رواية خذ بيدي الفصل الثاني2بقلم سبا النيل
طوالي فتحت الباب على الآخر وقلت للبت "ارح انزلي".
البت حسيت بيها ما صدقت وفورا جات نازلة، اعتذرت لبتاع الامجاد واديت الاتنين الورا ديل عين سريعة وقلت ليها بنبرة آمرة وكأني بعرفها " ارح امشي قدامي".
قفلت باب الامجاد والراجل اتحرك بس انا وقفت ولسة بعاين على الامجاد عايز اشوف الناس ديل فهمهم شنو بالظبط، وفعلًا ما كانت ثواني الا ولقيتهم الاتنين بتلفتو علينا، الامجاد اخدت ليها منعطف واختفت ورا الحيط.
حصل نوع من الصمت ف رجعت قبلت على البت وسألتها بإستغراب وقلت ليها: " انتي المطلعك في وقت زي ده شنو وديل منو المترصدين ليك ديل؟".
ردت بصوت مهزوز وهي بتمسك شنطتها عليها وقالت: " طلعت ل ظرف واتاخرت، ما عارفاهم طلعو من وين ولا عايزين شنو".
سكتت مُحتار، الموقف صراحة يحير جبل، مفروض زي الزمن ده اكون نايم ومستمخ كمان، اتنهدت بي حيرة وانا بمسح راسي ما عارف اعمل شنو،قلت ليها "أها طيب انتي ح تتصرفي كيف حاليا؟، الموقف ما فيهو ولا عربية".
حسيتها قربت تبكي بس ماسكة نفسها بالعافية، قالت لي "معليش والله عذبتك معاي، ح اشوف ح استنى اي عربية تجي".. قلت ليها " يا اخت والله ما قصدي حاجة بس الوقت متأخر وخطر علي انا خليها كمان انتي البت، اسي تمام انا ح استنى معاك ان شاءالله تجي عربية وانا بنفسي ح اركب معاك اوصلك ان شاءالله".
قالت لي : "شكرا ليك شديد والله بالجد ما عارفة اقوليك شنو".. قلت ليها "ولا يهمك يا زولة، ارح تعالي اقعدي بي جاي"..
رجعنا الموقف وكان في كرسي بلاستيك بتاع المناسبات ده حق بتاع النمرة مربوط بي جنزير في طرف العمود، صلحتو ليها وقلت ليها اقعدي، قعدت وانا اتقدمت شوية وقفت جنبها وبقينا منتظرين، عدا الزمن ودقيقة ورا دقيقة وولا خبر ولا حس لأي عربية، انا عارف اصلا انو العربات من 11 طوالي بتشطب والساعة اسي عاملة 12:30، بقيت بقيف شوية ادخل يديني في جيوبي، اتحرك من هنا لهناك، اجي اقعد على رجولي شوية، اقوم اكشف وتاني ارجع بس برضو ماف حاجة، حسيت اني بديت انعس وهي زاتها بتقاوم في النعاس، لمن تعبت خلاص قعدت في الارض وسندت بي ضهري على العمود وبقيت بحارب في النعاس وفجاة، نزلت نقطة مطر على خدي، النعسة طارت ورفعت راسي عاينت للسماء كانت مليانة غيوم،اصلا كنت حاسي انها ح تصب ح تصب.
قلت ليها وانا لسة بعاين للسما : "شكلها ح تصب، ياهو زمنها".. استغربت لمن ما سمعت منها رد، قبلت وراي لقيتها تاكلة راسها على العمود ونايمة، شكلو النعاس غلبها، قلت في نفسي دي شنو البت الغريبة دي معقولة تنوم في موقف زي ده؟، لالا الا كان مُرهقة الله اعلم، انا لو مكانها بجافي النوم عديل، قمت على حيلي اول ما المطرة بدت تزيد وقلت ليها "يا اخت، يا اخت"..
صحت مخلوعة ومسكت في شنطتها بي طريقة خلتني استغرب وهي بتقول " آي في شنو؟".. سكتت ثواني بحاول افهم الحاصل وتاني قلت ليها "المطرة صبت، ارح مشي باقي اليوم ده في بيتنا ماف طريقة ترجعي الليلة".
حسيت مية لون من الخوف اتصبغ على وشها ولسانها اتلجم من الرد ف لحقتها بسرعة وقلت ليها ما تخافي انا ما عايش براي عندي اختين وابوي وامي قاعدين يعني أمان، حسيتها برضو ما مقتنعة، سكتت بعاين بي حيرة، ما هو من حقها الصراحة، من حقها تخاف وما تأمن لي زول غريب، بس الوضع كان ما بسمح بأننا نقعد هنا وكمان ما بقدر اخليها في الشارع ده في الزمن ده وفي المطرة دي، انتبهت على صوتها وهي بتقول بتردد "م، ما مشكلة انت امشي ما قصرت معاي والله ربنا يجزيك خير، انا ح استنى شوية".
واضح جدا انها رافضة الفكرة، بس طبعا انا لسة ثابت على قراري وفجأة لمعت فكرة في راسي، مديت يدي على جيب بنطلوني وقلت ليها لحظة لحظة، طلعت التلفون وفتحت جهات الاتصال وجبت رقم ابوي ووريتها الشاشة وقلت ليها اقري الاسم ده مسجل بمنو؟، عاينت ليهو بإستغراب وقالت بصوت منخفض" ابوي".. قلت ليها ده ابوي دقايق ح اتصل عليهو.
فعلا اتصلت عليهو وفتحت الاسبيكر واول ما الخط فتح ظهر صوت ابوي وهو بقول " يا ود أحمد انت وين للان ما جيت معقولة لكن للساعة 1 في الدكان انا لو ما تلفونك ده ما كنت صحيت زاتو".. قلت ليهو " غصبا عني يا ابوي ظهرت لي شغلانة كدة، المهم ناس امي نامو ولا صاحيين؟".. قالي "اخواتك نامن لكن امك صاحية، انت جاي اسي ولا كيف؟".. قلت ليهو آي جاي جاي ان شاءالله.. بعدها قفلت الاسبيكر ومشيت بالتلفون بعيد شوية وحكيت ليهو الحصل وقصدت اني اسمعها جزء من الكلام عشان تتطمن.
{ملحوظة لاي زول بقرا في القصة دي: القصة دي تبع الكاتبة سبأ النيل، الحساب المنزل القصة دي لو ما بإسم "سبأ النيل" فإتأكد انو الصفحة ناسخة البوست والكاتبة غير مسؤولة اذا ما نزل الجزء التالت أو اتأخر في تنزيلو، انا سبأ عن نفسي في حسابي الشخصي بنزل أجزاء القصة في زمن معين فلو اتاخرت عند زول تاني انا برا الموضوع، ولا اعفو عن أي شخص يحذف هذا الجزء من الكلام أو اسمي من القصة وتاني انت وشيطانك وربك يحاسب في حق الناس وشكرًا}
نواصل، رجعت وقلت ليها اها كده اتطمنتي؟، اسي خلينا نتحرك المطرة دي بعد ده ما بتخلي لينا فرقة نمشي.
حسيتها اتطمنت اكتر بس لسة كان عندي فضول اعرف البت دي قصتها شنو بس لو كترت معاها في السؤال ح يكون ده تطفل مني، حاولت ما اشغل راسي بالسؤال ده شديد وواصلت مشي وهي ماشة وراي لغاية ما وصلنا باب البيت، دقيت الباب وفتح لي ابوي منتكل بي عكازو، رحب بيها وقاليها اتفضلي ونادى على امي وهنا ياداب حسيت بيها اتنفست، امي ساقتها ومشو على الصالة وانا ما صدقت طوالي انجدعت في سريري في الديوان، الاسالة عنها تاني رجعت تراودني بس من النعاس ختيت المخدة في وشي ونمت ما صحيت الا صلاة الفجر، مشيت مع ابوي الجامع ولمن رجعنا كانت الوطا أصبحت واتفاجئت لمن امي قالت لي البت شربت الشاي ومشت ووصتها تتشكرني على وقفتي معاها.
قعدت اشرب الشاي وسألتها اذا حكت ليها سبب وجودها في الشارع زي الزمن ده شنو ف قالت لي" والله يا احمد يا ولدي ما عارفة لكن الظاهر عليها بت حلال".. تكلت ضهري على الكرسي وشربت حبة من الشاي وانا بقول في نفس "غريب، الظاهر حيرتي في البت دي ما ح تفك"..
خلصت شراب، استحميت وغيرت وشلت مفاتيح الدكان واثناء ما انا طالع وقفتني امي جنب الباب وهي بتقولي "احمد دقيقة هاك".. جاتني شايلة ليها محفظة أو جزلان لونو رمادي منفوخ كده الظاهر فيهو قروش ولا شنو ما عارف وقالت لي ده نستو فاطمة امبارح.. شلتو منها وانا بعاين ليهو بإستغراب وقلت ليها فاطمة منو كمان يمه؟.. قالت لي يا ولد البنية الجات امبارح دي ماك عارف اسمها؟.. رفعت حواجبي باستوعاب وقلت ليها ايوااا، هي اسمها فاطمة يعني؟، خلاص اسي بمشي الموقف اشوفها لو لسة واقفة ولا لا"..
طلعت على الموقف باستعجال مع انو مستحيل ألقاها قاعدة بس قلت اجرب، وصلت وكان الموقف زحمة مليان طلبة وموظفين، كشفت ليها كده وما لقيتها ف قلت خلاص امشي الدكان وهي أول ما تفقدو بترجع ان شاءالله، مشيت فتحت الدكان وكل شوية كنت براقب الشارع بس ما ظهر ليها أثر ابدًا لغاية ما المساء جا ورجعت البيت أديت المحفظة لأمي تلمها للصباح عشان اشيلها معاي تاني، وفعلا تاني يوم صحيت وشلت المحفظة من ناس امي واثناء ما انا طالع لقيت المحفظة مفتوحة شوية بالجنبة ف رجعت لأمي جوا وقلت ليها "يمه الفتح البتاعة دي منو؟"، قالت لي فتحناه انا وابوك.. قلت ليها "يمه لكن ليه تفتحوها؟".
قالت لي يا ود هي لو كانت حقت زول بنعرفو وبيصلنا وبنصلو ما كنا فتحناها لكن البت ما بنعرفها وما عندنا ليها طريقة تواصل قلنا نشوف لو في بطاقة أو رقم تلفون جوا ولا اي حاجة.. اقتنعت بكلامها وقلت ليها اي صاح معاك حق في النقطة دي، شلت المحفظة ومشيت الدكان وبرضو اليوم كلو لا ظهرت ولا بانت لغاية ما الليل دخل والزمن اتاخر وقعدت ارتب في الدكان عشان اقفلو وفجاة سمعت صوت انثوي بقول "السلام عليكم"، لفيت بتفاجؤ واستغراب الدنيا دي كلها اترسم في معالم وشي..
