
العمة
لم تفهم سؤاله وانشقت السعادة والتفتت له بنظرات حائرة وقالت "كنت لمن؟ أنا لا أفهم شيء"
قال وهو ينظر إليها بعيون امتلات بمعان لا تفهمها أو خافت أن تصدقها "حبيب القلب وصديق العمر الذي كنتِ تقيمين معه طوال سفر والدك"
تسارعت دقات القلوب غاضبة وقالت "أخبرتك أنني لم أكن وحدي، كنت مع زوجة عمو سالم وآسر لم يكن يقيم بالبيت"
جذبها من ذراعها بقوة وقال بغضب واضح دون زمام "هذا ما أردتيني أن أصدقه ولقد فعلت وأنتِ تمثلين البراءة وأنا صدقتك ولم أعلم أنكِ تلتفين حولي لتنالي ما تريدين"
أبعدت ذراعها من يده بقوة وقالت بنفس القوة "وما الذي أردته منك؟"
واجهها وقال "العزبة، المزرعة والأرض، كل شيء،كنتِ تريدين كل هذا أليس كذلك؟ كما أردتِ زوج يستر عارك مع آسر"
الرد الوحيد هو يدها التي رفعتها لتصفعه ولكنه هذه المرة أمسك يدها بقوة وقال بنفس الغضب "لا، لن تفعليها لأنني لم أعد أصدق براءتك هذه، أردتِ أن نتزوج بعد أن خلا بكِ أليس كذلك؟ أنتِ مثلها، مثل أميرة"
أبعدت يدها من قبضته وهي ترفض كل اتهاماته ولا تفهم سببها وقالت والدموع تملاء عيونها "كفى، أنت ماذا تقول؟ ما تقوله كذب كله كذب من أين أتيت به؟"
لم يبتعد وقال "من أقرب الناس إليكِ، من موضع ثقتك، من سالم صديق والدك"
اتسعت عيونها وتراجعت وهي لا تصدق وتلجم لسانها ولم تعرف ماذا تقول؟ تراجعت وهتفت بألم وحزن "عمو سالم!؟ لا أكيد أنت مخطئ، لن يفعل بي ذلك"
أخرج هاتفه وفتحه وقربه منها وقال "إذن انظري لتعرفي ما إذا كنت مخطئ أم لالاأليست هذه صورك معه؟ مع حبيب القلب وصديق الطفولة؟"
اتسعت عيونها وهي ترى نفسها بملابس البحر مع آسر في أوضاع حميمة جدا من يراها يدرك أنهم بالفعل على علاقة غير سوية، عادت الدموع وهي تقلب بالصور ثم أبعدتها وهى تشعر برغبة في القيء وهتفت
"كذب، كل ذلك زور أنا لم أفعل ذلك، هذه الصور مزيفة أنا لم أفعل شيء من ذلك"
أمسكها مرة أخرى من ذراعها بقوة وقال بألم وغضب "بالطبع لابد أن تنكري"
نظرت إليه بدموعها وقالت بصدق "لأنه لست أنا من يفعل ذلك، كان عليك أن تعرف أني لست كذلك، لو أردت آسر لوافقت على طلبه للزواج قبل أن أعرفك، لماذا أتركه إذا كان بيننا شيء"
أبعدها وقال بنفس الغضب "لأنكِ تريدين ما هو أكبر؛ الأرض والمزرعة وهو تركك أليس كذلك؟ وبالطبع كنتِ تظنين أنه سيكتم سرك ولن يفضحك ولكني كنت سأعرف أنني لست أول رجل، هيا أخبريني كم مرة كنتِ؟ له فقد انتهى الأمر وأصبحتِ زوجتي"
صرخت بقوة "اسكت، لا تنطق بذلك أنا أشرف من كل هؤلاء الأوغاد، أنا لم أكن لأحد لم أكن لأحد"
ولكنه جذبها بقوة إلى الفراش وألقاها عليه فسقطت دون وعي وهو يقول "إذن دعيني اتأكد بنفسي من شرف امرأتي"
حاولت أن تصرخ، تقاوم، ترفض مرارة الإهانة، أن تصر على أنها شريفة وعفيفة ولكن من أين يأتي الخير والشر به محيط يلتهمه كموج عال ثم يلفظه متكسرا وضعيف
جلس على طرف الفراش وعيونه تحدق في البقعة الحمراء! شرف كل فتاة، شعر بأنه لم يكن بوعيه وأن ما حدث كان بعالم الخيال، هي بالفعل أشرف مما قيل في حقها، لم تكن فعلا لسواه فما الذي فعله الآن؟
لقد حطم كل شيء، كل السعادة والحب، كيف تلاعب به سالم؟ وكيف صدقه؟ كم مرة أخبرته أنها لم تفكر في آسر الا كصديق وأخ؟ كم مرة كانت تريد أن ترحل وتترك له كل شيء؟ بل الزواج كله كان بسبب أميرة ولم يكن لها دخل بالأمر، كيف صدق كلام ذلك الرجل وصدق أنها تريد كل شيء وهي أصلا عندها كل شيء؟
نظر إليها، كانت تلتف بالغطاء ولم يسمع أي صوت منها، تذكر كم بكت كثيرا وهي تقاومه وتترجاه أن يصدقها والآن لم يعد هناك للعودة من مجال
همس بخوف "رنين"
لم تنظر إليه ولم ترد، ألمها النفسي كان أكبر من الألم البدني، لقد صدق عنها ما قيل، ظلمها وأهانها و..
سمعته يناديها فلم ترد، عاد مرة أخرى ينادى فقالت بدون دموع "لا تنطق اسمي على لسانك"
أغمض عيونه بألم ثم أشعل سيجارة نفخ فيها كل الغضب الذي كان يسكنه والذي ما زال ولكن غضب من نفسه لما فعله، قال "أنا، أنا لا أعرف كيف حدث كل ذلك؟ الصور وكلام سالم وعلاقتك بآسر أنا"
قاطعته بحزم "طلقني"
نظر إلى ظهرها بقوة وقال "ماذا؟"
لم تنظر إليه وقالت وهي تندهش أن يتساءل عن طلبها "لن أعيش معك يوما واحدا بعد اليوم ولا أريد أي شيء، لا المزرعة ولا العزبة ولا أي شيء فقط اخرج من حياتي لم أعد أريدك"
أدرك أن ما تقوله هو أمر طبيعي لم كان منه، نهض وارتدى روبه وقال "تعلمين أني لن أفعل، أخبرتك مرارا أني لن أتركك، أنا تأثرت بكلام سالم والصور عليكِ أن تلتمسي لي العذر"
اعتدلت وارتدت روبها هي الأخرى وقالت بقوة تتنافى مع تلك الدموع المنهمرة "عذر؟ أي عذر؟ و-نت لماذا لم تمنحني أي عذر؟ تريدني الآن أن أسمعك وأنت لم تسمعني، لا أنا لا يهمني أي شي الآن فقط أنا لا أريدك وحتى لو لم تفعل وتخرجني من حياتك فأنا لن أبقى معك يوما واحدا هل تفهم؟ لن أبقى ولن يهمني حتى الطلاق"
ثم نهضت لتدخل الحمام ولكنه أوقفها وهو يمسك يدها ويقول "انتظري رنين أرجوكِ"
أبعدت يدها منه والغضب بعيونها بل بكل ذرة من جسدها المتألم والمعترض على كل ما أصابها من ذلك الرجل، قالت بحزم "اتركني، اتركني ولا تلمسني، لا أطيق لمساتك أصبحت كالنار تكويني، أنا لم أعد أريدك لست أنت من تصلح أن تكون زوجي الذي يخاف علي ويحميني، إذا كنت أنت زوجي من آمنت بهم وصدقتهم وصدقت صور مزيفة وكذبتني فبمن أثق واحتمي؟ إذا أردت ان تعيش بين شكوكك وظنونك فعش بها ولكن أنا لن أقبل بعد اليوم، كان من المفترض أن تكون أنت درع الحماية لي من أمثالهم وأن تدافع عني أمامهم وأن تثق بي وتصدقني تماما كما كنت أنا أتحمل من أجلك وأتقبل من أميرة كل شيء من أجلك فماذا فعلت من أجلي؟ أنت لا تستحق كل ما كان مني وأنا نادمة على كل يوم عشته معك لقد انتهى كل شيء بيننا، طلقني وإذا لم تفعل فلا يهم ولكن انسى أن لك زوجة لأني لن اكون لك بعد اليوم"
وقبل أن تتحرك أو يرد سمعا صوت شيء يرتطم بالأرض بقوة خارج غرفتهم فأسرع هو إلى الباب وفتحه ليجد العمة على الأرض فاقدة للوعي
تقدم الطبيب إليه وقال بنظرات حزينة "أزمة قلبية حادة، أنت كنت تعلم أن قلبها مريض فيبدو أنها تعرضت لضغط نفسي أو مجهود مما أدى لتدهور الحالة"
أغمض عيونه ومرر يده بشعره بينما قالت هي "وماذا الآن يا دكتور؟ ما هي حالتها؟"
نظر إليها الطبيب وقال "بالعناية طبعا ونحن نحاول أن نعالج الأمر فالأزمة كانت قوية وأصابت القلب بتلفيات تحتاج لوقت لإصلاحها"
قال هو بحزن "ولكنها ستعود أليس كذلك؟"
قال الطبيب برجاء واضح "إن شاء الله رحمة الله واسعة، ادع لها بالشفاء"
قالت برجاء وحزن "هل يمكن أن أراها؟"
-جاب بدون تفكير "لا، حالتها لا تسمح ربما على الظهيرة"
وتركهم وابتعد كما ابتعدت هي، لن تشفق عليه فهو لم يفعل معها، لم يتحدث هو الآخر فعمته كل حياته وحياتها أغلى من نفسه، نظر إليها وعندما لم تنظر إليه أدرك -نهما وصلا لمفترق الطرق فزاد غضبه وعاد إلى ذكرى الليلة المشؤمة وتذكر سالم، لابد أن ينتقم منه لن يتركه فقط يطمئن على العمة
عندما انتصف النهار وصل هيثم وزوجته التي أسرعت إلى رنين وقالت "لماذا لم تخبرونا؟"
قالت بتعب وحزن "لم يكن هناك وقت، الموضوع حدث بسرعة"
قالت شهد بشفقة "آدم حزين جدا"
لم تنظر إليه وقالت دون شفقة من الغضب الرابض داخلها والألم المهيمن على قلبها "نعم هي بمثابة أمه"
قالت شهد "هو بحاجة إليكِ الآن أكثر من أي وقت"
تمنت لو انفجرت بالضحك من سخرية القدر ولكنها هزت رأسها ولم ترد فما بداخلها الآن من نار الغضب والألم والحزن يمنعها من ان تفكر أو تقرر مصيرها ...
أصر آدم على أن يعود هيثم وشهد وبقى هو وهي دون أن يتحدث أيا منهما للآخر
انتصف النهار وخرج الطبيب من العناية فاتجه الاثنان إليه بلهفة فقال "ما زالت كما هي، لا أظن أن لوجودكم هنا داعي، الأمر سيأخذ وقته ولا مجال لرؤيتها في الوقت الحالي"
ثم استادأذن وتركهم فنظر إليها وقال "يمكنكِ العودة للفندق أنا باقي"
ردت دون أن تنظر إليه "لا شأن لك بي"
ثم تركته وابتعدت إلى أي مكان بعيدا عنه ولكنه تبعها وأمسكها من ذراعها وقال بغضب مكتوم "لا تتحدثي معي هكذا هل تفهمين؟"
خلصت ذراعها منه وقالت بقوة "لن أتحدث معك غير هكذا"
وتركته وخرجت من المشفى وذهبت إلى الشهر العقاري وألغت التوكيل الذي باسم سالم ثم اتجهت آلى مكتب سالم ولكنها بالطبع لم تجده وعرفت أنه سافر في اجازة
تحركت إلى خارج مكتب سالم وهي تحاول أن تفكر في مصيرها وما يمكنها أن تفعل، سارت كثيرا بدون هدى عليها أن تظل بجانب العمة لن تتركها وربما بعدها تنفصل عن اولئك الناس الذين أمضت معهم وقتا لن تنساه من عمرها ...
لا تعلم لماذا انتهت الدموع الآن وتحجر قلبها؟ ربما من كثرة الأحزان أو الآلام أو ربما لأنها في حيرة من نفسها فهي لا تعلم ماذا تريد وماذا يمكنها أن تفعل؟
تابعها وهي تبتعد، كاد يتبعها لولا أن أوقفه الطبيب وقال "أستاذ آدم كنت أريدك في موضوع هام"
التفت إليه وقال بخوف "عمتي بخير؟"
أجاب الرجل "نعم ولكن أنا أظن أن حالتها بحاجة لعملية قلب مفتوح ولكن قبل ذلك هناك أخصائي قلب معروف أقترح أن يراها قبل أن نقرر فهل لديك مانع؟"
هز رأسه بالنفي وقال "بالطبع لا، أحضر من تشاء المهم صحتها"
رد الطبيب "تمام، سأتصل بالدكتور ليأتي ويراها وسأبلغك بأي جديد"
قال "حسنا شكرا دكتور"
تحرك إلى الخارج وأشعل سيجارته ثم ركب سيارته واتجه إلى مكتب سالم ولكنه هو الآخر لم يجده، بالطبع هرب من مواجهته، جلس في السيارة الآن أصبح الوضع أكثر تعقيدا؛ عمته في خطر وحبيبة قلبه، آه منها تلك المرأة إنها الآن تضيع من حياته، تنساب منها كالماء من بين الأصابع، هو الذي دمر حياته، ثم تذكر كلماتها كان لابد أن يكون هو حصن أمانها لا العدو الذي يهاجمها، لقد أخلف ظنها بالفعل فهي ليس لها سواه وها هي لم تعد تريده وانتهى الأمر فترى إلى أين ستذهب؟ هل يمكن أن تلجأ إلى آسر؟
أمسك هاتفه وأخرج رقم آسر واتصل به فأجاب آسر على الفور "أهلا أستاذ آدم كيف حالك وحال رنين؟"
قال بهدوء "بخير، كيف حالك أنت؟"
أجاب آسر "الحمد لله، أنا عدت المانيا لإكمال العمل، ألف مبروك الزواج وآسف لعدم الحضور، هل تعتذر لرنين؟"
كانت طريقته تدل على الصدق، أجاب "إن شاء الله ولكن أين والدك ليس بمكتبه؟"
قال "نعم لقد سافر أمريكا مع ماما اجازة كما أخبرني، ربما يجدد شبابه معها"
ضحك آسر وحاول آدم أن يتمادى معه ويده تغط على مقود السيارة ثم قال "حسنا أتمنى أن تكون بخير وأن نراك عند عودتك"
قال آسر "ربما ولكن لا أظن لأنني نويت أن أستقر هنا، الشركة عرضت علي البقاء وأنا وافقت"
تنهد آدم وقال "أتمنى لك التوفيق، آسر كنت أريد أن اسألك عن شيء"
قال آسر "نعم بالطبع"
تردد آدم ولكنه حسم أمره وقال "والدك أخبرني أن العلاقة بينك وبين رنين كانت، أقصد تطورت و.."
هتف آسر مقاطعا إياه "أي علاقة؟ آدم أنا علاقتي برنين لم تتخطى الصداقة أو الإخوة بالنسبة لها ربما كما أخبرتك من قبل أنا لي مشاعري الخاصة ولكن هي لا، رنين أنقى امرأة عرفتها بحياتي وابتعد عن بابا أنا أعلم ماذا يريد، حافظ على رنين يا آدم فهي تحبك واختارتك وباعت كل شيء من أجلك ولم يعد لها سواك"
أغمض عيونه بألم مما فعل، الآن يزداد ألمه مرات مضاعفه، سمع آسر يناديه فأجاب "اطمئن يا آسر هي بخير، بعيوني وقلبي ولن أضيعها أبدا المهم أن نراك مرة أخرى عنما تعود"
رد آسر "إن شاء الله، شكرا يا باش مهندس بلغ تحياتي لرنين وألف مبروك مرة أخرى"
هكذا تأكد أن آسر لا علاقة له بها وأنه ظلمها للمرة الثانية لا يحسن التصرف أو التفكير، كيف ظن بها ذلك ولماذا لم يصدقها؟ لماذا لم يتأكد قبل أن يفعل ما فعل؟
بالتأكيد لأن الشك كان ما زال يملأ قلبه تجاه آسر لذلك صدق كلام سالم، نعم لقد تحملت هي من أجله الكثير فماذا قدم هو لها سوى الإهانة والآن رحلت وتركته، بالتأكيد لن تعود، ما فعله بها ليس بهين، استند برإسه على المقعد وأغمض عيونه، ترى ماذا سيفعل لو رحلت وتركته؟ لن يتحمل وعمته ترى ما الذي حدث لها؟ لماذا سقطت أمام غرفتهم؟ هل شعرت بالتعب فأتت إليهم أم ماذا؟
أمسك رأسه بيديه وهو يتألم من الصداع الذي يدق به حتى عاد وأدار السيارة وتحرك
وصلت المشفى فلم تراه، جلست بعيدا وأغمضت عيونها وتاهت في ظلمات الأفكار، ضائعة بلا هدف إلى أن شعرت بلمسة على ذراعها وصوته يقول "لقد حجزت غرفة لنا، هيا ادخلي بها لن نبقى هنا طوال الليل"
لم تنظر إليه وقالت "لن أبقى معك بمكان واحد سأعودلشقتي"
انحنى عليها وقال بتحذير "رنين ليس هذا مكان أو زمان لحل مشاكلنا فانتبهي لتصرفاتك"
رفعت وجهها له وقالت بعناد "أنا أعلم ماذا أفعل جيدا ولست بحاجة لك أنت بالذات لتخبرني عن الصواب، أخبر نفسك به أولا"
ثم نهضت لتبتعد ولكنه وقف أمامها وقال بغضب "لن اتحمل طريقتك هذه كثيرا، يمكنك الذهاب أفضل من كل ذلك أنا لست بحاجة لأحد"
قالت بحدة "ومن قال لك أنني هنا من أجلك؟ أنا هنا من أجل تلك المرأة التي اعتبرتها أمي ولولا هي لاختفيت من أمامك بل من حياتك لأني لا أطيق رؤيتك"
أمسكها من ذراعها كعادته وقد لطمته كلماتها بقوة وقال "رنين كفي عن جنونك هذا أنا لن أتحمله كثيرا خاصة في تلك الظروف"
قالت بتحدي ودون اهتمام بكلماته وتحذيراته "هذا ليس جنون إنه العقل بعد الجنون فالجنون كان عندما تركت حياتي هنا وبقيت بالعزبة وقبلت بالزواج منك وظننت أنك ستكون حصني الذي اتحصن خلفه واعتقدت أنك باب السعادة والأمان ولكني أدركت الحقيقة أنك لست ذلك الحلم الذي عشته، أنت أي شيء آخر غير الزوج الذي حلمت به فاتركنى وارتاح وانسى أنني موجودة بحياتك أصلا"
قال بقوة متصنعة وهو لا يتخيل حياته بدونها "لن أفعل، لابد أن تفهمي أن ما حدث كان غصبا عني، الغيرة أعمتنى وشكي بآسر كان دافعي الأول ولا تنسي أن سالم أكثر الناس قربا لكِ فكيف لا أصدقه؟"
أبعدت ذراعها وقالت "معك حق فلتصدقه هو وتكذبني أنا بل وأصبح أنا مثل أميرة، أنت تدرك ماذا قلت لي وماذا فعلت بي؟ أنت حطمت كل شيء جميل كان بيننا كل شيء، لم يعد حتى للثقة مكان لن يمكنني أن أتقبلك بحياتي مرة أخرى"
وقف كلا منهما ينظر للآخر إلى أن قال وقد أدرك أن علاقتهم انتهت إلى غير عودة ومع ذلك قال "لا داعي لأي قرارات الآن، دعينا فقط نفكر بحياة عمتي ثم بعدها نقرر مصيرنا، اذهبي للغرفة الآن وأنا لن آتي فقط لا داعي لبقائك هكذا"
ظلت تنظر له بقوة وقالت بحزم "أنت على حق يجب أن نفكر بحياة العمة لكن مصيرنا محسوم ولن نختلف عليه"
ثم تركته واتجهت للغرفة التي أشار إليها ودخلت وأغلقت الباب واستندت عليه وبكت كثيرا لأنها تعلم أن علاقتهم أصبحت طريق مسدود وعلى كلا منهم أن يستدير ويعود من حيث أتى ولكن لمن تعود؟ لم يعد لها بالحياة أحد حتى من كانت تظنه أبا آخر أصبح عدو لم تحسب حسابه وآسر لم يعد بإمكانها أن تلجأ إليه
جلست على أقرب مقعد وهي لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل؟ بالتأكيد لن تعود معه، حياتها انتهت معه لن تثق به مرة أخرى، من ظن بها ذلك لا يستحق حبها أو قلبها، تراجعت في المقعد إلى أن راحت في النوم
أفاقت مع بداية ضوء النهار، خرجت فلم تجده ورأت الطبيب يخرج من العناية فأسرعت إليه وقالت "كيف حالها الآن؟"
ابتسم وقال "تسأل عنكِ"
ابتسمت وأسرعت إلى الداخل وهي تبحث عنها حتى رأتها، أمسكت يدها ففتحت المرأة عيونها ونظرت إليها
قالت رنين "ماما حضرتك بخير أليس كذلك؟"
هزت العمة رأسها وقالت بضعف "الحمد لله"
قبلت يدها وقالت "ماذا حدث لكِ؟ كنتِ بخير بالفرح"
قالت العمة "سمعتكم يا فتاة وعرفت أنكِ تريدين ترك ابني فلم يتحمل قلبي فراقك"
حدقت فيها ثم انسابت الدموع بغزارة من عيونها فقالت العمة "لا تبكين يا فتاة كفاكِ دموعا"
قالت بحزن "ماما لا تتركيني، لم يعد لي سواكِ"
قالت العمة "وزوجك؟"
أبعدت عيونها المتألمة وقالت "أرجوكِ ماما لا تتحدثي بذلك الموضوع الآن أنِ ما زلتِ متعبة"
ولكن العمة قالت "أنا سمعت كل شيء، كنت قادمة لأخبر آدم عن عمته سميرة فسمعت حديثكم، اعذريه يا رنين"
قالت بدون تفكير "ولكنه لم يعذرني ولم يرحمني، أنا لم أعد أريد أن أتحمل أكثر من ذلك، أرجوك لا تضغطين علي مرة أخرى"
قالت العمة "إذن أنتِ لا تخافين علي؟ أنا لمجرد أني سمعت كلمة الطلاق أصبت بأزمة قلبية فما بالك لو وقع الأمر؟ بالتأكيد لن أنجو"
ضغطت على يدها وقالت بلهفة وخوف "لا، أرجوكِ لا تتحدثي هكذا أنا لن أتحمل فراقك أنتِ أيضا لم يعد لي سواكِ"
قالت المرأة برجاء "إذن لا تتحدثي عن الفراق الآن فأنا لن أتحمل ذلك من أجلي هذه المرة، أعلم أننا لابد أن نؤدبه ونجعله يندم على ما فعل ولكن وأنتِ معي وبجانبي، وأنتِ زوجته ولستِ طليقته فهو في النهاية لن يكون إلا لكِ وأنتِ له، قلوبكم تشابكت سويا ربما تعقدت حبالكم ولكن في النهاية ستفك عقدتكم وتكونون لبعض"
همست بألم "ولكن عمتي أنا مجروحة وأتألم بشدة من جرحي ولا أستطيع أن أتقبل من جرحني بجواري"
قالت العمة بحنان "أعلم لذا ستأخذين الوقت اللازم للشفاء وأنتِ بجانبي أنا وعندما يندمل جرحك تعودين، وقتها سيكون هو قد تعلم الدرس جيدا، لا يمكننا أن نشارك الأيام في قسوتها على من نحب، فقط نقسو يوما ونسامح دهرا ولن أطلب منك السماح الآن ولكن على الأقل ابقي معي وابتعدي عنه وعاقبيه كما تشائين وأنا معك ولن نخبره بأي شيء عن اتفاقنا هذا فهل توافقين؟"
عادت الدموع ولم تعرف بماذا ترد وهي تقول "لا أستطيع ماما، لا أريد أن أراه، رؤيته تؤلمني، تجلب الذكرى لي فتزيدني ألما"
قالت العمة "أعلم ولكني أعلم أيضا أنكِ تلك الفتاة القوية التي كانت له ندا من أول يوم، تحملتِ الكثير من قسوة وعناد وكبرياء وشقاء وكنتِ مثل الرجل في كل شيء فأكملي ما بدأتيه من أجلي يا ابنتي ومن أجل قلبك الذي ينبض بحبه، لا تتركيه سيضيع من غيرك فالحياة حرمته من كل من أحب فلا تحرميه منكِ أنتِ أيضا فأنتِ الأمل الأخير له، من أجلي يا ابنتي، من أجلي أنا"
ضعفت أمام رجاء المرأة فهزت رأسها بالموافقة وقالت "حاضر ماما، من أجلك أنتِ فقط حاضر، ولكن ليس الآن أرجوكِ أحتاج وقت لتشفى جراحي"
ابتسمت العمة وقالت "بل ليتأدب على ما فعل ويندم"
ابتسمت رغم الدموع وقبلت يد المرأة التي أغمضت عيونها براحة ولم تتحدث إلى أن نامت فتركتها وخرجت ولم تجده أيضا، لم تبحث عنه وانما اتجهت إلى الطبيب الذي أخبرها عن العملية وأخبرها أنه ينتظر رأي الاخصائي
اتجهت إلى شقتها وأخذت حمام وغيرت ملابسها وفجأة رن جرس الباب، اندهشت واتجهت لترى من بالباب فتحت لتراه أمامها، لم تنظر اليه وانما تركت الباب واتجهت إلى غرفتها
******
عرف أن عمته سميرة هي الأخرى مريضة وبمشفى آخر فاتجه إليها وأمضى وقتا هناك وعاد مرة أخرى إلى عمته فوقية وعرف أن رنين رأتها، بحث عنها فلم يجدها وظن أنها رحلت ولا يعلم لماذا تحرك لشقتها وأراد رؤيتها؟ ربما أراد أن يطمئن أنها ما زالت موجودة حوله بمكان قريب منه وأيضا لن يتركها وحدها
أغلق الباب واتجه إلى الداخل، خلع جاكتته وألقاها بعيدا وألقى نفسه على الأريكة وقد كان متعب جدا ومثقل بالهموم والأحزان ولم يعد يجيد حتى التفكير، بالطبع لن يكون بينهم أي حوار ولكنه على الأقل رأى عيونها واشتم عبيرها، أغلق عيونه من الصداع الذي لا يفارقه
تابعته من غرفتها ثم أبعدت عيونها فهي لا تعلم كيف تألم قلبها من أجله؟ لماذا لا تقسو عليه؟ عادت ونظرت إليه، لماذا يا قلبي؟ لماذا ما زلت تحبه رغم أنه جرحك وأهانك وآذاك؟ أنت تستحق إذن ما فعله بك
رأته يتمدد على الإريكة، كادت تذهب إليه وتخبره أن يدخل غرفة والدها ولكنها تراجعت في آخر وقت لا لن تحنو عليه فهو لا يستحق ومع ذلك جزء داخلها كان سعيد بأنه أتى إليها هي وحدها ولم يتركها ...
ظلت تتحرك بغرفتها وقتا إلى أن حسمت أمرها وأخرجت غطاء واتجهت إليه وقبل أن تضعه عليه تأملت ملامحه الهادئة وسمعت أنفاسه المتعالية والمنتظمة، دمعت عيونها وتمنت لو كل ما حدث لم يحدث ولكن للأسف لقد وقع الأمر وكان ما كان
استيقظت مبكرا وأحضر إليها البواب ما طلبته من طعام وأعدت بعض الإفطار واتصلت بالمشفى لتطمئن على العمة وأخرجت له بعض من ملابس والدها ووضعتها أمامه لربما أراد أن يغير تلك الملابس التي لم يغيرها منذ تلك الليلة المشؤومة
فتح عيونه وهو لا يعلم أين هو ثم استوعب الأمر، أبعد الغطاء الذي أدرك أنها هي التي وضعته عليه، اعتدل وعدل بيده خصلات شعره على جبهته وأشعل سيجارة سمع صوت حركات بالمطبخ فعرف أنها هي ...
رأى الملابس التي وضعتها له فابتسم، رغم كل شيء أليست هذه هي الحياة التي تمناها؟ زوجة يجدها بجانبه بكل الأوقات، تغطيه وقت البرد وتبقى بجانبه وقت الألم؟ ليته ما فعل ما فعل ...
أخذ الملابس وتأملها كانت تناسبه فعلا، تأمل المكان حتى وجد بعيونه الحمام فاتجه إليه
عندما خرجت على صوت هاتفه لم تجده ولم تجد الملابس فعرفت أنه بالحمام، كان هيثم على الهاتف انتهت الرنات فاستدارت لتعود لتصطدم به وهو خارج من الحمام ويلف المنشفة حول رقبته وخصلات شعره المبللة تتساقط على جبهته وضعت يدها على صدره ونظرت لعيونه بفزع من المفاجأة وشعرت بيديه تمسكها من ذراعيها
خط من المشاعر الواهنة مر بينهما وكأن كلا منهما كان ينتظر القرب أو بحاجة الى القرب ...
كم اشتقت لعيونك الغاضبة وسبحت في أمواجها العاتية، كم هي مُرة الحياة بدون رضاكِ، أحتاج إلى قربك لذا أتيت إليكِ وارتحت فنمت والآن أروي ظمأ قلبي من عطر أنفاسك
اتألم ببعدك حبيبي ولكن يؤلمني أكثر قربك، لم أعد أتحمل وجودك كما لا أتقبل بعدك، احترت ولم أعد أعلم أين راحة قلبي؟
كان الاثنان أكثر قربا وكأن نفس تلك المشاعر تجذبهم لبعهم البعض ولكنه ما أن مرر يده على وجنتها حتى انتفض جسدها معترضا ونفضت يده عنها وابتعدت إلى المطبخ فقد عاد غضبها ليوقظها من مخدر قربه
دخلت المطبخ واستندت على الرخامة الموجوة وأغمضت عيونها وهي تحاول أن تمنع دموعها إلى أن تمالكت نفسها ووضعت له الساندويتشات ثم أخذت نفس عميق وخرجت، كان بغرفة والدها يكمل ملابسه، وضعت الطعام على المائدة ودخلت غرفتها
تابعها بألم وحزن وهي تبتعد من أمامه، كم تمنى أن يضمها إليه بل أن يلقي نفسه بين أحضانها لربما انتهت الالامه بقربها ولكن هو يعلم ما يعانيه قلبها
أكمل ملابسه بالغرفة الأخرى ثم خرج وهو يحدث هيثم بالهاتف ثم هاتف المشفى، كانت هي الأخرى قد خرجت وجهزت
نظر إليها وقا ل"ساوصلك للمشفى وأعود للعزبة الأرض بحاجة لي وهيثم غير موجود"
لم تنظر إليه وقالت "سأذهب وحدي لن أذهب معك لأي مكان"
اقترب منها وقال بضيق " نين أنا لن أتحمل طريقتك هذه كثيرا، لا تنسي أنكِ مازلتِ زوجتي ولن تتصرفي عكس ذلك فلن أسمح به"
نظرت إليه بغضب وقالت "ولكني نسيت أصلا أنني زوجتك لأنني لن أكون بعد ما كان، أخبرتك أني أنتظر فقط شفاء العمة ولن أبقى معك يوما واحدا"
ابتعد من أمامها وقال "وأنا أخبرتك أنني لن أتركك، ما حدث كان لحظة غضب، ضعف، غيرة أو لا أعلم المهم أنه حدث دون وعي مني ولكني لن أتركك لن أطلقك"
قالت بغضب "كما تشاء، لا يهم الطلاق فهو مجرد إجراء لادإنهاء العلاقة رسميا فلا يهمني لأن بالنسبة لي العلاقة انتهت واقعيا وأنت من أنهاها وبالنسبة لي أنت لم تعد زوجي لأنني لن أقبلك مرة أخرى"
استدار إليها وقال بغضب ونفاد صب "رنين توقفي عن إثارة غضبي بكلامك هذا أنا حتى الآن أصبر لأني أعلم أنكِ مجروحة لكن توقفي قبل أن أفقد أعصابي فأنا لن أتحمل هل تفهمين؟"
لم تتراجع ولم تهتز لتهديده وقالت "مجروحة؟ هذا فقط ما تراه؟ مجروحة؟ واضح أنك لا تقدر مقدار الألم الذي أعيشه بسببك وأنت الذي تعيد ما كان وهذه هي إجاباتي فإذا لم تكن تعجبك فلا تتحدث أصلا معي"
نظر إليها مطولا قبل أن يقول "معكِ حق الكلام معكِ لا داعي له أصلا"
ثم تحرك إلى الخارج دون أن ينتظرها ولم تتراجع أمامه وإنما أغلقت الشقة ونزلت ولكنها وجدته ينتظرها بالسيارة، لم تشأ أن تعقد الأمور أكثر فركبت بدون أي كلام
انتظر معها حتى قرر الطبيب المختص أن العمة ليست بحاجة للجراحة وإنما فقط للرعاية الطبية الجيدة وكذلك عدم التعرض لأي مؤثرات نفسية ..
وأخيرا ذهب وتركها، أمضت اليوم بالمشفى وحدها، رأت العمة مرة واحدة ولم تتحدث معها كثيرا وما أن حل الظلام حتى خرجت العمة إلى غرفة عادية وهي معها، تأخر الوقت ولم يحضر وسألتها عنه العمة فأخبرتها أنه بالعزبة فلم تعلق وبعد منتصف الليل وصل بعد أن أمضى يوما آخر شاق بالعزبة والمزرعة والأرض وعمته سميرة
كانت تجلس تقرأ والعمة نائمة قال بهمس "كيف حالها؟"
قالت دون أن تنظر إليه "أفضل حالا الطبيب قال أنها تتحسن سريعا"
جلس على أقرب مقعد بإرهاق وقال "ألم يخبرك متى سنخرج؟"
قالت ببرود "لا"
لم يتحدث أيا منهما وكانت ليلة متعبه لكلا منهما، وجوده معها بنفس المكان يذهب الراحة من قلبها ووجودها أمامه يثير داخله كل الذكريات
في الصباح كان الطبيب يمر فنظر إليهم وقال "هي أفضل طبعا الآن"
قال آدم "إذن ألا يمكنها الخروج؟"
قال الطبيب "يمكنها ولكن بشروط أولا لابد من ممرضة خاصة تلازمها الفترة القادمة، ثانيا لا أحزان ولا غضب ولا ضغوط نفسية من أي شكل، ثالثا لابد من كشف دوري كل شهر لنطمئن على حالة القلب"
لم تنظر إليه ولا هو وقال "حاضر سأوفر لها كل شيء"
نظر إليها ثم إلى العمة التي قالت "هل تنهي الإجراءات حتى نذهب؟"
هز رأسه وخرج دون أي كلام، نظرت إليها العمة وقالت "الآن أخبريه أنكِ لن تعودي معنا كي تجعليه يطلب منكِ أن تعودي من أجلي"
نظرت للعمة برجاء وقالت "ماما لم لا تتركيني أذهب؟ أنا وآدم انتهى كل شي بيننا"
قالت العمة بحزم كعادتها "كفي عن هذا الهراء"
عاد بعد وقت وقد أعدت هي كل شيء للذهاب وما أن دخل حتى قال "هيا دعونا نذهب"
نظرت إليه وقالت "تذهبوا أنا لا"
التفت إليها وقال محاولا ألا يغضب أمام العمة "والآن ماذا؟ هل عاد إليكِ جنونك أم ماذا؟"
قالت بغضب "لا أنا لست مجنونة، أنا أحافظ على ما تبقى لي من كرامة وأنا أخبرتك أني لن أعود إليك"
حاول أن يهدء من غضبه فاتجه إليها ووقف أمامها ونظراته القوية تلتهمها ثم قال "ليس لكِ الحرية بالأمر أنتِ زوجتي وأنا الذي أقرر"
قالت بقوة "هل تصدق ما تقول؟ على فكرة أنا كان يمكنني أن أختفي من حياتك دون أن تشعر ووقتها لن تفرض علي أي شي ولكن أنا بقيت من أجل ماما والآن انتهى دوري"
أمسكها من ذراعها بقوة وقظ نفد صبره ولم يقبل فكرة أنها ليست معه وقال "إياكِ أن تفكري بالرحيل أنا لا أعلم ماذا يمكنني أن أفعل وقتها؟ أنا.."
قاطعتهم العمة "آدم ..رنين"
التفت الاثنان إليها وقد ظنا أنها تعبت ولكنها قالت "آدم هل يمكن أن تتركنا قليلا؟"
نظر لعمته ثم إليها ثم اندفع إلى الخارج بغضب وهو لا يعرف لماذا لا يمكنه أن يهدء ويعترف أنه أخطأ ويحاول إصلاح خطؤه؟ لماذا ياخذه الكبرياء والغرور وهو المخطئ؟ أطفأ السيجارة وعاد قابل الطبيب في عودته فأوقفه وقال
"آدم بيه أردت أن أخبرك بشيء هام"
نظر إليه وقال "بالطبع تفضل"
قال "بالطبع أنت تعلمون حالة العمة جيدا ولكن لابد أن أخبرك أنها لن تتحمل أي ضغط نفسي جديد فالقلب أضعف مما يمكنك أن تتخيل، مدام رنين تعلم ذلك أنا أخبرتها لأنني رأيت كم أن العمة تحبها وتتعلق بها فمن فضلك حاول أن تحافظ على صحتها"
هز رأسه وهدء غضبه وعاد إلى الغرفة، نظر إلى عمته التي غمزت له فنظر إليها وقد كانت هي تضع باقي الأشياء بالحقيبة فاتجه إليها وقال "هل نتحدث بهدوء؟"
لم ترد فأمسك يدها لتترقف فأبعدت يده وتوقفت فقال بحيرة "عمتي"
نظرت إليه فقال "ستعودين من أجلها، حياتها أكبر من خلافتنا"
حدقت بعيونه القاتمة الغامضة ثم أبعدت عيونها وهزت رأسها دون كلام فتنهد وارتاح قلبه وهو ينظر لعمته التي ابتسمت وهزت رأسها تطمئنه