رواية بت عز الفصل الثالث3بقلم سبا النيل
قضيت باقي الاسبوع داك بفكر .. بفكر في كل كبيرة وصغيرة .. بضّرِبها وبحسبها تمام .. بدرس كل الجوانب ، وكأني نازل امتحان .. وفعلا هو امتحان .. لغاية ما اخدت قرار .. الجمعة الجاية ، اول خطوة .. واتمنى ما تكون اخر خطوة .. وفعلا مشيت لي امي كلمتها ، كانت ملامح الفرحة باينة على وشها لمن قررت واخيرا اتقدم لي بت .. بس مجرد ما وريتها هي منو اتغيرت ملامحها .. قالت لي لكن يا ولدي ، قاطعتها وختيت يدي على يدها وقلت ليها عارف .. عارف يا امي انو وضعهم افضل بكتير من وضعنا .. وعارف انو احتمال كبير ترفض زول وضعو زي وضعي كدة وقدر حالو .. بس يا امي انا ما عايز اندم .. ما عايز يجي يوم بعدين وافكر اني ما حاولت .. قالت لي يا ولدي انا خايفة عليك من الوجعة والحرقة .. سكتت شوية وقلت ليها ما تخافي يا امي ، كلو ح يكون لي خير بإذن الله .. اها المهم اسي انتي راضية بالبت ؟ .. قالت لي والله يا ولدي البت ما فيها كلمة بتسالمني وتحترمني وإن لقتني في الشارع ساي بتقدمني الا خايفة المظاهر تكون خداعة .. ضحكت وقلت ليها إن شاء الله ما ح تكون خداعة ، انا ح امشي اكلم ابوي وانتي قولي لي نسمة اخوكي ماشي يتقدم الجمعة الجاية ..
مشيت بعدها وكلمت ابوي الكان باين عليهو القلق من هوية البت العايزها .. بس كل العملو انو عاين لي بنظرة ذات مغزى وقالي أنت متأكد ؟ .. حركت ليهو راسي بمعنى ايوا .. قالي خير ربنا يكتب ليك الفيهو الخير .. بعد شوية جاتني نسمة ناطة فرحانة اني اخيرا ح اعرس بإذن الله .. كل ما كان بعدي يوم كل ما كنت بتوتر اكتر من اقتراب يوم الجمعة .. .. يوم الاربع اثناء ما بنتغدى امي قالت لي افتح بيتك ينضفو ليك وابدا تم بنيان يا ولدي .. ضحكت وقلت ليها امي مش لم البت توافق اول ؟ .. قالت لي الا يا ولدي اكان وافقت تلقى بيتك ما جاهز ويزيد عليك مصاريف العرس وحاجات العروس .. ابوي قالي امك كلامها صاح، إن وافقت تكون انت شلت هم البيت ، وإن ربنا ما جعل النصيب تكون جاهز إن لقيتلك بت تانية تعرسها .. كتر خير امك الحجزتلك قطعة ارض كبيرة لصق البيت قالتي لي دي للولد إن جا يعرس الا انا ما اهتميت لكلامها اليوم داك .. عاينت لي امي وابتسمت وقلت ليها حاسباها يا امي ربنا يحفظك لينا .. قالت لي إن ما حسبتها لعيالي احسبها لمنو ؟ .. اسي انت امشي افتح البيت ونادي اصحابك للحارة وخليهم يتمولك البنيان دة عشان ننقل ليك العفش من البيت الكبير لو ربنا كتب نصيب ..
فعلا فتحت البيت ونضفناهو انا وكم واحد من اصحابي .. بعدها البعرفو يبنو منهم بدو يتمو في البنيان وكلو على تشطيبو ح ياخد منهم بالكتير سبعة يوم .. البيت كان ارضي غرفتين وصالون وبرندة ومطبخ وحمام .. بين كل لحظة والتانية كان بجيني احساس اني ما جادي في البعملو دة .. بس رغم كل شي بواصل .. طلعت على الشغل تاني يوم بدري .. كان عندي قروش عند ناس ماشي اجيبها .. وصلت الموقف وانا ماشي على الحافلة لمحتها راكبة في الحافلة جنب الشباك بالجهة التانية ، بس المصيبة كان راكب جنبها حامد .. ولد من الحلة اصغر مني بي كم سنة يمكن في عمرها ، زول جنو مشاغلات ومعاكسات وقلة ادب .. جالدو كم مرة بي سبب تعرضو للبنات وبرو برجع ويتونس معاي عادي .. كنت عارف انو من اللحظة الاولى القعد جنبها ما سلمت من معاكساتو والاكد لي الحاجة دي انها خاتة شنطتها بينها وبيتو وحضرة سيادتو قاعد في مقعدو وزيادة .. سريع سريع ركبت الحافلة وهو من شافني صلح قعدتو .. ختيت يدي في الكرسي القدام وشو وعاينت ليهو جوة عيونو بنظرة ذات مغزى وقلت ليهو بنادو ليك ورا .. قبل وراهو بإستغراب لقى ماف زول بعرفو اصلا ورجع عاين لي وعرفني فاهمو قام طوالي ورجع ورا .. قعدت ووسعت ليها كويس وياداب قعدت بإرتياح .. قلت ليها السلام عليكم .. قالت لي وعليكم السلام .. قلت ليها سألك الولد دة ؟ .. عاينت لي بتردد وحركت راسها بمعنى لالا .. قلت ليها تمام .. بعد شوية هي نزلت جامعتها وانا واصلت .. فجأة حسيت بي زول جا انجدع جنبي .. حامد قالي الخبر شنو .. قلت ليهو انت ما بتتوب نهائي من قلة ادبك دي .. قالي اعمل شنو ياخ ربنا خالقني كدة .. قلت ليهو راجع نفسك اولا ، ثم ثانيا بت الناس دي لو لمحتك بالغلط ساي جيت جنبها بكسر عضامك اكتر من المرة الفاتت .. سكت شوية كدة وقالي علاقتك معاها شنو .. قلت ليهو انا اشوف انك تحترم نفسك .. قالي ما قصدي كدة لكن البت مالها معاك ؟ .. ما جاوبتو .. ضيق عيونو وقالي انت عايز تعرسها ولا شنو .. قلت ليهو الجاب السيرة دي اصلا شنو .. ضحك وقالي انا خبير في الحاجات دي وواضح البت عاجباك وبما انك زول دُغري وعندك تحسس مع العلاقات استنتجت انك بتفكر تعرسها وشكلو استنتاجي دة صح ولا ما كدة ؟.. سكتت ما جاوبتو .. قالي معناها كدة .. لكن يا صحبي البت بت عز .. عاينت ليهو شوية بدون ما اتكلم وقلت ليهو ويعني .. قالي بعيدا عن انها يمكن ما تتقبل .. بس هي ما متعودة على عيشتك ولا الصعوبات الفيها ، البت بت راحات والمطلوب موجود واخر دلع ، يمكن ما تقدر تشيل مسؤولية بيت ولا مسؤوليتك ومساعدتك .. سكتت ما قدرت ارد عليهو .. قالي على العموم ربنا يوفقك وبما انها بقت في مقام مرة اخوي وصحبي ف اوعدك ما ح اتعرض ليها ، ..
تميت اليوم دة بالعافية .. هو بالجد صعب كدة الواحد يتزوج البحبها ؟ .. ولا القروش بتسهل كل حاجة ؟ .. اعتقد اني لو كنت زول عندي مكانة وقروش خيالية كنت اتزوجتها من اول ما شفتها .. ما كنت شلت هم حاجة ولا كان في ضغط ولا خجل ولا خوف .. انتبهت لنفسي ولتفكيري واستغفرت واستعذت من الشيطان وقلت في نفسي الحمدلله على كل حال .. رجعت البيت متاخر ؟ اتعشيت واتوضيت وصليت بس ، غلبني اقوم من المصلاية .. حسيتها معكسة معاي .. خايف شديد وحاسي اني ح اخسر كل حاجة .. قعدت في مصلايتي زمن طويل بفكر .. لمن غلني اقوم وامشي انوم ، وقفت وكبرت وبقيت بقيم في الليل .. ناجيت ربي ودعيت كتير .. سلمتو امري كلو وسألتو يفرجها علي ويوفقني ويهديني للخيار الصح .. رفعت يديني قدام وشي لي الله ، .. "اللهم انى أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي لااله الا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اقض حاجتي آنس وحدتي فرج كربتي اجعل لي رفيقا صالحا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا فأنت بي بصير .. يامجيب المضطر اذا دعاك احلل عقدتي آمن روعتي يا الهي من لي ألجأ اليه ان لم ألجا الي الركن الشديد الذي اذا دعي أجاب .. هب لي من لدنك زوجا صالحة ، واتجعل بيننا المودة والرحمة والسكن .. فانت علي كل شىء قدير .. يامن اذا قلت للشىء كن فيكون .. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ." وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم ..
صباح الجمعة .. بالرغم من انو نسمة طلعت لي ملابس مرتبة .. الا اني حبيت البس جلابية .. كانت بتحسسني بالهيبة ودي حاجة ممكن تقلل كتير من توتري الكان باين .. مشيت الصالون حلقت واتجهزت وجيت راجع مشينا انا وابوي صلينا الجمعة والعصرية اتجهزنا انا وابوي وامي ولبست جلابيتي واتعطرت وطلعنا على الجماعة .. دق دق دق .. فتح لينا ابوها .. سلم على ابوي ورحب بينا ودخلنا الصالون وقعدنا .. البيت اقل ما يقال عنو انو فخم .. بلعت ريقي بتوتر .. بس الكان مطمني شوية هو بشاشة ابوها وضحكتو المالية البيت .. بعد شوية جات مرتو سلمت علينا وقعدو ياخدو ويدو في الكلام وانا بالي بعيد .. شوية وسمعت صوتها قالت السلام عليكم .. ردو ليها السلام .. سلمو علينا وضيفتنا وقعدت اتونست معانا شوية واستاذنتنا عشان تصلي .. طوال قعدتها كنت بحاول اعرف اذا فهمت حاجة من الجية او لا .. شوية وابوي فتح الموضوع بدون مقدمات حتى انا اتفاجئت وقاليهو جينا نطلب يد بتكم لي ولدنا دة .. لحظة صمت .. عاينو لي شوية وعاينت ليهم بي ثقة ما عارف جبتها من وين .. ابوها سكت شوية وقال بي ابتسامة بسيطة .. انت النفر ال 27 الجا يتقدم ليها والقبلك كلهم رفضتهم شكلها رافضة فكرة العرس الفترة دي .. ما عارف اذا هي ح توافق او لا بس الراي رأي البت .. امها قالت بي سرعة ايوا الراي راي البت .. ابوها قال عموما ادونا اسبوع كدة نشوف رايها شنو ونديكم خبر .. عاين لي ابوي وقاليهو انتظر مني تلفون خلال الاسبوع دة .. ابوي قاليهو خير ربنا يكتب الفيهو الخير .. بعدها قمنا نطلع حلف علينا الا نتغدى ..
كنت في حالة كبيرة من الترقب .. كنت عارف انو ح يسألها من قرارها في ساعتو بس هو طلب اسبوع عشان يعرف اكتر عني .. بقينا منتظرين تلفون منو على احر من الجمر .. عدا الاسبوع الاول .. والاسبوع التاني .. وانا فقدت الامل .. قلت في نفسي اني اتعشمت ساي .. معقولة الموضوع انتهى بالبساطة دي .. حتى هي خلال الاسبوعين الفاتو ديل ما لمحت خيالها في الحلة بالغلط ساي .. معقولة دة رفض ؟ .. انا ما فاهم حاجة .. لكن شكلي اتأملت على الفاضي .. رسمت حاجات ما ممكن تحصل .. وختيت نفسي ما مكانة ما حقتي .. ولا نسيت ؟ .. في النهاية هي بت عِز .. كنت بفكر في كل الحاجات دي وانا شغال في الورشة .. شغال وبالي بعيييد وافكاري جايطة .. قطع تفكيري صوت تلفوني وهو برن .. خليت الالة البين يديني ونفضت بواقي الاسلاك الكانت في حجري وقمت عاينت في التلفون لقيتو ابوي .. شلت قماشة نضيفة مسحت بيها الزيت والغبار من يديني ومسكت التلفون رديت عليهو وقلت ليهو اي يا ابوي كيفك ... جاني صوت نسمة الشكلها قلعت التلفون من يد ابوي وقالت لي وهي بتضحك مبروك يا عريسنا ..
