راجع .. سكتت شوية .. اعتقد انها اتفاجئت من الرد الشبه جاف على غير العادة ..
عدت ثواني تانية وقالت لي الجرحك شنو .. عاينت ليها شوية وعاينت لي يدي المجروحة وقلت ليها وانا في قمة التوتر ، دة مقص كهربة .. سكتت شوية وفتحت شنطتها قلبت فيها شوية ومدت لي يدها .. عاينت لي يدها لقيت فيها لفة شاش ومطهر .. عاينت ليها قالت لي عشان ما تلتهب .. ما كنت قادر اتكلم .. بس سامع ضربات قلبي الكنت خايف تسمعهم .. شلتهم من يدها وقلت ليها شكرا ليك .. ابتسمت بس ..
فكيت قطعة القماش وفتحت المطهر ويدي بترجف وانا شايفها مراقبة حركاتي بي تمعن .. عقمت الجرح ولفيتو بالشاش .. بعد خلصت منهم مديتهم ليها .. قالت لي خليهم معاك ، اذا الشاش دة اتوسخ او اتبل غيرو طوالي .. قلت ليها لالا ماف داعي يمكن تحتاجيهم .. قالت لي لا عندي غيرهم .. حركت راسي بموافقة ودخلتهم جيبي وقلت ليها شكرا ليك .. قالت لي العفو دة الواجب ..
الحافلة وقفت في الموقف ونزلنا وطبعا شارعنا واحد .. بقيت ماشي بنفس سرعة مشيها ودة كلو طبعا عشان اوصلها .. ماشين في نفس الخط بس كنا بعيدين من بعض ويمكن انا متقدمها بشوية خطوات كالعادة .. طوال الشارع كنت بفكر خايف ومتوتر .. يمكن منعت نفسي اشوفها لمدة اسبوع كامل وبنيت حصون بيني وبين حبي ليها وفاكر انو دة الحل المثالي .. بس قدر جمعني بيها .. وفي لقاء واحد قدرت تكسر كل الحصون البنيتها .. حسيت في اللحظة ديك انو الغياب ماهو حل ابدا .. واني ابقى جبان دة ما ح يديني النتيجة .. يمكن اعمل خطوة .. ف يا صابت او خابت ..
بي توتر شديد وارتباك قربت عليها بشوية خطوات وقلت ليها بي صوت ياداب طالع ، ممكن أسالك سؤال ؟ .. كنا خلاص على مسافة 15 خطوة من بيتهم .. وقفت وقبلت علي .. سكتت شوية وقالت لي اتفضل .. مررت يدي على شعري بي تردد شوية .. قلت ليها ااا كنت يعني ، عايز اسألك عن انو مثلا ، ابتسمت وقالت لي سامعاك .. اتعقدت زيادة ، هي قايلة نفسها بتطمني كدة يعني ؟ .. قلت ليها وانا بتحاشى اعاين في وشها ، لو مثلا واحد شبهي كدة يعني على ، على قد حالو يعني عندو ورشة كهربة وكدة ووضعو بسيط قرر ي ، يتقدم لي بت عز وناس و مكانة و كدة ، تتوقعي ح تقبل بيهو او يعني تديهو فرصة وكدة ولا ح تشخت ليهو .. ضِحكت على كلمتي الاخيرة القلتها عشان اقلل توتر الموقف شوية .. سكتت شوية وقالت لي اذا رفضَت زول زيك كدة تبقى غبية بس ..
حسيت بقشعريرة سرت في جسمي .. قلت ليها ك، كيف يعني يعني ح توافق علي؟ ، قصدي على زول زييّ ؟ .. قالت لي انا ما عارفة قرارها ح يكون شنو .. بس انا لو كنت مكانها واتقدم لي زول زيك، "و شددت على الكلمة دي" وواصلت قالت ، ما افتكر اني ممكن ارفض .. عشان كدة انت لو بالجد باقي عليها او الزول الزيك دة باقي عليها لازم يبطل يقلل من نفسو شوية ويبطل يتخفى عنها ويعمل خطوة عشان يتحصل على نتيجة .. قلت ليها وانا حرفيا قلبي ح يطلع من محلو ، قصدك شنو .. قالت لي معليش ما ح اقدر اقيف معاك اكتر من كدة .. انتبهت انو ليها اكتر من دقيقة واقفة فعلا وانا بتكلم معاها .. رجعت ورا شوية وقلت ليها اها انا آسف ما انتبهت اخرتك .. قالت لي ما مشكلة ، عن اذنك .. واتحركت على بيتهم وانا بعاين في اثرها وافكاري جايطة ما بين قلق واطمئنان وخوف وسعادة وترقب .. اتحركت على البيت وكلامها بزن في راسي بدون توقف وقلت في نفسي ما هي لازم تكون .. و يا صابت يا خابت ..
